رد: الاجندات الخارجية الثورة المصرية....هل هيا حقيقة ام خيال؟
الأجندات الخارجية 2 : الأجندة الفارسية
ايران من الدول المثيرة فحينما يتم ذكر فما يعلق بالذهن مباشرة هو تلك الدولة الشيعية التي تطبق الشريعة والبعض قد يبالغ ويصور ان ايران تحاول فتح افاق كثيرة للتعاون المثمر مع كافة الدول العربية والاسلامية ولكن ايران كفكر أعمق كثيراً مما نظن.
ايران لا تنتمي دينياً بشكل بحت ولكنها كعادة الدول القديمة ترتبط بفكر المضمون والموروث الحضاري الزاخر الموجود لديها بينما دور الدين يكون هو عامل التحفيز والتأثير والقيادة.
الفارق الكبير الواضح بين العقلية المصرية والعقلية الايرانية هو الجغرافيا والمقال السابق يناقش الحالة المصرية, اذن فايران واسرائيل لديها عامل مشترك وهو المشروع التوسعي وأرى ان اسرائيل أكثر غباءً وأقل خطراً من ايران لأن الفكر الاسرائيلي غير مرغوب فيه شعبياً بينما الفكر الايراني المستخدم في التوسع هو مشروع التبشير الاسلامي بصبغة شيعية وهو فكر مقبول ضمنياً في بعض الاوساط المصرية والعربية والاسلامية وسوف نسرد في مقال لاحق تصنيف الدول.
ايران بالطبع دولة تريد فرض هيمنتها على الدول العربية ولكن مصر في الاجندة الايرانية حالة خاصة جداً فهم يعلمون جيداً ان مصر هي قلب العروبة ولها تأثير استراتيجي كبير في محيط العالم ولو عدنا الى التاريخ سنجد ان الفرس قد احتلوا مصر في القرن السابع قبل الميلاد تحت قيادة قمبيز وتحديداً عقب سقوط الدولة الأشورية وقام الشعب المصري بالثورة وطردهم كما ذكر في كتاب كفاح شعب مصر.
العقل الفارسي مفعم بالتوسع الجغرافي والادلة كثيرة على ذلك ولا توجد أمة ذات حضارة وتراث عريق كايران تبيع ذلك التراث لتشتري بدلا منه سلعة دينية ولكن ايران اشترت تلك السلعة لتعيد من خلالها مشروعاتها التوسعية.
التجربة الشيعية في ايران هي تجربة طويلة وممتدة ولكن يجب الاشارة الى قصة تاريخية هامة هي نقطة في بحر الكوارث الايرانية المصدرة الى العرب,
هذه القصة حدثت في عهد السلطان ألب أرسلان (1029-15 ديسمبر 1072 م) رابع حكام السلاجقة
"كان عمر الخيام في أول عهده تلميذاً للإمام مُوفق النيسابوري, ووجَدَ عند الموُفْق تلميذين آخرين من سنّه, وهما نظامُ الملك وحسن بن الصباح. وفي أحد الأيام قال حسن بن الصباح وكان أكثرهم ذكاءً لزميليه نظام الملك وعمر الخيام أن يَنْذرَ كُل منهم على نفسهِ, بأنَّ منْ يَنَال السعادة في حياته يجب أن يشارك زميليه فيها على التساوي. واتفق الجميع على ذلك.
ومضت السنون. إلى أن تعيَّن نظام الملك وزيراً للسلطان ألب أرسلان. فجاء إليه عمر الخيام وحسن بن الصباح, وطلبا منه أن يُشاركاه في نِعمته. وطلب حسن بن الصباح منصباً له في الدولة, فأعطاه نظام الملك ما طلب, ولكنه أخذ يدس الدسائس لإخراج نظام الملك من الوزارة والحلول محله, فَعُزل من منصبه. وبعد ذلك استولى على قلعة عَلامَوت إلى الجنوب من بحر الخزر, وقاد حركة هَدامة, وتمكن من اغتيال صديقه القديم نظام الملك.
