دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

المعروف ان القوات الجزائرية كانت هتبقى من ضمن الاحتياطى المصرى و كان بعد ضمهم هيتم تكوين

جيش رابع لتصفيه ثغرة الدرفسوار ... لكن السادات رفض تصفية الثغرة

حتى موضوع الثغرة انا عندى فيديو لخبير عسكرى سوفيتى بيوضح فيها مين المسئول عن الثغرة

و هى قوات عربية كانت موجودة خلف الجيشين التانى و الثالت المصرى على الضفة الغربية

و تم وصفها فى الفيديو بالمدللة و المرتزقة و قال انهم من اول قذيفة اسرائيلية لاذوا بالفرار

و طبعا اتحفظ على عدم ذكر الى بلد تنتمى القوات منعا للحساسية
انا ايضا شاهدت هذه الحلقة و ذكر هذا الرجل انه عندما راي هذه القوات قال ان هذه القوات لم تاتي لكي تحارب
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

هل يدرك هذا الرجل مايقول ؟؟

اكيد طبعا لا والمقالات هذة ومثلها منشورة فى مجلات عسكرية ويعتبروها مصدر اى مصدر يعتبروة


المصدر الذى نريدة توثيق للاحداث من كتب تاريخ تتحدث عن الحرب او من افلام وثائقية او حتى على لسان العدو ولكن لا يوجد
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل


مشاركة و قتال و أعيدها قتال الجيوش العربية في
حرب أكتوبر لا ينكره إلا الحاقدون و الجاهلون و المرضى

و أقولها و أتحمل مسؤولية كل حرف أقوله , لو لا مساعدة الجيوش لما إستطاعت مصر لوحدها هزم إسرائيل

عادة أفضل تجنب الدخول لمثل هذه المو
اضيع ولكن الساكت عن الحق شيطان

و فقط أريد أن أشير إلى نقطة معينة بالنسبة للأعضاء الذين ينسبون الفوز في حرب أكتوبر لمصر و لجيشها لوحدها , لو لا إرسال كل من العراق , السعودية , الكويت , الجزائر , تونس , ليبيا , السودان , المغرب و فلسطين , لجيوشها و مدرعاتها و طائراتها لما فازت مصر بالحرب

و حتى لو إفترضنا أن الجيوش العربية لم تشارك بالقتال و هذا غير صحيح , ففقط تواجد الجيوش العربية كان له ثقل و وزن في جبهات الحرب و كان له تأتير معنوي و نفسي على جيش مصر و في المقابل كان يرعب اليهود





مره اخرى
يمكن التكرار ييجيب فايدة
لا احد ينكر المشاركات العربية فى حرب اكتوبر
من شارك فى هجمات وقتال فعلى العراق وفلسطين
اما باقى الجيوش فكان تواجد على الاحتياطى التعبوى كانوا موجودين ضمن الجيوش ولكن لم يتم الدفع بهم وكان سيتم الدفع اذا تمت الحاجة لهم
هو مشكورين على تواجدهم طبعا ودور عظيم وجليل
ولكن من حارب وانتصر هو الجيش المصرى لم يحارب احد للجيش المصرى ولم ينتصر له احد
المشاركات كانت موجودة بالتواجد ويوجد شهداء منهم جراء الهجوم او القصف على وحداتهم

ومصر كانت قادرة بقواتها المسلحة على الحرب ولو ما كنا قادرين على ذلك ما كنا دخلنا الحرب والقوات التى وصلت من الدول الشقيقة كانت فى اواخر الحرب اذا لا تقوللى لولا القوات التى جاءت ما كنا انتصرها هذا هراء وكلام لا وزن له
لانك بهذا الكلام لا تعرف شيئا على الحرب اصلا وما دار بها
وهذا لا يعنى ايضا طمس القوات المشاركة هذا جميل وطيب مشاركتهم بالتواجد فى حال سقوط اى من وحدات الجيش المصرى كان سيتم الزج بهم


اللتاريخ لا يغير التاريخ موجود ومن يحب يتطلع على التوثيقات للحرب يتطلع عليها
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

كان هذا هو التوضيح لمن لم يعى ما قصدته تلك الرساله

يبدو ان الكثير من الأعضاء لم يقرأ جيدا عن حرب اكتوبر اوماسبقها من حروب الاستنزاف ولازلنا ندور في حلقه مفرغه ..

هم لا يعرفون عن الحرب غير تاريخها
ويأتون ويوقلون لولا القوات العربية لما انتصرت مصر
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

مره اخرى
يمكن التكرار ييجيب فايدة
لا احد ينكر المشاركات العربية فى حرب اكتوبر
من شارك فى هجمات وقتال فعلى العراق وفلسطين
اما باقى الجيوش فكان تواجد على الاحتياطى التعبوى كانوا موجودين ضمن الجيوش ولكن لم يتم الدفع بهم وكان سيتم الدفع اذا تمت الحاجة لهم
هو مشكورين على تواجدهم طبعا ودور عظيم وجليل
ولكن من حارب وانتصر هو الجيش المصرى لم يحارب احد للجيش المصرى ولم ينتصر له احد
المشاركات كانت موجودة بالتواجد ويوجد شهداء منهم جراء الهجوم او القصف على وحداتهم

ومصر كانت قادرة بقواتها المسلحة على الحرب ولو ما كنا قادرين على ذلك ما كنا دخلنا الحرب والقوات التى وصلت من الدول الشقيقة كانت فى اواخر الحرب اذا لا تقوللى لولا القوات التى جاءت ما كنا انتصرها هذا هراء وكلام لا وزن له
لانك بهذا الكلام لا تعرف شيئا على الحرب اصلا وما دار بها
وهذا لا يعنى ايضا طمس القوات المشاركة هذا جميل وطيب مشاركتهم بالتواجد فى حال سقوط اى من وحدات الجيش المصرى كان سيتم الزج بهم


اللتاريخ لا يغير التاريخ موجود ومن يحب يتطلع على التوثيقات للحرب يتطلع عليها


ألم تعجبك و تقنعك جميع المقالات و الفيديوهات التي وضعها الإخوة التي تؤكد مشاركة القوات العربية في الحرب

و لا تقل لي لا أعرف شيئا عن الحرب لأنك لا تعرفني و لا تعرف ما أعرف



و لو كانت القواب المصرية قادرة لوحدها على الفوز بالحرب لما طلبت و سمحت بمساعدة الدول العربية

إسمح لي و لكن كل ما قلته يعتبر نكران للجميل

 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

ألم تعجبك و تقنعك جميع المقالات و الفيديوهات التي وضعها الإخوة التي تؤكد مشاركة القوات العربية في الحرب

و لا تقل لي لا أعرف شيئا عن الحرب لأنك لا تعرفني و لا تعرف ما أعرف



و لو كانت القواب المصرية قادرة لوحدها على الفوز بالحرب لما طلبت و سمحت بمساعدة الدول العربية

إسمح لي و لكن كل ما قلته يعتبر نكران للجميل


ههههههههههههههههههه
فصل الكلام
التاريخ لا يغير ولا يستطيع ان يزورة احد
ونحن من انتصرنا لفسنا نحن من عبرنا القناة وحاربنا خلف خطوط العدو ودمرنا مطاراته ومواقعة الحصينة وقلنا واسرنا جنودة لم يعبر معنا احد ولم يفعل معنا احد
ولا ننكر الجميل الجميل على راسنا من فوق هم ارسلوا القوات واستجابوا وهذا فعل طيب منهم ونقدرة ولو كنا ننكر الجميل ما كنا قلنا مشاركة العراق وفلسطين فى القتال ...
ولكن نحن من حاربنا والمشاركات كما قلت محدودة من البعض فقط وكما وضحة الزملاء
فلا داعى للمهاترات
ولا داعى بان يدعى علينا احد انه يعرف تاريخنا اكثر منا
واضح ان الفهم صعب على البعض

تحية لكل الشهداء المصريين والعرب فى الحرب :b070[1]:
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل


أنت من يريد تغيير و تزوير التاريخ

التاريخ و المؤرخين الذين أكدو قتال و مشاركة الدول العربية بالحرب

ممكن تقنعني أن دول عربية لم تشارك في الحرب و لكن أن تنكر قتال القوات الجزائرية بالذات فهذا عيب و عار عليك

لا أحد ينكر الدور الكبير للجيش المصري في النصر , لأنها تعتبر حرب مصرية إسرائيلية بدرجة أولى و لكن لا يجب أيضا نسيان فضل و مساعدة الدول العربية لمصر

 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

ليس ذنبى ان الفهم صعب عليك

والتاريخ موجود وموثق على لسان قادة الحرب المصريين والاسرائيليين وليس على على لسان رقيب او ضابط صغير كان وقتها فى قوات عربية مشاركة يتكلم على اهواؤة ويؤلف القصص الوهمية

من يريد ان يتطلع على التاريخ الحقيقى الموثق فهو موجود فى اكثر من مكان وعلى لسان عسكريين كبار شاركوا فى الحرب وكتب على يد مؤرخين كثر عاصروا الحرب

ندور فى حلقة مفرغة كما قال الاخ التحرير
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

مشاركة دولة العراق التى اعتز بها شخصيا فى حرب اكتوبر
دور القوات الجويه العراقيه في حرب اكتوبر
بقلم
اللواء الطيار الركن متقاعد
علوان حسون علوان العبوسي
عام

تعتبر حرب 6 تشرين 1973 (العاشر من رمضان) من اهم المساهمات التي ساهم بها الجيش العراقي عبر سفره الخالد في تاريخه الحديث .... هذه المشاركة التي تمت دون إشعار أو تخطيط أو تنسيق مسبق لذلك تعتبر ضرب في البطولة والشعور الوطني والقومي تجاه قضايا ألامه العربية وعدوها التقليدي ( الكيان الصهيوني ) ....

كنا ضباط أصاغر برتب نقيب ورائد طيار نتساءل لماذا أرسلت أسراب طائرات الهنتر السادس والتاسع والعشرون إلى مصرفي نيسان 1973 وكان الجواب لأغراض التعاون مع القوات الجوية المصرية وكنا نفرح لذلك ونتوسط من اجل شمول أسراب قوتنا الجوية الأخرى ...وبعد مضي الوقت وصادف عودة بعض الطيارين من مصر إلى العراق للتمتع باجازة قصيرة كنا نلتقي بهم ونسألهم نفس السؤال ؟ يكون جوابهم لأغراض التعاون مابين القوتين الجويتين.

أخيرا أتضح لنا السبب جليا بعد سماعنا من الراديو مساء يوم 6تشرين (اكتوبر1973 خبر هجوم 200 طائرة مصرية ومعها 24 طائرة هنتر عراقية في الساعة 1400 لمواقع العدو الإسرائيلي في شرق القناة والمتمثلة ( بالمطارات في سيناء تماده وراس نصراني والمليز ... ومواقع القيادة والسيطرة وبطريات الصواريخ ارض جو ثم توغل القوات البرية شرق القناة بعمق 5 كلم).... وقد تزامن مع هذا الهجوم هجوم 200 طائرة سورية ضد الأهداف الاسرائيلية في الجولان لاستعادة الأراضي التي احتلها العدو عام 1967.

إجراءات القيادة السياسية العراقية

في مساء نفس اليوم اجتمعت القيادة السياسية والعسكرية العراقية برئاسة رئيس الجمهورية احمد حسن البكر وبعد التشاور مع القيادة السورية أصدرت قرار المشاركة في الحرب وأوعزت للسربين التاسع والحادي عشر (ميج 21 ) التوجه فورا إلى سوريا كما أوعزت إلى الأسراب الهجوم الأرضي الأول والخامس والثامن سوخوي 7 والسرب السابع ميج 17 التوجه تباعا إلى سوريا كما أوعزت إلى الفرقة المدرعة الثالثة بقيادة العميد الركن محمد فتحي امين (ألويتها ل مدرع 12 بقياده العقيد الركن سليم شاكر الامام ول مشاة ألي 8 بقيادة العقيد الركن محمود وهيب ول مدرع 6 بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر ) والفرقة المدرعة السادسة (ألويتها ل مدرع 30 ول مدرع 16 ول مشاة 15 ) واللواء الآلي من فرقه المشاة الآلي 20 بقياده العقيد الركن سلمان باقر واللواء المشاة5 من الفرقة المشاة الرابعة بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون.

إعادة العلاقات وإبرام معاهدة عدم اعتداء مع إيران ليتسنى سحب القطعات المتواجدة على الحدود الايرانية …. أضافه إلى تاميم حصة هولندا النفطية وتقليل حصص دول العدوان وكذلك فعلت الدول العربية النفطية الأخرى .

الالتحاق إلى سوريا
كنت على التو قد أنهيت دورة في القتال الجوي على الطائرات المقاتلة ومتمتع في أجازه نهاية الدورة وصادف أن أكون مع عائلتي في احد أسواق بغداد عندما سمعت خبر الهجوم بالراديو .. قلت لعائلتي اعتبر أن إجازتي انتهت…. في صباح يوم 7 أكتوبر التحقت في قيادة القوة الجوية طالبا تتسيبي لأحد الأسراب المقاتلة وتم تتسيبي إلى السرب الخامس سوخوي 7 في قاعدة كركوك الجوية آمره الرائد الطيار سالم سلطان البصو يعاونه الرائد الطيار حازم حسن قاسم وكنت أنا آمرا للرف الأول في السرب المذكور … التحقت في السرب مساء بعد ان اقلني اخي الرائد الطيار موفق سعيد عبد بسيارته الخاصه ( شوفرليت موديل 1959 ) كما التحق معنا النقيب الطيار يوسف محمد يوسف وهما كانا في دورة آمري الاسراب الحتميه المفتوحه بجناح الدورات الجويه وقد وجدت السرب قد هيىء مستلزمات التنقل صباح يوم 8 أكتوبر.

صباح يوم 8/10/1973 اوجزنا الرائد الطيار هشام عطا عجاج بمهمة القوات الجويه العراقيه في سوريا موضحاً خط رحلة اسراب الهجوم الارضي المنطلقه من قاعدتي كركوك وابي عبيده واوضح لنا من ان اسراب المتصديات قد تم ارسالها منذ صباح يوم 7 منه ، وقد اوصانا بالصمت الاسلكي كجانب امني مهم لسلامة تشكيلاتنا ، بدأنا بالتنقل إلى سوريا من قاعدة كركوك الجويه في الساعه 1000 من نفس اليوم و على شكل مجموعات رباعية بفاصل خمسة دقائق بينهما ، كان معي بالتشكيل كلا من الملازم الاول فيصل حبو شعيب والملازم الاول حسن عبيد والملازم الاول محمد السعدون ، تسلق التشكيل الى ارتفاع 6000 متر باتجاه قاعدة الوليد الجويه ، بعد مدينه حديثه بدءنا بالانحدار التدريجي تحسباً للكشف الاسرائيلي الممتد عبر الاراضي العراقيه لحين وصولنا مدينة الرطبه بارتفاع 100 متر، تم هبوطنا بقاعدة الوليد الجويه التي كانت مزدحمه باسراب السوخوي والميج 21 وبعد تناول وجبه خفيفه اقلعنا مره اخرى باتجاه سوريا على ارتفاع منخفض جداً 30 -50 متر حيث تقرر هبوط السرب الخامس في قاعدة (بلي) الجويه ، قبل وصول القاعده اتصل بنا احد الضباط الجويين العراقيين واعتقد كان مقدم نجدت النقيب محاولا اعطاء بعض الدلالات لهذه القاعده وفعلا كانت مفيده لنا ، في اقل من 5 دقائق بعد وصولنا القاعده هبطت طائراتنا فيها بسلام وادخلت الطائرات فوراً داخل الملاجىء المحصنه ، اما السرب الأول فهبط في مطار ( دمشق الدولي ) والسرب الثامن في مطار الضمير وسبق أن هبط السربان التاسع والحادي عشر (ميج 21 ) في مطاري سيكال والناصرية أما السرب السابع فهبط في مطار الضمير ، في المساء التقى بنا آمر القاعده واوجزنا بالمنطقه وسياقات العمل المتعارف عليها ، في قاعدة بلي التقينا بالرائد الطيار العراقي سمير زينل حيث كان منسب آمراً لاحد اسراب الميج 17 السوريه وقد سبق له ان شارك بالعديد من الطلعات منذ اليوم الاول للمعركه ،كما التقينا بعدد من الطيارين ممن كانوا معنا في روسيا عام 1967 منهم عبد الرحمن وكمال وغيرهم لااذكر اسمائهم الان ، المهم جرى توزيع الخرائط علينا وتسليمنا للكلمات الشفريه التي اعتاد السوريين العمل بموجبها في الجو وجرى دراسة المنطقه جيداً وفق هذا الوقت القصر على خرائط مجسمه تظهر طبيعتها الجغرافيه ، بعد تناول وجبه عشاء خفيفه ولشدة تعبنا هذا اليوم خصصت لنا اسرة للمنام في داخل مقر السرب التعبوي تحت الارض حيث سنبدأ الطيران ضد الاهداف الاسرائيليه غداً 9/10/1973 انشاء الله .

