الوجود الإسلامي في أوروبا والتحديات التي تواجهه
الدكتور صلاح الجعفراوي
قبل أن نبدأ فى عرض الصورة لوضع الأقلية المسلمة فى أوروبا لابد أن نعطى لمحة موجزة عن الجذور التاريخية للمسلمين فى هذه القارة والتى يمتد إلى مئات السنين قبل الفتوحات الإسلامية التى أنارت شرق القارة الأوروبية بالإسلام .. وهنا أذكر الكلمات التى ترددت على شفتى القائد المسلم عقبة بن نافع عندما دفع جواده إلى الماء على شاطئ المحيط شمال أفريقيا .. " يارب إنى أشهدك أننى لا أستطيع أن أتقدم أكثر من ذلك " وذلك خلال القرن السابع الميلادى ( 63 هجرى ) .
فقد زحف الإسلام إلى أوروبا بعد تعالى صيحات النجدة من فساد وظلم الحكام المدنيين والدينيين فى أوروبا ، فوصل القائد طارق بن زياد إلى الأندلس عام 711 ميلادى ثم وصول الفاتحين جزر صقلية وسردينيا عام 827 وإلى السواحل الجنوبية لإيطاليا عام 846 .. وبعد إسترخاء زمنى فتحت القسطنطينية على يد القائد الشاب محمد الفاتح .
وهنا أذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الأدلة التى تؤكد تجذر الإسلام فى العديد من مناطق القارة الأوروبية عبر عدد من القوميات والشعوب والأجناس :-
1) ينحدر المسلمون فى بلغاريا من قوميتين هما الأتراك والبوماك .. وهؤلاء البوماك يقطنون جنوب البلاد ويبلغ تعدادهم ما يقارب المليون وهم بلغار دخلوا الإسلام فى القرن الثالث الهجرى ، وقد وجدت قبورا للمسلمين كتب عليها عام 253 هجرى ، وعندما وصلت الفتوحات الإسلامية قام هؤلاء بنصرتهم فأطلق عليهم " البوماك " أى الأنصار .
2) أصدر الكاتب شوكت كرستش من إقليم السنجق ( التابع إلى يوغسلافيا ويسكنه غالبية مسلمة ) أكد فيه أن الإسلام كان موجوداً فى هذا الإقليم قبل دخول الفاتحين الأتراك .. وضم هذا الكتاب صورة مشهد لأحد القبور كتب عليها عام 1316 ميلادية أى قبل فتح القسطنطينية بحوالى مائة عام .
3) شعب الطربش والقومية الغجرية التى تعيش فى جمهورية مقدونيا التى إستقلت عن يوغسلافيا فى مطلع التسعينات من القرن الماضى .
4) الأقلية المسلمة فى ليتوانيا والتى تنتمى إلى أصول تاتارية وصلت عام 1397 ميلادية حيث إستقبلهم الملك فيتاوتاس مؤسس المملكة الليتوانية الكبرى التى إمتدت من بحر البلطيق إلى البحر الأسود وقد ساعدوه فى حروبه ضد الروس والوقوف أمام غزوات الألمان المتكررة .. وهؤلاء يعتبرون جزءاً من تاتار بولندا وبيلاروسيا وقد إحتفلوا عام 1997 بذكرى مرور ستمائة عام على دخول الإسلام إلى لتوانيا .. والتى تعتبر إحدى دول البلطيق الثلاث ( ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ) والذين يوجد بهم أقليات إسلامية .
5) الجنس الألبانى المسلم الذى يسكن ألبانيا ويمتد تواجده فى مقدونيا والجبل الأسود وصربيا وهو يشكل معظم سكان كوسوفو ( حوالى 92 % ) .
6) القومية البشناقية والتى ينتمى إليها شعبى البوسنة والهرسك والسنجق وهى أصول سلافية والتى هاجرت من روسيا لتستقر فى منطقة البلقان وينتمى لهذا الأصل السلافى شعوب الصرب والكروات السلوفين .
7) بولندا .. فى عام 1397 ميلادية إنتصر الملك فيتولت أحد ملوك مقاطعات شمال شرق بولندا على بعض الدول التتارية ، وأسر بعض المسلمين الذين إستقروا فى البلاد محتفظين بمبادئهم الدينية وتقاليدهم الإسلامية ، وتكونت بذلك نواة إسلامية صغيرة قرب مدينة فيلنو .. وهذا هو أول تواجد للإسلام فى بولندا وفى عام 1410 ميلادية قامت فرقة مكونة من بضعة آلاف من المسلمين تحت قيادة الأمير جلال الدين أمير أحد الولايات الإسلامية الواقعة على ضفاف نهر الفلجا بمساعدة بولونيا ضد بروسيا ، وتحقق النصر فى موقعة جرونوالد .. ويعتبر هذا هو الإحتكاك الثانى لبولندا مع المسلمين .. وفى عام 1432 ميلادية عقدت معاهدة بين بولندا والأمير أحمد والى كيبشك الواقعة فى شمال بحر قزوين ، وتقتضى بأن يمد الأمير بولندا بالفرسان نظيراً لما تقدمه بولندا من إمتيازات ومال ورعاية للمسلمين فى بلادهم ، وبعد ذلك إستقر عدد كبير من التتار المسلمين ببولندا ، وشكلوا العديد من كتائب الفرسان بقيادة إسكندر بك رومانوفيتش وغيره حيث دافعوا عن حدود بولندا ضد غارات الروس الشرقية والألمان الغربية .
8) فى عام 889 ميلادية كان أول تواجد للمسلمين فى سويسرة عندما هاجرت مجموعات من الدولة الفركيسينية ( دولة جبال القلال التى تقع فى جنوب شرقى فرنسا آنذاك ) وإستقربهم المقام فى مدن سان برنارو وسان موريس وسيون ومارتينى .
9) قد ذكر المؤرخ أحمد بن فضلان أنه شاهد بنفسه مجموعة من سكان إسكندنافيا الذين كان يطلق عليهم آنذاك " الفايكنجار " وقد إعتنقوا الإسلام ويبلغ عددهم حوالى خمسة آلاف شخص .
10) عثر مؤخراً فى السويد على كمية كبيرة من العملة الإسلامية التى تعود إلى أكثر من مائة عام ( القرن السابع الميلادى ) .
11) إستقبل الملك شارلمان ( كارل العظيم عام 777 ميلادى والذى كانت تربطة صداقة والخليفة هارون الرشيد) .. الأمير سليمان العربى أمير سرقسطة المطرود والذى إتفق معه على الوقوف بجانبه ضد أمير قرطبة ، لكن الوجود الحقيقى للإسلام فى ألمانيا عام 1731 ميلادى عندما إستعان الملك فريدرش فيلهلم الأول بعشرين رجلا من الأتراك فى بلاطة وأعد لهم صالة ليسخدمونها كمسجد بجانب سكنة للجنود فى مدينة بوتسدام قرب برلين ..وكان للملك أمنية أن يعبد الله بكل الألسنة وعلى كافة المذاهب .. وقد طلب من الأتراك أن يجعلوا صلاتهم الأحد بدلا من الجمعة .. ولكنهم رفضوا ذلك .كما أفرزت الحروب أعداد متزايدة من الأسرى الأتراك الذين عاشوا فى ظل ظروف قاسية حتى قبل البعض التعميد وإعتناق المسيحية .. لكن بقى معظم الأسرى على دين الإسلام.كما بنى الأسيران سوافن وتوركوش المسجد الأحمر فى حديقة قصر كارل بيودرو بمدينة شفينزنجن .. تلك الحديقة التى كانت معدة لتكون على الطراز التركى .. ومع مرور الوقت وتزايد عدد المسلمين أصبح هذا المبنى مسجد وليس لتزيين الحديقة فقط وأصبح يصلى به حتى قامت مؤخرا هيئة حماية الأثار بمنع الصلاة فيه ووضعة تحت قانون حماية الأثار.
