حرب اكتوبر ...رؤيه اسرائيليه جديدة الكتاب من إعداد وتحرير حاييم اوفاز، يعقوب بار سيما

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0

حرب اكتوبر ، رؤيه اسرائيليه جديدة

الكتاب من إعداد وتحرير حاييم اوفاز، يعقوب بار سيمان-توب. من إصدار وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية معهد العلاقات الدولية على اسم لاوندر ديفيس في الجامعة العبرية بالقدس، صدر باللغة العبرية عام 1990

د. يحي الشاعر


حرب اكتوبر

رؤيه اسرائيليه جديدة

الكتاب من إعداد وتحرير حاييم اوفاز، يعقوب بار سيمان-توب. من إصدار وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية معهد العلاقات الدولية على اسم لاوندر ديفيس في الجامعة العبرية بالقدس، صدر باللغة العبرية عام 1990 ,و اعيد طبعه خلال الشهر الحالي مزيدا برؤى جديدة لمجموعة من الكتاب والمؤرخين العسكريين العرب ويقع في 196 صفحة.

الكتاب عبارة عن تسجيل لمجموعة من المحاضرات تم إلقاءها في يوم دراسي عقد في الجامعة العبرية بمناسبة مرور 25 عاماً على حرب أكتوبر في 27 أكتوبر 1998 . في هذه الندوة الخاصة جرى فحص عدد من التساؤلات حول القضايا المركزية التي ترتبط بحرب أكتوبر مثل قضية المفاجئة الاستراتيجية، طبيعة الحرب كحرب محدودة، فتح الطريق من الحرب إلى السلام، وكون الحرب بمثابة مفترق طرق خاص في الصراع العربي الإسرائيلي الأمر الذي دفع القوى العظمى الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة إلى مشارف مواجهة نووية للمرة الأولى منذ أزمة كوبا عام 1962. يحتوي الكتاب على مجموعة من المداخلات لعدد من الأكاديميين، وعدد من العسكريين والسياسيين الذين كان لهم دور سياسي وعسكري خلال هذه الحرب.

الجلسة الأولى تم تخصيصها للإجابة على سؤال هل كان بالإمكان منع الحرب؟ وهل قامت مصر وإسرائيل بالعمل الكافي لمنع اندلاعها؟ هل كان من الممكن لتدخل أمريكي قدرة على التوصل إلى تسوية مرحلية من اجل منع الحرب؟

الجواب الأول لهذه السؤال يقدمه مردخاي غازيت المدير العام السابق لمكتب رئيس الحكومة. وهو واضح تماما إذ لا يعتقد انه كان بالإمكان منع الحرب بواسطة تسوية مع مصر والسبب في ذلك يعرضه غازيت في التباين الكبير بين مواقف الدول العربية تجاه مسألة إنهاء الصراع وإسرائيل. الموقف العربي الذي تجسد في حال لم توافق إسرائيل على الانسحاب من جميع المناطق وأيضا من القدس الشرقية هو ان العرب سيرفضون التسوية، في حين كان الموقف الإسرائيلي معاكس تماما لهذه المطالب وفي مقدمته القرار الإسرائيلي بضم القدس في يونيو 1967 . التباين الذي بدأ في حرب حزيران عام 1967 والذي لم يتم تجاوزه إلا في ربيع 1978 والتوصل إلى معاهدة سلام مع مصر.


مسؤولية الفشل في تنبؤ الهجوم العربي في حرب أكتوبر يحملها مردخاي غازيت للمعلومات التي جلبها ما يسمى ب"المصدر" من مصر ، المصدر كتعبير عن الجاسوس الذي عمل في مصر لصالح الاستخبارات العسكرية، والذي ما زال يشكل استفسارا مفتوحا حتى اليوم، وهو هل استطاعت الاستخبارات المصرية خداع الإسرائيليين ومدهم بما سمي لاحقا بالنظرية المصرية كتعبير عن الشروط المصرية لفتح الحرب ضد إسرائيل؟
وقيام شخصية عربية كبيرة بتوجيه التحذير لإسرائيل من هجوم مصري سوري في اجتماع مع رئيس الحكومة الإسرائيلي في 25 سبتمبر هذه الشخصية التي قيل أنها "الملك حسين". فهو يصفها بالمبالغة وينكر حدوثها في ذلك الوقت.

غاد يعقوبي: وزير المواصلات، الاقتصاد والاتصالات، وسفير إسرائيل السابق في الأمم المتحدة، يتحدث عن محاولة التوصل إلى تسوية مرحلية مع مصر في السنوات 1971-1972 ودروسها. وهو يقدم نفسه على انه من المبادرين للمحاولات الأولى للتوصل إلى تسوية مرحلية بين إسرائيل ومصر في السنوات 1971-1972 ويعرض في مداخلته الخطوات السياسية التي تمت من اجل التوصل إلى هذه التسوية والأسباب التي أدت إلى فشل ذلك. وهو يعتقد بأنه لو تم تحقيق ذلك فان وضع إسرائيل والشرق الأوسط اليوم كان مختلفا.الفشل في التوصل إلى اتفاق كان يعني اندلاع حرب أكتوبر مع كل نتائجها الخطيرة من الثمن الباهظ في الضحايا، التغير الذي طرأ على المجتمع الإسرائيلي، تراجع الاقتصاد وتغير السلطة السياسية كنتيجة متأخرة وانتقال السلطة من أيدي حزب العمل إلى حزب الليكود في عام 1977.