لقد ساهمت طائرات النقل نوع (انتونوف 12 و 24 ) بنقل مستلزمات كل الأسراب المساهمه رغم ظروف الحرب الصعبة كما ساهمت طائرات الهليكوبتر بأعمال إعادة التمركزات لوسائل الدفاع الجوي والأسراب وفقا للموقف الجديد .... لم يبقى في العراق سوى السرب 14 لحماية بغداد وبعض مفارز من طائرات السوخوي والميج 21 لاعادة تاهيل الطيارين المتواجدين في كليه القوه الجوية وكلية الأركان بغرض زجهم بالمعركة بعد ذلك .



موقف واجراءات تنفيذ القوة الجوية العراقية واجباتها في سوريا
في 10 أكتوبر أصبح موقف القوه الجوية العراقية في سوريا ماياتي: ( 50 طائره سوخوي هجوم ارضي و36 طائره متصدية و8طائره ميج 17 ) .... نسبة الطيارين إلى الطائرات 2: 1 للاستعواض . اما تنفيذ الواجبات فكان كما يلي :
ا . باشر السربان 9 و 11 متصديات الطيران ( الاعتراضي ) مع الطيران السوري منذ اليوم الأول لوصولهم في 7 أكتوبر واستمر حتى وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر واستطاع كلا من الطيارين التالية أسمائهم اسقط 3 طائرات اسرائيلية( المقدم الطيار الركن محمد سلمان حمد والرائد الطيار الشهيد نامق سعد الله والنقيب الطيار شهاب احمد ) ...

ب. باشرت أسراب الهجوم الأرضي 1 و 5 و 8 و 7 الطيران منذ 9 أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار .

ج . لقد واجهت أسراب الهجوم الأرضي ظروف صعبة بسبب قلة الاستحضارات وعدم التعرف على المنطقة بشكل جيد بعد زجها بشكل مباشر في المعركة أدى إلى وقوع خسائر غير مبررة بالطيارين خاصة وان امكانية الطائرات الروسية القتالية آنذاك لم تكن بالصورة التي عليها ألان فالطائرة تحتاج إلى طيار يقودها إلى الهدف على عكس الطائرات الغربية حيث الطائرة هي التي تقود الطيار إلى الهدف بواسطة ما تحتويه من أجهزه ملاحيه وقصف دقيقه، ولما كانت المعلومات غير متوفرة والطيارين لم يسبق لهم ممارسة الطيران في سوريا قبل هذا الوقت لذلك كانت الخسائر غير مقبولة في المفهوم التعبوي ومع ذلك فقد أعجب الطيارين السوريين بكفاءة الطيار العراقي رغم كل الظروف التي أشرت إليها أنفا وقد أفدناهم في أمور أساليب الاستخدام القتالي أثناء تنفيذ الواجبات مما ساهم في تقليل نسب الخسائر بالطيارين وأصبحوا يقولون لو كنتم معنا قبل هذا الوقت لأبلينا بلاءا حسنا معكم ....
ماهية واجبات القوةالجوية السورية

أ‌. التخطيط للواجبات لم يكن بمستوى تخطيط العدو الإسرائيلي فقد تمكن من كشف الخطط السورية مبكرا ومن ثم نصب كمائن في طريق ذهاب الطائرات إلى أهدافها وإسقاطها بل العدو كان يعلم بالخطة أساسا(السبب أن خرائط الطيارين كان قد ثبت عليها كل الأهداف المعادية وأسلوب الذهاب والعودة إلى الهدف وعندما يقذف الطيار من الطائرة بسبب اصابة طائرته من قبل الدفاعات الجويه الاسرائيليه يلقى القبض عليه ويستولي العدو على هذه الخرائط يستدل منها على الخطط التعبويه للاستخدام .

ب . اقتصرت الخطه الجوية على عمليات الإسناد الجوي القريب وبعض أهداف التجريد لمواقع التحشد والتموين وقد خلت الخطة من أهداف الحركات الجوية المقابلة لأهميتها القصوى في المعركة ...

ج .الأهداف كانت ( القنيطرة ,تل عنتر , سعسع , مجدل شمس , منطقه طبريه , جسر بنات يعقوب , ارتال متقدمه تجمعات , إسناد القوات ألبريه في انسحابها من الأهداف التي احتلتها في بداية الحرب ).

د .استمر زخم طائرات الهجوم الجوي العراقي حتى يوم 10 أكتوبر .... بعدها توجه العدو إلى الجبهة السورية بعد أن احكمت القوات ألمصريه مواقعها في سيناء وذلك لخطورة هذه الجبهة بعد أن استعادت سورية كافة أراضيها في الجولان.... ففي الهجوم المقابل الإسرائيلي ... كان العدو يقوم منذ الصباح الباكر واعتبارا من 11 أكتوبر شل كافة القواعد الجوية السورية وتلغيمها بالقنابل الموقوتة لكي تتفرغ في هجومها المقابل تجاه القوات السورية. لذا كنا نعاني من ذلك كثيرا ونحن نسمع من غرف العمليات تقهقر القوات السورية بعد تحقيقها هزيمة للقوات الاسرائيلية في بداية الحرب .... وقد أوعز السوريين ذلك في نقص بالقوات وتأخر وصول الجيش العراقي حتي 13 أكتوبر حيث كانت القوات السورية قد أكملت انسحابها ....

قرار القوة الجوية العراقية في سوريا

نتيجة للخسائر الكبيرة بالطائرات والطيارين السوريين والعراقيين اقترحت القيادة العراقية في سوريا المؤلفة من المقدم الطيار محمد جسام الجبوري والمقدم الطيار صباح صالح والمقدم الطيار نجدت النقيب وبعد استشارة قيادة القوة الجوية في بغداد تعديل الخطة الجوية السورية بما ينسجم ومتطلبات الموقف الجديد .... ووضعت خطه تحوي على أهداف استراتيجية مهمة بغرض شل القوه الجوية الاسرائيلية والقيام بهجوم مقابل أخر بالمساهمة مع القوات البرية العراقية التي وصلت على التو سوريا واستكملت تحشدها في 17 أكتوبر ... من حيث المبدأ وافقت القيادة العسكرية على الخطة ولكن القوة الجوية والدفاع الجوي السوري لم يوافقان عليها ... وعلى أية حال استمرت قوتنا الجوية وفق الخطة السورية حيث زادت نسب خسائرنا بالطائرات والطيارين وكذلك بالنسبة للسوريين تجاه أهداف لم يكن تأثيرها واضح في المعركة .

خسائرنا في سوريا
بلغ إجمالي خسائرنا في سوريا فقط 15 طيار وأسيران و 15 طائرة سوخوي 7 وطائرتان ميج 17 و5 طائرات ميج 21 ..... كما بلغت عدد الطلعات ألمنفذه بطائرات الهجوم الأرضي حوالي 200 طلعة وضعف هذا العدد بالنسبة للطائرات المتصدية .

العودة إلى العراق

في 14 أكتوبر قرر الرئيس المصري أنور السادات تطوير الهجوم شرق قناة السويس إلى المضائق بالرغم من ممانعة القادة العسكريين ذلك مما أدى إلى تحرك القوات المصرية ومعها وسائل الدفاع الجوي باتجاه الشرق سبب ذلك من حدوث ثغره في الكشف الراداري المصري وقد استغل ذلك من قبل إسرائيل تسللت عبرها مجاميع من الطائرات الاسرائيلية باتجاه الغرب وبالتالي إيجاد منفذ لعبور القوات الاسرائيلية غرب القناة في منطقة الدفرسوار وتطويقها الجيشان الثاني والثالث وتهديد منطقة الاسماعيلية والسويس مما أدى وقوع خسائر كبيرة بالجيش المصري. قررت كلا من مصر وسوريا وقف القتال بناء على قرار مجلس الأمن 338 ....اقترح العراق استمرار المواجهة إلا أن سوريا رفضت ذلك .... عادت القوة الجوية العراقية إلى قواعدها في العراق بعد 23 أكتوبر وهي بذلك تسجل أروع صفحة من صفحات البطولة في تاريخها الحديث المشرف نفتخر به على مر الأجيال ولا يجب أن ننسى هذا الدور لكون الذي حدث في ظروف غير طبيعية من السكون إلى الحركة مباشره وثم الاشتباك مع العدو دون معرفة تفاصيل الخطط وقبلنا بالخسائر من اجل المبادىء وإحياء اللحمة العربية تجاه كيان غاصب متعجرف.
وهكذا أسدل الستار على دور الجيش العراقي في حرب أكتوبر 1973 الذي أعطى درس لكل الأعداء من أن الوطن العربي وطن واحد مهما حدث من مشاكل بين الأخوة وان العراق يجب أن يبقى عصيا على الأعداء قويا على مدى العصور ومهما حصل ولكل جواد كبوة .... رحم الله شهداء القوة الجوية العراقية الأبطال وشهداء القوات البرية العراقية الأبطال التي أبلت بلاءا حسنا في هذه .

سرد عام للامور الشخصيه جرت اثناء حرب تشرين 1973

جرى التطرق بصوره عامه سابقا للسرد ، وكما تم تحريره في احدى مقالاتي بمناسبة الذكرى 35 لحرب تشرين ساتطرق الان لبعض التفاصيل العامه التي حدثت معي فعلا :

في اليوم الثاني لوصولنا (9/10/1973) وكان الموقف لايزال لصالح مصر وسوريا ونشاط الطيران الاسرائيلي ضعيف تجاه الجبهة السوريه ، عليه يجب ان نستغل ذلك من اجل فرض وجود الطيران السوري على جبهة الجولان وتشتيت جهد الطيران الاسرائلي مابين مصر وسوريا ، في منتصف النهار وبعد قراءة الخرائط المجسمه والتعرف على بعض المعالم السوريه جرى الاتفاق ان تكون الطلعات الاوليه لنا بقيادة الطيارين السوريين للتعرف على المنطقه بصوره عامه ، صدر امر ضربة جويه بستة طائرات سوخوي 7 على تجمع لدبابات العدو في الجولان على ان يقود التشكيل المقدم السوري عبد الرحمان ابو عوف والباقي من الطيارين العراقيين ، تالف التشكيل من الرائد سالم سلطان وانا و الملازم الاول فيصل حبو شعيب و الملازم الاول عماد لفته والملازم محمد احمد مطلوب ، تمت عملية التشغيل بصمت لاسلكي تام باستخدام الاشارات فقط واحياناً الكلمات الشفريه التي اتفق عليها ( عباره عن قائمه من الكلمات مع اعضاء التشكيل ومع الدفاع الجوي ) ، اقلع التشكيل كما يلي ، عبد الرحمن ومعاه عماد انا ومعي فيصل حبو وسالم ومعه محمد مطلوب ( نوع الحموله 4 قنابل x 500 برشوتيه وبعض الطائرات 4 x 500 عنقوديه ) ، كان الاقلاع على شكل تشكيل ثنائي مفتوح ، بعد الاقلاع ورفع العجلات بصوره غير طبيعيه ( دفع الطائره الى الامام وزيادة السرعه بشكل مباشر) والبقاء على ارتفاع 20 متر، بعد الاقلاع ترأت امامنا والى الخلف المتصديات السوريه المرافقه لنا كحمايه ضد المتصديات الاسرائيليه والتي تشعرك بالامان من التهديد الجوي ولو بنسبه مقبوله ، لم يمضي وقت طويل حتى دخلنا الحدود الاسرائيليه ومنذ لحظتها بدأت الاسلحه ضد الجو تنهال علينا بشكل لايصدق ولم نعتد عليه سابقاً فهذه هي اسرائيل وما الحل المناسب سوى البقاء على ارتفاع واطي وسرعه عاليه 900 كلم / ساعه والمناوره اذا اقتضى الامر عند توفر الوقت لذلك ولكن الوقت الى الهدف لم يستغرق سوى 15 دقيقه عليه استقر التشكيل على شكل تشكيل صحراوي مفتوح ، قبل الهدف شعرت بصاروخ ارض جو قد يكون محمول على الكتف متوجه نحوي وبسرعه دفعت عصا القياده الى الامام ولم يكن لدي سوى امتار قليله كادت طائرتي تصطدم بالارض ( حوالي 5 متر ) عندها شعرت مروره باعلى طائرتي بامتار قليله ثم انفجر فوقي محدثاً اهتزاز شديد بالطائره ولكن الحمد لله لم تصب طائرتي باذى ، دقائق ونكون فوق الهدف ، نادى قائد التشكيل ( الهدف في الساعه 1100 يسار اجابه الجميع بضغط عتلة زر الراديو دلاله على الاتصال بالهدف بالرؤيا ( الهدف عباره عن دروع متخندقه داخل ملاجىء محصنه واخرى خارج الملاجىء ) سحب شديد الى الاعلى بفواصل زمنيه 2 ثانيه بين طائره واخرى والانقضاض بدرجه 10 – 15 ْ ثم القاء القنابل والانسحاب خارج الهدف بحارق خلفي وزيادة السرعه الى 1100 كلم / ساعه بارتفاع 10 -15 متر ، نادى قائد التشكيل التفرق للتشكيل والعوده كل طائرتين على حده |، وما هي الا دقائق محدوده حتى وصلنا القاعده وهبط تشكيلنا بشكل فردي وادخلنا الملاجىء بسرعه لاحتمال ضربه جويه على طائراتنا من قبل اسرائيل ، كان الوقت المستغرق حوالي 35 دقيقه ، استقبلنا المقدم صباح صالح وباقي الطيارين بالاحضان مهنئينا على سلامة الوصول ، تم اشعار السرب ان الاصابات كانت مؤثرة جداً ( من الامور التي افتخر بها موقف المقدم الطيار صباح صالح هذا الرجل كانت عيناه تنطق لما في دواخله من حب وتقدير لنا سواء بعد التنفيذ او قبله فهو يشجع الجميع على الطيران ، وفي احدى المرات اخذ طائره ومعه احد الطيارين السوريين وقام يتنفيذ واجب الا ان القياده الجويه السوريه اعادت التشكيل بعد اقلاعه لكون شعرت ان هناك تهديد من المتصديات اللاسرائيليه فوق الهدف وعند نزوله من الطائره انزعج جداً وقال انا روحي ليست اعز من باقي الطيارين لماذا اعادونا ولم ننفذ الواجب وكان يعتقد ان هناك تعمد في اعادة تشكيله ولكن فعلا كان هناك العديد من المتصديات الاسرائيليه فوق الهدف المكلف به ، كان هذا الرجل كتله متقده من الحماس الوطني وهكذا هو دائماً رغم كبر سنه ، كان عباره عن صوره حيه حقيقيه عندما تنظر اليه تقول انا اطير بدلا عنك سيدي وكان لايقبل بذلك طالما هو طيار عليه ان يطير رغم عدم مطالبة القياده له بالطيران ... ) .


استنتاج عام
من خلال الطيران لعدد من الطلعات قام بها طيارونا سواء في قاعدة بلي او مطار دمشق الدولي ظهر لنا ضعف استعداد الطيران السوريين للمعركه لاسباب عديده منها ، عدم ايجاد التكتيكات التعبويه لمواجهة القوه الجويه الاسرائيليه والمفروض بسبب قربهم من اسرائيل قد تعلموا منها الكثير واختيار الاساليب المناسبه لمواجهتها سواء كطائرات هجوم ارضي او متصديات تسبب عن ذلك كثرة خسائرهم بالطائرات لاهداف لاتتناسب وعمل القوه الجويه ،اسلوب الطيران والمناوره اثناء التقرب الى الهدف ، في الحقيقه كنا عون لهم بذلك فقد بذلنا جهد موضحين بعض هذه التكتيكات اثناء الملاحه الى الهدف واثناء الهجوم والانسحاب وقد اجابونا ليس السبب نحن كطيارين ولكن المفروض بالقيادات السياسيه السعي بالتعاون مع باقي القوات الجويه العربيه للتعرف عن كثب معها وتبادل الخبرات في هذا الصدد ، من الامور الاخرى هي الطيران دون ايجاز لايضاح بعض الامور المهمه في الطيران في حالة القذف او الاسر ، التخطيط للضربات غير مجدي فالخرائط معده سلفاً وموضوع عليها الاهداف وكل خارطه تحوي 5 – 10 اهداف وطريق الذهاب والعوده وعندما تنظر الى الخارطه لم تفهم منها شيىء وهي بقياس 1/1000000 مما جعلنا نقوم بعمل خرائط جديده موضحين عليها الاسلوب المثالي للضربات الجويه ، لذلك عند الطيران كان العدو على علم مسبق باسلوب التقرب واي الاهداف سوف تهاجمها القوه الجويه السوريه عليه كانت تضع كمائن للطيارين وتتمكن نم اسقاط طائراتهم بسهوله مما ابدت القيادة العراقيه تحفظها عن هذه الاساليب التي يمكن ان اطلق عليها بالاساليب الجاهله البدائيه الغير موازيه للطيران الاسرائيلي المتفوق على الطيران السوري ، شعرنا ونحن في غرفة الطيارين ان هناك احد الخبراء الروس متواجد معهم يرشدهم لما يعملون اثناء الطيران وكانت اساليبه دفاعيه اكثر منها هجوميه والطيران السوري في موقف الهجوم عليه كنا لانتفق معه البته ، المهم لم يكن الوقت ملائم للتغيير ولكن بالقدر الذي يؤمن عودة التشكيلات سليمه على الاقل تجاه اهداف اسناد جوي قريب او تجريد ...خلاصة ما توصلنا اليه ان الطيارين السوريين شجعان جدا وقريبين من الطيارين الانتحاريين دون داعي تجاه مثل هذه الاهداف التي ضحت سوريا فيها بمظم طياريها اذن شجاعه دون تخطيط ، هو ضرب من الجنون والفوضى الغير مقبوله .

