زيارة جديدة لعبد الحكيم عامر جزء 5 -تحليل شخصيته-. . بقلم دكتور كمال خلف الطويـل

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
زيارة جديدة لعبد الحكيم عامر
-جزء 5 -

"تحليل لشخصيته"
كيف نظر عامر لعبد الناصر؟
حادثتان بعينهما تدلان على عبدالحكيم عـامر


دراسة تحليلية بقلم دكتور كمال خلف الطويـل




في هذا الجزء قبل الأخير ، يتطرق الدكتور كمال خلف الطويل ، إلي ما يهم معرفته عن علاقة ونظرة عبدالحكيم عـامر لجمال عبدالناصر

فالكتب مليئة بسطور تصف ، ما كان يشعر به جمال عبدالناصر ، لعبد العكيم عامر ... وهناك القليل من الكتب ، التي تطرقت بشكل تحليلي لموضوع نظرة عبد الحكيم عامر إلي جمال عبدالناصر ... وهكذا تكتمل النقاط الهامة في دراسته عن "عبدالحكيم عــامر" ... وتساعدنا علي تفهم ... باية النــهــــاية ...... أو النهاية للبداية


فيما يلي ما يتطرق اليه الدكتور كمال خلف الطويل في الدراسة التحليلية التي كتبها عن عبدالحكيم عامر والتي ننشرها في موقع ســامي شرف ، سكرتير جمال عبدالناصر ووزير شئون رئاسة الجمهورية سابقا ، والذي نخصصه للتطرق ونشر التفاصيل عن حــروب جمال عبدالناصر .... 67 ، حرب الأستنزاف .. وطبعا حرب 1956
...

وقد سمح لنا الصديق العزيز الدكتور كمال خلف الطويل ، بننشر تلك الدراسة علي الموقع ، حيث نتطرق إلي حرب 1967 وتطوراتها وملابساتها زننشر الخرائط والوثائق والصور ، بحيث يتمكن الباحث ، من العثور علي ما يسعي إليه ... وبشكل متركز عند الدخول لمواضيع الموقع ، وفي موقع واحد

http://samy-sharaf1.bravehost.com/

ويرجي العلم ، بأننا ما زلنا نضيف إليهم يوميا ، العديد ... ومن أقلام ... مؤيدة .. ومعارضة


أنشر هنا ، جميع موضوع التحليل ، وتبعا للفهرس والتقسيم الذي وضعه الدكتور كمال خلف الطويل ، ويرجي ملاحظة ، أنه نظرا لضخامة الموضوع ، فسيتم نشره علي عدة أجـــزاء منفصلة


د. يحي الشاعر


زيارة جديدة لعبد الحكيم عامر
دراسة تحليلية
بقلم

دكتور كمال خلف الطويـل
-جزء 5 -

"تحليل لشخصيته"
كيف نظر عامر لعبد الناصر؟
حادثتان بعينهما تدلان على عبدالحكيم عـامر



الــفــهــرســت




12-2-58_15_5_2007_6_27.jpg



عبد الحكيم عامر عسكريا



كيف نظر عامر لعبد الناصر؟

الثابت أن ما غلب عليه من شعور طيلة ربع قرن من العلاقة مع عبد الناصر - بمدها وجزرها - هو مزيج من إعجاب وولاء ومحبة، متراكبة مع بعض من غيرة، ومن سعي حثيث للندية وتأمين الموقع.​
كان ليسر أحوال عامر المادية – وهو ابن عمدة أسطال/المنيا – في سنوات الشباب فضل توفره على صرف قسط ملحوظ من تكاليف منشورات الضباط الأحرار وعمليات تدريبهم وتسليحهم لمتطوعي القنال/51.
والحق أن سابقته في الكفاح بارزة للعيان، ليس أقلها جروحه في حرب فلسطين لاستبساله في معاركها مما زكاه لنيل نجمة فؤاد وساما أعلى للشرف.
كان من الذين يستحوذون الصداقات بسرعة آسرة، ولذا قدرته الفذة على تجنيد أعضاء في تنظيم الضباط الأحرار.
كل هذه العوامل البدئية كونت له في نفس ناصر مساحة لم يبزه فيها أحد. بالمقابل هو أيقن منذ لحظة التماس الأولى مع ناصر أنه وجد ضالته في عقل هادئ وقماشة قائد يضمه تحت مظلته ويعامله بتكامل لا تفاضل.
فصل المقال أن اللغم الأول الذي انفجر في دولاب العلاقة كان بعد خمس عشرة عاما من بدئها، وهو بالتحديد شعور عبد الحكيم بالمهانة من نتائج حرب السويس الميدانية، مترافقا مع إحساسه بأنه لم ينل الفرصة العادلة لإثبات نفسه وأمامه جيوش دول ثلاث.
لذا سارع، وبعقلية العمدة الصعيدي، إلى نصرة أنصاره من قادة عسكريين طلب عبد الناصر عزلهم لسبب من أدائهم الرديئ في سجل الحرب.
منذ ذلك التاريخ وعامر يحاول أن يحصن مواقعه درءا لواقعة جديدة تطيح به، كانسة في طريقها صداقة الأخوة التي تربطه مع عبد الناصر.
في السنة العاشرة لبدء ذر قرن الخلاف وصلت القصة إلى ذروتها الدرامية والتي انتهت بعامر إلى الانتحار وبعبد الناصر حزينا، وإن غير آسف، عليه.


