ساشرح لك امر اخي امير الرومنسية وهو امر غير تقني بل استراتيجي وسياسي ......العالم خلال الحرب الباردة بين الشرق والغرب كان فيه نوع من توزان القوى العسكرية بين القوتين العظميتن انذاك الاتحاد السوفياتي وامريكا بسبب تكافىء معدل الردع النووي وقدرة الطرفان على تدمير بعضهما البعض .....هذا التوزان الذي شهده العالم من خلال تكافىء الردع النووي بين الطرفين حكمته ضوابط او مواثيق ومعاهدات قانونية دولية صدق عليها الطرفان والتي كان الهدف منها المحافظة والابقاء على معدل تكافىء الردع النووي بين طرفين وعدم الاخلال به باي شكل من الاشكال وهذا من اجل عدم جر العالم الى حرب نووية مدمرة وعدم قدرة اي طرف استخدام سلاحه النووي ضد الاخر و تلك الاتفاقيات هي ماعرفت باتفافيات سالت1-2 وستارت 1-2 .....المهم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانتقال تركته النووية الى روسيا التسعينات المريضة وانتقال الزعامة والهيمنة الدولية الى امريكا القطب الواحد وروما العصر .....سعت امريكا منذ ذالك الحين الى فرض هيمنتها وقانونها على العالم بمافيه العالم الغربي الحليف لها ومن خلال ذالك تجد ان امريكا قد شنت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي حروب مدمرة في العالم {{{ العراق -الصومال -البلقان }} وكانت في كل حروبها تجبر الناتو واوربا على خوض تلك الحروب معها كرسالة الى اوربا بانها مجرد ولاية في ماوراء الاطلسي .....لكن اكبر عائق كان امام امريكا حينها هو طريقة التخلص من الترسانة النووية السوفياتية وتفكيكها الى الابد لكونها تمثل اكبر تهديد لسلام الامبراطوري الامريكي فتجد امريكا حينها تواصل اتباع سياسة الاتفاقيات الدولية للحد من الاسلحة الاستراتيجية مع الروس والتي لم تلتزم بها ابدا من جهتها ومن جهة اخرى تعمل المخابرات الامريكية مع المافيا الروسية لتفكيك تلك الترسانة كما تقوم من جهة اخرى باستغلال ظروف الازمات الروسية لضغط عليها ..و مع هذا كان الامريكان يدركون حينها امرين لا ثلاث لهما هو ان الروسية لن يدوم انهيارها الى الابد وما تلبث ان تعود كممثل للامبراطورية الشرقية في ميزان القوى العالمي {{ روسيا ولن تكون ابدا الصين }} وهذا مايحدث الان .... الامر الثاني هو انه يستحيل السيطرة على الترسانة النووية السوفياتية في المدة الزمنية الكافية قبل عودة انبعاث روسيا من جديد اضافة الى ظهور قوى عالمية نووية اخرى ناشئة يستحيل السيطرة عليها وهي ستمثل مستقبلا تهديدا جديدا لامريكا وان لم يكون بنفس تهديد الروس ..... فما هو الحل بالنسبة للامريكان لحماية السلام الامريكي من الخطر النووي الروسي الذي سيعود بعودة روسيا هل هو شن الضربات النووية الاستباقية على روسيا -هل توريط روسيا في الازمات الداخلية مثل الشيشان {{ حتى تعلم ان الشيشان لا قضية اسلام ولا هم يحزنون }} والضغط عليها دوليا سيكون كافيا لمنع انبعاثها وانبعاث تهديدها من جديد -هل الحل هو القضاء على حلفاء روسيا خارج مجالها الحيوي القديم والتوسع نحو حدودها عن طريق ضم حلفائها القدماء بالاغراء كدول البلطيق واوربا الشرقية او بالقوة كدول البلقان ويوغسلافيا -هل الحل في استغلال التفوق التكنلوجي الامريكي في ايجاد حائط تكنولجي دفاعي ثابت يقي ويحمي امبراطورية امريكا من ضربات روسيا النووية كما حمى خط الليمس روما من ضربات البرابرة ......