ما جرى يوم 10/10/1973
بعد يوم صعب من الطيران نفذه الطيارين العراقيين ، انذرتنا غرفة عمليات القوات المسلحه احتمال قيام العدو شن ضربات جويه على كافة القواعد والمطارات السوريه يوم 10/10/1973 لكونه قد تضرر في الايام السابقه من اجل احداث التوازن الذي اختل على الجبهتين المصريه والسوريه في محاوله لتغييره ليصبح لصالحه خاصة بعد ان اكتمل حشد الاحتياط الاستراتيجي الاسرائيلي ....استيقظنا صباح هذا اليوم قبل الضياء الاول وارتدينا ملابس الطيران وجلست انا واخي الرائد حازم حسن قاسم في غرفتنا نتداول الحديث بمجريات امور الطيران الصعبه وطريقة زجنا في هذه الحرب بهذه السرعه ولكن ما العمل وهذا هو واقع الحال حيث المفروض من القياده السوريه التفكير ملياً قبل الحرب استدعاء ولو بعض الطيارين العراقيين وبعض قادة الجيش الاخرين للتعرف على ظروف عملهم ريثما تبرز الحاجه لهم في المستقبل وان لانكون بهذا الموقف المحرج ، على اية حال ونحن في هذا النقاش دوت صافرة الانذار معلنه بقدوم غاره جويه اسرائيليه ، خرجنا مسرعين خارج مقر السرب الحربي باتجاه الملجأ القريب المحصن جيداً وتكدس الجميع فيه ، وفي اقل من 5 دقائق استهدف العدو مقرنا بصوره مباشره وجعله ركاماً واثراً بعد عين ولله الحمد كان الجميع خارج المقر ولم يصب احداً منا سوى تدمير حاجياتنا الشخصيه وكل ما موجود بالمقر ، لقد ملىء الغبار نتيجة الانفجار الشديد للقنابل هذا الملجأ وكاد الجميع ان يختنق ونحن ننتظر انتهاء الغاره التي استهدفت المدرج الرئيسي للمطار وملاجىء الطائرات ومقر السرب الحربي ، الموقف الان بعد انتهاء الغاره ، انفجارات شديده للقنابل والصواريخ المنتشره هنا وهناك ، قام العدوا بتلغيم المطار بالقنابل الموقوته التي باتت تنفجر بين الحين والاخر مما شلت اي حركه في المطار ، استمر بقائنا اكثر من 3 ساعات داخل الملجأ بعد ذلك تم نقلنا الى غرفة عمليات القاعده الموجوده في عمق احد الجبال المحيطه بها والتي استمر بقائنا فيها حتى نهاية الحرب ، لقد كانت الغاره مؤلفه من 4 طائرات فانتوم وطائرتين سكاي هوك ، استخدمت قنابل ضد المدارج وقنابل دقيقه اخرى ضد مقر السرب حيث كان مسارها من شباك التهويه الخارجي للسرب ، خسائرنا كانت 3 طائرات سوخوي 7 وتدمير عدد من الملاجىء المحصنه ، استقر بنا المقام في غرفة العمليات المشار اليها آنفاً ولم يتم تنفيذ اي واجب للطيران من قاعدتنا حتى يوم 13 /10 ، مما اضطر بعض الطيارين السوريين الانتقال الى مطار دمشق الدولي للتنفيذ من هناك ، فجعنا مساء هذا اليوم باستشهاد اخي وحبيبي الملازم الاول الطيار البطل سلام محمود ايوب بعد تنفيذه احدى الطلعات على جسر بنات يعقوب قرب بحيرة الحوله ،كما فجعنا باستشهاد كل من الملازمين رضا جميل وعصام جانكير والمقدم الطيار السوري عبد الرحمن بعد طيرانهم من مطار دمشق الدولي اضافه الى بعض الطيارين السوريين وهي خسائر غير مقبوله بسبب سوء الادارة والتخطيط السوري ...،
في يوم 12/10/1973 بدأت طلائع القوات البريه العراقيه بالوصول الى دمشق اولها اللواء المدرع 12 بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الامامي ، وقد زجت فوراً بالقتال وقد واكتملت تقريباً يوم 20 /10/1973 .

بلغ تعداد القوات البريه العراقيه ماياتي

أ . الفرقه المدرعه الثالثه . بقيادة العميد الركن محمد فتحي امين وهي مؤلفه من اللواء المدرع بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الامامي ،واللواء المشاة الالي 8 بقيادة العقيد الركن محمود وهيب ، واللواء المدرع السادس بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر .
ب .الفرقه المدرعه السادسه . المؤلفه من ( اللواء المدرع 30 / اللواء المدرع 16 / لواء المشاة 15 ) .
ج .فرقة المشاة الالي الخامسه . منها اللواء الالي /20 بقيادة العقيد الركن سلمان باقر .
د .فرقة المشاة الرابعه . منها لواء المشاة /5 بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون .

الطلعه الثانيه في 13/10/1973
استمر العدو الصهيوني بالتعرض على قاعدتنا ( بلي ) للايام 10 ،11،12، منذ الصباح الباكر ولم نتمكن من الطيران لهذا السبب حيث ايقن ان الاسراب العراقيه لاتزال نشطه وبامكانها احداث متغيرات ومفاجآت جديده قد تؤثر على مجرى العمليات القادمه ، في هذه الايام وبعد اشتراك القوات البريه العراقيه بالمعركه بدأ العدو هجومه الشامل على القوات البريه السوريه ادى الى تقهقرها من المناطق التي احتلتها في بدايه المعركه والتي استرجعت كافة اراضيها في الجولان وحتى بحيرة طبريه ، لقد كانت حالتنا النفسيه سيئه بعد سماعنا الاخبار عن زحف القوات الاسرائيليه باتجاه دمشق الهدف السوقي الخطير، اما السرب السوري المتواجد معنا في بلي فلم يبقى منه سوى النقيب كمال عبد الله وعدد محدود من الطيارين السوريين الجدد وعليه شددنا الاحزمه وطلبنا من مجموعة تصليح المدرج الاسراع باعدادته للطيران وفعلا بعد ظهر هذا اليوم اصبح المدرج جاهز للطيران وتم توزيع الواجبات على الطيارين وكانت حصتي مع احد الطيارين السوريين لقصف القوات الاسرائيليه المشتبكه مع القوات السوريه على محور القنيطره – دمشق والتي يشاغلها اللواء المدرع 12 من الفرقه الثالثه العراقيه ، كانت طلعتنا الاولى على المدرج الذي لم يجف تصليحه ولم اتمكن من مشاهدة قائد التشكيل بسبب الغبار الا بعد الاقلاع حيث توجهنا للواجب المكلفين به وبه دقائق محدوده شاهدنا الدروع الاسرائيليه وهي تتقدم على المحور المشار اليه آنفاً وتم معالجتها بالقنابل العنقوديه باصابات مباشره وعدنا ادراجنا الى القاعده والمتصديات الاسرائيليه تلاحقنا حتى وصولنا القاعده الا ان المتصديات السوريه ادت دورها ببساله في مواجهتها وثنيها عن واجبها ، كان نزول التشكيل مساءً ، استقبلني زملائي بالترحاب على راسهم المقدم الطيار صباح صالح والرائد سالم سلطان والرائد حازم حسن وآخرين ، استمر طيراننا لهذا اليوم حتى غروب الشمس وكان الهدف هو ايقاف زحف القوات الاسرائيليه نحو دمشق وقد ابدع اللواء الثاني عشر المدرع العراقي في تصديه لهذه القوات ومنعها من التقدم نحو دمشق .

الموقف لايبشر بخير ابداً والقوات الاسرائيليه باتت قريبه من دمشق بعد ان دمرت القوات البريه السوريه التي ابلت بلاءً حسناً في بدايه الحرب ، كنا في اشد حالات الحزن والاكتئاب ونحن نشاهد من قمة الجبل الذي يطل على ارض المعركه الانفجارات وتقهقر القوات السوريه ، اقترحت ومعي الرائد حازم حسن قاسم على الرائد سالم البصو فكرة الطيران الليلي خاصة نحن جاهزين لمثل هذه الواجبات وفعلا درس هذه الفكره وطرحها على السوريين ولكن يبدوا ان القاعده غير مجهزه لهذا الغرض ومع ذلك كنت انتظر اي امر بهذا الخصوص طوال ليلة 13 /14 ولم تاخذ عيني النوم ، الموقف خطير جداً حيث يحتمل احتلال المنطقه التي كنا فيها لقربها من منطقة العمليات البريه ، كانت الاخبار التي تردنا باستشهاد عدد آخر من الطيارين العراقيين المتواجدين في مطار دمشق الدولي ومطار الضمير والسيكال حيث بلغ تعداد الطيارين ممن استشهدوا 11 طيار ، الايام 14 ،15 كانت اشد كأبه علينا ونحن نتفرج ولا نستطيع فعل عمل مؤثر يرفع من معنوياتنا المحبطه .

موفد قيادة القوه الجويه الى سوريا

كان تلفزيون العراق قد عرض صور للطيارين الذين استشهدوا في المعركه منهم الشهيد سلام محمود ونامق سعد الله وكامل سلطان ورضا جميل وعصام جانكير وابراهيم كاظم واحمد صالح واسماعيل احمد سليمان وآخرين وصور للاسرى من مصر منهم الملازم الطيار عبد القادرخضر والنقيب عماد عزت والملازم دريد عبد القادر وآخرين ايضاً وقد اثار هذا الموضوع شجون الشارع العراقي واهالي الشهداء ، في يوم 12 /10/1973 زارنا العميد الطيار حميد شعبان التكريتي مدير الحركات الجويه العراقي موفداً من قبل قائد القوه الجويه العراقيه اللواء الطيار الركن حسين حياوي التكريتي لتفقد احوالنا ، وقد فوجىء باوضاعنا الاداريه المزريه منها موضوع السكن بعد ان قصف مقر السرب الحربي وايوائنا جميعاً في غرفه لم تتجاوز مساحتها الكليه 30 متر وهي مليئه بالاسره المتراصه مع بعضها البعض فهي لاتكفي سوى 5-7 اشخاص بينما نحن حوالي 20 شخص معنا الضباط المهندسين والفنيين ، وملابسنا وسخه ولحانا قد طالت بسبب فقدان ادوات الحلاقه وملابسنا اثناء قصف المقر ، وعلى الفور صرف مبلغ 1000 دينار الى آمر السرب لشراء الاحتياجات الضروريه من ملابس داخليه وبيجامات للنوم وادوات حلاقه ومعاجين اسنان واحذيه وغير ذلك وقد تم تشكيل لجنه من الفنيين برآسة الملازم الفني مهند عبد الرزاق لتامين ذلك وكذلك شراء مواد ووجبات طعام للفنيين الذين اصبحوا في العراء بعد قصف ملاجىء الطائرات التي كانت تاويهم ، وقد اثنى حميد شعبان على الجهود المبذوله من قبلنا وابلغ الجميع تحيات قائد القوه الجويه العراقيه لكل فرد منا وحثنا على التحمل والصبر واشار انه ستردكم بعض الاوامر في الايام القادمه لعلها تحدث تغييراً لهذا الواقع ، وقد تسائلنا ماهي هذه الاوامر واعتقد انها الخطة الجويه العراقيه الجديده لاسلوب العمل المقترح للواجبات القتاليه للمرحله القادمه .

الخطه الجويه العراقيه الجديده
بعد زيادة نسبة الخسائر الغير مقبوله بالطيارين والطائرات تجاه واجبات ليست ذا تاثير مهم في سير المعارك بعد ان تمكن العدو الاسرائيلي استعادة كافة الاراضي التي احتلتها القوات السوريه في بداية المعركه فليس للطيران تغيير هذا الواقع الا اذا تم تجاه اهداف اسرائيليه مهمه في العمق البعيد ، الاجراء الذي اتخذه القائد الجوي المقدم محمد جسام الجبوري بعد التشاور مع هيئة ركنه المقدم نجدت النقيب والمقدم صباح صالح والرائد سالم البصو والقياده العامه للقوات المسلحه العراقيه الممثله بالفريق عبد الجبار شنشل هو ايقاف الطيران العراقي في سوريا ثم وضع خطه جديده للعمل تتضمن توجيه الضربات الجويه في العمق الاسرائيلي لتخفيف الزخم عن جبهات القتال( قواعد جويه ، منشآت اقتصاديه ، اهداف حيويه ...الخ) ، وتم تقديم الخطه الجويه العراقيه الى القياده العامه للقوات المسلحه السوريه لكنها لم توافق عليها لااسباب كثيره منها احتمال ايقاف القتال قريباً ، اضطرت القياده الجويه العراقيه الاستمرار بالقتال على النمط السوري وذلك لكون ان معظم الطيارين السوريين قد قتلو واصبح لامناص من تركهم وهم بهذه الحاله ...( اثناء تواجدنا ضمن غرفة عمليات الدفاع الجوي السوري التقينا بالنقيب الطيار السوري كمال عبد الله وكان معاون آمر السرب السوخوي السوري الذي فقد معظم طياريه ولم يبقى سواه وعدد قليل من الطيارين الاحداث قال لنا لاتتخلوا عنا فلم يقى سوى اعداد قليله من الطيارين ، نحن نعرف ان قيادتنا لم تحسن استخدام سلاحنا الجوي ولكن ما العمل والحرب لاتزال قائمه وكان يتكلم وعيناه تدمعان حزناً لما جرى ، قال له صباح صالح نحن قدمنا من اجلكم فكيف نتخلى عنكم بل سنستمر وامرنا الى الله ...)

الطلعه الثالثه يوم 15 /10/1973
في يوم 15/10/1973 كلفت بواجب اسناد قريب ومعي احد الطيارين السوريين باتجاه اهداف معاديه وبعد التشغيل والتهيىء للاقلاع اتصلو بنا للعوده فوراً الى ملجأ الطائرات حيث احتمال ضربه جويه على المطار، وفعلا ما هي الا دقائق محدوده وكانت ضربه جويه على وسائل الدفاع الجوي القريبه من المطار وقد الغي الواجب وعدت وانا حزين لعدم اكماله ، بعد عودتي الى غرفة الطيارين في غرفة العمليات اخبرني المقدم الطيار صباح صالح بامر الطيران فوراً الى العراق ومعي كلا من النقيب غالب كمونه والملازم الاول محمد نبيل احمد ايوب والملازم الطيار رمزي شاكر شعبان والملازم الطيار شامل صالح لجلب طائرات السوخوي 20 التي يتم تهيئتها في قاعدة الرشيد ببغداد ، لم يفرحني هذا الامر بل احزنني وانا اترك زملائي هنا في سوريا وهم في اشد حالات الاكتئاب، جهزت الطائرات والخطة الجويه للطيران وكان معي الملازم الاول شامل صالح ، اما الباقين فطيرانهم سيكون من مطار دمشق الدولي ، ودعت زملائي الذين عشت معهم الايام الماضيه كما ودعت ما تبقى من الطيارين السوريين ، ثم توكلت على الله اقلعنا في الساعه 1700 باتجاه قاعدة الوليد الجويه .