الجلسة الثانية تم تخصيصها للبحث في موضوعي "النظرية" و"المفاجئة".

اللواء (احتياط) تسفي زمير رئيس سابق للموساد يتطرق في مداخلته لسؤال هل كان من الممكن منع عنصر المفاجئة في هذه الحرب؟ للإجابة عن هذا السؤال يتبنى موقف لجنة "اغرنت" تجاه هذا الموضوع وهو يقتبس على هذا الصعيد عدداً من الاقتباسات مما نشرته هذه اللجنة "في جلسة تم عقدها في الأركان العامة في 1 أكتوبر 1973 يقول رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "يوجد عدد من المصادر التي أفادت بان هذه التدريبات ليست بتدريبات وإنما يوجد نوايا لفتح حرب. امر بالتأكيد لم يتفق بما نعتقده على الرغم من ان تصنيف هذه المصادر كان "جيد".

اقتباس آخر لنائب رئيس هيئة الأركان يسرائيل تال بعد الحرب "في يوم الغفران وللمرة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل حصلنا على تحذير كامل ايضا بالنسبة للنوايا والتهديدات، عرفنا عن النوايا ليس قبل الهجوم بساعة وليس مرة واحدة وانما مرات في فترة بدأت في بداية الربيع في شهر آذار تقريبا وحتى صباح يوم الهجوم، دوما حصلنا على معلومات عن النوايا مع مخططات الهجوم. الفشل في يوم الغفران ليس فشلا للاستخبارات. الاستخبارات قالت لنا كل شيء. الأمر الأكثر أهمية في أقوال رئيس الموساد السابق هو في البحث عن اسلم الطرق للتهرب من مسؤولية جهاز الموساد الذي اكتسب سمعة ذائعة الصيت في هذه المفاجئة، التبرير والوصف الذي يقدمه يتعلق بآليات عمل الأجهزة الأمنية فهو يقول من ناحية مبدئية ان المؤسسات الأمنية مبنية من نظامين أساسيين، النظام الأول الذي يعمل في جمع المعلومات وخصوصا في المجالات التي تطلب منه ومن ثم في نقل هذه المعلومات الى النظام الثاني الذي يعمل على تقدير الموقف وفحص ما يمكن استخلاصه من هذه المعلومات وفي هذه الحالة يعتبر زامير ان مسئوليته تنتهي عند هذا الحد على اعتبار أن الموساد ينتمي الى النظام الأول.


الجلسة الثالثة تحت عنوان "الإدارة العسكرية للحرب".

اللواء (احتياط) يتسحاق حوفي، قائد عسكري سابق للمنطقة الشمالية (جبهة الشمال) يبدأ مداخلته بعرض لخلفية الحرب في 1972-1973 ويصف بعض المواضيع التي سببت القلق للقيادة العسكرية وخصوصا في هضبة الجولان، وتحول هذه المنطقة إلى منطقة مكشوفة لتهديدات الصواريخ المضادة للطائرات. وهو يؤكد انه من الذين بادروا بتوجيه التحذيرات والقلق من الحشود العسكرية السورية في لقاءاته مع قائد سلاح الجو الذي كان من المفترض أن يشكل رأس حربة إسرائيل في حال تعرضت إسرائيل لهجوم مفاجئ. المسؤولية الوحيدة التي يحملها لنفسه هو انه لم يصر على المطالبة بتواجد عسكري اكبر في منطقة الجولان في الوقت الذي لم ترغب فيه القيادة السياسية بتجنيد الاحتياط .

الجلسة الرابعة تحت عنوان" نظرة سياسية استراتيجية":

المحاضر الأول هو البروفيسور مارتين فان كرفلد من الجامعة العبرية في القدس تحت عنوان "استراتيجية عسكرية خلال الحرب"، يعتقد بان حرب أكتوبر هي الحرب الجدية الأخيرة التي خاضتها أو ستخوضها إسرائيل. الادعاء المركزي حول هذا الموضوع هو أن نتائج حرب أكتوبر على إسرائيل والشرق الأوسط تشابه النتائج التي ترتبت عن الحرب العالمية الثانية وهي وضع حد للحروب الكبيرة بين الدول المتطورة. السبب الرئيس هو انتشار السلاح النووي وملكية إسرائيل للخيار النووي ما قبل حرب حزيران عام 1967. وهو يعتبر أن أحد العوامل الرئيسية التي دفعت الرئيس المصري أنور السادات بقرار التوجه نحو السلام مع إسرائيل وخصوصا بعد ما تم نشره في عام 1976 عن الاستعدادات لاستخدام السلاح النووي في 8 أكتوبر 1973.