12) وأما الأندلس التى أضاءت أوروبا بنور العلم وأصبح حكام أوروبا ومماليكهم يرسلون أبناءهم إلى قرطبة لتلقى العلم .. فأكتفى بهذه الأبيات لأبو البقاء الرندى :-
لكل شئ إذا ما تم نقصان * فلا يغر بطيب العيش إنسان
هى الأمور – كما شاهدتها – دول * من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقى على أحد * ولا يدوم على حال لها شان
وصار ما كان من ملك ومن ملك * كما حكى عن خيال الطيف وسنان
فجائع الدهر أنواع منوعة * وللزمان مسرات وأحزان
وللحوادث سلوان يسهلها * وما لما حل بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له * هوى له أحد وانهد ثهلان
فاسأل بلنسية : ما شأن مرسية ؟ * وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم ، فكم * من عالم قد سما فيها له شأن
وأين حمص وما تحويه من نزه * ونهرها العذب فياض وملان
قواعد كن أركان البلاد فما * عسى البقاء إذا لم تبق أركان
ياغافلا وله فى الدهر موعظة * إن كنت فى سنة فالدهر يقظان
أو ما شيا (( مرحا )) يلهيه موطنه * أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها * ومالها مع طول الدهر نسيان
ياراكبين عتاق الخيال ضامرة * كأنها فى مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة * كأنها فى ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر فى دعة * لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أهل أندلس * فقد سرى بحديث القوم ركبان ؟
مما سبق يتضح لنا أن الوجود الإسلامى فى شرق القارة وجود أصيل ونسبة المواطنين الأصليين من المسلمين تصل إلى أكثر من 90 % ، أما فى غرب القارة فقد تغير الأمر بعد أن كان معظم أبناء الأقلية من المغتربين .. حيث نشأ الجيل الثانى والثالث وإنتسب بعض الأوروبيين إلى الإسلام وبالتالى بدأ قطاع كبير من الأقلية ينتمى إلى هذه المنطقة حيث يشاركون الآن فى الحياة السياسية والإجتماعية ويؤثرون فى الحياة الثقافية والإقتصادية ، وبدأ جو من الحوار والتعايش بين طوائف المجتمع وأصبح الكثير يرفض بعض الصور الإستفزازية المحرضة والتى أذكر فى هذا الصدد صورتين فقط وهما :-
1) ماذكرته مجلة الشرق المسيحى الألمانية عن مؤتمر أدنبرج عام 1910 الميلادى حيث قالت : (( إن أعمالنا قد ازدادت أهمية بين مسلمى البلغار بنعمة الله تعالى الساطعة .. وذلك بنشاط وإقدام القسيس (افتارنيان) الذى كان اسمه من قبل ( امير زادة محمد شكرى ) .. وازدياد أهمية التبشير كان بوجه خاص عقب تأسيس المدرسة الدينية الإسلامية، وما يأتيه هذا القسيس من الأعمال بمساعدة الشيخ أحمد كاشف، والمدرس نسيم أفندى بقصد مقاومة الإسلام .. يبرهن لنا على أنه قد أزف الوقت الذى يزعزع فيه الإسلام من أركانه، وينتشر الانجيل بين الشعوب الإسلامية )).
2) الوثيقه المحفوظة بدار الوثاق القومية في باريس عن الملك لويس التاسع ملك فرنسا الذي شارك في الحرب الصليبية و أسر في دار ابن لقمان بعد معركة المنصورة في مصر حيث ذكر: ( لايمكن الانتصار علي المسلمين من خلال حرب .. إنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي :
أ- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين .. و إذا حدث فليعمل علي توسيع شقها ما أمكن حتي يكون الخلاف عاملا فى إضعاف المسلمين .
ب- عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية من أن يقوم فيها حكم صالح .
ج- إفساد أنظمة الحكم فى البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تتفصل القاعدة عن القمة .
د- الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه يضحى فى سبيل مبادئه .
ه- العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية فى المناطق التى يقيمون بها بإقامة دولة غريبة فى المنطقة العربية .
ومضى الزمان لتخلف الحروب العالمية الأولى والثانية أوضاعا للمسلمين غير طبيعية فى شرق القارة .. حيث تمكنت الأيدلوجية الشيوعية من مقدرات الشعوب فى تلك المناطق .. ونال المسلمون هناك ما ناله غيرهم .. ولكن بشكل اكبر بكثير .. وهنا نضرب بعض الأمثلة
1) مدينة بلجراد عاصمة صربيا كان بها ما يزيد على الثلاثمائة وستون مسجداً .. أصبح لا يوجد بها الآن إلا مسجد واحد.
2) أغلقت رومانيا مدرسة المحمدية ( مدرسة الأئمة ) فإنحسر عدد الأئمة وبالتالى أغلقت أكثر من نصف المساجد .
3) ألبانيا التى كان بها 1750 مسجدا عندما دخلها الدكتاتور أنور خوجه عام 1944 .. لم يتبقى بها بعد زوال الشيوعية إلا مسجد أدهم بك ومسجد آخر صغير بالعاصمة تيرانا .
4) أغلقت كل مساجد بلغاريا وتم تحويل الكثير منها إلى نوادى وأماكن للهو .. وقاموا بتغيير أسماء المسلمين وطردت أعداد كبيرة من القومية التركية .
5) البوسنة والهرسك .. قاموا بمصادرة الأوقاف وزوجت النساء المسلمات من اليهود والنصارى وقد ذكر لى الشهيد عبدالله شلبيتش نائب رئيس المشيخة الإسلامية عام 1991 والذى إستشهد فى حرب الإبادة التى قامت بها صربيا أن ما يزيد على المائة ألف مسلمة من البوسنة والهرسك متزوجات من غير المسلمين .
6) فى ليتوانيا ذاب المسلمون تماما خلال الحكم الشيوعى وأجبرت النساء على الزواج من غير المسلمين .
7) بولندا تم التخلص من قادة المسلمين فى ظروف غامضة وحلت كتائب الفرسان وهاجر العديد إلى المدن الكبرى
8) مدينة باليرمو شمال جزيرة صقلية فى إيطاليا لا يوجد بها مساجد بعد أن كان بها أكثر من ثلاثمائة مسجد .
9) الأقلية المسلمة فى شمال شرق اليونان ( تراقيا الغربية ) .. لم يعطوا حقوقهم الكاملة وتم إغلاق بعض المساجد مثل مسجد الجزار فى مدينة سالونيك .
