رد: أتـــاتــورك.....ذلك الذئـــب الأغـــبر
بعد "مصطفى".. كمال أتاتورك لم يعد "نصف إله"!
إفتكار البنداري - وكالات
في السابق لم يكن سهلا نقد أتاتورك علانية خوفا من السجنأثار فيلم يصور مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك على أنه رجل متسلط يائس وسكير غضبا عارما في أوساط العلمانيين المتشبثين بسياساته، فيما اعتبره محللون مؤشرا جديدا على تحمس الأتراك لإعادة النظر في النظام العلماني الذي صنعه أتاتورك على أنقاض الخلافة العثمانية في عام 1924. ووفق تقدير صحف تركية فإن الفيلم الذي يحمل عنوان "مصطفى"، "أسقط أتاتورك من على قاعدة التمثال"، حيث ينظر إليه كثير من الأتراك على أنه "نصف إله" على حد زعمهم، ويخشى منتقدوه البوح بانتقاداتهم علانية، وهو ما يبدو أنه بدأ في التغير بحسب ما نشرته وكالة "رويترز" اليوم الإثنين.
وينص الدستور الحالي الذي وضعه العسكر عام 1982 على عقوبة السجن لمن يسيء إلى أتاتورك.
ويظهر الفيلم الوثائقي، الذي يرصد حياة أتاتورك من طفولته إلى وفاته، الزعيم التركي في صورة تكشف عيوبا نادرا ما شاهدها الأتراك من قبل؛ وهو ما دعا العلمانيين المتشددين إلى المناداة بمقاطعته، قائلين: "إن الفيلم معد خصيصا لإهانة الهوية التركية".
فيما يقول جوركيم داججي (22 عاما) وهو طالب هندسة: "وجدت أن من المثير للاهتمام معرفة المزيد عن أتاتورك كإنسان.. لم يكن معصومًا، بل كان مثل بقيتنا".
وقدم المخرج جان دوندار في الفيلم الذي يتزامن عرضه مع الذكرى الـ70 لوفاة أتاتورك، مشاهد تظهر الأخير متسلطا ومندفعا، ويحيا حياة صاخبة، يرقص مع النساء، ويحتسي الخمر بشراهة، فيما في مشاهد أخرى يتجول في قصوره وحيدا يائسا، خاصة مع انفضاض بعض رفاقه من حوله، وتقدمه في السن ومعاناته مع مرض تليف الكبد الذي كان سببا في وفاته بمدينة إستانبول يوم 10 نوفمبر 1938 عن 58 عاما.
ويقول "الكماليون" الذين ينظرون الى أنفسهم على أنهم الحراس الحقيقيون لتركة أتاتورك: "إن الفيلم جزء من مخطط لإهانة أتاتورك في عيون الشعب التركي".
ومن هؤلاء الصحفي ييجيت بولوت الذي كتب في صحيفة "وطن" العلمانية مخاطبا الأتراك: "لا تشاهدوه، وامنعوا الناس من مشاهدته، والأهم من هذا كله.. أبعدوا أطفالكم عنه؛ لتتجنبوا زرع بذور إهانة أتاتورك في اللاوعي عندهم".
واعتبر بعض الكتاب الآخرين أن الفيلم "ينتقص من صورة أتاتورك فى عقول الأتراك الشباب"، ولا يخدم إلا مصالح الإسلاميين، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم.
غير أن وزير الثقافة، أرتوغرول غوناى، رد هذه الانتقادات بقوله: "ما زال البعض يريد تصوير أتاتورك وكأنه رجل خارق لا تشوبه شائبة، من البديهي أنه رجل مثل غيره من البشر لديه آمال وخيبات أمل ونوبات غضب ولحظات سعادة".
ودافع المخرج دوندار عن نفسه عبر شاشات التلفزيون بالقول: "إن الفيلم يقدم قائدا صادقا وحنونا، شاهد على مر السنين رفاق الطريق يتخلون عنه لعجز بعضهم عن إدراك بعد رؤيته.. هذا هو أتاتورك الذى أحب".. بحسب ما ذكره موقع "تايم تورك" التركي.
وتتصدر صور لأتاتورك بنظرته الصارمة أماكن بارزة في المكاتب الحكومية والمدارس والمتاجر وغرف المعيشة في أنحاء البلاد المترامية الأطراف.
وأمس الإثنين في التاسعة وخمس دقائق صباحا انطلقت صافرات المصانع، وتوقفت وسائل النقل، ووقف تلاميذ المدارس في وضع الانتباه، وهو طقس يتبعه الأتراك منذ 70 عاما إحياء للحظة وفاته.
ويعبر عن هذا مؤلف الفيلم، هيو هوب: "النقاش يدور حول دعائم الجمهورية العلمانية، والعلمانيون لا يشعرون بالارتياح".
