من الحقائق التي غُيَبت عن تاريخ الجزائر الحافل , قضيَة مهمَة للغاية لا ينكر أهميتها إلا مصاب في عقله أو مضروب على قلبه
- تلك الحقيقة المخفية عن أكثر أهل الجزائر !!! تكمن في :
( موقف المملكة العربية السعودية من قضية الإحتلال الفرنسي للجزائر )
فهل تعلمنا هذا من مدارسنا ؟؟ !!! وهل عرفنا هذا من كتب التاريخ ؟؟ !! للأسف لا
إلا ما أبقاه الله شهادة مُدويَة مظهرة لفضائل المملكة فحمدا لله
- و بداية في المقصود :
كانت المملكة السعودية بملوكها , بدءا من الملك عبد العزيز و مرورا بالملك سعود و انتهاء بالملك فيصل رجال هذه المحنة حيث أصبحت قضية الجزائر قضية عالمية دولية وخرجت عن كونها قضية متمردين على الدولة الفرنسية !!!
وسبب ذلك أن الدولة الفرنسية كانت تفهم العالم أن قضية الجزائر قضية داخلية خاصة بالدولة الفرنسية , فكانت السعودية أول من تكلم بالقضية الجزائرية
قال الأستاذ جميل إبراهيم الحجيلان الأمين السابق لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، في محاضرة عنوانها "الدور القيادي للملك فيصل في العالم العربي":
( وعندما انتفض الشّعب الجّزائري انتفاضته الكبرى في مطلع شهر نوفمبر عام 1954م (1374هـ) بادرت المملكة العربية السعودية بعد شهرين فقط من انطلاق هذه الثورة؛ لتجعل من هذه القضية قضية دولية، لا يمكن للعالم أن يغمض عينيه عنها. وانطلق فيصل يستجمع القوى والأنصار في المحافل الدولية فحوّلها إلى قضية من قضايا مجلس الأمن، ثم انتقل بها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنتها واحتضنتها، وتحوّلت ثورة الجزائر في العالم، من تمرد يقوم به العصاة على النظام - كما طاب لفرنسا أن تقول - إلى قضية شعب مستعمر مقهور يطالب بحريته وكرامته )
و أكد ذلك أحمد طالب الإبراهيمي - نجل الشيخ الإبراهيمي - بقوله :
( من جانبي أكدّت له - أي الملك فيصل يرحمه الله تعالى - أنّنا في الجزائر لا ننسى أنّ الأمير فيصل بن عبدالعزيز أوّل من طالب بتسجيل القضية الجزائريّة في مجلس الأمن برسالة مؤرخة في 5/1/1955م (12/5/1374هـ) )
- قال توفيق المدني الكاتب المعروف و رئيس الوفد الجزائري في وقت الإحتلال و هو يخاطب الملك سعود - رحمه الله - :
( وإننا لا ننسى ولا تنسى الجزائر المجاهدة أبدا، في حاضرها ومستقبلها، أن يد جلالتكم الكريمة كانت أول يد امتدت إليها بالمساعدة المالية أولا، وباحتضان قضيتها ثانيًا أمام هيئة الأمم المتحدة، )
- ولا يفهم من هذا نفي وقوف الدول العربية الأخرى بجانب الجزائر لكن موقف السعودية موقف خاص مع أختها أيضا الدولة المصرية
- فقد قال حسين ملك الأردن في وقته وهو يتكلم مع توفيق المدنيإنكم تعتمدون على ركنين أساسين،هما مصروالسعودية،ومن بعدهما سوريا والعراق،فاعتقدوا أنكم ما ازددتم جهادا،إلا ازدادت الإعانات تدفقا )
و لا أدلَ على ذلك من قول توفيق المدني حاكيا هذه الحقيقة في " مذكراته " :
( "قصدنا [وفد جبهة التحرير] الرياض، كان الاستقبال حارّا، وكانت الضيافة - لولا آلام قومنا المبرحة - ممتعة، وقابلنا الملك سعود بن عبدالعزيز مقابلة حارة، واستمع إلى كلامي في تفهــم عميــق، وقــال: أبشـــروا، سيــكون لــكم بحـــول الله مــا تطمئـن إليــه قلوبــكم، إني أكلِّف بكـم وزيــر المالية، الشيخ محمد سرور الصبان، وإنني أدرس معه كل الإمكانيات، فكونوا على ثقة من أننا نعمل ما يوجبه الله والضمير، كان ذلك يوم 11 ديسمبر 1957م (19/5/1377هـ)" )
