بسم الله الرحمن الرحيم
أسمحو لى أن أبدأ أول مشاركه لى بموضوع فى المنتدى
على بركة الله
سأقوم بأذن الله بسرد قصه من بطولات حرب أكتوبر والتى تميز فيها سلاح الدفاع الجوى المصرى
وأحقاقا للحق لقد أقتبست هذا الموضوع من المصدر الأتى
/www.group73historians.com
وهو موقع متميز لتأريخ حرب أكتوبر والمضوع يرويه اللواء أيمن حب الدين قائد الكتبه ونبتدى من بدء الحرب:
وجاءت الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 لتحمل معها عبور القوات المصرية إلي سيناء وتحرير الارض وإسترداد العرض ، عبرت القوات المسلحة المانع المائي الذي كانت تحتمي فية إسرائيل في ستة ساعات ، ودمرت خط بارليف حصن الدفاع المنيع للعدو وقتلت وأسرت من قواته الكثير من الجنود ودمرت له الدبابات والأسلحة وأسقطت العديد من الطائرات ، ورفعنا العلم المصري علي الارض المحررة والواقع انه لايعلم الحرب إلا من مارس الحرب ، فمن يقرأ ويسمع ليس كمن يمارس القتال الفعلي إن رؤية دم أخ شهيد او صديق جريح أو زميل مصاب تقوي
الهمم وتزيد روح التحدي لدي المقاتل علي مواصلة البذل والتضحية.
إن أحداث أكتوبر العظيمة كانت ولاتزال تدرس في المعاهد العسكرية والإستراتيجية وتعتبر مرجعا تاريخيا عظيما ، ومن وجهة نظري أري انة من واجب المعاصرين لها ألقاء الضوء علي بعض من ملامحها لكل من يرغب في الأستزادة منها ومعرفة أسباب النجاح والنصر.
وإذا سمحتم لي من خلال هذا اللقاء أن أستعرض لكم أعمال قتال أحد وحدات
الدفاع الجوي بالصواريخ المضادة للطائرات التي كنت أقودها والتي إعتبرتها القيادات العليا للقوات المسلحة المصرية المثال البارز لقتال الدفاع الجوي خلال الحرب ، وأيضا كان لها تأثير علي تغيير خطط الحرب للعدو التي استهدفت الطرف الشمالي للقناة.
وسنتوقف قليلا بعدها لنتعرف أيضا علي سر هذا الجيل للمقاتل المصري 1973 ، ونستعرض معا بعض من قصص البطولة للمقاتلين، والمواقف الكريمة للمواطنين العالقة بذهني إلي الأبد والتي تظهر الإمتنان والولاء للوطن .
إن نتائج أعمال الوحدات القتالية يجب أن تنسب لجميع من قام به وليس لقائد الوحدة فقط، بمعني أن كل فرد من أفراد الكتيبة 418 كان بطلا بحق بدءا من أحدث أو أصغر جندي وحتى قمة الهرم للوحدة كان لهم الفضل فيما حدث،ويذكر لهم إخلاصهم في التدريب والمحافظة علي المعدات واليقظة والاستعداد الدائم للقتال،تحت ظروف التوتر السائدة، وعدو متربص يتحين الفرصة لهزيمتنا مرة ومرات، إن هذا النسيج العظيم ضحي وبذل العرق والدم ما يكفي لأن يوفقه الله إلي تحقيق ما وصلت إليه من نتائج، وكنت أود أن أذكر أسماء هؤلاء الأبطال ولكن ذاكرتي لا تحملها كلها الآن،وما لا يدرك كله لا يترك كله، لذا سأسرد ما استطعت أن أذكره:-
رائد : أيمن سيد أحمد حب الدين قـــــــائد الكتيبة 418
رائد : سعيد العشري رئيس عمليات الكتيبة.
نقيب : مصطفي جاد عبد الرحمن قائد سرية الرادار .
نقيب : احمد رضا قائد سرية النيران
نقيب : عبد الله سعد فصيلة المعلومات
نقيب : عبد العظيم رشوان رادار ب12
م.أول : نبيل قداح أقدم ضابط توجيه
م.أول : حسني عطا الله ضابط توجيه
م.أول : وجيه أحمد ضابط إحداثيات
م.أول : سعد زلط قائد فصيلة قواذف
م.أول :أحمد عبد الدايم قائد فصيلة رادار
م.أول : فاروق منصور ضابط فصيلة رادار
م.أول: عبد الرحمن قائد فصيلة مولدات قوي
م.2 : وحيد الدين جلال السنباري قائد فصيلة قواذف
من مذكرات إيريل شارون :
أخطاء تكتيكية فادحة :
دفعنا ثمن غلطنا عندما تركنا المصريين ينقلون صواريخهم (أرض جو) إلى القناة، ولم تنشر وحدات الدبابات على طول القناة، ولم يصدر أمر بإخلاء (تحصينات بارليف) فكان الناجون من الحامية يطلقون استغاثات يائسة، ولم تكن جهود الطواقم مجدية إذ قتلوا جميعاً تقريباً، وخسرنا في اليوم الأول ثلثي الثلاثمائة دبابة المتوفرة في الخطوط الأولى.
إنني أدعوكم لزيارة بانوراما حرب اكتوبر فهي تجسد للتاريخ ملامح من أعمال الحرب و القتال وتسجل اسماء وصور ابرز المشاركين من الشهداء والمصابين و المقاتلين فيها ، وتعطي تصور لمعركة تحرير مدينة القنطرة ، وتوضح مدي البذل والعطاء وانتماء هؤلاء الرجال الي بلدنا العظيم مصر الذي يرخص له كل نفيس . لقد كان الجندي المصري عنصرا مهما في هذا الصراع احتار الدارسين في سر
تفوقه فقد كان يحارب وفي يدة السلاح الدفاعي الذي تيسر له عدوا يحمل احدث ما انتجتة الترسانة الغربية من الاسلحة الهجومية .
اولا : الاستعداد للحرب:-
بعد استعراضنا في التمهيد السابق عن الاحوال قبل اكتوبر 1973 اصبح التركيز لدينا الأن علي دور ومهام الكتيبة 418 د.جو. في ألإعداد للحرب ثم ماذا تم خلال تواجد الكتيبة في بور سعيد .
وإذا تعمقنا أكثر فقد بدا التدريب النظري يأخذ مجالا جديا للوصول الي اعلي درجة من الكفاءة لضباط التخصصات ، وقد كان عيبا كبيرا أن يحدث عطل لضابط تخصص ولا يستطيع إصلاحة في الوقت المخصص أو ان يصل ضابط إصلاح اللواء قبل أن تكون أجهزة ومعدات التخصص جاهز – وذلك يوضح مدي تقدير المسئولية الملقاة علي عاتق كل فرد وإحساسة بها ، كانت المنافسات دائما تزيد من الحماس وكان ضابط التخصص لايغادر الوحدة الا بعد الاطمئنان علي ان تخصصه سليم ، ولم يكن ذلك من فراغ ولكنه الشعور بعبئ المهمة الملقاة علي عاتقنا وبحجم المسئولية لتحرير الأرض ومنع العدو الغاشم من التلذذ بحلاوة نصره في 1967 ، ويرجع ذلك في المقام الأول إلي الشحن المعنوي الكبير للضباط والجنود وتوعيتهم بأهميتهم ودورهم الأساسي ، وتلاحم القيادات علي كل المستويات مع جنودهم لتكون المعركة القادمة هي معركة الكل يحارب فيها القائد كتفا إلي كتف مع الضباط والي جوارهم الجنود كل يؤدي واجبه.
وعلي مستوي القيادة كان طاقم تفتيش رئاسة وحدات الصواريخ والمدفعية المعروف بإسم طاقم عصام رياض في ذلك الوقت دور مهم جدا في ان تحافظ الكتائب علي دوام إستعدادها وصلاحية معداتها للعمليات . ولم يتوقف عند هذا الحد بل قام بدراسة متأنية لقواعد الرمي وربطها بأحداث قصف مواقع الصواريخ عام1967 ، ثم أعمال الاشتباكات التي تلتها ، ودعمتها تقارير المخابرات الحربية والاستطلاع تمده بأحدث ما وصل إلي العدو من أسلحة وذخائر ، ثم تعرفه بأساليب التدريب التي تنفذها قواته الجوية خلال الطلعات المختلفة ، وبعد تلك الدراسة يقوم بتلخيص الإجراءات التي علي الكتيبة القيام بها وكانت تسمي الإجراءات المضادة ، أو منشورات الصواريخ والمدفعية ، لم يهدأ هذا الطاقم منذ إنشاؤه وحتى اليوم من المرور اليومي علي الوحدات ، كما يرجع له الفضل أيضا في عقد دورة تدريبية مكثفة لمراكز قيادة كتائب الصواريخ وقادة الكتائب في اغسطس 1973 لتدريب ومراجعة قواعد الرمي وتعميم الخبرة المكتسبة في حرب الاستنزاف وكذلك خبرة قتال حرب فيتنام .
