اقتراح الفريق الشاذلى لتصفية الثغرة فى الميزان

عاشق وطنى

عضو جديد
إنضم
2 يوليو 2019
المشاركات
38
التفاعل
59 0 0
الدولة
Egypt
الاقتراح الذى تقدم به الاقتراح الشاذلى يوم 20 اكتوبر 1973 لتصفية الثغرة كان اقتراحا سليما من وجهة نظرى الشخصية وهذا ما سوف اثبته فى هذه الدراسة بالادلة والشواهد وعموما فمنذ انتهاء حرب اكتوبر وحتى يومنا هذا لم تصدر اى دراسة تناقش وتقيم اقتراح الفريق الشاذلى بشكل مفصل وموضوعى سوى دراسة وحيدة قام بها المؤرخ العسكرى جمال حماد توصل بها من وجهة نظره الى استنتاج – طبقا لوجهة نظره ان اقتراح الفريق الشاذلى كان خاطئا ولم يكن من الصواب تنفيذه ولو كان قد تم تنفيذه بالفعل كانت قواتنا سوف تصاب بكارثة عسكرية شرق وغرب القناة فى وقت واحد ، ومن وجهة نظرى الشخصية لم يكن الاستاذ جمال حماد موضوعيا ومنصفا فى تقييمه لاقتراح الفريق الشاذلى حيث اعتمد فى استنتاجه النهائى على ادلة واهية ومردود عليها بينما تجاهل ادلة وشواهد كثيرة وقوية تؤكد صحة اقتراح الفريق الشاذلى كما سوف نوضح
- وبشكل عام لكى يكون تقييمنا لاقتراح الفريق الشاذلى موضوعيا وعلى اساس سليم فإن العناصر الاساسية للتقييم التى تحدد مدى صحة اقتراح الفريق الشاذلى من عدمه هى على النحو التالى :
- مدى تأثرقواتنا شرق القناة سلبيا فى حالة سحب الالوية المدرعة الاربعة التى اقترح الشاذلى سحبها من شرق القناة الى غربها يوم 20 اكتوبر
- مدى امكانية نقل القوات من شرق القناة الى غربها بشكل مؤمن جيدا وبشكل يضمن امن وسلامة القوات المنسحبة من شرق القناة الى غربها بعيدا عن تدخل العدو وهجماته المضادة
- مدى قدرة القوات المنسحبة من شرق القناة على صد قوات العدو غرب القناة ومنعه من الانتشار وتثبيته فى اوضاعه الحالية بنجاح
- بالاضافة الى حقيقة ما دار فى اجتماع مركز القيادة الشهير يوم 10 اكتوبر والسبب الحقيقى وراء صمت الشاذلى ورفضه شرح وجهة نظره امام السادات وباقى القادة العسكريين
- وسوف تتضمن هذه الدراسة استعراض الانتقادات والاعتراضات التى وجهت الى اقتراح الفريق الشاذلى بشكل مفصل والرد عليها وتفنيدها جميعا كما سنرى .
1- هل كانت فرق المشاة المصرية شرق القناة قادرة وحدها على صد هجمات العدو المضادة دون الحاجة الى دعم الالوية المدرعة الاربعة التى طالب الشاذلى بسحبها الى غرب القناة لمواجهة الثغرة ؟
- يؤكد الشاذلى قدرة الفرق المشاة الخمسة شرق القناة على صد هجمات العدو المضادة وحدها بنجاح دون الحاجة الى دعم الالوية المدرعة الاضافية الملحقة بها على اساس ان كل فرقة مشاة مصرية قادرة وحدها على صد هجوم فرقة اسرائيلية مدرعة كاملة دون الحاجة الى اى دعم خارجى كما يؤكد الفريق الشاذلى ان السبب الحقيقى وراء تدعيم كل فرقة مشاة شرق القناة بلواء مدرع اضافى سببه الحاح قادة هذه الفرق طلبا لهذا الدعم خوفا من هجمات العدو المضادة
- ونحن نقبل رواية الشاذلى بهذا الخصوص لانه المهندس الحقيقى لعملية العبور وصاحب الخبرة العسكرية والثقافة العسكرية كما انه ليس لديه اى دافع او مصلحة للكذب فى هذا الموضوع ومن الواضح ان الفريق الشاذلى قد وافق على تدعيم فرق المشاة الخمس بلواء مدرع لكل فرقة من هذه الفرق الخمس تفهما منه لمخاوف قادة الفرق المشاة الخمس لان نظريته لم تجرب بعد ولا يوجد تجارب عسكرية سابقة شبيهة لها ولكنه اخطأ عندما لم يصدر تعليماته بضرورة عودة الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها بعد نجاح فرق المشاة الخمس فى صد هجمات العدو المضادة حتى يوم 9 اكتوبر حيث توقفت اسرائيل منذ ذلك التوقيت عن شن هجمات مضادة جديدة حتى يوم 16 اكتوبر واتخذت اوضاع دفاعية بحته على طول خط المواجهة فى سيناء وبالتالى كان يجب فى ذلك التوقيت ان يصدر الفرق الشاذلى تعليماته بإعادة الالوية المدرعة مرة اخرى الى غرب القناة وكان من المفترض ان يكتسب قادة الفرق الثقة فى قدراتهم على صد هجمات العدو المضادة وان تزول حالة الخوف والحذر المبالغ فيها لديهم ولكن للاسف لم يحدث ذلك وعندما حدثت الثغرة واتسع نطاقها كان من الطبيعى ومن الضرورى ان يطالب الفريق الشاذلى بسحب هذه الالوية المدرعة الى غرب القناة لمواجهة القغرة وان يصر على ذلك وهذا يؤكد صحة تقدير الشاذلى بخصوص قدرات وامكانات فرق المشاة الخمس وتيقنه من ذلك والا ما كان ليصر على سحب هذه الالوية المدرعة ويدخل فى صدام عنيف مع احمد اسماعيل وزير الدفاع ومع الرئيس السادات انتهى بعزله من منصبه
- من الانتقادات التى وجهت الى اقتراح الفريق الشاذلى الاثر المعنوى السىء الذى سيصيب قواتنا شرق القناة فى حالة سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها لمواجهة الثغرة وان قواتنا شرق القناة ربما تعتقد ان عملية سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها على انه مقدمة لانسحاب الجيش بأكمله من شرق القناة الى غربها وتتحول عملية الانسحاب الى ذعر وفوضى !!! وانا اقول ان هذا الاعتقاد خاطى تماما وساذج وغير واقعى ولا اساس له من الصحة فما دامت عملية سحب القوات من شرق القناة الى غربها تتم بشكل منظم وتحت السيطرة فلا يوجد اى خوف من انخفاض الروح المعنوية لجنودنا شرق القناة ولن يقوموا بتفسيرها على انها مقدمة للانسحاب الشامل من سيناء مادامت غالبية قواتنا شرق القناة لاتزال موجودة بأسلحتها وذخائرها ولاتزال تقاتل العدو بل ان سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها سوف يرفع من الروح المعنوية للجنود المصريين شرق القناة لانها ستساهم فى تضييق الخناق على القوات الاسرائيلية غرب القناة وتمنعها من حصار الجيش الثالث ومدينة السويس وبذلك ترتفع الروح المعنوية للجنود المصريين بعد سلسلة الهزائم والخسائر المتتالية التى اضعفت الروح المعنوية للجنود والتى عارضها الشاذلى بشدة مثل قرار تطوير الهجوم الفاشل يوم 14 اكتوبر وقرار دفع اللواء 25 مدرع شرق القناة لتصفية الثغرة ما ادى الى ابادته وهذه القرارات الخاطئة تسببت فى ارتفاع خسائرنا بشكل غير مسبوق منذ بداية الحرب بالاضافة الى اتساع نطاق الثغرة الى درجة كبيرة وبذلك يتضح ان السبب فى انخفاض الروح المعنوية للجنود هى القرارات الخاطئة التى اتخذتها القيادة المصرية والتى عارضها الشاذلى بشدة وتوقع فشلها فها عندما يتقدم الشاذلى باقتراح لتحسين الاوضاع العسكرية التى يبلغت درجة كبيرة من السوء والخطورة يتم رفض اقتراحه بحجة الخوف من تأثيرها على الروح المعنوية للجنود ؟!!!!
- لقد ادى رفض اقتراح الفريق الشاذلى الى حصار الجيش الاسرائيلى للجيش الثالث ولمدينة السويس اليست تلك النتائج والتداعيات الخطيرة هى التى تؤثر بشدة على الروح المعنوية للجنود وليس اقتراح الفريق الشاذلى ؟!!!
- لست ادرى كيف سيؤدى سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها الى اضعاف الروح المعنوية لقواتنا شرق القناة حيث ان الاوضاع الخطيرة والسئية غرب القناة كانت تحتم سحب هذه الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها خاصة ان هذه الالوية طبيعة عملها ومهامه اصلا كانت فى التواجد غرب القناة وليس شرقها ولم يكن سحبها غير مبرر حتى يقال انه سيثير شكوك ومخاوف قوتنا شرق القناة
- كما لايجب ان ننسى ان هذه الالوية المدرعة الاربعة لم تكن جزء اساسى واصيل من فرق المشتاة ولم تكن تدخل فى تنظيمها العضوى ولم تكن اصلا جزء من القوات المكلفة بالعبور وصد هجمات العدة المضادة حتى يقال ان سحبها سيضعف الروح المعنوية للجنود فلم تكن اصلا قوات بطبيعة تكوينها وتسليحها مخصصة او مهيئة للقيام بعمليات الصد والدفاع بل ان طبيعة مهامها هجومية بحتة وحتى قادة الفرق الخمس شرق القناة استخدموها بشكل مجزء وبشكل ضئيل وليست كقوة واحدة ضاربة مما اضعف من تأثيرها وهو ما يؤكد ان وجودها لم يكن مهما او مؤثرا للدرجة التى تجعل قواتنا شرق القناة تضعف روحها المعنوية بسبب سحب هذه الالوية المدرعة وهذا يؤكد انها اصلا لم تكن جزء من الخطة وان فرق المشاة الخمس كانت قادرة عن التخلى عن دعم هذه الالوية المدرعة لانها لو كانت جزء من خطة العبور لما كان استخدامها بهذا الشكل المجزأ والسىء
- ايضا لا يجب ان ننسى ان مطلب تدعيم قوات المشاة شرق القناة بألوية مدرعة اضافية كان مطلب قادة الفرق المشاة المس فقط ويعبر عن مخاوفهم ولايوجد ما يثبت انه كان مطلبا عاما من الجنود
- وهل يمكن ان نصدق ان المشير احمد اسماعيل والسادات كانا حريصان بشدة على الروح المعنوية للجنود شرق القناة وهم الذين استنزفوا قواتنا فى معارك فاشلة وانتحارية اليست هذه المعارك الفاشلة هى التى تضعف الروح المعنوية للجنود وهل عندما يقترح الفريق الشاذلى اقتراحا لتحسين الاوضاع يتم رفض اقتراحه والحجة الروح المعنوية للجنود!!!
- لا يمكن ابدا ان يفسر الجنود اقتراح الشاذلى على انه مقدمة لسحب الجيش كله من سيناء لان الجنود يدركون تماما اهمية انجاز العبور للجميع القادة والجنود بحكم عوامل واسباب كثيرة وهى ان انجاز العيور جاء بعد هزيمة شديدة فى 1967 وبعد انتظار طويل للحرب والرغبة فى الانتقام من الاسرائيليين وبالتالى فالكل حريص عليه وحتى لو افترضنا فعلا صحة ما قيل عن وجود عقدة الانسحاب عند جنودنا شرق القناة فهذه العقدة تدفعه للصمود شرق القناة مادامت قيادته لم تطلب منه الانسحاب بل حتى لو طلب القادة من الجنود الانسحاب فلم يوافقوا وسوف يستميتوا فى القتال لانهم لديهم عقدة من الانسحاب!! فمن اى شىء يخافون !!!
- كما ان طبيعة الجندى المصرى تتسم بالاستماتة فى القتال و الصمود حتى فى اصعب الظروف بل ان صعوبة الاوضاع تدفعه الى مزيد من الصمود والاستماتة فى القتال ونستشهد فى ذلك بصمود الفرقة 16 مشاة والفرقة 21 مدرعة فعلى الرغم من نجاح القوات الاسرائيلية فى اختراق راس الكوبرى ورغم خسائرها الفادحة واجهادها من كثرة المعارك وكثرة هجمات العدو المضادة التى لا تنقطع الا انها ظلت صامدة صمود بطولى ولم يسقط رأس الكوبرى بل وكبدت العدو خسائر فادحة .
- لقد تقدم الشاذلى باقتراحه الاول لتصفية الثغرة يوم 17 اكتوبر حيث اقترح سحب الفرقة الرابعة المدرعة واللواء 25 مدرع من شرق القناة الى غربها وتم رفض اقتراحه بحجة الخوف من التأثير المعنوى السىء لسحب القوات من شرق القناة ثم عادت القيادة العامة وسحبت الفرقة الرابعة المدرعة الى غرب القناة يوم 18 اكتوبر!!! فلماذا لم تخشى القيادة العامة على الروح المعنوية للجنود شرق القناة !!!! وهل سحب الفرقة الرابعة المدرعة من شرق القناة الى غربها يوم 17 اكتوبر سوف يضعف الروح المعنوية لقواتنا شرق القناة بينما سحبها يوم 18 اكتوبر لا يضعفها !!! ولماذا لم يعترض احد على قرار سحب القوات من شرق القناة الى غربها يوم 18 اكتوبر خوفا على الروح المعنوية لقواتنا شرق القناة؟!!!!
- اليس قيام القيادة العامة بتنفيذ اقتراح الشاذلى الاول بعد رفضه فى البداية دليلا على صحة اقتراح الفريق الشاذلى وتكرر الامر مع اقتراحه الثانى يوم 20 اكتوبر حيث عادت القيادة العامة الى تنفيذ اقتراح الشاذلى وسحبت جميع الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها – بعد فوات الاوان – دليلا على صحة اقتراح الفريق الشاذلى ؟!!! ودليلا على خطأ وسذاجة مبررات وحجج رفض تنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى ؟!!!
- اى ان اصحاب الشأن انفسهم اعترفوا عمليا وبشكل غبر مباشر بصحة اقتراح الفريق الشاذلى وخطأ موقفهم الرافض لتنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى ورغم ذلك لا يزال المنحازون الى السادات يصرون حتى يومنا هذا على خطأ اقتراح الفريق الشاذلى وخطورة تنفيذه على موقف قواتنا شرق القناة وغربها رغم عدم تقديم اى دليل قاطع على صحة وجهة نظرهم وتبنى بعضهم مقولة السادات عن عودة الشاذلى منهارا واصراره على سحب جميع قواتنا من شرق القناة الى غربها رغم انه ثبت عدم صحة ذلك
- يشكك المؤخ جمال حماد فى صحة تقدير الشاذلى عن قدرة الفرقة المشاة وحدها على صد هجوم فرقة مدرعة اسرائيلية كاملة دون الحاجة الى اى دعم اضافى ولا يقتنع بأن الشاذلى قد وافق على دعم فرق المشاة الخمس بخمس الوية مدرعة لمجرد العامل النفسى ولمجرد الحاح قادة فرق المشاة على دعمهم بالوية مدرعة اضافية خوفا من هجمات العدو المضادة وانا اقول للاستاذ جمال حماد ما مصلحة الشاذلى فى ان يدعى غير الحقيقة فى هذا الموضوع ؟! ولو كانت فعلا فرق المشاة الخمس بحاجة الى دعم الوية مدرعة اضافية فلماذا اصر الشاذلى على ضرورة سحبها الى غرب القناة لمواجهة الثغرة ولماذا دخل فى صدام عنيف مع السادات واحمد اسماعيل بخصوص هذه النقطة وتصدر وحده المواجهة معهم بكل ما ترتب على هذه المواجهة من اهانته وعزله فى نهاية المطاف؟!! وما مصلحة الفريق الشاذلى فى اثارة خلاف بدون داعى رغم ان التوقيت والظروف غير مناسبة اطلاقا لاثارة خلاف بدون داعى ولماذا يتقدم الشاذلى باقتراح غير واقعى وغير مجدى ويصر على تنفيذه ؟!! وهل كان الشاذلى على استعداد لتحمل تبعات تنفيذ اقتراحه لو كان خاطئا باعتبار ان اللوم والعقاب سيقع عليه وحده فى حالة فشل اقتراحه فى تحقيق نتائج مجدية باعتباره الوحيد الذى اصر على هذا الاقتراح وماذا سيستفيد الشاذلى من جراء الاصرار على اقتراح خاطىء وغير واقعى والدخول فى صدام مع رئيس الجمهورية وتحمل اهاناته ؟!!! فضلا عن انه سيؤدى الى كارثة لجيش بلاده !!!
- واذا كانت فعلا فرق المشاة الخمس شرق القناة كانت بحاجة ماسة الى دعم الالوية المدرعة الاضافية حتى بعد حدوث الثغرة فلماذا اصر الفريق الشاذلى على سحب هذه الالوية المدرعة الى غرب القناة رغم عدم تغير الظروف التى جعلته يوافق قبل حدوث الثغرة على بقاء الالوية المدرعة شرق القناة؟!!!!
- فهل مثلا وقع الشاذلى فى خطأ سوء التقدير والمبالغة فى الاعتقاد بقدرة فرق المشاة وحدها على صد هجمات العدو المضادة شرق القناة دون الحاجة الى دعم الالوية المدرعة والتهوين من قوة القوات الاسرائيلية الموجودة فى شرق القناة بعد حدوث الثغرة؟ فى الواقع ان هذا الاحتمال غير صحيح وغير وارد اطلاقا طبقا لمعرفتنا بطبيعة شخصية الشاذلى وطريقة تفكيره وقدرته على تقدير الموقف بشكل سليم من خلال مواقفه خلال حرب اكتوبر ، فالشاذلى ثبت فعليا خلال الحرب حرصه على الالتزام بأمن وسلامة قواتنا والتزامه ببديهيات وقواعد التخطيط العسكرى والمنطق العسكرى ويتضح هذا بوضوح من خلال معارضته الشديدة لقرار تطوير الهجوم الفاشل يوم 14 اكتوبر وقرار دفع اللواء 25 مدرع من شرق القناة لتصفية الثغرة واصراره على اعادة قوات الاحتياطى الى غرب القناة مرة اخرى بعد فشل عملية تطوير الهجوم يوم 14 اكتوبر لاعادة التوازن العسكرى لجيشنا فهل يعقل ان يقع قائد عسكرى مثل الشاذلى معروف عنه حرصه الشديد على امن وسلامة القوات وحسن التخطيط فى خطأ فادح يتسبب فى كارثة لقواتنا شرق القناة؟!!! فمن الممكن جدا على ضوء حرص الفريق الشاذلى الشديد على امن وسلامة قواتنا ان يكون حريصا وحذرا بشكل مبالغ فيه على امن وسلامة قواتنا شرق القناة وعلى انجاز العبور وليس ممكنا ان يتقدم باقتراح مفاجىء يؤدى الى كارثة لقواتنا ضاربا بمبادىء امن وسلامة القوات وابسط بديهيات العلم العسكرى عرض الحائط
وبدون سبب!!!!
 
كمان ان الشاذلى بحكم منصبه كان هو الادرى بموقف قواتنا شرق القناة وبالطبع بحكم حرصه على امن وسلامة القوات كان يطلع على موقف الفرق عموما ولاشك انه قد اطمئن على كفاية القوات لموجودة شرق القناة وقدرتها على صد هجمات العدو المضادة بعد سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها وقدم الشاذلى ارقاما دقيقة توضح اجمالى عدد القوات التى من المفترض ان تكون متواجدة فى سيناء بعد سحب الالوية المدرعة الاسرائيلية وهى على النحو التالى :
- 500 دبابة
- 3 الاف قطعة مضادة للدبابات ( صواريخ مالوتكا ومدفعية مضادة للدبابات)
- 250 قطعة هاون ثقيل
- 700 قطعة مدفعية عادية
- 90 الف مقاتل
- وفى الواقع فحتى الأن ورغم مرور 40 عاما على انتهاء حرب اكتوبر الا ان احدا لم يكذب الارقام التى قدمها الشاذلى ولم يذكر ارقاما مخالفة للارقام التى قدمها الشاذلى حتى المعارضين لاقتراح الشاذلى انفسهم
- فى الواقع ان الادعاء بخطورة سحب الالوية المدرعة من شرق القناة وانه سوف يؤدى الى اضعاف قدرة رؤوس الكبارى على صد هجمات العدو المضادة ويهدد بسقوطها هو اعتقاد غير صحيح ويتضح ذلك من خلال الآتى شرحه:
- لقد حول العدو مجهوده الرئيسى من شرق القناة الى غربها ودفع باعداد ضخمة من قواته الى غرب القناة وبالتالى كان يجب ان نركز جهودنا وندير معاركنا الرئيسية ضده من خلال غرب القناة وليس من شرق القناة لان العدو حقق هدفه من الاختراق وليس بحاجة الى عمل اختراقات جديدة لقواتنا شرق القناة كم ان العدو كان بحاجة لتثبيت قواتنا شرق القناة لمنعها من التدخل لتصفية الثغرة ولمنعها من التقدم لاحتلال المضايق ويتضح ذلك بعد حدوث الثغرة من خلال توزيع العدو هجماته المضادة على طول خط المواجهة شرق القناة بدلا من تركيز وحشد معظم قواته ضد قطاع ضيق ومحدد وهو الاسلوب الاسرائيلى المفضل فى الاختراق بالاضافة الى تجنب القوات الاسرائيلية خوض معارك رئيسية ضد رؤوس الكبارى شرق القناة والاكتفاء بخوض معارك صغيرة والتراشق النيران لتثبيت القوات المصرية شرق القناة ولاشك ان توزيع وتشتيت العدو لهجماته على طول خط المواجهة فى سيناء وحرصه على تجنب خوض معارك رئيسية ضد قواتنا شرق القناة يقلل كثيرا من تأثير وخطورة هجماته المضادة ضد قواتنا كما يعكس عد وجود اى نويا او دوافع لديه لاحداث مزيد من الاختراقات ضد رؤوس الكبارى المصرية وبالتالى فلا يوجد اى خوف او خطورة من سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها ويعكس خوف العدو الشديد من رؤوس الكبارى المصرية وبالتالى فكان يجب ان نستغل هذه النقطة الهامة جدا ونبنى خططنا وقراراتنا على اساسها بدلا من ان نخاف نحن من ردود افعال العدو بشكل مبالغ فيه وغير مبرر ولايجب اطلاقا ان يستشعر العدو خوفنا والا سوف يستغله ضدنا وفى الواقع لقد ظهر بوضوح خوف العدو من رؤوس الكبارى فى الايام الاولى للحرب بعد هزيمته فى معركة الفردان وبعد خسائره الفادحة فى هذه المعركة والتى دفعته الى التوقف اطلاقا عن شن هجمات مضادة رئيسية ضد رؤوس الكبارى شرق القناة والتخلى عن فكرة ومحاولة اسقاطها بالهجمات المضادة واتخذ العدو اوضاع دفاعية على طول خط المواجهة تعكس خوفه الشديد من قواتنا شرق القناة وتوقعه شن هجوم مضاد رئيسى من قوتنا ضده بل ان فكرة العبور الى غرب القناة كان دافعها الرئيسى خوفه من رؤوس الكبارى وفشله الذريع فى اسقاطها
- وانى اوجه السؤال للمعارضين لاقتراح الفريق الشاذلى اذا كان فعلا سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها سوف يؤدى الى اضعاف رؤوس الكبارى واحتمال سقوطها فى يد العدو فلماذا لم تقم قوات العدو شرق القناة بتركيز هجومها ضد قطاع محدد او رأس كوبرى واحد شرق القناة خصوصا فرق المشاة التى تم سحب بعض الالوية المدرعة منها مادامت قوات العدو لديها الدافع والرغبة لاختراق قواتنا شرق القناة ومادامت قوات العدو شرق القناة على درجة كبيرة من القوة؟ الم يكن العدو لديه ميزة الاقمار الصناعية خلال الحرب بالشكل الذى يمكنه من اكتشاف كل تحركات الجيش المصرى ؟ فمن الثابت ان القيادة العامة المصرية سحبت اللواء 24 مدرع من رأس كوبرى الفرقة الثانية مشاة الى راس كوبرى الفرق 16 مشاه وافتقد قطاع الجيش الثالث شرق القناة الى دعم اللواء 25 مدرع بعد تدميره فلماذا لم يحاول العدو استغلال تلك الفرصة لتركيز هجومه مثلا على راس كوبرى الفرقة الثانية مشاه لاسقاطه؟!! الجواب ان العدو لم يكن لديه اى رغبة او دافع لاحداث اختراقات جديدة لانه حقق هدفه فعلا من الاختراق بعد ان دفع باعداد ضخمة من قواته الى غرب القناة وبالتالى فإن ان محاولة اختراق جديدة لن تفيده كثيرا ولن تحقق له اى مزايا عسكرية جديدة بل وستكون تحصيل حاصل كمان ان ظروفه واوضاعه شرق القناة لم تكن تسمح له باحداث اختراقات جديدة شرق القناة حتى لو اراد ذلك ولو حاول عمل ذلك سوف يصاب بالفشل وسوف يتكبد خسائر كبيرة فى وقت لم يكن العدو فيه على استعداد لتحمل مزيد من الخسائر او مزيد من الفشل وتعالوا نحاول وضع تصور لفكرة ان العدو سيحاول احداث اختراق جديد ضد قواتنا على النحو التالى :
- من المعروف ان العدو يستخدم اسلوب محدد ومفضل فى الاختراق وهو تركيز وحشد عدد كبير من قواته ضد قطاع ضيق من قواتنا لاحداث عنصر الصدمة وتحقيق الاختراق المطلوب واستخدمه فعلا ضد الفرقة 16 مشاة ونجح فى الوصول بقواته الى غرب القناة ولذلك فهو لو كانت لديه النية فعلا لاحداث اختراق جديد شرق القناة فسوف يكون مضطرا لحشد مالايقل عن 3 فرق مدرعة ضد احد رؤوس الكبارى المصرية لاسقاطها مع العلم بأن العدو كان لديه شرق القناة 10 الوية مدرعة اى ما يعادل 3 فرق مدرعة كاملة + لواء مدرع اضافى ، وبالتالى فلو قام الجيش الاسرائيلى بتركيز هجوم 3 فرق مدرعة ضد احد رؤوس الكبارى فسوف يكون قد ارتكب حماقة كبيرة جدا لان قواته حتى لو نجحت فى اسقاط احد رؤوس الكبارى ستكون قد اكبدت خسائر كبيرة بل ستعطى الفرصة لقواتنا فى رؤوس الكبارى الاخرى شن هجوم مضاد ضد القوات التى تحاول اسقاط رأس الكوبرى او التى تكون قد نجحت فعلا فى اسقاط رأس الكوبرى وتدميرها تماما واستعادة رأس الكوبرى لان اللواء المدرع الاسرائيلى الوحيد الذى لم يشارك فى الهجوم المضاد لا يكفى اطلاقا لتثبيت ثلاث او اربع فرق مشاة مصرية وسوف يؤدى ذلك الى كارثة للجيش الاسرائلى شرق القناة وكذلك غرب القناة لان القوات المصرية شرق القناة فى تلك الحالة ستكون قادرة على سحب جزء كبير من قواتها من شرق القناة الى غربها لتصفية الثغرة لذلك فإنى اوجه السؤال الى المعارضين لاقتراح الشاذلى هل كان الممكن فى حالة سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها ان نخشى من سقوط رؤوس الكبارى المصرية فى يد العدو ؟! فكما اوضحنا لم تكن لدى قوات العدو شرق القناة لا الرغبة ولا القدرة على محاولة اسقاط رؤوس الكبارى فهل بعد كل ذلك من الممكن ان يفكر العدو فى محاولة اسقاط احد رؤوس الكبارى وهل لو حاول ذلك فعلا كان سينجح ؟!!! وقد سبق ان رأينا كيف ان العدو رغم حشده 3 فرق مدرعة ضد رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة وكان متفوقا تفوقا ساحقا بنسبة 1:4 ورغم ذلك فشلت قواته عدة مرات فى اختراق راس الكوبرى وتكبد خسائر فادحة قبل ان ينجح فى الاختراق وبصعوبة شديدة ورغم كل المشاكل التى كانت تعانى منها قوات رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة من تضارب القيادة داخل رأس الكوبرى وارهاق قوات الفرقة 16 مشاة وازدحامها بالقوات نتيجة وجود الفرقة 21 مدرعة فى نفس رأس الكوبرى الخاص بالفرقة رغم ان رأس الكوبرى لايتسع لكل هذا العدد من القوات وهو كان من الاسباب الرئيسية لحدوث الاختراق نتيجة حشر القوات فى مساحة ضيقة فأصبحت هدفا سهلا للقصف الجوى والمدفعى الاسرائيلى بالاضافة الى عدم قدرة قوات رأس الكوبرى على الانتشار داخل راس الكوبرى والفتح للقتال ، فهل من الممكن ان يقدم العدو على اعادة المحاولة ضد قواتنا شرق القناة رغم ان ظروفها كانت افضل كثيرا من ظروف راس كوبرى الفرقة 16 مشاة يوم 16 اكتوبر عندما اخترقتها قوات شارون .
-

- يدعى المؤرخ جمال حماد ان اقتراح الفريق الشاذلى لم يكن من الممكن تنفيذه لصعوبة التكهن بردود افعال العدو لافشال عملية سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها وكذلك صعوبة التكهن بالاجراءات التى سيتخذها العدو لاستغلال خلو شرق القناة من الالوية المدرعة، ونرد على ذلك بأن العدو لم يكن فى امكانه افشال عملية سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها لو تمت بشكل منظم وتحت السيطرة كما انها كان سيتم سحبها عبر الكبارى والمعابر التى كانت لاتزال سليمة وبالنسبة لمسألة وصولها الى غرب القناة دون غطاء جوى فقد كان من الممكن جدا ان يتم سحبها وانتقالها الى مواقعها غرب القناة من خلال مناطق وممرات بعيدة عن سيطرة العدو ، صحيح ان العدو كان يسيطر جويا على مناطق كثيرة غرب القناة ولكن كان لايزال يوجد مناطق بعيدة عن سيطرتها غرب القناة يمكن نقل القوات المنسحبة من شرق القناة من خلالها ومن الممكن ايضا تحرك القوات ليلا حتى تصل الى مواقعها قبل اول ضوء حيث ان طائرات العدو غير قادرة على العمل ليلا فضلا ان ان ذلك سيؤدى الى صعوبة مراقبة خط سير قواتنا المنسحبة من شرق القناة الى غربها وبالتالى صعوبة مهاجمة واعتراض هذه القوات المنسحبة لبعد مرمى مدفعية العدو عنها وعدم دقتها لان العدو كان لايزال بعيدا عن منطقة السويس والجيش الثالث وكان يكرس كل قواته وطيرانه لتدمير القوات التى تعترض تقدمه الى اهدافه غرب القناة كمان ان مدفعية الجيش الثانى والثالث كانتا متمركزتين غرب القناة وبالتالى كان يمكنهما تقديم الدعم قواتنا العائدة الى غرب القناة كما ان مقولة( يصعب التكهن بإجراءات العدو المضادة فى حالة سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها) تصبح غير صحيحة وغير ذات معنى لانها توحى بأننا فى حالة تنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى بسحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها سوف نتحرك فى اطار رد الفعل او نكون عاجزين عن رد الفعل منتظرين ما يمليه علينا العدو بناءا على قراراته وتحركاته رغم انه لو تم تنفيذ قرار سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها سوف يربك حسابات العدو وردود افعاله وسيجعله عاجزا عن القيام بأى رد فعل مؤثر ضد قواتنا لان وجود الالوية المدرعة التى تم سحبها من شرق القناة بمثابة حائط صد قوى يمنعه من حصار السويس او حصار الجيش الثالث بالاضافة الى وجود قوات كافية فى مواجهة قوات العدو شرق القناة والدليل على صحة هذا الرأى هو ان رفض تنفيذ اقتراح الشاذلى بسحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها ترتب عليه نجاح العدو فى حصار السويس وحصار الجيش الثالث كما ان القوات التى اقترح الشاذلى سحبها من شرق القناة الى غربها كانت كافية تماما لمنع قوات العدو من حصار الجيش الثالث او مدينة السويس بدليل ان قوات الصاعقة والمظلات التى تقل امكاناتها كثيرا عن امكانات فرقة مشاة نجحت فى صد قوات شارون المدرعة ومنعها من احتلال مدينة الاسماعيلية فمابالك بقوات مدرعة المفترض انها ذات خصائص هجومية تواجه قوات للعدو اقل كثيرا من قوات شارون !!!!
- واذا كانت قوات العدو قادرة فعلا على افشال عملية سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها فلماذا لم يحاول افشال عملية سحب الفرقة المدرعة من شرق القناة الى غربها والتى اصبحت حائط صد امام القاهرة ضد قوات العدو ولماذا لم تنجح قواته فى افشال خطط قواتنا لصد هجمات العدو المضادة ضد مدينة الاسماعيلية ومحاولة احتلالها رغم ان المصادر تذكر انه تم قصف قواتنا المدافعة عن الاسماعيلية بطيران العدو ورغم ذلك نحجت فى صد هجوم العدو المضاد ومنعته من احتلال مدينة الاسماعيلية ، واما بالنسبة لنجاح العدو فى تدمير اللواء 25 مدرع فسببه انه تم تكليف هذا اللواء بمهمة انتحارية وبدون دراسة او تخطيط ودون مراعاة لامن وسلامة اللواء وقد عارض الفريق الشاذلى بشدة تكليف اللواء 25 مدرع بمهمة تصفية الثغرة من شرق القناة وحذر من فشلها وهو ماحدث بالفعل لذلك لم يكن من المهقول ان يقع الفريق الشاذلى فى نفس الخطأ عندما اقترح سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها يوم 20 اكتوبر وهو الذى عرف عنه الحرص الشديد على امن وسلامة القوات كما سبق ان اوضحنا .
- ونستطيع ان نقول بشكل عام ان العدو فى حالة سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها لن يكون لديه اى حلول او بدائل اخرى لتحسين اوضاعه وموقف عسكريا فى الحرب حيث انه لم تكن لديه اى خطط جاهزة ومعدة مسبقا فى حالة فشل الثغرة فى تحقيق اهدافها بالاضافة الى ضيق الوقت الزمنى حيث كان قرار وقف اطلاق النار على وشك الصدور بالاضافة الى تدخل القوى العظمى لاجبار الطرفين المتحاربين على احترام وقف اطلاق النار والزامهما بعدم خرقه بالاضافة الى ان تنفيذ اقتراح الشاذلى الذى يقوم على فكرة المناورة بالقوات من اتجاه الى آخر يربك العدو ويمنعه من اتخاذ زمام المبادأة لان العدو اصلا فقام بعملية الثغرة اعتقادا منه ان السادات لن يسحب اى قوات من شرق القناة الى غرب لتصفية الثغرة لذلك حشد هذا العدد الهائل من القوات غرب القناة دون خوف ولو تيقنت اسرائيل بأن القيادة المصرية سوف تسحب بعض من قواتها من شرق القناة الى غربها لتصفية الثغرة لقمت فورا بالغاء عملية الثغرة لانه فى هذه الحالة سيتحول الى كمين خطير للقوات الاسرائيلية فى وقت لم تعد اسرائيل تحتمل فيه مزيد من الخسائر ومزيد من الفشل .والدليل على ذلك تقدم موشى ديان باقتراح لالغاء عملية العبور الى غرب القناة لفداحة الخسائر لقواته فى المعارك التى دارت ضد الفرقة 16 مشاة يوم 16 اكتوبر
- اما الادعاء بأن الالوية المدرعة التى سيتم سحبها من شرق القناة الى غربها طبقا لاقتراح الشاذلى التى كان معظمها موجودا فى رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة الادعاء بأنها كانت مرهقة من كثرة المعارك العنيفة وتتابعها دون توقف وبسبب كثرة خسائرها فأقول ايهما افضل ان اقوم بتكليف قوات مجهدة ومرهقة بصد قوات العدو غرب القناة لمنعه من الاستيلاء على مدينة السويس ولمنعه من حصار الجيش الثالث ام اترك العدو يقوم بتحقيق اهدافه كما يحلو له دون تدخل او مقاومة واترك العدو يحتل مدينة السويس وحصار الجيش الثالث ؟!!! ونسى اصحاب هذا الرأى ان الالوية المدرعة الثلاث التى كانت موجودة فى رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة والتى اقترحها الفريق الشاذلى سحبها بالاضافة الى لواء مدرع آخر اقترح الشاذلى سحبه معهم كانت لاتزال تقاتل ببطولة وصمود قوات العدو رغم ارهاقها الشديد وخسائرها الكبيرة وكبدت العدو خسائر كبيرة وصحيح ان قوات العدو نجحت فى اختراق رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة بينما فشلت فى اسقاط رأس الكوبرى وازاحة هذه القوات تماما من رأس الكوبرى .
- وما القول بأن عملية سحب القوات من شرق القناة الى غربها لتصفية الثغرة سوف يستغرق وقتا طويل نسبيا حتى يتسنى اعادة تنظيم القوات واستعواض خسائرها وتوحيد جميع القوات الموجودة غرب القناة تحت قيادة موحدة والتنسيق بينها ووضع خطة شاملة لتصفية قوات العدو فى الثغرة وبالتالى ستكون هذه القوات جاهزة بعد فوات الاوان فهذا ما لا نوافق عليه اطلاقا وغير صحيح لا الشاذلى كما نفهم من كلامه فى مذكراته وفى مراسلاته مع اللواء جمال حماد انه لم يكن ذلك واردا ضمن اقتراحه نظرا لضيق الوقت وخطورة الظروف والاوضاع غرب القناة حيث ان الشاذلى كان يريد ان تدخل الالوية المدرعة المنسحبة من شرق القناة فى معارك تصادمية ضد قوات العدو يوم 21 اكتوبر اى بعد يوم واحد فقط من تاريخ تقديمه لاقتراحه لتصفية الثغرة كما انه يؤكد ان هذه الالوية المدرعة التى اقترح سحبها من شرق القناة كانت كافية تماما وكفيلة رغم خسائرها على وقف تقدم العدو ومنعه من الانتشار او احتلال اى اهداف او مدن حيوية وبالتالى فمقولة كما ان الشاذلى كان يريد ان تقوم هذه الالوية المدرعة بصد العدة ووقف تقدمه وانتشاره باتجاه محدد ولم يذكر انه يريد تجميع كل القوات المصرية المتواجدة غرب القناة فى قيادة موحدة وووضع خطة لتصفية الثغرة بالكامل وهو تصور سليم من الفريق الشاذلى لان الخطة العامة لتصفية الثغرة بالكامل تكون فى مرحلة لاحق بعد ان يتم تثبيت العدو فى اماكنه فى كل الاتجاهات وتوقفه تمام عن الحركة او عن القيام بأى عمليات هجومية ولا ننسى ان القوات المصرية التى نجحت فى الحاق الهزيمة بقوات شارون امام مدينة الاسماعيلية لم تقم بالتنسيق مع بقية قواتنا غرب القناة ولم تنتظر تعيين قيادة موحدة لكى تنجح فى معركتها ضد قوات شارون امام مدينة الاسماعيلية .
- اما القول بأن وجود الالوية المدرعة الثلاث من الالوية الاربعة التى اقترح الفريق الشاذلى سحبها فى رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة كانت صمام الامان لرأس الكوبرى والضمان لعدم سقوطه وان سحب هذه الالوية المدرعة الثلاث من رأس الكوبرى يهدد بسقوطه فى يد العدو بدليل تعرض رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة يوم 21 اكتوبر لهجوم لواء مدرع اسرائيلى نجح فى اختراق رأس الكوبرى ووصل قريبا من مركز قيادة رأس الكوبرى ثم قامت الالوية المدرعة الملحقة الموجدة برأس الكوبرى بهجوم مضاد نحجت فيه فى استعادة رأس الكوبرى واجبار العدو على التراجع والانسحاب ، ووهنا اتوقف قليلا لمناقشة هذه الواقعة الهامة ، فقد يبدو ان نجاح الالوية المدرعة فى رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة فى صد هجوم العدو يوم 21 اكتوبر دليلا على اهمية استمرار وجوده فى رأس كوبرى الفرقة ولكن هذا ليس صحيحا لان وجود هذه الالوية المدرعة الثلاث فى رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة كان من الاسباب الرئيسية لنجاح قوات العدو فى اختراق رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة ونجاحه فى العبور الى غرب القناة لان رأس الكوبرى كان مزدحما بشدة بالقوات ولم يكن يسمح باستيعاب كل هذه القوات فحشرت حشرا فى رأس كوبرى ضيق ونجح العدو فى تكبيده خسائر جسيمة نتيجة لتكدس عدد كبير من القوات فى مساحة ضيقة بالاضافة الى عجز قوات رأس الكوبرى عن الانتشار وحرية الحركة والفتح للقتال فاصبح من السهل على العدو اختراق رأس الكوبرى فكيف اذن يكون وجود هذه الالوية المدرعة الثلاث عبء على رأس الكوبرى وسببا لاضعافه وفى الوقت نفسه يكون صمام امان لرأس الكوبرى والضمانة الاساسية لعدم سقوط رأس الكوبرى فى يد العدو؟!!!!
