رد: عاجل : احباط محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن
أوضحت وثيقة الاتهام في قضية مؤامرة اغتيال عادل الجبير، السفير السعودي في واشنطن، أن مائة ألف دولار، من جملة مليون ونصف المليون دولار، حولت من إيران لاغتيال السفير، وأن المتآمرين ناقشوا قتل السفير داخل أو خارج مطعم يرتاده في واشنطن، واحتمالات قتل مدنيين معه، وأن مسؤولا إيرانيا في الحرس الثوري وإيرانيا أميركيا كان يقود الشبكة الأميركية استعملا رموزا لشراء سيارة «شفروليه» لاغتيال السفير السعودي.
وحسب وثيقة الاتهام رقم 11 إم آي جي 2617، التي وقع عليها المدعيان الفيدراليان غلين كوب وإدوارد كيم، وقدمت إلى القاضي الفيدرالي في نيويورك، مايكل دولنغر، شهد ضابط مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، روبرت وولوسيزين، بأن الإيراني الأميركي، منصور ارباب سيار، بالتعاون مع علي غلام شكوري، إيراني في إيران، وآخرين في إيران، خططوا لاغتيال السفير السعودي.
وأوضحت وثيقة الاتهام، في القضية المعروفة باسم «الولايات المتحدة ضد منصور ارباب سيار وعلي غلام شكوري»، أنه، بناء على التحقيقات التي أجريت، وجهت خمس تهم إلى الرجلين:
أولا: التآمر لاغتيال مسؤول أجنبي.
ثانيا: استخدام وسائل نقل ومعاملات لاستئجار قاتل.
ثالثا: التآمر لاستعمال أسلحة دمار شامل.
رابعا: التآمر لارتكاب عمل إرهابي عبر الحدود.
وكتب ضابط «إف بي آي» أن منصور ارباب سيار أميركي بالتجنس، وأنه يحمل جوازي سفر: أميركي وإيراني، وأنه تعاون مع أشخاص إيرانيين في إيران، منهم علي غلام شكوري، المسؤول في فرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وأن ارباب سيار قابل مرات كثيرة، في المكسيك، «مصدرا خاصا» تابعا لإدارة مكافحة المخدرات الفيدرالية (دي آي إيه) أشير إليه باسم «سي إس 1»، الذي ادعى أنه عضو في شبكة مخدرات عالمية، والذي اتفق مع ارباب سيار على اغتيال السفير السعودي في واشنطن، ولم يكن ارباب سيار يعرف أن «سي إس 1» جاسوس.
ولم توضح وثيقة الاتهام جنسية الجاسوس، لكن الإيرانيين كانوا يصفونه بأنه «المكسيكي»، ووصفته الوثيقة الأميركية بأنه «مصدر خاص يعمل بمقابل مالي»، وأنه كان «أدين لدوره في تجارة المخدرات»، لكن، «مقابل تعاونه مع إدارة مكافحة المخدرات، أسقطت عنه التهمة»، لكن وصفته الوثيقة بأنه «قدم في الماضي معلومات صحيحة ساعدت على اعتقال عدد من تجار المخدرات، والقبض على كميات كبيرة من المخدرات»، وأنه «كان يتسلم مبالغ مالية مقابل خدماته».
وحسب وثيقة الاتهام، بداية من يوم 24 يونيو (حزيران) 2011، سافر ارباب سيار أكثر من مرة بين المكسيك والولايات المتحدة، خاصة من ولاية تكساس المجاورة، وفي المكسيك قابل الجاسوس أكثر من مرة، وفي وقت لاحق، نقل الجاسوس إلى وولوسيزين، ضابط «إف بي آي» الذي قدم الوثيقة إلى المحكمة، معلومات وتسجيلات صوتية من هذه الاجتماعات.
وقال الجاسوس إن ارباب سيار سأله عن خبرته في المتفجرات، وذلك لأنه يريد الهجوم على السفارة السعودية في واشنطن و«أماكن أخرى».
