بالصور.. القنابل الخارقة للتحصينات "التحت أرضية"

الزعيم

صقور الدفاع
إنضم
20 يوليو 2012
المشاركات
8,456
التفاعل
378 1 0


تُعدّ إسرائيل الدولة الوحيدة التي حصلت على عدد من هذه القنابل من الولايات المتحدة الأمريكية. ففي العام 2004, طلبت إسرائيل من أمريكا بيعها عدداً من هذه القنابل من النوع التقليدي. و بالفعل وافق البنتاغون في العام 2005 على بيع (100) قنبلة نوع (GBU-28) لإسرائيل. و قد قيل في حينه إنّ القنابل هذه تأتي في إطار الاستعداد الإسرائيلي لقصف المواقع النووية الإيرانية و التحصينات التابعة لها. و ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) يوم السبت الماضي عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تسرّعت بتسليم إسرائيل قنابل موجهة بالأقمار الصناعية (أي GBU-37) و أخرى بالليزر، استجابة لطلب إسرائيل في إطار هجومها على لبنان.

فما هي خصائص هذه القنابل؟ و ما هي مميزاتها؟ و كيف تعمل؟ و على ماذا تعتمد؟
تُعرف القنابل الخارقة للتحصينات اصطلاحاً بـ (EPW) (Earth Penetrating Weapons), و هي مصممة لتصطدم بالأرض بسرعة عالية لتخترق السطح إلى العمق، و تنفجر بعد ذلك فيه. مثل هذه القنابل يمكن تحميلها في صواريخ قصيرة المدى عبر الطائرات، خاصة كطائرات الشبح (B2 Stealth) أو طائرات (F-111) و (F-15) و هي الطريقة الشائعة و الأكثر فاعلية.
تمّ تطوير هذه القنابل في حرب "عاصفة الصحراء" على العراق خلال أسابيع قليلة، و ذلك من أجل ضرب مراكز القيادة و التحكّم العراقية "التحت الأرضية". فقبل أنّ يتم تصنيع هذه القنابل, كان من غير الممكن لأي قنابل اختراق التحصينات التحت أرضيّة, لكن بعد الحرب الأمريكية على العراق في العام 1991 أصبح الأمر مغايراً.

أنواع القنابل الخارقة للتحصينات التحت أرضيّة
تتألف القنابل الخارقة للتحصينات من نوعين:
rocket-1.jpg
- الأول و هو من نوع القنابل التقليدية (Conventional Bunker Buster), و تُعرف أكبر فئتين منه باسم (GBU-28) و (GBU-37)، و هما تعتمدان نفس الهيكل لكن مع أنظمة توجيه مختلفة, و قدرة على اختراق الأرض بعمق (30) متراً.
- النوع الثاني هو من نوع القنابل النووية التكتيكية التي تُعرف باسم (Nuclear Bunker Buster)، و تتميز عن الأخرى برأس رفيع مثل (B61-11), و بقدرة اختراق أقل من النوع التقليدي أي حوالي (2 – 3) أمتار، و لكن بمفعول أكبر بكثير؛ إذ يعمل على توليد موجات طاقة باستطاعتها تحطيم تحصينات تحت أرضية على مسافة (70) متراً تقريباً.

rocket-2.jpg
هيكل القنبلة و نظام التوجيه
بالنسبة إلى هيكل القنبلة (GBU-28) التي تمتلك رأساً تفجيرياً يُعرف باسم (BLU-113) فهو على شكل أنبوب يبلغ قطره حوالي ثلث متر (36.8 سنتم) و طوله حوالي (4) أمتار، و يبلغ وزن القنبلة أكثر من (2) طن تقريباً مع إمكانية حمله حوالي (300) كلغ من المتفجرات الشديدة القوّة. أمّا عن وسائل إلقائها فهي تتم عادة عبر الطائرات، و باستطاعتها اختراق الأرض بعمق (30) متراً, و الإسمنت المسلّح بعمق (6) أمتار.
rocket-3.gif
هيكل القنبلة و نظام التوجيه
القنبلة (GBU-28) تستخدم نظام توجيه يعتمد على الليزر فيما تعتمد القنبلة (GBU-37) على نظام التوجيه العالمي، مما يجعلها أكثر دقّة في إصابة الهدف من النوع الأول، و ممّا يمكنها أيضاً من العمل في جميع الظروف الجويّة مهما بلغت رداءتها


