لتقييم الحاجات الدفاعية لاي دولة يتم أولا تحديد من هو العدو وماهي اهدافه وماهي امكانياته الحالية والمنظورة لعشرة سنوات على الاقل هذه هي الاسئلة التي يجب على واضعي القرار السياسي في الدولة الاجابة عليها بوضوح تام ثم يتم بعد ذلك تحديد الامكانيات الواجب توفيرها لضمان منع هذا العدو من تحقيق اهدافه.
هل تنطبق هذه النظرية على الجزائر؟ الجواب نعم بل تنطبق على كل دولة في العالم التي يجب على واضعي السياسة فيها ان يجيبوا عليها.
اذن ماهو العدو بالنسبة للجزائر وماهي امكانياته واهدافه؟
ولمن صفقات السلاح المتلاحقة التي وصلت في سنتين الى 15 مليار دولار ومن المرشح ان تضاف اليها صفقة اخرى بحدود 10 مليار دولار في 2010؟
تعتبر الجزائر دولة طاقوية اساسا وتمد اسبانيا وايطاليا وفرنسا وبلجيكا بحوالي 40 في المالئة من احتياجات هذه الدول من الغاز والنفط وسترتفع هذه النسبة الى اكثر من 60بالمائة مع انطلاق مروع تصدير الكهرباء المنتجة بواسطة الطاقة الشمسية الى اوروبا ومع سعي هذه الاخيرة الى تقليص حدة تبعيتها الى الغاز الروسي بالاعتماد على مصادر بديلة كالجزائر
يفصل البحر الابيض اوروبا عن الجزائر مثلا ميناء اليكانت الاسباني 180كم بينما اقصى اتساع للبحر هو بين الجزائر العاصمة ومرسيليا 714 كم ولابعد كوبنهاغن اكثر من ساعتين ونصف بالطائرة-تعتبر ابعد من المسافة بين الجزائر ومدينة تمنراست في الجنوب مثلا- ويهم اوروبا في هذه الحالة الابقاء على التزويد المستمر والدائم بالطاقة من الجزائر اليها ولن تتوانى عن استخدام القوة اذا ما شعرت ان هذه الامدادات معرضة للخطر-تعتقد ان استخدام القوة ضد الجزائر سيكون طبعا اسهل من استخدامها ضد روسيا-
تعتمد القيادة على الجزائرية لمواجهة هذه التهديدات على نظرية التحول الى الجيش الصغير الذكي بعد ان اثبتت الحروب الاخيرة فشل الجيوش الكلاسيكية المعتمدة على التفوق العددي في ضمان الامن لبلدانها، وفي سبيل تبني هذه السياسة تم اعتماد مبدا مقارب للنموذج الاسرائيلي والسويدي القاضي بالاعتماد على القوة الجوية كدرع حام للوطن وتم تعديل هذا المبدأ بالاهتمام بنفس الدرجة بسلاح البحرية على اساس ان الخطر الذي يهدد الجزائر ياتي من البحر وهو نفس الخطأ الذي كلف الجزائر الاحتلال وتعطيل الدور الحضاري للجزائر لمدة 132 سنة اي الاهمال التام للقوات البرية على اساس ان الجزائر محاطة بدول شقيقة لن يتاتى الخطر منها فلاجدوى من اعداد جيش قاري لن يشارك في اي معركة.
