العراق والتاريخ يعيد نفسه ومااشبه اليوم بالبارحه بين هولاكو وبوش
بينما يحكي التاريخ قصة سقوط بغداد على أيدي المغول عام 656هـ ( 1258م ) ومعهم عالم الدين الشيعي نصير الدين الطوسي و وزير ا لخليفه العباسي الرافضي ابن العلقمي يرى المسلمون اليوم سقوط بغداد على يد الجيش الأمريكي و البريطاني وبمساعدة وخيانه الرافضه وعلمائهم و التاريخ يعيد نفسه،
1 - بدأ الهجوم على بغداد بقيادة (هولاكو) في الخامس عشر من محرم، واستمرت المعركة والمناوشات إلى منتصف صفر، وبدأ هجوم جيش بوش في السابع عشر من محرم، واستمر إلى منتصف صفر .
2- كان دخول (هولاكو) بغداد يوم الأربعاء السابع من صفر، حيث بدأ القتل العام والنهب، واندفع الجند مرة واحدة إلى بغداد، وأخذوا يحرقون الأخضر واليابس ...، وكان دخول جيش بوش في السابع من صفر .
3- أمر هولاكو بإلقاء المنشورات بالنبال على مناطق مختلفة من بغداد، منحت الأمان للقضاة والعلماء والشيوخ والسادات والتجار الذين لم يحاربوا المغول، لكنهم لم يفوا بعهدهم، وتقصدوا العلماء -خاصة- بالقتل والتنكيل، فقتل كثير منهم في القتل العام، وخصَّ أعيان العلماء بالقتل المخصوص. وهو ما فعلته القوات الأمريكية التي ألقت المنشورات على أهالي بغداد تحثهم على عدم القتال، ثم كان القصف العشوائي الذي أزهق أرواح الآلاف من الناس دون تمييز .
4- يشبه موقف ابن العلقمي(الرافضي) -بمحاولته تخذيل المقاتلين، ودفعهم للكف عن المقاومة- موقف الرافضة اليوم؛ فقد أعلنوا أنهم اختاروا الحياد طاعة للمرجعية الشيعية في إيران، ويشير صاحب الدراسة إلى أن رواية صاحب كتاب (الحوادث) توحي (بوجود اتفاق مسبق بين الوزير الخائن ابن العلقمي وهولاكو).
5- كان المستعصم -خليفة المسلمين آنذاك- قد بلغ من الضعف والانهزام النفسي مبلغاً عظيماً، فقد أعلن أنه لا جدوى من المقاومة، وأن بغداد ستسقط لكثرة المغول وقوتهم، ويئس من الاحتفاظ ببغداد، ولم ير أمامه مفراً من الاستسلام، وهذا الموقف من الخليفة يمثله اليوم حكام المسلمين؛ حيث أخذوا نفس الموقف، واكتفوا بإعلانهم عدم الرضا بالحرب، لكنهم نصحوا حاكم بغداد بالتنحي، ولم تكن نصيحتهم بالتنحي إلا طلباً للاستسلام للجيوش الغازية؛ لأن الجيوش الغازية أعلنت أنها داخلة لتستولي على البلاد، سواء قاتل العراقيون أم سلَّموا، فطلب التنحي هو عين الطلب بالاستسلام، ثم زادوا أن ساعد بعضهم الغزاة، ومكنوهم من
افتراس بغداد .
6- تجلت وحشية (هولاكو) في المذابح التي ذهب ضحيتها العلماء والقادة، ويذكر صاحب كتاب (الحوادث) تفاصيل محزنة عن قتل الخليفة، حيث كان من تقاليد المغول في قتل الكبار أن يقتل أحدهم بوحشية وخسة، فجُعل الخليفة في غرارة، وألقي تحت حوافر الخيل ترفسه من كل صوب حتى مات، وهي الوحشية التي يقتل بها الأمريكان الأطفال والنساء بقنابل تزن ألف رطل، فمئة رطل تكفي لهدم المنازل وقتل الناس، وما زاد فلإرواء الحقد الملتهب في صدور الكافرين علينا، وأيضاً فإن من باع الخيل التي رأينا العز والنصر على ظهورها جهاداً في سبيل الله، يلقى الخيل التي يموت تحت حوافرها في ذل الأسر .
