- إنضم
- 16 مارس 2008
- المشاركات
- 1,869
- التفاعل
واقيات الحرارة لمدافع الدبابات (Thermal Sleeves)
واقيات الحرارة التي تركب على سبطانة مدفع الدبابة أو ما يسمى بـ Thermal sleeve هي عبارة عن وسيلة لحماية مدفع الدبابة من تأثيرات عوامل الحرارة و البرودة و التي تؤثر على استقامة السبطانة و بالتالي قدرتها على الرمي بدقة .
يعتقد البعض أن هذه الواقيات تقوم بمهمة منع السبطانة من الإنحناء و تغيير شكلها و ذلك عبر تثبيتها عليها إلا أن هذا تصور خاطئ لعمل الواقيات الحرارية حيث أن هذه الواقيات لا تمنع السبطانة من الإنحناء و إنما تعزلها عن العوامل التي تؤدي إلى هذه النتيجة و هي بشكل أساسي عوامل الحرارة و البرودة المحيطة بها بالإضافة إلى العوامل الجوية الأخرى مع التنويه إلا أن هذه الواقيات لا تقوم بحماية السبطانة من ارتفاع درجة حرارة السبطانة جراء الرمي و إنما هناك عوامل أخرى تحمي السبطانة من الإنحناء عند ارتفاع حرارتها أثناء هذه العملية .
أعتمدت عدة وسائل لعزل السبطانة عن التأثيرات الحرارية منها العزل باستخدام الألياف الزجاجية أو ألياف الأسبستوس عبر لفها على السبطانة حيث وجد أنها تقوم بعزلها عن التأثيرات الجوية بشكل جيد إلا أن إستخدام هذه الوسائل كان لها مجموعة من السلبيات منها أن هذه الألياف لم تكن قادرة على تحمل خشونة المهمات التي تقوم بها الدبابات حيث كانت تتمزق و تتهشم إما بفعل إحتكاكها بالأشجار أو اثناء عملها في مناطق شديدة الوعورة .
كما أن استخدام هذه الألياف خلق مشاكل أخرى منها امتصاصها للسوائل مثل مياه الأمطار و قابليتها لالتقاط الرمال الأمر الذي أثر على توازن المدفع و بالتالي دقته بالإضافة إلى أن هذا النوع من الواقيات لم يوفر عزل حراري متماثل للسبطانة .
اليوم في كثير من مدافع الدبابات يتم استخدام واقيات حرارية من نوع آخر تختلف عن المذكور آنفاً و تكون هذه الواقيات عبارة عن إسطوانات مصنعة من معادن خفيفة الوزن و ذات خصائص فيزيائية تتيح لها مقاومة عوامل الخشونة التي من الممكن أن تتعرض لها و قد اقترح في البدايات استخدام معدن المغنيزيوم حيث تتوفر به أغلب المواصفات المطلوبة و خصوصاً الوزن حيث تبلغ كثافته الفيزيائية ثلثي كثافة الألمنيوم إلا أن استخدام هذا المعدن واجه الكثير من العوائق أهمها تفاعلية المغنيزيوم الكيميائية العالية ونشاطه الكيميائي الكبير واكسدته السريعة واشتعاله لمجرد الأحتكاك البسيط او تعرضه لأي لهب الأمر الذي أجبر الصانعين على استبعاد المغنيزيوم و اللجوء إلى مواد أخرى منها خلائط البولي إبوكسايد .
و تتكون هذه الإسطوانات من طبقتين تفصل بينهما طبقة من مادة البوليمايد المعروفة بالثبات الحراري و الخصائص الفيزيائية المقاومة و الطويلة العمر و تثبت على سبطانة مدفع الدبابة بشكل يترك فراغ بينها و بين المدفع للحؤول دون نقل الحرارة من الواقي إلى المدفع و طبعاً يتم إغلاق طرفي الواقي لخلق محيط معزول تماماً حول سبطانة المدفع الأمر الذي يعزلها بشكل جيد و يخفف تأثير التغيرات الحرارية على السبطانة .
