أطلقت احدى القطع البحرية الامريكية في منتصف شهر فبراير الماضي صاروخ من طراز ( SM-3 ) اعترض القمر الصناعي الامريكي ( USA-193 ) في الفضاء الخارجي على ارتفاع ( 240 ) كم من سطح الأرض . تم تدمير القمر الصناعي البالغ وزنه ( 2.78 ) طن بنجاح تام ، بعد نحو شهرين فقط من اطلاقه في مهمة عسكرية . و يعتبر الصاروخ البحري ( SM-3 ) الجيل الثال من من الجيلين الأول و الثاني منه ( SM-1/2 ) كما تطلق البحرية الأمريكية على الصاروخ ( SM-3 ) الاسم ( RIM-161 ) أيضا . و هو نسخة مطورة من الطراز ( SM-2ER Block 4 ) حيث يستخدم نفس الهيكل و محركي الدفع ( الإطلاق و الطيران ) ، غير أن التطوير أضاف لمحركه مرحلة ثالثة خلف باحث التوجيه ، لدفع الرأس المدمر أثناء مسارها خارج الغلاف الجوي . فضلا عن اعتماده في التوجيه على الاقمار الصناعية ، فقد سلح الصاروخ برأس مدمر خفيف الوزن تعتمد في تفجيرها على طاقة الحركة ، التي يعتبر الفضاء الخارجي عديم الجاذبية مثاليا لها . أضف إلى ذلك استخدام باحث خلف الرأس المدمر يعمل بالأشعة تحت الحمراء ، هذا و ستزود القطع البحرية المسلحة به بكمبيوتر متطور و حزم برامج حديثة لكشف و تتبع الهدف المعادي ، تحيد نقطة اصطدام الصاروخ به في الفضاء الخارجي عن طريق الاستعانة برادار غاية في التطور .
يمثل الصاروخ ( RIM-161 SM-3 ) أحد مكونات المنظومة الامريكية للدفاع الصاروخي ، ضد الصواريخ الباليستية و الأقمار الصناعية المعادية . بدأت برامجه البحثية منذ منتصف عام 2002 فجاءت باكورة أطواره تحت اسم ( RIM-161A ) ، غير أن فشل تجربته في 18 يونيو 2003 عرقلت برامجه ، حتى جاء نجاح أولى تجاربه في فبراير 2005 . فمنحت البنتاجون دفعة قوية نحو المضي في تطويره . فكان الطور الثاني تحت اسم ( RIM-161B ) أو ( Bock-1B ) ، حيث تتميز عن سابقه بباحث مزدوج ذي قدرات فائقة على تمميز الاهداف . و عقب نجاح تجاربه عند منتصف عام 2006 ، قرر البنتاجون تسليح عدد من المدمرات و الطرادات به بإجمالي ( 50 ) صاروخ . غير أن امكانيات هذا الطور من الصاروخ انحصرت في اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة و متوسطة المدى فقط ، لذا بدأ العمل على بلوغ الطور الثالث منه تحت مسمى ( RIM-161C ) أو ( Bock-2 ) لاعتراض الصواريخ عابرة القارات و المركبات الفضائية ، و هو ما تم تجربته في فبراير الماضي فحطم القمر ( USA-193 ) ، و من المنتظر دخول الخدمة الفعلية خلال عام 2010 ، و تميز بقطر أكبر لمرحلتي الدفع الصاروخي الثانية و الثالثة . غير ان البحوث تجري على قدم و ساق لإنتاج طور أحدث منه ، يسمى ( RIM-161D ) أو ( Bock-2A ) رأسه المدمر أكبر قطرا و حجما ، مع زيادة المدى و استخدام باحث أكثر تطورا عن سابقه . فضلا عن مرحلة دفع رابعة لزيادة مناورة الرأس المدمر ، و من المقرر انضمامه إلى الخدمة الفعلية عام 2014 .
و قد أتاح توقيع اليابان عقد لتسليح ( 6 ) قطع بحرية يابانية بالطراز ( Bock-1B ) ، انضمامها إلى الفريق البحثي في تطويره وصولا إلى الطرازين الأخيرين ( Bock-2/2A ) هذا و يتميز الصاروخ ( SM-3 ) بوزنه البالغ أكثر من ( 1.5 ) طن ، و مدى يتعدى ( 600 ) كم و قطره الذي يصل إلى ( 35 ) سم .