7- عانت بغداد حين دمرها (هولاكو) فراغاً أمنياً كبيراً، وخللاً إدارياً واسعا،ً وتعرض أهل بغداد لعمليات سلب ونهب واسعة النطاق، كما تعرضت قاعدة الخلافة إلى أعمال تخريب شتى، وبعد أيام من الفوضى اتخذ (هولاكو) عدداً من الإجراءات الإدارية، كان من أبرزها ملء الشواغر بالعناصر الموالية للمغول، فأعطيت الوزارة -وتعني رئاسة الوزراء- لابن العلقمي؛ مكافأة له على (الخيانة)، لكنه لم يهنأ بها سوى أربعة أشهر، ثم هلك فخلفه ولده عليها. وهو ما وقع الآن من الفوضى، وهو عين ما تفعله أمريكا اليوم من تهيئة الأوضاع لتولية عملائها، الذين لن يكون لهم دور إلا تنفيذ ما يمليه القائد العسكري الأمريكي في العراق .
8- : "وعلى المستوى الأمني أرسل (هولاكو) اثنين من أمراء المغول على رأس ثلاثة آلاف فارس؛ للعمل على استتباب الأمن، والإشراف على إعمار بغداد ، وإعادة الحياة الطبيعية إليها "، وكذلك أعلنت أمريكا أنها عازمة على إرسال ألف خبير في مجال الأمن؛ لإعادة الحياة الطبيعية إلى بغداد .
9- سرّح الخليفة العباسي (المستعصم) جيش الخلافة الرسمي، في سلسلة من التسريحات سبقت الغزو بناء علي مشورة وزيره الرافضي ابن العلقمي، فلم يستثن من مائة ألف جندي شملهم ذاك التسريح سوى عشرين ألفاً، أصبحوا هدفاً سهلاً للقائد المغولي (باجو) عند "الدجيل"، وهي نفس حالة التسريح الفعلية التي تعيشها الأمة، حيث لم تعد جيوش الدول العربية تصلح للجهاد ومقاومة العدو بوضعها الحالي، حيث أماتوا في الجند روح الجهاد ،وأبعدوا الإسلام عن معاركهم، فيذكر أنه صرح أحد وزراء الإعلام العرب إبان حرب حزيران سنة 1967م، يعلق على ما يقوله أحد الدعاة، وهو يحث الجيش على الجهاد، ويذكر طرفاً من سيرة الأبطال الأوائل في معارك المسلمين :
قال ذاك الوزير : دعونا من خالد بن الوليد وصلاح الدين، لا تثيروها حرباً دينية، فعلق احد الحاضرين مهزومون ورب الكعبة .
10- (هولاكو) أعدّ قائمة كبيرة ضمت أسماء كبار القادة ورجالات الدولة والموظفين والعلماء والخطباء والمدرسين والأئمة وحملة القرآن، فقبض عليهم وقتلوا، وكان منهم الشيخ محي الدين يوسف ابن الشيخ الكبير أبي الفرج ابن الجوزي، وأولاده الثلاثة، وتقول إحدى الروايات إن عددهم بلغ سبعمائة رجل، والحال اليوم أن كثيراً من أهل العلم في كل التخصصات قد قتل في القصف الذي لم يميز بين عالم وغيره، ولا تزال اللافتة الكاذبة "الإرهاب "التي يرفعها الأمريكيون عند كل عملية هجوم على شبابنا الصالح، وأهل العلم والدعوة، ومن فيهم غناء في مشروع النهوض المأمول لأمتنا المنكوبة بنوم عميق وجهل خطير، وأعداد هائلة من المنافقين والغشاشين، لا تزال تلك اللافتة مرفوعة، وقد تكرر في وسائل الإعلام التهديد لسوريا بأنها سهلت هروب عناصر النظام وبعض العلماء عبر أراضيها، فإذا فهم تعقبكم لعناصر النظام فما شأن العلماء ؟!.
