الترميز العددي / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي

Nabil

طاقم الإدارة
مـراقــب عـــام
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
25,086
التفاعل
20,960 379 0
الترميز العددي

إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي


إن انتشار لغة القرآن في مساحات شاسعة من الأرض في أقصر مدة عرفها تاريخ البشرية لأي لغة من اللغات، أبدى الحاجة الماسّة لدراسة هذه اللغة، وتقعيد قواعدها، وتأسيس علومها المختلفة، وبذلك كانت القرون الثلاثة الأولى للهجرة مرتعًا خصبًا للتأليف في علوم اللغة وما يسمى اليوم بعلوم اللسانيات. وقد أدى هذا الاهتمام إلى تطوير علوم عديدة متنوّعة، من بينها علم استخراج المعمّى.
والتعمية في لغة العرب هي الخفاء والالتباس، وهي في الاصطلاح: تحويل نص عربي واضح ومكتوب إلى آخر غير مفهوم باستعمال طريقة محدّدة يستطيع من يعرفها أن يعود ويفهم النص الأصلي. والكتابة العربية في ذاتها كانت تعد في بداياتها نوعًا من التعمية، إذ لم تكن ثمة حاجة للتعمية حين كان من يعرفون القراءة والكتابة قلّة قليلة. وعندما نزل القرآن الكريم كان من يعرفون القراءة والكتابة في مكّة كلها سبعة عشر رجلًا فقط ذكرتهم كتب السيرة والتاريخ بأسمائهم.
إن علم التعمية واستخراج المُعَمَّى، أو ما يعرف حديثًا بالتشفير وكسر الشيفرة، واحد من علوم كثيرة تدين للعرب ولادةً ونشأةً وتطورًا. فهو علم عربي المولد، يعود الفضل إلى العرب في ابتكاره، ووضع أسسه، وإرساء قواعده، وتطويره إلى أن بلغ مرحلة النضج، وغدا ما وضعوه فيه مرجعًا قبس منه المشتغلون بالتعمية من بعد. فالعرب أوّل من كتب في خصائص التعمية وطرائقها الرئيسية التي ما انفك العالم يستخدمها حتى يومنا هذا، وهم أوّل من وضع المنهجيات الأساسية في علم استخراج المعمّى، ودوّنوا فيها مصنّفات مستقلة على غاية من الأهمية منذ القرن الثالث الهجري، وسبقوا بذلك علماء الغرب نحوًا من سبعة قرون، ومهّدوا لهم، وتركوا بصمات واضحة في هذا العلم المهم، الذي يشهد بفضل العرب وريادتهم.
وقد عرف علم التعمية، أو ما يعرف اليوم بعلم (التشفير)، في تاريخه الطويل عدة طرق، من ضمنها التعمية بمعالجة الحروف، حيث يتم تغيير مواقع حروف النص العربي المكتوب وفق قاعدة معينة، مثل قلب أو عكس حروف كل كلمة في النص؛ أو استبدال كل حرف من حروف الكلمة برمز أو رقم وفق قاعدة محدّدة، كأن يستبدل بكل حرف الحرف الذي يليه حسب ترتيب الحروف الأبجدي؛ أو زيادة حرف في الكلمة أو إغفاله.
وقد سبق القرآن العظيم علماء العرب ومن جاء بعدهم بقرون من الزمان في استخدام الترميز العددي أو ما يعرف بالشيفرات الرقميّة في تنظيم العلاقة بين حروف كلماته.. والنسيج الرقمي القرآني كلّه يقوم على نظام دقيق جدًّا من الترميز العددي. وسوف نعرض في هذا المشهد بعض الأمثلة المبسّطة جدًّا لكيفية استخدام القرآن العظيم للشيفرات الرقميّة في تنظيم العلاقة بين حروف كلماته.
ونحن في موقع "طريق القرآن" درسنا جميع ما استخدمه الباحثون في هذا المجال، واستقر بنا الأمر إلى استخدام ترميز جديد يستند إلى الترتيب الهجائي المعروف للحروف العربية وعددها 28 حرفًا، كما أننا نعمل حاليًا على دراسة ترميز آخر جديد سوف يرى النور قريبًا إن شاء الله.
ولكن.. لماذا اخترنا الترتيب الهجائي للحروف؟
ولماذا لم نعتمد الترتيب الأبجدي أو حساب الجمّل؟
هناك عدّة أسباب تبرّر اختيارنا للترتيب الهجائي دون غيره..