أضف إلي ذلك المرور المفاجئ علي الكتائب من قيادات اللواءات سواء من أطقم الإصلاح أو من قائد اللواء بنفسه والاهتمام بالمحافظة الدائمة علي صلاحية الوحدات واستعدادها الدائم للقتال مما يساعد علي رفع مستوي الكفاءة القتالية والروح المعنوية للوحدات المقاتلة ، ولإبعاد الملل عن الجنود أقيمت المباريات التنافسية للاستعداد القتالي والوصول للأزمنة القياسية في الأداء المهني كأعمال الفك والتركيب للأجهزة والمعدات ، والتحرك عبر الأراضي الوعرة و الغرز وإخلاء المواقع ، وإن كانت هذه المباريات التنافسية ساعدت علي إكساب الأفراد مهارات القتال بطريقة غير مباشرة.
الكتيبه 418 دفاع جوي
الكتيبة 418 د. جوي. تشكلت في 4/12/1964 ضمن الرعيل الأول لكتائب الصواريخ المضادة للطائرات طراز سام2 والتي حظيت بالتدريب المنظم والجيد منذ إنشائها ، وترسخت فيها مبادئ التفوق ، توالي عليها قادة هم من خيرة الضباط وأعرفهم بالضبط والربط والتقاليد العسكرية ،وفي الخامس من مايو 1972 تسلمت الكتيبة 418 من المقدم حسين الطحان ، وكانت تحتل موقع عرب صبيح بمنطقة قليوب لتدافع علي طريق الاقتراب الشمالي للعاصمة القاهرة وكذلك تدافع عن المناطق الصناعية وعقد المواصلات والأهداف العسكرية بها.
وبنظرة سريعة علي الكتيبة وتقديري للموقف ، أيقنت بإمكاناتها القتالية العالية وانضباط أفرادها ، ولكن ينقصها ضعف الحالة الفنية للمعدات التي مضي عليها أكثر من عشر سنوات ، وكذلك العمل الجماعي لأطقم مركز القيادة وعمال التتبع وهم عصب الاشتباكات مع الطائرات لذا كان اهتمامي الأول هو رفع كفاءة العمل القتالي لمركز القيادة جنبا إلي جنب رفع كفاءة المعدات .
وقد قامت الكتيبة 418 د. جوي. بدور فعال في الاعداد للحرب حيث كان التدريب اليومي علي العمل الجماعي والتنافس بين أطقم القتال بها يجري يوميا في شكل مباريات ، طاقم بقيادة قائد الكتيبة وأخر بقيادة رئيس العمليات (نقيب سعيد العشري ) يتباري كل منهم في إعداد طابور إشتباك يمثل القتال الفعلي بين الصاروخ والطائرة ويحاكي المعارك الواقعية المنتظر مواجهتها ، من خلاله موقف قتالي واقعي من أسلوب وتكتيكات العدو التي كان يستخدمها في حرب ألإستنزاف أو في تدريباته اليوميه ، وتبرز مهارة كل طاقم في تفهم أساليب العدو الجوي وتكتيكاته المحتمل مواجهتها ، وكذلك علي الطرف الآخر عليه أن يبرز أفضل الأساليب لمواجهة الأعمال العدائية الجوية وإسقاط أكبر عدد من طائراته أو إفشال هجماته الجوية ، وهنا يربح الفريق الذي يمكنه حل الموقف القتالي ويمكننا تشبيهه بمباريات الاهلي والزمالك بدون تعصب أو خلافات .
هذا التنافس الشريف رفع من قدرات أطقم القتال وكذلك رفع من إمكانيات التعامل مع المواقف المختلفة سواء من الناحية الفنية أو الناحية التكتيكية والقتالية وبذلك أيضا حصلنا علي أحسن كتيبة علي مستوي الفرقة الخامسه لعام1973.
وجاء دور الكفاءة الفنية ، وقدرت قيادة الدفاع الجوي تبديل المعدات القديمة بأخرى جديدة وإجراء التعديلات المتطورة التي تزيد من قدرة المعدات علي مقاومة التشويش الراداري والاشتباك علي الارتفاعات المنخفضة ، ففي أوائل عام 1973 أرسلت الكتيبة إلي ورشة الصواريخ الرئيسية بالماظة للتسليم والتعديل ، وخرجت منها بعد ذلك لتحتل موقع رقم 72 بغرود الخانكة.
في يوم 20أغسطس 1973 قامت أطقم التفتيش برئاسة وحدات الصواريخ والمدفعية بقيادة قوات الدفاع الجوي بالإغارة علي كتائب تجميع القاهرة التي تحت قيادة تشكيل الفرقة الخامسة د. جو والمرور المفاجئ للوقوف الواقعي علي الإستعداد القتالي خرجت جميع الأطقم بتكليف من قائد قوات الدفاع الجوي وهدفها الرئيسي هو اختيار كتائب احتياطي قائد قوات الدفاع الجوي ، وبدأت بالتفتيش عن مدي صلاحية المعدات وعن استكمال أطقم القتال والخدمة بعد ساعات العمل الرسمية وعن مدي الانضباط والالتزام للوحدة ثم أيضا عن مدي معرفة قائد الكتيبة وإلمامه بموقف الصلاحية للمعدات وقدراتها القتالية في التحرك والتمركز والقتال .
وكان ذلك من نصيب الكتيبة 418 د. جو.التي كانت تحتل الموقع رقم 72 بغرود الخانكة/ بأنشاص ومسئولة عن الدفاع عن الاتجاه الشمالي الشرقي لتجميع القاهرة بما يشمله من المطارات مثل مطار القاهرة الدولي ومطار الماظه والقواعد الجوية مثل قاعدة انشاص الجوية وقاعدة بلبيس الجوية والعاصمة السياسية للدولة بأهدافها الحيوية .
ثانيا : بدء الحرب وإشتباكات ليلة 6/7 اكتوبر :-
بالطبع كانت هناك فرحة عارمة من الجميع ببدء الحرب ونجاح العبور خاصة عندما علمنا بأنباء عن محاولات العدو التدخل وفشله في حماية قواته شرق القناه وكذلك فشل القوات الجوية المعادية من التدخل وإسقاط العديد
منـــها وصـدور تعليمات للطيارين الإسرائيليين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كم شرق القناة.
في حوالي الساعة الواحدة من بعد منتصف ليل 6 / 7 اكتوبر 73 ظهر هدف غير مميز في اتجاة الشرق وأخذ في الإقتراب ودخل منطقة الاطلاق ثم التدمير وبالفعل تم إطلاق صاروخ علية فإختفي وإن لم يتم تأكيد سقوطه.
ثالثا : الاسلوب السري في الانذار والتحرك
إستمر العمل طوال يوم 7 ويوم 8 /10 دون تدخل من قريب أو بعيد من الطيران ألإسرائيلي علي تجميع القاهرة وكان تركيزة علي الجيوش الميدانية وفي ظهر يوم 9/10/1973 حضر مندوب من رئاسة الصواريخ والمدفعية ( المقدم جلال المحمودي ) ومعه ظرف مغلق وطلب فتحة بمعرفة قائد الكتيبة الساعة الرابعة عصرا ، وكانت التعليمات بداخله ان تجهز الكتيبة للتحرك فورا علي ان تكون جاهزة لبدء الحركة مع آخر ضوء وحسب التعليمات الجديدة .
وهنا بدأت خلية النحل في العمل لقد تفهمنا للوهلة الأولي أن أمامنا مهمة جديدة تستلزم جمع الهمم وشحذ بطاريات الكفاح والنضال من اجل الحرب واخذ كل من في الموقع يبرهن علي معدنه الأصيل من خلال تأديته لواجبة في تجهيز المعدات للتحرك مع الأخذ في الاعتبار أننا لسنا ذاهبين إلي نزهه أو تدريب ، بل نحن في قلب المعركة إلي تحتم علي كل فرد أن يتحرك بمعدته سالمة ليقاتل بها، وقبل أخر ضوء كانت الكتيبة مصطفة وجاهزة للتحرك إلي الموقع الجديد الذي لم نكن نعلم وجهته.
مع آخر ضوء أيضا سلمني المقدم جلال ظرف آخر فتحتة لأجد فيه تعليمات بالتحرك الي منطقة علي مشارف مدينة المنصورة لمقابلة مندوب رئاسة اللواء 92 د.جو وتسلم الظرف الثالث منه.
وتحركت الكتيبة بكامل اجهزتها ومعداتها وقوتها البشرية وعتادها في رتل مكون من 84 مركبة ليلا من موقع أنشاص مخترقا طرق بلبيس/ العباسة / الزقازيق / المنصوره لقد كانت هذه الليلة طويلة جدا فنحن نتحرك علي طريق فردي دون إضاءة مصابيح المركبات وعلي طريق لم نستطلعه لنعرف مناطق الخطر فيه ، وبعدد من المركبات الحساسة التي إن عطب أحدها أثر ذلك علي جهازيه الكتيبة ، وذخائر من الصواريخ والأسلحة لو أصيب أحداها لكانت كارثة علي من نعبر منطقتهم السكنية ،وإن كان همنا الأول هو النجاح في تنفيذ المهمة .
