تُعدّ إسرائيل الدولة الوحيدة التي حصلت على عدد من هذه القنابل من الولايات المتحدة الأمريكية. ففي العام 2004, طلبت إسرائيل من أمريكا بيعها عدداً من هذه القنابل من النوع التقليدي. و بالفعل وافق البنتاغون في العام 2005 على بيع (100) قنبلة نوع (GBU-28) لإسرائيل. و قد قيل في حينه إنّ القنابل هذه تأتي في إطار الاستعداد الإسرائيلي لقصف المواقع النووية الإيرانية و التحصينات التابعة لها. و ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) يوم السبت الماضي عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تسرّعت بتسليم إسرائيل قنابل موجهة بالأقمار الصناعية (أي GBU-37) و أخرى بالليزر، استجابة لطلب إسرائيل في إطار هجومها على لبنان.
فما هي خصائص هذه القنابل؟ و ما هي مميزاتها؟ و كيف تعمل؟ و على ماذا تعتمد؟
تُعرف القنابل الخارقة للتحصينات اصطلاحاً بـ (EPW) (Earth Penetrating Weapons), و هي مصممة لتصطدم بالأرض بسرعة عالية لتخترق السطح إلى العمق، و تنفجر بعد ذلك فيه. مثل هذه القنابل يمكن تحميلها في صواريخ قصيرة المدى عبر الطائرات، خاصة كطائرات الشبح (B2 Stealth) أو طائرات (F-111) و (F-15) و هي الطريقة الشائعة و الأكثر فاعلية.
تمّ تطوير هذه القنابل في حرب "عاصفة الصحراء" على العراق خلال أسابيع قليلة، و ذلك من أجل ضرب مراكز القيادة و التحكّم العراقية "التحت الأرضية". فقبل أنّ يتم تصنيع هذه القنابل, كان من غير الممكن لأي قنابل اختراق التحصينات التحت أرضيّة, لكن بعد الحرب الأمريكية على العراق في العام 1991 أصبح الأمر مغايراً.
أنواع القنابل الخارقة للتحصينات التحت أرضيّة
تتألف القنابل الخارقة للتحصينات من نوعين: - النوع الثاني هو من نوع القنابل النووية التكتيكية التي تُعرف باسم (Nuclear Bunker Buster)، و تتميز عن الأخرى برأس رفيع مثل (B61-11), و بقدرة اختراق أقل من النوع التقليدي أي حوالي (2 – 3) أمتار، و لكن بمفعول أكبر بكثير؛ إذ يعمل على توليد موجات طاقة باستطاعتها تحطيم تحصينات تحت أرضية على مسافة (70) متراً تقريباً.
هيكل القنبلة و نظام التوجيه
بالنسبة إلى هيكل القنبلة (GBU-28) التي تمتلك رأساً تفجيرياً يُعرف باسم (BLU-113) فهو على شكل أنبوب يبلغ قطره حوالي ثلث متر (36.8 سنتم) و طوله حوالي (4) أمتار، و يبلغ وزن القنبلة أكثر من (2) طن تقريباً مع إمكانية حمله حوالي (300) كلغ من المتفجرات الشديدة القوّة. أمّا عن وسائل إلقائها فهي تتم عادة عبر الطائرات، و باستطاعتها اختراق الأرض بعمق (30) متراً, و الإسمنت المسلّح بعمق (6) أمتار. هيكل القنبلة و نظام التوجيه
القنبلة (GBU-28) تستخدم نظام توجيه يعتمد على الليزر فيما تعتمد القنبلة (GBU-37) على نظام التوجيه العالمي، مما يجعلها أكثر دقّة في إصابة الهدف من النوع الأول، و ممّا يمكنها أيضاً من العمل في جميع الظروف الجويّة مهما بلغت رداءتها