حاملات الطائرات ودورها في الحروب الحديثة

uae-star

عضو
إنضم
3 ديسمبر 2008
المشاركات
1,545
التفاعل
229 0 0
حاملات الطائرات ودورها في الحروب الحديثة



إن حاملة الطائرات هي قبل كل شي وسيلة مثلى لزج القوات في مناطق الاشتباك البعيدة ، باستخدام الوسائط الجوية والتي تعتبر الأساس في ذلك ، ولهذا السبب كانت المجموعة الجوية في حاملة الطائرات هي التشكيل المتكامل لفرض السيطرة على المجال الجوي ، وتوجيه الضربات القوية المكثفة على إلى المواقع الأرضية ، وتتمتع المجموعة بقدرات على الاستطلاع وإعادة التزود بالوقود جواً ، وتمتاز طائرات الحاملة بمجال عمل واسع ( يبلغ مدى الطائرة رافال الفرنسية نحو 850كم ) وبامتلاكها جميع الأسلحة اللازمة لأداء مهامها ، ولا سيما الصواريخ الجوالة ، والقنابل الموجهة بدقة بفضل جهاز ليزري أو بالأشعة تحت الحمراء ، ومختلف أنواع صواريخ الدفاع الجوي وصواريخ جو/ أرض أحياناً ، والتي يمكن تزويدها برؤوس نووية .

حالياً تعتبر حاملات الطائرات المجهزة بمنجنيق لقذف الطائرات وكابل لإيقافها هي الوحيدة القادرة على حمل مثل تلك المجموعة الجوية ، مع العلم أن أنواع الحاملات الأخرى لا يمكنها سوى حمل أعداد قليلة من الحوامات أو الطائرات الصغيرة ذات (الإقلاع والهبوط العموديين) مثل طائرات " هارير" وهذه الطائرات ذات كفاءة محدودة على الرغم من التقدم التقني الذي يسمح بتحسينها ، إلا أنها ستظل ذات كفاءات أدنى بشكل ملحوظ عن كفاءة الطائرات المقاتلة التقليدية .

كما أن الفاعلية الحربية لحاملة الحوامات أو الطائرات الصغيرة ذات الإقلاع والهبوط العموديين ليست في مستوى فاعلية حاملة الطائرات المخصصة للسيطرة على بقعة من مستوى مسرح العمليات الذي يصبح أكثر فأكثر ميداناً لمشاركة مختلف أصناف الأسلحة البرية والبحرية والجوية ، وحاملات الحوامات ذات طلعات جوية يومية محددة ( من 15- 30 طلعة يومياً ) والفاعلية العملياتية لتلك الطلعات أدنى وأضعف ، بينما قدرة حاملة الطائرات الحديثة مثل الحاملة الفرنسية " تشارل ديغول " تصل من(40-80 طلعة في اليوم ) .


يمكن نشر حاملات الطائرات ومجموعاتها الجوية " طائراتها " ضمن مجموعة بحرية جوية تشكل قوة مترابطة ومتكاملة من السفن والغواصات والطائرات ، وهذه الوسائط المرافقة تمنح الثقة والاطمئنان لحاملة الطائرات في تحركاتها ، وتسهم في النشاط العملياتي للمجموعة ككل : السيطرة على المجال الجوي ، زج القوة من خلال ضربات بالصواريخ الجوالة ، الدعم التمويني والبشري لمجموعة القوات .... الخ .

ويتكيف تركيب تلك المجموعة مع كل عملية تبعاً للمهمة ونوع التهديد، وتضم تلك التركيبة عموماً إضافةً إلى حاملة الطائرات : غواصة نووية هجومية ، 3 إلى 6 فرقاطات (زنة 4000-6000 طن ) ، ووسائط دعم تمويني (لوجستي) ، وسفن إمداد ، وسفن تحوي ورشات إصلاح ، وتشمل كذلك طائرات خاصة بالدوريات البحرية وعند الحاجة قوة خاصة بحرب الألغام .

