- إنضم
- 24 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 833
- التفاعل
رادارات جديدة لعصر جديد
بقلم: ريتشارد غاردنر
تطورت التكنولوجيا الرادارية بسرعة لتوفر تقدماً في الاداء لم يكن متوفراً قبل بضعة سنوات. ومع حلول العصر الرقمي فقد جلبت معها مجموعة المسح النشط الكترونيا (AESA) التي شكلت انجازاً تكنولوجياً زاد كثيراً في مرونة الطائرات القتالية والادراك الوضعي المتاح للطيار، فهي تستطيع ان تحدد وتتابع مئات الاهداف المتحركة وتصنف اولوياتها وتتيح عمليات مواجهتها بأساليب متعددة. وهذا يعني ان نظام الرادار الفردي يستطيع تقديم هذه الأساليب، مثل البحث جو"جو وجو"ارض وجو"بحر ويتابع مع قدرة على توزيع بيانات رئيسية على نطاق واسع عبر مجال المعركة، ويشاطر معلومات عن الهدف مع طائرات اخرى بقيادة طيارين ومركبات جوية دون طيار ومع القوات البرية والسفن ومراكز القيادة الرئيسية. في
الماضي، كان هذا الدور المتعدد الاداء يقتضي مشاركة رادار كبير ثقيل يحتاج الى صيانة طارئة، وعلى رغم ان تصغير النظم الالكترونية خفض حجم ووزن الرادارات في السنوات الأخيرة، فان احدث جيل من نظم المسح الالكترونية النشطة (AESA) تتيح اداء محسناً كثيراً في رزمة مدمجة اكثر، كما يمكن الاعتماد عليها اكثر وتتطلب خط دعم اقل كثيراً.
ظهر اول رادارات (AESA) عملانياً على متن طائرة (F - 15C) المحدث في عام ٢٠٠٠، وكان يحمل الرمز (AN/APG-63(V)2) الذي طورته شركة (Raytheon) وقد شكل خطوة تغيير في القدرة، لكن التحديث استعمل مكونات من رادار قبله هو رادار (AN/APG-63(V)-1) ويتمتع الرادار الجديد بشعاع رشيق استثنائياً ليؤمن احدث متابعة فورية تقريباً في كل مجال الرؤية. وان استبدال رادار مسح ميكانيكي بتكنولوجيا مستشعر نشط (AESA) يستجيب بشكل أسرع، تنتقي معه الحاجة الى نظام هيدروليكي، الذي ينطوي بدوره على استعمال ادوات تحكم متحركة وقطع اخرى تتطلب كلها صياغة واصلاحات منتظمة، ويستطيع رادار (AESA) البقاء على متن المنصة لفترات طويلة جداً دون اي حاجة الى مستويات صيانة عادية، ويتمير الرادار (AN/APG - 63 (V) 2) بنظم محدثة تحدد الصديق او العدو (IFF)، وبنظم مراقبة بيئية، تتيح للطيارين على متن طائرات (F-15C) الاشتباك مع اهداف جوية متعددة بصواريخ (AIM-120 AMRAAM) بصرف النظر عن مكان تحليقها.
