المقاهي والعمق الإنساني لِلْمُدن
عبدالله الجعيثن
السعوديون من أكثر شعوب الأرض أسفاراً، وألاحظ مع أصدقائي أن المدن التي تشتهر بالمقاهي في الشوارع والزوايا، وحتى في الأحياء، تكون أكثر أُنْساً وإنسانية من المدن الصماء التي تندر فيها المقاهي المفتوحة في الهواء الطلق، ولعلّ من أسرار جاذبية باريس والقاهرة وفيينا للسياح كثرة مقاهيها المفتوحة المليئة بالناس.. الناس من أحلى مناظر الحياة.. يمنحون المدن عُمقاً إنسانياً، وحسّاً جميلاً بالحركة والحيوية والاحتفال بالحياة.. يُضاف أن كثرة المقاهي المفتوحة تُشكّل موارد اقتصادية مهمة، وتُوفّر فرص عمل كثيرة، وتُريح الناس من الانزواء في استراحات مخنوقة وعالية التكلفة.. كما هو حاصل في الرياض مثلاً.. هناك أيضاً بُعْدٌ ثقافي للمقاهي، (الفيشاوي) في القاهرة منتدى أدبي فكري مشهور، يرتاده الشعراء والأدباء والفنانون، ومقهى (ريش) كَتَبَ فيه نجيب محفوظ كثيراً من رواياته، وكان يُقيم فيه ندوة أسبوعية من عام 1962 وكذلك (مقهى الحرافيش) الذي استوحى منه نجيب محفوظ روايته الرائعة (الحرافيش)، وفي العراق مقهى (الزهاوي) أخذ اسمه من ذلك الشاعر وكان يزخر بالمثقفين، وكذلك مقاهي شارع الحمراء في بيروت تعج بالمفكرين، وتنبض بالحياة، وفي الحي اللاتيني بباريس تَعلّم وتدرّب ألوف الفنانين حتى صار مزاراً للسياح ناهيك عن (الشانزليزيه) الذي جماله في كثرة مقاهيه
من مقال في جريدة الرياض
الجمعة 25 شعبان 1439هـ - 11 مايو 2018م
عبدالله الجعيثن
السعوديون من أكثر شعوب الأرض أسفاراً، وألاحظ مع أصدقائي أن المدن التي تشتهر بالمقاهي في الشوارع والزوايا، وحتى في الأحياء، تكون أكثر أُنْساً وإنسانية من المدن الصماء التي تندر فيها المقاهي المفتوحة في الهواء الطلق، ولعلّ من أسرار جاذبية باريس والقاهرة وفيينا للسياح كثرة مقاهيها المفتوحة المليئة بالناس.. الناس من أحلى مناظر الحياة.. يمنحون المدن عُمقاً إنسانياً، وحسّاً جميلاً بالحركة والحيوية والاحتفال بالحياة.. يُضاف أن كثرة المقاهي المفتوحة تُشكّل موارد اقتصادية مهمة، وتُوفّر فرص عمل كثيرة، وتُريح الناس من الانزواء في استراحات مخنوقة وعالية التكلفة.. كما هو حاصل في الرياض مثلاً.. هناك أيضاً بُعْدٌ ثقافي للمقاهي، (الفيشاوي) في القاهرة منتدى أدبي فكري مشهور، يرتاده الشعراء والأدباء والفنانون، ومقهى (ريش) كَتَبَ فيه نجيب محفوظ كثيراً من رواياته، وكان يُقيم فيه ندوة أسبوعية من عام 1962 وكذلك (مقهى الحرافيش) الذي استوحى منه نجيب محفوظ روايته الرائعة (الحرافيش)، وفي العراق مقهى (الزهاوي) أخذ اسمه من ذلك الشاعر وكان يزخر بالمثقفين، وكذلك مقاهي شارع الحمراء في بيروت تعج بالمفكرين، وتنبض بالحياة، وفي الحي اللاتيني بباريس تَعلّم وتدرّب ألوف الفنانين حتى صار مزاراً للسياح ناهيك عن (الشانزليزيه) الذي جماله في كثرة مقاهيه
من مقال في جريدة الرياض
الجمعة 25 شعبان 1439هـ - 11 مايو 2018م