وحسب الوثيقة، عاد ارباب سيار إلى المكسيك بعد أن «زار دولة أجنبية»، يعتقد أنها إيران، وقابله الجاسوس عدة مرات، وسمع منه أن «الذين يتعاون معهم في إيران» يريدون من الجاسوس، وآخرين يجندهم الجاسوس، القيام بأعمال إجرامية، منها قتل السفير السعودي. ويوم 14 يوليو (تموز) الماضي, تقابلا مرة أخرى، وحسب التسجيلات الصوتية التي سجلها الجاسوس، وافق الجاسوس على اغتيال السفير السعودي، وقال إنه سيستعين بخمسة أشخاص، وإنه يريد مبلغ مليون ونصف مليون دولار، وإن اغتيال السفير سوف تكون له الأولوية على «المهمات الأخرى».
وسأل ارباب سيار الجاسوس عن طريقة تحويل المبلغ، وأعطاه الجاسوس رقم حساب في بنك أميركي، يعتقد أنه في ولاية تكساس، وقال ارباب سيار إن «المبلغ في إيران»، وإن مائة ألف دولار منه موجودة فعلا في منزل شخص معين في إيران، وإنه يفضل أن يرسل مبلغ المليون ونصف المليون دولار على دفعات قيمة كل دفعة مائة ألف دولار.
وحسب الوثيقة، في الاجتماع نفسه، أشار ارباب سيار إلى «ابن عم» له يعيش في إيران، وأنه هو الذي طلب منه البحث عن شخص لقتل السفير السعودي، وأن ابن العم «مطلوب أمام العدالة الأميركية»، و«ظهر في تلفزيون (سي إن إن)»، وهو «جنرال كبير في الجيش الإيراني»، لكنه لا يرتدي ملابس عسكرية، واشترك في تنفيذ تفجيرات في العراق.
وفي نهاية الاجتماع، قال الجاسوس: «سوف نقضي عليه»، إشارة إلى السفير السعودي.
وحسب الوثيقة، يوم 17 يوليو الماضي تقابل الرجلان مرة أخرى في المكسيك، وقال الجاسوس: «واحد من رجالي وصل إلى هناك»، إشارة إلى أن واحدا من الذين سيقتلون السفير السعودي وصل إلى واشنطن للقيام بعمليات مراقبة، وأن الجاسوس عرض على ارباب سيار صورة للسفير في جهاز كومبيوتر للتأكد من أنه الشخص الذي سوف يقتل، وأن الجاسوس جمع معلومات أمنية عن السفير، منها أن «ثمانية أو سبعة رجال أمن يحرسونه»، وأنه «يأكل في مطعم معين مرتين في الأسبوع».
وحسب الوثيقة، خلال نقاش بين الرجلين، سأل الجاسوس: «سيكون هناك أميركيون في المطعم، فهل تريد قتل السفير داخل المطعم أو خارجه؟»، وأجاب ارباب سيار: «لا تهم طريقة القتل. إذا أنت ستقتله، اقتله مباشرة. لكن، إذا كان هناك آخرون حوله، فلن يكون أمامك خيار. أليس هذا صحيحا؟»، وعندما قال الجاسوس إن ما بين مائة ومائة وخمسين شخصا عادة يأكلون في المطعم في وقت معين، قال ارباب سيار للجاسوس إن الجاسوس يقدر على تفجير المكان إذا لم يقدر على قتل السفير مباشرة. وعندما قال الجاسوس: «سيكون هناك أعضاء في الكونغرس»، قال ارباب سيار: «ليست هذه مشكلة».
وأضاف: «إذا تقدر على قتله خارج المطعم، فلا بأس، وإلا، فانسف المطعم».
وحسب الوثيقة، كرر ارباب سيار أن المسؤولين الإيرانيين يريدون «قتل الرجل»، وقصد السفير السعودي، وقال إنه لا يهم إذا قتل معه «مئات» من المدنيين الأبرياء، واستعمل ارباب سيار كلمة قذرة لوصف ذلك.
