قال قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي في خطبة صلاة الجمعة بطهران، نشهد اليوم قلق المسؤولين الصهاينة اكثر من المسؤولين الفارين من تونس ومصر.
وأضاف قائد الثورة الاسلامية، ان الصهاينة هم اليوم اكثر قلقا من الرئيس الهارب بن علي ونظيره المصري اللامبارك في مصر، موضحا بان الصهاينة يعلمون مدى الزلزال الذي سيحدثه انتقال السلطة في مصر وعودة هذا البلد الى مكانته الحقيقية، وذلك ما اشار اليه وتوقعه الامام الراحل الامام الخميني (قدس سره).
وقال آية الله خامنئي ان التحليلات الغربية والتعليقات العالمية تصرف الانظار الى المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها شعوب المنطقة، ويتم التغافل عن اسباب نشوء هذه الاحداث عبر تعمد الانظمة في مصر وتونس اذلال شعوبها.
واكد قائلا: ان هذا الرجل اللامبارك في مصر أذل الشعب المصري، وان الرئيس التونسي الهارب كان تابعا للادارة الاميركية وهناك تقارير انه كان عميلا للـ "سي آي إيه".
وقال ان الشعب التونسي شعب مسلم وصاحب تاريخ عريق والحضارة الاسلامية برز فيها رجال من تونس، وانه بمجرد ان هرب بن علي من تونس ارتفعت وتيرة ارتداء الحجاب لدى الفتيات التونسيات وهو ما لا ترغب به اميركا.
واضاف ان مصر اول دولة اسلامية عرفت الثقافة الغربية والاوروبية التي سارت في هذا الاتجاه ومن ثم وقفت في وجهها، وان رجالا من امثال جمال الدين الاسد آبادي كان يرى انطلاقة حركته من مصر وكان لديه تلاميذ مثل محمد عبده، وقال: ما من دولة عربية خاضت ما خاضته مصر في الحروب ضد الكيان الصهيوني رغم انه لم يكتب لها النجاح، ان مصر كانت اول بلد مسلم الى جانب سوريا خاضت الحرب ضد الكيان الصهيوني.
وقال ان من يحكم اليوم مصر ومنذ 30 عاما لم يعارض الحرية فحسب وانما كان عميلا وخادما للصهاينة، واضاف قائد الثورة الاسلامية ان مصر كانت تحمل راية مواجهة المد الصهيوني لكنها في ظل مبارك فرضت الحصار على الفلسطينيين في غزة، وانه لولا تبعية حسني مبارك للصهاينة لم يكن بامكان الكيان الصهيوني فرض الحصار على غزة.
وتابع آية الله خامنئي: ان المساعدات التي لم يكن لمصر فيها سهم منعها النظام المصري من الوصول الى سكان غزة، وأكد ان الشعب المصري يريد محو العار الذي لطخ مبارك جبينه به لكن الغرب لا يسمح بذلك.
وقال عند هروب مبارك من مصر ستكون اول بوابة تغلق بوجهه هي البوابة الاميركية كما حصل مع الشاه وبن علي، مضيفا ان ما يجري اليوم في المنطقة بامكانه استعادة الكرامة للامة الاسلامية، وان الحدث الاعجازي انطلق في تونس ويتم استكماله اليوم في مصر الكبرى.
وتابع قائد الثورة الاسلامية، ان مصر نموذج فريد واول بلد في العالم اقام دولة مستقلة بعد الحرب العالمية الثانية وقام بتاميم قناة السويس، وان مصر هي اول بلد وقف الى جانب الشعب الفلسطيني واحتلت بحق مكانة الريادة في العالم العربي، مؤكدا ان موقف الشعب المصري من القضية الفلسطينية يشكل نموذجا بارزا لمكانة هذا البلد المسلم.
وقال: الساحة تموج اليوم بانواع التحاليل بشان نهضة الشعب المصري ومصر ابتليت بخيانات خامرت كرامتها، وان ما يحدث اليوم في مصر هو الرد المناسب للشعب المصري على الجريمة التي ارتكبها الدكتاتور، وان هذه الراية لو انتكست "لا سمح الله" فسيحل عصر حالك من الظلام والسواد.