وصلنا مع قرب شعاع أول ضوء سالمين إلي المنطقة المحددة وقابلنا مندوب اللواء 92د.جو. وفتحنا سويا المظروف الثالث وكانت المفاجئه هي الانتظار في وقفه تكتيكية طوال نهار هذا اليوم علي طريق جانبي قرب قرية الغنمية التي تقع علي الطريق بين المنصوره / دمياط ولحين صدور تعليمات أخري .
وهنا يحضرني موقف يسجل لأهل هذة القربة ، انة موقف كريم حقا حيث كانت الكتيبة تستظل بالسياج الشجري للطريق ومعها وقفة علي طريق التحرك من عناء صيام لايام رمضان وكذا سهر التحرك طوال الليل ومشقة إعداد المعدات والاسلحة وتحميل العربات والإعداد للتحرك وإنتظار مجهود قادم في إعدادها ثانيا للقتال ثم قتال آت لعدو نحلم بالنصر علية وإذ نحن علي هذا الحال حضر شيخ قرية الغنمية والتي كانت تبعد بضعة كيلومترات منا وإستفسر عن أحوالنا وسألني هل انتم في طريقكم الي القتال ؟ ولما أجبتة بالإيجاب ، شعرت بأن صدرة إنشرح وطلب مني أن أقبل دعوته علي الإفطار معهم أنا ومن معي من الرجال ولما أعلمتة ان الوقت قد لا يسمح بذلك ، واننا علي موعد غير محدد للتحرك الذي قد تصل تعليماتة في أي لحظة قال متوسلا ان أمهله فرصة قصيرة حضر الينا بعدها وبصحبته كبار رجال القرية وشبابها يحملون معهم ما طاب وجاد من المأكل والشراب ، وراحوا يوزعون ما معهم علي الافراد في العربات ليكون هو زادهم في رحلنهم للقتال ، وشاركت النسوة بالزغاريد ونحن نتأهب للرحيل .
لقد كان هذا الموقف الرائع من القرية البسيطة دافعا قويا لرفع الروح المعنوية للجنود وحثهم وبعث الهمة في نفوسهم لبذل الغالي والرخيص للقتال وإحراز الغلبة علي العدو ، وهذا المشهد العظيم من قري الغنمية جسد إلي أي مدي تلاحم الشعب معنا والي اي مقدار كان الشعب يشعر بما يقدمة ابنة المقاتل له .
إنني شخصيا شعرت في أعماقي مدي الحب والتقدير الذي يكنه فلاح القرية البسيط لجيشه ، ووجدت نفسي متحمسا لرد الجميل ، ومتحفزا لقتال ضار في الانتظار.
استعدت الكتيبة لإستقبال الهجمات الجوية المعادية ولم يدم الإنتظار طويلا إذ أبلغت مصادر الاستطلاع اللاسلكي الساعة 738 عن إقلاع عدد 16طائرة من مطار العريش وجاري تجميعها بمنطقة علي الساحل شمال سيناء مما يوحي بأن وجهتها هي بورسعيد وبالفعل وصلت الطائرات الي مدي الكشف الراداري وكانت عبارة عن هدف مجموعة مكون من اربع طائرات تطيرعلي إرتفاع متوسط اعلي من 3 كم لتفادي المدفعية الارضية وصواريخ سام7 , مقتربة في تشكيل متتالي واضح علي شاشة الرادر كاهداف منفصلة وبمسافات تصل الي أكثر من كيلومتر بين الطائرات وأصدرت ألأمر بالتتبع ثم إطلاق صاروخين علي الهدف الاول وتأخر م.ا نبيل القداح ضابط التوجية لبضع ثواني في إطلاق الصاروخ الثاني ولم نلاحظ آى رد فعل في خط السير للاهداف , وقابل الصاروخ الاول الطائرة التي في المقدمة وإنفجر فيها فدمرها وكان الصاروخ الثاني لايزال في الجو وعلي مسافة حوالي 15 كم من الهدف و بدقة التدريبات السابقة وحساسية ومهرة عمال التتبع تم تحويل التتبع الي الطائرة الثانية وبتوفيق من الله أصاب الصاروخ الثاني الطائرة الأخري لتسقط أيضا ، وقد خشيت للحظة من التبليغ عن تدمير الطائرتين , لكن مصادر المراقبة بالنظر والإستطلاع اللاسلكي أنصفت الكتيبة و أبلغت عن سقوط طائرتين معاديتين في البحر المتوسط .
وبدأت هذة الهجمات مبكرا الساعة 728 بهجمة بعدد 16 طائرة علي مواقع الصواريخ لمدة 30 دقيقة أعقبتها هجمة أخري الساعة858 بعدد 10 طائرة ولمدة 15 دقيقة وثالثة الساعة 943 بعدد 12 طائرة ولمدة 20 دقيقة وأخيرا الساعة 1615 بعدد 6 طائرة استغرقت 15 دقيقة ، إستخدم العدو الجوي خلالها التكتيكات الجوية المختلفة مع تكثيف الاعاقة بانواعها. نفذت الكتيبة خلال اليوم عدد 9 إشتباكات نتج عنهم تدمير خمسة طائرات .
إستخدام ستائر الدخان لأول مرة
وقد إستحدث الدفاع الجوي في ذلك اليوم اسلوب جديد في الدفاع الجوي السلبي فنظرا لطبيعة الارض لموقع المزرعة أو موقع رجب عباس لما كان يحلو تسميته هو عبارة عن ارض مكشوفة من جميع الجهات شمالا طريق دمياط و البحر المتوسط وجنوبا منطقة الجبانات وبحيرة المنزلة وغربا مطارالجميل ومن الامام مدينة بور سعيد لذا كان الموقع يعتبر هدف سهل إكتشافه من مسافات بعيدة للطائرات المنخفضة ويصعب إخفاؤه , وقد تم التفكير في إستخدام مولدات الدخان في عمل ستارة دخان كثيف لتغطية معالم الموقع مثل كابينة الهوائيات و قواذف الصواريخ مع تحمل عبئ النواحي السلبية في تعميتة للرؤية البصرية و عدم إستخدام الكشف والتتبع المنظور خلال ذلك .
وهكذا تم بتاريخ 12/10/1973 استخدام ستائر الدخان لأول مرة مع وحدات صواريخ الدفاع الجوي , واعطي نتيجة إيجابية في حماية الكتيبة خاصة يوم 13 -16/10
سابعا : قصف الموقع يوم13/10/73 وإستعادة الموقف :-
بدأ يوم 13/10 كان مثل الأيام السابقة بإشتباك صباحي الساعة 803 بهدف مقترب وتم إسقاط طائرة بعد إطلاق صاروخين عليها تلاة مباشرة الساعة 805 إشتباك بهدف أخر لتسقط الطائرة الثانية
ولكن مع الساعة 855 دقيقة التقطت رادارات الكتيبة هدف مجموعة مقترب من إتجاه الشمال الشرقي مسافة30 كم منخفض وتم متابعته عن طريق شاشة جهاز الانذار التكتيكي ب12 من مركزقيادة الكتيبة مع تكليف ضابط التوجية بالتفتيش عن الاهداف المنخفضة وذات المسافات القريبة أقل من 25 كم والتاكيد علي عمال التتبع المنظور بإتباع اسلوب التفتيش بالنظر في الاتجاهين المعاكسين آى فرد يقوم بالتفتيش في إتجاه هوائيات الرادار من داخل كابينة المنظور والاخر( الجندي ملش ) يقف خارج الكابينة لمراقبة الاتجاة العكسي للرادار بالنظر مباشرة ويحمل معه نظارة ميدان ميكروفون للتبليغ الفوري عن أى أهداف من اتجاه مراقبتة ، وهذا الاسلوب يحقق اقصي إمكانات التفتيش سواء الراداري او المراقبة البصرية للمسافات البعيده والمسافات القصيرة , وقد لاحظت خلال هذة الهجمة ان العدو لدية أهداف آخرى في إتجاة الشمال بخلاف الاهداف التي تهاجم القوات البرية شرق بور فؤاد عند نقطة القطعّ الحصينة . وفي هذة الاثناء صاح الجندي ملش من اعلي هوائيات الرادار محذرا عن إقتراب هدف علي سطح مياة بحيرة المنزلة من إتجاة الجنوب الغربي مقترب راسا الي الموقع .
طلبت من قائد الكتيبة 425 د.جو.والمتمركزة بموقع بورفؤاد ان يغطيني بإطلاق صاروخ علي الطائرات المقتربة .
