غريبة لماذا تبدوا السعادة على وجوه بعضهم؟!! كأنهم لم يهزموا! هل هي الفرحة بالعودة وهم أحياء؟! .
لقد كانت هزيمة السوفييت في افغانستان كارثة حقيقية لشعوب العالم الثالث ، فقد دقت تلك الهزيمة آخر مسمار في نعش داعمها الوحيد الإتحاد السوفييتي واضعفت موقف زعيمه في الكرملين ميخائيل جوربتشوف (الضعيف أصلاً) الذي لم يستطع وقف انهيار الكتلة الشرقية في اوروبا ولم يستطع وقف الحملة البربرية على العراق التي دمرت بنيته التحتية وأخيراً لم يستطع وقف تفكك الإتحاد السوفييتي نفسه .
وبعد مرور قرابة عشرين عاماً على انهيار العملاق الأحمر ماذا استفدنا؟!
افغانستان تدمرت عشرات المرات والكثير لعنوا اليوم الذي خرج فيها آخر جندي سوفييتي من هذا البلد .
كوبا عانت الأمرين وكادت تفقد حريتها أمام الوحش الأمريكي المتربص .
كوريا الشمالية انتشرت فيها المجاعات وهددت بالإجتياح لولا القنبلة التي تنام عليها ! .
انهارت يوغسلافيا بانهيار المبدأ الشيوعي الذي وحدها فعادت القومية والطائفية للحياة من جديد فصدمنا بمشاهد التطهير العرقي والمذابح الجماعية في قلب أوروبا المتحضرة! .
سوريا الصامدة توقفت عنها امدادات السلاح واجبرت على النزول لطاولة المفاوضات مع عدوها اللدود "اسرائيل" وهي مهددة دائماً بالضربات الأمريكية والصهيونية .
العراق تعرض للتدمير والإحتلال وعاد عشرة آلاف سنة إلى الوراء ( أحد جنرالات أمريكا في حرب الخليج1991م قال "سوف نعيد هذا البلد للعصر الحجري" !! ) .
ليبيا "أهينت كرامتها" عشرات المرات .
توقفت الإنتفاضة الفلسطينية الأولى بعد مؤتمر مدريد الذي كان أحد مظاهر الضعف العربي نتيجية لضعف سنده الإتحاد السوفييتي .
نزح عشرات الآلاف من اليهود الروس وربما مئات الآلاف إلى فلسطين المحتلة بعدما كان السوفييت يمنعونهم من الهجرة طوال عقود وفاءً لحلفائهم العرب .
ظهر لنا المارد الأصولي التكفيري وعاد الكثير من شبابنا المجاهد من افغانستان يحملون افكار غريبة ويبثون الرعب في شعوبنا .
الحكام العرب زاد تعلقهم بالأمريكان فزادت جرأتهم على شعوبهم المسكينة .
حركات التحرر في آسيا وأفريقيا وامريكا الجنوبية فقد داعمها الوحيد وتلقت ضربات كبيرة شلتها عن أهدافها السامية للحرية والمساواة .
ماذا استفدنا من هزيمة السوفييت في افغانستان؟!!!!!!!! .