العوده الى العراق
123 . كما اشرت آنفاً بلغت بالعوده للعراق في عصر يوم 15/10/1973 ومعي من السرب الخامس الملازم الاول شامل صالح ومن السرب الاول كل من النقيب غالب كمونه والملازم الاول محمد نبيل احمد ،في الساعه 1730 اقلعنا انا وشامل صالح من مطار بلي باتجاه قاعدة الوليد الجويه بعد ان انتظرنا خلو الجو النسبي من الطائرات المعاديه التي محتمل ان تطاردنا حتى الحدود العراقيه ، طلب منا الدفاع الجوي السوري الطيران الواطي الى اقل ارتفاع ممكن تجنباً للتهديد المعادي الذي قد يظهر في اي لحظه ، استمر طيراننا بارتفاع 100 – 50 متر حتى مسافة 100 كلم عن قاعدة الوليد ، وفي هذا الوقت نادى الدفاع الجوي كلمة بركان التي تعني تهديد معادي وطلب منا اجراء مناورة المقص ( SISSAR) قمت بمنادات شامل (BRACK) يعنى دوران شديد الواحد باتجاه الاخر وتغيير الاماكن لكل منا والاستمرار بهذا الاجراء لحين التاكد من عدم وجود التهديد المعادي وفجأة لفت انتباهي صاروخ جو – جو قد انزلق من بيننا ثم انفجر امام طائراتنا بعد ارتطامه بالارض بسبب ارتفاعنا الواطي جداً في تلك اللحظه ، اتصلت بالدفاع الجوي لاخبرهم بما جرى وقد تبين لي ان من اطلق علينا صواريخه هي طائرة ميج 21 يقودها الملازم الاول اسعد دكسن من مسافه قريبه دون ان يميز طائراتنا عندها صرخت به !!! هل انت اعمى الم تشاهدنا وتميز طائراتنا وقد شاهدته انا وهو يبتعد عنا باتجاه سوريا ولم يجبني ، لقد كان حدثاً فريداً كان يمكن ان يستشهد احدنا بسببه دون ان يدقق احداً ذلك وتسجل للطيار المهاجم اصابه على انها طائره اسرائيليه ويمنح وسام شرف بذلك ، المهم وصلنا قاعدة الوليد الساعه 1815 وكان قد سبقنا غالب ومحمد نبيل وقد علموا بما حصل لنا في الجو من قبل طائراتنا قلت لهم اين رمزي شعبان قالوا انه في بغداد ،قضيت ليلتي في قاعدة الوليد حيث نمت نوماً عميقاً بعد حوالي10 ايام ، ولكن اصوات انفجارات يوم 10 /10 لاتزال تدوي في اذناي وبقيت هكذا زمناً طويلا ، صباح يوم 16 /10/1973 ارسلت لنا طائرة (هرن) يقودها الرائد هشام عطا عجاج حيث نقلتنا الى قاعدة كركوك الجويه وهناك استقبلنا المقدم الطيار الركن واثق عبد الله آمر القاعده مهناً بسلامتنا .

عودتي الى بغداد
قضيت ليلتي في قاعدة كركوك الجويه ونحن نقص على الضباط المتواجدين هناك ماجرى في سوريا واساليب الطيران المفروض ان يتعلمها الطيار الذاهب الى جبهة القتال ( كان في القاعده طيارين سوخوي 7 سبق ان كانو في كلية الاركان والبعض الاخر كمدربين في كلية القوه الجويه وبعض الطيارين الاحداث حيث يجري اعدادها كاحتياطي للحرب اذا تطلب الامر ذلك ) ، صباح يوم 17/10/1973 اقلتنا طائرة دوف حضرت الى القاعده منذ الصباح الى قاعدة الرشيد الجويه ، هناك التقينا بالمقدم حاكم الاعرجي الذي اوكل باعداد طائرات السوخوي 20 الجديده التي لم يباشر الروس اعدادها للطيران فهي لاتزال مرزومه في صناديقها وقد رحب بنا كثيراً فهذا الرجل لنا معه ذكريات جميله لاتنسى ابد الدهر لمواقفه التربويه و الشجاعه المشرفه ، وقد هيىء لنا اماكن للمبيت في بهو ضباط القاعده ريثما يتم ادخالنا دوره على الطائره من قبل الطيارين الروس المرافقين للطائره ، لقد سمح لنا حاكم الاعرجي النزول الى بغداد للقاء عوائلنا ، لقد التقيت بعائلتي بعد ان ذهبت الى داري في زيونه حيث التقيت هناك بجيراني بيت المقدم عبد الكريم الحمداني ( يشغل آمر فوج في اللواء 8 الالي من الفرقه الثالثه المدرعه ) وكذلك التقيت بجاري العقيد الطيار خالد ساره الذي حضنني وقبلني فرحاً بمساهمتي بالحرب ضد اسرائيلي ( قالت لنا زوجته انه يبكي لعدم مساهمته بهذه الحرب وقال بالحرف الواحد اذبح ابني فداء لفلسطين قلت لها لقد ادى دوره (سابقاً في حرب حزيران بعد ان طار لمطاردة الطيران الاسرائيلي واصيب طائرته اصابات شديده كادت ان تؤدي بحياته ...) هؤلاء هم قادتنا يتوحدون عندالشدائد وعندما تصبح قضيتهم مصيريه ، لقد اخبرتهم ان الامور بالنسبه لنا جيده رغم خسائرنا بالطيارين والطائرات ، في داري شغلت سيارتي الشوفرليت 1967 وانطلقت بها الى بيت عمي بالكراده وانا لازلت ارتدي بدلة الطيران التي علق بها تراب الجولان بعد الضربه الاسرائيليه يوم 10/10 ، وصلت دار عمي الساعه 1800 وقد استقبلني ابني احمد وعيونه تشع بالفرحه بالاحضان اما ابنتي فرح فكانت لاتزال صغيره حضنتهم مع امهم واخذنا نبكي من شدة الفرحه بالعوده سالماً بعد الاخبار التي اشارة الى الكثير من الشهداء العراقيين ، اما العمه نوريه ( ام زوجتي ) قالت ان احمد كل يوم يذهب الى الجامع ويصعد على المناره يقول للمؤذن ادعي لبابا يعود بالسلامه ، بعد استراحه قصيره في دار عمي وانا اقص عليهم ما جرى في سوريا قصص الحرب .

الفتره 19 – 28 /10/1973
كانت الفتره المذكوره حرجه بالنسبه لنا في بغداد والاخوان في سوريا لايزالون يقاتلون العدو ونحن نسمع الاخبار في بغداد ولكن الاوامر لايمكن التجاوز عليها راجعت الاخ حاكم الاعرجي وقلت له ماذا نفعل والطائرات لاتزال في صناديقها وتاخذ وقتاً طويلا لكي تكون جاهزه ، عليه اقترح علينا السفر الى كركوك لكي نقوم بتهيئة طياري السوخوي الذين الحقوا من الوحدات الغير فعاله باساليب القتال المتبعه في سوريا ، التحقت الى قاعدة كركوك الجويه ومعي الاخوان غالب كمونه ومحمد نبيل احمد ايوب وقمنا وفق منهج مكثف تدريبهم على هذه الاساليب منها ( الطيران الواطي جداً ثم السحب الشديد الى الاعلى 30-40ْ والانقضاض على الهدف في ميدان رمي بشير والرمي بزاويه 7 -10 ْ والاستمرار بالارتفاع الواطي بعد القصف وسرعه عاليه 900 -1000 كلم /ساعه وبهجوم واحد فقط ) على ان لاتزيد فترة الهجوم الكليه عن 30 ثانيه ، وقد تخلل هذا الوقت بتاريخ 21 /10/1973 صدر امر لي بجلب طائرتين من قاعدة الشعيبه وفعلا ذهبت ومعي شامل صالح بواسطة طائرة المواصلات ( دوف ) وهناك اطمئننت على اهلي بواسطة الهاتف وفي المساء طرت بطائره مزدوجه وشامل بطائره منفرده اضطررت الى انزاله بقاعدة الكوت بسبب حلول الظلام لكونه لم يكمل منهج الطيران الليلي واستمررت انا الى قاعدة الرشيد حيث حصل حادث انفجار الاطار الامامي للطائره بسبب اختلاف زاوية التقرب لكون الطائره مزدوجه ولم يجري وضع اكياس رمل للموازنه فيها ، في الصباح عاد شامل من الكوت وطرنا سويا الى كركوك ، وهناك استمر طيراني مع الطيارين الاحداث او المنقطعين فتره طويله عن الطيران لحين صدور امرسحب القوات العراقيه من سوريا والذي جاء بعد وقف اطلاق النار في 20 /10/1973 .

عودة القوه الجويه العراقيه من سوريا

بتاريخ 22/10/1973 صدر قرار انسحاب القوات العراقيه من سوريا وبدأت هذه القوات بضمنها القوه الجويه بالتهيىء للانسحاب ، بدأت اسراب القوه الجويه العراقيه من سوريا ، وفي هذا الصدد خصصت لي طائرة ( AN -24 ) ذهبت بها الى سوريا للمساهمه بنقل ما تبقى من الطائرات هناك في حينها التقيت باخي خلدون خطاب حيث قضينا وقت ممتع تجولنا فيه داخل سوريا في سوق الحميديه تسوقنا منه بعض الاحتياجات والهدايا وقضينا الليل في فندق القوات المسلحه حيث التقينا بالمقدم محمد جسام الجبوري وكان ساخطاً لقرار وقف اطلاق النارومتاسفاً لاشتراكنا بهذه الحرب التي دماء شهدائنا لم تجف بعد رغم الموقف العراقي باشراك ثلثي قواته المسلحه ، في يوم 25 /10/1973 بدأت قوتنا الجويه بالانسحاب التدريجي الى قواعدها في العراق ، في يوم 28 /10/1973 طرت بآخر طائره سوخوي 7 عراقيه الى قاعدة الوليد الجويه ومنها الى قاعدة كركوك الجويه ضمن تشكيل السرب الخامس الذي تحول تسليحه من سوخوي 7 الى سوخوي 20 .

بعض الملاحظات والدروس المستنبطه تخص القوه الجويه عن حرب تشرين 1973

لقد افرزت حرب تشرين 1973 العديد من الدروس على المستوى الاستراتيجي والتعبوي والتكتيكي اهمها ، ان اشراك الجيش العراقي بهذه الحرب بشكل فجائي دون سابق انذار لها سواء على المستوى التخطيط اوالاستحضارات والتنفيذ واساليب التعاون المحتمله يعتبر ضرب من البطوله والتضحيه والمبدئيه التي اعتاد عليها جيشنا العراقي عبر سفرتاريخه النضالي ضد الهيمنه والاستعمار، وكان لها ان تحقق اهدافها على الجبهتين السوريه والمصريه على السواء لو تم لها ذلك الا انها اراد لها ان تكون حرب تحريك وليس تحريركما اطلق عليها ، كما ان سرعة التحشد والمشاركه من السكون خاصة قوتنا الجويه في وقت يعتبر قصير جداً اجبر العدو على تحويل جهده الاكبر الى الجبهه السوريه واستعادة الاراضي التي احتلتها سوريا خلال الايام الاولى للحرب ، لقد دخل الجيش العراقي الحرب على الجبهه السوريه في ارض لم يجري استطلاعها مسبقاً ونفذ واجباته من الحركه دون حشد مخطط له ( معارك تصادميه ) التي تعتبر من اصعب اشكال الحروب واكثرها تعقيداً ادناه اهم الدروس التي حاولت استذكارها وانا في المهجر لعدم توفر مصادري التي تركتها في داري ببغداد بعد تهجيري منها : -

أ . كفاءة الدفاع الجوي السوري . لقد اثبتت منظومة الدفاع الجوي السوري كفائتها تجاه الطائرات المعاديه بدءً من نقاط الرصد الارضي ومنظومة الانذار والسيطره والتصدي سواء بالطائرات او الصواريخ ارض – جو او المدفعيه المضاده للطائرات ، اما موضوع التعاون ما بين القوه الجويه والدفاع الجوي فكان مدعاة مفخره واعتزاز ، لقد تسبب الدفاع الجوي السوري في اسقاط العديد من طائرات العدو الاسرائيلي الذي كان يتحسب كثيراً منها ، كانت الطائرات المتصديه ترافق طائرات الضربه مما يعطي حاله من الاطمئنان النسبي لها اثناء الضربات الجويه ( حسب المصادر السوريه اسقاط 249 طائره اسرائيليه للفتره من 6 -22 /10/1973 ).!!!!!!!!!!!!!

ب .مهام الاسناد الجوي القريب
شاركت قوتنا الجويه في حرب تشرين 1973 بتوجيه الضربات الجويه لعمليات الاسناد الجوي القريب فقط ( وهذا الواجب يعتبر من الواجبات الغير رئيسيه للقوه الجويه ) بسبب عدم اشراك هذه القوه منذ البدايه مع الضربات الجويه الشامله المشتركه مع القوه الجويه السوريه ليومي 6 ،7 تشرين اول ، وقد كانت خسائر قوتنا الجويه والقوه الجويه السوريه كبيره جداً في مثل هذه الواجبات ففي معدل 120 طلعه قتاليه مثلا بلغت عدد الطائرات المصابه 35 طائره والمدمر منها 21 طائره ، ناهيك ان تاثير هذه الضربات في هذا النوع من المهام لم يكم متناسباً مع هذه الخسائر وذلك بسبب عدم تعرف وتعود طيارينا على المنطقه بشكل جيد ، لقد وصلنا مساء يوم 8 /10/1973 وشاركنا صباح يوم 9 منه وهذا وقت قليل جداً لم يتح لنا فرصة التعود على سياقات عمل القوه الجويه في ظروف الحرب ولا على طبيعة المنطقه ، كما ان مستوى الطيارين السوريين عموماً كان وسط ، نعم هناك طيارين جيدين لكنهم فقدوا في الحرب منذ الايام الاولى بسبب فوضى سياقات العمل المتبعه من قبل القوه الجويه السوريه .

ج .المحاور الملاحيه . لقد حددت القوه الجويه السوريه المحاور الملاحيه ( خطوط الطيران ) لطائراتها مسبقاً وحددتها بثمان او عشر محاور وكلها مرسومه على الخرائط الملاحيه منذ اليوم الاول للحرب لكي يتجنبها الدفاع الجوي السوري دون احتساب المتغيرات التي يمكن حدوثها اثناء سير المعارك ، وقد ادى ذلك الى كشف الخطط السوريه من قبل العدو الاسرائيلي وقام بنصب الكمائن على هذه الخطوط واسقاط طائراتنا بسهوله وقد نبهت القياده الجويه العراقيه الى هذا الخطأ القاتل دون اعتبار السوريين لان دفاعهم الجوي رفض التغيير لتسهيل الامر عليه ( شيىء مضحك وغبي المفروض ان يكون لكل طلعه طيران خطه متغيره عن الاخرى وهي لاتاخذ وقت طويل ...) .

د . ضباط الارتباط الارضيين . لم يتم تامين ضباط ارتباط ارضيين في غرف عمليات التشكيلات الجويه سواء للقوه الجويه او الدفاع الجوي ، وقد كنا نشكوا من عدم معرفة الموقف الارضي للقطعات السوريه والاسرائيليه وهذا مهم في مهام الاسناد الجوي القريب لكون كلها كانت من هذا النوع ، خط القصف لم يحدد حيث المفروض تحديده في كل طلعه ، خلاصة القول كنا نطير بقدرة قادر ولم تتحقق الاهداف كما تم رسمها لنا ونحن نعلم ذلك لكن الامر ليس بايدينا وقد قبلنا بالخسائر عن مضض وهذا كان راي الطيارين السوريين ايضاً .

ه . التسليح . ظهرت النقاط التاليه في تسليح طائرات الضربه الجويه : -
اولا . لم يجري تسليح الطائرات المكلفه بواجبات الاسناد الجوي القريب على ضوء نوعية الاهداف المطلوب معالجتها مما ادى الى قلة تاثير هذه الضربات .
ثانياً .استخدم السوريون خزانات الوقود الاحتياطيه في طائرات السوخوي في مديات لاتحتاج لها مما قلل حمولتها الى النصف تقريباً .
ثالثاً .عاد بعض الطيارين العراقيين بحمولتهم من الاسلحه الى القاعده وذلك لطيرانهم بالطائرات السوريه التي تختلف وضع مفاتيح القنابل عنها في الطائرات العراقيه ولم يتم ايجازهم بها مسبقاً .

و .الايجاز قبل الطيران واساليب الرمي . لم تتمكن بعض التشكيلات من تحقيق الدقه المطلوبه في اصابة اهدافها لااسباب اهمها ، عدم ايجاز التشكيل بتفاصيل الطلعه والاحتمالات التي تصادفهم خلال الطلعه ونوع السلاح المحمول واسلوب الرمي ...الخ ، كانت كافة المعلومات عن الهدف تعطى الى قائد التشكيل فقط ويقوم باقي اعضاء التشكيل بالرمي دون تفكير او تركيز على ما يقوم به قائد التشكيل ، ونتيجة لذلك عادت بعض التشكيلات الى قواعدها بعد فقدان قائد التشكيل دون القاء اسلحتها لعدم المامهم بماهية المهمه، كما ان كثافة نيران مقاومة الطائرات في الطريق الى الهدف وفوقه ساعدت على فقدان الدقه في اسلوب التقرب والتسديد الصحيح .