لذلك تعمد الجزائر الى تدعيم البحرية بوسائل قتال متطورة تشمل الغواصات الحاملة للصواريخ الجوالة لنقل الصراع الى عمق العدو والفرقاطات والكورفيتات المتكاملة بتجهيزها بوسائل دفاع سطح سطح وسطح جو متقدمة مع دعمها بسلاح طيران بحرية متفوق يعتمد على الطائرات والحوامات وطائرات الاستطلاع والرصد والتشويش اعتماد الاقمار الصناعية في المراقبة والاستشعار عن بعد
يكمل هذه المنظومة انظمة دفاع ساحلي صاروخية بعيدة المدى بما يضمن ابعاد السفن المعادية عن الموانئ الجزائرية وتوفير حماية وتغطية مناسبة لانابيب نقل النفط والغاز الممتدة في البحر
فاذا اخذنا في عين الاعتبار ان مرسيليا تبعد ب700 كم -اي انه اقصى مسافة يمكن لانبوب الغاز قطعها- فان السوخوي 24 بمدى قتالي على علو منخفض 600كم مجهزة بصواريخ جو سطحkh-50 بمدى 300 كم اي ان التغطية النارية تصل 900كم بدون تزويد جوي بالوقود قادرة على توفي الحماية اللازمة للانابيب ودفاذا اخذ في الحسبان اسراب السو32 و30 والميغ 29 يتضح بكل دقة ان الحجم الحالي للقوات المسلحة الجوية والبحرية قادر على ضمان الامن اللازم للجزائر في وجه اي قوة معادية متواجدة الان في البحر الابيض المتوسط، وان هذا الجيش غير موجه لاي دولة شقيقة بل هو سند لها واحتياطي استراتيجي يمكن التعويل عليه بكل امان لدرء اي حجة للتدخل الاجنبي بحجة حمايتها.
كما أن على الصعيد الافريقي تطمح الجزائر للعب دور محوري في مجال حفظ الامن في القارة الافريقية في اطار الاتحاد الافريقي، بحكم امكانياتها وحسب خطاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مؤتمر القمة للاتحاد الافريقي المنعقد مؤخرا في اديس بابا فانه حان الوقت لافريقيا ان تعتمد على نفسها بعيدا عن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية وتجسيدا لهذا الخطاب اخذت القوات الجوية الجزائرية على عاتقها نشر القوات الافريقية في الصومال ودارفور وضمان الدعم اللوجيستيكي لافرادها.
ويأتي تطوير الاسطول الجوي السابع للنقل التكتيكي الذي يضم حاليا اكثر من اربعين طائرة اليوشين وسي-130 في هذا الاطار مع ضمان القدرة على التدخل السريع بواسطة الفرقة المحمولة جوا المنظمة على غرار الفرقة 82 الامريكية وتحسين قدرة النشر بواسطة الحوامات واقتناء عربات مدرعة ودبابات قابلة للنقل جوا واسقاطها بالمظلات واكتساب مقاتلات بعيدة المدى بما يغطي مجالات العمل للفرقة في افريقيا جنوب الصحراء.
هل تنطبق هذه النظرية على الجزائر؟ الجواب نعم بل تنطبق على كل دولة في العالم التي يجب على واضعي السياسة فيها ان يجيبوا عليها.
اذن ماهو العدو بالنسبة للجزائر وماهي امكانياته واهدافه؟
ولمن صفقات السلاح المتلاحقة التي وصلت في سنتين الى 15 مليار دولار ومن المرشح ان تضاف اليها صفقة اخرى بحدود 10 مليار دولار في 2010؟
تعتبر الجزائر دولة طاقوية اساسا وتمد اسبانيا وايطاليا وفرنسا وبلجيكا بحوالي 40 في المالئة من احتياجات هذه الدول من الغاز والنفط وسترتفع هذه النسبة الى اكثر من 60بالمائة مع انطلاق مروع تصدير الكهرباء المنتجة بواسطة الطاقة الشمسية الى اوروبا ومع سعي هذه الاخيرة الى تقليص حدة تبعيتها الى الغاز الروسي بالاعتماد على مصادر بديلة كالجزائر
يفصل البحر الابيض اوروبا عن الجزائر مثلا ميناء اليكانت الاسباني 180كم بينما اقصى اتساع للبحر هو بين الجزائر العاصمة ومرسيليا 714 كم ولابعد كوبنهاغن اكثر من ساعتين ونصف بالطائرة-تعتبر ابعد من المسافة بين الجزائر ومدينة تمنراست في الجنوب مثلا- ويهم اوروبا في هذه الحالة الابقاء على التزويد المستمر والدائم بالطاقة من الجزائر اليها ولن تتوانى عن استخدام القوة اذا ما شعرت ان هذه الامدادات معرضة للخطر-تعتقد ان استخدام القوة ضد الجزائر سيكون طبعا اسهل من استخدامها ضد روسيا-
تعتمد القيادة على الجزائرية لمواجهة هذه التهديدات على نظرية التحول الى الجيش الصغير الذكي بعد ان اثبتت الحروب الاخيرة فشل الجيوش الكلاسيكية المعتمدة على التفوق العددي في ضمان الامن لبلدانها، وفي سبيل تبني هذه السياسة تم اعتماد مبدا مقارب للنموذج الاسرائيلي والسويدي القاضي بالاعتماد على القوة الجوية كدرع حام للوطن وتم تعديل هذا المبدأ بالاهتمام بنفس الدرجة بسلاح البحرية على اساس ان الخطر الذي يهدد الجزائر ياتي من البحر وهو نفس الخطأ الذي كلف الجزائر الاحتلال وتعطيل الدور الحضاري للجزائر لمدة 132 سنة اي الاهمال التام للقوات البرية على اساس ان الجزائر محاطة بدول شقيقة لن يتاتى الخطر منها فلاجدوى من اعداد جيش قاري لن يشارك في اي معركة.
