لموقع تركيا أهمية بالغة، فهي تقع على مفترق الطرق بين آسيا وأوروبا، وعلى مقربة من الدول العربية وقريبة من الأحداث التي مرّت وتمر بها المنطقة، ودخلت في التقسيمات الأخيرة كإحدى دول الشرق الأوسط، كما أنها تعتبر حلقة الوصل بين الدول العربية والدول الأوروبية، وبخاصة مع احتمالات انضمامها لعضويته، وقد كان لتركيا دور هام ورئيس في أحداث العراق 2003م، إن لم يكن منذ حرب الخليج الثانية (حرب تحرير الكويت عام 1991م).
يمكن القول إن تركيا تسعى منذ فترة لإعادة بناء وضعها الإقليمي في المنطقة مستغلة الظروف والبيئة الإقليمية والدولية، كما تسعى لخلق منطقة نفوذ لها في منطقة الشرق الأوسط، ومن ذلك دورها الإقليمي المشارك في أحداث الحروب في المنطقة، ومازال بحكم فتح قواعدها لقوات التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودورها في مصير أكراد العراق، وأطماعها لتصبح القوة الإقليمية الكبرى في المنطقة، وإصرارها على تنفيذ مشروع جنوب شرق الأناضول (جاب) رغم التحديات والعقبات التي تعترضه.
أولاً: استراتيجية تركيا الإقليمية
ترتكز على ثلاثة عناصر رئيسة:
1. تطلعات استراتيجية مقرونة بتطلعات إقليمية في العراق؛ فقد طالب الرئيس الراحل (أوزال)، ورئيس وزرائه (سليمان ديميريل) منذ أوائل التسعينيات بالسيطرة على شمال العراق حتى الموصل، بما ـ في ذلك حقول البترول، وقد بدأت هذه المطامع الإقليمية تبرز على السطح منذ حرب الخليج الثانية، ومازالت تحاول خلق دور فاعل لها في شمال العراق.
2. تطلعات سياسية واستراتيجية في الدول الإسلامية التي كانت تشكّل جزءاً من الاتحاد السوفيتي سابقاً.
2. شعور تركيا ـ في ضوء المتغيرات الإقليمية والعالمية ـ بحدوث فراغ استراتيجي في جزئين مهمين في المنطقة، ويجب أن تعمل على ملء هذا الفراغ من خلال قيامها بدور سياسي واقتصادي وعسكري، وهما: منطقة آسيا الوسطى الإسلامية، ومنطقة الخليج العربي، وذلك بهدف:
(أ) أن يكون لها دور فعّال في النظام الأمني بمنطقة الخليج، سواء بالتواجد العسكري أو من خلال اتفاقيات عسكرية مع دول المنطقة.
(ب) تصدير المياه العذبة التركية إلى دول الخليج عبر خطين من الأنابيب، يضخ فيهما مياه نهري (جيحان) (510) كيلومترات، و (سيحان) (560) كيلومتراً، بهدف الحصول في المقابل على النفط الخليجي وعلى استثمارات رؤوس الأموال الخليجية في تركيا.
(جـ) فتح سوق للصناعات التركية داخل منطقة الخليج.
3. التعاون التركي الإسرائيلي، وبخاصة في المجال العسكري، ويأتي ذلك في سلم الأولويات التركية باعتبار أن الدولتين هما أقوى دول المنطقة عسكرياً وأنهما مؤهلتان لأن تكونا على قمة دول الشرق الأوسط المهيمنة على هذه المنطقة، وباعتبارهما الحليفتين القريبتين للغرب، واللتين تقومان بالحفاظ على مصالحه الحيوية في تلك المنطقة.
4. الرغبة في الحصول على تأييد العرب تجاه خلافاتها مع اليونان (الصديق التقليدي للعرب)، علاوة على الرغبة في حصولها على تأييد العرب لتواجدها العسكري في جزيرة (قبرص)، وذلك لمساندة القبارصة الأتراك.
يمكن القول إن تركيا تسعى منذ فترة لإعادة بناء وضعها الإقليمي في المنطقة مستغلة الظروف والبيئة الإقليمية والدولية، كما تسعى لخلق منطقة نفوذ لها في منطقة الشرق الأوسط، ومن ذلك دورها الإقليمي المشارك في أحداث الحروب في المنطقة، ومازال بحكم فتح قواعدها لقوات التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودورها في مصير أكراد العراق، وأطماعها لتصبح القوة الإقليمية الكبرى في المنطقة، وإصرارها على تنفيذ مشروع جنوب شرق الأناضول (جاب) رغم التحديات والعقبات التي تعترضه.
أولاً: استراتيجية تركيا الإقليمية
ترتكز على ثلاثة عناصر رئيسة:
1. تطلعات استراتيجية مقرونة بتطلعات إقليمية في العراق؛ فقد طالب الرئيس الراحل (أوزال)، ورئيس وزرائه (سليمان ديميريل) منذ أوائل التسعينيات بالسيطرة على شمال العراق حتى الموصل، بما ـ في ذلك حقول البترول، وقد بدأت هذه المطامع الإقليمية تبرز على السطح منذ حرب الخليج الثانية، ومازالت تحاول خلق دور فاعل لها في شمال العراق.
2. تطلعات سياسية واستراتيجية في الدول الإسلامية التي كانت تشكّل جزءاً من الاتحاد السوفيتي سابقاً.
2. شعور تركيا ـ في ضوء المتغيرات الإقليمية والعالمية ـ بحدوث فراغ استراتيجي في جزئين مهمين في المنطقة، ويجب أن تعمل على ملء هذا الفراغ من خلال قيامها بدور سياسي واقتصادي وعسكري، وهما: منطقة آسيا الوسطى الإسلامية، ومنطقة الخليج العربي، وذلك بهدف:
(أ) أن يكون لها دور فعّال في النظام الأمني بمنطقة الخليج، سواء بالتواجد العسكري أو من خلال اتفاقيات عسكرية مع دول المنطقة.
(ب) تصدير المياه العذبة التركية إلى دول الخليج عبر خطين من الأنابيب، يضخ فيهما مياه نهري (جيحان) (510) كيلومترات، و (سيحان) (560) كيلومتراً، بهدف الحصول في المقابل على النفط الخليجي وعلى استثمارات رؤوس الأموال الخليجية في تركيا.
(جـ) فتح سوق للصناعات التركية داخل منطقة الخليج.
3. التعاون التركي الإسرائيلي، وبخاصة في المجال العسكري، ويأتي ذلك في سلم الأولويات التركية باعتبار أن الدولتين هما أقوى دول المنطقة عسكرياً وأنهما مؤهلتان لأن تكونا على قمة دول الشرق الأوسط المهيمنة على هذه المنطقة، وباعتبارهما الحليفتين القريبتين للغرب، واللتين تقومان بالحفاظ على مصالحه الحيوية في تلك المنطقة.
4. الرغبة في الحصول على تأييد العرب تجاه خلافاتها مع اليونان (الصديق التقليدي للعرب)، علاوة على الرغبة في حصولها على تأييد العرب لتواجدها العسكري في جزيرة (قبرص)، وذلك لمساندة القبارصة الأتراك.