وفي نفس الوقت أصدرت الاوامر الي ضابط التوجية بإدارة الهوائيات 180 درجة والتقاط الهدف مع تجهيز الصواريخ للاطلاق وظهر الهدف علي الرادار ولكن مسافة إكتشاف الهدف كانت صغيرة حيث وصل الهدف علي الحد القرب لمنطقة التدمير واصبحت مسافتة حوالي 4.5 كم و فرصة تدميرة ضعيفة جدا ومع ذلك اصدرت الامر بإطلاق صاروخ في إتجاهها , وبالفعل خرج الصاروخ بنارة و بغباره ليربك الطيارين الاسرائليين فألقوا بحمولتهم من القنابل والصواريخ بدون إحكام التسديد علي مواقع رادارات التوجية والانذار تحت تأثير ذلك مما قلل من دقتها بعض الشيئ , تلى ذلك مهاجمة الموقع ايضا بزوج آخر من الطائرات المعادية من إتجاة الجنوب وبفاصل لايتعدي 20 – 30 ثانية هاجمت قواذف إطلاق الصواريخ لتدمر خمس من القواذف الستة التي لدينا وهنا واجهت الكتيبة موقفا صعبا وكانت نتائج القصف هي:-
· اصابة مباشرة في العاكس الافقي لرادار التوجيه أثر علي قدرة إكتشاف الاهداف.
· تدمير خمس قواذف إطلاق صواريخ .
· إصابة صاروخ من علي القاذف السادس الأخير بشظية وخروج المؤكسد من أعلاة .
· قطع كابلات مركز القيادة مع رادار القيادة التكتيكية ب 12 .
· أنبعاج باب مرسل الرادر بكابينة الهوائيات وفصل الضغط العالى.
· قنابل متناثرة بالموقع لم تنفجر بعد .
· خسائر في الافراد شهيد وعدد 9 جرحي .
وكان أغرب بلاغ من كابينة المنظور بان الجندي / ملش طار في الهواء.
الجندي ملش هو ثمرة تجنيد المؤهلات العليا بعد حرب 1967 وكان يعاني الآم في رقبته من آثر حادث مرور تعرض له واصبح كثير التردد علي العيادات للعلاج , لذلك تصورت للوهلة الاولي انه اصبح من الشهداء , ولكني فوجئت به يدخل مركز القيادة وهو يهلل ويقول رقبتي خفت الألم زال ، وتعجبت بالطبع لكنها قدرة الله التي حملته مع الموجة الأنفجارية من اعلي الهوائيات الي دشمة القاذف حوالي 75 متر طيران وهبط سليما .
كانت الصورة ليست وردية خاصة بعد علمت أن باقي كتائب الصواريخ بالقطاع أصبحت خارج واجب العمليات بأسباب مختلفة ولم يبقي إلا الكتيبة 418 د. جو. ، ولكن بعزيمة الرجال بدات أعمال إستعادة الموقف فورا حينها شعرت ان هناك خلية نحل دبت فجأة بالموقع تسارع الزمن.
جري قائد سرية النيران ( نقيب / احمد رضا ) ومعة حكمدار القاذف السليم ( الرقيب سعيد عبد النبي الذي كان يعمل مراكبي قبل تجنيده ) واسرع الي الصاروخ الذي اصيب بشظيه واخذ قطعة من الخشب علي شكل وتد وغرسها مكان الفتحة التي بجسم الصاروخ ليتوقف خروج غاز الاكسيد ذلك الغاز الكاوي الذي ما إن يلمس الجلد إلا احرقه وحوله الي قطعة فحم , وبسرعة كبيرة تم تفريغ الصاروخ المصاب وتحميل صاروخ آخر عليه لنكون مستعدين للأطلاق من جديد .
وقام ملازم اول /عبد الدايم بخلع باب مرسل الرادار وتركيب وصلة دائرة القصر ليعمل المرسل والباب مفتوح مع مخاطرة التعرض لصاعقة كهربائية , وظل ممسكا بها حتي إنتهاء الاشتباك وإصلاح الباب الاصلي للمرسل .
وقامت جماعات ستائر الدخان بالعمل بكثافة لتغطية الموقع بستارة مستمرة من الدخان لمنع القصف الدقيق لباقي المعدات .
واخذ كل فرد فى الموقع يعمل لإصلاح المعدات وإستعادة الموقف بعد حوالي ال20 دقيقة كانت الكتيبة قد استعادة كفائتها ولكن قدرتها الفنية والقتالية تضاءلت واصبح الموقف كالآتى :
· إنقطاع معلومات الكشف الراداري لجهز الانذار التكتيكي ب 12 عن مركز القيادة.
· أقصي مسافة كشف برادار التوجية 25 كم , بدلا من 60 كم .
· صاروخ واحد فقط جاهز للإطلاق ، ويجب الانتظار لمدة خمس دقائق لحين التحميل والتجهيز للصاروخ التالي .
· يلزم إيجاد وسيلة للتعامل مع الاهداف التي تقترب من الكتيبة خلال الفترة الزمنية الحرجة التي لا يوجد فيها صاروخ جاهزة للإطلاق .
ماذا فعلت الكتيبة لمواجهة ذلك :-
· استخدمت الدخان عقب كل إشتباك ولحين إعادة التحميل .الاستفادة من وسائل التحذير التي لدي الطياريين الاسرائليين في إيهامهم بالتفتيش عليهم وتتبعهم بالرادارثم إطلاق صواريخ عليهم بإستخدم الاطلاق الإلكتروني ضد الطائرات المقتربة وذلك حتي تشعر الطيار بالخطر .
· الدقة فى اختيار الأهداف للإشتباك معها حتى لاتقع فى فخ الخداع.
· اطلاق صاروخ واحد في كل إشتباك مع أهداف العدو.
· استخدام المهارة فى التتبع اليدوي الدقيق للاهداف لتلافي فشل الاشتباكات .
· تعديل اسلوب الرمى بالاشتباك مع الاهداف الجوية في عمق منطقة التدمير 14 - 16 كم ، لضمان تدمير الأهداف الجوية 0
· إستبسل ضباط وأفراد الكتيبة في إصلاح الاعطال الناتجة عن القصف الجوي المعادي ، ففي كابينة الرادار قام الملازم اول عبد العال بخلع وإصلاح باب مرسل الرادار ، وقام طاقم القواذف بتغيير الامبليدين العاطل وكل كان يضبط تخصصة .
وفي تمام الساعة 925 ظهرت أولي بوادر رد الفعل للعدو بعد القصف الذي ظن انة قد نال من الكتيبة ودمرها تدمير شامل وبذلك قام بالهجوم المباشر في صورة هدف مقترب من إتجاه الشمال الشرقي علي ارتفاع منخفض مستغلا سطح البحر المتوسط وإتجاه الشمس بإنعكاساتها علي سطح البحر ولكن تم بحمد الله إكتشافه بالرادار وتأكيده بالمنظور وأطلق عليه صاروخ واحد . فكانت المفاجأة للطيار وقام بالمناور بالصعود والالتفاف والعودة الي اتجاة الشرق لكن لم يستطع أن يفلت من الصاروخ وسقط في البحر بعد أن إنفجر في الجو , أشعل هذا الاشتباك الحماس بالموقع وأفرادة وتعالت صيحات الحمد والشكر لله
سبحانة وتعالي .
شجاعة طيار إسرائيلي وعصفورين بحجر :-
في الساعة 1320 إقترب هدف مجموعة من طائرتين من إتجاه الغرب علي إرتفاع 2 كم ، وكانت الكتيبة جاهزة للإطلاق بصاروخ واحد فقط وباقي القواذف بين مدمر وجاري إستعادة كفاءتة لذا فقد تم إطلاق هذا الصاروخ علي الهدف وتم توجيهه الي الطائرة التي في المقدمة وإنفجر محدثا كرة من اللهب دمرت الطائرة الاولي ولم يسعف الطائرة الثانية المناورة من دخول كرة اللهب لتسقط هي الاخري .
وتسلل هدف مقترب من إتجاه الغرب الساعة1320 وكان القاذف المحمل عليةالصاروخ الوحيد عاطلا حيث إحترق الامبليدين (مكبر القدرة ) الذي يساعد علي تحريك القاذف ، ولم يكن امامنا إلا الاطلاق الالكتروني و أحس الطيار بذلك فإبتعد مسرعا هربا من التدمير و ظن ان الصاروخ علي مقربة منة و يطاردة فقفز بالمظلة البرتقالية اللون ليقع في بحيرة المنزلة وتسقط طائرتة .
وأذكر هنا أيضا إستبسال طاقم الاصلاح الفني لرئاسة الصواريخ والمدفعية بقيادة المقدم مهندس /عزيز بطرس غالي وهم يسابقون الزمن لإستبدال قطع الغيار وإصلاح المعدات .