حادثتان بعينهما تدلان على ذاك القول
حال وفاة الرئيس العراقي عبد السلام عارف بحادث الهليوكبتر الغامض في 13 أبريل 66 قرر عامر – بعد الاتفاق مع عبد الناصر على سفره الفوري لبغداد – اصطحاب عارف عبد الرزاق اللاجئ السياسي الناصري بالقاهرة معه على نفس الطائرة لفرضه خليفة لعارف على مجلس الدفاع وهو الهيئة الانتخابية.
ما أوقف القصة عن التداعي كان فيتو عبد الناصر القاطع وتفضيله لاستخلاف الشقيق عبد الرحمن عارف.
قبل ذلك بعامين اصطحب عامر معه في زيارة لبغداد لؤي الأتاسي وهو ضابط سوري تأرجح بين البعث وعبد الناصر قبل استقالته من منصبه الرمزي كرئيس لمجلس ثورة 8 آذار 63 عقب الصدام الدموي بين البعثيين والناصريين في صيف 63 – ليقود به عملية اقتحام عسكري للشرق السوري وإعلان حكومة مؤقتة في المنطقة المحررة برئاسته تمهيدا لإسقاط نظام البعث بدمشق.
هنا أيضا أوقف عبد الناصر هذه المغامرة المحفوفة بالخطر خصوصا بعد أن أعلمه الرئيس اللبناني فؤاد شهاب أن أمريكا قد علمت بحذافير الحكاية وستمنعها من النجاح بالقوة عبر ذراعها الأطلسي في الإقليم .. تركيا.
آخر فرصة سانحة ومسببة كانت اكتشاف زواج عامر من برلنتي عبد الحميد في فبراير 67.
حينها اضطر للقبول بالاستقالة والاتفاق على التدرج بإعلانها بدءا بالإقامة المطولة في يوغوسلافيا وانتهاء بالإشهار.
وللمرة الأخيرة قبل الكارثة يرتكب عبد الناصر الخطيئة الأكبر بسبب خشيته من أن يظن السوفيات – الذين وجهوا مؤخرا انتقادات لطراز القيادات العسكرية المصرية أمام متدربين من الضباط المصريين – أن تنحية عامر كانت تلبية لرغبتهم.
والشاهد أن حساسية عبد الناصر الفائقة أمام التخل الخارجي - أو ما يتصوره شكلا منه - كان له الدور الحاسم في عدول عبد الناصر عن الفرصة التي ما كان في حسبانه أنها الأخيرة.
لم يمض شهران ونصف إلا وكان عبد الناصر يوكل لعامر مهمة، من عاشر المستحيلات – لا سابعها – أن يكون أهلا ولها، وهي مهمة الحشد في سيناء نجدة لسوريا، مع احتمال الحرب مع إسرائيل.
لم يكن منطقيا بحال من الأحوال أن من أردت إقالته في 1 مارس سيكون قائد مواجهة في 14 مايو.
ذلك ضرب من عبث اللامعقول، لكنه في جانب منه تعبير أمين عن علاقة فيها من اللامعقول ما يفيض عما يحتمله العقل.
من هنا كان حسم عبد الناصر معه عندما حاول استعادة ملكه الضائع - بفعل الهزيمة – باتـرا ونهائيا، حتى وإن أوصل ذلك صـديق عمره إلى الانتحار ... وقد كان.
.
 
عودة
أعلى