10) أما محاكم التفتيش فى شبه جزيرة الأندلس ليست بخافية على أحد .
الوضع الحالى للأقلية
بدأت الشعوب الإسلامية فى شرق القارة فى إستعادة بعض حقوقها وذلك بإسترداد بعض الأوقاف وإفتتاح العديد من المدارس وخوض غمار الحياة السياسية وتوحيد المشيخات الإسلامية والإفتاء والتنسيق فيما بينهم .
وأما فى غرب القارة كان لنشأة الجيل الثانى والثالث دور كبير فى إرتباط الجيل الأول بهذه المنطقة حيث لم يعد وجودهم كضيف عابر أو جسم غريب .. فأبنائهم يعتبرون أنفسهم جزء من شعوب تلك المنطقة مع الإحتفاظ بهويتهم الإسلامية .
كما كان لهم دور أهم وهو البعد عن تلك الخلافات المذهبية والفكرية التى أتى بها الجيل الأول وأضاعت الكثير من الجهد والوقت فى خلافات وصراعات لا طائل منها .. وإزداد تأثير وتأثر هذا الجيل بالمحيط الذى يعيش فيه .. وبدأ التفاعل مع هذا المجتمع فى كافة النواحى الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والفكرية ... إلخ .
ورغم ما خلفته أحداث سبتمبر من مآسى وتشويه لصورة المسلمين ثم توالت أحداث مقتل المخرج الهولندى فان جوخ وتفجيرات أنفاق المترو الأولى والثانية فى لندن .. وتفجيرقطارات مدريد لتزيد الحملة على الإسلام إشتعالاً وتسلط وسائل الإعلام أسهمها وتسن العديد من القوانين لتضيق الخناق على الأقلية المسلمة .. وطرد العديد من العلماء والأئمة وزيادة حالات الممارسات العنصرية وكراهية الأجانب حتى أن اللجنة الوطنية الإستشارية لحقوق الإنسان فى فرنسا أكدت فى تقريرها عام 2004 أن الأعمال العنصرية تضاعفت ضد رموز الإسلام بنسبة 251% .
ولكن ظهرت أيضاً بعض الشواهد الإيجابية منها :-
1) قامت الحكومة الهولندية بوضع برنامج للإندماج بين الأعراق والثقافات المكونة للنسيج الهولندى .. وبدأت هذا البرنامج فى روتردام كنموذج .. إن نجح فسوف يعمم على بقية أنحاء هولندا .. بل سيكون نموذج للتطبيق فى بقية الدول الأوروبية .. وتم إختيار روتردام بالذات للكثافة السكانية للأجانب حيث يوجد بها 165 جنسية .. وقد إستغرق البرنامج أكثر من عامين شاركت فيه جهات رسمية وشعبية إسلامية وهولندية وتوج بمؤتمر جامع يوم 6-4-2005 حضره السيد يان بيتر بالكوندا رئيس وزراء هولندا ، وقد صوت غالبية المشاركين لصالح إتفاق المواطنة الروتردامية الذى يعطى أولوية للتعايش بين المواطنين بغض النظر عن الإنتماء الدينى أو العرقى كما ينص على مقاومة العنصرية والإبلاغ عنها وخاصة فى أماكن العمل. وطالب المشاركون بلدية روتردام بوضع إتفاق بين البلدية ورجال الأعمال لقبول المسلمين فى مؤسساتهم وكذلك تنظيم مناسبات للتواصل بين المواطنين . وقد تأثر هذا البرنامج قليلاً بعد أحداث مقتل المخرج الهولندى ولكنه سرعان ما تعافى بحكمة المسؤولين فى بلدية روتردام الذين سعوا بشكل جاد لإنجاح هذا المشروع .
2) إختيار وزير آخر مسلم فى الحكومة الفرنسية الجديدة السيد عزوز بقاق وزير التأهيل وتساوى الفرص بعد حملاوى مكاشيرا وزيراً مفوضاً لشؤون المحاربين القدامى .
3) تضاعف عدد المسلمين فى مجلس العموم البريطانى ورغم أن العدد لا يتناسب مع نسبة المسلمين حيث يحق أن يكون لهم 18 عضو .. ولكنها خطوة إلى حد ما إيجابية حيث مثلوا بأربعة نواب بدلاً من إثنين فى الدورة الماضية .
4) ذكرت الملكة مارجريت ملكة الدانمرك فى كتابها الجديد " أننا كنا لوقت طويل لم ننظر إلى الإسلام بجدية .. بل كنا كسالى وغير معنيين بالأمر ، ولا نريد أن نفتح علاقة معهم"، " إننا كنا لسنوات نواجه الإسلام محلياً وعالمياً كتحد لوجودنا ويهددنا ، ولذلك يجب أن نعيد النظر فى هذا الموقف بجدية " .
5) تأسس إتحاد الصحافيين المحايدين فى أوروبا من بعض الصحافيين السويسريين ويجرى التنسيق مع بعض الجنسيات الأوروبية الأخرى لتوسيع الإتحاد .. وهذه تعتبر خطة كبيرة حيث تمت بمباركتنا ودعمنا لهم وقد دفعهم إلى هذا التوجه ما لمسوه من ظلم وتغييب للحقائق عندما يتم تناول أى قضية لها علاقة بالإسلام .. ونحن نعد لهم الآن جولة لبعض الدول العربية كأول زيارة لهم للإحتكاك المباشر مع الشعوب الإسلامية ، وقد نشروا بالفعل العديد من كتابات منصقة ومتزنة .
6) إستقبال عمدة مدينة ليل ( شمال فرنسا ) لوفد المؤتمر الإسلامى الأوروبى والمجلس العالمى للدعوة الإسلامية وكلية الدعوة الإسلامية بمقر المحافظة ووعدها بتيسير كافة الإجراءات لإنشاء الجامعة الإسلامية تحت إشراف المؤتمر الإسلامى الأوروبى .
التحديات التى تواجه الوجود الإسلامى فى أوروبا
توجد العديد من التحديات التى تواجه الوجود الإسلامى فى أوروبا .. بعضها معوقات داخلية وأخرى خارجية :-
1- التحديات الداخلية :-
وتلك هى التى تتواجد داخل الجسد الإسلامى وبأيدى أبناءه وتحدث بجهل بعض منتسبيه
أ) إنحدار مستوى التعليم لدى العديد من أبناء الأقلية المسلمة خاصة فى أوروبا الغربية .. وهذا نتيجة أن قطاع عريض منهم من العمال الذين أتوا إلى تلك البلاد لتحسين الوضع المالى وبالتالى لم يهتموا بتحسين مستواهم العلمى أو الإهتمام بتعليم أبنائهم لمستويات علمية معقولة .. وهذا له مردود سلبى فى التعامل مع غير المسلمين وفى إستيعاب الأحداث التى تطرأ على الساحة .
