استراتيجية اللهاء الشعوب ...!!?

الرياضي

بكل روح رياضية
إنضم
8 فبراير 2010
المشاركات
4,699
التفاعل
939 0 0
إستراتيجية الإلهاء





إن أهداف إستراتيجية الإلهاء المتبعة من بعض الحكام العرب لم تتغير منذ آلاف السنيين مهما تغيرت الأسماء والأماكن والهدف واحد هو البقاء في الحكم



من كون البلد مستهدفاً إلى قلة مندسة تسعى إلى تخريبه إلى أصحاب أجندات خارجية … لا يزال كثير من حكامنا العرب يتفننون في نسج فصول مسرحيتهم الوحيدة التي يجيدونها ولا يسعون حتى إلى التجديد فيها. ساعدهم في ذلك أنه خلال الخمسين سنة الماضية نتج عن التقدم السريع في العلوم اتّساع للفجوة بين المعارف العامة وتلك التي تملكها وتستخدمها النخب الحاكمة، وبفضل علم الأعصاب وعلم الأحياء وعلم النفس التطبيقي وصل النظام العالمي إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي.

لقد أصبح هذا النّظام قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام في أغلب الحالات يملك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.

ما يستدعي هذا الحديث هو ما نراه من تطبيق شبه حرفي لاستراتيجية إلهاء الشعوب التي تنفذ وتطبق في معظم الأوقات كضرورة بحسب الحاجة إليها، بأنواع وأشكال عدة، منها إلهاءٌ للتأثير أو سيطرة الحاكم على من حوله طوعا أو كرها والمحافظة على المكتسب وإبقاء الحال على ما هو عليه لأطول مدة ممكنة، وقد تنوعت الأساليب المتبعة للوصول إلى أنجع السبل لإدارة الجماهير والتحكّم في البشر وتدجين المجتمعات والسيطرة عليهم وتوجيه سلوكهم والسيطرة على أفعالهم وتفكيرهم.

وكان الزعيم الايطالي ببينيتو موسوليني مغرماً بكتاب الحشد لجوستاف لبون حتى أنه لا يفارقه، وكان كتاب الحشد يدرس الشكل النفسي والعقلية التي تدير بها هذه الحشود والجماعات نفسها.

للأسف إلى الآن يتم تحويل انتباه الرأي العام في كثير من دولنا العربية عن القضايا الهامة والتغيرات التي يقررها أصحاب القرار عبر إغراق النّاس بوابل متواصل من المعلومات التافهة, فلكي تتحقق الفائدة لهؤلاء الحكام يجب الحفاظ على تشتيت اهتمامات العامة بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، بجعل الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية. وجعل الشعب منشغلا دائما وأبداً، بل ان الامر يتعدى نحو ابتكار مشكلة أو موقف لاثارة ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، بحيث يندفع الجمهور طالبا لحلّ يرضيه، كالسّماح بانتشار العنف في بعض المناطق الحضرية، أو تنظيم هجمات إرهابية وقد تكون دموية، حتى تصبح قوانين الأمن العام مطلوبة ولو على حساب الحرية. أو خلق أزمة اقتصادية يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ من الحقوق الاجتماعية وتفكيك الخدمات العامّة, فيتمّ تقديم تلك الحلول المبرمجة مسبقا, ومن ثمّ قبولها على أنّها شرّ لا بدّ منه او تمرير إجراء غير مقبول من الممكن ان يثير ثورة داخل البلاد لو تم تنفيذه دفعة واحدة بتطبيقه بصفة تدريجيّة.

بل يصل الامر الى مخاطبتهم الشعب كمجموعة قصّر وأطفال صغار والاخطر التوجّه إلى مخاطبة العواطف وهو أسلوب كلاسيكي لتجاوز التحليل العقلاني، بالتالي يتعطل الحسّ النقدي للأشخاص كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور إلى اللا وعي حتّى يتمّ زرعه بأفكارهم وإيثار الرّغبات أو المخاوف والانفعالات. وكذلك محاولة إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة بحيث يكون غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. واخيرا تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة وان ينظر بعين الرضا إلى كونه غبيّا ومبتذلا وغير متعلّم فمن دام على شيء ألفه.