- قال الشيخ الصبَان - رحمه الله - وزير المالية السعودي سابقا :
("الملك قرر أن يفتح الاكتتاب بمبلغ مئة مليون فرنك على أن يكون نصيب الحكومة 250 مليون وهو يضمنها ـ أن يكون الدفع لكم رأسا [يقصد وفد الجبهة] حسبما طلبتم يُوضع في حسابكم بدمشق ـ مهما أردتم سلاحا أو مالا، أو مسعى سياسيا، فاتصلوا بالملك رأسا بواسطة رسالة أو رسول وهو موجود لتحقيق ذلك، حسب الجهد والطاقة )
- قال الملك سعود رحمه الله لتوفيق المدني بعدما دفع له مليار فرنك فرنس تدعيما للقضية الجزائرية قال : ( أنتم تدفعون ضريبة الدم، ونحن ندفع ضريبة المال، والله يوفقنا جميعا )
ولا نفوت هنا التنبيه على أن المملكة قطعت العلاقات مع الدولة الفرنسية حيث يقول الملك سعود رحمه الله :
( أن المملكة العربية السعودية لن تعيد علاقتها الدبلوماسية مع فرنسا إلا بعد استقلال الجزائر، وأكد أنه سيبقى دائما السند المتين للثورة الجزائرية ) في خطاب في الإذاعة ألقاه
وينضاف إلى هذا كله أن المملكة جعلت يوم 15 شعبان يوم جمع التبرعات لأهل الجزائر
فهل علمنا هذا ؟؟؟؟ !!!!
وكا حجَ عام 1957 تحت شعار ( الجزائر ) ولبثَ الدعاية بين شعوب العالم للقضية الجزائرية
ولم تنقطع هذه المساعدات يوما من الأيام حتى يوم تشكيل الحكومة المؤقتة
قال فرحات عباس رئيس الحكومة المؤقتة عام 1961 م : ( لا يسعني يا صاحب الجلالة إلا أن نرفع إلى جلالتكم شكري الصادق، واعتراف وتقدير حكومتي وشعب الجزائر لما بذلتم وتبذلونه في سبيل نصرة قضيتنا التي هي قضية الأمة العربية التي باعتزازها يعز الإسلام. وإن حكومة وشعب صاحب الجلالة الذي ناصر قضيتنا ولا يزال يناصرها منذ البدء لا يستغرب منه أن يظل النصير الأول لقضيتنا العادلة )
ويزيد توفيق المدني من شهاداته الصادقة فيقول بعد الإستقلال :
( قام جلالة الملك سعود حفل عشاء فاخر ممتاز لكل المشاركين في جلسة الجامعة، وعند تناول القهوة أمسك بيدي - وكان يحيط بي عدد من رجال الوفود - وهنأني تهنئة فائقة بهذه النتيجة التي أوصلنا إليها الجهاد والاستشهاد، وقال بصوت مرتفع: كما كنت أول متبرع للجزائر المجاهدة، فسأكون أول متبرع للجزائر المستقلة، لقد أصدرت أمري بوضع مليار فرنك حالا في حسابكم، وأرجو أن يقتدي بذلك بقية الإخوان )
وبعد هذه المقتطفات النيرة من تاريخ العلاقة الأخوية بين الجزائر والمملكة هل نستطيع أن نرد هذا الجميل العظيم ؟؟؟
فأقلَ ما يقوله كل جزائري مؤمن عاقل : جزاكم الله عنا خير الجزاء يا أهل المملكة وحلَ ببلدكم الأمن و الأمان و الخير الإيمان
وأختم هذه الكلمات بمقول الشيخ الإبراهيمي -رحمه الله - مخاكبا الملك فيصلا - رحمه الله :
قال الإبراهيمي :
( ونحن - على كلّ حال - نشكر جلالتكم باسم الأمة الجزائرية السّلفيّة المجاهدة، ونهنئها بما هيّأ الله لها من اهتمام جلالتكم بها وبقضاياها، ونعدّ هذا الاهتمام مفتاح سعادتها وخيرها، وآية عناية الله بها، وأُولى الخطوات لتحريرها. أيّدكم الله بنصره وتولاّكم برعايته، ونصر بكم الحق، كما نصر بكم التوحيد، وجعلنا من جنوده في الحق ) .