ولما كانت تلك المجموعة البحرية الجوية تتمتع باستقلال كبير في مجال الإمداد والتموين اللوجستي فإن بوسعها التمركز في أحد المواقع لفترة طويلة جداً ، قد تصل إلى عام كامل ، بعيداً عن موطنها الأصلي ، كما تتميز بأنها شديدة الصلابة في مسرح العمليات تجاه أي عمل إرهابي أو هجوم صاروخي ، وهي بذلك أصلب من المنشآت البرية بفضل حركيتها التي تجعلها عصية على الإصابة .

عند بدء العمليات تكون المجموعة قادرة على العمل بصورة مستمرة خلال (4-6) أشهر حسب كثافة النشاط الجوي بغية تحقيق السيطرة على المجال البحري لمسرح العمليات ، وذلك تمهيداً لكل عملية زج للقوات حيال مجمل التهديدات ( الصادرة عن سفن السطح أو الطائرات والغواصات والألغام البحرية ) .
كما أن المجموعة تقدم للمناورة الجوية المشتركة بين الجيوش مساهمة ذات ردود فعل قوية ومرونة كبيرة في الاستخدام ، محققةً مسافة حتى 500كم داخل الأراضي المعادية ، وتنفيذ مهام الضرب في العمق ، ودعم القوات البرية ومساندة العمليات البرمائية ، وعمليات إحراز التفوق الجوي المحلي .


الفائدة العملياتية



إن إنعدام الاستقرار الإقليمي وتعدد بؤر الأزمات التي يظهر معظمها بعيداً عن الشواطئ قد ترجمت في السنوات الأخيرة باستخدام متزايد للقوات البحرية ، ولاسيما في الإستراتيجية الوقائية وإستراتيجية الأعمال العسكرية ، وأبرزت المجموعة البحرية الجوية خلالها مزايا كثيرة مثل : سرعة نشر القوات ، وردود الفعل ومرونة الاستخدام ، وهي جميعاً مطلوبة في هذه الأجواء الإستراتيجية الجديدة " إن هذه الوسيلة في زج القوة إلى مسارح قتال بعيدة تمنح السلطة السياسية قدرة على العمل بأساليب متنوعة "، وتسهل تلك القدرة حرية الحركة بموجب التشريع القانوني المتعلق بالمياه الدولية ، ويتيح ذلك للمجموعة البحرية الجوية المزاوجة على أكمل وجه بين القدرة والمجال والديمومة قبل الإقدام على نشر قوةٍ ما على أراضي أجنبية من أجل أعمال قتالية متوقعة ، ووجود تلك المجموعة في منطقة النزاع يشكل إشارة قوية إلى الإرادة السياسية لدولة ما ، دون أن يفرض ذلك إشكالاًً صريحاً على البلدان المجاورة .

ويأخذ العمل العسكري للمجموعة البحرية الجوية العديد من الأشكال تبعاً لبعد مسرح العمليات ، ونوع وطبيعة وحجم القوة الأخرى الداخلة في النزاع .

ومن هنا يمكن إيجاز أهم فوائد وجود مثل هذه الحاملات والمجموعات البحرية الجوية في الآتي :
- في المرحلة الأولى تحرز المجموعة التفوق المحلي الأول بحراً وجواً في مسرح متفاوت البعد عن الموطن الأصلي ، وتُستقدم إلى المنطقة مساعدة إضافية لفرض السيطرة على سماء المعركة ، والتي من دونها تصبح كل مناورة برية محفوفة بالمخاطر الجمة ، وفي أثناء انتشار القوات على البر فإنها غالباً ما تقدم الدعم الممكن للجند مما يتيح لهم خوض القتال دون انتظار إنزال وسائط المدفعية الثقيلة .
- في المرحلة الثانية تشارك المجموعة في الحملة الجوية مكملةً الدور الذي يقوم به الطيران ذو القواعد الأرضية ، والذي يمتلك القدرة على القيام بعدد كبير من الطلعات – تبلغ نحو 1000 طلعة في بعض الحالات – في اليوم وذلك مما تتطلبه النزاعات الحديثة .