وفعلا اختارت امريكا الخيار التي كانت تختاره كل الامبراطورية التي سبقتها وهو بناء الخط الدفاع الثابت كما فعلت سلالة مينغ بصين و اباطرة روما في العالم القديم قبلها .........ربما لم تفهم حتى الان ما السبب في هذه المقدمة الطويلة والمملة التي ازعجتك بها لكن هدفي هو ان اشرح لك ان اي سباق بين قوتين كبيرتين لا تحكمه العوامل الفنية والتقنية بل العوامل الاستراتيجة هي من تحدد طبيعته اتجاهه وما عليك ان تركزه عليه كثيرا الان هو انه مهما بلغت دولة من قوة فان روسيا وامريكا هم وهم فقط اقطاب العالم ونحن الان في صراع جديد بين امبراطورية الشرق {{فارس-روسيا }} وامبراطورية الغرب {{ امريكا -روما }} .......دعني اكمل لك... في الاتفاقيات الدولية للحد من الاسلحة الاستراتيجة سالت 1-2 و ستارت 1-2 هناك بند صريح ظهر في اول اتفاقية وقعت بين كارتر وبريجينيف {{ والتي رفضت في بداية الامر من طرف الكونغرس }} وهو بند ينص بمنع منعا بتا على احد الطرفين {{ الاتحاد السوفياتي -امريكا }} من نشر وسائل للدفاع الصاروخي تقوم بتحيد الصواريخ النووية البالتسية وعلى ضرورة ابقاء سماء وفضاء الطرفين مفتوحا امام تلقي الضربات النووية المتابدلة ..ربما انت ستقول انه بند واتفاق مجنون ......لكنه في الواقع هذا هو الاساس الي بني على مفهوم الردع النووي المتابدل بين القوتين العظمتين حيث كان ابقاء الفضاء مفتوح وعدم نشر الدفاعات الصاروخية كفيلا بتلاقي الطرفين ضربات نووية متابدلة ومدمرة لكليهما وهو ما كان حافزا لطرفين بعدم التفكير اطلاقا باستخدام السلاح النووي....ولكن ......ولكن هذا كان كله عندما كانت هناك قوتين كبيرتين في العالم اما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وسعي امريكا للهيمنة المطلقة على العالم وتفكيك الترسانة السوفياتية كما شرحت لك سابقا ثم فشلهم في ذالك اضطر الامريكان على اثرها الى تبني نظام الدفاع الصاروخي او خط الدفاع الثابت الذي تمنعه الاتفاقيات الدولية الاتسراتيجية والتي قامت امريكا بخرقها ببناء الدرع الصاروخي الذي يحمي امريكا وامريكا فقط {{ دون اوربا }} من الضربات النووية الروسية المستقبلية وبذالك تكون امريكا في الطريق الى فرض هيمنتها المطلقة كما اردت على العالم عن طريق اقصاء امكانية تهديدها بسلاح النووي من غريمها الشرقي الروسي ...... ولكن ولكن للمرة الثانية نحن قلنا وكررنا اننا هنا بصدد صراع بين امبراطورتين لايمكن لواحدة منها ان تسمح للاخرى بالانفراد بالعالم والهيمنة عليه وتهديد سلامها او امنها القومي كما يطلق عليه الان ..... فهل ستسكت روسيا عن الدرع الصاروخي الامريكي الذي يمنح امريكا قدرة ضرب روسيا بسلاح النووي ويحرمها من الرد عليها هل يترك الروس الامريكان يخرقون بنود الاتفاقية التي تضمن امنهم وسلامهم ام يباشرون هم ايضا ببناء خط الدفاع الصاروخي الخاص بهم {{ الذي سيكون اس-500 اساس تلك المنظومة مستقبلا }} لاعادة التوزان مع الغريم الغربي وحرمانه من افضلية الحماية التي امنها عن طريق خرقه للاتفاقية الاستراتيجة....من هنا يا اخي امير عليك ان تفهم انه عندما نتحدث عن سلاح يهدد امن وسلام روسيا الامبراطوري يستحيل على الروس ان ينتظره حتى يستخدم ضدهم بل سيسعون الى تطوير ما يناظره ويتفوق عليه ويحيده او على الاقل يكافئه حتى وان ملك الروس ما يتفوق عليه في مجالات اخرى .....ولك في سباق الفضاء والطائرات الشبحية التي تعتبر تهديدات مباشرة لامن والسلام الامبرطوري لدولتين خير مثال ......تحياتي واتمنى اني لم ازعجك او اطل عليك