رد: تاريخ الرومان السياسي والعسكري
و هل الإنظباط الإسري هو سر بقاء الحضارة الرومانية
هل هده خاتمة الكتابقوة السلطة الابوية في المجتمع الروماني patria potestas :
لقد كانت الحياة الاجتماعية للعائلة الرومانية مراءة وانعكاس لنمط الحياة اليومية والعامة في روما ، من هنا كسبت العائلة الرومانية دور حجر الاساس في بناء المجتمع والدولة الرومانية والتي مارس فيها الاب pater او رب العائلة pater familias السلطة المطلقة و السيادية على افراد اسرته امام مرىء و حماية القانون والعرف الروماني ، روميلوس ادرك منذ البداية انه لضمان الانظباط والنظام زمن السلم و النجاح زمن الحرب هو امر مرهون ببناء مجتمع يقوم على اساس الطاعة ومن هنا تجسدت السلطة الابوية المطلقة للاب على افراد اسرته {{ يقول المؤرخين والمحليلن لتاريخ الروماني ان انضباط وصرامة الجيوش الرومانية في ارض المعركة كانت تعود بطبيعتها للنشاءة التي فطر عليها المجتمع الروماني }} ، عند الشعوب البربرية لم تكن للسلطة الابوية للاب على ابناءه لتمتد الى مابعد الطفولة ، وعند الاغريق كانت هذه السلطة تتوقف عندما يتم قبول الابن في احد التنظيمات القبلية او عندما يقوم الابن بزواج لتنقطع بذالك سلطة الاب على الابن وتنشىء مرحلة جديدة في العلاقة الاسرية ، لكن في روما كان الامر مغايرا تماما لذالك ، في روما كان للاب حق الموت او الحياة على جميع افراد اسرته مهما بلغت اعمارهم و مراتبهم في الدولة والمجتمع وكانت قرارات الاب مطلقة ونهائية ، متمتعا بذالك بحق اصدار احكام الموت على زوجته mater او domina وابنائه leberi و ازواجهم وعبيده servi ، وفي قانون الالواح 12 عشر والذي سنتطرق اليه لاحقا اعطت هذه اللوائح رسميا للاب سلطة vitae necisque potestas اي سلطة الموت والحياة على افراد الاسرة والذي يقعون تحت يد سلطة الاب sub manu ، الاب في روما كان المالك الوحيد والمعترف به قانونا امام الدولة والمجتمع على انه صاحب ثروات الاسرة واذا سمح لاحد ابنائه ان يمتلك شيئا فهذا تنازل وامتياز كبير يقدمه ويعرف قانونا ب peculium اي التنازل الجزئي عن الممتلكات العينية ، سلطة الاب في روما لم تتوقف عند هذا الحد بل كان للاب حق رفض ابناءه عند ولادتهم او قبولهم ، اذا حمل الاب المولود بيده فهذا يعني قبوله في العائلة واذا رفضه يتم دفنه عند ولادته ، كما كان له الحق في بيع ابناءه كعبيد اومنحهم لتبني لصالح اسر اخرى ، وفي ما يتعلق بزواج الابناء كان للاب وحده سلطة قبول او رفض زواج ابناءه وبناته الى ان في عهد اغسطس تما الحد من هذه السلطة طالما لم يكون للاب سبب وجيه لرفض زواج ابناءه ، الى ان السطة الابوية في روما لم ترتبط فقط بمفهوم السلطة بل ارتبطت ايضا بمفهوم المسؤولية فكان اذا قام احد افراد الاسرة الذي يقعون تحت سلطة الاب alieni iuris باي اخلاء بنظام او جرم فان مسوؤليتهم تقع تحت طائلة الاب والذي كان له الحق في تسليم الجاني من ابناءه او رعاياه الى العدالة ، ان السلطة الابوية التي مارسها الاب على افراد اسرته pater familias قسمت الى 3 اقسام اساسية حيث عرفت السلطة المباشرة التي يمارسها الاب على ابنائه باسم patria potestas وهي تعني السلطة الابوية لرب الاسرة والمسؤول الاول عنها ، اما السلطة التي تمارس على العبيد فقد عرفت باسم dominica potestas وهي تعني سلطة السيد المطلقة ، في حين عرفت سلطة الاب او السيد على اتباعه ومواليه باسم patronatus اي سلطة الحماية و التبعية ، اما بالنسبة لعلاقة الزوج والزوجة فقد عرفت سطلة الاب على زوجته باسم manus وهي اشبه بسلطة مطلقة للزوج على زوجته بما فيها حق الموت والحياة والتي ستتغير خلال القرن 1 ق.