- حسب الوضع الجغرافي يمكن للمجموعة العمل لإكمال ما تقوم به الوحدات الأخرى وذلك بفضل حركيتها التي تتيح لها تنويع موقف انطلاق الضربات واتخاذ أفضل المواقع للتمركز تبعاً لتطور القتال البري ولنوعية الأهداف المراد التعامل معها ، وطبيعة المهام والقيود التي تفرضها الأحوال الجوية من خلال قربها ودنوها من مناطق القتال ، وتعد الأفضل تمركزاً لتنفيذ المهام السانحة التي لا تُفوَّت ، ومنها النجدة والإغاثة والإنقاذ .

- بالنسبة لفك الاشتباك بين القوات في البر يأخذ دورها الأهمية نفسها التي كانت تتمتع بها في المرحلة الأولى : فهي تزرع الطمأنينة في نفوس الوحدات التي قد تواجه صعوبات في ضمان حمايتها الذاتية .

- بعد نحو ستة أشهر – حسب كثافة العمليات الجوية وشدتها – على الحاملة العودة إلى قاعدتها الأساسية لقضاء فترة تخضع فيها للصيانة وإعادة التأهيل لمعداتها ( المنجنيقات وأجهزة الدفع ) وغيرها .
وقد أثبتت الخبرة المكتسبة من الأزمات الأخيرة أن الحاملات كانت أول الواصلين إلى ساحة القتال وجاهزة للتدخل وتنفيذ مهامها في أي وقت .


الدروس المستخلصة من النزاعات الحديثة



خلال ثلاثين عاماً أتاحت الحاملتان " فوش ، وكليم نسو" لفرنسا ضمان الوجود المستمر لمجموعة بحرية جوية في الساحة العالمية بفضل التناوب المستمر بين هاتين الحاملتين .

وخلال الأزمات العديدة في المحيط الهندي ولبنان والخليج والبوسنة أثبتت المجموعة البحرية الجوية أن قدرتها على الإبحار خلال أقل من 72 ساعة ابتداءً من وضعية الاستنفار العادي ، كانت عاملاً حاسماً في سرعة انتشارها دون قيود دبلوماسية ، لتكون عملياتية على الفور بعد وصولها إلى مسرح القتال .

أثناء المواجهة بين إيران والعراق في أواخر الثمانينات كان هناك دور لحاملة الطائرات الفرنسية أسهم دون أدنى شك في جعل إيران تكف في حينه عن التعرض للسفن التجارية الفرنسية خشية تعرض أراضيها للمعاملة بالمثل .

في بداية اشتباك القوات الفرنسية في البوسنة كانت حاملة الطائرات – أيضاً – هي التي ضمنت تقديم الدعم الجوي ، بانتظار أن يسفر الموقف بعد أشهر من المفاوضات عن الاتفاقات الدبلوماسية اللازمة لنشر الطائرات في القواعد الأرضية .


وفي نزاع كوسوفو وصلت الحاملة الفرنسية " فوش" أولاً إلى المنطقة قبل نشوب العمليات ، وتمكنت من التمركز في موقع مناسب جداً قرب الأهداف المتوقعة مباشرة ، وهذا النزاع الواقع في قلب أوربا نفسها أثبت نجاحاً في التمكن من وضع سلاح الجو قيد الاستخدام انطلاقاً من البحر ، وذلك على الرغم من قرب الأراضي الفرنسية ، وكثرة القواعد الجوية الحليفة القريبة من منطقة العمليات .

هذه الميزات كانت وراء النسبة المتدنية جداً (20%) من مهام الطيران ، التي تم إلغاؤها ، وهي النسبة الأدنى في قوات حلف الأطلسي – ووراء المردود الكبير الذي أحرزه الطيران المحمول -إذا ما أخذنا في حسابنا علاوةً على ذلك – معدل نجاح الضربات التي نفذتها طائرات السوبراتندار (75%) ، وعدد ساعات الطيران المنفذة .

ولذلك كان من الأفضل استخدام المجموعة الجوية المحمولة على متن الحاملة " فوش" لتنفيذ المهام الحساسة والتي تتضمن الدعم الجوي وعمليات النجدة والإغاثة والإنقاذ .

وتجدر الإشارة خصوصاً إلى قدرة عمل المجموعة الجوية المحمولة دون إعادة التزود بالوقود في الجو ، فهو أمر مهم لأنه يتيح تجنب الاستعانة بطائرات التزود بالوقود جواً الثقيلة المتخصصة ذات القواعد الأرضية .