ب) عدم وجود العدد الكافى من الأئمة والدعاة المؤهلين للقيام بدور الوعظ والإرشاد وبالتالى تضطر إدارات بعض المؤسسات والمساجد إلى الإستعانة بمن له قدرة على الحديث لإعتلاء المنبر دون النظر إلى ما قد يسببه من نقل مفاهيم خاطئة أو تحليل الأمور بشئ من الإفراط أو التفريط .. وهذا ما أدى بدورة إلى الحملة الكبيرة التى تقودها بعض المؤسسات الأوروبية كما ذكرنا سالفا لطلب تأهيل الأئمة يتناسب والإسلام الأوروبى كما يطلقون عليه .. وهذا الأمر إن لم توضح ضوابطه يكون الناتج أئمة ممسوخى الفكر كما سيكون له الأثر السلبى وظهور ردود الأفعال التى قد يكون وبالها أكثر مما نراه الآن .
ت) عدم الإهتمام بالتأكيد على روح الإسلام وتعاليمه فى العديد من المساجد والمراكز والمؤسسات الإسلامية كالإنضباط فى الوقت والنظافة والحفاظ على البيئة وحسن الجوار مع المسلمين وغير المسلمين وأن تخالق الناس يخلق حسن ورعاية مشاعر الجيران وإحترام القوانين الوضعية التى تنظم سبل حياتنا .. إلخ ، وهذا ما أعطى بدوره صورة مشوهة وأوحى للعديد من المحتكين بنا أن الإسلام دين إهمال وقذارة وتجهم وتسيب ولامبالاة وتخلف .
ث) هذه القضية وإن تبدو هيئة ولكنها ذات أثر كبير وخاصة أنها ملاحظة مباشرة من رجل الشارع الأوروبى الذى يشحن يوميا إعلاميا .. للأسف يجد ما يسمعه أو يقرأه مطبقا على أيدى من يجهل حقيقة هذا الدين عن أبناءه .
ج) التنسيق بين المؤسسات الإسلامية على الساحة لا يزال دون المستوى ولا يتناسب مع تطور الأحداث الذى تشهدها المنطقة .
ح) عدم وجود إستيراتيجية محددة المعالم للمرور من هذا المنعطف الخطير الذى يمر به الوجود الإسلامى فى أوروبا وبالتالى نجد أن معظم تحركات الأقلية المسلمة عبارة عن ردود أفعال متخبطة لا تتناسب وعظم الحدث .
خ) لا يزال دور المرأة داخل مؤسساتنا الإسلامية محدودا مع تعاظم دورها على المستوى الأوروبى وبالتالى نظهر بمظهر المتخلف عن الركب .
د) عدم الإهتمام بتأسيس مؤسسات إعلامية تستطيع مواكبة الأحداث والتعاطى والتخاطب مع الإعلام الأوروبى الذى إستطاع أن يسلب الكثيرين عقولهم فأصبحوا كالببغاء يرددون ما يسمعون دون البحث والتدقيق .
ذ) الواقع السياسى المؤلم للدول العربية والإسلامية والذى ينعكس بدورة سلبيا على وضع الأقلية ونظرة المجتمع الأوروبى لها .
ر) عدم التعاطى مع الواقع السياسى التى تعيشه الشعوب الأوروبية وعدم الإهتمام بالإنخراط فيه مما يجعل هذا القطاع العريض من المسلمين فى أوروبا مهمشا ليس له تأثيرا يذكر على الإنتخابات البرلمانية وغيرها .
2- التحديات الخارجية :-
وهى تلك التى توضع لنا ويخطط لها من أجل إبعادنا عن مجرى الأحداث لنظل نتخبط حتى يسير الركب ويتركنا فى ذاكرة التاريخ .. " إنهم كانوا هنا .. ورحلوا " أو نحفظ فى متحف الذكريات والآلام ...
وبعض هذه التحديات هى :-
أ) الحملة الإعلامية المتنامية للنيل من الإسلام ومنتسبه وإظهار أن الإسلام دين القتل والإرهاب وقد ساعد فى تأكيد هذه الصورة ما تتناوله وكالات الأنباء والأنترنت لبعض الحوادث التى تقع على الساحة العراقية وغيرها دون الإشارة إلى أسباب ودوافع هذه الأحداث وكيفية تجنبها .. كما أن العديد من وسائل الإعلام العربية والإسلامية لا ترقى إلى المستوى المطلوب بل أن البعض أصبح يردد تلقائيا ما تذكره وسائل الإعلام الأخرى دون التدقيق فى المصدر أو معرفة أبعاد نشر التقرير أو الخير .
ب) السيل العارم من كتابات لبعض المنتسبين بالإضافة إلى الكثير من كتابات غير المسلمين .. وتقريبا ينشر شهريا عشرات الكتب التى توزع على نطاق واسع عبر دور النشر المختلفة وهنا أريد أن أعلق على أمرين هامين هما :-
أولا : دعم بعض دور النشر لعدد من المسلمين الذين ينتسبون إلى الإسلام لإصدار العديد من الكتب التى تطعن فى الإسلام وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وذلك حتى يظهر الأمر وكأنها قضية داخلية وصراعات بين المسلمين وبالتالى فقد كفوهم هؤلاء الكتاب عناء الطعن والمواجهة ، وكما لو كان الإسلام بتأكل من الداخل .
ثانياً : من تتبع الكتابات التى كتبت فى الفترة الماضية وبالتحديد خلال العامين الماصيين نجد أن نسبة من 60% إلى 70% تنال من المرأة المسلمة وكم هى مضطهدة وتعيش تحت ضغوط تتجاذبها وحالها أقرب إلى الرق والعبودية منه إلى شئ آخر ،وبالتالى فإن السلعة الرائجة الآن للطعن فى الإسلام من قبل المغرضين هى قضية المرأة التى لم تعط الأهتمام الكافى لإظهار الوضع النموذجى الذى تشهده المرأة فى ظل الإسلام .
ج) القيود المتنامية على إنشاء المؤسسات كالمدارس وبناء المساجد .. وهذه بالطبع تساعد فى إنحسار التعليم الإسلامى .. فبعض المدارس الموجودة بالفعل مهددة بالإغلاق وبعض المدارس توقف نموها فلا تزيد عدد الفصول رغم الحاجة الماسة .. بالإضافة إلى ان تصاريح إنشاء المدارس الرسمية الخاصة إسوة بالعديد من المذاهب والأعراق التى تملك العديد من المدارس أصبح من الصعوبة بمكان بالنسبة للمسلمين .
د) الحملات الأمنية المتتالية على المؤسسات الإسلامية بحق أو بغير حق .. أوجد وضع من القلق و الإضراب .. فعندما يقتحم المسجد وتصادر أجهزة الحاسوب كتب المكتبة ويروع الناس .. وبعد عدة شهور قد يأتى الإعتذار أو لا يأتى .. يوجد مناخاً غير مناسباً للتربية والبناء .
ه) التضييق على المسلمين عبر القوانين التى سنت حديثا وتحد من حريتهم الشخصية أحوالهم الإجتماعية كمنع الحجاب فى بعض الدول وقوانين الزواج .. الخ
و) تجفيف منابع الدعم للنشاط الثقافى والإجتماعى والخيرى للمؤسسات الإسلامية بحجة تجفيف منابع الإرهاب ولم يفرق الداعون إلى ذلك بين ماهو نافع وما هو ضار .