م ولكن ومع هذا يعتبر المجتمع الروماني من اكثر المجتمعات وفقا للمنظور المعاصر هضما لحقوق المراءة حيث اقتصرت اعمالها فقط على الاعمال المنزلية كالطهي وغزل الملابس ولم تشبه في ذالك نساء تلك العصور في الحضارات الاغريقية والمصرية الذين تمتعوا بخصائص وليس حقوق مساوية لخصائص الرجل كممارسة الحكم في بعض الاحيان او القيام بالاعمال التي يقوم بها الرجال كزراعة والرعي و التجارة {{ لايمكن قول حقوق لان نساء ذالك العصر سواء في روما او مصر لم يتمتعوا باي حقوق فعلية كما ان مصطلح ومفهوم الحق لم يظهر الى في الدولة الرومانية لذا لا يمكن وصف الخصائص التي مارستها المراءة في مصر مثلا بانها حقوق }} اما في روما ومن مظاهر تهميش المراءة في المجتمع الروماني ان اللغة اللاتينية لم تعارف جميع الممارسات والاعمال بمصطلحات نسائية واقتصر تعريفها فقط على مفردات ذكورية مثل مصطلح الفلاح agricola الذي لا نجد له ما يقابله عند المراة اي الفلاحة ، كما لانجد طوال تاريخ روما الطويل والحافل اسماء انثوية بارزة في مجال الفن والادب او السياسة او الحرب الى ماشذ على القاعدة على غرار مجتمعات الحضارات التي عاصرت روما
من مهام المراة الرومانية الفاضلة
.... ولكن ورغم ان السلطة الابوية المطلقة كانت لا تحدها حدود في روما الى ان العرف الاسري والاقتداء بسيرة السلف الصالح mos maiorum كان يقضي على الاباء وارباب الاسر في الحالات التي تتعلق باتخاذ قرارات هامة ومصيرية بخصوص الاسرة كقرارات الطلاق مثلا ان يقوم الاب وفقا للعرف الروماني بعقد مجلس للاهل والاقارب للنقاش قبل اتخاذا اي قرار والذي يصبح نافذا وملزما ما ان يتم اتخاذه من طرف مجلس الاهل والاقارب ....في المجتمع الروماني لم يكون يحق سوى للمواطن الذي يتمتع بحقوق المواطنة الرومانية ان يتحصل على وضعية رب الاسرة القانونية ، وبالنسبة للاسر الرومانية فقد كان منصب رب الاسرة pater familias منصبا فريدا لا يتحصل عليه الى شخص واحد في العائلة وهو الاب او رب العائلة ، حتى بالنسبة للابناء البالغين والمتزوجين لم يكون يحق لهم الحصول على هذا المنصب وخضعوا بدورهم هم وازوجاهم وابنائهم لسلطة الاب او رب الاسرة طالما ظل هذا الاخير على قيد الحياة ، وفقا للقانون الروماني فان جميع ممتلكاتهم واموالهم التي يحزونها تسجل باسم pater familias او الاب رب الاسرة الى غاية وفاته ، عند وفاة الاب تنتقل سلطة الاب الابوية الى اكبر ابنائه يمارسها على الام واخوته الغير البالغين وابنائه ، اما بالنسبة لاخوته البالغين والذي يقطنون في منازلهم الخاصة فيكون لهم الحق عندها في الحصول على منصب pater familias وممارسة السلطة الابوية على اسرهم ...لكن بمرور الزمن وتغير عادات وتقاليد المجتمع الروماني و ولوج المؤثرت الخارجية لروما نتيجة الاحتكاك مع الحضارات الاخرى تخلى الرومان عن هذه المفاهيم الابوية ورغم بقاء حق السلطة الابوية نظريا في عصر الضعف الروماني الى انها كانت قد زالت عمليا ....
التقسيم الهرمي للاسرة الرومانية
و هل الإنظباط الإسري هو سر بقاء الحضارة الرومانية