طُور الرادار (AN/APG-63(V)2) اكثر فيما بعد لنماذج طائرات (F-15) الجديدة ولطائرات اخرى. وقد اعتمد لأحدث طائرات سلاح الجو الاميركي (F-15 E) ويُعرض على زبائن التصدير، وهو يقدم زيادة مضاعفة عشرين مرة في الاعتماد عليه ومزيد من المدى وتمييز الهدف. ويعتبر خيار تحديث النظام منخفض المجازفة مجرباً على طائرات (F - 15E Strike Eagle) المتعددة الادوار. ويعتبر نموذج الرادار (AN/APG-63(V)3) تعزيزاً لعمل نماذج سابقة. وان رادار (AESA) المركب على طائرات (F/A-18 E/F) و(EA-18G) يقدم حتى مزيداً من المؤهلات والأداء التكتيكي، ما يتيح نقله مستقبلاً الى طرازات من المقاتلات المتقدمة حتى أكثر، ويمكن اتاحة التكنولوجيا الرادارية في نظم يمكن تدريجها صعوداً او نزولاً وهو اذن مناسباً لطائرات القتال من الجيل الجديد وأيضاً للتحديثات، التي قد تطال اساطيل المقاتلات الحالية. وتمنح رشاقة الرادار الفورية امكانية تحديد الاهداف الجديدة او اولوياتها بسرعة فيما يواصل مراقبة اهداف اخرى، مما يمنح الطيار حد السبق في الاحوال القتالية. وان قدرة النظام على الاندماج مع الكترونيات الطيران ونظم الاسلحة الاخرى على متن الطائرة، مع ميزات مثل النظر الى الامام بالاشعة تحت الحمراء ونظم الرؤية المعززة، بما في ذلك شاشات العرض على الخوذة. تضمن ان تكون قدرة القتال القصوى متاحة من المنصة الجوية في كل الاوقات.
احدى الفوائد الرئيسية التي تنبع من تكنولوجيا رادار (AESA) هي المدى الموسع. وهذه الفائدة تمنح قدرة على الاكتشاف والتحديد ابعد كثيرا من النظم الرادارية العادية. ففي اسلوب القتال جو - جو تعني انه يمكن تحديد هدف جوي معاديا واطلاق الاسلحة عليه قبل ان يعرف طيار الهدف المعادي الطائرة انه تم اكتشافه، وفي الوقت الذي يجري فيه محاولة القيام بالتملص، قد يكون فات الاوان على تحاشي التدمير. وان اهمية الاصابة من الطلقة الاولى غنية عن التعريف في حرب رئيسية. وان النوعية العالية للسيطرة على الهدف على شاشة العرض تمنح الطيار مزيدا من الثقة لدى اتخاذ قرار في جزء من الثانية. لكن رادار (AESA) يتيح ايضا مزيدا من الوقت لمراقبة الهدف قبل اتخاذ هذه القرارات الرئيسية، وقد يشمل هذا مشاطرة المعلومات والتحاليل التكتيكية وتقدير القائد قبل تعزيز ما يجب فعله. وهذا قد يؤدي الى فرق كبير في زيادة الفاعلية القتالية والاستدامة.
اما فائدة التكنولوجيا الرادارية الاخرى لرادار (AESA) فتكمن في القدرة على العمل باساليب متعددة وتنفيذ مهام متداخلة لعمليات جو-جو وجو-سطح التي تتاح للطيار في كل الاوقات. وان رسم الخرائط الارضية والمتابعة الجوية بعيدة المدى تتيح توجيه الاسلحة نحو اهداف متعددة متباعدة في سمتها وارتفاعها ومداها. وينظم جهاز مراقبة مبني ضمن الرادار المهام اوتوماتيكيا لتعزيز الوظائف الرادارية. وخفض عبء العمل عن الطاقم الجوي. وهناك درجة عالية من المناعة ضد الضجيج القوي سواء في المحيطات الجبلية أو الساحلية او المدينية. وهذا يؤمن سهولة في دقة الاشتباك، بصرف النظر عن مهمة الرادار والاعتماد الكبير عليه. وتمنح فوائد الصيانة المتدنية تكاليف منخفضة كثيرا لدورة الحياة. وهذا يشكل عاملا رئيسيا في خفض تكاليف