عن رابطة أدباء الشام
الدكتور صلاح الجعفراوي
قبل أن نبدأ فى عرض الصورة لوضع الأقلية المسلمة فى أوروبا لابد أن نعطى لمحة موجزة عن الجذور التاريخية للمسلمين فى هذه القارة والتى يمتد إلى مئات السنين قبل الفتوحات الإسلامية التى أنارت شرق القارة الأوروبية بالإسلام .. وهنا أذكر الكلمات التى ترددت على شفتى القائد المسلم عقبة بن نافع عندما دفع جواده إلى الماء على شاطئ المحيط شمال أفريقيا .. " يارب إنى أشهدك أننى لا أستطيع أن أتقدم أكثر من ذلك " وذلك خلال القرن السابع الميلادى ( 63 هجرى ) .
فقد زحف الإسلام إلى أوروبا بعد تعالى صيحات النجدة من فساد وظلم الحكام المدنيين والدينيين فى أوروبا ، فوصل القائد طارق بن زياد إلى الأندلس عام 711 ميلادى ثم وصول الفاتحين جزر صقلية وسردينيا عام 827 وإلى السواحل الجنوبية لإيطاليا عام 846 .. وبعد إسترخاء زمنى فتحت القسطنطينية على يد القائد الشاب محمد الفاتح .
وهنا أذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الأدلة التى تؤكد تجذر الإسلام فى العديد من مناطق القارة الأوروبية عبر عدد من القوميات والشعوب والأجناس :-
1) ينحدر المسلمون فى بلغاريا من قوميتين هما الأتراك والبوماك .. وهؤلاء البوماك يقطنون جنوب البلاد ويبلغ تعدادهم ما يقارب المليون وهم بلغار دخلوا الإسلام فى القرن الثالث الهجرى ، وقد وجدت قبورا للمسلمين كتب عليها عام 253 هجرى ، وعندما وصلت الفتوحات الإسلامية قام هؤلاء بنصرتهم فأطلق عليهم " البوماك " أى الأنصار .
2) أصدر الكاتب شوكت كرستش من إقليم السنجق ( التابع إلى يوغسلافيا ويسكنه غالبية مسلمة ) أكد فيه أن الإسلام كان موجوداً فى هذا الإقليم قبل دخول الفاتحين الأتراك .. وضم هذا الكتاب صورة مشهد لأحد القبور كتب عليها عام 1316 ميلادية أى قبل فتح القسطنطينية بحوالى مائة عام .
3) شعب الطربش والقومية الغجرية التى تعيش فى جمهورية مقدونيا التى إستقلت عن يوغسلافيا فى مطلع التسعينات من القرن الماضى .
4) الأقلية المسلمة فى ليتوانيا والتى تنتمى إلى أصول تاتارية وصلت عام 1397 ميلادية حيث إستقبلهم الملك فيتاوتاس مؤسس المملكة الليتوانية الكبرى التى إمتدت من بحر البلطيق إلى البحر الأسود وقد ساعدوه فى حروبه ضد الروس والوقوف أمام غزوات الألمان المتكررة .. وهؤلاء يعتبرون جزءاً من تاتار بولندا وبيلاروسيا وقد إحتفلوا عام 1997 بذكرى مرور ستمائة عام على دخول الإسلام إلى لتوانيا .. والتى تعتبر إحدى دول البلطيق الثلاث ( ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ) والذين يوجد بهم أقليات إسلامية .
5) الجنس الألبانى المسلم الذى يسكن ألبانيا ويمتد تواجده فى مقدونيا والجبل الأسود وصربيا وهو يشكل معظم سكان كوسوفو ( حوالى 92 % ) .
6) القومية البشناقية والتى ينتمى إليها شعبى البوسنة والهرسك والسنجق وهى أصول سلافية والتى هاجرت من روسيا لتستقر فى منطقة البلقان وينتمى لهذا الأصل السلافى شعوب الصرب والكروات السلوفين .
7) بولندا .. فى عام 1397 ميلادية إنتصر الملك فيتولت أحد ملوك مقاطعات شمال شرق بولندا على بعض الدول التتارية ، وأسر بعض المسلمين الذين إستقروا فى البلاد محتفظين بمبادئهم الدينية وتقاليدهم الإسلامية ، وتكونت بذلك نواة إسلامية صغيرة قرب مدينة فيلنو .. وهذا هو أول تواجد للإسلام فى بولندا وفى عام 1410 ميلادية قامت فرقة مكونة من بضعة آلاف من المسلمين تحت قيادة الأمير جلال الدين أمير أحد الولايات الإسلامية الواقعة على ضفاف نهر الفلجا بمساعدة بولونيا ضد بروسيا ، وتحقق النصر فى موقعة جرونوالد .. ويعتبر هذا هو الإحتكاك الثانى لبولندا مع المسلمين .. وفى عام 1432 ميلادية عقدت معاهدة بين بولندا والأمير أحمد والى كيبشك الواقعة فى شمال بحر قزوين ، وتقتضى بأن يمد الأمير بولندا بالفرسان نظيراً لما تقدمه بولندا من إمتيازات ومال ورعاية للمسلمين فى بلادهم ، وبعد ذلك إستقر عدد كبير من التتار المسلمين ببولندا ، وشكلوا العديد من كتائب الفرسان بقيادة إسكندر بك رومانوفيتش وغيره حيث دافعوا عن حدود بولندا ضد غارات الروس الشرقية والألمان الغربية .
8) فى عام 889 ميلادية كان أول تواجد للمسلمين فى سويسرة عندما هاجرت مجموعات من الدولة الفركيسينية ( دولة جبال القلال التى تقع فى جنوب شرقى فرنسا آنذاك ) وإستقربهم المقام فى مدن سان برنارو وسان موريس وسيون ومارتينى .
9) قد ذكر المؤرخ أحمد بن فضلان أنه شاهد بنفسه مجموعة من سكان إسكندنافيا الذين كان يطلق عليهم آنذاك " الفايكنجار " وقد إعتنقوا الإسلام ويبلغ عددهم حوالى خمسة آلاف شخص .
10) عثر مؤخراً فى السويد على كمية كبيرة من العملة الإسلامية التى تعود إلى أكثر من مائة عام ( القرن السابع الميلادى ) .
11) إستقبل الملك شارلمان ( كارل العظيم عام 777 ميلادى والذى كانت تربطة صداقة والخليفة هارون الرشيد) .. الأمير سليمان العربى أمير سرقسطة المطرود والذى إتفق معه على الوقوف بجانبه ضد أمير قرطبة ، لكن الوجود الحقيقى للإسلام فى ألمانيا عام 1731 ميلادى عندما إستعان الملك فريدرش فيلهلم الأول بعشرين رجلا من الأتراك فى بلاطة وأعد لهم صالة ليسخدمونها كمسجد بجانب سكنة للجنود فى مدينة بوتسدام قرب برلين ..وكان للملك أمنية أن يعبد الله بكل الألسنة وعلى كافة المذاهب .. وقد طلب من الأتراك أن يجعلوا صلاتهم الأحد بدلا من الجمعة .. ولكنهم رفضوا ذلك .كما أفرزت الحروب أعداد متزايدة من الأسرى الأتراك الذين عاشوا فى ظل ظروف قاسية حتى قبل البعض التعميد وإعتناق المسيحية .. لكن بقى معظم الأسرى على دين الإسلام.كما بنى الأسيران سوافن وتوركوش المسجد الأحمر فى حديقة قصر كارل بيودرو بمدينة شفينزنجن .. تلك الحديقة التى كانت معدة لتكون على الطراز التركى .. ومع مرور الوقت وتزايد عدد المسلمين أصبح هذا المبنى مسجد وليس لتزيين الحديقة فقط وأصبح يصلى به حتى قامت مؤخرا هيئة حماية الأثار بمنع الصلاة فيه ووضعة تحت قانون حماية الأثار.