أما عمر الخيام فلم يأتِ إلى نظام الملك ليطلبَ منصباً أو لقباً, وإنما طلبَ أن تكون له زاوية ينزوي فيها ويتابع دراساته بهدوء واطمئنان. فكان له ما أراد وأجرى عليه نظام الملك مُرتباً سنوياً وافياً. وتوفي في نيسابور ودُفنَ فيها."
الأن هل علمت من هو حسن الصباح؟
هو مؤسس جماعة الحشاشين التي تحمل أسماء الطائفة الاسماعيلية والباطنية والقادم يحمل بعض ملامج الخراب الذي حدث من خلال تلك الجماعة الفارسية:
"وقد إستولى الحشاشين على سوريا عندما إغتالوا أمير حلب – ثم إغتالوا " مودود " حاكم الموصل ثم إغتالوا براق بن جندل أحد الأمراء المحليين فى نواحى بانياس – وفى مصر إغتالوا الأفضل قائد الجيوش ثم قتلوا ألأمير نفسة وقام بعملية الإغتيال عشرة من الحشاشين مره واحدة وقد نجا صلاح الدين الأيوبى مرتين عندما حاول الحشاشين إغتياله فأعد حملة على مناطقهم الجبلية وحاصرهم زمناً ثم إنسحب بعد أن شاهد إنتحارهم فى القتال وقيل أنه خاف على نفسه من مؤامراتهم – إلا أنهم ضعفوا بعد ذلك ولما قامت دولة المماليك كان السهل على الملك الظاهر بيبرس القضاء عليهم وعلى دولتهم ولهم أتباع إلى الآن في إيران، وسوريا، ولبنان، واليمن، ونجران، والهند، وفي أجزاء من أواسط روسيا"
فقط للتوضيح: لقد كان حسن الصباح يشترط على اعوانه تناول مخدر يذهب العقل وقد ارتبط اسم ذلك المخدر باسم تلك الجماعة واصبح متعارف عليه باسم الحشيش, أما تسمية الجماعة بالحشاشين فهي تعني انهم يقومون بقطع الرقاب.
وما ينطبق على نشأة الباطنية أو الحشاشين ينطبق على الدروز والبهائيين والقديانيين فهؤلاء كلهم خرجوا من تحت العباءة الايرانية التي تدعي حماية الاسلام.
ايران الشيعية قامت على هدم الاسلام من الأصل وعلى أقل تقدير فان 30% من سكانها يتبعون المذهب السني يعانون الويلات فممنوع بناء مأذنة لمسجد اطلاقاً كمثال ولا تتعجب حينما تعلم ان ايران مازالت تحتفظ بالتراث المجوسي الى الأن ويحتفل الايرانيون المسلمون بعيد قدوم الربيع (عيد نيروز) باشعال النار والقيام بنفس الطقوس المجوسية عليها.
لقد قامت ايران على مر التاريخ بتصدير المشاكل والاحتلال والقتل والتخريب الى جيرانها العرب الذين لم يزاحموها في حدودها ولم يعتدوا عليها فهي دولة ذات طبيعة توسعية بالفكر والارهاب والاحتلال.
ايران التوسعية لم تتوقف مشاريعها التوسعية أمام أصحاب نفس المذهب الشيعي فقد تمددت الى العراق الجارة عقب اسقاط نظام صدام حسين (ابريل 2003) وصنعت من نفسها المسيطر الأول على الوضع والمتحكم فيه فكانت النتيجة ان امريكا احتلت العراق من اجل اهدائه لايران وتقوم باستفزاز جيرانها الخليجيين بارهابهم الدائم وتحتل مصر المركز الأول في قائمة ايران التوسعية لأن مصر تحديداً يوجد بها اتجاهات تصدق تلك الترهات التي تسوقها ايران من خلال استخدام عبارات الضغط على عدو الامة الاسلامية الاول وهو اسرائيل بالاضافة الى ان الشعب المصري عانى كثيراً خلال السنوات الماضية وكان يتوق الى المخلص وهي نظرية أصولية معروفة, لعل الفارق الجغرافي بين ايران ومصر يجعلنا نتذكر المثل الشعبي " اللي ايده في المية مش زي اللي ايده في النار" فالايرانيون يصيحون من بعيد بعمالة مصر للامريكان واليهود ولم يتجرأوا أبداً على الهجوم على اسرائيل بشكل مباشر لأنهم يعلمون جيداً اننا شعوب كلامية تحب الشعارات الرنانة وتفتر قواها حينما تسمع الحرب على اسرائيل في حين انه واضح جداً علاقة ايران باسرائيل بالأمس واليوم وغداً ولا مجال لانكار تلك العلاقة الاستراتيجية الخطيرة وهناك افتراض بأن أمريكا هي من تحرك تلك العلاقة في الخفاء فقد قامت أمريكا (طبقاً لذلك الافتراض) بصناعة عدو جديد هو ايران بعد صناعة اسرائيل للسماح لها بالتمركز الاستراتيجي في أكثر مناطق العالم سخونة والتهاباً وهي نظرية تجارية قديمة تعتمد على ان يقوم صاحب المصنع بتصنيع منتجين بإسمين تجاريين مختلفين ويؤديا نفس الغرض ثم يقوم بعمل حملتين اعلاميتين لكلا المنتجين وفي النهاية فالمستفيد فقط هو صاحب المصنع كما هو معلوم لأنه مصنع واحد وأضر بالمنافسين أيضاً بصناعة منافسين وهميين لهم يزيدون أعباء البيع والتسويق.
حينما ذكر الرئيس السابق مبارك بأن ولاء كل شيعي على كوكب الأرض هو لايران فقد قال الحقيقة فكل الشيعة تقريباً ينتمون لايران ولكن بنسب مختلفة.
آليات ايران في مصر:
· الايرانيون يعلمون جيداً ارتباط المصريون بوطنهم وقد قاموا ويقومون بمحاولات عديدة للتشيع داخل وخارج حدود الوطن وقد ذكرت صحيفة الوطن الكويتية (يناير 2007) أنه تم تشيع 3000 مصري في الكويت وحدها واستطاعت ايران زرع تنظيمات شيعية بمصر خلال الاثنين وثلاثين عاماً الماضية التي هي عمر الثورة الايرانية.
· قامت ايران يوم 25 يناير الماضي الذي هو نفس يوم اندلاع يوم الغضب في مصر بتحريك سفينتين حربيتين باتجاه سوريا التي تمثل ذراع ايران الأيمن وبالطبع هذا التصرف يهدف الى احراج مصر أمام الشعوب العربية والاسلامية وليس تهديداً لاسرائيل والسبب كما هو معلوم اختيار التوقيت.
· تحتفظ ايران بعلاقات فكرية مع بعض الاتجاهات ذات الطبيعة الخاصة بمصر وعلى رأسها الاخوان المسلمون والبعض يعتقد انهم يمثلون عميل بالغباء السياسي لمصلحة ايران الفارسية ضد مصالح مصر الوطنية فبينما تحاول ايران مغازلة الراي العام المصري من خلال تحسين العلاقات مع جماعة الاخوان المسلمين فاذا بهم يردون بالسمع والطاعة للصديق الظاهر الذي هو بنفس الوقت العدو الخفي والتنسيق بالطبع يتم عبر جسر حماس بفلسطين المحتلة.
· تقوم ايران باستخدام عصاها في المنطقة المسماة حزب الله ضد مصر بشكل دائم فمن قضية التجسس وتقديم الدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية من خلال الاراضي المصرية الى حديث ذلك المسمى حسن نصر الله القابع في مخبأه تحت الأرض ضد النظام المصري بهدف اسقاطه وأعتقد انه لو حكم مصر أعدل نظام على كوكب الأرض فلن يتوقف ذلك الرجل عن التطاول من سب ولعن النظام المصري واتهامه بالعمالة لصالح اسرائيل لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يجيدها.
· حماس تحتفظ بعلاقات قوية مع ايران وتقوم بمحاولات متكررة بمحاولات احراج مصر سياسياً واظهار المفاوض المصري بأنه ينحاز لمصلحة الطرف الاسرائيلي او حركة فتح ولكن ما يلفت الانتباه ان حماس لم تخرج لتشير لنا بالبنان الى مسؤل مصري معين قام باعاقة تلك المفاوضات وبالطبع لأن اتهاماتهم هي كلام انشائي فقط.
· تقوم ايران بالتجسس على مصر وهناك خلية تجسس تم الاعلان عن تفكيكها منذ حوالي شهرين من الآن.
· تستخدم ايران اعلام القزم المعجزة (الولايات المتحدة القطرية العظمى) بشكل مهيج جداً للمشاعر وتصوير ما يحدث في مصر بشكل يفتقد الى المهنية الاعلامية فمن الطبيعي ان تقوم ببث صور لجريح خلال الاحتجاجات او مريض يتلقى العلاج بمستشفى ولكن ان تقوم بتصوير الجثث بشكل لا يحترم قدسية الموت فهذا خطأ مهني يجب التصدي له بقوة كما ان تلك القناة غالباً ما تعرض وجهة نظر واحدة فقط وهي المعارضة بكافة اطيافها وليس بسر على احد اننا ليس لدينا معارضة باستثناء الاخوان المسلمون وكافة الاطياف الاخرى هي معارضة كلامية لا تعي الواقع المصري ويكفي انهم يقتاتون على نظرية المؤامرة بدون وجود أجندة هجومية أو دفاعية على الأرض أو حتى محاولات للبحث عن حلول واقعية لسوء الاحوال الموجودة, وتجدر الاشارة الى تجذر العلاقات الايرانية القطرية برسالة قطر الغريبة بأنها سوف تقوم بنقل بعض مباريات كأس العالم 2022 الى ايران وكان الأولى ان تستضيفها دولة عربية جارة مثل الامارات او البحرين او الكويت او السعودية.
· قام على خامنئي مرشد الثورة الايرانية أو قل الرئيس الفعلي لايران بوصم الثورة المصرية بالاسلامية في مغالطة متعمدة لتحقيق هدفين هما تهييج الداخل والخارج.
وهذا بعض ما فعلته ايران مع العرب:
· احتلال الجزر الاماراتية
· المطالبة بالبحرين كجزء من الاراضي الايرانية.
· تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي ( وهاهي ايران تعترف انها فارس).
· الاعمال التخريبية في مكة ومحاولة تفجير الحرم المكي.
· حربها ضد العراق سابقاً وهاهي تحرك العراق.
· دعمها للحوثيين.
· تهديد دول الخليج دائماً طبعاً, هددت السعودية على لسان الرئيس الايراني والمرشد الايراني وقائد الاركان الايرانية انه سوف يتظاهر الايرانيين في الحج واذا تعرضت السعودية لهم سوف تتخذ الاجراء المناسب ضده.
· التدخل في شؤون المغرب ومحاولة تشييع المغربيين فردت الحكومة المغربية بقطع العلاقات مع ايران.
· علاقة ايران باسرائيل وصفقة الاسلحة بينهما والتي قامت اسرائيل بارسال السلاح لايران ليحارب العراق.
· علاقة ايران بامريكا ودعم ايران لامريكا بحربها في العراق وافغانسان والتي اعترف بهذا نائب الرئيس الايراني بانه قال لولا ايران لما سقطت كابل وبغداد.
· محاولة اظهار ان العرب باعو فلسطين بينما ايران هي التي تساعدها والعكس صحيح كلنا شاهدنا حرب غزة.
· بداية احتلال العراق احتلال بئر الفكة والتوغلات اليومية الى داخل الاراضي العراقية.
وهناك واقعة هامة يجب عدم اغفالها وهي ان رفسنجاني حينما كان وزيراً لخارجية ايران قام بالبصق على قبري أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب يوم الثلاثاء 17 مارس 1997, فقط هي معلومة للتذكير لمن أدمن الارتماء في أحضان العدو.
لعل النقطة الجوهرية في شعبية ايران عربيا ومصريا تحديدا ترتكز على افتراضين هما الصورة الوردية للشفافية داخل نظام الحكم في ايران ومشروعات ايران العسكرية وتحديدا برنامجها النووي ويجب على المغيبيين ان يعوا جيدا بأن هذا السلاح هو ضد امتنا وليس ضد اسرائيل اطلاقاً.
لم يكذب عمر سليمان في فكرة الأجندات الخارجية الى الآن وهذه الأجندة تثبت ذلك.