وأضاف: "الجدل بشأن هذا الفيلم يعكس هذا، ويعكس أيضا مجتمعا ينضج، ويستطيع مناقشة هذه الأمور بصراحة" في إشارة إلى ما يمثله هذا من جرأة في مجتمع يعتبر فيه الدستور العسكري الموضوع عام 1982 إهانة أتاتورك جريمة.
ويشجع الاتحاد الأوروبي، الذي تسعى تركيا إلى نيل عضويته، الإصلاحات التي يقودها حزب العدالة، وتهدف إلى فك قبضة الجيش من على الحياة السياسية والقضاء، وإزالة القيود التي تضعها العلمانية الأتاتوركية على الحريات العامة، مثل ارتداء النساء الحجاب في الأماكن العامة.
وبحسب متتبعين للشأن التركي فإن نجاح حزب العدالة ذي الجذور الإسلامية في عدد من معاركه السياسية على المعسكر العلماني الأتاتوركي (الجيش والمحكمة الدستورية العليا وعدد من أحزاب المعارضة) يؤشر إلى أن هؤلاء بدأوا يفقدون سيطرتهم الحديدية على المجتمع.
وكان الحزب قد كسب أولى معاركه مع الأتاتوركيين بوصوله إلى الحكم عام 2002، ثم بوصول عبد الله جول إلى رئاسة الجمهورية عام 2007 كأول رئيس ينتمي لحزب ذي خلفية إسلامية منذ إعلان الدولة التركية العلمانية في عشرينيات القرن الماضي.
لكنه خسر معركة الحجاب بعد أن ألغت المحكمة الدستورية العليا (إحدى قلاع العلمانية الأتاتوركية) يونيو الماضي قرارا مرره البرلمان يسمح برفع الحظر على ارتداء الحجاب في الجامعات.
ثم عاد ليكسب معركة جديدة في يوليو حين رفضت المحكمة الدستورية طلبا بحظر أنشطته السياسية، ومنع عدد من أبرز قياداته، بينهم أردوغان وجول، من ممارسة السياسة لمدة خمس سنوات؛ بتهمة "اتخاذ قرارات تهدد بتقويض النظام العلماني بالدولة".
وحاليا يعكف حزب العدالة على صياغة دستور جديد للبلاد يحل محل الدستوري العسكري الموضوع عام 1982، بهدف إتاحة المزيد من الحريات السياسية بعيدا عن قبضة الجيش.
وتولى كمال مصطفى أتاتورك حكم تركيا فور انهيار الخلافة العثمانية عام 1924؛ حيث شرع في بناء دولة عسكرية قائمة على القيم العلمانية الغربية التي تحذف الدين من الحياة العامة، وفرض استخدام الحروف الهجائية اللاتينية محل العربية، ومنع ارتداء النساء الحجاب، وقام بتحديث نظام التعليم على أسس غربية.
Read more: http://www.islamonline.net-
إفتكار البنداري - وكالات
وينص الدستور الحالي الذي وضعه العسكر عام 1982 على عقوبة السجن لمن يسيء إلى أتاتورك.
ويظهر الفيلم الوثائقي، الذي يرصد حياة أتاتورك من طفولته إلى وفاته، الزعيم التركي في صورة تكشف عيوبا نادرا ما شاهدها الأتراك من قبل؛ وهو ما دعا العلمانيين المتشددين إلى المناداة بمقاطعته، قائلين: "إن الفيلم معد خصيصا لإهانة الهوية التركية".
فيما يقول جوركيم داججي (22 عاما) وهو طالب هندسة: "وجدت أن من المثير للاهتمام معرفة المزيد عن أتاتورك كإنسان.. لم يكن معصومًا، بل كان مثل بقيتنا".
وقدم المخرج جان دوندار في الفيلم الذي يتزامن عرضه مع الذكرى الـ70 لوفاة أتاتورك، مشاهد تظهر الأخير متسلطا ومندفعا، ويحيا حياة صاخبة، يرقص مع النساء، ويحتسي الخمر بشراهة، فيما في مشاهد أخرى يتجول في قصوره وحيدا يائسا، خاصة مع انفضاض بعض رفاقه من حوله، وتقدمه في السن ومعاناته مع مرض تليف الكبد الذي كان سببا في وفاته بمدينة إستانبول يوم 10 نوفمبر 1938 عن 58 عاما.
قاطعوه
واستقطب فيلم "مصطفى" كمًّا هائلا من التعليقات في الصحف والتلفزيون منذ بدء عرضه في 29 أكتوبر الماضي، وشاهده نحو نصف مليون مشاهد في الأيام الخمسة الأولى من العرض.ويقول "الكماليون" الذين ينظرون الى أنفسهم على أنهم الحراس الحقيقيون لتركة أتاتورك: "إن الفيلم جزء من مخطط لإهانة أتاتورك في عيون الشعب التركي".
ومن هؤلاء الصحفي ييجيت بولوت الذي كتب في صحيفة "وطن" العلمانية مخاطبا الأتراك: "لا تشاهدوه، وامنعوا الناس من مشاهدته، والأهم من هذا كله.. أبعدوا أطفالكم عنه؛ لتتجنبوا زرع بذور إهانة أتاتورك في اللاوعي عندهم".
