أسباب فشل المعارك المدرعة العراقية بحرب 2003
أما تسليحه فهو قريب إلى حد كبير من تسليح الجيش العراقي إلا من ناحية الإسناد المدفعي فهو أكثف وأدق وأكثر فاعلية و اعتماد على المدفعية الصاروخية من أفواج الجيش إضافة إلى أن الفرق المدرعة فيه كانت مزودة بناقلات جنود حماية للدبابات مجنزرة من نوع BMP-2 وهي أحدث من النوعية التي لدى الجيش وهي BMP-1 إضافة إلى أهم عنصر تسليح مميزة في الحرس الجمهوري وهي دبابة "تاميا" T-72M1 وكان يوجد منها نحو 400 دبابة حتى حرب 2003 ودبابة M-84 التشيكية هي موازية لدبابة "تاميا" Tamiya بالحداثة و التجهيز وقد جهزت جميعها بنظام تصويب وقائس مسافة بولندي ونظام إدارة نيران Fire Control System "FCS" بلجيكي الأمر الذي يجعل منهم دبابات حديثة مقارنة مع نظرائها من النفس العائلة الغير مطورة .
وكان عدد الدبابات ذات المنشأ التشيكي 700 دبابة أما الدبابة الأقوى و الأحدث بين دبابات T-72 لدى العراقيين فكانت دبابة "أسد بابل" العراقية وكان عددها بالخدمة الميدانية 500 دبابة في عام 2003 تم بنائها وتجهيزها بمجهود محلي بالكامل كان أهم مميزاتها فولاذ التدريع الذي صمم من خليط كيميائي معدني متميز بمعونة ألمانية خاصة مستقطبة لتكون أمتن وأكثف من شبيهتاها بضعف ونصف الضعف ، وزيادة السماكة 50 ملم ضمن الطبقات الثلاثة المركبة دون زيادة بالوزن إضافة لدرع عازل مرن في الطبقة الخامسة و الأخيرة بعد طبقة الكوارتز وذلك لاحتواء الشحنة المقذوف الحراري أو محاولة احتواء المقذوف الحركي من غير اليورانيوم المنضب "DU" Depleted Uranium الذي لا تستطيع ولا حتى الدروع المركبة في دبابة Leopard 2A5 الألمانية أن تحتويها وخاصة الجيل الثالث M829A3 ولكن قذائف مثل DM33 و DM43 و ربما DM53 إضافة للقذيفة الأمريكية KEW-A1 ولكن ليس DM63 الألمانية أو القذيفة الأمريكية KEW-A2 لأنها قذائف موازية في قوتها لقذيفة اليورانيوم المعروفة بالطلقة الفضية Silver Bullet رغم أنها من عائلة التنغستين Tungsten "W" و السبب في ضعف معظم قذائف التنغستين أمام قذائف اليورانيوم أنه رغم كون قذائف التنغستين أسرع أي تصل إلى قرابة 1800 م/ث أي بزيادة 200 م/ث عن اليورانيوم المنضب إلا أنها أكثر تباطؤ بعد الانطلاق من اليورانيوم بسبب ضعف التآكل أو الانصهار مقارنة مع اليورانيوم حيث لا يحتاج هذا الأخير إلى أكثر 1000 درجة مئوية بينما يحتاج في التنغستين إلى أكثر من 3000 درجة مئوية إضافة إلى سبب ارتفاع الحرارة المسارية في التنغستين إلى حوالي 2500 درجة مئوية بينما في اليورانيوم تصل إلى 4000 درجة مئوية وخاصة عند بدء الاختراق و السبب أن حرارة اشتعال اليورانيوم التي تبدأ عند درجة 500 درجة مئوية وهو عامل يساعد على الاختراق بفرصة أكبر بالإضافة إلى ميزة التشوه الطولي أثناء الاختراق وليس العرضي المعيق في التنغستين لذلك فإن رمل الكوارتز So2 الصناعي والطبقة المتينة المركبة المرنة الأخيرة المقاومة للحرارة سوف يخمدون العامل الاختراقي الحركي و الحراري لقذائف التنغستين من الناحية النظرية .
قذيفة الطاقة الحركية DM63
القذيفة DM53
القذيفة DM43
عائلة قذائف الدبابة "أبرامز"
الأمر الذي يستدعي إلى وجود خبرة قتالية ميدانية ذات طابع أكاديمي ونظام إدارة وسيطرة إلكترونية نصف أوتوماتيكية .
لذلك كان قائد دبابة "أسد بابل" ضابط بدأ من رتبة ملازم وحتى رتبة عميد كآمر كتيبة دبابات ضمن دبابة قتالية .