راجع كل ما ذكرته ( حياة الكفاح لتوفيق المدني )
- تلك الحقيقة المخفية عن أكثر أهل الجزائر !!! تكمن في :
( موقف المملكة العربية السعودية من قضية الإحتلال الفرنسي للجزائر )
فهل تعلمنا هذا من مدارسنا ؟؟ !!! وهل عرفنا هذا من كتب التاريخ ؟؟ !! للأسف لا
إلا ما أبقاه الله شهادة مُدويَة مظهرة لفضائل المملكة فحمدا لله
- و بداية في المقصود :
كانت المملكة السعودية بملوكها , بدءا من الملك عبد العزيز و مرورا بالملك سعود و انتهاء بالملك فيصل رجال هذه المحنة حيث أصبحت قضية الجزائر قضية عالمية دولية وخرجت عن كونها قضية متمردين على الدولة الفرنسية !!!
وسبب ذلك أن الدولة الفرنسية كانت تفهم العالم أن قضية الجزائر قضية داخلية خاصة بالدولة الفرنسية , فكانت السعودية أول من تكلم بالقضية الجزائرية
قال الأستاذ جميل إبراهيم الحجيلان الأمين السابق لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، في محاضرة عنوانها "الدور القيادي للملك فيصل في العالم العربي":
( وعندما انتفض الشّعب الجّزائري انتفاضته الكبرى في مطلع شهر نوفمبر عام 1954م (1374هـ) بادرت المملكة العربية السعودية بعد شهرين فقط من انطلاق هذه الثورة؛ لتجعل من هذه القضية قضية دولية، لا يمكن للعالم أن يغمض عينيه عنها. وانطلق فيصل يستجمع القوى والأنصار في المحافل الدولية فحوّلها إلى قضية من قضايا مجلس الأمن، ثم انتقل بها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنتها واحتضنتها، وتحوّلت ثورة الجزائر في العالم، من تمرد يقوم به العصاة على النظام - كما طاب لفرنسا أن تقول - إلى قضية شعب مستعمر مقهور يطالب بحريته وكرامته )
و أكد ذلك أحمد طالب الإبراهيمي - نجل الشيخ الإبراهيمي - بقوله :
( من جانبي أكدّت له - أي الملك فيصل يرحمه الله تعالى - أنّنا في الجزائر لا ننسى أنّ الأمير فيصل بن عبدالعزيز أوّل من طالب بتسجيل القضية الجزائريّة في مجلس الأمن برسالة مؤرخة في 5/1/1955م (12/5/1374هـ) )
- قال توفيق المدني الكاتب المعروف و رئيس الوفد الجزائري في وقت الإحتلال و هو يخاطب الملك سعود - رحمه الله - :
( وإننا لا ننسى ولا تنسى الجزائر المجاهدة أبدا، في حاضرها ومستقبلها، أن يد جلالتكم الكريمة كانت أول يد امتدت إليها بالمساعدة المالية أولا، وباحتضان قضيتها ثانيًا أمام هيئة الأمم المتحدة، )
- ولا يفهم من هذا نفي وقوف الدول العربية الأخرى بجانب الجزائر لكن موقف السعودية موقف خاص مع أختها أيضا الدولة المصرية
- فقد قال حسين ملك الأردن في وقته وهو يتكلم مع توفيق المدنيإنكم تعتمدون على ركنين أساسين،هما مصروالسعودية،ومن بعدهما سوريا والعراق،فاعتقدوا أنكم ما ازددتم جهادا،إلا ازدادت الإعانات تدفقا )
و لا أدلَ على ذلك من قول توفيق المدني حاكيا هذه الحقيقة في " مذكراته " :
( "قصدنا [وفد جبهة التحرير] الرياض، كان الاستقبال حارّا، وكانت الضيافة - لولا آلام قومنا المبرحة - ممتعة، وقابلنا الملك سعود بن عبدالعزيز مقابلة حارة، واستمع إلى كلامي في تفهــم عميــق، وقــال: أبشـــروا، سيــكون لــكم بحـــول الله مــا تطمئـن إليــه قلوبــكم، إني أكلِّف بكـم وزيــر المالية، الشيخ محمد سرور الصبان، وإنني أدرس معه كل الإمكانيات، فكونوا على ثقة من أننا نعمل ما يوجبه الله والضمير، كان ذلك يوم 11 ديسمبر 1957م (19/5/1377هـ)" )