ز .البحث والانقاذ . لايزال موضوع البحث والانقاذ ضعيف لدى السوريين وعدم تمكنهم من انقاذ اي طيار قذف من الطائره او سقطت طائرته في ارض المعركه سواء كان سوري او عراقي ، كما لم يكن لدى السوريين اسلوب للتخفي قد اوجزونا به وكيف يتم التعامل بمثل هذه الامور ، بينما اسرائيل كانت طائرات البحث والانقاذ تجوب السماء لانقاذ طياريهم وانتشال طيارينا وتعتبرهم اسرى عندها ، والادهى من ذلك كله ان القوات البريه لم تميز بين الطيارين السوريين والعراقيين وكانو يعاملون معامله سيئه واحتمال قتل بعضهم حيث اغلب الظن ان الملازم الاول سلام محمود ايوب قد قتل من قبل القوات العربيه ( المغربيه ) لكون لونه ابيض وشعره احمر وبدلة طيرانه انكليزيه تختلف عن البدل السوريه بعد قذفه من الطائره .

ح الدفاع السلبي . نتيجة للدروس المستنبطه من حرب حزيران 1967 فقد قامت القوه الجويه السوريه بالاهتمام بموضوع الدفاع الجوي السلبي لدرىء المخاطر عن الاشخاص والطائرات والمعدات الاخرى في القواعد الجويه ووسائل الدفاع الجوي الايجابي منها تشييد الملاجىء الكونكريتيه ( أسمنتيه ) للطائرات وتغطيتها بالاشجار الحيه كتمويه للملجىء ، ملاجىء كونكريتيه للاشخاص قرب المواقع المهمه واخرى شقيه منتشره في كل ارجاء القواعد الجويه ، غرف حركات تحت الارض وربطها بشبكة مواصلات جيده ، مكبرات صوت للانذار وسماع التوجيهات من القياده العامه مباشرة للامور المستعجله والمهمه ، استخدام حجب الدخان اثناء الغارات الجويه المعاديه اخلاء المواقع المهمه من العجلات ومرسلات ومستلمات الاجهزه الاسلكيه وغير ذلك .

ط . مفارز فلق القنابل الغير منفلقه . انتشار هذه المفارز المؤلفه من ضابط وعدد من المراتب في عموم القاعده الجويه باجهزتها ومعداتها للكشف عن القنابل غير المنفلقه وتفجيرها ، لقد قامت هذه المفارز بعمل عظيم في الاسراع باعطاء صلاحية المطار من هذه القنابل التي اعتاد العدو تلغيم القاعده بها لشلها اثناء العمليات اطول فتره ممكنه .

ي . مفارز تصليح المدرج وطرق الدرج .وهي عباره عن مجاميع منتشره حول القاعده مؤلفه من ( قاشطات وحادلات وعجلات حمل تحوي حجر وحصى وعجلات تحوي اسمنت سريع التصلب واسفلت )يقودهم ضباط تخصص انشاءات للمعالجه الفوريه للحفروتاثيرات القنابل المعاديه تقوم بعملها بعد التاكد من خلو الموقع منها في فترات قياسيه .

ك . الوقايه الكيمياويه . بالرغم عدم استخدام العدوا للاسلحه الكيميائيه واسلحة الدمار الشامل الا ان السوريين اخذوا الاحتياطات اللازمه حيال ذلك من خلال توزيع اقنعة الوقايه والادويه المضاده لعوامل الاعصاب والنابالم وغيرها .

ل .الجوانب الاداريه والتجهيز . لقد كانت الشؤون و الامور الاداريه بمفهومها الواسع ( طبيه ، تجهيزات اداريه وفنيه ، سكن ،طعام ،تنقل ...الخ ) للفتره التي قضيناها في سوريا على جانب كبير من الكفائه والدقه في ظروف تعبويه صعبه اعتباراً من اول يوم لوصولنا وحتى مغادرتنا بعد ايام من وقف اطلاق النار ، فالطعام كان من افضل ما يكون اما المأوى والملبس فهو من افضل ما يكون ...اذكر عندما قصف مقرنا المحصن وفقدان كافة تجهيزاتنا الخاصه والعامه حتى ملابسنا الشخصيه قام السوريون فوراً تلبية كل شيىء نحتاجه من ملابس وفرش وبطانيات واسره وموقع سكن وعمل جديد بحيث لم نتاثر كثيراً بما فقدناه ، وعلى العكس من ذلك في قاعدة الوليد الجويه لم تكن جاهزه لاستقبال اي وحده جديده مما اربك طيراننا الى سوريا واعتقد ذلك بسبب المفاجئه الحاصله بالزخم الذي تحقق للقاعده .


م . امور عامه اخرى . ادناه بعض الامور والدروس العامه الاخرى


اولا .دخلت القوات البريه المعركه بعد تنقل طويل (1200 كلم ) ومع ذلك كانت المعنويات جيده لكونها تخوض معركه مصيريه مع عدو غادر مغتصب ارض العروبه .
ثانياً .دخلت القوات العراقيه الحرب بسياقات ومفاهيم مختلفه عنها لدى السياقات السوريه مما اربكت العمل القتالي التقليدي المتعارف لديها .
ثالثاً. زجت القوات العراقيه بالحرب بالتقسيط وهي مجزءه دون تحقيق الضربه الشامله التي تتسم بالقوه ونوع التاثير .
رابعاً. لقد كان هدف القوات السوريه والمصريه مرحلي قصير رغم الوقت الطويل الذي اخذته هذه القوات مما جعلها لاتصمد طويلا منتظره قرار وقف اطلاق النار بفارغ الصبر وكانها في نزهه وليس في حرب قد تطول اكثر مما خطط لها .
خامساً.كقوات جويه يتطلب الامر التعاون والتنسيق على كافة المستويات لضمان تحقيق الاهداف بشكل افضل ومسك الارض بالقوة وليس كما جرى من تقهقر سريع لم نكن نتوقعه .
سادساً . في الحرب الاعتماد الكلي يجب ان يكون على الضباط لعدم تحمل المراتب المسؤوليه وعدم تصورهم لها .
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

إذا كانت إسرائيل تعترف !!!!!