وكانت أهم أساليب القتال في تكتيك دبابة "أسد بابل" التالي "
1. القنص التبيتي: حيث يتم وضع الدبابة في مخبئ قتالي مناسب ويتم التهديف بمسدد وقائس مسافة ليزري مرتبط بحاسب تهديف الكتروني يجري معادلات حسابية جبرية دقيقة لالتقاء القذيفة بالمقذوف إذا كان المقذوف يقوم بحركة مواربة أو ضد الحوامات الهجومية الإقبالية بقذائف طاقة حرارية شديدة الانفجار .
2. القنص الحركي: ويتم في حالة تحرك الدبابة المهدفة وثبات الدبابة المستهدفة أو تحرك هذه الأخيرة بحالة الإقبال و الإدبار ويتم ضبط ذلك بحاسب التهديف الالكتروني ويضبط إطلاق المقذوف ضمن ضمان الإصابة وأي اختلال حسابي يوقف إطلاق المقذوف ، وهو في حالة القنص من النوع الاختراقي الحراري "الجوفاء" .
3. القصف الفطري: وهذا النوع يكون بدون مساعدة الكترونية إلا إذا كان مباعد ويعتمد على معدل الرماية القصوى للملقم الآلي وبواسطة قذائف التدمير الحراري "المهداده".
وقد خصت 200 دبابة من نوع "أسد بابل" جهزت بها فرقة "الفاروق" المدرعة من حرس صدام الخاص لإضافات جوهرية منها تفعيل دروع إيجابية مخمدة للقذائف الحرارية ومحيدة للقذائف الحركية من نوع حواجز الطاقة المغناطيسية التي كانت موجودة أصلاً في عائلة T-72 السوفيتية في السبعينات ولكن كان لها عيوبها ومنها استهلاك كامل الجهد الكهربائي بالدبابة وإجبارها على التوقف وربما انفصال التيار .
والخصوصية الثانية هي تزويد الدبابة بموجه ليزري لتوجيه قذيفة عراقية ذكية مشتقة من القذيفة السوفيتية AT-8 Songster "9K112 Kobra" و التي يصل مداها حتى 4 كم وهي فعالة ضد الحوامات الهجومية أيضاً وكانت مزودة بشحنة اختراق حراري بسرعة تزيد عن 5000 م/ث وحرارة 3000 درجة مئوية وقد زودت بها القذائف العمياء الجوفاء الحرارية في دبابات الحرس الجمهوري العام .
ومما تقدم نجد أن مقومات التجهيز و الخبرة القتالية لدى الحرس الجمهوري العام والخاص كانت جيدة بشكل يمكن معه إلام القوى المضادة ولكن على أرض الواقع كان الأمر مختلف .
لذلك سوف نبحث بأسباب هذا الفشل على أمل استفادة دول عربية معنية بغزو أمريكي مستقبلي.
أهم سبب هو تحول الولايات المتحدة الأمريكية ولو بشكل تجريبي من مبدأ القتال وفق نظرية "ميتشل" التي تعتمد على الجيوش الجرارة الكمية مع إسناد متدرج جوي ثم أرضي ثم اشتباك مباشر مع تحيد عناصر الإسناد إلا كغطاء حماية من الإسناد المضاد ، إلى نظرية "أركيلا" القتالية التي تسمح لرأس حربة أو قوة طليعة نوعية مثل قوات "تاسك" بالقيام بهجوم مشترك آني بري وجوي من خلال التنسيق مع شبكة اتصال الكترونية رقمية معقدة ، بمعنى آخر تطور نوعي خطير في مبادئ القتال كان كبش الفداء دون سابق خبرة أو معرفة فيه "جيش العراق" .
إضافة إلى انعدام وجود الغطاء الجوي عند العراقيين وضعف وقصور الدفاع الجوي الأرضي بسبب الحرب الالكترونية القاسية و اللينة لدى العدو ، وانعدام الإسناد الجوي وضعف الإسناد الأرضي بسبب رادارات تحديد النيران الأمريكية Fire finder التي كانت تحدد موقع إطلاق نيران الإسناد من أول مقذوف وتحدد سرعة المقذوف ومكان سقوطه وتوجه النيران المضادة لمنابع النيران إضافة لخطر مماثل حيوي استباقي وقائي متمثل بالطائرات المسيرة بدون طيار الاستطلاعية .
ولكن العراقيين طوروا أسلوب الدفاع ضد هذا الإجراء المعادي من خلال تغير الموضع بدل التحصن في الموضع ذاته واعتماد مبدأ الرماية المباعدة الكثيفة من خلال إطلاق عدد يزيد عن معدل الإطلاق الكلاسيكي بالضعف دون تغير زاوية أو محور المدفع الميداني وزيادة الاعتماد على سلاح الراجمات .
وقد نجح العراقيين وخاصة الحرس الجمهوري في إتقان التخفي و الخداع و التضليل وإعادة الانتشار الذي لعب دور فعال في تحجيم المجهود الجوي و خاصة بالضربات الجراحية الذكية مما أجبر الأمريكان على العودة إلى القصف البساطي الأعمى والذخائر ذات التأثير المساحي .