12) وأما الأندلس التى أضاءت أوروبا بنور العلم وأصبح حكام أوروبا ومماليكهم يرسلون أبناءهم إلى قرطبة لتلقى العلم .. فأكتفى بهذه الأبيات لأبو البقاء الرندى :-
لكل شئ إذا ما تم نقصان * فلا يغر بطيب العيش إنسان
هى الأمور – كما شاهدتها – دول * من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقى على أحد * ولا يدوم على حال لها شان
وصار ما كان من ملك ومن ملك * كما حكى عن خيال الطيف وسنان
فجائع الدهر أنواع منوعة * وللزمان مسرات وأحزان
وللحوادث سلوان يسهلها * وما لما حل بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له * هوى له أحد وانهد ثهلان
فاسأل بلنسية : ما شأن مرسية ؟ * وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم ، فكم * من عالم قد سما فيها له شأن
وأين حمص وما تحويه من نزه * ونهرها العذب فياض وملان
قواعد كن أركان البلاد فما * عسى البقاء إذا لم تبق أركان
ياغافلا وله فى الدهر موعظة * إن كنت فى سنة فالدهر يقظان
أو ما شيا (( مرحا )) يلهيه موطنه * أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها * ومالها مع طول الدهر نسيان
ياراكبين عتاق الخيال ضامرة * كأنها فى مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة * كأنها فى ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر فى دعة * لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أهل أندلس * فقد سرى بحديث القوم ركبان ؟
مما سبق يتضح لنا أن الوجود الإسلامى فى شرق القارة وجود أصيل ونسبة المواطنين الأصليين من المسلمين تصل إلى أكثر من 90 % ، أما فى غرب القارة فقد تغير الأمر بعد أن كان معظم أبناء الأقلية من المغتربين .. حيث نشأ الجيل الثانى والثالث وإنتسب بعض الأوروبيين إلى الإسلام وبالتالى بدأ قطاع كبير من الأقلية ينتمى إلى هذه المنطقة حيث يشاركون الآن فى الحياة السياسية والإجتماعية ويؤثرون فى الحياة الثقافية والإقتصادية ، وبدأ جو من الحوار والتعايش بين طوائف المجتمع وأصبح الكثير يرفض بعض الصور الإستفزازية المحرضة والتى أذكر فى هذا الصدد صورتين فقط وهما :-
1) ماذكرته مجلة الشرق المسيحى الألمانية عن مؤتمر أدنبرج عام 1910 الميلادى حيث قالت : (( إن أعمالنا قد ازدادت أهمية بين مسلمى البلغار بنعمة الله تعالى الساطعة .. وذلك بنشاط وإقدام القسيس (افتارنيان) الذى كان اسمه من قبل ( امير زادة محمد شكرى ) .. وازدياد أهمية التبشير كان بوجه خاص عقب تأسيس المدرسة الدينية الإسلامية، وما يأتيه هذا القسيس من الأعمال بمساعدة الشيخ أحمد كاشف، والمدرس نسيم أفندى بقصد مقاومة الإسلام .. يبرهن لنا على أنه قد أزف الوقت الذى يزعزع فيه الإسلام من أركانه، وينتشر الانجيل بين الشعوب الإسلامية )).
2) الوثيقه المحفوظة بدار الوثاق القومية في باريس عن الملك لويس التاسع ملك فرنسا الذي شارك في الحرب الصليبية و أسر في دار ابن لقمان بعد معركة المنصورة في مصر حيث ذكر: ( لايمكن الانتصار علي المسلمين من خلال حرب .. إنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي :
أ- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين .. و إذا حدث فليعمل علي توسيع شقها ما أمكن حتي يكون الخلاف عاملا فى إضعاف المسلمين .
ب- عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية من أن يقوم فيها حكم صالح .
ج- إفساد أنظمة الحكم فى البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تتفصل القاعدة عن القمة .
د- الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه يضحى فى سبيل مبادئه .
ه- العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية فى المناطق التى يقيمون بها بإقامة دولة غريبة فى المنطقة العربية .
ومضى الزمان لتخلف الحروب العالمية الأولى والثانية أوضاعا للمسلمين غير طبيعية فى شرق القارة .. حيث تمكنت الأيدلوجية الشيوعية من مقدرات الشعوب فى تلك المناطق .. ونال المسلمون هناك ما ناله غيرهم .. ولكن بشكل اكبر بكثير .. وهنا نضرب بعض الأمثلة
1) مدينة بلجراد عاصمة صربيا كان بها ما يزيد على الثلاثمائة وستون مسجداً .. أصبح لا يوجد بها الآن إلا مسجد واحد.
2) أغلقت رومانيا مدرسة المحمدية ( مدرسة الأئمة ) فإنحسر عدد الأئمة وبالتالى أغلقت أكثر من نصف المساجد .
3) ألبانيا التى كان بها 1750 مسجدا عندما دخلها الدكتاتور أنور خوجه عام 1944 .. لم يتبقى بها بعد زوال الشيوعية إلا مسجد أدهم بك ومسجد آخر صغير بالعاصمة تيرانا .
4) أغلقت كل مساجد بلغاريا وتم تحويل الكثير منها إلى نوادى وأماكن للهو .. وقاموا بتغيير أسماء المسلمين وطردت أعداد كبيرة من القومية التركية .
5) البوسنة والهرسك .. قاموا بمصادرة الأوقاف وزوجت النساء المسلمات من اليهود والنصارى وقد ذكر لى الشهيد عبدالله شلبيتش نائب رئيس المشيخة الإسلامية عام 1991 والذى إستشهد فى حرب الإبادة التى قامت بها صربيا أن ما يزيد على المائة ألف مسلمة من البوسنة والهرسك متزوجات من غير المسلمين .
6) فى ليتوانيا ذاب المسلمون تماما خلال الحكم الشيوعى وأجبرت النساء على الزواج من غير المسلمين .
7) بولندا تم التخلص من قادة المسلمين فى ظروف غامضة وحلت كتائب الفرسان وهاجر العديد إلى المدن الكبرى
8) مدينة باليرمو شمال جزيرة صقلية فى إيطاليا لا يوجد بها مساجد بعد أن كان بها أكثر من ثلاثمائة مسجد .
9) الأقلية المسلمة فى شمال شرق اليونان ( تراقيا الغربية ) .. لم يعطوا حقوقهم الكاملة وتم إغلاق بعض المساجد مثل مسجد الجزار فى مدينة سالونيك .