العمل والدعم طوال حياة الطائرة، كما يخفض كثيرا اثر النشر، وفي عصر تحديات الاتاحة، فان مسألة استعمال منصات قليلة لتحقيق مزيد من القدرة تتمحور حول الاستفادة من التقدم في التكنولوجيا للتغلب على واجب استبدال الاصول الجوية القديمة الباهظة الثمن. وتشكل ضرورة الزيادة في عدد الطائرات المتاحة من يوم الى آخر على خط الطيران واحدة من اهم النواحي في تأمين استدامة طويلة الامد للطائرات الخط الامامي، خصوصا بالنسبة للطائرات القتالية المتعددة الادوار. وان اعتماد نظام رادار (AESA) يمكن ان يشكل احد افضل الاستثمارات الذي يمكن للمال شرائه. وان التصميم الجاهز لنظام رادار (AESA) يتيح اجراء تحديث متدرج طوال حياة المنصة، بدلا من استبدال الرادارات القديمة كليا. كما ان رادار (AN/APG-79) يرفع فئة رادارات (AESA) الى مستويات جديدة من ناحية القدرة وسهولة الدعم. وهو قيد الانتاج تماما للبحرية الاميركية على طائرة (F/A-18 E/F Super Hornet). وهو يتميز بتصاميم مفتوحة وبقطع غيار مدمجة من السوق التجارية بحيث يجلب مجموعة من القدرات الرادارية القوية جدا بحجم مدمج ويستعمل معدات جاهزة صلدة غير متحركة تزيل المسح الميكانيكي. وتشمل المزايا الاخرى جهاز استقبال متقدم"محرض ومعالجا متينا من السوق التجارية (COTS) وامدادات طاقة. ويستعمل رادار القتال المتقدم من شركة (Raytheon) (RACR) كتحديث طارىء على طائرات (F-16s) و(F/A-18) الحالية، التي تتطلب تعديلا طفيفا والابقاء على طاقم جوي محدود.
في اعقاب انزال اولى رادارات (AESA)، واصلت شركة (Ratheon) تطوير سلسلة اوسع من النظم الرادارية لمنصات الطائرات المبنية في الولايات المتحدة. وتتميز هذه السلسلة بزيادة الاداء في البحث والمتابعة والبحث البحري الموسع. وتعرض شركة (SELEX Galileo) وشركة (Thales) رادارات بحث بحرية تتدرج من رادار (Searchwater 2000) تقدمة شركة Thales لطائرة (Nimrod Mk4) ورادار (Vixen 5000E) و (5000E Seaspray) من شركة (SELEX - Galileo). وان رادار (500 E) هو الافق في مجموعة رادارات (Searspray AESA) اختاره حرس السواحل الاميركي لطائرة (HC-130H). وتتألف المجموعة الرادارية من معالج راداري (AESA) مشترك ومن هوائي مدمج، هذه المجموعة من الرادارات موجهة للطوافات والمنصات بجناح ثابت. وتستطيع المركبات الجوية الكبيرة دون طيار ان تحمله. وتتمتع المجموعة الرادارية بهوائي يمسح ميكانيكيا مع شعاع راداري يمسح الكترونيا. وهذه القدرة المزدوجة على المسح فعالة بنوع خاص في كشف ومتابعة اهداف سطحية صغيرة جدا، مما يمنحها دورا فعالا جدا كرادارات مراقبة على متن المنصات الجوية للدورية الساحلية.
يشكل الرادار الذي يلتقط صورا دقيقة (SAR) تطورا راداريا رقميا اخر يمنح تخطيطا فائقا للارض. ويشكل رادارا (ASTOR) من شركة (Raytheon) المستشعر الالكتروني الاساسي في رادار (SentinelR1) الذي بني لسلاح الجو الملكي البريطاني. وهذا الرادار يمنح معلومات ممتازة عن هدف يتحرك على مسافة بعيدة تمتد فوق مساحة آلاف الاميال المربعة، ويحدد الرادار بدقة التحركات السطحية لاهداف صغيرة مثل شاحنات النقل الصغيرة (Pick - up) والدراجات النارية والمركبات الاكبر.