أوّلًا: الترتيب الهجائي هو الترتيب الأكثر تواترًا في الاستعمال، حيث رُتّبت بمقتضاه المادة اللغوية في المعاجم القديمة والحديثة، كما يستخدم هذا الترتيب بشكل عام في تنظيم المصنفات والمصادر والمراجع وكل مادة يحتاج فيها إلى فهرسة.. ومعاجم ألفاظ القرآن جميعها، حديثها وقديمها، من دون استثناء، تعتمد الترتيب الهجائي للحروف العربية.

ثانيًا: عرف العرب الترتيب الهجائي للحروف لأوّل مرّة في نهاية العقد التاسع الهجري، أي بعد 80 عامًا من انقطاع الوحي. وبما أن النسيج الرقمي القرآني يعتمد في وقت واحد تراميز متعدّدة لحروفه، من ضمنها الترتيب الهجائي، فإن في ذلك الدليل الحاسم على أن الذي نظم هذا القرآن ورتَّب حروفه وكلماته وآياته وسوره هو عالم الغيب وحده سبحانه وتعالى. واعتماد القرآن على ترتيب جديد للحروف العربية يأتي بعد انقضا وحيه أشد إعجازًا من اعتماده على ترتيب قديم سابق لنزوله. وليس هناك شكّ في أن الله عزّ وجلّ عندما أنزل هذا القرآن كان يعلم أن الحروف العربية سوف يتم ترتيبها على النحو الذي هي عليه اليوم.. وأن هذا الترتيب الهجائي سوف يكون الأكثر تواترًا في الاستخدام.. والأمر نفسه يُقال بالنسبة للظواهر العلمية العديدة التي أشار إليها القرآن وكانت غيبًا عند نزوله، ولم يكتشفها العالم إلا حديثًا.

ثالثًا: الترتيب الهجائي للحروف ترتيب منطقي له استخدامات متعدّدة لأنه يعتمد "الأشباه والنظائر"، أي تشابه الحروف من حيث رسمها، فكل حرفين متشابهين في رسمهما تجدهما متجاورين في الترتيب، فتأمّل هذا التناسق الدقيق في ترتيب الحروف الهجائية: (أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي).

رابعًا: طريقة اختيار القرآن للحروف المقطّعة تؤكد أن الترتيب الهجائي مقدّم على غيره في النظم القرآني.. فمن مجموع الحروف الهجائية وعددها 28 حرفًا،
أخذت الحروف المقطَّعة نصفها تمامًا 14 حرفًا، ولم يرد النصف الآخر فيها أي 14 حرفًا أيضًا..
ومن الأحرف التسعة الأولى في قائمة الحروف الهجائية أخذت الحروف المقطّعة 2 ولم يرد فيها 7،
ومن الأحرف التسعة الأخيرة في قائمة الحروف الهجائية لم يرد في الحروف المقطّعة 2 ووردت 7..
ومن النصف الأوّل في قائمة الحروف الهجائية أخذت الحروف المقطّعة 5 ولم يرد فيها 9،
ومن النصف الثاني في قائمة الحروف الهجائية لم يرد الحروف المقطّعة 5
وأخذت 9..
ومن الحروف زوجية الترتيب أخذت الحروف المقطّعة 5 ولم يرد فيها 9،
ومن الحروف فردية الترتيب لم يرد في الحروف المقطّعة 5 وأخذت 9..
ومن الحروف العشرة الوسطى في قائمة الحروف الهجائية أخذت الحروف المقطّعة 5 و ولم يرد فيها 5..
ومن الحروف العشرة الوسطى أخذت الحروف المقطّعة الحروف زوجية الترتيب ولم يرد فيها فردية الترتيب،
ومن الحروف العشرة الوسطى أخذت الحروف المقطّعة الحروف غير المنقوطة ولم يرد فيها المنقوطة. وهذا التناسق الرياضي المحكم في اختيار الحروف المقطّعة لا تجده إلا في الترتيب الهجائي فقط.
خامسًا: لقد أجرينا اختبارات إحصائية مكثّفة على عدد كبير جدًا من ألفاظ القرآن وفق الترتيب الهجائي للحروف، وتبيّن لنا أن مجموع الترتيب الهجائي لحروف أي كلمة من كلمات القرآن له مدلول واضح يتوافق مع معنى الكلمة نفسها وموقعها داخل الآية أو السورة وارتباطاتها المتشعّبة على امتداد القرآن كله..
وسوف نعرض عليكم في هذا المشهد مثال لكلمة واحدة فقط هي لفظ الجلالة { الله }.

