عن الرئيس الراحل السادات ... (بطل الحرب والسلام) أتحدث :
مشكلتنا كعرب عامة ...
هو تعظيم الأشخاص الذين يتولون المسئولية ..
فيصبح كل قرار يتخذونه بمثابة هدية من السماء ومنة ونعمة أنعموا بها على الشعوب !
السادات رجل سياسى داهية .. وسبق عصره بقرارات معينة ...
لكنه كرجل عسكرى ..
دوره كان يفترض أن ينتهى بتوليه زمام المسئولية السياسية للبلاد ..
قرار الحرب .. إختزل فى رأى السادات كأنه هو الذى قرر و خطط ..
أرض غالية من تراب مصر أغتصبت منا نتيجة أخطاء حكومة سابقة (حكومة ناصر) وأخطاء العسكريين وقتها وإنشغالهم بالسياسة وبالصراع الداخلى والدولى وتكوين تحالفات دولية وإسقاط أنظمة سياسية لا تأتى على هوى الناصريين ...
عودة الأرض مطلب شعبى وقومى ...
وعلى أى حكومة لاحقة أن تعمل على تحقيق هذا الأمر ..
لأن فيه إستعادة للشرف والكرامة .. وإلا كنا سنعيش فى ذل وإنكسار ..
لذا فقرار الحرب ليس منه / هبة من زعيم أو رئيس حكومة ..
بل هو مطلب أمة تريد أن تغسل عارها ..
والشعب صبر لتحقيق هذا الغرض ..
وكانت كل الجهود والقدرات والإمكانيات مسخرة تحت تصرف الحكومة وأدواتها للإعداد لحرب تحرير الأرض المغتصبة ...
مصر كقوة عسكرية وقتها كانت لا تستطيع سوى ان تنهى حالة لا السلم ولا الحرب التى كانت سائدة وقتها .. فلا هى قادرة على الوصول الى القدس أو رمى اليهود فى البحر كما كان يتوهم البعض ..
قدراتنا العسكرية وقتها :
كانت لا تسمح لنا إلا بعبور الجيوش المصرية قناة السويس والإستيلاء على الحصون المنيعة لخط بارليف وتحرير مدن القناة وإنشاء رؤوس كبارى للقوات العابرة على إمتداد كيلو مترات محسوبة شرق القناة ... وهو المدى التى تستطيع وحدات الدفاع الجوى المصرى تغطيته (وهذا هو أقصى ما يمكن تحقيقه وفقا للإمكانيات المتاحة وقتها ضد اسرائيل المدعومة غربيا وأمريكيا على وجه الخصوص) ..
و كان الخلاف يتعلق بالخسائر المسموح بها لتحقيق هذا الغرض .. وهل ستكون مقبولة أمام النتائج المكتسبة / لا ..
وكان الهدف السياسى :
توصيل رسالة للعالم بأن مصر لن تقبل الوضع القائم وقتها ولن تتنازل عن أرضها المغتصبة ..
وإنشاء واقع جديد هو عبور الجيوش المصرية قناة السويس وتدمير خط بارليف وكسر نظرية الأمن الاسرائيلى .. وكنا على إستعداد أفضل وأقوى لإطالة امد المعارك شهوراً طويلة .. فى حين أن اسرائيل لا تقدر على ذلك .. لان الشعب اليهودى مجند فى خدمة الجيش الإسرائيلى .. وستنهار مؤسسات الدولة الاسرائيلية أمام إطالة أمد المعارك .. عكس مصر التى لديها قدرات وإمكانيات تمكنها من تحمل هذا مدة أطول ..
نتائج المعارك :
تحقيق أهداف الخطة بدر .. المآذن العالية ...
تم بنتائج باهرة لم يكن يتوقعها المصريون أنفسهم ..
وبفضل الله تعالى وتوفيقه هزمنا اليهود وعبرت الجيوش المصرية القناة وأنشأت رؤوس كبارى لها فى زمن قياسى .. (6 ساعات) ..
الخطأ الساداتى :
لكن قرار السادات -رغم رفض القادة العسكريين- بتطوير الهجوم شرقاً خارج مظلة الدفاع الجوى ...
هو أكبر خطأ فى تاريخ المعارك العسكرية على جبهة القتال ..
وفقدنا فى يوم واحد مشؤوم أكثر من 200 دبابة ...
وفى دولة تقوم فيها مؤسسات الدولة على محاسبة الأفراد مهما كانت مراكزهم وحجم مسئولياتهم ..
كان رجل مثل السادات سيخضع حتما لتحقيقات ولجان إستماع من البرلمان وهجوم من وسائل الإعلام .. لأن قرار ما إتخذه -ولا يحق له إتخاذ من الأساس كونه رجل سياسى وليس قائد عسكرى مسئول- كلف المصريين الكثير من الأرواح والمعدات بدون أى نتيجة تذكر ..
لكننا العرب ...
نتغنى بالقائد الفذ الذى أستعاد الأرض بقراره الحكيم ورأيه السديد ..