بسم الله الرحمن الرحيم .
سيناء جزء عزيز وغالى من ارض مصر ، فهى بكل فخر واعتزاز درع مصر الواقى الذى يحميها من العدوان الخارجى والذى حماها عبر التاريخ منذ غزوا الهكسوس لمصر حتى حرب اكتوبر المجيد ، فسيناء شبه جزيره ، تقع فى الركن الشمالى الشرقى من ارض مصر ، يحدها من الشمال البحر المتوسط الذى يفصلها عن شعوب شمال البحر المتوسط ، ويحدها من الجنوب البحر الاحمر ، ويحدها من الشرق خليج العقبه والحدود السياسيه الفاصله بين مصر وارض فلسطين المحتله بشريط برى يبلغ طوله ( 210 كم ) متماشياً مع خط طول 34 شرقاً ، ويحدها من الغرب خليج السويس وقناة السويس التى افتتحت للملاحه البحريه عام 1869 م ، سيناء تتميز بتضاريسها الوعره حيث تتكون ارضها من مرتفعات وسهول ساحليه ضيقه وجافه وهضاب جافه ولا تعتبر سيناء مكان مؤهل لحياة الانسان الى بعد المشروعات الكبرى التى تقوم الحكومه المصريه بإنشائها فى سيناء لكى تعمل على توطين سيناء سكانياً ، فارض سيناء ذكرها الله فى القرأن الكريم وهذا دلاله على انها ارض طاهره ، إن كانت مصر ذات أطول تاريخ حضاري في العالم، فإن سيناء ذات أطول سجل عسكري معروف في التاريخ تقريباً. ولو أننا استطعنا أن نحسب معاملاً إحصائياً لكثافة الحركة الحربية، فلعلنا لن نجد بين صحاري العرب. وربما صحاري العالم، رقعة كالشقة الساحلية من سيناء حرثتها الغزوات والحملات العسكرية حرثاً. لذلك تعتبر سيناء أرض المتناقضات، فمع قلة سكانها وعدم انتشار الزراعة فيها، إلا أنها كانت من أكثر بقاع العالم تعرضاً للهجمات العسكرية منذ بدء التاريخ. فمرد ذلك إلى أنها تقع بين قارتي آسيا وأفريقيا وبين وادي النيل ودجلة والفرات، أي بين أهم مراكز المَدَنية الأولى في العالم. فعندما تعرضت مصر لغزو الهكسوس، الذين احتلوها ( من عام 1660 : 1580 ق م ) بدأت الحركات التحررية الفرعونية التي قام بها حكام مصر القديمة "طيبة"، لتنتهي بطرد الهكسوس وتطهير أرض مصر من وجودهم بشمال سيناء، على يد جيش بقيادة أحمس الأول . واكتشفت بعثة الآثار المصرية حديثاً، ثلاث قطع أثرية مهمة عُثر عليها في شمال سيناء. وهي عبارة عن لوحتين من عصر الهكسوس بأسماء الملك (بانجي رع ) والملك ( يانحس)، وكانتا من أهم اكتشافات عام 1982م في منطقة " تل حابو" غرب بالوظة بمسافة 15 كيلومتراً غرب سيناء. وذلك كان سنداً تاريخياً عن طريقة خروج الهكسوس من مصر عبر طريق " حورس". وفي عام 1479ق م قاد ملك مصر العسكري " تحتمس الثالث" جيوشه قاصداً بلاد الآسيويين لصد المغيرين على حدود مصر الشرقية. وها هو الملك الفرعوني"سيتي الأول"، ابن "رمسيس الثاني"، من الأسرة التاسعة عشرة، يقود حملته التاريخية العسكرية عبر شمال سيناء متوجهاً إلى بلاد "الحيثيين" لتأمين حدود مصر الشرقية. وفي عام 1982م أيضا تم اكتشاف النقوش الشهيرة باسم الملك "سيتي الأول"، وهو صاحب أول خريطة طبوغرافية لطريق حورس الحربي العظيم بين مصر وفلسطين. وقد تم الفتح الإسلامي لمصر بعد أن عبرت جيوش المسلمين بقيادة "عمرو بن العاص" أرض سيناء، لتنشر الإسلام في مصر والغرب. وكان أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" متردداً في فتح مصر. وكان يرى أن جيش المسلمين لم يحصل على القدر الكافي من الراحة، بعد الجُهد الكبير الذي بذله في فتح الشام والعراق. وعندما طُلّب من "عمرو بن العاص" فتح مصر، طَلَبَ منحه فرصة لدراسة الموضوع، وطَلَبَ السير من الشام إلى مصر. ثم أرسل أمير المؤمنين خطاباً له مع رسول يقول فيه: "إن أدركك كتابي هذا قبل دخول مصر فانصرف عنها، وإن كنت قد دخلتها أو جزءاً منها قبل أن يأتيك الكتاب فامض إلى وجهتك على بركة الله واستعن بالله واستغفره".