في يوم 3-4-2003 في منطقة الرضوانية تحركت قوة مدرعة كبيرة من فرقة الفاروق من الحرس الخاص تضم 200 دبابة أسد بابل الخاصة بنمور صدام لتباغت عملية إبرار جوي لقوات واجب المشتركة JTF الأمريكية المدرعة كانت تحت حماية وحدات مجوقلة من فوج الفرسان السابع الأمريكي .
لكنها بوغتت بأسلحة متطورة جداً من فئة الفائق الذكاء Brilliant من النوع الفرعي الباحث عن الأهداف بدأ بنوع جرب فيما بعد في الإمارات العربية المتحدة عام 2004 كتجريب تسويقي من أجل إبرام عقود ليبدأ إنتاجه بشكل نهائي في أواخر عام 2007.
وهذه الذخائر الفرعية هي اسطوانات Smart 155 التي كانت تطلقها مدفعية "بلادين" عيار 155 ملم الذاتية الحركة وتحملها قذائف DM702 قبل أن تظهر قذائف المدى المطول الذكية اليوم من نوع M982 وأثناء التجربة الميدانية كانت اسطوانات Smart 155 مزودة بمظلة وليست منطادية كما هو الحال اليوم في تاريخنا هذا.
وحسب المعلومات الواردة حول هذه الذخائر الذكية فإنها تبحث بحركة حلزونية ضمن دائرة بحث قطرها 300 متر بدوائر تمييز حرارية مع مسدد وقائس مسافة ليزري لإطلاق حشوه الاختراق الحرارية من أعلى الدبابة نحو البرج أو المؤخرة تماماً كما هو الحال مع أسطوانات "اسكت" BLU-108 SFW "Skeet" التي تتفرع من قنابل عنقودية جوية ولكنها تغطي 1/10 من مساحة البحث وتعتمد على دافع توربيدي سفلي يحدث حوالي 50 دورة بالثانية و بحشوه اختراق أصغر من "سمارت" و اسطوانات "اسكت" استخدم بكميات كبيرة في هذه المعركة .
وهو ما تسبب بتدمير الكتلة الأكبر من مدرعات الحرس الخاص واجبر الباقي على مغادرة آلياتهم ودروعهم وخوض معارك مشاة شرسة جداً أخرت تدفق القوات الأمريكية نحو مطار بغداد الدولي .
وقد سبق هذه المعركة معركة كبيرة انتهت في 2-4-2003 في منطقة النجف وكربلاء خاضها لواء مدرعة من فرقة النداء وفرقة المدينة المدرعة وهما من فرقة الحرس الجمهوري العام ورغم اشتراك أكثر من 400 دبابة T-72 متطورة و مطورة في هذه المعركة إلا أنها دمرت جميعاً مقابل تدمير عدد لا يتجاوز أصابع اليدين إلا بقليل من دبابات "أبرامز" الجيل الثاني وكان للذخائر الذكية الباحثة عن الأهداف دور مفصلي فعال في اصطياد الدبابات المتحركة و المناورة العراقية وخاصة اسطوانات "اسكت" وقذائف كانت تطلقها فوهات مدافع الأبرامز من نوع XM943 STAFF التي تعتمد على الحساسات الرادارية الميليمترية قبل أن تطلق فوق الهدف المتحرك حشوتها الاختراقية الحرارية كما في اسطوانات "سمارت" و"اسكت" .
وقبل أن اختتم هذا البحث أود أن أخبر عن تفاصيل معركة في حرب 1991 لم يتطرق لها الأمريكيون و لا حتى بالإشارة اللهم إلا من مصادر سوفيتية بعد أقل من عام من الحرب .
فقد توزعت قوات الدفاع العراقية على خطوط أضعفها كان الأول خط المواجهة وأقواها كان الثالث ولكن كان هناك خط خفي احتياطي استراتيجي كان مختفي في مدينة الكويت العاصمة أثناء القصف الجوي التمهيدي ثم عاود انتشاره في مطار الكويت الدولي ومحيطه تمثل بلواء مدرع من فرقة "توكلنا على الله" مجهز بحوالي 100 دبابة "تاميا" وخصص لإسناد هذا اللواء المدرع كتيبة مدفعية صاروخية من نوع غراد عيار 122 ملم BM-21 كانت مجهزة 54 راجمة .
ولكن حقق مهمته الفدائية التي مفادها التعريف بالحرس الجمهوري العراقي IRG .
مصدر : http://www.inetres.com/gp/military/cv/weapon/M256.html
مصدر : http://defense-update.com/products/digits/120ke.htm
مصدر: http://www.defenseindustrydaily.com/get-smart-control-for-aussie-artillery-03911/
مصدر: http://www.rheinmetall-defence.com/index.php?fid=3992&lang=3