10) أما محاكم التفتيش فى شبه جزيرة الأندلس ليست بخافية على أحد .
الوضع الحالى للأقلية
بدأت الشعوب الإسلامية فى شرق القارة فى إستعادة بعض حقوقها وذلك بإسترداد بعض الأوقاف وإفتتاح العديد من المدارس وخوض غمار الحياة السياسية وتوحيد المشيخات الإسلامية والإفتاء والتنسيق فيما بينهم .
وأما فى غرب القارة كان لنشأة الجيل الثانى والثالث دور كبير فى إرتباط الجيل الأول بهذه المنطقة حيث لم يعد وجودهم كضيف عابر أو جسم غريب .. فأبنائهم يعتبرون أنفسهم جزء من شعوب تلك المنطقة مع الإحتفاظ بهويتهم الإسلامية .
كما كان لهم دور أهم وهو البعد عن تلك الخلافات المذهبية والفكرية التى أتى بها الجيل الأول وأضاعت الكثير من الجهد والوقت فى خلافات وصراعات لا طائل منها .. وإزداد تأثير وتأثر هذا الجيل بالمحيط الذى يعيش فيه .. وبدأ التفاعل مع هذا المجتمع فى كافة النواحى الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والفكرية ... إلخ .
ورغم ما خلفته أحداث سبتمبر من مآسى وتشويه لصورة المسلمين ثم توالت أحداث مقتل المخرج الهولندى فان جوخ وتفجيرات أنفاق المترو الأولى والثانية فى لندن .. وتفجيرقطارات مدريد لتزيد الحملة على الإسلام إشتعالاً وتسلط وسائل الإعلام أسهمها وتسن العديد من القوانين لتضيق الخناق على الأقلية المسلمة .. وطرد العديد من العلماء والأئمة وزيادة حالات الممارسات العنصرية وكراهية الأجانب حتى أن اللجنة الوطنية الإستشارية لحقوق الإنسان فى فرنسا أكدت فى تقريرها عام 2004 أن الأعمال العنصرية تضاعفت ضد رموز الإسلام بنسبة 251% .
ولكن ظهرت أيضاً بعض الشواهد الإيجابية منها :-
1) قامت الحكومة الهولندية بوضع برنامج للإندماج بين الأعراق والثقافات المكونة للنسيج الهولندى .. وبدأت هذا البرنامج فى روتردام كنموذج .. إن نجح فسوف يعمم على بقية أنحاء هولندا .. بل سيكون نموذج للتطبيق فى بقية الدول الأوروبية .. وتم إختيار روتردام بالذات للكثافة السكانية للأجانب حيث يوجد بها 165 جنسية .. وقد إستغرق البرنامج أكثر من عامين شاركت فيه جهات رسمية وشعبية إسلامية وهولندية وتوج بمؤتمر جامع يوم 6-4-2005 حضره السيد يان بيتر بالكوندا رئيس وزراء هولندا ، وقد صوت غالبية المشاركين لصالح إتفاق المواطنة الروتردامية الذى يعطى أولوية للتعايش بين المواطنين بغض النظر عن الإنتماء الدينى أو العرقى كما ينص على مقاومة العنصرية والإبلاغ عنها وخاصة فى أماكن العمل. وطالب المشاركون بلدية روتردام بوضع إتفاق بين البلدية ورجال الأعمال لقبول المسلمين فى مؤسساتهم وكذلك تنظيم مناسبات للتواصل بين المواطنين . وقد تأثر هذا البرنامج قليلاً بعد أحداث مقتل المخرج الهولندى ولكنه سرعان ما تعافى بحكمة المسؤولين فى بلدية روتردام الذين سعوا بشكل جاد لإنجاح هذا المشروع .
2) إختيار وزير آخر مسلم فى الحكومة الفرنسية الجديدة السيد عزوز بقاق وزير التأهيل وتساوى الفرص بعد حملاوى مكاشيرا وزيراً مفوضاً لشؤون المحاربين القدامى .
3) تضاعف عدد المسلمين فى مجلس العموم البريطانى ورغم أن العدد لا يتناسب مع نسبة المسلمين حيث يحق أن يكون لهم 18 عضو .. ولكنها خطوة إلى حد ما إيجابية حيث مثلوا بأربعة نواب بدلاً من إثنين فى الدورة الماضية .
4) ذكرت الملكة مارجريت ملكة الدانمرك فى كتابها الجديد " أننا كنا لوقت طويل لم ننظر إلى الإسلام بجدية .. بل كنا كسالى وغير معنيين بالأمر ، ولا نريد أن نفتح علاقة معهم"، " إننا كنا لسنوات نواجه الإسلام محلياً وعالمياً كتحد لوجودنا ويهددنا ، ولذلك يجب أن نعيد النظر فى هذا الموقف بجدية " .
5) تأسس إتحاد الصحافيين المحايدين فى أوروبا من بعض الصحافيين السويسريين ويجرى التنسيق مع بعض الجنسيات الأوروبية الأخرى لتوسيع الإتحاد .. وهذه تعتبر خطة كبيرة حيث تمت بمباركتنا ودعمنا لهم وقد دفعهم إلى هذا التوجه ما لمسوه من ظلم وتغييب للحقائق عندما يتم تناول أى قضية لها علاقة بالإسلام .. ونحن نعد لهم الآن جولة لبعض الدول العربية كأول زيارة لهم للإحتكاك المباشر مع الشعوب الإسلامية ، وقد نشروا بالفعل العديد من كتابات منصقة ومتزنة .
6) إستقبال عمدة مدينة ليل ( شمال فرنسا ) لوفد المؤتمر الإسلامى الأوروبى والمجلس العالمى للدعوة الإسلامية وكلية الدعوة الإسلامية بمقر المحافظة ووعدها بتيسير كافة الإجراءات لإنشاء الجامعة الإسلامية تحت إشراف المؤتمر الإسلامى الأوروبى .
التحديات التى تواجه الوجود الإسلامى فى أوروبا
توجد العديد من التحديات التى تواجه الوجود الإسلامى فى أوروبا .. بعضها معوقات داخلية وأخرى خارجية :-
1- التحديات الداخلية :-
وتلك هى التى تتواجد داخل الجسد الإسلامى وبأيدى أبناءه وتحدث بجهل بعض منتسبيه
أ) إنحدار مستوى التعليم لدى العديد من أبناء الأقلية المسلمة خاصة فى أوروبا الغربية .. وهذا نتيجة أن قطاع عريض منهم من العمال الذين أتوا إلى تلك البلاد لتحسين الوضع المالى وبالتالى لم يهتموا بتحسين مستواهم العلمى أو الإهتمام بتعليم أبنائهم لمستويات علمية معقولة .. وهذا له مردود سلبى فى التعامل مع غير المسلمين وفى إستيعاب الأحداث التى تطرأ على الساحة .