فى عام 1973 طلب الرئيس الجزائرى السابق هوارى بومدين من الاتحاد السوفيتى شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جاسوس جزائرى فى أوروبا قبل حرب اكتوبر بأن إسرائيل تنوى الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائرى اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائرى إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم أكتبوا المبلغ الذى تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر وقد شاركت جميع الدول العربية تقريبا فى حرب 1973 طبقاً لاتفاقية الدفاع العربى المشترك، لكنها كانت مشاركة رمزية عدا سوريا والعراق والجزائر التى كان جنودها يشاركون بالفعل مع المصريين فى الحرب بحماس وقوة على جبهة القتال.
كانت الجزائر ثانى دولة من حيث الدعم بعد العراق خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندى و812 صف ضباط و192 ضابط جزائري.
وامدت الجزائر مصر بـ 96 دبابة و32 آلية مجنزرة
و12 مدفع ميدان و16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوى 7.
فى مذكراته - على الجبهه المصريه - شاهد على الاحداث - يروى الجنرال خالد نزار قائد القوات الجزائريه فى حرب 73 ووزير الدفاع الاسبق يوميات ابطال الجيش الجزائرى مع اخوانهم المصريين فى السويس خلال ايام الحرب العصيبه ويكشف عن اسرار اذهلت العالم واعادت النظر فى المفاهيم والنظريات العسكرية الحديثة بعد معارك كانت سببا فى التهديد باستخدام الاسلحة النوويه والكيمياوية.
تشققت الشفاه عطشا. تضورت الأمعاء جوعا. وخوت البنادق من الرصاص. وتحت حصار مطبق رفعت أيادى الأبطال راية الصمود. فتغلب شوقهم للشهادة على مؤامرات العدو، فكان النصر حليفهم فى واحدة من أروع ملاحم العرب والمسلمين. ولم ينجح العدو فقط فى إخفاء كل ما يتعلق بالدور الجزائرى على جبهه القتال فى حرب اكتوبر، بل ونجح أيضا فى تحويل مخاوفه من كشف حقيقة هذا الدور إلى خنجر مشهر منذ ذلك الوقت وحتى الآن فى وجه الجزائريين والعرب.
لنا أن نتخيل مدى التعاون العربى عندما قررت الجزائر وقف خطة التنمية بها وتوجيه كل ميزانياتها لمعركة اكتوبر 73 ليس ذلك فقط ولكن شارك ابطال الجيش الجزائرى بمعداتهم العسكرية زملاءهم المصريين اما العراق فحارب ابناؤه على الجبهتين المصرية والسورية وقدموا اروع البطولات وقررت ليبيا توفير كل المواد البترولية والسلاح والاموال لمصر وسوريا مجانا طوال فترة الحرب وقدمت كل دولة عربية ما تملك من امكانات لخدمة معركة العرب الكبرى - بلا ادنى شك كانت حرب 73 هى حرب الامة العربية عسكريا ودبلوماسيا واقتصاديا ومعنويا وهو ما دعا «جولدا مائير تعهدت فى الصفحة 194من كتابها «حياتي»: «.أستطيع أن أؤكد لكم أن العرب لن يخوضوا حربا جماعية ضدنا لمدة نصف قرن على الأقل وبررت لشعبها سبب الهزيمة فى التفاف الجيوش العربية تحت راية واحدة».
الهزيمة والغضب يكشفان المستور:
دافيد اليعازر، رئيس الأركان الصهيوني، الذى شاهد أول هزيمة لكيانه، والذى كان كبش فداء للمؤسسة العسكرية والذى اتهم بالقصور والتردد، فقد غضب وانهار، وهنا قررت مائير إقالته ومحاصرته. كلمات اليعازر التى قالها للمرة الأولى والأخيرة نشرتها صحيفة «معاريف» العبرية بتاريخ 29 أكتوبر 1973، وجاء فيها حرفيا:
لست مسؤولا عن هزيمة صنعها قادة إسرائيل الأغبياء. استهانوا بالقوات العربية المحتشدة على الجبهتين الشمالية والجنوبية. ما حدث لقواتنا فى ميناء الأدبية كان نتيجة للاستهانة والاستهتار بعدد وعتاد الوحدات الجزائرية. لقد توقع شارون المغرور أن الجزائريين بأسلحتهم البدائية سيفرون بمجرد رؤية دباباته. لكنهم نصبوا له الفخ، فخسرنا فى يوم واحد 900 قتيل من أفضل رجالنا وفقدنا 172 دبابة.
الجزائريون يسقطون جنرالات بنى صهيون فى الفخ:
وحينما سئل ديان عن قراره وخطة الهجوم على الأدبية أجاب قائلا: مثلما حدث فى بقية مجريات الحرب. المصريون خدعونا وجعلونا نعتقد أن ميناء الأدبية غير محصن. كلفوا القوات الجزائرية بمهمة حمايته. فبنينا خططنا على أساس معلومات تؤكد لنا أن تلك النقطة الاستراتيجية فى متناولنا، فحاولنا الاستيلاء عليه فى الأيام الأولى للحرب، من أجل فتح منفذ على الجبهة تمر منه مدرعاتنا والمدرعات الأمريكية لتطبيق خطة التطويق، فوجهنا قصفا صاروخيا ومدفعيا شديدا ومركزا على المنطقة كلها، فى حين لم نلقَ مقاومة ولم تطلق قذيفة واحدة من المكان المستهدف، فتأكدنا أن الوضع آمن، وأننا دمرنا أسلحة الرد الثقيلة لدى القوات الجزائرية، أو أن هذه الأسلحة سحبها المصريون لاستخدامها فى الهجوم، كانت كل المعطيات والتحليلات تدل على أن الجزائريين لا يملكون أسلحة قادرة على عرقلة العملية، وكنا قد جمعنا معلومات أخرى تشير لوجود حالة تذمر وانشقاق داخل تلك القوات بسبب عدم سماح المصريين لهم بالمشاركة فى الهجوم على سيناء، وهنا أعطينا الضوء الأخضر لحلفائنا الأمريكيين، وفى الوقت ذاته أمرت اللواء 190 مدرع بالهجوم بكامل قوته على القوات المصرية فى منطقة القنطرة شرق لشغل المصريين وإبعاد أنظارهم عن السويس وبالتحديد الأدبية، ثم أمرت اللواء مدرع 178 بقيادة الجنرال شارون بمهاجمة الميناء والاستيلاء عليه بسرعة، وقبيل وصول اللواء 178 للميناء فوجئنا بخبر إسقاط طائرة أمريكية عملاقة من طراز سى 5 جلاكسى بواسطة صاروخ أطلق من مواقع القوات الجزائرية، ووصلتنى إشارة عاجلة تفيد بانقلاب الموقف رأسا على عقب، حيث تصدت مضادات جزائرية متطورة للطائرات الأمريكية وأمطرتها بعشرات الصواريخ فأسقطت واحدة وأصابت اثنتين أخريين نجحتا فيما بعد فى الهبوط فى أحد مطارات النقب، ولم تمر خمس دقائق أخرى حتى وصلتنى رسالة ثانية تفيد بإطلاق بطاريات الصواريخ والمدفعية الثقيلة للقوات الجزائرية النيران بكثافة على المواقع التى انطلق منها القصف الإسرائيلى على الأدبية، هنا شعرت أننا وقعنا فى فخ خطير، وأن العدو نجح فى استدراجنا بخبث لم نعهده فى حروبنا السابقة معه، وأن كارثة على وشك الحدوث، فحاولت الاتصال بالجنرال شارون ليوقف الهجوم ولكنه كان مجنونا.
صاروخ جزائرى يهز أمريكا:
وقبل سماع بقية شهادات ديان، أذهب للأدميرال «توماس مورير»، عضو هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أثناء حرب أكتوبر، والذى يقول فى مذكراته:
إصابة السى 5 جلاكسى أصابت هيئة الأركان الأمريكية بالفزع، فقد كانت المرة الأولى التى يفقد فيها الأسطول الجوى الأمريكى واحدة من طائراته العملاقة الست، ولولا العناية الإلهية لفقدنا اثنتين أخريين، وبلغ الإحباط مداه حينما أعلن الرئيس نيكسون حالة الطوارئ داخل مقر قيادة الهيئة، طالبا تقديم تفسير مناسب لتلك الخسارة الفادحة، فلم نكن نملك أية تفصيلات أخرى باستثناء عبارات عاطفية وصلتنا من تل أبيب تتحدث عن خدعة وسوء تقدير، وبعد 18 ساعة كامل? جمعنا المعلومات التى صيغ منها التقرير الذى تسلمه الرئيس فى صباح اليوم التالى التاسع من أكتوبر 1973، والذى ذكرنا فيه أن السوفيت زودوا العرب بصواريخ حديثة كانت سببا مباشرا فى فشل عملية الإنزال فى منطقة السويس،
وأجلت خطة الالتفاف على القوات المصرية لأكثر من أسبوع، لكننا اكتشفنا بعد تحليل حطام الطائرة أنها أصيبت بصاروخ سام عادى استوردته الجزائر من موسكو عام 1972.
فقرات من شهادات ديان:
اتهامى بالمغامرة بحياة جنودنا بناء على توقعات خاطئة ليس صحيحا، فبمجرد أن أشعل العدو النار فى الأدبية حاولت إيقاف الهجوم البري، وأمرت الجنرال شارون بالانسحاب الفوري، لكنه كسر الأمر العسكري، واندفع باتجاه القوات الجزائرية، فوقعت الكارثة، تلك الكارثة تحدث عنها موشى ديان بالأرقام 900 قتيل و172 مركبة
.
لكن المؤرخ والكاتب الصهيونى «شفتاى تيبت» يتحدث عام 2000 عن سبب حجب كتابه المتعلق بخبايا حرب يوم الغفران، فيقول: لأكثر من ربع قرن وكتابى ممنوع من النشر لأنى أكشف فيه عن حقيقة جبن شارون الذى قدمته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للشعب الإسرائيلى على أنه بطل حرب كيبور، فقد كنت ضابطا فى اللواء 178 مدرع الذى تعرض لمجزرة لم يشهد مثلها جيش الدفاع من قبل، مات أغلب رفاقي، وبقيت رفقة قائد اللواء أرئيل شارون وثلاثة جنود. نعم لم ينجُ من لواء مدرع بأكمله مدعوم بكتيبة مظلات سوى خمسة أشخاص، بقيت حيّا لأشهد على «شجاعة» و«بسالة» شارون «العظيم».
الذى يتحمل وحده ما وقع لإسرائيل فى هذا اليوم الأسود. شارون كان يسير باتجاه الأدبية منتشيا ولم يستطع إخفاء أحلامه الشاذة فى المجد والخلود، فقال لي:
«سنبيد هذه الحشرات فى لحظات»، وأمرنى والجنود بتدمير كل شئ حى على الأرض وقتل أى أسير والتنكيل بالجثث، لقد قال بالحرف الواحد: «أريد أن ترتج السماء والأرض بانتصاركم الوشيك».
لقد كان يتصرف وكأنه ذاهب لإبادة قرية لا يوجد بها سوى نساء وأطفال عزل.
وصرخ فى الجميع عبر مكبر الصوت يخطب وكأنه داود، قائلا: «على بعد أمتار ينتظركم المجد. قلوب أمهاتكم وقلوب العالم كلها معكم. بعد ساعة واحدة من الآن ستنظر لكم إسرائيل من تحت. أبيدوا هذه الفئران الجبانة التى ترتعد من بأسكم. لا ترحموهم. علموا العالم كيف يتعامل مع هذه الحثالة. لا تتركوا بيتا واحدا فى الجزائر إلا متوشحا السواد. ومن بعد التفتوا إلى المصريين الجبناء. من الآن استعدوا لبناء أمجاد إسرائيل».
ويواصل تيبت كشف أسرار هذه المعركة قائلا:
اندفعنا بقوة صوب الأدبية تسبقنا قذائف دباباتنا. وما أن توغلنا فى عمق المنطقة حتى وجدنا أنفسنا محاصرين من كل الجهات. كانت دباباتنا تنفجر بمعدل ثلاث إلى أربع دبابات فى الثانية، فظننت أننا سقطنا فى حقل ألغام.
لكن أصوات الأعداء كانت تأتى من كل الاتجاهات، يقولون قولتهم الشهيرة «الله أكبر» وهم يمطروننا بالصواريخ المحمولة كتفا «آر.بي.جي»، المفاجأة شلت أيدينا وعقولنا. لم نتمكن من إطلاق قذيفة واحدة عليهم.
لقد كانوا قريبين جدا. ولم تمر دقائق حتى دمر اللواء المدرع بأكمله، فى حين لم تصمد قوات المظليين لأكثر من 30 دقيقة. وأبيدت عن آخرها. فقفزنا من دبابتنا المحترقة تسترنا النيران المشتعلة فى كل مكان، حتى قفزنا فى مستنقع عشبي، أخذنا نسبح والنيران تلاحقنا.
الذرى فى مواجهة الكيمياوى والبيولوجي نصر رج
«إسرائيل». زلزل أمريكا. ووضع العالم على شفا حرب نووية، صمود لم تفلح كل الخطط العسكرية فى اختراقه، شجاعة فشلت معها كل مؤامرات العدو، هذه نتائج معركة الأدبية التى صنعت درعا واقية لانتصار العاشر من رمضان، وشكلت منها القوات الجزائرية حائطا فولاذيا تحطمت تحته الجحافل الصهيونية والأمريكية.
المؤرخ والكاتب الصهيونى «شفتاى تيبت» كان أول من تحدث داخل الكيان الغاصب عن تفاصيل معركة «الأدبية»، أو كما يسميها القادة العسكريون «الثغرة الأولى»، وكان أول من كشف حقيقة «أرئيل شارون» أمام الشعب الإسرائيلي، فى الوقت ذاته لم يكن «تيبت» الوحيد من بين الصهاينة الذين قدموا أدلة على الهزائم التى مُنى بها الجيش الصهيونى على يد القوات الجزائرية، فمعركة الأدبية وبالرغم من كونها واحدة من أشرس معارك حرب أكتوبر، إلا أنها لم تكن آخر المواجهات المباشرة بين الجزائريين والصهاينة، بل كانت سببا مباشرا فى توجيه دفة الحرب تجاه مواقع القوات الجزائرية.
وقبيل التحدث عن بقية معارك القوات الجزائرية مع العدو، أردت التوقف عند جوانب أزمة خطيرة هددت العالم كله آنذاك، ذلك أن نتيجة معركة الأدبية وتوقيت حدوثها فتح الباب أمام واحدة من أخطر الأزمات النووية العالمية.
فبات استخدام السلاح النووى فى المعركة مطروحا على الطاولة.
وفى هذا السياق يقول الأدميرال الأمريكى «توماس مورير»: تسببت الهزيمة الثقيلة التى منيت بها أمريكا
و«إسرائيل» فى ميناء الأدبية بمدينة السويس فى تصاعد وتيرة الحرب بشكل أوحى لكل الأطراف المتحاربة بأن الحرب النووية على الأبواب، وفى اللحظات الأخيرة تراجع الجميع عن قرارات الهجوم بأسلحة الدمار الشامل بعد فشل الجبهتين المتقاتلتين فى تحديد هوية ونتيجة الحسم.
ويضيف مورير: بعد يوم واحد من وقوع معركة ميناء الأدبية، وتحديدا فى صباح يوم التاسع من أكتوبر 1973 ـ رابع أيام الحرب ـ كانت الولايات المتحدة قد حسمت أمرها وقررت شنّ حرب شاملة على العمق المصري، وانطلقت وقتها مقولة «نريد مليونى قتيل»، فقد كانت واشنطن تريد الضغط على الجيش المصرى من خلال إيقاع خسائر فادحة فى صفوف المدنيين، لإجبار القيادة السياسية والعسكرية على وقف الحرب، وتكرار سيناريو اليابان فى الحرب العالمية الثانية التى أجبرت على الاستسلام بعد إبادة سكان هيروشيما ونجازاكي، ولكن هذه المرة بدون استخدام السلاح الذرى تجنبا لاندلاع حرب نووية عالمية، والاستعاضة عن ذلك بقنابل ذات قدرة تدميرية واسعة تصب على التجمعات السكنية المكتظة بواسطة مئات الطائرات، وكان واضحا أن الأمريكيين متألمون جدا من الهزيمة التى لحقت بهم قبل يوم واحد من هذا القرار.
حتى أنهم لم يكونوا فى حاجة لاستغاثة رئيسة الوزراء
«جولدا مائير» التى أطلقت نداءها الشهير أنقذوا إسرائيل.
لم يبق سوى السلاح الذري، لكنهم فى الوقت ذاته ـ يقصد الأمريكيين ـ منعوا تل أبيب من الإقدام على ضرب القاهرة بالقنابل الذرية، بعد توارد معلومات تؤكد أن المصريين والسوريين تسربت لهم خطة مائير النووية، فحملوا كل ما يملكون من صواريخ متوسطة المدى برءوس كيميائية وبيولوجية وجعلوها فى حالة جهوزية قصوى للإطلاق صوب تل أبيب والنقب وحيفا، وعلى حسب تقدير القيادات الأمريكية آنذاك فإن السادات اتصل بشريكه فى الحرب
«حافظ الأسد» وطلب منه الاستعداد لتنفيذ ما أسماه
«الخطة الثانية للحرب»، التى أعدها العرب قبيل الحرب للرد بأسلحة الدمار الشامل على أى هجوم ذرى إسرائيلي، وأن عدد هذه الصواريخ إما قارب أو جاوز المائتى صاروخ بقليل، 130 منها على الجبهة الجنوبية (مصر)، و70 على الجبهة الشمالية (سوريا)، وجاءت هذه التقديرات بناءً على نجاح الـ«سي.آي.إيه» فى فك شفرة هذا الاتصال، لكن حتى الآن لا يعلم أحد إذا كان اتصال السادات ما هو إلا مناورة لإخافة خصومه، خاصة وأنه الاتصال الوحيد الذى لم يكن مؤمَّنا، وكأنّ صاحبه يريد وصوله للخصم، إضافة إلى أن عملية التجهيز الصاروخية على الجبهتين المصرية والسورية والتى نفذت بالفعل كانت أيضا مكشوفة ومرصودة بوضوح من قبل الأقمار الاصطناعية، وهو ما لم يكن متوفرا بنفس الدرجة مع التحركات الصاروخية العادية أو التقليدية التى استخدمت بالفعل تحت غطاء تمويهى حال دون كشف القواعد التى تنطلق منها، لكن أياً كان الأمر. فإن العرب كانوا يمتلكون بالفعل عددا كبيرا من الصواريخ القادرة على الوصول للعمق الإسرائيلي، وعددا معتبرا من الرؤس غير التقليدية، فكان إقدام أحد الطرفين على استخدام أسلحة الدمار الشامل بمثابة كارثة للعالم كله، فحيد هذا الخيار، وبحثت «إسرائيل» والولايات المتحدة عن بدائل أخرى. لكن تلك البدائل لم تمكنهما من إبعاد شبح الهزيمة.
ابطال الثغره الثانية:
العقيد «عساف ياجوري»، قائد اللواء 190 مدرع، والذى وقع فى أسر القوات المصرية فى واحدة من أعنف معارك الدبابات التى شهدها التاريخ، والذى اتهمته القيادات الصهيونية بإفشائه أسرارا للمصريين تسببت فى إحباط عملية الثغرة الثانية، رد على الاتهامات الموجهة ضده أمام لجنة الدفاع بالكنيست قائلا:
«تلقيت الأوامر من الجنرال شارون بالهجوم على ميمنة الجيش الثانى الميدانى فى منطقة القنطرة شرق، لشغل أنظار المصريين عن الهجوم الجنوبى على الأدبية، لكن المصريين كانوا يعرفون ميعاد وصولى واستعدوا لاستقبالي، وعلى غرار الفخ الذى نصب فى الأدبية وجدت فخا فى القنطرة، لكننى لم أهرب مثل قائدي. قاتلت واستمرت المعارك أربع ساعات متواصلة. كانت دبابات الأعداء أكثر من دباباتنا. وكانوا يجيدون الرماية على مختلف المسافات. كانوا يتقدمون بسرعة نحونا.
وما زاد الطين بلة تطويق عدد من أفراد قواتهم الخاصة لنا، واتباعهم أسلوب التدمير والشل الحركى لمركباتنا ـ يقصد إعطاب مقدمة ومؤخرة طابور الدبابات، فتعجز بقية دبابات المنتصف عن الحركة، وكان الاستسلام هو السبيل الوحيد للنجاة، لكن المصريين استجوبونى بدهاء حتى استدرجونى لكشف هدف الهجوم، ومكانه الحقيقي».
شهادة «عساف ياجوري» جاءت متوافقة كثيرا مع ما ورد فى مذكرات المشير الجمسي، الذى تحدث عن هذه العملية قائلا: كانت اعترافات العقيد الإسرائيلى الأسير
«عساف ياجوري» مهمة للغاية، وكشفت للقيادات المصرية نوايا العدو الرامية للوصول لحائط الصواريخ، وتدميره لفتح ثغرة للطائرات الإسرائيلية، وكان واضحا لدينا جميعا فى غرفة القيادة أن العدو تأكد تماما من عجزه عن صد قواتنا المهاجمة فى سيناء، لأنها كانت تتحرك تحت مظلة قوية من الدفاعات الأرضية والمقاتلات المصرية، لذا لم تكن توجد حلول أمامه لوقف تقدم قواتنا فى عمق سيناء إلا بانكشاف الغطاء الجوى المصري، لكننا كنا متأكدين ـ بعد فشل محاولة اختراق اللواء 190 مدرع لقواتنا عند محور القنطرة شرق، وفشل عملية الأدبية ـ أن العدو بات عاجزا كليا عن تكرار مثل هذا النوع من العمليات فى مناطق العبور التى أحكمت القوات المصرية قبضتها عليها تماما، وفى نفس الوقت كانت التحليلات العسكرية تشير إلى أن العدو سينفذ عملية التفاف ولكن من مكان آخر وبأسلوب آخر، وبدراسة دقيقة لنقاط الجبهة وجدنا أن ميناء الزيتية المتاخم للأدبية هو النقطة الأمثل لتنفيذ هذه العملية، وهنا تركنا العواطف جانبا، ورفضنا الاقتناع بأن العدو لن يفكر فى الهجوم على المكان الذى خسر فيه خلال ساعة واحدة لواءً مدرعا كاملا وكتيبة مظليين، وعلى الفور قررنا تدعيم القوات الجزائرية المسئولة عن تأمين الزيتية بكتيبة صاعقة، وكانت المهام الموكلة لتلك الكتيبة جديدة ولم تطبق فى الحروب من قبل، فصعقت العدو وأفشلت عملية الثغرة الثانية.
وجها لوجه بالسلاح الأبيض
وحوش. شياطين. سحرة قردة. هذه بعض الأوصاف التى أطلقها الصهاينة على الجزائريين فى ثانى مواجهة عسكرية معهم، إنها معركة الزيتية التى تخلى فيها المقاتلون العرب عن أسلحتهم الثقيلة، ليواجهوا بأجسادهم دبابات العدو ونخبة قواته.
قبل التعمق فى البحث عما جرى فى معركة «الزيتية»
أو الثغرة الثانية، أتوقف للمرة الأخيرة مع المؤرخ
«شفتاى تيبت» الذى يروى تفاصيل فرار شارون من القوات الجزائرية بعد هزيمته فى «الأدبية»، تيبت أدلى بشهادته تلك أمام لجنة التحقيق «أجرانات»، فقال:
أعترف أننى انسحبت من ميدان القتال فى أشد اللحظات حرجا فى تاريخ دولة «إسرائيل». لم تكن مبررات انسحابى بالهينة. بل كنت أحاول أن أوصل صوتى من ميدان المعركة لقادتى فى تل أبيب. إنهم لا يرون ما أرى ولم يعايشوا ما عايشت. لقد خدمت مع الجنرال شارون خمس سنوات فلم أر سوى شخص مجنون مصاب بعدة أمراض نفسية خطيرة وحينما علمت أن القيادة كلفته من جديد بقيادة هجوم الزيتية أدركت أن ثمة خطأ ما حاصل فى غرفة القيادة، وأنه لا سبيل لتصحيح الخطأ إلا بإعلان التذمر ليفتح ملف التحقيق قبل فوات الأوان.
فى الواقع لم أكن أريد أن أسجل اسمى فى قائمة صانعى هزائم «إسرائيل»، لكننى أيضا لم أكن أريد أن تسير
«إسرائيل» إلى حتفها على يد شارون.
القتل والذبح على يد «شياطين الظلام» المؤلفان الصهيونيان «رونين برجمان» و«جيل مالتسر»، يكشفان فى كتاب يحمل اسم «حرب يوم الغفران، اللحظة الحقيقية» عن وثائق سرية من أرشيف هيئة الأركان العامة والحكومة الصهيونية تفضح جزءاً مما حدث فى معركة
«الزيتية»، وفى الفصل الثالث من هذا الكتاب وتحت عنوان «الزيتية. بئر الموت» يستهل الكاتبان بالقول: اعترافات الجنود والضباط الناجين من معركة الزيتية أمام لجنة الاستماع تكشف عن ارتكاب القادة العسكريين الإسرائيليين وكذلك القيادة السياسية لجملة من الأخطاء القاتلة، أدت فى النهاية للهزيمة. لقد اختصر القادة أهدافهم وخططهم العسكرية فى إحداث فجوة فى الجيش المصري، لم يكن هدفها الالتفاف على القوات المهاجمة بقدر إحداث ضجة إعلامية، تقلل من وقع الهزيمة عند الرأى العام الإسرائيلي، فمن الجانب العملى كانت هذه الخطة غير قابلة للتطبي? نظرا لتفوق العدو العسكرى بدءا من اليوم الرابع للحرب، وتماسك خطوطه القتالية وتحكمه فى زمام الأمور. وقراءته الصائبة لرد الفعل الإسرائيلي.
ويضيف الكاتبان: نتيجة معركة الزيتية تمثل أكبر فشل تعرض له الجيش الإسرائيلي، لكن المؤسف أن صانعى القرار فى «إسرائيل» لم يكتفوا بإخفاء ما حدث فيها، بل قدموها للشعب على أنها واحدة من إنجازات حرب الغفران، وربما استندوا فى رأيهم هذا إلى عودة قرابة الخمسين فى المئة من قواتنا سالمة، وهو ما لم يحدث فى معركة الأدبية التى سبقتها بيوم واحد بنسبة خسائر مئة فى المئة، هكذا إذن بلغ الطموح العسكرى الإسرائيلى فى القتال مع العرب. التغنى بالنجاة والتهليل للتقهقر والفرح لوقف إطلاق النار، وبالاطلاع على شهادات المشاركين فى معركة الزيتية أمام لجنة الاستماع يتضح أن «إسرائيل» لم تنهزم فقط عسكريا، بل انكسرت انكسارا لا تكفى السنون لإصلاحه.
ويواصل الكاتبان قائلين: أحد الجنود المشاركين فى هجوم الزيتية الفاشل يقول: لم نكن نحارب بشرا بل شياطين تظهر وتختفي. قذائفنا لا تصل إليهم ونيرانهم تحرق كل شيء.
لم نر عدونا لكنه كان يرانا بوضوح. يراقب تحركاتنا فى صمت حتى أطبق علينا. ظننت أن النيران تطلق علينا من السماء، أو من المدفعية البعيدة المدى. تخبطنا وارتبكت صفوفنا. ولم يكن لدينا الوقت الكافى لإعادة تنظيمها. وفجأة وجدناهم فى كل مكان. يقفزون كالقردة لا تسترهم سوى سحب الدخان المتصاعد من آلياتنا، فوجدناهم فوق أسطح دباباتنا. وفوق أعناقنا. يطعنون ?يذبحون بلا رحمة. لقد كانوا متوحشين فوق الوصف. وملامحهم مخيفة تزرع الرعب فى القلب. وحتى الآن لا أعرف من أين هبطوا علينا.
الصاعقة تحرق دبابات العدو:
ويواصل الكاتبان فى مؤلفهما المهم سرد اعترافات القادة الصهاينة فى معركة الزيتية فيقولان: يقول الملازم أول «حنان تسائيف»: فى مساء يوم التاسع من أكتوبر وبعد فقدان جيش المنطقة الجنوبية لعدد كبير من آلياته وجنوده فى معركة الأدبية، بدأت عملية الدعم العسكرى للقوات الجنوبية، وشمل الدعم لواء جولانى بكامل تجهيزاته، وكتيبتى مشاة ميكانيكا، ولواءين مدرعين أحدهما أمريكي، والآخر تم تجميعه من فلول قوات المنطقة الوسطى بسيناء، وكانت الدلائل تشير إلى أننا مقبلون على عملية كبيرة، فصدرت الأوامر فى فجر العاشر من أكتوبر للاستعداد لتلقى الأوامر، وفى الثامنة صباحا تحركت كل القوات بقيادة الجنرال شارون باتجاه ميناء الزيتية، استغرق المسير قرابة الساعتين، وقبيل الزيتية بحوالى 12 كيلومترا اندلعت المعركة بشكل مفاجئ، حيث باغتتنا القوات الخاصة للعدو بطريقة لم نتوقعها قط، فالطريق كان سالكا والمنطقة مكشوفة من كل الجهات، ولم تكن هناك أية إشارة توحى بالخطر، لكن هذه القوات قامت بالاختفاء فى حفر برميلية على شكل مربع ناقص ضلع، وما أن ولجت قواتنا فيه، حتى خرجوا من جحورهم ليقذفوا آلياتنا بمئات القذائف المضادة للدروع وصواريخ «ماليتيكا»، استمر القصف الصاروخى قرابة الساعة وكنا نرد على مواقع إطلاق الصواريخ لكن الغلبة كانت لهم، فتراجعت الدبابات بعدما تمكن جنود العدو من اختراق صفوفنا ومهاجمتنا عن قرب، لقد كانوا يتسلقون الدبابات ويفتحون أغطيتها العلوية ليفجروا أطقمها بالقنابل اليدوية، حتى أن بعض الدبابات وسط هذه الفوضى أطلقت النيران على بعضها البعض، فوقعت خسائر كبيرة، إضافة إلى أن قوات المشاة وجولانى كانت عاجزة عن التعامل مع العدو فى ظل هذا الارتباك، فصدرت الأوامر بالانسحاب لإفساح المجال للقتال الفردى بين قواتنا وقوات العدو
السحر الأسود و«خبث» العرب
لا شك أن كتاب «حرب يوم الغفران، اللحظة الحقيقية»، يكشف بعض جوانب معركة الزيتية، لكن مذكرات
«أهارون ياريف»، مدير جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية الأسبق، تكشف تفاصيل أكثر دقة حول هذه المعركة. «ياريف» يقول: حرب الغفران تكشف بجلاء عن خبث وخداع العرب، إنهم كالحرباء المتلونة، لم نتمكن من قراءة نواياهم قبيل الحرب وأثناءها، وفشلنا فى ترجمة خططهم القتالية ـ وبعد سرده لعدة مواقع يدلل فيها على «خبث» العرب ـ على حد وصفه ـ يصل ياريف لمعركة الزيتية، فيقول ـ: لقد نجحت مخابرات العدو فى كشف خطتنا، وبسرعة فائقة استعدوا لإفشالها، كانت أعداد دباباتنا وجنودنا تفوق عددهم وعتادهم، فشرعوا فى تحصين الميناء وحركوا الكتائب المدرعة الجزائرية من الأدبية للزيتية، ووصلتنى إشارة عاجلة تفيد بأن العدو يعلن حالة التأهب العسكرى فى الميناء، وفى تلك اللحظات أدركت أن العدو يعرف وجهتنا وأن الأدبية غير محصنة بالمرة، فأرسلت للقيادة إشارة أبلغهم فيها بحقيقة الموقف مرفقة باقتراح معاودة مهاجمة الأدبية، فعدلت القيادة على وجه السرعة الخطة، وقررت مهاجمة الزيتية والأدبية معا، على أن ينشطر جزء من القوات عند «مفرق عتاقة» على بعد 12 كيلومترا من الميناءين ـ ويتجه للسيطرة على الأدبية ثم يلتف من الخلف على الزيتية لدعم القوات الرئيسية وتطهيرها والاستيلاء عليها، وهنا أتذكر ـ يقول ـ ياريف ـ الجنرال «حاييم بارليف» الذى خلف الجنرال
«جونين» فى قيادة المنطقة الجنوبية، أتذكر ضحكته العالية التى لا تزال تتردد فى أذنى ومقولته «لقد ابتلع العرب الأغبياء الطعم»، هكذا وتحت مظلة هذه المعلومات تحركت قواتنا، وانتظرنا بفارغ الصبر والثقة أول الأنباء عن سقوط الميناءين، لكن طال الانتظار ولم يصل هذا الخبر، بل وصلتنا أنباء السوء التى لم نكن نسمع سواها فى تلك الأيام العجاف.
ويواصل ياريف قائلا: اكتشفنا أن العدو وضع خطة مغايرة، فقد أدرك مسبقا أن تحصين ميناء الزيتية وإمداده لن يحول دون سقوطه فى يدنا، لقد اخترقوا عقولنا بطريقة لا تفسير لها سوى انهم استخدموا نوعا من السحر الأسود فسخروا شياطينهم لتخبرهم بكل كبيرة وصغيرة، وحتى لو كان هذا الاحتمال صحيحا، فكيف تمكنوا من نقل قواتهم بسرعة وسرية إلى موقع المعركة؟ ـ يتساءل ياريف ـ ثم يقول: لقد نقل العدو قواته الخاصة وكانت مشكلة من الكتيبتين 145 صاعقة مصرية وكتيبة صاعقة جزائرية إلى مفرق عتاقة، وهى نفس النقطة التى قررنا استخدامها لقسم القوات المتجهة للأدبية والزيتية، وعوضا عن تدعيم هذه القوات بالآليات والدبابات، قام بتزويدها بعدد كبير من مضادات الدروع والصواريخ والرشاشات الثقيلة، وأمر هذه القوات بحفر الأرض والاختباء بها، نظرا لأن المنطقة مكشوفة، وهو ما أوحى لقواتنا بالتحرك باطمئنان، وبهذا أنقذ العدو آلياته من دمار محقق فى معركة محسومة لنا سلفا، وأمن الميناءين المستهدفين، لكن ما يثير الدهشة أن قيادة العدو وضعت جميع أوراقها فى تلك الحفر، فبالنسبة لى وللقيادات الإسرائيلية عموما لا يمكن أن نعتمد على مثل هذه الخطة لمواجهة عملية بهذا الحجم، لكن ثقة العدو فى قواته الخاصة والأسلوب الذى استحدثه فى القتال جعله يقدم على هذه الخطوة دون تردد، فقد نشر الكتيبة الجزائرية فى الخطوط الأمامية لتضرب قواتنا من الخلف، ونشر الكتيبتين المصريتين فى القلب والميمنة والميسرة، فوقعت عملية التطويق الخطيرة.
وقدر لخطة العدو أن تنجح، لتصبح صفحة سوداء فى تاريخ العسكرية الإسرائيلية، فلم يسبق أن خسرنا قرابة اللواءين مدرعين ومئات القتلى و300 أسير فى معركة واحدة، كما لم يسبق للعرب النجاح فى التنسيق القتالى لهذا الحد، وبلغت الخسائر الحد الذى ركعت فيه «إسرائيل» وامتثلت لأوامر العرب، ففى مفاوضات تبادل الأسرى، كان هناك 80 أسيرا إسرائيليا لدى القوات الجزائرية، ورفضت القيادات الجزائرية تسليمهم، بالنظر إلى أننا ليس لدينا أسرى منهم، وبعد مفاوضات استمرت ليومين أصر الجزائريون على مقايضة الأسير بعشرة أسرى على نفس الرتبة العسكرية، ولم يكن أمامنا خيار آخر.
الفدائيون المصريون والجزائريون يدافعون
عن السويس بأجسادهم العارية واجهت القوات اليهودية وهى تحاول الوصول إلى الإسماعيلية نيرانا هائلة وصمودا وإصرارا من أجل الحيلولة دون احتلال المدينة، كانت صورة الموقف واضحة، وبالرغم من افتقاد القوات الموجودة بالمنطقة للعناصر المدرعة المؤثرة، وللقوات الكافية، فإن الإصرار والحماس والعزيمة كانت من أهم عوامل إحباط محاولات اليهود المحمومة. وأخيرا، اضطر قادة العدو إلى وقف الهجوم باتجاه الشمال، أمام حجم الخسائر البشع الذى لحق بجنودهم، واستدارت قوات العدو باتجاه الجنوب للاستيلاء على السويس متصورة أن خطة حصار الجيش الثالث قابلة للنجاح بثمن أقل من الثمن الذى دفعته وهى فى الطريق إلى الإسماعيلية، وكان اليهود على بينة من أن الفرقتين المدرعتين 4 و21 الاحتياطى الاستراتيجى لقوات المسلمين، قد تحركتا شرقا للاشتراك فى تطوير الهجوم، ولم يبق من الفرقة الرابعة المدرعة سوى لواء مدرع يقوده اللواء عبدالعزيز قابيل قائد الفرقة، وأن هذا اللواء هو الذى أنيط به الدفاع عن المنطقة الممتدة من وصلة ابوسلطان شمالا حتى طريق السويس ـ القاهرة جنوبا، وأن الفرقة 6 المشاة الميكانيكية قد توزعت منذ بداية المعركة ولم يبق من الفرق المتكاملة سوى الفرقة 23 مشاة ميكانيكية وقوات أخرى محدودة.
وفى ظل هذه الظروف، انتقلت القوات اليهودية وهى تسابق الزمن، خاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار اعتبارا من يوم 22 أكتوبر، انطلقت من أجل احتلال السويس، لكن تلك القوات اندفعت بقوة فى طريق مخالف للطريق المؤدى للسويس، وهو الطريق المؤدى إلى مشارف المدينة، فقد كان هدف اليهود محاصرة القوات الجزائرية وعزلها عن بقية قوات جيش المسلمين، فاليهود لم تغلب عليهم الأهداف الاستراتيجية قدر إشباع رغبتهم فى الانتقام من رجال الله الذين نصرهم الله فى الأدبية والزيتية.
المدنيون ينضمّون للقوات المحاصرة
كان فى تصور اليهود وهم يعلنون عن سقوط السويس أن إنجاز هذا الهدف بات قريبا, لكنه لم يكن سوى الثمرة المحرمة، فقد انقض عليهم أهالى مدينة السويس، ولم يكتفوا بصد محاولات اقتحامها، بل وطاردوا العدو على مشارف المدينة ومن حولها، فدمروا للعدو 103 دبابات وكبدوه 280 قتيلا، فى الوقت ذاته تقدمت المجموعة رقم 39 صاعقة بقيادة الشهيد العقيد «إبراهيم الرفاعي» لتكسر الحصار المفروض على القوات الجزائرية،
فتصدى 50 رجلا لمدرعات العدو وقاتلوا ببسالة حتى استشهدوا جميعا بعد أن نجحوا فى فتح ثغرة كبيرة فى صفوف اليهود مكنت المقاومة الشعبية الباسلة من التدفق من خلالها لتنجح فى تشتيت قوات العدو، وإيصال المؤن والذخيرة للقوات الجزائرية وتدعيمها بأعداد أكبر للذود عن مواقعهم وللحيلولة دون انسحابهم وترك الباب مفتوحا لليهود من جهة الجنوب.
وخلال أربعة أيام من أعظم الأيام المشرفة فى تاريخ المسلمين، باتت الزيتية ساحة إلتأم فيها شمل الأمة لقتال عدوها الأبدي، فشارك الجميع فى القتال، قاتل المدنيون وقاتلت المقاومة الشعبية، ورجال منظمة سيناء الذين دربتهم وسلحتهم المخابرات الحربية المصرية.


