لقد كان «الحرس الشريفي»، الذي يعتبر الشكل الأولي للجبش المغربي، يمتلك نفوذا قويا، كونه الوحيد الذي كانت له القوة لصناعة «الحكومة المخزنية» خلال القرن 19 وبدايات القرن 20. وكان يتكون أساسا من عبيد بخارى، وله ترتيب نظامي صارم، يعود إلى قرون سالفة. أو كما يقول «أوجين أوبين»، في كتابه عن المغرب، فقد كانت تلك الحكومات حكومات عسكرية تماما، بالمعنى الكلاسيكي للكلمة. لكنه ابتداء من عهد المولى الحسن الأول ثم خليفته المولى عبد العزيز، الذي ظلمته، كما قلنا مرارا، الكثير من المصادر التاريخية (خاصة الفرنسية المرتبطة بالخطة الإستعمارية لباريس لاحتلال المغرب، التي مهدت الطريق لاستعماره عبر خلق أسباب أزمة تدبيرية واقتصادية خانقة كانت التربة المحلية مساعدة لها على مستوى ضعف الإدارة المخزنية، ثم الدفع نحو أزمة سياسية مدمرة ). تغير، إذن، دور «الحرس الشريفي»، نظرا لتعقد أساليب التسيير الحديثة آنذاك، التي كانت لا تتساوق وأسلوب التدبير المخزني المتبع في ما قبل. وكان نظام التدبير يتوزع في البلاط الشريفي إلى مستويين (تدبير تسيير الشؤون الملكية للقصر/ ثم تدبير تسيير شؤون الدولة). وكلا الفريقين التدبيريين يتبعان مباشرة للسلطان، ومقرهما في «دار المخزن» ( أي القصر ).