ولدى وصول كتاب أمير المؤمنين، سأل "عمرو بن العاص" معاونيه عن مكانه، فقالوا إنهم قد دخلوا أرض مصر. وعندما تعثرت جيوش المسلمين أمام حصون القاهرة، أرسل أمير المؤمنين إمدادات إلى "عمرو بن العاص" بجيش قوامه أربعة آلاف مقاتل، عبروا سيناء إلى القاهرة بقيادة أربعة من كبار الصحابة، هم "الزبير بن العوام" و"عبادة بن الصامت و"المقداد بن الأسود" و"مسلمة بن مخلد وجاء في كتاب أمير المؤمنين إلى قائد جيوشه "عمرو بن العاص": "لقد أمددتك بأربعة آلاف مقاتل وعلى رأس كل ألف منهم رجل بألف رجل". وفي عام 583 هـ عبرت سيناء جيوش "صلاح الدين الأيوبي لقتال الصلبين، فهزمهم في موقعة "حطين" وفتح باب المقدس. وهناك على قمة جبل عال قرب "رأس سدر" توجد بقايا قلعة مهدمة يسميها البدو "رأس الجندي" أو"معصى الجندي"، وعلى حطام بابها لوحة من الحجر منقوش عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد خلد الله ، مِلّك مولانا الناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين أبو يوسف بن القائد خليل أمير المؤمنين الخاضع لله تعالى. مؤرخة في الثامن من جمادى الأولى سنة ثلاثة وثمانية وخمسمائة. هذه اللوحة تنبئ عن صلاح الدين الأيوبي قاهر الغزو الصليبي الغربي والذي عبر صحراء سيناء وهزمهم وفتح باب القدس". كما كانت سيناء أيضاً طريق العثمانيين إلى مصر، وطريق المماليك المصريين نحو إعادة تكوين الإمبراطورية المصرية في فلسطين وسوريا في القرن الثالث عشر . وكانت لسيناء دور مهم فى تاريخ الحمله الفرنسيه على مصر التى جائت فى نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر ، فلما اراد الفرنسيين ان يغزوا ارض الشام لكى يبسطوا سيادتهم عليها كان طريقهم عبر سيناء ، ولما فشلوا فى بسط نفوذهم على بلاد الشام اندحروا الى داخل مصر عبر طريق سيناء الشمالى وصولا الى القاهره ، ولما اتت جحافل القوات البيرطانيه لكى تحتل مصر ولما نجحت فى هذا بسطط نفوذها ايضا على سيناء حتى خرجت من مصر فى منتصف القرن العشرين ، وحينها كان الكيان الصهيونى فى بلاد فلسطين يتطلع الى سيناء فمنها سيزيد ارضه ويبنى دوله اكبر واقتصاد اعظم وتكون سيناء فرصه لكى يغير اليهود على ارض الوادى والدلتا المصريه ، وبالفعل فقد نجح الصهاينه فى ذلك حينما كانوا فى حرب مع مصر حتى حرب اكتوبر ، التى حررت القوات المصريه والعربيه ارض سيناء من يد الصهاينه المغتصبين ، ولطالما كان هذا هو تاريخ سيناء الذى حفرت على رمالها دماء المصريين وهم يدافعون عنها حتى لا تسقط فى ايدى اعدائهم ولطالما كانت سيناء مقرب مرعبه لأى غاذى لها ، فالتاريخ علمنا ان مصر بدون سيناء ليست مصر لأن التاريخ ايضا اثبت لنا ان سيناء هى الدرع الواقى الحقيقى لما ، وسيناء مرتبطه جغرافياً ببلاد الشام ، فلن تكون سيناء وبالتالى مصر فى امان وسلام حتى تتحرت بلاد الشام من اى وجود يهودى او غربى استعمارى فيها ، وبالتالى سيناء فى خطر ومصر فى خطر حتى تتحرر فلسطين من اليهود الذين بنوا دوله استعماريه بها .
هذا الموضوع عباره عن فتح باب للنقاش عن اهمية سيناء التاريخيه فى الدفاع عن مصر وشعب مصر والدفاع عن الاسلام والمسلمين عامتاً ، فمن يرغب فى الستزاده فليتفضل ، وله منى كل الشكر .