 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

تانى برضة
الجزائر لم تشارك ببطاريات صواريخ دفاع جوى حتى تسقط طائرة جلاكسي وقصة اسقاط هذة الطائرة مضحكة فعلا
فلا تقل لى انهم اسقطوا طائرة جلاكسي للامريكان ولو كانوا فعلوها ما كانت سكتت امريكا على هذا
اما ميناء الادبية وشارون كما هو مكتوب انه قائد لواء مدرع فده دليل قاطع على هطل من كتب المقال شارون كان قائد مجموعة العمليات المسماة ب ugda وكانت تعادل فرقة مدرعة حينها وكان يقاتل فى الشمال فى الاسماعيلية وليس فى الجنوب ... كاتب مزور
والقوات الجزائرية كانت عبئ ادارى على مصر لانهم لم ياتوا بشؤنهم الادارية وكانت معظم الطائرات حالتهم الفنية سيئة جدا ولم ياتى معها اطقم شؤنها الادارية
ليس من ذنبنا ان بعض الدول ليس لها تاريخ عسكرى مشرف يحسب لها وتحاول ان تنسب لنفسها تاريخ وهمى على حساب الانتصار المصرى

اذا فهذا المقال اللى كتبة تقريبا مسطول فهو مقال ليس له قيمة اصلا
وأتحداك ان تاتى لى بمصدر موثوق على الكلام الذى فى هذا المقال الكوميدى او تاتى لى بخطة عمليات من عمليات التى كتبت فى هذا المقال او حتى مصدر اجنبى على ما تقول ويكون مصدر محترم موثوق



 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

الجزائر لم تشارك ببطاريات صواريخ دفاع جوى
بلى اخي العزيز كانت ضمن تشكيل الوحدات القتالية الكبرى (الالوية) اما ماذا اسقطت فالله اعلم ولن ادخل في امور لست متاكدا منها .
و تصر على تزوير و تغيير الحقائق
واسي صدام التاريخ المكتوب لايغير قد يحجب الى حين بسبب الدعاية والتحريف....لكن لا ولن يغير لهذا لاتقلق ولاتجزع ولاتخف
وغير هني راسك اصحبي واش شفتي زوج كلمات في defense-arab غادي تغير التاريخ؟
الخلاصة هي ان الحقيقة يجب ان تكتب كما هي لابزيادة ولابنقصان وبعيدا عن كل العوامل الذاتية...وان شاء الله تصفى القلوب
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل


ما يحزنني و يزعجني أخي هو أن البعض ينكر الجميل و يصر على تكذيب الحقائق

و كأن الدول العربية لم تبعت جيوش و جنود و أسلحة و إنما بعتت دمى و ألعاب لكي يلعب بها الجيش المصري


كلنا فرحنا بفوز مصر على إسرائيل وجميع الدول العربية و المسلمة من المحيط إلى الخليج متفقين على أن مصر هي من فازت بالحرب و لكن أن يأتي عضو و يبدأ يكذب و يزور في الحقائق و ينكر جميل و فضل الدول العربية على مصر , هذا غير مقبول
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل


ما يحزنني و يزعجني أخي هو أن البعض ينكر الجميل و يصر على تكذيب الحقائق

و كأن الدول العربية لم تبعت جيوش و جنود و أسلحة و إنما بعتت دمى و ألعاب لكي يلعب بها الجيش المصري


كلنا فرحنا بفوز مصر على إسرائيل وجميع الدول العربية و المسلمة من المحيط إلى الخليج متفقين على أن مصر هي من فازت بالحرب و لكن أن يأتي عضو و يبدأ يكذب و يزور في الحقائق و ينكر جميل و فضل الدول العربية على مصر , هذا غير مقبول

الراجل مش بينكر حاجة

بس عندنا مثل بيقول الهزيمة يتيمة و الانتصار له 1000 اب

يعنى مثلا ثغرة الدرفسوار محدش هيعترف من العرب انه المسئول عنها

لكن الكل هيقول مصر ... بالرغم ان اللى كان المسئول عنها كتيبة كانت جايه من دولة عربية شقيقة

لكن محدش ينكر طبعآ دور هوارى بومدين ولا الملك فيصل ولا حتى صدام على الجبهه السورية

بس كل حاجة تبقى فى سياقها
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

جندي جزائري شارك في حرب أكتوبر: المصريون احتفلوا بوصولنا.. واحتضانهم لنا أنسانا البعد عن الوطن
بوابة الأهرام
4-10-2013 | 11:04 2996

صورة ارشيفية - حرب اكتوبر
6 أشهر فقط بعد استدعائه لأداء الخدمة الوطنية في 18 أبريل 1973، أُبلغ المجند آنذاك الطاهر سحنون، البالغ من العمر 21 سنة، بقرار الرئيس الراحل هواري بومدين بتوجه الفيلق الثامن التابع للناحية العسكرية الخامسة إلى مصر لنصرة إخوانهم بعد اندلاع حرب أكتوبر 73، وأبلغهم بأنه لا خيار لهم سوى "النصر أو الاستشهاد"، وكانت الانطلاقة بالتوجه إلى تونس برًا حسب الطاهر الذي أكد لصحيفة "الشروق الجزائرية" اليوم الجمعة بأن الفوج الثامن للدبابات، ورغم توجههم إلى معركة حربية قد لا يعودون منها أحياء، إلا أن أجواء الحماس لم تفارقهم إلى غاية وصولهم إلى ميناء الإسكندرية على متن الباخرة المصرية "كليوباترا". ومن هنا بدأت رحلة الطاهر التي دامت 19 شهرًا كاملة.