كذلك شوهد في المنافسات في سنغافورة وكوريا للحصول على جيل جديد من طائرات القتال المتعددة الادوار، فان اتاحة رادار (AESA) يشكل حاليا عاملا جديا في المبيعات. وجرى الفوز في هذه المنافسات بتصدير نماذج طائرات (Boeing F-15E) و(Eurofighter). وتعرض شركة (Dassault) وشركة (Saab) حاليا مقاتلات متقدمة متعددة الادوار للتصدير مجهزة برادارات (AESA). وتشمل دورة الاختيارات التالية للمقاتلات الجديدة الهند والبرازيل. وهذا يشكل معضلة للمنافسين لانهم يريدون ان يقدموا اكثر الرادارات المتقدمة الممكنة، التي تعني نظم رادارات (AESA). الا ان الزبائن المحليين لمنتجي هذه الطائرات يمانعون في الالتزام كليا بالاستثمار المطلوب لتكون الطائرات مناسبة قياسيا لانتاج التصدير. وقد باتت شركة (Dassault) في فرنسا قريبة من انهاء صفقة مبيع طائرات (Rafale) للبرازيل، وقد تؤدي هذه الصفقة الى شراكة تضم فرنسا والبرازيل لاستخدام احدث رادار (AESA RBE2) على هذه الطائرات، الذي طورته شركة (Thales)، ليستعملاه في البداية سلاح الجو الفرنسي والبحرية الفرنسية.
تعرض، من ناحية اخرى، شركة (Eurofighter) نموذجا جديدا من رادار (AESA) المشتق من رادار (Captor) على زبائن مقاتلات (Typhoon) الجديدة المحتملين وعلى زبائنها الحاليين. ويعتمد النموذج، الذي انتجته شركة (Euroradar)، على نموذج يعرف باسم (Caesar) ويمثل مزيدا من المقاربة الثورية نحو تأمين اداء كشف ومتابعة اسرع باساليب جو"جو وجو"ارض في آن واحد. وقد يؤمن هذا توجيها صاروخيا على مسافات ابعد وتكاليف مخفضة على دورة الحياة. ويعتير تحديث رادار (Captor - M) مسارا منخفض المجازفة وهو الرادار الحالي قيد الخدمة في القوات الجوية في بريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا والنمسا والمملكة العربية السعودية. وقد استثمر الفريق الصناعي بقدر كبير في السنوات الاخيرة في رادارات التجارب (AESA). ويجمع التصميم الجديد طرف مقدمة جديد لمستشعر في صَلِدْ (Solid State) مع طرف خلفية لرادار (Captor - M). وقد اجريت على الرادار الجديد تجارب طيران ناجحة في عام ٢٠٠٧. ويستمر العمل على خفض المجازفة على الرادار الجديد (E-Scan) الذي يعتمد على نتائج تطور تحليل البيانات الرادارية.
اذا كانت الولايات المتحدة هي التي تقود السباق في تسليم رادارات (AESA) في طائرات الانتاج، فان الروس هم ايضاً متقدمون جداً في تسليم راداراتهم من نوع (E - Scan) التي تقدم كل فوائد الكشف والمتابعة على مسافة طويلة والاستعمال بوسائل متعددة، ويجري عرض سلسلة طائرات (Su - 30 MK) برادارات متقدمة، وقد تكون الهند احد زبائن التصدير الباكرين، باعتبار انها تشغل اسطولاً كبيراً من هذه الطائرات القوية.
اما المركبات الجوية دون طيار من الجيل الجديد فتستعمل بشكل متزايد نظماً رادارية تمسح الكترونياً، تركز في البداية على دور الجو - سطح وعلى مراقبة منطقة شاسعة. غير ان التكنولوجيا التي تتضمنها نظم مستشعرات رادار (AESA) سوف تتيح ايضاً قدرة اكبر على الدفاع عن النفس، التي تصبح أساسية عندما يتعين على المركبات غير المأهولة ان تعمل في مناطق قد تكون فيها الأصول الجوية معادية.
بقلم: ريتشارد غاردنر
تطورت التكنولوجيا الرادارية بسرعة لتوفر تقدماً في الاداء لم يكن متوفراً قبل بضعة سنوات. ومع حلول العصر الرقمي فقد جلبت معها مجموعة المسح النشط الكترونيا (AESA) التي شكلت انجازاً تكنولوجياً زاد كثيراً في مرونة الطائرات القتالية والادراك الوضعي المتاح للطيار، فهي تستطيع ان تحدد وتتابع مئات الاهداف المتحركة وتصنف اولوياتها وتتيح عمليات مواجهتها بأساليب متعددة. وهذا يعني ان نظام الرادار الفردي يستطيع تقديم هذه الأساليب، مثل البحث جو"جو وجو"ارض وجو"بحر ويتابع مع قدرة على توزيع بيانات رئيسية على نطاق واسع عبر مجال المعركة، ويشاطر معلومات عن الهدف مع طائرات اخرى بقيادة طيارين ومركبات جوية دون طيار ومع القوات البرية والسفن ومراكز القيادة الرئيسية. في
الماضي، كان هذا الدور المتعدد الاداء يقتضي مشاركة رادار كبير ثقيل يحتاج الى صيانة طارئة، وعلى رغم ان تصغير النظم الالكترونية خفض حجم ووزن الرادارات في السنوات الأخيرة، فان احدث جيل من نظم المسح الالكترونية النشطة (AESA) تتيح اداء محسناً كثيراً في رزمة مدمجة اكثر، كما يمكن الاعتماد عليها اكثر وتتطلب خط دعم اقل كثيراً.
ظهر اول رادارات (AESA) عملانياً على متن طائرة (F - 15C) المحدث في عام ٢٠٠٠، وكان يحمل الرمز (AN/APG-63(V)2) الذي طورته شركة (Raytheon) وقد شكل خطوة تغيير في القدرة، لكن التحديث استعمل مكونات من رادار قبله هو رادار (AN/APG-63(V)-1) ويتمتع الرادار الجديد بشعاع رشيق استثنائياً ليؤمن احدث متابعة فورية تقريباً في كل مجال الرؤية. وان استبدال رادار مسح ميكانيكي بتكنولوجيا مستشعر نشط (AESA) يستجيب بشكل أسرع، تنتقي معه الحاجة الى نظام هيدروليكي، الذي ينطوي بدوره على استعمال ادوات تحكم متحركة وقطع اخرى تتطلب كلها صياغة واصلاحات منتظمة، ويستطيع رادار (AESA) البقاء على متن المنصة لفترات طويلة جداً دون اي حاجة الى مستويات صيانة عادية، ويتمير الرادار (AN/APG - 63 (V) 2) بنظم محدثة تحدد الصديق او العدو (IFF)، وبنظم مراقبة بيئية، تتيح للطيارين على متن طائرات (F-15C) الاشتباك مع اهداف جوية متعددة بصواريخ (AIM-120 AMRAAM) بصرف النظر عن مكان تحليقها.
طُور الرادار (AN/APG-63(V)2) اكثر فيما بعد لنماذج طائرات (F-15) الجديدة ولطائرات اخرى. وقد اعتمد لأحدث طائرات سلاح الجو الاميركي (F-15 E) ويُعرض على زبائن التصدير، وهو يقدم زيادة مضاعفة عشرين مرة في الاعتماد عليه ومزيد من المدى وتمييز الهدف. ويعتبر خيار تحديث النظام منخفض المجازفة مجرباً على طائرات (F - 15E Strike Eagle) المتعددة الادوار. ويعتبر نموذج الرادار (AN/APG-63(V)3) تعزيزاً لعمل نماذج سابقة. وان رادار (AESA) المركب على طائرات (F/A-18 E/F) و(EA-18G) يقدم حتى مزيداً من المؤهلات والأداء التكتيكي، ما يتيح نقله مستقبلاً الى طرازات من المقاتلات المتقدمة حتى أكثر، ويمكن اتاحة التكنولوجيا الرادارية في نظم يمكن تدريجها صعوداً او نزولاً وهو اذن مناسباً لطائرات القتال من الجيل الجديد وأيضاً للتحديثات، التي قد تطال اساطيل المقاتلات الحالية. وتمنح رشاقة الرادار الفورية امكانية تحديد الاهداف الجديدة او اولوياتها بسرعة فيما يواصل مراقبة اهداف اخرى، مما يمنح الطيار حد السبق في الاحوال القتالية. وان قدرة النظام على الاندماج مع الكترونيات الطيران ونظم الاسلحة الاخرى على متن الطائرة، مع ميزات مثل النظر الى الامام بالاشعة تحت الحمراء ونظم الرؤية المعززة، بما في ذلك شاشات العرض على الخوذة. تضمن ان تكون قدرة القتال القصوى متاحة من المنصة الجوية في كل الاوقات.
احدى الفوائد الرئيسية التي تنبع من تكنولوجيا رادار (AESA) هي المدى الموسع. وهذه الفائدة تمنح قدرة على الاكتشاف والتحديد ابعد كثيرا من النظم الرادارية العادية. ففي اسلوب القتال جو - جو تعني انه يمكن تحديد هدف جوي معاديا واطلاق الاسلحة عليه قبل ان يعرف طيار الهدف المعادي الطائرة انه تم اكتشافه، وفي الوقت الذي يجري فيه محاولة القيام بالتملص، قد يكون فات الاوان على تحاشي التدمير. وان اهمية الاصابة من الطلقة الاولى غنية عن التعريف في حرب رئيسية. وان النوعية العالية للسيطرة على الهدف على شاشة العرض تمنح الطيار مزيدا من الثقة لدى اتخاذ قرار في جزء من الثانية. لكن رادار (AESA) يتيح ايضا مزيدا من الوقت لمراقبة الهدف قبل اتخاذ هذه القرارات الرئيسية، وقد يشمل هذا مشاطرة المعلومات والتحاليل التكتيكية وتقدير القائد قبل تعزيز ما يجب فعله. وهذا قد يؤدي الى فرق كبير في زيادة الفاعلية القتالية والاستدامة.
اما فائدة التكنولوجيا الرادارية الاخرى لرادار (AESA) فتكمن في القدرة على العمل باساليب متعددة وتنفيذ مهام متداخلة لعمليات جو-جو وجو-سطح التي تتاح للطيار في كل الاوقات. وان رسم الخرائط الارضية والمتابعة الجوية بعيدة المدى تتيح توجيه الاسلحة نحو اهداف متعددة متباعدة في سمتها وارتفاعها ومداها. وينظم جهاز مراقبة مبني ضمن الرادار المهام اوتوماتيكيا لتعزيز الوظائف الرادارية. وخفض عبء العمل عن الطاقم الجوي. وهناك درجة عالية من المناعة ضد الضجيج القوي سواء في المحيطات الجبلية أو الساحلية او المدينية. وهذا يؤمن سهولة في دقة الاشتباك، بصرف النظر عن مهمة الرادار والاعتماد الكبير عليه. وتمنح فوائد الصيانة المتدنية تكاليف منخفضة كثيرا لدورة الحياة. وهذا يشكل عاملا رئيسيا في خفض تكاليف العمل والدعم طوال حياة الطائرة، كما يخفض كثيرا اثر النشر، وفي عصر تحديات الاتاحة، فان مسألة استعمال منصات قليلة لتحقيق مزيد من القدرة تتمحور حول الاستفادة من التقدم في التكنولوجيا للتغلب على واجب استبدال الاصول الجوية القديمة الباهظة الثمن. وتشكل ضرورة الزيادة في عدد الطائرات المتاحة من يوم الى آخر على خط الطيران واحدة من اهم النواحي في تأمين استدامة طويلة الامد للطائرات الخط الامامي، خصوصا بالنسبة للطائرات القتالية المتعددة الادوار. وان اعتماد نظام رادار (AESA) يمكن ان يشكل احد افضل الاستثمارات الذي يمكن للمال شرائه. وان التصميم الجاهز لنظام رادار (AESA) يتيح اجراء تحديث متدرج طوال حياة المنصة، بدلا من استبدال الرادارات القديمة كليا. كما ان رادار (AN/APG-79) يرفع فئة رادارات (AESA) الى مستويات جديدة من ناحية القدرة وسهولة الدعم. وهو قيد الانتاج تماما للبحرية الاميركية على طائرة (F/A-18 E/F Super Hornet). وهو يتميز بتصاميم مفتوحة وبقطع غيار مدمجة من السوق التجارية بحيث يجلب مجموعة من القدرات الرادارية القوية جدا بحجم مدمج ويستعمل معدات جاهزة صلدة غير متحركة تزيل المسح الميكانيكي. وتشمل المزايا الاخرى جهاز استقبال متقدم"محرض ومعالجا متينا من السوق التجارية (COTS) وامدادات طاقة. ويستعمل رادار القتال المتقدم من شركة (Raytheon) (RACR) كتحديث طارىء على طائرات (F-16s) و(F/A-18) الحالية، التي تتطلب تعديلا طفيفا والابقاء على طاقم جوي محدود.
في اعقاب انزال اولى رادارات (AESA)، واصلت شركة (Ratheon) تطوير سلسلة اوسع من النظم الرادارية لمنصات الطائرات المبنية في الولايات المتحدة. وتتميز هذه السلسلة بزيادة الاداء في البحث والمتابعة والبحث البحري الموسع. وتعرض شركة (SELEX Galileo) وشركة (Thales) رادارات بحث بحرية تتدرج من رادار (Searchwater 2000) تقدمة شركة Thales لطائرة (Nimrod Mk4) ورادار (Vixen 5000E) و (5000E Seaspray) من شركة (SELEX - Galileo). وان رادار (500 E) هو الافق في مجموعة رادارات (Searspray AESA) اختاره حرس السواحل الاميركي لطائرة (HC-130H). وتتألف المجموعة الرادارية من معالج راداري (AESA) مشترك ومن هوائي مدمج، هذه المجموعة من الرادارات موجهة للطوافات والمنصات بجناح ثابت. وتستطيع المركبات الجوية الكبيرة دون طيار ان تحمله. وتتمتع المجموعة الرادارية بهوائي يمسح ميكانيكيا مع شعاع راداري يمسح الكترونيا. وهذه القدرة المزدوجة على المسح فعالة بنوع خاص في كشف ومتابعة اهداف سطحية صغيرة جدا، مما يمنحها دورا فعالا جدا كرادارات مراقبة على متن المنصات الجوية للدورية الساحلية.
يشكل الرادار الذي يلتقط صورا دقيقة (SAR) تطورا راداريا رقميا اخر يمنح تخطيطا فائقا للارض. ويشكل رادارا (ASTOR) من شركة (Raytheon) المستشعر الالكتروني الاساسي في رادار (SentinelR1) الذي بني لسلاح الجو الملكي البريطاني. وهذا الرادار يمنح معلومات ممتازة عن هدف يتحرك على مسافة بعيدة تمتد فوق مساحة آلاف الاميال المربعة، ويحدد الرادار بدقة التحركات السطحية لاهداف صغيرة مثل شاحنات النقل الصغيرة (Pick - up) والدراجات النارية والمركبات الاكبر.
كذلك شوهد في المنافسات في سنغافورة وكوريا للحصول على جيل جديد من طائرات القتال المتعددة الادوار، فان اتاحة رادار (AESA) يشكل حاليا عاملا جديا في المبيعات. وجرى الفوز في هذه المنافسات بتصدير نماذج طائرات (Boeing F-15E) و(Eurofighter). وتعرض شركة (Dassault) وشركة (Saab) حاليا مقاتلات متقدمة متعددة الادوار للتصدير مجهزة برادارات (AESA). وتشمل دورة الاختيارات التالية للمقاتلات الجديدة الهند والبرازيل. وهذا يشكل معضلة للمنافسين لانهم يريدون ان يقدموا اكثر الرادارات المتقدمة الممكنة، التي تعني نظم رادارات (AESA). الا ان الزبائن المحليين لمنتجي هذه الطائرات يمانعون في الالتزام كليا بالاستثمار المطلوب لتكون الطائرات مناسبة قياسيا لانتاج التصدير. وقد باتت شركة (Dassault) في فرنسا قريبة من انهاء صفقة مبيع طائرات (Rafale) للبرازيل، وقد تؤدي هذه الصفقة الى شراكة تضم فرنسا والبرازيل لاستخدام احدث رادار (AESA RBE2) على هذه الطائرات، الذي طورته شركة (Thales)، ليستعملاه في البداية سلاح الجو الفرنسي والبحرية الفرنسية.
تعرض، من ناحية اخرى، شركة (Eurofighter) نموذجا جديدا من رادار (AESA) المشتق من رادار (Captor) على زبائن مقاتلات (Typhoon) الجديدة المحتملين وعلى زبائنها الحاليين. ويعتمد النموذج، الذي انتجته شركة (Euroradar)، على نموذج يعرف باسم (Caesar) ويمثل مزيدا من المقاربة الثورية نحو تأمين اداء كشف ومتابعة اسرع باساليب جو"جو وجو"ارض في آن واحد. وقد يؤمن هذا توجيها صاروخيا على مسافات ابعد وتكاليف مخفضة على دورة الحياة. ويعتير تحديث رادار (Captor - M) مسارا منخفض المجازفة وهو الرادار الحالي قيد الخدمة في القوات الجوية في بريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا والنمسا والمملكة العربية السعودية. وقد استثمر الفريق الصناعي بقدر كبير في السنوات الاخيرة في رادارات التجارب (AESA). ويجمع التصميم الجديد طرف مقدمة جديد لمستشعر في صَلِدْ (Solid State) مع طرف خلفية لرادار (Captor - M). وقد اجريت على الرادار الجديد تجارب طيران ناجحة في عام ٢٠٠٧. ويستمر العمل على خفض المجازفة على الرادار الجديد (E-Scan) الذي يعتمد على نتائج تطور تحليل البيانات الرادارية.
اذا كانت الولايات المتحدة هي التي تقود السباق في تسليم رادارات (AESA) في طائرات الانتاج، فان الروس هم ايضاً متقدمون جداً في تسليم راداراتهم من نوع (E - Scan) التي تقدم كل فوائد الكشف والمتابعة على مسافة طويلة والاستعمال بوسائل متعددة، ويجري عرض سلسلة طائرات (Su - 30 MK) برادارات متقدمة، وقد تكون الهند احد زبائن التصدير الباكرين، باعتبار انها تشغل اسطولاً كبيراً من هذه الطائرات القوية.
اما المركبات الجوية دون طيار من الجيل الجديد فتستعمل بشكل متزايد نظماً رادارية تمسح الكترونياً، تركز في البداية على دور الجو - سطح وعلى مراقبة منطقة شاسعة. غير ان التكنولوجيا التي تتضمنها نظم مستشعرات رادار (AESA) سوف تتيح ايضاً قدرة اكبر على الدفاع عن النفس، التي تصبح أساسية عندما يتعين على المركبات غير المأهولة ان تعمل في مناطق قد تكون فيها الأصول الجوية معادية.
