قانون السببية و الإسلام

المستقبل العربي

صقور الدفاع
إنضم
3 أكتوبر 2011
المشاركات
3,641
التفاعل
5,610 15 0


قانون السببية و الإسلام



قال سعيد ابن جبير:

التوكل على الله جماع الإيمان

.
وهذا هو إخلاص الاعتقاد بوحدانية الله ;
وإخلاص العبادة له دون سواه
فما يمكن أن يجتمع في قلب واحد , توحيد الله والتوكل على أحد معه سبحانه .



والذين يجدون في قلوبهم الاتكال على أحد أو على سبب
يجب أن يبحثوا ابتداء في قلوبهم عن الإيمان بالله !


وليس الاتكال على الله وحده بمانع من اتخاذ الأسباب .

فالمؤمن يتخذ الأسباب من باب الإيمان بالله وطاعته فيما يأمر به من اتخاذها ;

ولكنه لا يجعل الأسباب هي التي تنشئ النتائج فيتكل عليها .


إن الذي ينشئ النتائج - كما ينشئ الأسباب - هو قدر الله .

ولا علاقة بين السبب والنتيجة في شعور المؤمن . .

اتخاذ السبب عبادة بالطاعة .

وتحقق النتيجة قدر من الله مستقل عن السبب لا يقدر عليه إلا الله . .


وبذلك يتحرر شعور المؤمن من التعبد للأسباب والتعلق بها ;

وفي الوقت ذاته هو يستوفيها بقدر طاقته لينال ثواب طاعة الله في استيفائها .


::

لقد ظلت الجاهلية "العلمية ! " الحديثة تلج فيها تسميه "حتمية القوانين الطبيعية "


ذلك لتنفي "قدر الله" وتنفي "غيب الله"

حتى وقفت في النهاية عن طريق وسائلها وتجاربها ذاتها , أمام غيب الله و
قدر الله وقفة العاجز عن التنبؤ الحتمي !

ولجأت إلى نظرية "الاحتمالات" في عالم المادة .

فكل ما كان حتمياً صار احتمالياً .

وبقي "الغيب" سراً مختوماً .

وبقي قدر الله هو الحقيقة الوحيدة المستيقنة ;
وبقي قول الله - سبحانه –


(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً)

هو القانون الحتمي الوحيد ,

الذي يتحدث بصدق عن طلاقة المشيئة الإلهية من وراء القوانين الكونية

التي يدبر الله بها هذا الكون , بقدره النافذ الطليق !


يقول سير جيمس جينز الإنجليزي الأستاذ في الطبيعيات والرياضيات:

"لقد كان العلم القديم يقرر تقرير الواثق , أن الطبيعة لا تستطيع أن تسلك إلا طريقاً واحداً ,


وهو الطريق الذي رسم من قبل لتسير فيه من بداية الزمن إلى نهايته ,

وفي تسلسل مستمر بين علة ومعلول ,


وأن لا مناص من أن الحالة [ أ ] تتبعها الحالة [ ب ] .

أما العلم الحديث فكل ما يستطيع أن يقوله حتى الآن ,
هو أن الحالة [ أ ] يحتمل أن تتبعها الحالة [ ب ] أو [ ج ] أو [ د ]
أو غيرها من الحالات الأخرى التي يخطئها الحصر . ..


نعم إن في استطاعته أن يقول:إن حدوث الحالة [ ب ] أكثر احتمالاً من حدوث الحالة [ ج ]


وإن الحالة [ ج ] أكثر احتمالاً من [ د ] . . . وهكذا.
بل إن في مقدوره أن يحدد درجة احتمال كل حالة من الحالات
[ ب ] و [ ج ] و [ د ] بعضها بالنسبة إلى بعض .

ولكنه لا يستطيع أن يتنبأ عن يقين:أي الحالات تتبع الآخرى .
لأنه يتحدث دائماً عما يحتمل

أما ما يجب أن يحدث , فأمره موكول إلى الأقدار . مهما تكن حقيقة هذه الأقدار"


.
.
ومتى تخلص القلب من ضغط الأسباب الظاهرة ,

لم يعد هناك محل فيه للتوكل على غير الله ابتداء .


وقدر الله هو الذي يحدث كل ما يحدث .
وهو وحده الحقيقة المستيقنة .

والأسباب الظاهرة لا تنشئ إلا احتمالات ظنية ! . .



وهذه

هي

النقلة الضخمة التي ينقلها الاعتقاد الإسلامي للقلب البشري - وللعقل البشري أيضاً -


النقلة التي تخبطت الجاهلية الحديثة ثلاثة قرون لتصل إلى أولى
مراحلها من الناحية العقلية ;

ولم تصل إلى شيء منها في الناحية الشعورية ,


وما يترتب عليها من نتائج عملية خطيرة في التعامل مع قدر الله ;
والتعامل مع الأسباب والقوى الظاهرية ! . .

إنها نقلة التحرر العقلي ,
والتحرر الشعوري ,
والتحرر السياسي ,
والتحرر الاجتماعي ,
والتحرر الأخلاقي
. . .
إلى آخر أشكال التحرر وأوضاعه
. . .

وما يمكن أن يتحرر "الإنسان" أصلاً إذا بقي عبداً للأسباب "الحتمية "

وما وراءها من عبوديته لإرادة الناس .

أو عبوديته لإرادة [ الطبيعة ! ]
فكل "حتمية " غير إرادة الله وقدره ,
هي قاعدة لعبودية لغير الله وقدره
. .
ومن ثم هذا التوكيد على التوكل على الله وحده , واعتباره شرطاً لوجود الإيمان أو عدمه
. .
والتصور الإعتقادي في الإسلام كل متكامل .
ثم هو بدوره كل متكامل مع الصورة الواقعية التي يريدها هذا الدين لحياة الناس .








سيد قطب
 
رد: قانون السببية و الإسلام

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته إخواني للإفادة أكثر في موضوع السببية آثرت أن أشارككم هذا البحث الذي هو عبارة عن
رسالة دكتوراه السببية عند أهل السنة و الجماعة و مخالفيهم من خلال مؤلفات شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله


http://search.4shared.com/postDownload/wMEi_WZh/__________________.html
 
عودة
أعلى