 
كيفية عمل القنبلة
من خلال الوصف الدقيق أعلاه, يمكننا أن نفهم طريقة عمل هذه القنبلة التي تعتمد في مفهومها على أساسيات الفيزياء؛ إذ تمتلك هذه القنبلة أنبوباً شديد القوّة، و هو ضيق جداً نسبة إلى طوله، و هو ثقيل جداً أيضاً. من هذا المنطلق, فإنه عندما يتم إلقاء القنبلة من الطائرة, يعمل هذا الأنبوب على تطوير سرعة عالية جداً، و بالتالي على توليد طاقة حركية كبيرة (K.E.) أثناء سقوطها.
rocket-4.jpg
فالقنابل الخارقة للتحصينات تخترق الأرض بعدة أمتار قبل أن تنفجر, و تقوم القشرة الأرضية بالحد من سرعة و عمق الاختراق الذي تسببه القنبلة, لكنّ الانفجار التي تحدثه القنبلة في داخل الأرض بدلاً من سطحها يعمل على نقل كمية كبيرة من طاقة الانفجار إلى عمق الأرض مما من شأنه أن يؤدي إلى تشكيل موجات طاقة قوية جداً تعمل على الامتداد و تدمير التحصينات التحت أرضيّة .
rocket-5.jpg
على سبيل المثال, فإنّ تفجير (10) كيلوطن على عمق يصل إلى متر واحد فقط من شأنه أن يزيد من القوّة التدميرية و التفجيرية بنسبة (20) ضعفاً فيما لو كان هذا التفجير على سطح الأرض. بمعنى آخر فإن تفجير (10) كيلو طن بعمق متر واحد يساوي في قوته التدميرية تفجير (200) كيلو طن على سطح الأرض, و (3209) كيلو طن فيما لو كان العمق (5) أمتار.
rocket-6.jpg

الاعتماد على اليورانيوم المنضّب
و قد تم الأخذ بعين الاعتبار أثناء تطويرها ثلاثة خيارات:

- الخيار الأول: زيادة حجم و وزن القنبلة, فكلما زاد الوزن زادت الطاقة الحركية لها، و بالتالي قوتها التدميرية عند اختراقها للهدف.
- الخيار الثاني: تقليل قطر القنبلة، و بالتالي جعل قدرتها على الاختراق أكبر و أعمق سواء للتربة أو للباطون المسلّح.
- الخيار الثالث: تطوير سرعة القنبلة لزيادة و مضاعفة طاقتها الحركية عبر زيادة حجم محرّك الدفع.

تمّ التوصل فيما بعد إلى أنّه لزيادة حجم هذه القنبلة مع المحافظة على مواصفاتها فإنّه يجب استخدام مادة أثقل من مادة الفولاذ. الرصاص أثقل من الفولاذ، و لكنه ليّن، و بالتالي سيكون عديم الفائدة أثناء اختراقه للأرض, و بالتالي هناك مادة واحدة لها خصائص القوة و الكثافة، و هي اليورانيوم المنضّب التي تمتلك ثلاث خصائص أساسية تساعدها في أن تكون أكثر فعالية:

- الكثافة: اليورانيوم المنضّب أكثر كثافة بـ (1.7) مرات من الرصاص, و بـ (2.4) مرات من الفولاذ.
- القوّة: يتمتع اليورانيوم بقوّة كبيرة.
- الاشتعال: يتمتع اليورانيوم المنضب بخاصيّة الإحراق، و هو بهذه الخاصية يشبه المغنيسيوم. فإذا ما تمّ تعريض اليورانيوم المنضب للأوكسيجين (الهواء العادي) فإنه يحترق بشكل كبير, و عندما يحترق في داخل الهدف فهذا يزيد من خصائصه التدميرية.
الأماكن التي تمّ استخدام القنبلة فيها
تمّ تطويرهذه القنبلة أساساً و إنتاجها و استخدامها في العام 1991 إثر حرب "عاصفة الصحراء" لمواجهة التحصينات العراقية و مراكز القيادة و التحكم للجيش العراقي، و قد أحدثت الكثير من الخسائر البشرية في صفوف الجيش العراقي كما تسببت في مجازر بشرية كثيرة بعد استهداف الأمريكيين للملاجئ العراقية كملجأ العامرية , ثمّ تمّ استخدام هذه القنبلة و سلسلتها في الحرب على يوغوسلافيا السابقة إبّان عهد ميلوزوفيتش من قبل القوات الأمريكية.
أمّا النسخة المطوّرة الموجودة حالياً من هذه القنبلة فقد تمّ زيادة حجم استخدامها بشكل كبير و مخيف في أفغانستان بداية, حيث ارتكبت العديد من المجازر التي لم تستطع الكاميرات تصويرها أو نقلها للعالم و ذلك لتدمير المخابئ و السراديب التي تمّ حفرها في الجبال إبّان الحرب مع الاتحاد السوفيتي، إمّا لتخزين الأسلحة و الذخائر، و إمّا لتمركز قيادات المقاومة و المجاهدين.
ثمّ تمّ استخدام هذه القنابل في حرب احتلال العراق في العام 2003 حيث تم استخدام هذه القنبلة بكميات كبيرة جداً للاعتماد على قوتها الحارقة عبر اليورانيوم المنضب ضد تحصينات مراكز القيادة العراقية، و من ثمّ تمّ استخدامها في الفلوجة ضدّ المجاهدين، بالإضافة إلى الفسفور الحارق و اليورانيوم المنضب، كما تشير إلى ذلك العديد من التقارير، و كما نقل فيلم تصويري تمّ تسريبه إلى وسائل الإعلام آنذاك.
 
والله سلاح خطير ،،، وعضو أخطر :tongue:: مشكووور ،،،
 
رد: بالصور.. القنابل الخارقة للتحصينات "التحت أرضية"

موضوع جميل ورائع
مشكوووووووووووووووور
 
عودة
أعلى