وتمثل حاملة الطائرات قاعدة جوية حقيقية متنقلة ، كما أثبتت نجاحاً بما تتمتع به من مدى عمل لوجستي تضيفه على مجموعتها الجوية المحمولة بفضل ورشات الصيانة وخزانات الوقود وأجهزتها الملاحية التي تتمتع بها .


ضرورة حيازة أكثر من حاملة



يرتبط الاستخدام العملياتي للحاملة ارتباطاً وثيقاً بمفهوم الديمومة المشتمل على شقين : قدرة الإبقاء على مجموعة بحرية/ جوية في وضعية الاستنفار الدائم مع احتياطي كاف ، والقدرة على ضمان وجود دائم في منطقة العمليات بفضل وجود بديل لحاملة الطائرات .
ففرنسا لديها اليوم – على سبيل المثال – قدرة بحرية على زج قواتها في الخارج بصورة مستمرة تصل إلى 60% من الوقت وبوسائط تمتلك كفاءة عالية تتمثل بالحاملة " تشارل ديغول " الحديثة ، حيث أن جاهزية الحاملة ليست دائمة بشكل مستمر في الواقع ، ففترات الصيانة ( وهي مرتبطة أساساً بالدفع وبمعدات استخدام الطائرات وتشغيلها ) تستغرق نحو 20% من ديمومة عمر القطعة البحرية ، يضاف إلى ذلك نحو 10% من تلك الديمومة أيضاً وقت لازم لاستكمال الظروف العملياتية لطاقم الحاملة ومجموعاتها .


وإذا أضفنا إلى تلك المتطلبات امتلاك حد أدنى من الاحتياطي الزمني للدخول في عملية ما – التشغيل والإحماء والاستعداد وإعداد المنجنيقات .. الخ – فإن الجاهزية العملياتية للحاملة تقارب نسبة الـــ : 60% .
إن امتلاك حاملتين للطائرات يعزز مصداقية هذا السلاح لأنه يضفي عليه الجاهزية التامة والمستمرة ، والمرونة في برمجة الأنشطة والمهام .

كما يمكن للطائرات ذات القواعد الأرضية الاضطلاع بجزء من مهام المجموعة الجوية المحمولة بحراً ، لكنها لا تمتلك الوزن السياسي نفسه ولاسيما في المراحل الوقائية واستباق الأزمات والتمركز المسبق قرب مناطق التوتر ، وبوجود نقاط الدعم والإسناد أثناء زج القوات في مناطق بعيدة ، و استخدام الصواريخ الجوالة التي تطلق من منصات بحرية ، وفاعليتها العملياتية متعلقة تعلقاً مباشراً بالحصول على إذن التحليق فوق أراضي الآخرين، وهذه كلها خيارات يمكن دراستها بعمق لتحديد ميزات كل منها .

مع العلم أن الصواريخ الجوالة تسهم من ناحية أخرى في عرض القوة ، ولما كانت تطلق من منصات بحرية ( فرقاطات ، غواصات نووية هجومية ) فهي تمنح القدرة على الضرب الدقيق في عمق الأراضي المعادية دون أن تُعرض حياة الطيارين للخطر ، ويمكنها النيل من البُنى التحتية الإستراتيجية المعادية ، كضرب القواعد الجوية والجسور وصناعات الأسلحة ، ومراكز القيادة والسيطرة ، ومراكز الإمداد والتموين ، غير أنها لا تنفذ المهام المتنوعة التي تقدر على تنفيذها الطائرات المحمولة ولا تمتلك مرونة الاستخدام التي تتمتع بها الطائرات في عمليات القصف غير المعد لها مسبقاً ( الآنية ) .