وقال سحنون: بمجرد وصولنا امتطينا القطار باتجاه صحراء جفراء جنوب القاهرة بنحو 70 كلم، حيث تخندقنا في النقطة الكيلو مترية 101، وقمنا بتعويض الجنود المصريين الذين كان تأثير الحرب باديًا عليهم، وقد عبّروا عن فرحة لا توصف بعد وصول الجيش الجزائري لما تتميز به عناصره من شجاعة ورباطة جأش كبيرتين.

وأشار: المسافة لم تتعد الكيلومترين بيننا وبين الجيش الإسرائيلي ، وكنا نستطيع أن نرى تحركات عرباتهم ومُعدَّاتهم، كما كنا نستطيع رصد تحرُّكات جنودهم بواسطة أجهزة الرؤية.

وأضاف: نحن كنا ننتظر الإشارة فقط للهجوم لكن بالطبع من قادتنا الجزائريين الذي كانوا على رأس الفيالق الموزعة على امتداد الجبهة، وبالطبع فإن التنسيق كان موجودًا مع القيادات المصرية التي كان يتابعها الرئيسان السادات وبومدين اللذان قاما بزيارتنا في وقت لاحق لتشجيعنا.


وعن حدوث مناوشات مع الجيش الاسرائيلي قال: نعم في الشهر الأول كانت هناك مناوشات متقطعة لكنها لم ترقَ إلى الاشتباك والمواجهة المباشرة وقد تمَّ تسجيل بعض الجرحى الذين أُسعفوا بعيادة الفيلق.


وأضاف: لم نكن على علم بما يجري حتى على مستوى الفيالق الجزائرية لأن السرِّية العالية كانت تطغى على سير الحرب، ما عدا ما سمعناه عن محاولات لفتح قنوات حوار بين الرئيس السادات والإسرائيليين لوقف إطلاق النار.

وأشار: لقد رابطنا 19 شهراً كاملة إلى غاية انسحاب الجيش الإسرائيلي من أماكن تخندقهم بالقرب من النقطة الكيلومترية 101 بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيس المصري والقيادة الصهيونية.

وتابع: رغم أننا كنا ننتظر كل دقيقة اندلاع الحرب مع العدو الإسرائيلي إلا أن ذلك لم يؤثر فينا، لأننا كنا ننشد الشهادة، كما أن حب الأشقاء المصريين واحتضانهم لنا أنسانا بُعد العائلة، أما السماح لنا بالإجازات فقد كان ذلك مرتبطًا بمدى تطور الأوضاع. وعلى العموم ففي كل إجازاتنا التي كنا نقضيها بالقاهرة كان كرمُ المصريين يغمرنا وهو ما لا يمكن نسيانه بأي حال من الأحوال، خاصة في ظل افتخارهم وجهرهم بموقف الجزائر التي وقفت بجانبهم عدة وعتادًا.



المصدر​
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

مدير الحرب الالكترونية اللواء المصري جمال مظلوم لـ "الشروق"
مشاركة الجيش الجزائري في حرب أكتوبر كانت حاسمة في هزم إسرائيل
حاوره: عبد السلام سكية
كلمات دلالية: مصر، فلسطين، الجزائر
2013/10/02 (آخر تحديث: 2013/10/02 على 20:53)

اللواء المصري جمال مظلوم
صورة: (ح.م)
الجزائر شاركت بألفي جندي و800 عربة و50 طائرة حربية
الجنود الجزائريون قاتلوا بشجاعة كبيرة في الخطوط الأمامية
27

حرصا من "الشروق" على تنوير الرزي العام حول دور الجزائر في الحروب العربية - الإسرائيلية، تقدم هذه الشهادة النادرة لمدير الحرب الالكترونية عام 1973، اللواء جمال مظلوم. ويثني مظلوم على الجندي الجزائري، ويصفه بـ"الشجاع والقدام" ويزيد على ما سبق أن القوة الجزائرية كانت في الخطوط الأمامية في مواجهة العدو الصهيوني وأنها غطت باقتدام الخطوط الخلفية للجيش المصري عقب نجاح قوات إسرائيلي في عبور قناة السويس ومحاصرة "الجيش الثالث" وهو ما يعرف بـ"الثغرة".



كيف تم الاتصال بالقيادة الجزائرية للمشاركة في الحرب؟

عقب نكسة عام 1967، وفي التاسع والعاشر من يونيو 1967 خرج الشعب المصري عن بكرة أبيه مؤيدا للرئيس للرئيس المصري الأسبق الراحل جمال عبد الناصر الذي قرر إعادة تنظيم الجيش والاستعداد لحرب يتم خلالها استرداد الأراضي المحتلة من مصر وباقي الدول العربية.

وفي قمة الخرطوم التي عقدت في أغسطس67 بعد ذلك أخطر الرئيس المصري آنذاك القادة العرب بالتخطيط لحرب لاسترداد الأرض وخرجت القمة بالقرارات الثلاثة:

- لا صلح

- ولا اعتراف

- ولا تفاوض مع العدو الصهيوني

و قد طلبت مصر من الدول العربية مساعدتها لتحقيق ذلك وبالمساعدة قدر المستطاع، وكانت الجزائر من أوائل الدول التي عرضت كافة إمكاناتها للصمود وتحرير الأراضي الأراضي العربية بحكم تأييدها للقومية العربية ولمصر خاصة.

وفي الحقيقة كان الدعم والمشاركة الجزائرية يفوق ما توقعه المصريون وهنا في البداية أود أن أوضح شيئا هاما فيما يتعلق بالمشاركة الجزائرية فهذه المشاركة جاءت بعد بدء القتال ويرجع السبب في ذلك إلى تأخر تحديد موعد المعركة لظروف خارج عن إرادة مصر ذاتها لأنه كان على مصر اختبار توقيت الهجوم ليحقق المفاجأة والخداع للعدو الصهيوني وكان ارسال أو وصول القوات إلى مصر سيفشل هذا المخطط لهذا كان هذا التحرك الجزائري بعد بدء القتال حتى لا يلغي فرصة تحقيق المفاجأة وخداع للعدو الصهيوني، هذا في الوقت الذي كانت فيه دول أخرى قد أرسلت مشاركتها قبل الحرب بعدة سنوات لذا لم يؤثر ذلك على تحقيق مبادئ الحرب الأساسية هذا وقد شاركت الجزائر مصر ضمن مشاركة 9 دول عربية في الحرب بخلاف كل من مصر وسوريا بكل من:

القوات البرية: اللواء الثامن مدرع وصل مصر في 17 كتوبر 1967 مونة من حوالي 2000 مقاتل، 800 عربة + 50 شاحنة وقود قطعت حوالي 3000 كم من الأراضي الجزائرية إلى مصر.

القوات الجوية: 3 أسراب مقاتلة:

سرب طائرة سوخوي قاذفة

سرب ميغ - 17.

سرب ميغ - 21 بإجمالي حوالي 50 طائرة والمشاركة من القوات الجوية كانت كبيرة بالنسبة للقوات التي دخلت الحرب ووصلت في الأيام من 9 إلى11 أكتوبر.

وخلال زيارة الرئيس الجزائري هواري بمدين للاتحاد السوفيتي عقب نشوب حرب أكتوبر 1973 قدّم الرئيس الجزائري مبلغ 200 مليون دولار مقدما لحساب مصر وسوريا بواقع 100 مليون دولار لكل بلد ثمنا لأي قطع ذخيرة أو أسلحة يحتاج لها البلدان، حيث استشرط الاتحاد السوفيتي آنذاك السداد نقدا ثمنا لأي أسلحة ترسل للبلدين.



اهتم المصريون بمشاركة الجزائريين العسكرية في حرب أكتوبر، لماذا؟

لقد كان اهتمام المصريين كبيرا بمشاركة القوات الجزائرية في الحرب لما هو معروف عن الجزائريين من براعة وشجاعة وخبرة سابقة مستقاة من حرب التحرير الجزائرية ضد الجيش الفرنسي.



ما الذي ميزّ مشاركة الجنود الجزائريين؟

الحقيقة أن مشاركة الجنود الجزائريين في هذه الحرب كانت لأسباب عديدة تذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

- الشجاعة وهو أمر مفروغ منه، فالمقال الجزائري أهم ما يوصف به هو الشجاعة والإقدام.

- وجودهم في الخطوط الأمامية

- أنهم مدرّبون جيدا مقارنة بنظرائهم الجيوش العربية.



كيف تقيم دور الجيش الجزائر وخاصة فرع الدبابات؟

في الحقيقة جاء وصول القوات الجزائرية إلى مصر في توقيت حرج للغاية، فالقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية كانت في هذا الوقت قد دفعت باحتياطياتها إلى الجبهة ولم يكن لدى القيادة العامة قوات للتعامل مع القوات الاسرائيلية التي نجحت في العبور إلى غرب القناة في الخامس والعشرون أكتوبر 1973 ثم دفع القوات الجزائرية إلى قطاع الجيش الثلاثة للدفاع عن الجيش الثالث الميداني ودفعت لقتال القوات الاسرائيلية في منطقة سيناء ومنطقة الزيتية وأبلت القوات الجزائرية بلاء حسنا في قتال المباشر مع القوات الاسرائيلية التي عبرت إلى غرب قناة السويس.



لماذا لم تتحدث الكتابات العسكرية عن حرب أكتوبر ودور القوات الجزائرية القدر الكافي من الاهتمام؟

الحقيقة أن أغلب الكتابات التي صدرت عن حرب أكتوبر كانت يغلب عليها الغرض من الكتاب أو رؤية الكاتب التي يرغب في إبرازها وربما كان الهدف من بعضها هو الربح أو ترجيح وجهة نظر على أخرى، ولكن الكتابة التاريخية عن الحرب موثقة لدى القوات المسلحة المصرية والتي تنظر إليها كنوع من الأسرار العسكرية التي يصعب الحديث أو النشر عنها، وبصفة عامة كان الحديث عن التعاون العربي ضعيفا في هذه الكتابات ربما للخلافات التي حدثت بعد الحرب سواء من مصر وسوريا أو بسبب الحديث عن تسوية سياسية بين مصر وإسرائيل واعتراض العرب عليها وتشكيل جبهة الصمود والتحدي والتي كانت الجزائر عضوا فيها.

أما فيما يتعلق بكتابات الفريق سعد الدين الشاذلي فهو من القادة الأفذاذ في الوطن العربي وآراؤه وأفكاره العسكرية في الحقيقة كانت موثرة وفاعلة في فترة الاعداد لحرب اكتوبر المجيدة وكان يتميز في أرائه بالصراحة والجرأة وتفرغ عقب الحرب كمؤرخ ومفكر سياسي.

المصدر​
 
رد: دور الجزائر في الحرب على اسرائيل

اللواء المصري عبد الحميد عمران



للواء أركان حرب عبد الحميد عمران، هو أحد أبطال حرب السادس من أكتوبر والخبير الأمني والاستراتيجي، يروي شهادته لـ"الشروق" حول مشاركة الجزائر في حرب 73 ومن قبلها في 67 قائلاً: إن موقف الجزائر كان نموذجاً حقيقياً للوحدة العربية، وقتما كان العرب عربا وليس فرقاء، وأن الوحدات التي أرسلها الجيش الجزائري أفادت ميدان القتال بشكل كبير.

بمناسبة ذكرى مرور أربعين عاماً على نصر السادس من أكتوبر، والذي كان للجيش الجزائري دورٌ فيه، كيف كان حجم هذه الدور وطبيعة العمليات التى قام بها؟
في الحقيقة التعاون الجزائري المصري بدأ قبل حرب السادس من أكتوبر 1973؛ ففي حرب 67 كانت الجزائر مساهِمة مع القوة المصرية على الجبهة بلواء مشاة مدرع، ورغم حدوث اختلاف وإنسحاب أفراد الجيش الجزائري في ذلك الوقت، إلا أنهم تركوا للجيش المصري المعدّات والتي ظلت موجودة في ميدان الحرب حتى السادس من أكتوبر 73، والفريق سعد الدين الشاذلي في زيارته للجزائر لم يكن يعلم أن المعدّات العسكرية للجيش الجزائري موجودة في مصر، فطالما أفهموه أنه كان انسحاباً بالمعدات وليس بالأفراد فقط، فلما علم وجّه شكره للجزائر وأرسل لهم خطاب شكر على موقفهم البطولي في حرب 67.

كيف كانت طبيعة المهام التي قامت بها الوحدات الجزائرية في حرب67؟
ربما لا أذكر الكثير لأن طبيعة عملي في هذا الوقت كانت في مكان بعيد عنهم، ولكن أذكر أنه كان في إحدى القواعد الجوية أرسلت الجزائر عدداً من الطائرات الحربية ومنها طائرات "ميغ" للمشاركة في هذه الحرب، ولكن ما أذكره حتى الآن، أنه في إحدى القواعد الجوية حينما كنت أمرّ عليها وجدت طيارا جزائريا يضع كرسيا أسفل طائرة الميغ التي كانت مهامه عليها، كان كرسيّه أمام سلم الطائرة في ظل حرارة الشمس الشديدة ينتظر أي لحظة للأمر بالإنطلاق، فهذه كنت أراها درجة عالية من الهمة والاستعداد والتأهب للجهاد ضد العدو الصيهوني في أي لحظة ومستوى راقياً من الإخلاص في الحرب.
في حرب السادس من أكتوبر استأنف التعاون العسكري بين مصر والجزائر، وطلبت مصر من الجزائر بعض المعدّات العسكرية، فأرسل الرئيس الراحل هواري لواء مدرعا جزائريا كاملا كان يحتوى على سرب طائرات ميغ 17 وسرب طائرات ميغ 21 وسرب طائرات سوخوي 7، كذلك لواء مدرع جزائري والذي يحتوى على 3 فيالق دابات وفيلق مشاة ميكانيكية وفوج مدفعية ميدان وفوج مدفعية مضادة للطيران و7 كتائب للإسناد، وكان يتضمن أكثر من 2000 جندي وأكثر من 1000 ضابط، كذلك 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفعا مضادا، وصلت جميعُها وقت الحرب.
وكانت وقفة الجزائر مع مصر والقوات المسلحة المصرية موقفا عربيا مشرفا، والحقيقة هذا شعور جميل حينما تقاتل وتجد بجوارك مقاتلاً معك من دولة عربية شقيقة يشاركك الحرب على عدوك وعدو العرب جميعاً.

هل كان الدعم الجزائري دعماً عسكرياً فقط؟
بالطبع لا، فكان هناك دعمٌ مادي قدمه الرئيس الراحل هواري بومدين، فأنا أعلم أنه كان قد ذهب إلى الإتحاد السوفيتي ووضع رقما كبيرا من ملايين الدولارات آنذاك والتي تساوي في هذه الآيام المليارات، وضعها جميعاً تحت متطلبات مصر ومثلها لمتطلبات سوريا.
بالطبع، وقتما كان العرب عرباً، وقتما كانت الأمة العربية أمة واحدة والعدو عدوا واحدا، لكن الآن يد إسرائيل العميقة تمزق وتفرق بين العرب بمنتهى السهولة للأسف.

باعتبارك رجلا عسكريا وخبيرا إستراتيجيا أيضاً، كيف ترى هذه المشاركة من الجيش الجزائري تجاه مصر آنذاك؟
بالطبع هي وقفة قوة عربية مخلصة مساندة للعرب ومعادية لخصومهم، وأفادت ميدان القتال وكذلك الروح المعنوية للجيش المصري عموما، عندما تجد بجوارك مقاتلا سوريا ومقاتلا جزائريا فتشعر بالوحدة العربية تجاه العدو الصهيوني.
والشيء بالشيء يذكر، كذلك الإخوة بين البلدين والجيشين، الدعم الذي قدمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للثوار الجزائريين وقت الثورة الجزائرية، وبالتالي ليس هناك فارقٌ من يقف بجانب من، لأن الأهداف واحدة والعدو واحد والمصلحة واحدة، لطالما كانت الأمة العربية تتصرف من منطلق أنها كالجسد الواحد لا يفرقه أحد ولا يستطيع أن يعيش أحد أعضائه دون أن يتألم لعضو آخر.


http://www.echoroukonline.com/ara/articles/181258.html
 
عودة
أعلى