http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2010/07/26/152047.html http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2010/07/26/152047.html
قالت مجلة "برايفت آي" البريطانية إن رجل الأعمال والملياردير المصري الراحل أشرف مروان يعد من أهم الجواسيس في العصر الحديث، متهمة زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بأنه لم يكتف بالعمالة لإسرائيل فقط وإنما كان عميلاً- أيضاً- للولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وبريطانيا.
وذكرت المجلة البريطانية المتخصصة في الشئون الاستخباراتية في تقرير لها نشرته السبت، أن مروان، الذي لقي مصرعه بعد سقوطه من شرفة منزله في لندن عام 2007، فضل أن يخون إسرائيل بعمله كعميل مزدوج لمصر وإسرائيل في الوقت نفسه.
واشارت إلي أن عائلة مروان حصلت علي فرصة التأكيد علي أنه مصري وطني ضلل إسرائيل، حيث أدلي لتل أبيب بمعلومات عن اليوم المقرر للهجوم المصري والسوري في أكتوبر/تشرين الاول 1973 إلا أنه أعطاهم توقيتاً مغلوطاً لساعة الهجوم.
ونقلت صحيفة "الدستور" المستقلة عن المجلة، أن مروان تم تصنيفه منذ خمس سنوات باعتباره واحداً من أهم الجواسيس في العصر الحديث بسبب تجسسه لحساب المخابرات الإيطالية والمخابرات الأمريكية "سي آي إيه" والمكتب السادس بالمخابرات البريطانية إلي جانب كونه عميلاً مزدوجاً للمخابرات المصرية والموساد الإسرائيلي.
واستبعدت المجلة البريطانية أن يكون مروان قد مات منتحراً ، حيث ذكرت ان التحقيقات البريطانية اكدت أن رجل الأعمال المصري كان في حالة معنوية مرتفعة يوم وفاته حيث أنه كان يستعد للسفر إلي الولايات المتحدة الأمريكية وكانت حقائبه معدة للسفر، إلي جانب عدم وجود دليل علي أنه كان في حالة نفسية أو ذهنية مضطربة قد تدفعه إلي الانتحار، مشيرة إلي أن الدلائل علي وفاته مقتولاً متوفرة لكن غير محددة، ومشيرة أيضا إلي ما تردد عن أن أشرف مروان كان يكتب مذكراته بهدف إحراج الحكومة المصرية.
يذكر أن المحكمة التي نظرت قضية مقتل رجل الأعمال السابق وصهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كانت قد أعلنت حكماً مفتوحاً، أي أن القضية لم تحسم بعد، فلا يوجد دليل علي انتحاره أو علي تعرضه للقتل.
اتهام الموساد
كانت منى عبد الناصر أرملة أشرف مروان الذي سقط من شرفة شقته في لندن في يونيو/حزيران 2007، قالت في مقابلة حصرية مع صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إن مروان كان يعتقد قبل وفاته أن حياته في خطر، مضيفة أن الأسرة اكتشفت بعد رحيله أن مشروع مذكراته الشخصية اختفى من رف كتبه علما بأن المذكرات في حال نشرها كانت ستفضح أسرار أجهزة الاستخبارات في منطقة الشرق الأوسط.
واضافت إن زوجها الراحل أسر إليها قبل تسعة أيام من موته أن فرق اغتيال تتعقب حركته. ومضت قائلة إن الموساد الإسرائيلي اغتاله، علما بأن من المتوقع أن يدلي جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بشهادته في قضية موته.
وانتقدت عبد الناصر إجراءات التحقيق البريطانية، قائلة إنها تتسم بالإهمال، مضيفة أن ضباط التحقيق البريطانيين فقدوا زوج الأحذية التي كان يرتديها مروان عند سقوطه من الشقة علما بأن حذائيه كان يمكن أن يقدما معلومات مهمة بشأن حمضه النووي وبالتالي معرفة إن كان قد قتل فعلا أم أنه سقط من الشرفة.
وقالت الصحيفة: إن مروان الذي اتهم بأنه عميل مزدوج عمل لصالح أجهزة الاستخبارات المصرية والإسرائيلية في الوقت ذاته يظل لغزا محيرا بعد مرور ثلاث سنوات على وفاته.
وتضيف منذ موته، راجت تكهنات بشأن دوره في حرب أكتوبر 1973، مضيفة أن عملاء الموساد يقولون إن مروان اضطلع بأدوار تجسسية بطولية داخل أروقة الحكومة المصرية.
لكن الرئيس المصري، حسني مبارك، والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أشارا إلى أن مروان كان عميلا مزدوجا قدم معلومات خاطئة للإسرائيليين.
وتتابع "الأوبزرفر" أن مروان كان يبلغ من العمر 63 عاما عند موته، مضيفة أن شاهدا قال إنه رأى رجلين لهما ملامح شرق أوسطية في شرفة شقته بعد دقائق من سقوطه منها.
من جانبها، زعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن مروان زار السفارة الإسرائيلية فى العاصمة البريطانية عام 1969، لتقديم خدماته للموساد، لكن عرضه رُفض".
وذكرت أن "مروان عاد فى وقت لاحق إلى السفارة، وبعد إجراء تحريات عنه، قرر الموساد استخدامه، إذ تبين أن لديه رصيدا هائلا من المعلومات، فضلا عن قدرته على الوصول إلى الكثير من الأسرار عقب وفاة والده الروحى جمال عبدالناصر".
وعلقت الصحيفة على الاتهام الذى وجهته منى جمال عبد الناصر إلى الموساد باغتيال زوجها أشرف مروان، بقولها: "ما زعمته بشأن أن زوجها له الكثير من الأعداء يوضح أنه ربما قتل على يد جهات أخرى".
مروان .. المثير للجدل
ولد أشرف مروان في عام 1945 لأب كان ضابطا بالجيش، وبعد حصوله على بكالوريوس العلوم في عام 1965 عمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم عمل مساعدا لعبد الناصر.
وبعد وفاة عبد الناصر عام 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات. ورأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، ثم تقاعد وتوجه إلى بريطانيا حيث عاش فيها كرجل أعمال حتى وفاته.
وكان عضوا في لجنة الإشراف على التطور وصناعة الأسلحة في مصر وليبيا وعضو بالمجلس الأعلى للمشروعات الطبية في مجال الطاقة النووية عام 1973 وكان سكرتيرا للرئيس السادات للاتصالات الخارجية في عام 1974.
كان أشرف مروان مثيرا للجدل، حيث تباينت آراء المعلقين الاسرائيليين من مؤرخين وضباط سابقين بشأنه.
ففي كتاب صدر في لندن تحت عنوان "تاريخ إسرائيل" للمؤرخ والضابط السابق بالجيش الإسرائيلي أهارون بريجمان قال إن إسرائيل سقطت في يوم السادس من أكتوبر من عام 1973 في فخ نصبه لها بإحكام عميل مزدوج مصري في إشارة إلى أشرف مروان.
وقال بريجمان "نجح هذا الجاسوس في تضليل وخداع جهاز المخابرات الإسرائيلي -الموساد- في مرحلة ما قبل حرب أكتوبر، وكان أهم أسباب فشل الجيش الإسرائيلي الذريع في الاستعداد لمواجهة هجوم القوات العربية على الجبهتين المصرية والسورية".
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2010/07/26/152047.html