وسأل ارباب سيار الجاسوس عن طريقة قتل السفير، وأجاب الجاسوس: «سأفجره أو سأقتله مباشرة، كما تريد»، وعلق ارباب سيار: «ليست هامة طريقة القتل. أي طريقة سهلة».
وأيضا، تناقش الرجلان حول ضمانات دفع مبلغ المليون ونصف المليون، وكرر ارباب سيار أن «المبلغ موجود. ليس هذا موضوعا شخصيا، هذا موضوع حكومي رسمي. هؤلاء الناس (في إيران) سوف يدفعون لأن هذا موضوع حكومي»، وأضاف أن ابن عمه «يتعاون مع الحكومة، ولا يدفع المبلغ من جيبه الخاص»، وشرح أنه عندما كان في إيران طلب من ابن عمه مبلغا، ونادى ابن العم، وجاء شخص يحمل «خمسة عشر ألف دولار»، وأوضحت الوثيقة أن الشخص «الجنرال» هو علي غلام شكوري، الذي يعمل في فرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وحسب الوثيقة، يوم 1 أغسطس (آب)، أرسل مبلغ خمسين ألف دولار «من جهة أجنبية» عن طريق بنك «موجود في دولة أجنبية» إلى بنك في نيويورك، ثم إلى بنك الجاسوس الذي يعتقد أنه في ولاية تكساس، ويوم 9 أغسطس، وصل «النصف الثاني» بنفس الطريقة. وخلال هذه الفترة، كان الرجلان يستعملان في اتصالاتهم الهاتفية عبارات مثل «نستمر في طلاء المنزل بالبوهية»، إشارة إلى استمرار ترتيبات اغتيال السفير السعودي، أو «دفع تكاليف الطلاء»، إشارة إلى جدل حول ضمان دفع كل مبلغ المليون ونصلف المليون بعد اغتيال السفير، ومتى سيدفع آخر قسط، قبل أو بعد الاغتيال.
وفي اتصال هاتفي يوم 20 سبتمبر (أيلول)، اتفق الرجلان على اللقاء في المكسيك، لحسم ضمانات دفع كل المبلغ، ويوم 28 سبتمبر، وصل ارباب سيار إلى المكسيك، لكن لسبب ما، رفضت سلطات الجوازات السماح بدخوله، وأمرت شركة الطيران التي نقلته بإعادته إلى نيويورك، وعندما خرج من الطائرة في نيويورك، اعتقلته شرطة «إف بي آي»، ووجدت في حقيبته أشياء، منها أربعة آلاف دولار نقدا، وعملة إيرانية، وجواز سفر إيراني، وجواز سفر أميركي، وبرنامج سفر من الولايات المتحدة إلى المكسيك، ثم إلى إيران.
وحسب الوثيقة، اعترف ارباب سيار بما جاء في التسجيلات الصوتية التي سجلها الجاسوس، وبدوره في المؤامرة.
وبعد الاعتقال، طلبت الشرطة الأميركية من ارباب سيار الاتصال مع غلام شكوري في إيران، وبينما سجلت الشرطة المقابلة، استفسر شكوري عن صحة ارباب سيار، وعن ما حدث في تحويلات بقية المبلغ المتفق عليه، وقال شكوري: «أنا انتظر»، إشارة إلى تنفيذ قتل السفير السعودي. ويوم 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، يوم الأربعاء الماضي، اتصل ارباب سيار المعتقل مرة أخرى بشكوري، وتحدث عن سيارة «شفروليه»، إشارة إلى قتل السفير السعودي، وقال ارباب سيار: «الشفروليه جاهزة، هل نشتريها؟»، وأجاب شكوري: «نعم، نعم، نعم».
ويوم الأحد الماضي، اتصل المعتقل ارباب سيار مرة أخرى بشكوري، وتناقشا حول دفع باقي المبلغ المتفق عليه، وكانت تلك آخر مرة يتصلان فيها قبل أن تكشف الحكومة الأميركية المؤامرة، أول من أمس. وقالت شرطة «إف بي آي» إنها سجلت كل الاتصالات الهاتفية والمباشرة بين ارباب سيار وشكوري
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=644850&issueno=12007