دان شيفطن من جامعة حيفا وتحت عنوان "خصوصية الحرب في وجهة النظر العربية" يتحدث عن خصوصية حرب حزيران في كونها أدت إلى إحداث تغييرات استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وحرب أكتوبر كونها نتيجة للتغيرات التي حدثت في الحرب السابقة، وهو يركز على مصر في كونها الدولة العربية المستقرة والمهمة في العالم العربي وفي كونها المسؤولة عن رسم الحدود الممكنة في الصراع مع إسرائيل.

د. بنيامين ميلر من الجامعة العبرية بالقدس "حرب يوم الغفران: الحوار الامريكي السوفييتي. يعتبر أن حرب أكتوبر تشكل مدخلا جديداً ومهماً في الحرب الباردة وفي العلاقات العامة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وهي تشكل الأزمة الاستراتيجية الأكثر خطورة بين القوتان العظميان منذ أزمة الصواريخ في كوبا وحتى نهاية الحرب الباردة في نهاية الثمانينات. وهو يركز في محاضرته على نقطتين أساسيتين الأولى أن القوتان تصلان إلى حد المواجهة في كيفية السيطرة على الطرفين الإسرائيلي والعربي. النقطة الثانية نجاح القوتان في فرض نهاية الحرب على الطرفين. وهو يعيد ذلك إلى سببين السبب الأول يرتبط بموازين الدوافع العالمية مع الدول في المنطقة قبل الحرب ومع اقتراب نهايتها، اما التفسير الثاني فهو مرتبط بالشكل الذي يتعلق بطابع التدخل الذي اتسمت به هذه الدول العظمى.سمحا دينيتس سفير سابق لإسرائيل في الولايات المتحدة والمسؤول عن الحلقة السياسية في واشنطن إبان الحرب تحت عنوان "الحوار الإسرائيلي الأمريكي"، يختصر مداخلته في التحدث عن الاحتمالات الإسرائيلية التي تقف أمامها إسرائيل اليوم وهي وجود إمكانية للتوصل إلى تسوية فقط بالتعاون والتفاهم مع القوة العظمى الوحيدة في العالم وأي بديل آخر سيكون أسوأ من هذه الإمكانية والخيار الوحيد الذي تتواجد أمامه إسرائيل اليوم هو إما التعاون مع الولايات المتحدة وإما الانفصال.


الجلسة الخامسة تحت عنوان "حول أبعاد الحرب".

يتناول البروفيسور يتسحاق غال من الجامعة العبرية بالقدس " أبعاد حرب اكتوبر والتحول في السياسة الداخلية"، وهو يركز على آثار حرب أكتوبر على السياسة الداخلية في إسرائيل، هذه الحرب التي كانت بمثابة الزلزال الذي أدى الى تغيير الخريطة السياسية وأثر بشكل سلبي على استقرار نظام العلاقات بين السياسة والمجتمع، على عكس حرب حزيران 1967 التي أدت إلى استقرار واضح في النظام السياسي. يصف البروفيسور هذه التغييرات من خلال ثلاثة نتائج أساسية الأول هو انهيار فوري لجزء من النظام السياسي. الثاني تصدع في جزء آخر في فترة لاحقة. الثالث تصدع في أسس أجزاء أخرى ومن الممكن أن يؤدي هذا التصريح إلى انهياره حتى لو استغرق الوقت 25 سنة.

البروفيسور يعقوب بار سيمان توب من الجامعة العبرية بالقدس يتحدث عن "حرب يوم الغفران كنقطة تحول في اتجاه السلام" وأهمية الحرب في إحداث التغييرات على قضية الصراع العربي الإسرائيلي، بداية باعتداله وبعد ذلك بإستقراره، يركز بار سيمان توب على عدد من التساؤلات المركزية على الصعيد النظري والتي تتعلق بالممر من الحرب إلى السلام، السؤال الأول: في أي وقت تسمح نتائج الحرب بالانتقال إلى السلام؟ ما هي الأسباب والظروف، التي تؤدي إلى الحرب ومن الممكن أن يتم استخدامها كمفترق طرق في صراع مستمر؟
وهو يعتقد بأنه ومن من اجل فهم الممر من الحرب إلى السلام يجب الحديث عما يسمى بالنضوج والتعلم كأساس لهذا الانتقال، الأساس الذي يتطور على اثر الأزمات الخطيرة والحرب التي تؤدي إلى نتائج مؤلمة للطرفين وخصوصا في حال لم يتم حسم الصراع أو الحرب لصالح أي جهة، وبعد أن يدفع الطرفان ثمنا باهظا. فقط حين يفهم الطرفان بأنه لا يوجد مكان لحرب أخرى لأن الثمن سيكون باهظا بشكل خاص، الطريقة الوحيدة لتجاوز مثل هذه الحالة هي من خلال التوصل إلى اتفاق وبالتالي الوصول إلى اعتدال معين أو إلى حل الصراع

 
عودة
أعلى