لذلك تعمد الجزائر الى تدعيم البحرية بوسائل قتال متطورة تشمل الغواصات الحاملة للصواريخ الجوالة لنقل الصراع الى عمق العدو والفرقاطات والكورفيتات المتكاملة بتجهيزها بوسائل دفاع سطح سطح وسطح جو متقدمة مع دعمها بسلاح طيران بحرية متفوق يعتمد على الطائرات والحوامات وطائرات الاستطلاع والرصد والتشويش اعتماد الاقمار الصناعية في المراقبة والاستشعار عن بعد
يكمل هذه المنظومة انظمة دفاع ساحلي صاروخية بعيدة المدى بما يضمن ابعاد السفن المعادية عن الموانئ الجزائرية وتوفير حماية وتغطية مناسبة لانابيب نقل النفط والغاز الممتدة في البحر
فاذا اخذنا في عين الاعتبار ان مرسيليا تبعد ب700 كم -اي انه اقصى مسافة يمكن لانبوب الغاز قطعها- فان السوخوي 24 بمدى قتالي على علو منخفض 600كم مجهزة بصواريخ جو سطحkh-50 بمدى 300 كم اي ان التغطية النارية تصل 900كم بدون تزويد جوي بالوقود قادرة على توفي الحماية اللازمة للانابيب ودفاذا اخذ في الحسبان اسراب السو32 و30 والميغ 29 يتضح بكل دقة ان الحجم الحالي للقوات المسلحة الجوية والبحرية قادر على ضمان الامن اللازم للجزائر في وجه اي قوة معادية متواجدة الان في البحر الابيض المتوسط، وان هذا الجيش غير موجه لاي دولة شقيقة بل هو سند لها واحتياطي استراتيجي يمكن التعويل عليه بكل امان لدرء اي حجة للتدخل الاجنبي بحجة حمايتها.
كما أن على الصعيد الافريقي تطمح الجزائر للعب دور محوري في مجال حفظ الامن في القارة الافريقية في اطار الاتحاد الافريقي، بحكم امكانياتها وحسب خطاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مؤتمر القمة للاتحاد الافريقي المنعقد مؤخرا في اديس بابا فانه حان الوقت لافريقيا ان تعتمد على نفسها بعيدا عن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية وتجسيدا لهذا الخطاب اخذت القوات الجوية الجزائرية على عاتقها نشر القوات الافريقية في الصومال ودارفور وضمان الدعم اللوجيستيكي لافرادها.
ويأتي تطوير الاسطول الجوي السابع للنقل التكتيكي الذي يضم حاليا اكثر من اربعين طائرة اليوشين وسي-130 في هذا الاطار مع ضمان القدرة على التدخل السريع بواسطة الفرقة المحمولة جوا المنظمة على غرار الفرقة 82 الامريكية وتحسين قدرة النشر بواسطة الحوامات واقتناء عربات مدرعة ودبابات قابلة للنقل جوا واسقاطها بالمظلات واكتساب مقاتلات بعيدة المدى بما يغطي مجالات العمل للفرقة في افريقيا جنوب الصحراء.