وإستمر نهار اليوم عصيبا جدا و وصل تركيز العدو الجوي علي القطاع بعدد 46 طلعة/ طائرة بنسبة 25% من إجمالي الطلعات علي الجبهة المصرية ، وما أكثر مشاغلات الاهداف الجوية خلاله ، بعد هذا الاشتباك تم تنفيذ إشتباكات أخري نجحت الكتيبة من تدمير خمسة طائرات معادية طوال هذا اليوم , وقد بدا واضحا اننا لانقاتل الطيار الاسرائلي السابق وان هناك نوعية أخري من الطياريين المرتزقة , ومما لفت النظر أيضا في إشتباكات اليوم انه عند معاينة جثة احد الطياريين التي اسقطت طائرتة بالقرب من مطار الجميل وجد أنة تم ربط الطيار بسلاسل في مقعدة وأن المظلة لم تفتح .
في نهاية اليوم إتصل بي من غرفة عمليات قيادة الدفاع الجوي اللواء / محمد علي فهمي وسأل عن ماذا تم خلال النهار واسلوب الكتيبة في إدارة الاشتباكات مع العدو الجوي ومدي كفاءة أستخدام الدخان وتأثيرة علينا وعلي العدو ثم طلب مني أن أشرح خبرة القتال الى المقدم /احمد بلال رئيس اركان اللواء 98 د.جو. لتعميمها علي باقي كتائب الصواريخ .
يوم السكون :-
مع إشراقة صباح يوم 14/10/1973 كان الجوصافيا والهدوء يخيم علي لوحة الموقف المحلي لقطاع بور سعيد فلم يغامر العدو الجوي
بآى طلعات جوية علية وكان تركيزة الاسـاسي هو التشكيلات البريـة وتهيئة الجـو المناسـب للثغـرة بين الجيشين .
دارت ظهر اليوم معركة جوية بأعداد كبيرة من الطائرات شمال بور سعيد داخل البحر بين القوات الجوية المصرية والطيران الاسرائيلي استمرت حوالي العشرين دقيقة .
وابرز أحداث اليوم هي تقدير اللواء / محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي في ذلك الحين بأن ارسل العقيد/ حسين ياقوت رئيس فرع الشئون المعنوية مندوبا عنة لتوزيع الهدايا القيمة وشهادات التقدير مكافأة للقائد والضباط وأثر ذلك بشدة في معنويات الرجال.
المحاولات المستمرة :-
جاء صباح يوم 15/10 ومعة طلعات الاستطلاع المبكرة , وإستغل العدو عدم وجود كتائب صواريخ باعداد كافية ، وحاول الاغارة علي القطاع مرة اخري وبكثافة متوسطة بعدد 24 طلعة/ طائرة بنسبة 14% من إجمالي الطلعات الجوية علي الجبهة المصرية نفذت علي هجمتين جويتين الاولي الساعة 1418 والثانية الساعة 1704 وإشتبكت الكتيبة معهما وأسقطت خلالها طائرتين .
يوم القاء خطاب السادات :-
كان يوم 16/10 يوم مشهودا وصعبا علي الكتيبة وإن بدأ مشرقا بنشاط إستطلاع متزايد عن سابقيه وإقتربت الساعة من الثامنة والربع ليأتي بلاغ من الاستطلاع اللاسلكي محذرا من تشكيلات طائرات بأعداد كبيرة تتجة ناحية بور سعيد مما اعطانا
الاحساس بنوايا العدو للتركيز علي وحدة الدفاع الجوي الباقية بها والمضادات الارضية الاخري وظهر الهدف الاول من اتجاة الشرق و أقترب الي مسافة 25 كم ثم إنحرف مبتعدا وتلاه أخر من إتجاة شمال الغرب إقترب ايضا المسافة 20 كم وناور وإبتعد وتلاه ثالث منخفض من إتجاة جنوب الغرب ومسافتة قريبة و منخفض جدا اطلقت علية صاروخ واحد ليسقط في بحيرة المنزلة .
وإشتدت ضراوة المشاغلة بالاهداف من الاتجاهات المختلفة وتوالي معها إطلاق اللاكتروني بحذر وتوالت ايضا معها المشاغلة الإلكترونية للاهداف المعادية, وتكررت لعبة الشطرنج بيننا الي أن جاءت .
كلمة بسم الله التي قالها الرئيس الراحل/ محمد انور السادات في مجلس الشعب في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا شدد العدو من هجماتة الجوية من أكثر من إتجاه وبكثافة غير معهودة ضد الكتيبة ونجح في إصابتها بصاروخ مضاد للرادارات اثناء الاستعداد للإطلاق علي إحدي طائراتة واستقر الصاروخ في هوائي الرادار وفقدت الكتيبة كفائتها الفنية للقتال .
استغل العدو ذلك وامطر الموقع بكامل إمكانياتةوكل قنابلة وصواريخة بصفة مستمرة وحتي آذان المغرب حين قال الله أكبر كان الموقع كارض القمر للمرة الثانية .
كان حصاد اليوم من طلعات جوية علي بور سعيدعدد72 طلعة/ طائرة بنسبة 38% من حجم الطلعات علي الجبهه
إخلاء الموقع :-
صدرت الاوامر للتحرك الي الورشة الرئيسية فورا لإستغلال فترة الليل وإستعادة كفاءة الكتيبة .
وبدات الجنود في الذهاب الي اماكن معداتها لتجهيزها وللإستعداد للتحرك وكانت الصعوبة في ناتج القصف والقنابل التي لم تنفجر كثيرة وإحداها علي مطلع كابينة الهوائيات والحفر الأرضية منتشرة والشظايا لاتزال ساخنة وبعض الاماكن بها حرائق كان الموقف حزينا والمهمة عاجلة .وأصعب هذة المواقف هو تلك القنبلة البارز ذيلها علي منتصف مطلع دوشمة الهوائيات والتي يجب المرور بجوار بونش انزال الهوائيات ثم المرور عليها مرة آخري عند إخلاء الكابينة ومقطورات الهوائيات ولولا شجاعة الرجال وعزمهم بإصرارعلي سرعة وسلامة الاخلاء لخسرنا الكثيرمن المعدات , وتحركت الكتيبة والحمد لله بكامل أقرادها ومعداته في الثامنة مساءا ليودعنا الموقع باكثر من قنبلة زمنية تنفجر علي مرآى ومسمع من الافراد أثناء التحرك الي الورشة بالقاهرة وهذة هي عناية الله .
مشبه\مقلد بصاروخ واحد بصاروخين بثلاث صواريخ الاجمالي ناجح غير ناجح ناجح غير ناجح ناجح غير ناجح ناجح غير ناجح ناجح غير ناجح 1 غير محدد 10 2 5 4 1 لايوجد 16 6 حجم وتوزيع النشاط الجوي الاسرائيلي علي الجبهه المصرية خلال الحرب التاريخ عدد الطلعات المعادية توزيع طلعات الهجوم علي الاهداف المختلفة نسبة الطلعات إجمالي طلعات الهجوم تش.بر ق.جو ومطارات صار.د.جو.عدا بور سعيد بور سعيد علي بور سعيد 06-Oct 450 190 190 07-Oct 608 488 430 56 2 08-Oct 678 319 214 4 89 25% 09-Oct 517 377 230 34 92 24% 10-Oct 658 494 336 30 122 25% 11-Oct 382 150 96 74 30 20% 12-Oct 448 258 182 8 68 26% 13-Oct 368 152 106 46 30% 14-Oct 476 274 220 36 8 15-Oct 460 178 82 64 24 14% 16-Oct 457 228 139 17 72 38% 17-Oct 442 231 153 16 2 62 27% 18-Oct 484 286 120 20 52 56 20% 19-Oct 416 206 176 6 24 12% 20-Oct 518 286 206 28 16 36 13% 21-Oct 494 294 244 4 30 10% 22-Oct 1030 845 710 30 23-Oct 486 322 288 24-Oct 443 243 223 8 12 5% الاجمالي 9815 5819 4328 316 132 763 13% النسبة المئوية 58% 74% 5% 2.50% 13%
تمت بحمد الله
أسمحو لى أن أبدأ أول مشاركه لى بموضوع فى المنتدى
على بركة الله
سأقوم بأذن الله بسرد قصه من بطولات حرب أكتوبر والتى تميز فيها سلاح الدفاع الجوى المصرى
وأحقاقا للحق لقد أقتبست هذا الموضوع من المصدر الأتى
/www.group73historians.com
وهو موقع متميز لتأريخ حرب أكتوبر والمضوع يرويه اللواء أيمن حب الدين قائد الكتبه ونبتدى من بدء الحرب:
وجاءت الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 لتحمل معها عبور القوات المصرية إلي سيناء وتحرير الارض وإسترداد العرض ، عبرت القوات المسلحة المانع المائي الذي كانت تحتمي فية إسرائيل في ستة ساعات ، ودمرت خط بارليف حصن الدفاع المنيع للعدو وقتلت وأسرت من قواته الكثير من الجنود ودمرت له الدبابات والأسلحة وأسقطت العديد من الطائرات ، ورفعنا العلم المصري علي الارض المحررة والواقع انه لايعلم الحرب إلا من مارس الحرب ، فمن يقرأ ويسمع ليس كمن يمارس القتال الفعلي إن رؤية دم أخ شهيد او صديق جريح أو زميل مصاب تقوي
الهمم وتزيد روح التحدي لدي المقاتل علي مواصلة البذل والتضحية.
