تقرير - حدث - وسائل اعلام
في تطور متسارع للأحداث بدأت خلايا حزب الله الحجاز عملياتها في الخليج العربي لخدمة أهداف عديدة، لعل أهمها في الوقت الراهن الاستجابة للطلبات السورية بإشعال جبهات ضاغطة على الموقف الخليجي الموحد تجاه القمع الذي يقوم به النظام السوري ضد شعبه.
التقرير التالي يقرأ التطورات وحجم التحركات الحزبية وردة الفعل الخليجية عليها......
في أغسطس الماضي رسم تقرير نشره "ميدل ايست اونلاين" صورة واضحة لسيناريو مستقبلي لردة الفعل السورية في حال تحرك السعوديون ضمن موقف خليجي موحد تجاه البطش الذي يقوم به النظام السوري في بلاده.
وتوقع التقرير ان يكون لحزب الله الحجاز دور مهم في ردة الفعل هذه، إذ يعتبر الآلة العسكرية للتنظيمات التي تعمل تحت إمرة الولي الفقيه في طهران على الاراضي السعودية تسانده خلايا مماثلة في مناطق خليجية مختلفة تقوم حالياً بنشاطات عسكرية كما في البحرين والمنطقة الشرقية السعودية او سياسية وتمويلية واعلامية كما في الكويت وغيرها من دول الخليج.
وعلى الرغم من ان الكثير من مواطني الخليج الشيعة يقفون ضد خلايا العنف ويعتقدون ان عملياتها تمثل انتحاراً حقيقياً وأن تأثيرها لا يقتصر على المنتمين للخلايا فقط بل لمجموع الطائفة، إلا ان القائمين على حزب الله الحجاز ونظيره البحريني يرون ان المواجهة يجب ان تتم لعدة عوامل، اهمها تلبية رغبة الولي الفقيه بتكبيد السعودية ثمن وقوفها مع نظام آل خليفة في البحرين ودعمها للموقف العربي ضد نظام بشار الأسد.
ولفرادة نوعية العلاقة بين الولي الفقيه وعملائه في المنطقة فقد اقترب المحللون من فهم كيفية تأثير الولي على عملائه عبر مقارنة نشاطات خامنئي واسامه بن لادن؛ إذ لا يحتاج تدخلهما ووقوفهما وراء الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين او حضهما انصارهما على العنف لوجود فعلي في ساحة العمليات بل يتمثل في القيام برسم خارطة طريق واصدار اوامر عليا عبر الاعلام او بواسطة وكلاء المرجع الأعظم الولي الفقيه.
وهكذا يرسم خامنئي ويرص صفوف المجموعات المؤيدة له، ويستجيب للتنسيق مع نظام بشار الأسد في الخليج، إذ لاحظ الخليجيون ان الاصوات التي كانت تقال داخل غرف العمليات السورية اصبحت تعلن في الاعلام السوري دون مواربة.
فقد بشر المستشار لدى الإدارة السياسية السورية الدكتور جمال المحمود في الثاني عشر من الشهر الحالي بأن ايران لا بد وان تلعب دوراً ضد السعودية وان تقوم بتحريك خلاياها في القطيف ضد النظام السعودي.
وتتحدث اوساط سعودية في الرياض عن ان السعودية ارسلت رسالة شديدة اللهجة الى سوريا بعد ان اطلعت على نتائج التحقيق القطري مع الجماعة التي القي القبض عليها هناك حيث توفرت ادلة فعلية عن اتصالات بين المخابرات السورية وعناصر من حزب الله الحجاز في المنطقة الشرقية السعودية.
ويتبنى جناح الصقور خطة تصفها الاوساط بأنها فعالة تتمثل في رد فعل قوي داخل سوريا يتضمن دعماً للثوار السوريين بالتنسيق مع الاردن مما سيصعد الوضع المتفجر هناك، ويعتقد ان الملف السوري في السعودية بدأ يتحول تدريجياً الى يد الأمير نايف مما سيسهم في تفعيل هذه الخطة.
وقبل ان يخرج المحمود ليكشف عمّا يحاك بين ايران ونظام بشار ركز الخليجيون على كيفية قيام ايران بتلبية الرغبة السورية فقد كان المهم ليس النجاح في التحريك بل في فهم آليته وتدرجات نمط الاستجابة.
ووضح الاستعجال الايراني السوري في تحريك الاوضاع في الخليج مترافقاً مع تخبط في التنفيذ حيث القت السلطات القطرية على مجموعة بحرينية لديها اتصالات متشعبة في اوساط الطائفة الشيعية في السعودية والكويت.