إن أهداف إستراتيجية الإلهاء المتبعة من بعض الحكام لم تتغير منذ آلاف السنيين مهما تغيرت الأسماء والأماكن، فالهدف واحد وهو البقاء في الحكم، وإذا قامت معارضة نُعتت بصفات عدة هي الأقذع على نهج ما أبداه فرعون مصر من تخوفه من دعوة نبي الله موسى عليه السلام “إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ”، وعندما قال رجل مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ “أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ” قَالَ فِرْعَوْنُ “مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَاد”.

لقد مضى قرابة النصف قرن على بعض هؤلاء الحكام العرب في مناصبهم ولا يريدون التخلي عن كراسيهم أو صلاحياتهم المطلقة دون خوض معارك دامية بينهم وبين شعوبهم، فخلال الربيع العربي وهو ربيع الثورات التي تقوم بها الشعوب العربية نجد هؤلاء يرتكبون نفس الخطأ في مواجهة شعوبهم ويطلقون عليهم جميع أنواع التهم والسفاهات.

الخلاصة

في مقال له في الإندبندنت يتعجب الكاتب باتريك كوكبرن بقوله “الغريب في الأمر أن الحكام العرب الواحد تلو الآخر يرتكبون الأخطاء التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك”.

يتصرف هؤلاء المستبدون كالزعيم الليبي معمر القذافي وعلي عبد الله صالح في اليمن، كما لو كانوا اتفقوا على الانتحار الجماعي، فتراهم يلجأون إلى العنف الزائد تارة والوعود بإجراء إصلاحات لا فائدة منها تارة أخرى، بكميات مناسبة تماما لخلع أية مصداقية عنهم وتعطيل أنظمتهم.

لقد اكتشف هؤلاء فجأة أن الوصفات التي مكنتهم من البقاء في الحكم منذ أوائل السبعينيات لم تعد ناجعة، والأمر ينطبق على الملكيات والجمهوريات على حد سواء لأنها تعمل بنفس الطريقة، ويتناسون انه لو صمدت ذرة من الحق أمام جبل من الباطل لهزمته.

الخاتمة

لقد حققت تلك الاستراتيجيات وأساليب القمع التي اتبعها الحكام خلال العقود الماضية ميزة لهم عبر التلاعب بمجتمعاتهم وشعوبهم وإلهائهم. أما الآن فقد اختلفت أصول اللعبة؛ فثورة التكنولوجيا بما أتاحته للشعوب فضلا عن الحالة المزرية لشريحة كبيرة من الشعب والغناء الفاحش للحكام مع إمكانية معرفة حجم ثراء وطريقة معيشة الحكام من قبل شريحة واسعة جدا من العامة وبسرعة هائلة كل ذلك أفقد تلك الاستراتيجيات فاعليتها. وهو ما يوجب على الحكام العرب المسارعة بتنفيذ إصلاحات سياسية واجتماعية وعدم التشبث بأساليب لا تنفع بل تضر مثل نعت المعارضة والمطالبين بالإصلاحات السياسية بجميع النعوت السيئة أو إقحام الطائفية أو دول خارجية في الأمر والله الموفق.

http://www.tfrasheed.org/ara/?p=1469
 
رد: استراتيجية اللهاء الشعوب ...!!?

المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي : عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب
تناقلت عدّة مواقع عالميّة في الأيّام الأخيرة قائمة أعدّها المفكّر الأمريكي نعوم تشومسكي واختزل فيها الطّرق التي تستعملها وسائل الإعلام العالميّة للسيطرة على الشّعوب عبر وسائل الإعلام في 10 استراتيجيّات أساسيّة. وبما أنّ نظريّة المؤامرة تلقى رواجا كبيرا لدى شبابنا فقد رأيت أنّه سيكون من الأنفع لي ولهم أن نطّلع على تحليل لمفكّر بوزن نعوم تشومسكي بدلا عن مشاهدة مقاطع الفيديو الطّفوليّة التي تنتشر على فايسبوك والتي بلغت من السّخافة حدّا يجعل ضررها أكثر من نفعها. لم أجد المقال باللغة العربيّة فرأيت أن أقوم بترجمته ونشره على المتنوشة حتّى يتسنّى لزوّارنا الاطّلاع عليه والاستفادة منه، وسأقوم إن شاء الله بترجمة بعض المقالات الأخرى كلّما سمح الوقت بذلك. أرجو لكم قراءة طيّبة.





(1) استراتيجيّة الإلهاء: هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب. "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)

(2) ابتكر المشاكل ... ثم قدّم الحلول: هذه الطريقة تسمّى أيضا "المشكل - ردّة الفعل - الحل". في الأول نبتكر مشكلا أو "موقفا" متوقــَعا لنثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و حتى يطالب هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. مثلا: ترك العنف الحضري يتنامى، أو تنظيم تفجيرات دامية، حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته، أو: ابتكار أزمة مالية حتى يتمّ تقبّل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية وتردّي الخدمات العمومية كشرّ لا بدّ منه.


(3) استراتيجيّة التدرّج: لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)، على فترة تدوم 10 سنوات. وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصاديّة الجديدة بين الثمانينات والتسعينات من القرن السابق: بطالة شاملة، هشاشة، مرونة، تعاقد خارجي ورواتب لا تضمن العيش الكريم، وهي تغييرات كانت ستؤدّي إلى ثورة لو تمّ تطبيقها دفعة واحدة.



(4) استراتيجيّة المؤجّــَـل: وهي طريقة أخرى يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهة القبول وحتّى يتمّ تقديمها كدواء "مؤلم ولكنّه ضروري"، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينيّة. أوّلا لأن المجهود لن يتم بذله في الحين، وثانيا لأن الشعب له دائما ميل لأن يأمل بسذاجة أن "كل شيء سيكون أفضل في الغد"، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل. وأخيرا، يترك كلّ هذا الوقت للشعب حتى يتعوّد على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها.



(5) مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار: تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي، وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلّف الذهني، وكأن المشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا. كلّما حاولنا مغالطة المشاهد، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة. لماذا؟ "إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا في سن الثانية عشر، فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردّة فعل مجرّدة من الحسّ النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردّة فعل أو إجابة الطفل ذي الإثني عشر عاما." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)


(6) استثارة العاطفة بدل الفكر: استثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور للاّوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف، نزعات، أو سلوكيّات.


(7) إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة: العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. "يجب أن تكون نوعيّة التّعليم المقدّم للطبقات السّفلى هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تبقى إثرها الهوّة المعرفيّة التي تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات السّفلى" (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)


(8) تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة: تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من "الرّائع" أن يكون غبيّا، همجيّا و جاهلا


(9) تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب، وهو ما يولّد دولة اكتئابيّة يكون أحد آثارها الإنغلاق وتعطيل التحرّك. ودون تحرّك لا وجود للثورة!


(10) معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم: خلال الخمسين سنة الفارطة، حفرت التطوّرات العلميّة المذهلة هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النّخب الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل "النّظام" إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي. أصبح هذا "النّظام" قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام - في أغلب الحالات - يملك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.​




الاسم(Avram Noam Chomsky) أفرام نعوم تشومسكي
الميلاد 7 ديسمبر 1928 (العمر 82)، فيلادلفيا، بنسلفانيا
المدرسة/التقليد الفلسفي اللسانيات، الفلسفة التحليلية
الحقبة فلسفة القرن العشرين / الحادي والعشرين
الإقليم الفلسفة الغربية
الاهتمامات الرئيسية اللسانيات، علم النفس، فلسفة اللغة، فلسفة العقل، السياسة، الأخلاق

 
عودة
أعلى