إن أحداث أكتوبر العظيمة كانت ولاتزال تدرس في المعاهد العسكرية والإستراتيجية وتعتبر مرجعا تاريخيا عظيما ، ومن وجهة نظري أري انة من واجب المعاصرين لها ألقاء الضوء علي بعض من ملامحها لكل من يرغب في الأستزادة منها ومعرفة أسباب النجاح والنصر.
وإذا سمحتم لي من خلال هذا اللقاء أن أستعرض لكم أعمال قتال أحد وحدات
الدفاع الجوي بالصواريخ المضادة للطائرات التي كنت أقودها والتي إعتبرتها القيادات العليا للقوات المسلحة المصرية المثال البارز لقتال الدفاع الجوي خلال الحرب ، وأيضا كان لها تأثير علي تغيير خطط الحرب للعدو التي استهدفت الطرف الشمالي للقناة.
وسنتوقف قليلا بعدها لنتعرف أيضا علي سر هذا الجيل للمقاتل المصري 1973 ، ونستعرض معا بعض من قصص البطولة للمقاتلين، والمواقف الكريمة للمواطنين العالقة بذهني إلي الأبد والتي تظهر الإمتنان والولاء للوطن .
إن نتائج أعمال الوحدات القتالية يجب أن تنسب لجميع من قام به وليس لقائد الوحدة فقط، بمعني أن كل فرد من أفراد الكتيبة 418 كان بطلا بحق بدءا من أحدث أو أصغر جندي وحتى قمة الهرم للوحدة كان لهم الفضل فيما حدث،ويذكر لهم إخلاصهم في التدريب والمحافظة علي المعدات واليقظة والاستعداد الدائم للقتال،تحت ظروف التوتر السائدة، وعدو متربص يتحين الفرصة لهزيمتنا مرة ومرات، إن هذا النسيج العظيم ضحي وبذل العرق والدم ما يكفي لأن يوفقه الله إلي تحقيق ما وصلت إليه من نتائج، وكنت أود أن أذكر أسماء هؤلاء الأبطال ولكن ذاكرتي لا تحملها كلها الآن،وما لا يدرك كله لا يترك كله، لذا سأسرد ما استطعت أن أذكره:-
رائد : أيمن سيد أحمد حب الدين قـــــــائد الكتيبة 418
رائد : سعيد العشري رئيس عمليات الكتيبة.
نقيب : مصطفي جاد عبد الرحمن قائد سرية الرادار .
نقيب : احمد رضا قائد سرية النيران
نقيب : عبد الله سعد فصيلة المعلومات
نقيب : عبد العظيم رشوان رادار ب12
م.أول : نبيل قداح أقدم ضابط توجيه
م.أول : حسني عطا الله ضابط توجيه
م.أول : وجيه أحمد ضابط إحداثيات
م.أول : سعد زلط قائد فصيلة قواذف
م.أول :أحمد عبد الدايم قائد فصيلة رادار
م.أول : فاروق منصور ضابط فصيلة رادار
م.أول: عبد الرحمن قائد فصيلة مولدات قوي
م.2 : وحيد الدين جلال السنباري قائد فصيلة قواذف
من مذكرات إيريل شارون :
أخطاء تكتيكية فادحة :
دفعنا ثمن غلطنا عندما تركنا المصريين ينقلون صواريخهم (أرض جو) إلى القناة، ولم تنشر وحدات الدبابات على طول القناة، ولم يصدر أمر بإخلاء (تحصينات بارليف) فكان الناجون من الحامية يطلقون استغاثات يائسة، ولم تكن جهود الطواقم مجدية إذ قتلوا جميعاً تقريباً، وخسرنا في اليوم الأول ثلثي الثلاثمائة دبابة المتوفرة في الخطوط الأولى.
إنني أدعوكم لزيارة بانوراما حرب اكتوبر فهي تجسد للتاريخ ملامح من أعمال الحرب و القتال وتسجل اسماء وصور ابرز المشاركين من الشهداء والمصابين و المقاتلين فيها ، وتعطي تصور لمعركة تحرير مدينة القنطرة ، وتوضح مدي البذل والعطاء وانتماء هؤلاء الرجال الي بلدنا العظيم مصر الذي يرخص له كل نفيس . لقد كان الجندي المصري عنصرا مهما في هذا الصراع احتار الدارسين في سر
تفوقه فقد كان يحارب وفي يدة السلاح الدفاعي الذي تيسر له عدوا يحمل احدث ما انتجتة الترسانة الغربية من الاسلحة الهجومية .
قواتنا
بعد استعراضنا في التمهيد السابق عن الاحوال قبل اكتوبر 1973 اصبح التركيز لدينا الأن علي دور ومهام الكتيبة 418 د.جو. في ألإعداد للحرب ثم ماذا تم خلال تواجد الكتيبة في بور سعيد .
وإذا تعمقنا أكثر فقد بدا التدريب النظري يأخذ مجالا جديا للوصول الي اعلي درجة من الكفاءة لضباط التخصصات ، وقد كان عيبا كبيرا أن يحدث عطل لضابط تخصص ولا يستطيع إصلاحة في الوقت المخصص أو ان يصل ضابط إصلاح اللواء قبل أن تكون أجهزة ومعدات التخصص جاهز – وذلك يوضح مدي تقدير المسئولية الملقاة علي عاتق كل فرد وإحساسة بها ، كانت المنافسات دائما تزيد من الحماس وكان ضابط التخصص لايغادر الوحدة الا بعد الاطمئنان علي ان تخصصه سليم ، ولم يكن ذلك من فراغ ولكنه الشعور بعبئ المهمة الملقاة علي عاتقنا وبحجم المسئولية لتحرير الأرض ومنع العدو الغاشم من التلذذ بحلاوة نصره في 1967 ، ويرجع ذلك في المقام الأول إلي الشحن المعنوي الكبير للضباط والجنود وتوعيتهم بأهميتهم ودورهم الأساسي ، وتلاحم القيادات علي كل المستويات مع جنودهم لتكون المعركة القادمة هي معركة الكل يحارب فيها القائد كتفا إلي كتف مع الضباط والي جوارهم الجنود كل يؤدي واجبه.
وعلي مستوي القيادة كان طاقم تفتيش رئاسة وحدات الصواريخ والمدفعية المعروف بإسم طاقم عصام رياض في ذلك الوقت دور مهم جدا في ان تحافظ الكتائب علي دوام إستعدادها وصلاحية معداتها للعمليات . ولم يتوقف عند هذا الحد بل قام بدراسة متأنية لقواعد الرمي وربطها بأحداث قصف مواقع الصواريخ عام1967 ، ثم أعمال الاشتباكات التي تلتها ، ودعمتها تقارير المخابرات الحربية والاستطلاع تمده بأحدث ما وصل إلي العدو من أسلحة وذخائر ، ثم تعرفه بأساليب التدريب التي تنفذها قواته الجوية خلال الطلعات المختلفة ، وبعد تلك الدراسة يقوم بتلخيص الإجراءات التي علي الكتيبة القيام بها وكانت تسمي الإجراءات المضادة ، أو منشورات الصواريخ والمدفعية ، لم يهدأ هذا الطاقم منذ إنشاؤه وحتى اليوم من المرور اليومي علي الوحدات ، كما يرجع له الفضل أيضا في عقد دورة تدريبية مكثفة لمراكز قيادة كتائب الصواريخ وقادة الكتائب في اغسطس 1973 لتدريب ومراجعة قواعد الرمي وتعميم الخبرة المكتسبة في حرب الاستنزاف وكذلك خبرة قتال حرب فيتنام .
أضف إلي ذلك المرور المفاجئ علي الكتائب من قيادات اللواءات سواء من أطقم الإصلاح أو من قائد اللواء بنفسه والاهتمام بالمحافظة الدائمة علي صلاحية الوحدات واستعدادها الدائم للقتال مما يساعد علي رفع مستوي الكفاءة القتالية والروح المعنوية للوحدات المقاتلة ، ولإبعاد الملل عن الجنود أقيمت المباريات التنافسية للاستعداد القتالي والوصول للأزمنة القياسية في الأداء المهني كأعمال الفك والتركيب للأجهزة والمعدات ، والتحرك عبر الأراضي الوعرة و الغرز وإخلاء المواقع ، وإن كانت هذه المباريات التنافسية ساعدت علي إكساب الأفراد مهارات القتال بطريقة غير مباشرة.
الكتيبه 418 دفاع جوي
الكتيبة 418 د. جوي. تشكلت في 4/12/1964 ضمن الرعيل الأول لكتائب الصواريخ المضادة للطائرات طراز سام2 والتي حظيت بالتدريب المنظم والجيد منذ إنشائها ، وترسخت فيها مبادئ التفوق ، توالي عليها قادة هم من خيرة الضباط وأعرفهم بالضبط والربط والتقاليد العسكرية ،وفي الخامس من مايو 1972 تسلمت الكتيبة 418 من المقدم حسين الطحان ، وكانت تحتل موقع عرب صبيح بمنطقة قليوب لتدافع علي طريق الاقتراب الشمالي للعاصمة القاهرة وكذلك تدافع عن المناطق الصناعية وعقد المواصلات والأهداف العسكرية بها.
وبنظرة سريعة علي الكتيبة وتقديري للموقف ، أيقنت بإمكاناتها القتالية العالية وانضباط أفرادها ، ولكن ينقصها ضعف الحالة الفنية للمعدات التي مضي عليها أكثر من عشر سنوات ، وكذلك العمل الجماعي لأطقم مركز القيادة وعمال التتبع وهم عصب الاشتباكات مع الطائرات لذا كان اهتمامي الأول هو رفع كفاءة العمل القتالي لمركز القيادة جنبا إلي جنب رفع كفاءة المعدات .
وقد قامت الكتيبة 418 د. جوي. بدور فعال في الاعداد للحرب حيث كان التدريب اليومي علي العمل الجماعي والتنافس بين أطقم القتال بها يجري يوميا في شكل مباريات ، طاقم بقيادة قائد الكتيبة وأخر بقيادة رئيس العمليات (نقيب سعيد العشري ) يتباري كل منهم في إعداد طابور إشتباك يمثل القتال الفعلي بين الصاروخ والطائرة ويحاكي المعارك الواقعية المنتظر مواجهتها ، من خلاله موقف قتالي واقعي من أسلوب وتكتيكات العدو التي كان يستخدمها في حرب ألإستنزاف أو في تدريباته اليوميه ، وتبرز مهارة كل طاقم في تفهم أساليب العدو الجوي وتكتيكاته المحتمل مواجهتها ، وكذلك علي الطرف الآخر عليه أن يبرز أفضل الأساليب لمواجهة الأعمال العدائية الجوية وإسقاط أكبر عدد من طائراته أو إفشال هجماته الجوية ، وهنا يربح الفريق الذي يمكنه حل الموقف القتالي ويمكننا تشبيهه بمباريات الاهلي والزمالك بدون تعصب أو خلافات .
هذا التنافس الشريف رفع من قدرات أطقم القتال وكذلك رفع من إمكانيات التعامل مع المواقف المختلفة سواء من الناحية الفنية أو الناحية التكتيكية والقتالية وبذلك أيضا حصلنا علي أحسن كتيبة علي مستوي الفرقة الخامسه لعام1973.
وجاء دور الكفاءة الفنية ، وقدرت قيادة الدفاع الجوي تبديل المعدات القديمة بأخرى جديدة وإجراء التعديلات المتطورة التي تزيد من قدرة المعدات علي مقاومة التشويش الراداري والاشتباك علي الارتفاعات المنخفضة ، ففي أوائل عام 1973 أرسلت الكتيبة إلي ورشة الصواريخ الرئيسية بالماظة للتسليم والتعديل ، وخرجت منها بعد ذلك لتحتل موقع رقم 72 بغرود الخانكة.
في يوم 20أغسطس 1973 قامت أطقم التفتيش برئاسة وحدات الصواريخ والمدفعية بقيادة قوات الدفاع الجوي بالإغارة علي كتائب تجميع القاهرة التي تحت قيادة تشكيل الفرقة الخامسة د. جو والمرور المفاجئ للوقوف الواقعي علي الإستعداد القتالي خرجت جميع الأطقم بتكليف من قائد قوات الدفاع الجوي وهدفها الرئيسي هو اختيار كتائب احتياطي قائد قوات الدفاع الجوي ، وبدأت بالتفتيش عن مدي صلاحية المعدات وعن استكمال أطقم القتال والخدمة بعد ساعات العمل الرسمية وعن مدي الانضباط والالتزام للوحدة ثم أيضا عن مدي معرفة قائد الكتيبة وإلمامه بموقف الصلاحية للمعدات وقدراتها القتالية في التحرك والتمركز والقتال .
وكان ذلك من نصيب الكتيبة 418 د. جو.التي كانت تحتل الموقع رقم 72 بغرود الخانكة/ بأنشاص ومسئولة عن الدفاع عن الاتجاه الشمالي الشرقي لتجميع القاهرة بما يشمله من المطارات مثل مطار القاهرة الدولي ومطار الماظه والقواعد الجوية مثل قاعدة انشاص الجوية وقاعدة بلبيس الجوية والعاصمة السياسية للدولة بأهدافها الحيوية .
ثانيا : بدء الحرب وإشتباكات ليلة 6/7 اكتوبر :-
كانت حالة الاستعداد لوحدات القوات المسلحة المصرية على أهب ألأستعداد وفى الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم 6/10/1973 ، تم رفع وضعية استعداد الكتيبة إلي الوضع رقم واحد رغم عدم وجود نشاط جوي معادي علي خرائط الموقف العام ،وهذا الأمر يعني أن هناك حدث جلل ، وصدرت ألأوامر بضرورة تواجد القادة شخصيا بمراكز القيادة بالطاقم الكامل وفي الساعة الواحدة وخمسون دقيقة تقريبا صدرت تعليمات مشددة بتقييد النيران ، ولم نكن نعلم حتى هذه اللحظة سوي أننا نقوم بمناورة الخريف المعتادة كل عام في ذلك التوقيت سنويا وبدأت الحرب بالهجمة الجوية المصرية وتلاها العبور المصري العظيم .
منـــها وصـدور تعليمات للطيارين الإسرائيليين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كم شرق القناة.
في حوالي الساعة الواحدة من بعد منتصف ليل 6 / 7 اكتوبر 73 ظهر هدف غير مميز في اتجاة الشرق وأخذ في الإقتراب ودخل منطقة الاطلاق ثم التدمير وبالفعل تم إطلاق صاروخ علية فإختفي وإن لم يتم تأكيد سقوطه.
ثالثا : الاسلوب السري في الانذار والتحرك
إستمر العمل طوال يوم 7 ويوم 8 /10 دون تدخل من قريب أو بعيد من الطيران ألإسرائيلي علي تجميع القاهرة وكان تركيزة علي الجيوش الميدانية وفي ظهر يوم 9/10/1973 حضر مندوب من رئاسة الصواريخ والمدفعية ( المقدم جلال المحمودي ) ومعه ظرف مغلق وطلب فتحة بمعرفة قائد الكتيبة الساعة الرابعة عصرا ، وكانت التعليمات بداخله ان تجهز الكتيبة للتحرك فورا علي ان تكون جاهزة لبدء الحركة مع آخر ضوء وحسب التعليمات الجديدة .
وهنا بدأت خلية النحل في العمل لقد تفهمنا للوهلة الأولي أن أمامنا مهمة جديدة تستلزم جمع الهمم وشحذ بطاريات الكفاح والنضال من اجل الحرب واخذ كل من في الموقع يبرهن علي معدنه الأصيل من خلال تأديته لواجبة في تجهيز المعدات للتحرك مع الأخذ في الاعتبار أننا لسنا ذاهبين إلي نزهه أو تدريب ، بل نحن في قلب المعركة إلي تحتم علي كل فرد أن يتحرك بمعدته سالمة ليقاتل بها، وقبل أخر ضوء كانت الكتيبة مصطفة وجاهزة للتحرك إلي الموقع الجديد الذي لم نكن نعلم وجهته.
مع آخر ضوء أيضا سلمني المقدم جلال ظرف آخر فتحتة لأجد فيه تعليمات بالتحرك الي منطقة علي مشارف مدينة المنصورة لمقابلة مندوب رئاسة اللواء 92 د.جو وتسلم الظرف الثالث منه.
وتحركت الكتيبة بكامل اجهزتها ومعداتها وقوتها البشرية وعتادها في رتل مكون من 84 مركبة ليلا من موقع أنشاص مخترقا طرق بلبيس/ العباسة / الزقازيق / المنصوره لقد كانت هذه الليلة طويلة جدا فنحن نتحرك علي طريق فردي دون إضاءة مصابيح المركبات وعلي طريق لم نستطلعه لنعرف مناطق الخطر فيه ، وبعدد من المركبات الحساسة التي إن عطب أحدها أثر ذلك علي جهازيه الكتيبة ، وذخائر من الصواريخ والأسلحة لو أصيب أحداها لكانت كارثة علي من نعبر منطقتهم السكنية ،وإن كان همنا الأول هو النجاح في تنفيذ المهمة .
وصلنا مع قرب شعاع أول ضوء سالمين إلي المنطقة المحددة وقابلنا مندوب اللواء 92د.جو. وفتحنا سويا المظروف الثالث وكانت المفاجئه هي الانتظار في وقفه تكتيكية طوال نهار هذا اليوم علي طريق جانبي قرب قرية الغنمية التي تقع علي الطريق بين المنصوره / دمياط ولحين صدور تعليمات أخري .