إن منصة ضخمة مزودة بمنجنيقات وكابل إيقاف ( المنجنيقات تعمل على إكساب الطائرة سرعة عالية قبل انفصالها عن الحاملة ، والكابل يعمل على إيقافها عند الهبوط ) تشكل تعبيراً عن الإدارة السياسية ، وتمنح قدرة هامة على تمركز الوسائط الثقيلة مسبقاً ( كالمركبات المدرعة ، والحوامات ) ، ووسائط الدعم والإسناد ( وسائط القيادة والخدمات الطبية والإمداد والتموين .. ) وذلك تحسباً لاشتباك أرضي جوي متوقع ، حيث أن مثل هذه المنصة تمنح القدرات الهجومية التي تتمتع بها مجموعة جوية كاملة فيما يخص السيطرة على الأوساط الجوية البحرية أو مهاجمة الأهداف الأرضية ، ناهيك أن مثل هذه المنصة يمكن أن تحوي فيها أنواع جديدة من الطائرات .

إن مجموعة الوسائط المذكورة أعلاه بالتكامل مع حاملة الطائرات تشكل تنوعاً في العمليات الممكن تنفيذها والرامية إلى بلوغ فاعلية عسكرية وسياسية أكثر أهمية .

ووجود حاملة طائرات ثانية لدى أي دولة يضمن لها استمرارية القدرة البحرية على زج القوات في مناطق بعيدة خلال فترات الصيانة المبرمجة لإحدى الحاملتين ، وبالتالي المحافظة على الوضع العملياتي للمجموعة الجوية المحمولة ، أو القيام بمهمة ثانوية أخرى .

مشاريع حاملات الطائرات

المشروع البريطاني



أخذ البريطانيون درساً من النزاعات الأخيرة ، وتأكد لهم عدم ملائمة حاملات طائراتهم طراز " أنفن سيبل" للموقف الجغرافي الاستراتيجي الجديد .

ولما كان البريطانيون مقتنعين بالدور الهام لحاملات الطائرات في إدارة الأزمات فقد قرروا التزود بحاملتين من فئة (40.000 طن) يمكنها حمل نحو خمسين طائرة وذلك بحلول العام 2012م والتي ستحل محل الحاملات الثلاث طراز " أنفن سيبل" القليلة التلاؤم مع مهام زج القوات إلى أراضي بعيدة .
ويدرس البريطانيون – حالياً- عدداً من الحلول عنصرها الأساسي هو اتخاذ القرار في شأن طراز الطائرات المحمولة التي سيتم اختيارها لتكون على الحاملات الحديثة .

ومن ذلك الطائرة JSF الأمريكية الطراز البحري ستوبار ، ومن الطائرات الأوربية "أيروفايتر" ، والطائرة إف 18 آي/ف JSF ، والطائرة " رافال" .

ويفضل البريطانيون الطائرة JSF – من الناحية الثقافية والصناعية – وكذلك المتشبعون كثيراً بأفكار الطائرة المحمولة JSF المتمثلة بالطراز الناجح " هارير" النموذج JSF ، وهم ينفقون الكثير على تطوير هذا الجيل الحديث من الطائرات .

وسوف تكون هذه الحاملات ذات منجنيقات القذف وكوابل الإيقاف للطائرات قادرة على استخدام طائرات استطلاع جوي طراز " هوك آي " التي لا مثيل لكفاءتها في المراقبة الجوية ( مجال الكشف يبلغ فيها 200 ميل بحري والميل البحري = 1852 متر) مقارنةً بكفاءة حوامة ثقيلة ( يبلغ مجال كشفها نحو 60 ميل بحري ) تستخدم للإنذار المبكر ، وهذه الحوامات عاجزة تماماً – في الوقت الراهن- عن الاضطلاع بالوظائف والمهام الأخرى التي يمكن أن تقوم بها طائرة " هوك آي " مثل إعداد المعلومات وإدارتها وقيادة الأعمال العسكرية المضادة للطائرات وهو في الحقيقة إسهام أساسي في السيطرة الجوية البحرية على المنطقة المحيطة بالمجموعة البحرية .

كما ينوي البريطانيون في الوقت نفسه تجهيز حاملات طائراتهم المستقبلية بنظام دفع كهربائي تماماً الأمر الذي يخلق مشكلة إنتاج البخار من أجل تشغيل المنجنيقات إلا إذا تطورت في حينه تقنية المقاذف الكهرومغناطيسية لتكون قادرة على توليد قوة دفع عالية تمكنها من قذف الطائرات وحتى ذلك الوقت يبقى هذا الأمر مثيراً للجدل .