سيناء جزء عزيز وغالى من ارض مصر ، فهى بكل فخر واعتزاز درع مصر الواقى الذى يحميها من العدوان الخارجى والذى حماها عبر التاريخ منذ غزوا الهكسوس لمصر حتى حرب اكتوبر المجيد ، فسيناء شبه جزيره ، تقع فى الركن الشمالى الشرقى من ارض مصر ، يحدها من الشمال البحر المتوسط الذى يفصلها عن شعوب شمال البحر المتوسط ، ويحدها من الجنوب البحر الاحمر ، ويحدها من الشرق خليج العقبه والحدود السياسيه الفاصله بين مصر وارض فلسطين المحتله بشريط برى يبلغ طوله ( 210 كم ) متماشياً مع خط طول 34 شرقاً ، ويحدها من الغرب خليج السويس وقناة السويس التى افتتحت للملاحه البحريه عام 1869 م ، سيناء تتميز بتضاريسها الوعره حيث تتكون ارضها من مرتفعات وسهول ساحليه ضيقه وجافه وهضاب جافه ولا تعتبر سيناء مكان مؤهل لحياة الانسان الى بعد المشروعات الكبرى التى تقوم الحكومه المصريه بإنشائها فى سيناء لكى تعمل على توطين سيناء سكانياً ، فارض سيناء ذكرها الله فى القرأن الكريم وهذا دلاله على انها ارض طاهره ، إن كانت مصر ذات أطول تاريخ حضاري في العالم، فإن سيناء ذات أطول سجل عسكري معروف في التاريخ تقريباً. ولو أننا استطعنا أن نحسب معاملاً إحصائياً لكثافة الحركة الحربية، فلعلنا لن نجد بين صحاري العرب. وربما صحاري العالم، رقعة كالشقة الساحلية من سيناء حرثتها الغزوات والحملات العسكرية حرثاً. لذلك تعتبر سيناء أرض المتناقضات، فمع قلة سكانها وعدم انتشار الزراعة فيها، إلا أنها كانت من أكثر بقاع العالم تعرضاً للهجمات العسكرية منذ بدء التاريخ. فمرد ذلك إلى أنها تقع بين قارتي آسيا وأفريقيا وبين وادي النيل ودجلة والفرات، أي بين أهم مراكز المَدَنية الأولى في العالم. فعندما تعرضت مصر لغزو الهكسوس، الذين احتلوها ( من عام 1660 : 1580 ق م ) بدأت الحركات التحررية الفرعونية التي قام بها حكام مصر القديمة "طيبة"، لتنتهي بطرد الهكسوس وتطهير أرض مصر من وجودهم بشمال سيناء، على يد جيش بقيادة أحمس الأول . واكتشفت بعثة الآثار المصرية حديثاً، ثلاث قطع أثرية مهمة عُثر عليها في شمال سيناء. وهي عبارة عن لوحتين من عصر الهكسوس بأسماء الملك (بانجي رع ) والملك ( يانحس)، وكانتا من أهم اكتشافات عام 1982م في منطقة " تل حابو" غرب بالوظة بمسافة 15 كيلومتراً غرب سيناء. وذلك كان سنداً تاريخياً عن طريقة خروج الهكسوس من مصر عبر طريق " حورس". وفي عام 1479ق م قاد ملك مصر العسكري " تحتمس الثالث" جيوشه قاصداً بلاد الآسيويين لصد المغيرين على حدود مصر الشرقية. وها هو الملك الفرعوني"سيتي الأول"، ابن "رمسيس الثاني"، من الأسرة التاسعة عشرة، يقود حملته التاريخية العسكرية عبر شمال سيناء متوجهاً إلى بلاد "الحيثيين" لتأمين حدود مصر الشرقية. وفي عام 1982م أيضا تم اكتشاف النقوش الشهيرة باسم الملك "سيتي الأول"، وهو صاحب أول خريطة طبوغرافية لطريق حورس الحربي العظيم بين مصر وفلسطين. وقد تم الفتح الإسلامي لمصر بعد أن عبرت جيوش المسلمين بقيادة "عمرو بن العاص" أرض سيناء، لتنشر الإسلام في مصر والغرب. وكان أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" متردداً في فتح مصر. وكان يرى أن جيش المسلمين لم يحصل على القدر الكافي من الراحة، بعد الجُهد الكبير الذي بذله في فتح الشام والعراق. وعندما طُلّب من "عمرو بن العاص" فتح مصر، طَلَبَ منحه فرصة لدراسة الموضوع، وطَلَبَ السير من الشام إلى مصر. ثم أرسل أمير المؤمنين خطاباً له مع رسول يقول فيه: "إن أدركك كتابي هذا قبل دخول مصر فانصرف عنها، وإن كنت قد دخلتها أو جزءاً منها قبل أن يأتيك الكتاب فامض إلى وجهتك على بركة الله واستعن بالله واستغفره".
