سيقوم المغرب بدور عسكري فعال في الحرب ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي ضمن الائتلاف الدولي الذي بدأ يتشكل للتدخل في المنطقة برئاسة فرنسا خلال الأسابيع المقبلة.
ومع ارتفاع المؤشرات السياسية من تصريحات وقمم حول الوضع في مالي تصب في ضرورة التدخل في هذا البلد الإفريقي لإنقاذ شماله من سيطرة الحركات الإسلامية المتطرفة، لم يعد انتظار سوى التدخل العسكري الذي يبقى رهينا بوضع خطة شاملة. في هذا الصدد، أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان منذ يومين سحبما نقلت لوفيغارو أن التدخل قد يكون في بداية نوفمبر الجاري.
إجماع دولي على التدخل العسكري
في هذا الصدد، يوجد إجماع دولي على ضرورة على ضرورة التدخل العسكري في مالي، إذ لا تعترض هذا التدخل اي دولة أخرى. فالولايات المتحدة تؤكد التدخل، والاتحاد الأوروبي لا يرغب في وضع شبيه بالصومال قريب من حدوده الجنوبية، والاتحاد الإفريقي يصر على التدخل كما أن الجزائر التي هي من الدول المعنية بما يجري في جنوب حدودها تأمل في تسريع التدخل. ويبقى الأساسي هو أن الأمم المتحدة أضفت الشرعية على التدخل عسكري في هذه المنطقة ومنحت حكومة باماكو 45 يوما للتفاوض مع حركة الطوارق المتمردة التي أعلنت استقلال شمال مالي في مارس الماضي وترتب عن هذا الاستقلال ارتفاع انتشار الحركات الإسلامية المتطرفة ومن ضمنها حركة القاعدة الممثلة في فرعها في شمال إفريقيا.
وشدد رئيس مالي ديونكوندا تراوري يوم الجمعة الماضية على ضرورة التدخل العسكري لأن الحل الدبلوماسي وحده لن يضع حدا لتواجد القاعدة في شمال بلاده.
متطرفو القاعدة في شمال مالي
الموقف السياسي للمغرب
ومغربيا، فقد أعربت الرباط على لسان وزير الخارجية سعد الدين العثماني في الأمم المتحدة خلال الدورة 67 على ضرورة وضع حد للأعمال الإرهابية في شمال مالي، ودافعت عن الوحدة الترابية لهذا البلد. في الوقت نفسه، طالبت حكومة باماكو العسكرية من المغرب المشاركة والدعم في استعادة وحدة البلاد والتدخل لدى الشركاء الأوروبيين بضرورة التدخل. وعاد وزير الخارجية العثماني في نهاية الأسبوع الجاري ليؤكد غي تصريحات لفرانس 24 أن "الملف المالي يشكل أولوية الأولويات بالنسبة للمغرب".
وعلى الرغم من غياب حدود مباشرة للمغرب مع مالي، إلا أن مفهوم الحدود يبقى نسبيا في هذه الحالة بحكم أن حدود مالي مع موريتانيا هشة للغاية وهو ما يجعل وصول متطرفين إرهابيين الى الحدود المغربية في الصحراء وارد للغاية. في الوقت ذاته، فتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يعتبر المغرب من أهدافه المباشرة بسبب علاقاته مع الغرب ودوره في الحرب ضد الإرهاب خلال السنوات الماضية. وكان مركز الدراسات الإفريقية في الرباط قد أصدر دراسات قمية حول الخطر القادم من مالي على الأمن المغربي.
الدور العسكري للمغرب
ولا يخفي المغرب رغبته في المساعدة العسكرية للتدخل الدولي، وإن كان وزير الاتصال مصطفى الخلفي قد اعتبر في نهاية الشهر الماضي أن الموضوع سابق لأوانه، لكن التطورات التي حصلت خلال الأسابيع المقبلة تبرز مدى استعداد المغرب للمشاركة في العمل العسكري بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وستتولى فرنسا الدور الرئيسي في التدخل العسكري سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بدعمها القوات العسكرية لدول غرب إفريقيا، لكنها ستبقى القوة الرئيسية والمحرك السياسي والعسكري البارز. في هذا الصدد، تجري مباحثات بين المغرب وفرنسا حول دور القوات المغربية وفي الوقت ذاته، مباحثات بين المغرب والولايات المتحدة، حيث زار الجنرال الأمريكي كارتر هام رئيس قوات "أفريكوم" المغرب منذ أكثر من أسبوعين وتباحث في هذا الشأن مع القيادة العسكرية المغربية. قائد قوات أفريكوم في المغرب
ومن خلال بحث ألف بوست بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب
. يتضح أن المغرب والجزائر لديهما إمكانيات عسكرية وقريبان من منطقة النزاع ودورهما سيكون فعالا. فالدور اللوجيستيكي للمغرب سيكون هاما للغاية وسيتجلى في القيام بدور الصمام في مساعدة القوات الموريتانية في مواجهة تسلسل أعضاء التنظيمات الإسلامية التي قد تفر من شمال مالي الى موريتانيا في حالة التدخل العسكري.
ويتوفر المغرب على قوات كوماندوهات لديها خبرة في حرب الصحراء والمناطق القاحلة بسبب حرب الصحراء، ولهذا فالعملية العسكرية قد تكون أقل صعوبة بالنسبة لها من قوات أوروبية مثل الفرنسية. والحرب ضد التطرف في مالي ليست كلاسيكية بل ستعتمد أساسا على كوماندوهات متينة التكوين. وعسكريا لن تشكل تحديا حقيقيا لأن مقاتلي القاعدة في شمال إفريقيا أقل تكوينا من مقاتلي القاعدة في العراق وأفغانستان.
وسيوفر المغرب لقوات اتحاد غرب إفريقيا مستشارين عسكريين في عين المكان إذا تزعم هذا الائتلاف التدخل العسكري مباشرة علاوة على عتاد عسكري سيتمثل أساسا في طائرات مروحية ستسهل تعقب المتطرفين. فالتدي الحقيقي هو شساعة مالي الذي يتجاوز مساحة المغرب ككل، وسيكون تعقب المتطرفين عملا صعبا.
وعموما، سيكون دور المغرب بين الثانوي والرئيسي في مساعدة فرنسا والولايات المتحدة واتحاد دول غرب إفريقيا.
http://www.alifpost.com/noticias/noticia.php?idnoticia=2952