وعلى البريطانيون عندئذ أن يقرروا نوع حاملات طائراتهم المستقبلية وأنواع الطائرات المحمولة عليها لتتناسب مع نظام العمليات الجوية المستقبلي الذي ستعتمده القوات الجوية الملكية .

ويبقى كذلك تحديد عملية انسجام الطائرات مع حاملات الطائرات وحاملات الحوامات الأوربية بغية الاستفادة القصوى من التعاون المشترك في جميع المجالات ( الاستخدام العملياتي ، التدريب والتأهيل ، الإمداد والتموين )


المشروع الأوربي :



تم في " هلسنكي" دراسة وتحديد الأهداف الأوربية الأكثر إلحاحاً التي تؤمن فرضية المقصود منها سعي أوربا لإحلال السلام في أزمة إقليمه قوية تقع على بعد آلاف الكيلومترات عن أوربا ، إذا ما تعرضت مصالح أوربا الإستراتيجية أو قواتها للخطر ، أو قررت أوربا التدخل لأسباب إنسانية .

وتم تحديد القدرات التي على أوربا امتلاكها في مثل هذه الحالة وهي : ضرورة وجود أربع حاملات للطائرات على الأقل الأمر الذي قد يتيح استخدام حاملتين في آنٍ واحد للعمل في منطقة النزاع ، مع إمكتنية ضمان القيام بـ 80 طلعة جوية في اليوم ( على افتراض أن كل حاملة مجهزة بمجموعة مؤلفة من 40 طائرة ) ويمكن زيادتها إلى 160 طلعة في الأوقات الضرورية .

وتتيح هذه القدرة لأوربا – على الرغم من الحدود والقيود التي لا يمكنها تجاوزها- استخدام عدد من الحاملات لا يتجاوز الأربع حاملات كحد لازم لها ، بعد الأخذ في الحسبان المساعدة الإضافية التي تقدمها حاملات الحوامات الأوربية .

وإذا قارنا تلك الحاجات الأوربية بمشاريع حيازة البلدان الأوربية لحاملات الطائرات تبين لنا عدم التمكن من بلوغ الحد الأدنى من الحاملات إلا إذا استطاع البريطانيون امتلاك حاملتي الطائرات المزمع إنتاجهما وامتلك الفرنسيون الحاملة الثانية .

إن امتلاك البلدان الأوربية لحاملات الطائرات يشكل قدرة على فرض النفوذ الذي يتناسب والطموحات التي تسعى إليها أوربا على الصعيد العالمي، ولهذه الطموحات مكانتها حيال الأعضاء الآخرين في تحالف يسعى إلى قيادة عمليات مشتركة ( توزيع المسئوليات والقدرة على التأثير في إستراتيجية استخدام القوات ) ، ولها مكانتها كذلك حيال البلدان الأخرى لتأخذ في حسابها منذ أيام السلم الوزن العسكري النسبي للدول الكبرى من أجل أن تتبوأ مكانتها عسكرياً وسياسياً بل واقتصادياً .
 
رد: حاملات الطائرات ودورها في الحروب الحديثة

حاملة الطائرات هي لاصحاب العقيدة العسكرية الهجومية او بالاحرى الاستعمارية و هي اداة لبسط النفوذ و السيطرة بشكل اساسي
 
رد: حاملات الطائرات ودورها في الحروب الحديثة

موضوع رائع
 
رد: حاملات الطائرات ودورها في الحروب الحديثة

حاملة الطائرات هي لاصحاب العقيدة العسكرية الهجومية او بالاحرى الاستعمارية و هي اداة لبسط النفوذ و السيطرة بشكل اساسي

ليس شرطاً اخي .... بل هي تعتبر وسيلة ردع ضد الاعداء البعيدين الذين يمتلكون قدرة ضربك سواء بحاملات او بصوايخ او بقواعد خارجية او حتى قاذفات بعيدة المدى ...
 
رد: حاملات الطائرات ودورها في الحروب الحديثة

الله يرحمه المشير ابوغزاله ( وزير الدفاع االمصرى السابق ) اقترح شراء ناقلة نفط عملاقة وتحويلها الى حاملة طائرات ولكن مبارك رفض المشروع
 
عودة
أعلى