وبدأ من التحقيقات القطرية ان المجموعة كانت في طريقها للحاق بغيرها ممن يتلقى التدريب والتخطيط في ايران وسوريا ومراكز حزب الله المنتشرة في البقاع اللبناني.
ما تسرب من الحقيقات أدى للقبض على العديد من افراد الخلايا التابعة لحزب الله الحجاز في السعودية مما حرك ردة فعل من قبل عناصر تابعة للحزب ايقنت انه مع الزمن القصير سيطرق رجال الأمن ابوابها فخرجت لتهاجم مراكز التفتيش ونقاط الشرطة السعودية التي ردت بقسوة.
ويطالب الكثير من الزعماء الشيعة السعوديين ان تخفف الحكومة السعودية اجراءات التفتيش في مداخل المناطق الشيعية لكن ما لا يعرفونه هو ان هذه النقاط تنفذ خطة للقبض على عناصر معلومة من حزب الله الحجاز والتأكد من عدم تزودهم بالأسلحة.
ويشير اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إلى أن أعمال الشغب في القطيف كانت تسعى لتحقيق أهداف مشبوهة لجر المواطنين وقوات الأمن لمواجهات عبثية.
واضاف ان ما تأمله وتعمل من أجله السلطات الأمنية السعودية هو توقف المشاغبين عن عبثهم. لكنه أكد ان السلطات مستعدة لهم في حال عدم توقفهم.
واوضح التركي ان الإشكال ليس في الحالة الامنية في القطيف بل في اشخاص يندسون للقيام بممارسات عبثية.
وقال "نحن مستهدفون من كثير من الدول الخارجية وما يهمنا هو التعامل مباشرة مع من يقوم بهذه الأعمال ومواجهة المتورطين فيها".
وبين التركي طريقة الشغب "هناك تعمد للالتحام برجال الأمن كل من يتجاوز الحدود سنضطر لاستخدام القوة معه، وما يهمنا هو أن يؤخذ هؤلاء العابثون إلى القضاء ليعترفوا على من يدفعهم لهذا العبث".
وكشف المتحدث الرسمي للداخلية السعودية أن أطرافاً خارجية تقف خلف العناصر المأجورة التي تسعى إلى التصعيد بتجاوز كافة الحدود النظامية، وأنه في الاحداث السابقة قبض على أشخاص..وآخرين سلمهم أولياء أمورهم.
ما لم يضفه التركي وتردده اوساط السعوديين في الرياض هو ان مثيري الشغب يتدربون في ايران ولبنان وان القائد الفعلي لهم يقطن حالياً في قم وهو عبد الكريم الناصر حيث يقوم بجهود مكثفة واتصالات رصدتها الاجهزة الأمنية بحث انصار حزب الله الحجاز على التحرك وفتح جيهة جديدة لانهاك السلطات السعودية.
وتشير مصادر سعودية الى ان الناطق الرسمي للداخلية السعودية في اشارته الى تعمد المشاغبين الالتحام برجال الأمن السعوديين كان المغزى واضحاً منها وهي ان حزب لله الحجاز يريد المزيد من الضحايا حتى يسيل نهر الدم ويستدعي الصراع اطراف تقف على الحياد في الطائفة لشيعية للتدخل وبالتالي تتوسع دائرة العنف وهذا ما تريده سوريا في الوقت الراهن ويمكنها عبر ايران ومرجعياتها من التفاوض مع السعودية لتقليص الدعم للجبهة المناوئة لبشار الأسد.
وكان الشيخ حسن الصفار اعترف في بيانه المطالب بايقاف العنف بوجود عناصر شيعية مندسة تثير العنف؛ فقد دعا شباب المنطقة إلى توخي الحذر من أي دعوة تستدرجهم باتجاه العنف وأن لا يسمحوا لمندسين أن يشوهوا حراكهم السلمي.
وبالطبع لم يوضح الصفار من هم المندسون لكنه يعلم جيداً انهم انصار حزب الله الحجاز ممن يتم تعميدهم في مركز الحزب في قم ويعودون تكوين الخلايا وترتيبها ليوم موعود.
وتشهد الاوساط الشيعية نشاطاً محموماً من قبل علماء الشيعة لتهدئة الخواطر واعادة الانضباط بين الاجهزة الأمنية وأوساط الشباب الشيعي، في الوقت نفسه تتصاعد اصوات شيوخ وعلماء دين سنة وشخصيات سعودية محافظة بوجوب فرض الأمن بقوة وعدم التساهل مع العابثين بأمن بلادهم.
المصدر
http://www.hadth.org/news.php?action=show&id=16471