وكذلك أعدت القوات الأمريكية قائمة بأسماء وصور عدد من المطلوبين على أوراق اللعب، إمعاناً في الاستهانة بعدوها لإذلاله، فكأنها لا تعبأ به ولا تنْزله منْزلة الند، بل هو في نظرها أهون من أن تعامله معاملة العدو الذي يعمل له حساب .
11- ثم تبين الدراسة أن المذبحة قد طالت الجميع، ولم ينج منها إلا من وقعوا في الأسر ، أما النصارى فقد شملهم المغول بحمايتهم بتأثير من زوجة هولاكو (طقز خاتون)، وعينوا لهم شحنة تولت حماية بيوتهم وكنائسهم، فهذه امرأة تولت أهل دينها، وقدمت لهم الحماية والعون، أفلم يكن من بيننا امرأة تشفق على أهل دينها، فتتحرك لحمايتهم ومساعدتهم ؟ !.
12- أن الأمان الذي حصل عليه ا لجواسيس الذين كانت لهم علاقات مع المغول، وهذا ما فعله الجواسيس ألشيعه الذين "" حين هتفوا ترحيباً بالأمريكان ،وإعلاناً بشعورهم بالأمان لدخولهم بغداد .
13- نقول أن هولاكو كان ينوي إحراق بغداد وتدميرها باعتبارها قاعدة الخلافة، ولكنه نصح بالإبقاء عليها؛ لأنها ستكون مركزاً لحكمه، الأمر الذي دفعه إلى العدول عن نيته، بل إنه أمر بإعادة ترميم بعض بنيانها "، وهكذا يكون إعادة الإعمار للعراق من ثروات العراق؛ لأنهم يعتزمون البقاء هناك لتنفيذ مخططهم في التمكين لدولة اليهود، وإزالة كل ما يهدد أمنها، وفي محاولة تطويق المد الإسلامي وإيقاف التنامي الكبير للتدين بين صفوف الشباب خاصة، ومواجهة الحركة الإسلامية، سعياً في إفشال مشروعها المبارك في إحياء الأمة .
14- "ويجب التذكير بأن الخراب الذي آلت إليه بغداد بعد النكبة لم يكن من مخلفات هولاكو فقط، فقد كانت خربة قبل أن يغزوها " ثم يذكر أن سبب تخريبها راجع إلى فيضانات دجلة التي هدمت ما يزيد على اثني عشر ألف وثلاثمائة دار، ولم تكن أوضاع الخلافة - يومذاك - وتهاونها تسمح بإعمار ذلك الخراب ،وكان آخر ذلك السيل العظيم الذي انصبَّ على بغداد في آخر صيف 654هـ فأغرقها" لدرجة أن الطبقة العليا من المنازل هناك غرقت في الماء واختفت تماماً، وقد استمر انهمار السيل في تلك الديار خمسون يوماً، ثم بدأ في النقصان، ولا يزال أهالي بغداد -حتى اليوم- يذكرون الغرق المستعصمي! لك الله يا بغداد!، فقد عظمت مآسيك، وتوالت بين الغرق المستعصمي، - الأمريكي البريطاني! .
15- وكذلك يذكر التاريخ الدمار الذي لحق بالجانب الثقافي، والخسارة الفادحة التي منيت بها ثروة بغداد العلمية على أيدي المغول الغزاة، فقد دمرت المدارس والمعاهد ودور العلم، واختفى كثير من المخطوطات وكتب العلم النفيسة في سائر العلوم والفنون، وهكذا يفعل الصليبيون في سائر حملاتهم على بلاد المسلمين، يحاولون طمس المعالم التاريخية، وتحطيم المواريث التاريخية التي تؤكد الانتماء الإسلامي، كما فعل النصارى في الأندلس، "وكما فعل (أتاتورك) في تركيا؛ حيث
حوّل مسجد (أيا صوفيا) إلى مُتْحَفٍ وجعله بيتاً للأوثان، فطمس منه ما نقش على جدرانه من آيات القرآن والأحاديث، وأعاد كشف ما كان الفاتحون قد طمسوه من الصور التي زعمها النصارى للملائكة، وكذا صور من يسمونهم القديسين، والصلبان، والنقوش النصرانية"! .
وكما فعل الصرب الهمج في البوسنة، حيث كانوا يبحثون -بلهفة وشراهة- عن موروثاتنا التاريخية الإسلامية لتحطيمها، من أجل تفريغ الحس الإسلامي مما يذكره بماضيه ويربطه بتراثه وتاريخه، ويحافظ على هويته الإسلامية .
وهو عين ما يفعله اليهود - لعنهم الله - في القدس وغيرها من مناطق فلسطين المغتصبة .
ولما كان العراق غنياً بتلك الرموز التاريخية الإسلامية حرص الغزاة الأمريكان -أعداء البشرية والعلم والحضارة- أن يحطموا كل ما عثروا عليه في المتحف، ثم أدخلوا اللصوص لينهبوا ما تبقى، لينسب إليهم التدمير، وكل عاقل يعلم أن اللص أحرص ما يكون أن يجد شيئاً سليما ينهبه ليبيعه، فقد أذاعت وسائل الإعلام أن اللصوص أخبروا أنهم لما دخلوا وجدوا مقتنيات المتحف محطمة في الأرض ومبعثرة في كل مكان، لقد سبقهم إلى المتحف لصوص أشد خسة وأكثر حقارة .
16- هناك عشرات وربما مئات من العلماء والأدباء الذين تركوا بغداد صوب البلدان المجاورة، هذا فضلاً عن الكفاءات الحرفية التي نقل هولاكو أصحابها بالتنسيق مع (نصير الدين الطوسي) وغيره إلى بلاد فارس للإفادة من خبراتها، وحتى على افتراض أن هؤلاء رحلوا باختيارهم، ودون قصد مسبق من المغول وانصارهم، فإن النتيجة واحدة، وهي أن معظم ذوي الكفاءات من البغداديين تعرضوا للضياع والهجرة، وهذا عين ما حصل اليوم من هروب الكفاءات والخبرات العالية، وهجرة العقول هرباً من الاستبداد والظلم الذي ترعاه، وتوصي به بلادُ الغرب وكلاءهم في منطقتنا العربية الإسلامية .
بينما يحكي التاريخ قصة سقوط بغداد على أيدي المغول عام 656هـ ( 1258م ) ومعهم عالم الدين الشيعي نصير الدين الطوسي و وزير ا لخليفه العباسي الرافضي ابن العلقمي يرى المسلمون اليوم سقوط بغداد على يد الجيش الأمريكي و البريطاني وبمساعدة وخيانه الرافضه وعلمائهم و التاريخ يعيد نفسه،
وقد عقدت مقارنة بين أحداث غزو المغول والأحداث التي تعرضت، وتتعرض لها العراق على أيدي الأمريكيين والإنجليز:
1 - بدأ الهجوم على بغداد بقيادة (هولاكو) في الخامس عشر من محرم، واستمرت المعركة والمناوشات إلى منتصف صفر، وبدأ هجوم جيش بوش في السابع عشر من محرم، واستمر إلى منتصف صفر .
2- كان دخول (هولاكو) بغداد يوم الأربعاء السابع من صفر، حيث بدأ القتل العام والنهب، واندفع الجند مرة واحدة إلى بغداد، وأخذوا يحرقون الأخضر واليابس ...، وكان دخول جيش بوش في السابع من صفر .
3- أمر هولاكو بإلقاء المنشورات بالنبال على مناطق مختلفة من بغداد، منحت الأمان للقضاة والعلماء والشيوخ والسادات والتجار الذين لم يحاربوا المغول، لكنهم لم يفوا بعهدهم، وتقصدوا العلماء -خاصة- بالقتل والتنكيل، فقتل كثير منهم في القتل العام، وخصَّ أعيان العلماء بالقتل المخصوص. وهو ما فعلته القوات الأمريكية التي ألقت المنشورات على أهالي بغداد تحثهم على عدم القتال، ثم كان القصف العشوائي الذي أزهق أرواح الآلاف من الناس دون تمييز .
4- يشبه موقف ابن العلقمي(الرافضي) -بمحاولته تخذيل المقاتلين، ودفعهم للكف عن المقاومة- موقف الرافضة اليوم؛ فقد أعلنوا أنهم اختاروا الحياد طاعة للمرجعية الشيعية في إيران، ويشير صاحب الدراسة إلى أن رواية صاحب كتاب (الحوادث) توحي (بوجود اتفاق مسبق بين الوزير الخائن ابن العلقمي وهولاكو).
5- كان المستعصم -خليفة المسلمين آنذاك- قد بلغ من الضعف والانهزام النفسي مبلغاً عظيماً، فقد أعلن أنه لا جدوى من المقاومة، وأن بغداد ستسقط لكثرة المغول وقوتهم، ويئس من الاحتفاظ ببغداد، ولم ير أمامه مفراً من الاستسلام، وهذا الموقف من الخليفة يمثله اليوم حكام المسلمين؛ حيث أخذوا نفس الموقف، واكتفوا بإعلانهم عدم الرضا بالحرب، لكنهم نصحوا حاكم بغداد بالتنحي، ولم تكن نصيحتهم بالتنحي إلا طلباً للاستسلام للجيوش الغازية؛ لأن الجيوش الغازية أعلنت أنها داخلة لتستولي على البلاد، سواء قاتل العراقيون أم سلَّموا، فطلب التنحي هو عين الطلب بالاستسلام، ثم زادوا أن ساعد بعضهم الغزاة، ومكنوهم من
افتراس بغداد .
6- تجلت وحشية (هولاكو) في المذابح التي ذهب ضحيتها العلماء والقادة، ويذكر صاحب كتاب (الحوادث) تفاصيل محزنة عن قتل الخليفة، حيث كان من تقاليد المغول في قتل الكبار أن يقتل أحدهم بوحشية وخسة، فجُعل الخليفة في غرارة، وألقي تحت حوافر الخيل ترفسه من كل صوب حتى مات، وهي الوحشية التي يقتل بها الأمريكان الأطفال والنساء بقنابل تزن ألف رطل، فمئة رطل تكفي لهدم المنازل وقتل الناس، وما زاد فلإرواء الحقد الملتهب في صدور الكافرين علينا، وأيضاً فإن من باع الخيل التي رأينا العز والنصر على ظهورها جهاداً في سبيل الله، يلقى الخيل التي يموت تحت حوافرها في ذل الأسر .
7- عانت بغداد حين دمرها (هولاكو) فراغاً أمنياً كبيراً، وخللاً إدارياً واسعا،ً وتعرض أهل بغداد لعمليات سلب ونهب واسعة النطاق، كما تعرضت قاعدة الخلافة إلى أعمال تخريب شتى، وبعد أيام من الفوضى اتخذ (هولاكو) عدداً من الإجراءات الإدارية، كان من أبرزها ملء الشواغر بالعناصر الموالية للمغول، فأعطيت الوزارة -وتعني رئاسة الوزراء- لابن العلقمي؛ مكافأة له على (الخيانة)، لكنه لم يهنأ بها سوى أربعة أشهر، ثم هلك فخلفه ولده عليها. وهو ما وقع الآن من الفوضى، وهو عين ما تفعله أمريكا اليوم من تهيئة الأوضاع لتولية عملائها، الذين لن يكون لهم دور إلا تنفيذ ما يمليه القائد العسكري الأمريكي في العراق .
8- : "وعلى المستوى الأمني أرسل (هولاكو) اثنين من أمراء المغول على رأس ثلاثة آلاف فارس؛ للعمل على استتباب الأمن، والإشراف على إعمار بغداد ، وإعادة الحياة الطبيعية إليها "، وكذلك أعلنت أمريكا أنها عازمة على إرسال ألف خبير في مجال الأمن؛ لإعادة الحياة الطبيعية إلى بغداد .
9- سرّح الخليفة العباسي (المستعصم) جيش الخلافة الرسمي، في سلسلة من التسريحات سبقت الغزو بناء علي مشورة وزيره الرافضي ابن العلقمي، فلم يستثن من مائة ألف جندي شملهم ذاك التسريح سوى عشرين ألفاً، أصبحوا هدفاً سهلاً للقائد المغولي (باجو) عند "الدجيل"، وهي نفس حالة التسريح الفعلية التي تعيشها الأمة، حيث لم تعد جيوش الدول العربية تصلح للجهاد ومقاومة العدو بوضعها الحالي، حيث أماتوا في الجند روح الجهاد ،وأبعدوا الإسلام عن معاركهم، فيذكر أنه صرح أحد وزراء الإعلام العرب إبان حرب حزيران سنة 1967م، يعلق على ما يقوله أحد الدعاة، وهو يحث الجيش على الجهاد، ويذكر طرفاً من سيرة الأبطال الأوائل في معارك المسلمين :
قال ذاك الوزير : دعونا من خالد بن الوليد وصلاح الدين، لا تثيروها حرباً دينية، فعلق احد الحاضرين مهزومون ورب الكعبة .
10- (هولاكو) أعدّ قائمة كبيرة ضمت أسماء كبار القادة ورجالات الدولة والموظفين والعلماء والخطباء والمدرسين والأئمة وحملة القرآن، فقبض عليهم وقتلوا، وكان منهم الشيخ محي الدين يوسف ابن الشيخ الكبير أبي الفرج ابن الجوزي، وأولاده الثلاثة، وتقول إحدى الروايات إن عددهم بلغ سبعمائة رجل، والحال اليوم أن كثيراً من أهل العلم في كل التخصصات قد قتل في القصف الذي لم يميز بين عالم وغيره، ولا تزال اللافتة الكاذبة "الإرهاب "التي يرفعها الأمريكيون عند كل عملية هجوم على شبابنا الصالح، وأهل العلم والدعوة، ومن فيهم غناء في مشروع النهوض المأمول لأمتنا المنكوبة بنوم عميق وجهل خطير، وأعداد هائلة من المنافقين والغشاشين، لا تزال تلك اللافتة مرفوعة، وقد تكرر في وسائل الإعلام التهديد لسوريا بأنها سهلت هروب عناصر النظام وبعض العلماء عبر أراضيها، فإذا فهم تعقبكم لعناصر النظام فما شأن العلماء ؟!.
وكذلك أعدت القوات الأمريكية قائمة بأسماء وصور عدد من المطلوبين على أوراق اللعب، إمعاناً في الاستهانة بعدوها لإذلاله، فكأنها لا تعبأ به ولا تنْزله منْزلة الند، بل هو في نظرها أهون من أن تعامله معاملة العدو الذي يعمل له حساب .
11- ثم تبين الدراسة أن المذبحة قد طالت الجميع، ولم ينج منها إلا من وقعوا في الأسر ، أما النصارى فقد شملهم المغول بحمايتهم بتأثير من زوجة هولاكو (طقز خاتون)، وعينوا لهم شحنة تولت حماية بيوتهم وكنائسهم، فهذه امرأة تولت أهل دينها، وقدمت لهم الحماية والعون، أفلم يكن من بيننا امرأة تشفق على أهل دينها، فتتحرك لحمايتهم ومساعدتهم ؟ !.
12- أن الأمان الذي حصل عليه ا لجواسيس الذين كانت لهم علاقات مع المغول، وهذا ما فعله الجواسيس ألشيعه الذين "" حين هتفوا ترحيباً بالأمريكان ،وإعلاناً بشعورهم بالأمان لدخولهم بغداد .
13- نقول أن هولاكو كان ينوي إحراق بغداد وتدميرها باعتبارها قاعدة الخلافة، ولكنه نصح بالإبقاء عليها؛ لأنها ستكون مركزاً لحكمه، الأمر الذي دفعه إلى العدول عن نيته، بل إنه أمر بإعادة ترميم بعض بنيانها "، وهكذا يكون إعادة الإعمار للعراق من ثروات العراق؛ لأنهم يعتزمون البقاء هناك لتنفيذ مخططهم في التمكين لدولة اليهود، وإزالة كل ما يهدد أمنها، وفي محاولة تطويق المد الإسلامي وإيقاف التنامي الكبير للتدين بين صفوف الشباب خاصة، ومواجهة الحركة الإسلامية، سعياً في إفشال مشروعها المبارك في إحياء الأمة .