الترتيب الأبجدي..
وهو أقدم ترتيب للحروف العربية ويأتي وفق هذا التسلسل:
أ ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ

حساب الجمّل..
عندما وضع العرب قبل الميلاد الحروف الأبجدية وفق ترتيبها المشار إليه أعلاه، جعلوا لكل حرف من هذه الحروف قيمة عددية على النحو الآتي: (أ=1 ب=2 ج=3 د=4 هـ=5 و=6 ز=7 ح=8 ط=9 ي=10 ك=20 ل=30 م=40 ن=50 س=60 ع=70 ف=80 ص=90 ق=100 ر=200 ش=300 ت=400 ث=500 خ=600 ذ=700 ض=800 ظ=900 غ=1000).. وهذا هو أساس ما يُعرف بحساب الجمّل، وهو جزءٌ لا يتجزأ من الحروف العربية وتاريخها، وقد استخدمه العرب قبل الإسلام لأغراض متعددة، كما استخدمه المسلمون بشكل خاص في التأريخ للمعارك، والوفيات، وغير ذلك.

الترتيب الهجائي..
ويعرف أيضًا بالترتيب الألفبائي ويأتي وفق هذا التسلسل:
أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

الترتيب الصوتي..
هذا الترتيب وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي، صاحب معجم العين، وهو ترتيب يأتي وفق مخارج الحروف العربية في جهاز النطق لدى الإنسان، حيث قسّم الحروف الهجائية إلى مجموعات صوتية بدأها بحروف الحلق، وختمها بالحروف الشفوية.. ولذلك سمّى معجمه (العين) ووضع حرف العين في مقدمة الحروف لأن العين هو أعمق الأصوات، ويصدر من أقصى الحلق، واعتبر الألف صوتًا وجاء به في نهاية القائمة. ولهذا الترتيب الصوتي أهمية خاصة لأن القرآن نزل ملفوظًا ولم ينزل مكتوبًا. ويأتي الترتيب الصوتي للحروف وفق هذا التسلسل:
ع ح هـ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط ت د ظ ذ ث ر ل ن ف ب م و ي ا ء

أحرف الجلال..
الآن سوف نختبر هذه التراتيب رقميًّا بالنسبة لأحرف لفظ الجلالة { الله }..
أوّلًا: بالنسبة للترتيب الأبجدي..
حرف الألف ترتيبه الأبجدي رقم 1
حرف اللّام ترتيبه الأبجدي رقم 12
حرف اللّام ترتيبه الأبجدي رقم 12
حرف الهاء ترتيبه الأبجدي رقم 5
هذه هي أحرف الجلال الأربعة ومجموع ترتيبها الأبجدي = 30

ثانيًا: بالنسبة لحساب الجمّل..
حرف الألف قيمته العددية 1
حرف اللّام قيمته العددية 30
حرف اللّام قيمته العددية 30
حرف الهاء قيمته العددية 5
هذه هي أحرف الجلال الأربعة ومجموع قيمها العددية = 66

ثالثا: بالنسبة للترتيب الصوتي..
حرف الألف ترتيبه الصوتي رقم 28
حرف اللّام ترتيبه الصوتي رقم 21
حرف اللّام ترتيبه الصوتي رقم 21
حرف الهاء ترتيبه الصوتي رقم 3
هذه هي أحرف الجلال الأربعة ومجموع ترتيبها الصوتي = 73

رابعًا: بالنسبة للترتيب الهجائي..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف الجلال الأربعة = 73
إذًا هناك توافقًا تامًا بين الترتيبين الهجائي والصوتي..
مجموع الترتيب الصوتي لأحرف اسم { الله } يساوي 73
ومجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله } يساوي 73

الآن تأمّلوا الحروف المقطّعة..
مجموع تكرار أحرف الجلال الأربعة ضمن الحروف المقطّعة = 41

الآن اكتملت الصورة..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله } يساوي 73
ومجموع تكرار أحرف اسم { الله } ضمن الحروف المقطّعة يساوي 41
العدد 73 أوّلي لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو الرقم 1
والعدد 41 أوّلي لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو الرقم 1
مجموع العددين 73 + 41 يساوي 114، وهذا هو عدد سور القرآن!

تأمّلوا سورة المزمّل..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله } يساوي 73
السورة التي ترتيبها رقم 73 في المصحف هي سورة المزمّل وقد خُتمت بهذه الآية..

{ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}

إنها الآية التي تضمّنت أكبر تكرار لاسم { الله } في القرآن كله!
الآية الوحيدة التي ورد فيها اسم { الله } سبع مرّات هي هذه الآية!
وجاءت في خاتمة السورة رقم 73 في المصحف!!

تأمّلوا البسملة أوّل آية في المصحف:

{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة]

تأمّلوا الترتيب الهجائي لحروف الآية كاملة..
مجموع الترتيب الهجائي لحروف { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } هو 292،
وهذا العدد = 73 × 4
73 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله }.
4 هو عدد حروف اسم { الله }، وهو أيضًا عدد كلمات الآية نفسها!