ولدى وصول كتاب أمير المؤمنين، سأل "عمرو بن العاص" معاونيه عن مكانه، فقالوا إنهم قد دخلوا أرض مصر. وعندما تعثرت جيوش المسلمين أمام حصون القاهرة، أرسل أمير المؤمنين إمدادات إلى "عمرو بن العاص" بجيش قوامه أربعة آلاف مقاتل، عبروا سيناء إلى القاهرة بقيادة أربعة من كبار الصحابة، هم "الزبير بن العوام" و"عبادة بن الصامت و"المقداد بن الأسود" و"مسلمة بن مخلد وجاء في كتاب أمير المؤمنين إلى قائد جيوشه "عمرو بن العاص": "لقد أمددتك بأربعة آلاف مقاتل وعلى رأس كل ألف منهم رجل بألف رجل". وفي عام 583 هـ عبرت سيناء جيوش "صلاح الدين الأيوبي لقتال الصلبين، فهزمهم في موقعة "حطين" وفتح باب المقدس. وهناك على قمة جبل عال قرب "رأس سدر" توجد بقايا قلعة مهدمة يسميها البدو "رأس الجندي" أو"معصى الجندي"، وعلى حطام بابها لوحة من الحجر منقوش عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد خلد الله ، مِلّك مولانا الناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين أبو يوسف بن القائد خليل أمير المؤمنين الخاضع لله تعالى. مؤرخة في الثامن من جمادى الأولى سنة ثلاثة وثمانية وخمسمائة. هذه اللوحة تنبئ عن صلاح الدين الأيوبي قاهر الغزو الصليبي الغربي والذي عبر صحراء سيناء وهزمهم وفتح باب القدس". كما كانت سيناء أيضاً طريق العثمانيين إلى مصر، وطريق المماليك المصريين نحو إعادة تكوين الإمبراطورية المصرية في فلسطين وسوريا في القرن الثالث عشر . وكانت لسيناء دور مهم فى تاريخ الحمله الفرنسيه على مصر التى جائت فى نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر ، فلما اراد الفرنسيين ان يغزوا ارض الشام لكى يبسطوا سيادتهم عليها كان طريقهم عبر سيناء ، ولما فشلوا فى بسط نفوذهم على بلاد الشام اندحروا الى داخل مصر عبر طريق سيناء الشمالى وصولا الى القاهره ، ولما اتت جحافل القوات البيرطانيه لكى تحتل مصر ولما نجحت فى هذا بسطط نفوذها ايضا على سيناء حتى خرجت من مصر فى منتصف القرن العشرين ، وحينها كان الكيان الصهيونى فى بلاد فلسطين يتطلع الى سيناء فمنها سيزيد ارضه ويبنى دوله اكبر واقتصاد اعظم وتكون سيناء فرصه لكى يغير اليهود على ارض الوادى والدلتا المصريه ، وبالفعل فقد نجح الصهاينه فى ذلك حينما كانوا فى حرب مع مصر حتى حرب اكتوبر ، التى حررت القوات المصريه والعربيه ارض سيناء من يد الصهاينه المغتصبين ، ولطالما كان هذا هو تاريخ سيناء الذى حفرت على رمالها دماء المصريين وهم يدافعون عنها حتى لا تسقط فى ايدى اعدائهم ولطالما كانت سيناء مقرب مرعبه لأى غاذى لها ، فالتاريخ علمنا ان مصر بدون سيناء ليست مصر لأن التاريخ ايضا اثبت لنا ان سيناء هى الدرع الواقى الحقيقى لما ، وسيناء مرتبطه جغرافياً ببلاد الشام ، فلن تكون سيناء وبالتالى مصر فى امان وسلام حتى تتحرت بلاد الشام من اى وجود يهودى او غربى استعمارى فيها ، وبالتالى سيناء فى خطر ومصر فى خطر حتى تتحرر فلسطين من اليهود الذين بنوا دوله استعماريه بها .
هذا الموضوع عباره عن فتح باب للنقاش عن اهمية سيناء التاريخيه فى الدفاع عن مصر وشعب مصر والدفاع عن الاسلام والمسلمين عامتاً ، فمن يرغب فى الستزاده فليتفضل ، وله منى كل الشكر .