محللون: زيارة كيري للخليج "طمأنة" مسبقة لاتفاق النووي
ضغوط اقتصادية كبيرة دفعت إيران لإبرام الاتفاق حول وقف برنامجها النووي
الأحد 20 محرم 1435هـ - 24 نوفمبر 2013م
قال الكاتب والمحلل السياسي، مكرم محمد أحمد "إن الاتفاق بين إيران ودول الغرب حول الملف النووي الإيراني يعتبر خطوة جيدة في سبيل استقرار الشرق الأوسط حتى وإن كانت هناك مخاوف من دول الخليج من إبرام هذا الاتفاق".
ويعتقد أحمد أن زيارة كيري الأخيرة لمنطقة الخليج طمأنت دول المنطقة من هذا الاتفاق، لأنه ما كان ليتم إلا بتقديم تنازلات إيرانية أساسية في ملفها النووي، ومن ذلك وقف العمل في معامل التخصيب في مدينة "قم"، ووقف مصنع الماء الثقيل".
وفي تصريحه لـ"العربية.نت"، أكد مكرم محمد أحمد أن "المكسب الحقيقي لإيران من هذا الاتفاق هو أنها اكتسبت شرعية حقها في تخصيب اليورانيوم لإنتاج وقود نووي يغطي محطاتها".
أما التأثير الاقتصادي لصالح إيران من هذا الاتفاق، فيشير مكرم محمد أحمد إلى أن أكثر الدوافع الإيرانية لإبرام هذا الاتفاق هو الأزمة الاقتصادية التي تشهدها إيران جراء العقوبات المفروضة على إيران، لأن هناك حسابات وأموالاً مجمدة لإيران في الولايات المتحدة تقدر بمليارات الدولارات سيتم الإفراج عن جزء منها وليس جميعها، حتى تثبت إيران حسن نواياها، وأعتقد أن إيران ستستمر في الاتفاق.
روحاني ورقة خامنئي
ومن جهته، أكد محمد عباس ناجي، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن "الاتفاق الغربي الإيراني في مؤتمر جنيف يعتبر بداية أولية للاتفاق النهائي حول وقف تخصيب اليورانيوم في إيران، ويمهد الطريق لبناء ثقة بين إيران والغرب".
واعتبر محمد عباس ناجي في حديث لـ"العربية.نت": "أن هذا الاتفاق لا بد أن تتبعه خطوات أخرى وإلا سيبقى حبراً على ورق".
ووفق هذا الاتفاق، فإن منشآت إيران النووية ستخضع للتفتيش وتوقف تخصيب اليورانيوم عند نسبة 5%، وفي المقابل سيلتزم الغرب بإنعاش الاقتصاد الإيراني من خلال وقف العقوبات الاقتصادية.
وأوضح عباس ناجي أن السبب الرئيسي في إبرام إيران هذا الاتفاق مع الغرب هو الضغوط الاقتصادية التي تعرضت لها إيران بسبب فرض العقوبات الاقتصادية، وأن اختيار المرشد الأعلى خامنئي لحسن روحاني للترشح للرئاسة كان بسبب توجه لدى خامنئي نحو التغيير في سياسة المواجهة.
وحول ما تم تخصيبه خلال السنوات الماضية، أكد محمد عباس ناجي "أن الجزء الموجود لدى إيران الآن 196 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ووفق الاتفاق سيتحول هذا الجزء إلى وقود لتقليص مخاوف الغرب.
وعن موقف دول الخليج من هذا الاتفاق، أوضح محمد عباس ناجي "أن الملف النووي الإيراني لم يكن ليهدد إسرائيل فقط، ولكنه يهدد دول الخليج أيضاً، لذا لا بد أن يكون هناك مقعد لدول الخليج في المفاوضات النووية بين إيران والغرب، لأن أي سيناريو حول الملف النووي الإيراني سيمس مصالح الخليج في الصميم.
أميركا "باعت" الملف السوري
وتعقيباً على تأثير هذا الاتفاق على ملف القضية السورية، يرى جبر الشوفي، عضو المجلس الوطني السوري المعارض "أن أميركا تسعى باتجاه حلحلة أزمتها مع إيران عبر تسهيلات رفع العقوبات عن إيران، ولكن هناك انعكاسات على هذا التوجه الأميركي نحو إيران، خاصة في دول الخليج، وله تأثيره أيضاً على القضية السورية".
وأوضح جبر الشوفي "أنه من الملاحظ تدهور في العلاقات بين أميركا والسعودية وكافة دول الخليج، بدءاً من الاتفاق الكيمياوي بين لافروف وكيري، حيث باع الأميركيون الملف السوري منذ تلك اللحظة تجاه إيران، وهذا يتجلى في دعوة واشنطن إيران لجنيف 2".
وبالمجمل يعتبر جبر الشوفي أن "الاتفاق الغربي الأميركي الإيراني سيأتي بالطبع على حساب مطالب الشعب السوري، ولا نرى فيه أية رائحة طيبة، بل هو إرخاء للحبل الإيراني وإعطاؤهم دوراً أكبر في القضية السورية، لأن الإيرانيين لن يقدموا شيئاً للسوريين في اجتماع جنيف 2".