تكبير الصورة..
تذكّروا أن مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله } = 73
أحرف اسم { الله } وردت مكتملة في جميع سور القرآن باستثناء سورتين اثنتين فقط..
حرف الألف ورد في جميع سور القرآن، وكذلك حرف اللّام ورد في جميع سور القرآن أيضًا..
أما حرف الهاء فقد ورد في 112 سورة من سور القرآن ولم يرد في سورتين..
إذًا أحرف الجلال (ا ، ل ، هـ) اجتمعت في 112 سورة من سور القرآن.
112 هو ترتيب سورة الإخلاص حيث ورد اسم { الله } للمرّة الأخيرة في القرآن
السورتان اللتان لم تجتمع فيهما أحرف الجلال الثلاثة (ا ، ل ، هـ) هما سورتا العصر والفلق..
{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر]
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} [الفلق]


ورد في كل من سورة العصر وسورة الفلق حرفان من أحرف الجلال (الألف واللّام) ولم يرد حرف الهاء في كل منهما.
عدد حروف كل من سورة العصر وسورة الفلق هو 73 حرفًا!.
بل لا يوجد في القرآن كله سورة عدد حروفها 73 حرفًا باستثناء سورتي العصر والفلق!
73 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله }!!
مجموع كلمات السورتين 37 كلمة، وهذا العدد هو معكوس العدد 73
العدد 37 أوّليّ ترتيبه رقم 12، والعدد 73 أوّليّ ترتيبه رقم 21
فتأمّلوا كيف جاء ترتيب العددين (12 و 21) معكوسًا أيضًا!!
ومجموع حروف السورتين 146 حرفًا..

مزيد من التأكيد..
الحروف التي لم ترد في سورتي العصر والفلق عددها 7 أحرف وهي..
( ج ، ز ، ض ، ط ، ظ ، ك ، هـ )
ومجموع ترتيبها الهجائي = 112
فتأمّلوا كيف عدنا إلى العدد 112 نفسه من خلال سورتي العصر والفلق!!

اختبار جديد..
سوف نختبر الآن الترتيب الهجائي من خلال شهادة التوحيد { لَا إلَه إلَا الله }..
مجموع الترتيب الهجائي لحروف { لَا إلَه إلَا الله } هو 172
وهذا العدد = 73 + 99
73 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله }.
99 هو عدد أسماء الله الحسنى!

تأمّلوا من جديد.. مجموع حروف سورتي العصر والفلق هو 146 حرفًا..
انتقلوا الآن إلى أوّل آية في المصحف رقمها 146 وهي..

{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)} [البقرة]

هذه الآية عدد حروفها 73 حرفًا..!
وتكرّرت أحرف اسم { الله } في هذه الآية 26 مرّة!
26 هو ترتيب حرف الهاء في قائمة الحروف الهجائية!!

مزيد من التأكيد..
هذه الآية من سورة الطلاق هي آخر آية في القرآن عدد حروفها 73 حرفًا..

{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)}

أوّل كلمة في هذه الآية { وَيَرْزُقْهُ } هي الكلمة رقم 73 من بداية سورة الطلاق!
وتكرّرت أحرف اسم { الله } في هذه الآية 41 مرّة!
وحاصل جمع العددين 73 + 41 يساوي 114، وهذا هو عدد سور القرآن!!

وهكذا فإن القرآن يستند في نظم حروفه إلى الترتيب الهجائي للحروف العربية..
هذا الترتيب الذي جاء متأخرًا عشرات السنين بعد انقضاء وحي القرآن.
وفي ذلك الدليل القاطع بأن نظم حروف القرآن وحي من عند الله ولا دخل لأي أحد فيه.
ورغم ذلك لا نستطيع القول أن الترتيب الهجائي للحروف هو الترميز الوحيد الذي يأخذ به القرآن..
ويعمل موقع (طريق القرآن) حاليًا في استكشاف نمط جديد من أنماط ترميز حروف القرآن..
الترميز المرتقب يستند بشكل أساسي إلى ثقل الحرف نفسه ونسبة تكراره ضمن مجموع حروف القرآن..
ولا يزال هذا الترميز قيد الاختبار الإحصائي وقد أظهر نتائج مبشّرة حتى الآن..
وقبل اعتماده سوف يتم اختباره على عينة عشوائية ممثلة لجميع ألفاظ القرآن لا يقل حجمها عن 3000 كلمة..
وفي النهاية سوف تتم المفاضلة بين وبين الترتيب الهجائي لأنه لا يجوز استخدام أكثر من ترميز واحد في وقت واحد.
------------------------------------------------------
المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم؛ مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
ثانيًا: المصادر الأخرى:
مراياتي، محمد (1987)؛ علم التعمية واستخراج المعمّى عند العرب؛ دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية.

عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى