رد: الحرب في مالي
المسلحون رفضوا الجنوح للحوار.. والشريعة الإسلامية لا تطبّق بالسلاح"
[FONT="][/FONT]
[FONT="][/FONT]
الشيخ محمود ديكو رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي
يحمّل الشيخ محمود ديكو، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي، المسؤولية كاملة في ما يحدث في بلاده للجماعات المسلحة التي اتهمها بالغلو والتطرف، ويلتمس الشيخ ديكو في حوار هاتفي مع "الشروق"، كل العذر للرئيس ديانكوندا تراوري، في طلب المساعدة من فرنسا.
كيف تنظرون إلى الأحداث الجارية في بلدكم؟
أولا نحن نأسف لما يحدث، رغم كل المحاولات التي قمنا بها وسعينا في كل الاتجاهات لتفادي إراقة الدماء، وتحقيق السلام في ربوع بلدنا المسلم، لكن الجماعات المسلحة لم تسمع ولم تأخذ التحذيرات بشكل واقعي، ولم ترض بكل العروض المقدمة لها، وخاصة التفاوض، الآن لقد فتحوا المجال أمام التدخل الأجنبي، ولا يمكن لي أن أقول فيما يحدث سوى "نسال الله السلامة".
أنت تحمِّل الجماعات المسلحة مسؤولية ما حدث؟
نحن مع الدولة المالية لن ننفصل عن الدولة، لماذا لم تلتزم الجماعات المسلحة بالتفاوض مع الأطراف الأخرى في مالي، بعد كل المحاولات لم يجد الرئيس من حل سوى طلب المساعدة من فرنسا.
هنالك من استهجن طلب الرئيس المالي المساعدة الفرنسية؟
ماذا كان بإمكان الرئيس أن يفعل بعد تحرك العناصر المسلحة باتجاه الجنوب، لقد هاجموا العساكر وأرادوا الاستيلاء على كل الأرض، هم من جعل دولتنا تتعرض للتدخل الأجنبي، أعيد وأكرر نحن آسفون فلم يكونوا حكماء أو عقلاء في كل ما قاموا به، لقد حاولنا معهم ونبهناهم أن ما يقومون به سيكون مفتاحا للتدخل الأجنبي.
هل سجّلتم استهدافا للمساجد؟
لا، لم يحدث التعرض للمساجد، لكن هنالك أناس تقتل ومأساة إنسانية ستتفاقم داخل مالي، أكثر مما كانت عليه.
هل شاركتم في اللقاء الذي عقد في ولاية أدرار نهاية الأسبوع؟
لا علم لي بالحوار الذي تتحدثون عنه، لكن نبارك كل عمل وكل خطوة يراد بها تحقيق السلم في مالي، كما أننا نسعى إلى أن تكف هذه الجماعات وأن يتوقفوا وينسحبوا من الأراضي التي احتلوها.
ماذا تقولون في جماعة أنصار الدين التي تشبّهت بالمجاهدين الجزائريين؟
شتان بين المجاهدين الجزائريين الذي قدّموا مليون ونصف مليون شهيد وبينهم، أما قولهم أنهم سيدفعون "3 ملايين شهيد" فهذا أمر غير معقول وغير منطقي.
ومن منبر جريدتكم، أود أن أخاطبهم وأقول أن الشعب المالي مسلم بالفطرة، أجدادنا دخلوا في الإسلام طواعية وليس بلغة السلاح والعنف، لماذا يريدون أن يطبّقوا الشريعة الإسلامية عن طريق العنف.
هل ما يقومون به غلو في الدين؟
نعم، كل منهجهم عنف في عنف، فهم يكفّرون الأشخاص ويهدمون الأضرحة، والماليون لا يحتاجون لهذه التصرفات، الإسلام دين تسامح، ونعلمهم أننا نرفض ما يقومون به، فبعدما فشلوا في تطبيق الشريعة الإسلامية وفق منظورهم في الجزائر وموريتانيا وليبيا يأتون إلينا.
نوجّه الدعوة إلى كل العالم الإسلامي وبالخصوص دول الجوار ليوقفوا عنّا هذه الجرائم.
هل تحركتم كمجلس لفك أسر الدبلوماسيين الجزائريين؟
لم ندّخر جهدا في سبيل رد الأسرى الجزائريين إلى ذويهم سالمين، كما بعث المجلس الإسلامي الأعلى من باماكو، موفدا إلى الخاطفين لكنهم رفضوا، هذا يؤكد أنهم أشخاص عنيفون ويرفضون التحاور.