- قال الشيخ الصبَان - رحمه الله - وزير المالية السعودي سابقا :
("الملك قرر أن يفتح الاكتتاب بمبلغ مئة مليون فرنك على أن يكون نصيب الحكومة 250 مليون وهو يضمنها ـ أن يكون الدفع لكم رأسا [يقصد وفد الجبهة] حسبما طلبتم يُوضع في حسابكم بدمشق ـ مهما أردتم سلاحا أو مالا، أو مسعى سياسيا، فاتصلوا بالملك رأسا بواسطة رسالة أو رسول وهو موجود لتحقيق ذلك، حسب الجهد والطاقة )
- قال الملك سعود رحمه الله لتوفيق المدني بعدما دفع له مليار فرنك فرنس تدعيما للقضية الجزائرية قال : ( أنتم تدفعون ضريبة الدم، ونحن ندفع ضريبة المال، والله يوفقنا جميعا )
ولا نفوت هنا التنبيه على أن المملكة قطعت العلاقات مع الدولة الفرنسية حيث يقول الملك سعود رحمه الله :
( أن المملكة العربية السعودية لن تعيد علاقتها الدبلوماسية مع فرنسا إلا بعد استقلال الجزائر، وأكد أنه سيبقى دائما السند المتين للثورة الجزائرية ) في خطاب في الإذاعة ألقاه
وينضاف إلى هذا كله أن المملكة جعلت يوم 15 شعبان يوم جمع التبرعات لأهل الجزائر
فهل علمنا هذا ؟؟؟؟ !!!!
وكا حجَ عام 1957 تحت شعار ( الجزائر ) ولبثَ الدعاية بين شعوب العالم للقضية الجزائرية
ولم تنقطع هذه المساعدات يوما من الأيام حتى يوم تشكيل الحكومة المؤقتة
قال فرحات عباس رئيس الحكومة المؤقتة عام 1961 م : ( لا يسعني يا صاحب الجلالة إلا أن نرفع إلى جلالتكم شكري الصادق، واعتراف وتقدير حكومتي وشعب الجزائر لما بذلتم وتبذلونه في سبيل نصرة قضيتنا التي هي قضية الأمة العربية التي باعتزازها يعز الإسلام. وإن حكومة وشعب صاحب الجلالة الذي ناصر قضيتنا ولا يزال يناصرها منذ البدء لا يستغرب منه أن يظل النصير الأول لقضيتنا العادلة )
ويزيد توفيق المدني من شهاداته الصادقة فيقول بعد الإستقلال :
( قام جلالة الملك سعود حفل عشاء فاخر ممتاز لكل المشاركين في جلسة الجامعة، وعند تناول القهوة أمسك بيدي - وكان يحيط بي عدد من رجال الوفود - وهنأني تهنئة فائقة بهذه النتيجة التي أوصلنا إليها الجهاد والاستشهاد، وقال بصوت مرتفع: كما كنت أول متبرع للجزائر المجاهدة، فسأكون أول متبرع للجزائر المستقلة، لقد أصدرت أمري بوضع مليار فرنك حالا في حسابكم، وأرجو أن يقتدي بذلك بقية الإخوان )
وبعد هذه المقتطفات النيرة من تاريخ العلاقة الأخوية بين الجزائر والمملكة هل نستطيع أن نرد هذا الجميل العظيم ؟؟؟
فأقلَ ما يقوله كل جزائري مؤمن عاقل : جزاكم الله عنا خير الجزاء يا أهل المملكة وحلَ ببلدكم الأمن و الأمان و الخير الإيمان
وأختم هذه الكلمات بمقول الشيخ الإبراهيمي -رحمه الله - مخاكبا الملك فيصلا - رحمه الله :
قال الإبراهيمي :
( ونحن - على كلّ حال - نشكر جلالتكم باسم الأمة الجزائرية السّلفيّة المجاهدة، ونهنئها بما هيّأ الله لها من اهتمام جلالتكم بها وبقضاياها، ونعدّ هذا الاهتمام مفتاح سعادتها وخيرها، وآية عناية الله بها، وأُولى الخطوات لتحريرها. أيّدكم الله بنصره وتولاّكم برعايته، ونصر بكم الحق، كما نصر بكم التوحيد، وجعلنا من جنوده في الحق ) .
راجع كل ما ذكرته ( حياة الكفاح لتوفيق المدني )