واعتبر بعض الكتاب الآخرين أن الفيلم "ينتقص من صورة أتاتورك فى عقول الأتراك الشباب"، ولا يخدم إلا مصالح الإسلاميين، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم.
غير أن وزير الثقافة، أرتوغرول غوناى، رد هذه الانتقادات بقوله: "ما زال البعض يريد تصوير أتاتورك وكأنه رجل خارق لا تشوبه شائبة، من البديهي أنه رجل مثل غيره من البشر لديه آمال وخيبات أمل ونوبات غضب ولحظات سعادة".
ودافع المخرج دوندار عن نفسه عبر شاشات التلفزيون بالقول: "إن الفيلم يقدم قائدا صادقا وحنونا، شاهد على مر السنين رفاق الطريق يتخلون عنه لعجز بعضهم عن إدراك بعد رؤيته.. هذا هو أتاتورك الذى أحب".. بحسب ما ذكره موقع "تايم تورك" التركي.
وتتصدر صور لأتاتورك بنظرته الصارمة أماكن بارزة في المكاتب الحكومية والمدارس والمتاجر وغرف المعيشة في أنحاء البلاد المترامية الأطراف.
وأمس الإثنين في التاسعة وخمس دقائق صباحا انطلقت صافرات المصانع، وتوقفت وسائل النقل، ووقف تلاميذ المدارس في وضع الانتباه، وهو طقس يتبعه الأتراك منذ 70 عاما إحياء للحظة وفاته.
البحث عن الروح
وجدد الفيلم، الذي استقطب جماهير عريضة، حالة البحث عن "الروح في تركيا"؛ والتي أزكتها الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الحاكم ذو الجذور الإسلامية، والتي هزت دعائم العلمانية الاستبدادية التي تركها أتاتورك، بحسب تعبير "رويترز".ويعبر عن هذا مؤلف الفيلم، هيو هوب: "النقاش يدور حول دعائم الجمهورية العلمانية، والعلمانيون لا يشعرون بالارتياح".
وأضاف: "الجدل بشأن هذا الفيلم يعكس هذا، ويعكس أيضا مجتمعا ينضج، ويستطيع مناقشة هذه الأمور بصراحة" في إشارة إلى ما يمثله هذا من جرأة في مجتمع يعتبر فيه الدستور العسكري الموضوع عام 1982 إهانة أتاتورك جريمة.
ويشجع الاتحاد الأوروبي، الذي تسعى تركيا إلى نيل عضويته، الإصلاحات التي يقودها حزب العدالة، وتهدف إلى فك قبضة الجيش من على الحياة السياسية والقضاء، وإزالة القيود التي تضعها العلمانية الأتاتوركية على الحريات العامة، مثل ارتداء النساء الحجاب في الأماكن العامة.
وبحسب متتبعين للشأن التركي فإن نجاح حزب العدالة ذي الجذور الإسلامية في عدد من معاركه السياسية على المعسكر العلماني الأتاتوركي (الجيش والمحكمة الدستورية العليا وعدد من أحزاب المعارضة) يؤشر إلى أن هؤلاء بدأوا يفقدون سيطرتهم الحديدية على المجتمع.
وكان الحزب قد كسب أولى معاركه مع الأتاتوركيين بوصوله إلى الحكم عام 2002، ثم بوصول عبد الله جول إلى رئاسة الجمهورية عام 2007 كأول رئيس ينتمي لحزب ذي خلفية إسلامية منذ إعلان الدولة التركية العلمانية في عشرينيات القرن الماضي.
لكنه خسر معركة الحجاب بعد أن ألغت المحكمة الدستورية العليا (إحدى قلاع العلمانية الأتاتوركية) يونيو الماضي قرارا مرره البرلمان يسمح برفع الحظر على ارتداء الحجاب في الجامعات.
ثم عاد ليكسب معركة جديدة في يوليو حين رفضت المحكمة الدستورية طلبا بحظر أنشطته السياسية، ومنع عدد من أبرز قياداته، بينهم أردوغان وجول، من ممارسة السياسة لمدة خمس سنوات؛ بتهمة "اتخاذ قرارات تهدد بتقويض النظام العلماني بالدولة".
وحاليا يعكف حزب العدالة على صياغة دستور جديد للبلاد يحل محل الدستوري العسكري الموضوع عام 1982، بهدف إتاحة المزيد من الحريات السياسية بعيدا عن قبضة الجيش.
وتولى كمال مصطفى أتاتورك حكم تركيا فور انهيار الخلافة العثمانية عام 1924؛ حيث شرع في بناء دولة عسكرية قائمة على القيم العلمانية الغربية التي تحذف الدين من الحياة العامة، وفرض استخدام الحروف الهجائية اللاتينية محل العربية، ومنع ارتداء النساء الحجاب، وقام بتحديث نظام التعليم على أسس غربية.
Read more: http://www.islamonline.net-