ب) عدم وجود العدد الكافى من الأئمة والدعاة المؤهلين للقيام بدور الوعظ والإرشاد وبالتالى تضطر إدارات بعض المؤسسات والمساجد إلى الإستعانة بمن له قدرة على الحديث لإعتلاء المنبر دون النظر إلى ما قد يسببه من نقل مفاهيم خاطئة أو تحليل الأمور بشئ من الإفراط أو التفريط .. وهذا ما أدى بدورة إلى الحملة الكبيرة التى تقودها بعض المؤسسات الأوروبية كما ذكرنا سالفا لطلب تأهيل الأئمة يتناسب والإسلام الأوروبى كما يطلقون عليه .. وهذا الأمر إن لم توضح ضوابطه يكون الناتج أئمة ممسوخى الفكر كما سيكون له الأثر السلبى وظهور ردود الأفعال التى قد يكون وبالها أكثر مما نراه الآن .
ت) عدم الإهتمام بالتأكيد على روح الإسلام وتعاليمه فى العديد من المساجد والمراكز والمؤسسات الإسلامية كالإنضباط فى الوقت والنظافة والحفاظ على البيئة وحسن الجوار مع المسلمين وغير المسلمين وأن تخالق الناس يخلق حسن ورعاية مشاعر الجيران وإحترام القوانين الوضعية التى تنظم سبل حياتنا .. إلخ ، وهذا ما أعطى بدوره صورة مشوهة وأوحى للعديد من المحتكين بنا أن الإسلام دين إهمال وقذارة وتجهم وتسيب ولامبالاة وتخلف .
ث) هذه القضية وإن تبدو هيئة ولكنها ذات أثر كبير وخاصة أنها ملاحظة مباشرة من رجل الشارع الأوروبى الذى يشحن يوميا إعلاميا .. للأسف يجد ما يسمعه أو يقرأه مطبقا على أيدى من يجهل حقيقة هذا الدين عن أبناءه .
ج) التنسيق بين المؤسسات الإسلامية على الساحة لا يزال دون المستوى ولا يتناسب مع تطور الأحداث الذى تشهدها المنطقة .
ح) عدم وجود إستيراتيجية محددة المعالم للمرور من هذا المنعطف الخطير الذى يمر به الوجود الإسلامى فى أوروبا وبالتالى نجد أن معظم تحركات الأقلية المسلمة عبارة عن ردود أفعال متخبطة لا تتناسب وعظم الحدث .
خ) لا يزال دور المرأة داخل مؤسساتنا الإسلامية محدودا مع تعاظم دورها على المستوى الأوروبى وبالتالى نظهر بمظهر المتخلف عن الركب .
د) عدم الإهتمام بتأسيس مؤسسات إعلامية تستطيع مواكبة الأحداث والتعاطى والتخاطب مع الإعلام الأوروبى الذى إستطاع أن يسلب الكثيرين عقولهم فأصبحوا كالببغاء يرددون ما يسمعون دون البحث والتدقيق .
ذ) الواقع السياسى المؤلم للدول العربية والإسلامية والذى ينعكس بدورة سلبيا على وضع الأقلية ونظرة المجتمع الأوروبى لها .
ر) عدم التعاطى مع الواقع السياسى التى تعيشه الشعوب الأوروبية وعدم الإهتمام بالإنخراط فيه مما يجعل هذا القطاع العريض من المسلمين فى أوروبا مهمشا ليس له تأثيرا يذكر على الإنتخابات البرلمانية وغيرها .
2- التحديات الخارجية :-
وهى تلك التى توضع لنا ويخطط لها من أجل إبعادنا عن مجرى الأحداث لنظل نتخبط حتى يسير الركب ويتركنا فى ذاكرة التاريخ .. " إنهم كانوا هنا .. ورحلوا " أو نحفظ فى متحف الذكريات والآلام ...
وبعض هذه التحديات هى :-
أ) الحملة الإعلامية المتنامية للنيل من الإسلام ومنتسبه وإظهار أن الإسلام دين القتل والإرهاب وقد ساعد فى تأكيد هذه الصورة ما تتناوله وكالات الأنباء والأنترنت لبعض الحوادث التى تقع على الساحة العراقية وغيرها دون الإشارة إلى أسباب ودوافع هذه الأحداث وكيفية تجنبها .. كما أن العديد من وسائل الإعلام العربية والإسلامية لا ترقى إلى المستوى المطلوب بل أن البعض أصبح يردد تلقائيا ما تذكره وسائل الإعلام الأخرى دون التدقيق فى المصدر أو معرفة أبعاد نشر التقرير أو الخير .
ب) السيل العارم من كتابات لبعض المنتسبين بالإضافة إلى الكثير من كتابات غير المسلمين .. وتقريبا ينشر شهريا عشرات الكتب التى توزع على نطاق واسع عبر دور النشر المختلفة وهنا أريد أن أعلق على أمرين هامين هما :-
أولا : دعم بعض دور النشر لعدد من المسلمين الذين ينتسبون إلى الإسلام لإصدار العديد من الكتب التى تطعن فى الإسلام وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وذلك حتى يظهر الأمر وكأنها قضية داخلية وصراعات بين المسلمين وبالتالى فقد كفوهم هؤلاء الكتاب عناء الطعن والمواجهة ، وكما لو كان الإسلام بتأكل من الداخل .
ثانياً : من تتبع الكتابات التى كتبت فى الفترة الماضية وبالتحديد خلال العامين الماصيين نجد أن نسبة من 60% إلى 70% تنال من المرأة المسلمة وكم هى مضطهدة وتعيش تحت ضغوط تتجاذبها وحالها أقرب إلى الرق والعبودية منه إلى شئ آخر ،وبالتالى فإن السلعة الرائجة الآن للطعن فى الإسلام من قبل المغرضين هى قضية المرأة التى لم تعط الأهتمام الكافى لإظهار الوضع النموذجى الذى تشهده المرأة فى ظل الإسلام .
ج) القيود المتنامية على إنشاء المؤسسات كالمدارس وبناء المساجد .. وهذه بالطبع تساعد فى إنحسار التعليم الإسلامى .. فبعض المدارس الموجودة بالفعل مهددة بالإغلاق وبعض المدارس توقف نموها فلا تزيد عدد الفصول رغم الحاجة الماسة .. بالإضافة إلى ان تصاريح إنشاء المدارس الرسمية الخاصة إسوة بالعديد من المذاهب والأعراق التى تملك العديد من المدارس أصبح من الصعوبة بمكان بالنسبة للمسلمين .
د) الحملات الأمنية المتتالية على المؤسسات الإسلامية بحق أو بغير حق .. أوجد وضع من القلق و الإضراب .. فعندما يقتحم المسجد وتصادر أجهزة الحاسوب كتب المكتبة ويروع الناس .. وبعد عدة شهور قد يأتى الإعتذار أو لا يأتى .. يوجد مناخاً غير مناسباً للتربية والبناء .
ه) التضييق على المسلمين عبر القوانين التى سنت حديثا وتحد من حريتهم الشخصية أحوالهم الإجتماعية كمنع الحجاب فى بعض الدول وقوانين الزواج .. الخ
و) تجفيف منابع الدعم للنشاط الثقافى والإجتماعى والخيرى للمؤسسات الإسلامية بحجة تجفيف منابع الإرهاب ولم يفرق الداعون إلى ذلك بين ماهو نافع وما هو ضار .
عن رابطة أدباء الشام