- واذا كانت القيادة العامة قد اعتقدت ان وجود هذه الالوية المدرعة فى رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة بمثابة تدعيم لامكانات رأس الكوبرى الفرقة فقد كان هذا خطأ جسيم حيث اضعفت رأس الكوبرى وتسببت فى نجاح قوات العدو فى اختراقه يوم 16 اكتوبر وتكبدت قوات رأس الكوبرى خسائر جسيمة وقد تنبهت القيادة العامة الى فداحة هذا الخطأ ولكن بعد فوات الاوان حيث تم سحب عناصر ووحدات الفرقة 21 بالتدريج من رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة الى غرب القناة لاعادة تنظيمها واستعواض خسائرها على ان تبقى غرب القناة وهذا يثبت صحة اقتراح الفريق الشاذلى فلو كانت الفرقة 21 مدرعة هى صمام امان رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة ما قامت القيادة العامة بسحبها الى غرب القناة رغم اصرارها فى البداية على عدم سحبها وضرورة بقاءها فى رأس الكوبرى لحماية رأس الكوبرى من السقوط فى يد العدو بالاضافة الى انه لو كانت فعلا صمام امان لرأس الكوبرى فلماذا لم يستغل العدو الفرصة لاعادة الهجوم المضاد ضد رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة لاسقاطها ما دام رأس الكوبرى قد ضعف كثيرا بعد سحب الفرقة 21 مدرعة الى غرب القناة ؟!!!! وهذا يؤكد ان نجاح قوات رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة فى صد هجوم العدو المضاد يوم 21 اكتوبر ليس معناه ان الفرقة 21 مدرعة كانت صمام الامان لرأس الكوبرى وصاحبة الفضل فى صد الهجوم ونحن نؤكد على هذه الحقيقة الهامة بناءا على ان المصادر التاريخية اختلفت حول تحديد صاحب الدور الرئيسى والحاسم فى صد الهجوم الاسرائيلى المضاد يوم 21 اكتوبر فقد ذكر المؤرخ جمال حماد ان الفرقة 21 مدرعة هى صاحبة الدور الرئيسى والحاسم فى صد الهجوم الاسرائيلى المضاد بينما ذكرت مصادر اخرى ان مدفعية الجيش الثانى هى صاحبة الدور الرئيسى فى صد هجوم العدو المضاد حيث قامت بتركيز نيران 22 كتيبة مدفعية ضد الاتجاهات التى اخترقها العدو حيث كبدته خسائر كبيرة اجبرته على الانسحاب بينما تذكر مصادر اخرى ان جنود المشاة هم اصحاب الفضل الرئيسى فى صد هجوم العدو المضاد فأيهم نصدق؟!!!
- بل نستطيع القول ان وجود الفرقة 21 مدرعة فى رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة هو الذى شجع العدو على مهاجمة رأس الكوبرى حيث لم يكن متصورا ابدا ان يفكر العدو فى مهاجمة رأس كوبرى فرقة مشاة كاملة بلواء مدرع واحد ويتوقع نجاح هجومه المضاد الا اذا كان متأكدا من ضعف رأس الكوبرى بشدة نتيجة تواجد الفرقة 21 مدرعة فيه .
- وربما لو كان العدو قد عاود هجومه المضاد عدة مرات اخرى ضد رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة كان سينجح فى اسقاطها نتيجة لضعف وهشاشة اوضاع رأس الكوبرى وربما يوجد اسباب اخرى ولكن من المؤكد طبقا لما شرحناه واوضحناه ان يكون الفرقة 21 مدرعة هى صمام امان لرأس الكوبرى 16 مشاة
- واذا كان المعارضين لاقتراح الشاذلى يستشهدون بهذه الواقعة كدليل على ان العدو كان يهدف الى اختراق رؤس الكبارى شرق القناة وبالتالى كان من الضرورى عم تنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى فأنا اقول لهم ان قوات العدو كان تقوم بهجمات تثبيت على طول خط المواجهة شرق القناة ما عدا رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة الذى حاول الجنرال جونين اسقاطه يوم 21 اكتوبر ليس لان هدف قوات العدو شرق القناة بعد حدوث الثغرة هو اسقاط رؤوس الكبارى شرق القناة كما قد يتصور البعض بل ان هدف جونين من اسقاط رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة يتعلق بتوسيع ممر الثغرة وكان اقتراح ومبادرة شخصية منه ولم تكن خطة عامة او قرار عام من القيادات العسكرية الاسرائيلية بدليل ان بقية القوات الاسرائيلية شرق القناة لم تشارك معه ولو بكتيبة واحدة لان كان لها هدف اهم لا تحيد عنه هو تثبيت رؤوس الكبارى المصرية شرق القناة كمان ان جونين طلب من شارون امداده بجزء من قواته المتواجدة غرب القناة ورفض شارون مما يدل على ان هدف جونين من اسقاط رأس الكوبرى كان هدفا ثانويا وطارئا ولم يكن واردا ضمن التخطيط الاسرائيلى العام وفى النهاية تم الغاء الفكرة والتخلى عنها بعد فشل الهجوم ااسرائيلى المضاد ضد راس كوبرى الفرقة 16 مشاة يوم 21 اكتوبر .
- ولعل ايضا من الادلة التى تثبت ان القوات الاسرائيلية شرق القناة كان تقوم بالتثبيت فقط وليس محاولة اختراق رؤوس الكبارى المصرية شرق القناة وانها كانت ضعيفة نسبيا هو مشاركة بعض قواتنا شرق القناة فى هجمات وعمليات عسكرية ضد قوات العدو غرب القناة فأصبحت مكلفة بالقيام بصد هجمات العدو شرق القناة والمشاركة فى عمليات هجومية غرب القناة فلو كانت فعلا القوات المصرية شرق القناة تواجه قوات اسرائيلية قوية وتواجه خطر محاولة قوات العدو اختراقها شرق القناة ما كانت القيادة العامة لتكلفها بمهام اضافية ضد قوات العدو غرب القناة وهو ما يؤكد صحة اقتراح الفريق الشاذلى
- واذا كان المؤرخ جمال حماد ينتقد اقتراح الفريق الشاذلى لانه سيترتب على تنفيذه افتقار رؤوس الكبارى شرق القناة لقوات مدرعة احتياطية تستطيع قوات رأس الكوبرى استخدامها لشن هجوم مضاد ضد قوات العدو التى قد تنجح فى اختراق الدفاعات الامامية لفرق المشاة شرق القناة وبالتلى فإن غياب هذه الالوية المدرعة يجعل فرق المشاة غير قادرة على صد هجمات العدو المضادة واستعادة الموقف فى رأس الكوبرى الذى تم اختراقه من قبل قوات العدو .
- وانا اقول هذا ليس صحيحا لانه اعتقاد لم يراعى فيه موقف قوات العدو شرق القناة واهدافها الموضوعة لها بعد حدوث الثغرة فالعدو لم يكن هدفه الاختراق حتى لو تأكد فعلا من ضعف احد رؤوس الكبارى وقابليته للسقوط او الاختراق لانه لن يستفيد شيئا من احداث اختراق جديد كما اوضحنا سابقا وعدم قدرته او استعداده لتحمل مزيد من الخسائر كما ان قواته شرق القناة لم يكن عددها كافيا لاحداث اختراق او اسقاط لاحد رؤوس الكبارى شرق القناة والحفاظ على هذا الانجاز طويلا وكان يمكن المناورة بالقوات من اتجاه الى آخر شرق القناة فى الاتجاهات التى يركز عليها العدو هجومه والحشد الاكبر من قواته
- اما ارقام الخسائر التى ذكرها المؤرخ جمال حماد فى بالنسبة للدبابات الموجودة فى رأس كوبرى الفرقة 16 مشاة شرق القناة فيرى الفريق الشاذلى انها مبالغ فيها ولا يوافق عليها حيث يقول الفريق الشاذلى ان اطقم اصلاح الدبابات كانت تقوم باصلاح الدبابات الى اصيبت بأعطال بسيطة ليرتفع عدد الدبابات السليمة الى اعداد اكبر فى وقت قصير وهذا ما يؤكده ايضا الفريق كمال حسن على فى كتابه عن حرب اكتوبر بينما ينفرد المؤرخ جمال حماد بمقولة ان اطقم اصلاح الدبابات لم تكن تعمل بالكفاءة المطلوبة فى اصلاح اعطال الدبابات ونحن لا نقبل هذه الرواية لمخالفتها لباقى الروايات بالاضافة الى ان الفريق الشاذلى تقدم باقتراحه يوم 20 اكتوبر بعد ان درس اوضاع قواتنا شرق القناة وعدد الاسلحة التى بحوزتها ولابد انه قد اطمئن تماما الى ان عدد الاسحلة التى بحوزة قواتنا شرق القناة كافية تمام لصد هجمات العدو المضادة ونحن نؤكد ذلك بحكم حرص الفريق الشاذلى على أمن وسلامة القوات وبحكم اصراره على صحة اقتراحه الى درجة الصدام مع السادات والمشير احمد اسماعيل كما ان الشاذلى بحكم منصبه يستقى معلوماته عن قواتنا واوضاعها وعدد الاسلحة التى بحوزتها من قادة الفرق والتشكيلات وطبيعى ان تكون رواية الشاذلى عن كفاية الاسلحة التى كانت بحوزة قواتنا شرق القناة يوم 20 اكتوبر هى الادق والاصح بينما رواية المؤرخ جمال حماد عن نسبة خسائر قواتنا شرق القناة وخاصة خسائر الفرقة 16 مشاة والفرقة 21 مدرعة شرق القناة فى الدبابات غير دقيقة لانها كانت بعد مرور 13 عاما على حرب اكتوبر حيث من المحتمل جدا ان يكون القادة الذين امدوا المؤرخ جمال حماد بهذه المعلومات قد خانتهم الذاكرة ولا ننسى اننا يجب ان نأخذ بكلامهم وشهادتهم على حذرنظرا للخلاف الحاد بين الشاذلى والسادات ورفض جميع القادة لاقتراح الشاذلى وبالتالى فليس من المتوقع ان ان يدلوا بشهادتهم عن الحرب بتجرد وموضوعية تامة .
- من الانتقادات التى وجهت لاقتراح الفريق الشاذلى ان الشاذلى تقدم باقتراحه من وجهة نظر عسكرية بحتة دون مراعاة الابعاد السياسية للاقتراح بينما رؤية السادات اشمل وأصح لانها تراعى الجوانب السياسية للاقتراحات العسكرية ونرد على لك ان البعد السياسى لقراراته واقتراحاته العسكرية ولو امعنا النظر فى خطة العبور التى كان للشاذلى الدور الرئيسى فى وضع خطوطها العريضة والاعداد لها كانت تراعى الابعاد السياسية حيث ان الخطط العسكرية ليست غاية فى حد ذاته بل وسيلة لتحقيق الاهداف السياسية للدولة وهو ما كان الشاذلى يدركه تماما ويحرص عليه بشدة طوال الحرب فخطة الحرب كانت تقوم على حرمان القوات الاسرائيلية من القدرة على استخدام عنصر المناورة وعمليات الالتفاف والتطويق بالقوات وتجبرها على القتال بالمواجهة وهو ما لايجيده الجيش الاسرائيلى ويكبده خسائر كبيرة وهو ما حدث بالفعل بالاضافة الى تحييد سلاحى الطيران والمدرعات الاسرائيلية عن طريق استخدام الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات ، بالاضافة الى وضع 400 دبابة فى العمق الاستراتيجى المصرى لافشال اى محاولة من العدو لاختراق قواتنا والوصول الى غرب القناة وقد رأينا كيف نجحت هذه الخطة العبقرية فى تكبيد الجيش الاسرائيلى خسائر فادحة كما تعرض لسلسة متتالية من الهزائم العسكرية وفشل فى اسقاط رؤوس الكبارى واضطر الى اتخاذ اوضاع دفاعية على طول خط المواجهة ورفضت القيادة الاسرائيلية اقتراح شارون بالعبور الى غرب القناة لوجود قوات احتياطية مصرية ضخمة غرب القناة ونجحت ايضا فى اصابة القيادات الاسراءيلية بالحيرة والارتباك والعجز عن الاهتداء الى او القيام بأى رد فعل مؤثر قادر على قلب موازين الحرب لصالح اسرائيل وازدادت الخلافات بين قادة جيش اسرائيل حول تحديد الاسلوب الامثل لمواجهة الجيش المصرى وادارة المعارك ضده وكان استمرار الالتزام بخطة الشاذلى كفيلا بدفع قادة اسرائيل الى اليأس والشلل التام خاصة مع استمرار حالة التعبئة الشاملة فى اسرائيل وهو ما يصيب جميع الانشطة الاقتصادية والحياة العامة داخل اسرائيل بالشلل التام ، وكان هذا كفيلا بإجبار اسرائيل على قبول وقف اطلاق الناروهى فى موقف ضعيف بينما نكون نحن فى موقف الاقوى وبالتالى اجبارها على الانسحاب من سيناء بشروط ملائمة لها ومنعها من محاولة فرض اى شروط محجفة لصالحها خلال مرحلة المفاوضات ، الا يدل ذلك على مراعاة الشاذلى لابعاد السياسية لخططه العسكرية؟ مع العلم بأن قرار السادات بسحب قوات الاحتياطى من غرب القناة الى شرقها للقيام بعملية تطوير الهجوم الفاشلة يوم 14 اكتوبر تسبب فى انقاذ اسرائيل من مأزقها الشديد وتشجيعها على القيام بعملية اختراق قواتنا والعبور الى غرب القناة بنجاح خاصة بعد رفض السادات اعادة قوات الاحتياطى الى غرب القناة مرة اخرى بعد فشل عملية تطوير الهجوم يوم 14 اكتوبر وفى الواقع ان الذى شجع قوات العدو على القيام بعملية الثغرة والعبور الى غرب القناة هو الاخطاء الفادحة التى يتحمل مسئوليتها السادات والمشير احمد اسماعيل وليس كفاءة الجيش الاسرائيلى او عبقرية شارون وغيره من قادة اسرائيل بدليل ان قيادة اسرائيل رفضت السماح لشارون بالعبور الى غرب القناة بقواته فى ظل وجود الاحتياطى المصرى غرب القناة ولم توافق على اقتراح شارون الا بعد سحب قوات الاحتياطى من غرب القناة الى شرقها وعدم عودتها الى مواقعها مرة اخرى غرب القناة وهو ما فسرته اسرائيل على انه دعوة مفتوحة من السادات للجيش الاسرائيلى للعبور الى غرب القناة دون خوف من ابادته ولذلك حشدت 8 الوية مدرعة فى غرب القناة لتيقنها من نجاح الثغرة ولتيقنها من ان السادات لن يقدم ابدا على تصفية الثغرة وهو ما حدث بالفعل حيث رفض الرئيس السادات سحب اى قوات من شرق القناة الى غربها لتصفية الثغرة متعللا بحجج واهية ووهمية رغم انه كان من السهل جدا على قواتنا تصفية الثغرة فى اى مرحلة من مراحلها ، لذلك فلو تم فعلا تنفيذ اقتراح الشاذلى الذى تقدم به يوم 20 اكتوبر كان سيكون كمين مثالى للقوات الاسرائيلية التى حشدت اعداد ضخمة من قواتها فى غرب القناة وهو ما سيكون كارثة على اسرائيل ولذلك فى تلك الحالة لن يكون امام اسرائيل سوى الانسحاب مرة اخرى الى شرق القناة والعودة مرة اخرى الى قتال رؤوس الكبارى بالمواجهة او قبول وقف اطلاق النار ولم يكن امام الجيش الاسرائيلى اى خطط اخرى بديلة جاهزة للتنفيذ فى حالة فشل الثغرة ولم يكن الجيش الاسرائيلى على استعداد لتحمل مزيد من الهزائم ومزيد من الفشل ، لذلك لو تيقن قادة اسرائيل من فشل الثغرة وتحولها لمصيدة لجيش اسرائيل وذلك فى حالة تنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى كانت ستلغى عملية الثغرة فورا خاصة فى ظل انعدام البدائل وعدم قدرتها على حشد مزيد من قواتها تساعدها على انجاح عملياتها وفى ظل عدم قدرة اسلحة الجسر الجوى الامريكى على قلب موازين المعركة لصالح اسرائيل وقرب صدور قرار وقف اطلاق النار وتدخل القوى العظمى لفرض وقف اطلاق النار بالقوة وضيق الوقت بشكل لايسمح لقادة اسرائيل بالتفكير قى خطط بديلة وتنفيذها بنجاح ولعل اصدار موشى ديان تعليماته بالغاء عملية العبور الى غرب القناة يوم 16 اكتوبر بسبب فداحة خسائر قواته قبل ان تنجح قواته فى العبور الى غرب القناة لهو مؤشر واضح على ردود افعال قادة اسرائيل فى حال تيقنهم من جاهزية الجيش المصرى لتصفية الثغرة وما كان ذلك ليتحقق الا فى حالة تنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى .
- كما انه من الواضح تماما ان الاجتماع الذى عقده السادات فى مركز القيادة 10 يوم 20 اكتوبر لمناقشة اقتراح الشاذلى والبت فيه لم يكم هدفه فعلا مناقشة اقتراح الشاذلى ووتقييمه والبت فيه من حيث امكانية تنفيذه من عدمه وانما كان الهدف اظهار الشاذلى بمظهر القائد الذى يخالف كل القادة العسكرية=ون واظهاره بمظهر المخطىء ولما كان القادة الذين حضروا الاجتماع على دراية مسبقة برغبة السادات فى عدم سحب قوات من شرق القناة الى غربها فقد فهموا المغزى من دعوة السادات لهم لحضور هذا الاجتماع اى انه اراد احضارهم ليكون لديه مخرج من هذا الموقف المحرج بهدف اضعاف موقف الفريق الشاذلى ومنعه من التفكير فى التمرد على اوامر السادات واجبار الشالى على الكف عن معارضة قرارات السادات حتى لو كانت قرارات السادات خاطئة وغير مقنعة بالنسبة للشاذلى وحتى يدرك الشاذلى ان كل القادة فى الحرب مع السادات وليسوا معه وفعلا لم يحاول الشاذلى بعد ذلك معارضة السادات فى شىء الى ان تمت اقالته لدرجو انه فى نهاية اللقاء عندما اصدر السادات تعليماته بعدم سحب اى قوات من شرق القناة الى غربها ولم يطلب سماع كلمة الفريق الشاذلى لم يحاول الفريق الشاذلى ان يتحدث مع الرئيس السادات فى هذا الشأن لانه ادرك نوايا الرئيس السادات من هذا الاجتماع زانه لاجدوى من معارضة الرئيس السادات كما ان السادات كان يعرف اقتراح الفريق الشاذلى مسبقا ولم يطلب من الفريق الشاذلى رده على كلام القادة ولذلك لم يرد الشاذلى على كلام القادة خاصة ان هذه ليست هى المرة الاولى التى يدخل فيها الشاذلى فى خلاف حاد مع السادات عن موضوع سحب القوات من شرق القناة الى غربها لتصفية الثغرة وبالتالى فإن اصرار الشاذلى على موقفه خلال الاجتماع واصراره على الجدل مع السادات فى هذا الموضوع لن يكون ذات جدوى بل سيتحول الىصدام عنيف مرة اخرى مع الرئيس السادات دون جدوى ودون نتيجة حاسمة .
- وفى الواقع ان هذا الاجتماع كان الهدف منه احراج الشاذلى ليس اكثر بدليل انهم يقدموا البجيل الافضل لاقتراح الشاذلى ولم يحاولوا البحث عن الحل للازضاع المتدهورة غرب القناة واكتفوا برفض اقتراح الفريق الشاذلى .
- وهل يعقل ان نجد طرفين مختلفين فى الرأى تمام الاختلاف وكل طرف منهما يرى ان رأيه سليم بل ومن ابسط البديهيات الا يحدث نقاش بينهما وجدل مناقشة طويلة لمحاولة اقناع الطرف الآخر برأيه والبحث عن حل للمشكلة وهل يتم الاكتفاء فى موقف مثل هذا بمجرد ابداء القادة رأيهم برفض اقتراح الشاذلى دون اشراكه فى النقاش ودون ان يحاول هو الرد على وجهات نظرهم رغم تحمسه الشديد لاقتراحه واصراره على صحته وضرورة تنفيذه فورا واصراراه على الاحتكام الى الرئييس السادات لحسم الجدل والخلاف حول اقتراحه لهو دليل على ان الفريق الشاذلى قد تيقن ان هذا الاجتماع ليس الغرض منه مناقشة اقتراحه بشكل سليم وموضوعى ودراسة مدى امكانية تنفيذه من عدمه بل ان الاجتماع تحول الى مهزلة لإحراج الشاذلى ومحاولة من القادة ارضاء السادات وتحاشى غضبه فى حالة موافقتهم وتأييدهم لاقتراح الفريق الشاذلى لذلك اكتفى كل منهم بتسجيل موقفه الرافض لاقتراح الشاذلى لمجرد ارضاء السادات دون مناقشة موضوعية لاقتراح الفريق الشاذلى لذلك آثر الصمت لانهاء هذه المهزلة فى اسرع وقت ممكن.
وختاما اقول ان اصرار الشاذلى على صحة اقتراحه الى درجة طلب الاحتكام الى الرئيس السادات لحسم الخلاف الدائر حول اقتراحه رغم علم الفريق الشاذلى المسبق برفض الرئيس السادات لفكرة سحب القوات من شرق القناة الى غربها لتصفية الثغرة ورغم تعرض الشاذلى للاهانات من السادات بسبب اصراره على مجادلة السادات فى موضوع سحب القوات من شرق القناة الى غربها وعدم مبالاته بأى رد فعل عنيف او اهانات قد تصدر من السادات مجددا تجاه الفريق الشاذلى بسبب هذا الموضوع لهو اكبر دليل على ادراك الشاذلى لصحة اقتراحه وتيقنه من ذلك ويقظة ضميره فكان يفضل تحمل اهانات الرئيس السادات من اجل مصلحة الوطن كما انه دليل على ان الفريق الشاذلى كان يمللك الحجج والادلة - الدامغة التى تثبت صحة اقتراحه ويستطيع ان يفحم بها السادات هذه المرة .
- ختاما اقول رحم الله الفريق الشاذلى واسكنه فسيح جناته
 
المشير الجمسي رد عليه وقال غير ممكن سحب 480 دبابة لان لو العدو ضغط علي قطاع واحد القوات ممكن تنهار ويقدر يوصل لحافة القناة ومكاسب مصر كلها في الضفة الشرقية وقال في اجتماع القوات المسلحة الشهير القوات المصرية في غرب القناة هي الصخرة التي ستتحطم عليها قوات اسرائيل وما هو موجود في غرب القناة كافي الفرقة الرابعة مدرعة الفرقة التالتة مشاة الحرس الجهوري وقوات صاعة ومظلات وقوات اخري الي جانب 40 كتيبة مدفعية وغيرة وان تحريك القوات من الشرق للغرب يعرض قوتنا لاوضاع صعبة ودة الراي اللي اتفق علية كل القادة في الاجتماع ورفض الشاذلي في الاجتماع انه يرد علي الكلام وارتبك واخد السادات الكلمة وقال نستمر في القتال اذا قاتلني العود في القاهرة قاتلة في القاهرة اذا قاتلني في بورسعيد قاتلة في بورسعيد ولا يوجد انسحاب من الشرق للغرب وبعد سنين طويلة خرج الشاذلي واتسال هل الجيش المصري انتصر ولا اتهزم قال انتصر حتي مع وجود اخطا قاتلة والامر يفصل فيه خبرا مين كان راية افضل وفي النهاية فتح الموضوع كل شوية مالوش داعي لان الحرب انتهت بانتصار عسكري مهد لعودة الارض المصرية كاملة مين صح مين لا مش هايغير حاجة
 
عودة
أعلى