14- "ويجب التذكير بأن الخراب الذي آلت إليه بغداد بعد النكبة لم يكن من مخلفات هولاكو فقط، فقد كانت خربة قبل أن يغزوها " ثم يذكر أن سبب تخريبها راجع إلى فيضانات دجلة التي هدمت ما يزيد على اثني عشر ألف وثلاثمائة دار، ولم تكن أوضاع الخلافة - يومذاك - وتهاونها تسمح بإعمار ذلك الخراب ،وكان آخر ذلك السيل العظيم الذي انصبَّ على بغداد في آخر صيف 654هـ فأغرقها" لدرجة أن الطبقة العليا من المنازل هناك غرقت في الماء واختفت تماماً، وقد استمر انهمار السيل في تلك الديار خمسون يوماً، ثم بدأ في النقصان، ولا يزال أهالي بغداد -حتى اليوم- يذكرون الغرق المستعصمي! لك الله يا بغداد!، فقد عظمت مآسيك، وتوالت بين الغرق المستعصمي، - الأمريكي البريطاني! .
15- وكذلك يذكر التاريخ الدمار الذي لحق بالجانب الثقافي، والخسارة الفادحة التي منيت بها ثروة بغداد العلمية على أيدي المغول الغزاة، فقد دمرت المدارس والمعاهد ودور العلم، واختفى كثير من المخطوطات وكتب العلم النفيسة في سائر العلوم والفنون، وهكذا يفعل الصليبيون في سائر حملاتهم على بلاد المسلمين، يحاولون طمس المعالم التاريخية، وتحطيم المواريث التاريخية التي تؤكد الانتماء الإسلامي، كما فعل النصارى في الأندلس، "وكما فعل (أتاتورك) في تركيا؛ حيث
حوّل مسجد (أيا صوفيا) إلى مُتْحَفٍ وجعله بيتاً للأوثان، فطمس منه ما نقش على جدرانه من آيات القرآن والأحاديث، وأعاد كشف ما كان الفاتحون قد طمسوه من الصور التي زعمها النصارى للملائكة، وكذا صور من يسمونهم القديسين، والصلبان، والنقوش النصرانية"! .
وكما فعل الصرب الهمج في البوسنة، حيث كانوا يبحثون -بلهفة وشراهة- عن موروثاتنا التاريخية الإسلامية لتحطيمها، من أجل تفريغ الحس الإسلامي مما يذكره بماضيه ويربطه بتراثه وتاريخه، ويحافظ على هويته الإسلامية .
وهو عين ما يفعله اليهود - لعنهم الله - في القدس وغيرها من مناطق فلسطين المغتصبة .
ولما كان العراق غنياً بتلك الرموز التاريخية الإسلامية حرص الغزاة الأمريكان -أعداء البشرية والعلم والحضارة- أن يحطموا كل ما عثروا عليه في المتحف، ثم أدخلوا اللصوص لينهبوا ما تبقى، لينسب إليهم التدمير، وكل عاقل يعلم أن اللص أحرص ما يكون أن يجد شيئاً سليما ينهبه ليبيعه، فقد أذاعت وسائل الإعلام أن اللصوص أخبروا أنهم لما دخلوا وجدوا مقتنيات المتحف محطمة في الأرض ومبعثرة في كل مكان، لقد سبقهم إلى المتحف لصوص أشد خسة وأكثر حقارة .
16- هناك عشرات وربما مئات من العلماء والأدباء الذين تركوا بغداد صوب البلدان المجاورة، هذا فضلاً عن الكفاءات الحرفية التي نقل هولاكو أصحابها بالتنسيق مع (نصير الدين الطوسي) وغيره إلى بلاد فارس للإفادة من خبراتها، وحتى على افتراض أن هؤلاء رحلوا باختيارهم، ودون قصد مسبق من المغول وانصارهم، فإن النتيجة واحدة، وهي أن معظم ذوي الكفاءات من البغداديين تعرضوا للضياع والهجرة، وهذا عين ما حصل اليوم من هروب الكفاءات والخبرات العالية، وهجرة العقول هرباً من الاستبداد والظلم الذي ترعاه، وتوصي به بلادُ الغرب وكلاءهم في منطقتنا العربية الإسلامية .
التعديل الأخير: