في البداية اود الاعتزار لتأخري في الرد لظروف عمل
اخي مدنب الموت انا لا اغضب بهده السهولة و فقط اري تحليلك ينقصه الكثير من حيث الدقة و الموضوعية
بأي حال سأرد على تحليلك استازي لايضاح مواقع الضعف فيه
في البداية استاد مدنب
قلت ان امريكا تمتلك ما يعادل 25% من الاقتصاد العالمي و هدا غير دقيق و اعني تحديدا كلمة ( تمتلك )
و الرد
بالفعل ا لاقتصاد الامريكي ضخم و قوي الاساس لكن قبل الحكم على مدي فاعلية هدا الصرح في اي صراع لا بد من الاجابة على بعض الاسئلة و سأكتفي بأهم اثنين من كل نقطة لعدم الاطالة
السؤال الاول
من يتحكم بهدا الاقتصاد و ما علاقته بالدولة الامريكية ؟
يتحكم بهدا الاقتصاد بشكل عام مجموعة من رجال المصالح وهو بالاساس اقتصاد يعتمد على شركات ضخمة , تهدف للربح بالاساس و الاهم من كل دلك وهو ماتجاهلة الكثير كون هده الشركات
اولا متعددة الجنسيات نتيجة لما يسمي بالعولمة
ثانيا شركات مساهمة و هدا ناتج عن تضخم اصول هده الشركات بما يصعب ادارتها من قبل الادارة منفرده
نتيجة لتحول معظم الشركات الامريكية العملاقة الي شركات متعددة الجنسيات تهدف للربحية بالاساس هو
تغيير في اسلوب عمل هده الشركات ليناسب غاياتها فهي تسعي للتخفيف من الضرائب و التهرب ان لزم الامر , استغلال اي ظرف للدولة لتحقيق هدفها الوحيد و ساعدها على دلك كونها متعددة الجنسيات فهي لا تخضع بالضرورة لدولة معينه و خصوصا كونها غير موجهة سياسيا و هدا يجعلها في وضع قوي للمساومة مع النظام الحاكم في الدولة صاحبة الارض التي عليها مقر الشركة بل و معاملته بالند و نقل ما تريد من اصول باي مكان تريدة وهدا يسقط صحية كلمة الملكية التي تحدثت عنها استادي و الدليل و على سبيل المثال لا الحصر
نقل عملاق النفط الامريكي هاليبرتون لمقرهة الرئيسي من تكساس لدولة الامارات العربية بسبب السياسات الضريبية الامريكية ( او هكدا تم تبرير موقفهم )
وجود المقر الرئيسي لشركة ليجو بالصين بسبب اسعار العمالة المنافسة
للتأكد مما اقوله يمكنك ايضا متابعة سياسات شركات البترول الامريكية الموجودة بالاراضي الامريكية و موقفها من ارتفاع اسعار لبترول وسياساتها النقدية
نتيجة لتحول هده الشركات لشركات مساهمة هو سهولة التأثير النسبي على سياساتها حيث فتحت اصول الشركة للتمليك لمن يدفع بالتاكيد باستثناء النسبة المملكة للادارة و للدولة ان كان هدا من صلب سايساتها ( وهدة ليست السياسة الامريكية ان كنت لا تعلم ) و هدا عامل بالمجمل لا يمكن تجاهلة !!!!!!!
الشق الثاني من السؤال وهو ما علاقة هدا الصرح بالدولة الامريكية
و لنكون دقيقين اكثر سأقسم هد السؤال الي بعض النقاط الفرعية و سأكتفي بأثنان منهم ايضا لعدم الاطاله
من من الاثنان يسيطر على الاخر ؟
لا تمتميز العلاقة بين الطرفين بعلاقة الحاكم و المحكوم الموجودة في النمودج الكلاسيكي للدولة بل هي علاقة ندية كما اشرت سابقا بل تختلف بحكم الظروف المؤثرة على كل منهما وهي بالمجمل علاقة منفعة متبادلة بين قوتين تمتلك كل منهما ادوات للتأثير و بشده على الطرف الاخر وهو ما يجعل الدولة الامريكية ( وهي ما نهتم به في هدا النقاش ) عرضة للتأثير على مواقفها
لا يمكن تجاهل تأثير الشركة ( المتعددة الجنسيات ) على الدولة الامريكية و ابسط مثال على دلك هو مؤسسة كارلايل حيث يعمل السياسين الامريكين قصاري جهدهم للعمل بهدة المؤسسة و الثمن معروف بحسب ما اظن
و ايضا ما حدث بما يعرف بالatf حيث فازت بالعرض شركة لوكهيدماترن برغم عدم تفوق منتجها وهو طائرة الاف-22 على منافستها بالشكل المطلق الدي يستدعي مثل هدا القرار السريع
واخيرا ما يمثلة كل من جماعات التأثير او ما يعرف باللوبي ووسائل الاعلام الخاصة
ما هي خيارات كل طرف للتعامل مع الاخر في وقت الازمة ؟
من الصعب جدا تكرار مثال مؤسسة يوكوس مع مثيل امريكي ببساطة بسبب كون هده الشركات متعددة الجنسيات , كونها مرتبطة باستثمارات تكتلات ضخمة سياسيا , اقتصاديا و حتي عسكريا مثل الصين , المانيا , اليابان بالاضافة لدول صغيرة على المستوى الدولي لكن مؤثرة مثل الكويت
بكل بساطة يمكن لدولة واحدة من هدة الدول توجيه ضربة قاضية للاستثمارات بالاراضي الامريكية و لجهود مكافحة التضخم عن طريق اعتماد عملة مغايرة لتسعير او شراء سلعة معينة و لتكن القمح و هنا يجب ملاحظة
ان الحكومة الامريكية ستكون المتضرر الاكبر في حالة كهدة حيث اثبتت هيكلية الشركات المتعددة الجنسيات
مرونه واضحة في العامل مع هدا النوع من المشاكل و هاليبرتون مثال واضح !!!
للتوضيح
هدا لا يضم كل الشركات العملاقة كلها و لكنه يضم بعض الشركات الاكثر حساسية بينما توجد شركات عملاقة مثل مايكروسوفت و ياهوو و هم امريكيتين بالمجمل لكنهم شركات مساهمة مساهمة
السؤال الثاني
هل تستطيع الولايات المتحدة حماية هكدا نوع من الاقتصاد المتشعب دوليا بالوسائل العسكرية ا على فرض سيطرتها عليه من الاساس ؟
ان اداء الولايات المتحدة الامني اثناء هجمات الحادي عشر من سبتمبر لا اظنه يعكس سوى حقيقة واضحة لطالما حدر منها القادة العسكريين الامريكين انفسهم وهي امتداد وسائل حفظ الامن الامريكي بأكثر من طاقاتها حيث لم يستطع اجهزة الامن المريكية من التنبه و القيام باجهاض الهجوم ( وهو ليس اول فشل مدوي لهده الاجهزة للعلم ) و فشلت العسكرية الامريكية من اعتراص مصادر تهديد بطيئة و تتحرك بسرعة البطة ان قورنت بما يمتلكه اعداء محتملين من وسائل تدمير تقليدية و قد حدث دلك في قلب عاصمة المال و القرار السياسي بل و في مقر مؤسسة الدفاع نفسها و لا داعي للاضافة فالباقي معلوم !!!
اود التنويه لنقطة اخري
من ضمن ما يؤثر على العسكرية الامريكية و ما يعادلها من ادوات حفظ الامن هو ما يشبه انعدام الثقة بين القيادة السياسية , رجال الاعمل و المؤسسة العسكرية نفسها نتيجة لتعقيدات العلاقة بين كل من الاطراف الثلاثة و هو ما قاد في النهاية لعدم اعتماد الموظفين الامريكان الكبار بما فيهم القائد الاعلي للقوات المسلحة جورج بوش ووزرائة انفسهم على قوات امنية خاصة لحمايته بدلا من القوات التي يفترض به ان يقودها و ان تحميه و هي القوات المسلحة !!!!!!
و هدا له تأثير سلبي حقيقي ان لم يكن على الجيش الامريكي نفسه و يعكس سمعته التي تدل على قصور في فاعليته
فهدا يعكس شيئين اخرين لهما تأثير كبير في اي ازمة مستقبلية و له دلائل لا يجب انكارها
وجود 2 امريكا ..... امركيا رجال الاعمال و السياسين و امريكا اخري للاخرين و هدا يترتب عليه الكثير قد يأتي لاحقا
عدم وضوح العلاقة بين سلطتين اساسيتين نتيجة لتأثير العلاقة بين رجال الاعمال الكبار و هاتين المؤسستين
و لأن الكلام هنا يطول جدا فلن اخوض فيه الا ان طلبت
قلت استادي ان الولايات المتحدة تملك نظام سياسي هو الاكثر سلاسة و قدرة على التماشي مع ما هو جديد
وهو ايضا غير دقيق
و الرد
ما تحدثت عنه هو مصدر قوة ان كان فعلا بهدة الصورة و للتوضيح اكثر
ما يحدد قوة النظام الحاكم بكل دولة هو ما يلي
تعدد و تكافؤ مصادر القوي و القرار بالدولة بما يمنع اسائة استخدامها من قبل احد الاطراف , و في نفس الوقت امكانية اختصار هدة القوي بقوة واحدة شاملة و مؤثرة وقت الضرورة و لكن ايضا بما لا يسمح باسائة الاستخدام من قبل اي طرف بداعي الضرورة
و ما يعنيه نظام الحكم الديمقراطي وجود الشعب ضمن هدة القوي المؤثرة و قد حدد مواطن تأثيره بالتحديد في
امكانية اختيار قادته , امكانية فرض ما يناسب حاجاته على قادته
و لنتحدث عن كل نقطة بشكل مبسط
و لنتكلم عن النظام الحاكم لكن قبل الحديث عن هدة النقطة يجب اولا تحديد
ما هي مصادر القوة و القرار الامريكي بشكل عام و درجة وضوح اتجاهاتها , مساراتها و اهدافها
ما يميز النظام السياسي الامريكي
مصادر القوة بدون تفصيل للاختصار
قوة بشرية و هي الاهم و هي تمثل الشعب طبيعته , ما يملكة من ثقافة , كفائات و غير دلك كثير و هي قوة لا يمكن التنبؤ باهدافها باستثناء اشباع الحاجات الاساسية و اتجاهات عملها و لها قوتها الناعمة على نفسها و المحيطين بها من مراكز قوى
قوة السلطة الفعلية و هي ممثلة بالقوة الامنية , العسكرية و تعكس سلطة الدولة السياسية ... يمكن التنبؤ باهدافها و اتجاهات عملها .. لها قوتها الناعمة و الادبية على الخاضعين للنظام السياسي
قوة اقتصادية و هي القوة المغدية للدولة بجانب القوة البشرية و الادبية و ممثلة ( تبعا للنظام الامريكي ) بالعلاقة الندية بين كل من اصحاب الاعمال , المنتفعين في السلطة و المؤسسة الحكومية و تمثيلها , من الصعب جدا التحكم باتجاهاتها ( بالنظام الامريكي تحديدا )......, هدفها الربحية و فقط الربحية ,...... لها قوتها الناعمة على المنتفعين ( الغير معروف اتجاهم ) فقط
قوة ادبية و هي تمثلها الشرعية الدستورية , شرعية الشارع يمكن التنبؤ باهدافها , لها قوتها الناعمة على الجميع ممن يخضعون لنفس الدستور و ينتمون لنفس الشارع
قوة الدولة الناعمة و هي ليست الموضوع لارتباطها بالخارج اكثر من الداخل
بحسب ما دكرت من اهم قوي الدولي يتضح لك عدم وضوح اتجاهات بعض القوي المهمة اولهم
البشرية و سبب عدم وضوح الاتجاه لهده القوي
ازدياد الحاجات و تداخل حاجاتهم مع مصالح مجموعة اخري تسعي للربح بالاساس
سهولة استخدام كل من وسائل الاعلام و الدعاية لخلق حاجات جديدة وهو من مبدأ الشركات الكبيرة الدولية من الاساس وهو خلق حاجة لاشباعها و تغيير المزاج العام او حتي الرأي العام نفسه ( و الفرق كبير بينهما ) عن طريق كل من وسائل الاعلام الخاصة و اللعب على ضغط الحاجات
القوة الاقتصادية لا تتضح اهدافها بسسب وحيد شامل وهو العولمة
حيث اعتمدت الولايات المتحدة نظام السوق الحر عندما كانت تمتلك النظام الافضل للاستثمار و القدرة التنافسية على مستوي اوروبا و اسيا و لكن هدا الوضع تغير بعض ظهور القوى الاقدر منافسة على جلب الاستثمار و توفير المواصفات التقنية الافضل ببعض الضناعات مثل
المانيا , الصين , روسيا ,هولندا , اليابان , بريطانيا , ايطاليا و غيرهم , و هكدا وعند انقلاب السحر على الساحر بدأت تظهر السياسة الاقتصادية المتخبطة للولايات المتحدة و التي انتجت وحش اقتصادي لا يمكن السيطرة علية و لا يراعي خطوطا حمراء لعملة
ما يجعل النظام الاقتصادي الامريكي غير واضح المعالم هو عدم قدرة الدولة على تحديد ادائة وهو ما نتج عنه كل مايحدث الان بالاقتصاد الامريكي من عدم القدرة على دعم الشركات المنهارة مثل انرون و كون النظام الاقتصادي غير محدد الاداء ادي الي تدخلة بكل مناحي الحياة للدولة الامريكية وهو ما جعل كل نواحي القوة في الولايات المتحدة تتأثر بهدا الجانب وهو ماترتب عليه
1-تداخل قوى الاقتصاد في تحديد القوى السياسية اما عن طريق الدعم الاعلامي او ما يشابهه لمترشحين سياسين
2-تداخل قوي الاقتصاد مع القوة الادبية الممثلة بالدستور حيث اصبح خرقة لتحقيق بعض هده المصالح امرا متكررا في الفترة الاخيرة بل و محاولة بعض المؤسسات الربحية لتعديل توازن القوي بالدولة من اجل تكريس السصلاحيات بمؤسسة الرئاسة من اجل السيطرة عليها و احتكار قراراتها و بالتالي احتكار الفائدة و قد اديع برنامج بهده النقطة على قناة الجزيرة يسمي بقانون تشيني ارجو مراجعته
تأثير دلك على النظام الدي وصفته بالسلس استادي واضح
فالنظام فقد بالفعل قوتين مهمتين وهم
الشعب و الدليل هو بالرغم من موقف الشعب الامريكي من سياسات بلاده العسكرية و خصوصا العراق الا ان المؤسسة الحاكمة لا تجد شيأ يمكن تسميته بالمؤثر منت هدة القوة يجبره على التراجع
قوة ثانية تم تحييدها ولو جزئيا و هي المجالس التشريعية و قد تم تحييدها اما عن طريق التدخل المباشر لاصحاب الاعمال في عمليات الانتخاب , التهديد بالسياسات الاقتصادية للشركات او حتي عن طريق رهن قواتهم العسكرية بالخارج من ناحية الامداد او غيره
و النتيجة التي اظنها واضحة لسيادتكم استادي انه حتي الان لم يستطع اي من الكونجرس او الرأي العام ( برغم ما يمثلوه من قوة ) ان يؤثرو على القرار السياسي
ولهدا لا اري دقة في القول ان النظام السياسي الامريكي سلس لانه بالاساس غير متزن
كما انه يحيد عن اهم مبادئة وهي الديمقراطية التي تعني حكم الشعب لنفسه و هدا يدعمه الاحساس بوجود تفرقة بين طبقتين وهم السياسين و رجال الاعمال , و الاخرين او ما قلته سابقا ( وجود 2 امريكا )
قلت استادي ان الولايات المتحدة تملك العتاد و التكنلوجيا ما يجعلها الاقوي في التاريخ
وهو قول خاطئ تماما !!
و الرد
لم تمتلك الولايات المتحدة بمعظم المجالات التكنلوجية ما يجعلها على قمة التكنلوجيا و انما هي بمكانه عالية يشاركها بها غيرهم و لعدم الاطالة سأدكرك ببعض الاشياء
الولايات المتحدة هي صاحبة سيئ جدا بالمقارنة مع روسيا في مجال التقنيات الفضائة و لا يوجد على دلك ادل من كون الولايات المتحدة تعتدمد على روسيا و تدفع 15 مليون دولار لايصال رائد فضاء امريكي على المحطة الدولية و اخر لاعادته للارض بواسطة المعدات الروسية
الولايات المتحدة طلبت الدعم التقني من اليابان لمساعدتها في الدرع الصاروخية
العتاد الامريكي ليس بالمتفوق بشكل مطلق و الدليل هو السجل العملياتي بدأ من الحرب الكورية و حتي تدريب كوب انديا
و ليس بأي شكل الافضل في تاريخ البشرية ( وهو قول به الكثير من المبالغة )
لكنك قلت انك توافقني فيما قلت بخصوص التوازن النسبي و لدلك لن اخوض بهده النقطة مادمنا متفقين بها !!!
تكلمت استادي عن نية الولايات المتحدة عن تغيير عدد قواتها و تنظيمها وهنا يجب التنبيه لبعض الاشياء
اولا هدا لا يعكس بأي حال من الاحوال عن زياده قوة الجيش بل عن تغيير اهدافه وهدا شيئ يحدث لكل الجيوش و ليس بالشيئ المميز
ثانيا لا يجب الاخد بفعل التغيير كمصدر من مصادر القوة بل بمدي فاعلية هدا التغيير و مدي توافقة مع اهداف الجيش و ظروفه الحالية , و قياسا على الاداء الامريكي الحالي ........., لا اري اي نتيجة اجابية تؤكد كلامك بل اري ان فكرة التغييرات لم تكن جيدة
قلت استادي ان التكنلوجيا الامريكية غنية عن التعريف وهي الافضل و الاحدث و الاقوي و هدا كلام غير دقيق بالمرة ايضا
و قد قلت الادلة سابقا
هدا بخصوص ما قلته
و لعدم الاطاله اكثر من دلك لن اقارن الان بين القوتين من منظور شامل بقدر ما استطيع , الا ان طلبت
و اكتفي بالتعليق على كلامك