وهنا يحضرني موقف يسجل لأهل هذة القربة ، انة موقف كريم حقا حيث كانت الكتيبة تستظل بالسياج الشجري للطريق ومعها وقفة علي طريق التحرك من عناء صيام لايام رمضان وكذا سهر التحرك طوال الليل ومشقة إعداد المعدات والاسلحة وتحميل العربات والإعداد للتحرك وإنتظار مجهود قادم في إعدادها ثانيا للقتال ثم قتال آت لعدو نحلم بالنصر علية وإذ نحن علي هذا الحال حضر شيخ قرية الغنمية والتي كانت تبعد بضعة كيلومترات منا وإستفسر عن أحوالنا وسألني هل انتم في طريقكم الي القتال ؟ ولما أجبتة بالإيجاب ، شعرت بأن صدرة إنشرح وطلب مني أن أقبل دعوته علي الإفطار معهم أنا ومن معي من الرجال ولما أعلمتة ان الوقت قد لا يسمح بذلك ، واننا علي موعد غير محدد للتحرك الذي قد تصل تعليماتة في أي لحظة قال متوسلا ان أمهله فرصة قصيرة حضر الينا بعدها وبصحبته كبار رجال القرية وشبابها يحملون معهم ما طاب وجاد من المأكل والشراب ، وراحوا يوزعون ما معهم علي الافراد في العربات ليكون هو زادهم في رحلنهم للقتال ، وشاركت النسوة بالزغاريد ونحن نتأهب للرحيل .
لقد كان هذا الموقف الرائع من القرية البسيطة دافعا قويا لرفع الروح المعنوية للجنود وحثهم وبعث الهمة في نفوسهم لبذل الغالي والرخيص للقتال وإحراز الغلبة علي العدو ، وهذا المشهد العظيم من قري الغنمية جسد إلي أي مدي تلاحم الشعب معنا والي اي مقدار كان الشعب يشعر بما يقدمة ابنة المقاتل له .
إنني شخصيا شعرت في أعماقي مدي الحب والتقدير الذي يكنه فلاح القرية البسيط لجيشه ، ووجدت نفسي متحمسا لرد الجميل ، ومتحفزا لقتال ضار في الانتظار.
مع إقتراب وقت العصر وكان ذلك في رمضان حضر مندوب من رئاسة اللواء 92د.جو. ليسلمني مظروف اخر جاء فية أمر التحرك قبل آخر ضوء بساعه والانتظار عند نقطة الشرطة العسكرية هناك , وتحركت بالوحدة مع توديع القربة ودعواتها لنا بالنصر المؤزر وهنا بدأت اشعر لأول مرة أن وجهتنا هي
بور سعيد.
وما أن وصلت إلي نقطة الشرطة العسكرية إلا ووجدت مندوب آخر من اللواء 92 د. جو. يسلمني الظرف الأخير وهو التوجه الي بور سعيد ليلا عن طريق دمياط الساحلي الي موقع ّالمزرعةّ علي ان يكون التحرك فرادي أومجموعات صغيرة لاتتعدي ثلاث مركبات ويجب ان تكون الكتيبة مستعدة بالنيران قبل اول ضوء باكر11/10وتحت القيادة للواء98 د.جو./ الفرقة العاشرة وتم تقسيم الكتيبة وبسرعة الي مجموعات حسب اسبقية الإحتلال بالموقع إستعدادا لبدء التحرك الفردي.
ويحضرني هنا ايضا موقف اخر , فعندما كنت انتظر بالعربة الجيب امام قول الكتيبة إقترب مني طفل لايتجاوز الحادية عشر وسألني بلهجته الدمياطية " انتو رايحين تحاربو اسرائيل؟ " .وقلت لة " إن شاء الله " وهنا أسرع الي بيته خلف نقطة الشرطة العسكرية وأخذ ينادي علي أمه وطلب منها ان ترسل له مصروفه , وذهب وإشتري بة فول سوداني ولب ثم أسرع عائدا الى وأعطاني الاكياس وقال
" وزع دول علي العساكر علشان يحاربوا بهمة ويغلبو العدو " .
هي دي كانت روح الشعب الصغير منهم قبل الكبير . كل هذا كان الحفز في رفع الروح المعنوية للجنود .
لقد كان الطريق من دمياط منذ بدايته بمثابة البداية لمعركتنا مع العدو فنحن نريد الوصول إلي الموقع دون أن يشعر بنا , ونريد أن نكون مستعدين لإطلاق الصواريخ علية قبل أن يهاجمنا , إن أضعف لحظة لموقع الصواريخ هي تلك التي يكون فيها عاجزا عن القتال ويهاجمه فيها عدو غادر , ونريد أن نحمي أنفسنا ومعداتنا بالتجهيزات الهندسية الجيدة من القنابل والصواريخ التي سيطلقها العدو علينا , ونريد أن نباغته بالقتال ونفقده اتزانه مع أول مواجهة معه , ونريد أن ،أخذ بثأر من سبقنا الي هذا المكان واستطاع العدو أن ينال منه , كنا نريد....ونريد..... ونريد...... وكان العزم يملؤنا ورغبة النصر لدينا.
إحتلال موقع المزرعه :-
مع إقتراب عقارب الساعة الي الثانية عشر منتصف ليلة 10/11 أكتوبر 1973 , كانت معظم العناصر الاساسية للكتيبة قد وصلت الي أرض القمر وهذا هو الانطباع الاول لمنظر الموقع من آثار التدمير الشديد .القصف الجوي المعادي طوال اليوم السابق بدل ارض الموقع الي ارض مليئة بالحفر الناتجة عن إنفجارات القنابل أو التي لم تنفجر بعد وكذلك مخلفات المعدات المدمرة والتي لم يسعف الوقت جماعات التطهير في إخلائها , كان الموقع من الصعب إدخال المعدات داخل الدشمة حيث لاتزال الرمال المستخدمة في ساتر تقفيل المداخل موجودة وبكثرة علي ابوابها , وكابلات كبائن الكتيبة السابقة مقطعة وملقاة علي أرضية الدشمة، والحفر العميقة المملوءة بالمياه علي معظم طرق الموقع الداخلية , وبعضها علي مداخل دشم القاذف , باختصار حالة الموقع كان يستحيل دخوله .
ولكن ما العمل ونحن ننتظر الهجمات الجوية في الصباح ، وبعزيمة الرجال , أخذ كل فرد في العمل الصامت يجهز ويعد معدته وسلاحه وصاروخه ,وظهرت المصاعب الجسيمة , هناك بقايا جثث شهداء القصف الذي انتهي مع أخر ضوء يوم 10 أكتوبر ويجب تجميعها ودفنها , هناك إظلام دامس والعمل علي ضوء القمر فقط حتى لا يشعر العدو بنا , وكيف يمكنك تركيب أجزاء من المعدات تحتاج إلي ونش ذو زراع طويل وهو علي ارتفاع ثمانية أمتار من سطح الأرض بدون إنارة , وكيف لك أن تقيم ساترا من شكائر الرمل المملوءة بارتفاع أربعة أمتار وسمك ثلاثة أمتار علي مداخل الأنفاق لحمايتها من القنابل .
احتلت الكتيبة الموقع بما في ذلك من اعمال التجهيزات الهندسية وساعدت وحدة المهندسين العسكريين في عمل الساتر لتقفيل مداخل الدشم . وتم إعطاء تمام الاستعداد في السادسة صباحا .
خامسا : اول إشتباك :-
لقد كانت كلمات الله سبحنه وتعالي في محكم كتابة بسم الله الرحمن الرحيم
ّ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي ّ
صدق الله العظيم
هي النور الهادي لنا وهي الالهام الإلهي الدائم للجنود والكلمات التي تسبق آي اعمال قتال او إشتباكات.
لقد كانت مفاجأة العدو بوجود كتائب صواريخ ببورسعيد كبيرة نظرا لأنه في اليوم السابق مباشرة قد هاجمها واطمأن ألي إسكاتها وتدمير معظمها من خلال هجمات مركزة بلغت عدد 122 طلعة/ طائرة وبنسبة 25% من إجمالي طلعات يوم 10/10العدو الجوي علي قطاع بور سعيد.
تكرر الاشتباك بعد ذلك لتسقط للعدو ثلاثة طائرات وهى حصيلة اليوم الأول في بورسعيد.
وتوالت ايام القتال وكان اليوم الثاني12 /10 مماثلا لسابقة نظرا لتكرار الهجمات الجوية المعادية علي مواقع الصواريخ وبكثافة متزايدة عن الامس لتصل علي قطاع بورسعيد الي 68 طلعة/ طائرة مهاجمة بنسبة 26% من الطلعات الجوية علي الجبهة المصرية .
وبدأت هذة الهجمات مبكرا الساعة 728 بهجمة بعدد 16 طائرة علي مواقع الصواريخ لمدة 30 دقيقة أعقبتها هجمة أخري الساعة858 بعدد 10 طائرة ولمدة 15 دقيقة وثالثة الساعة 943 بعدد 12 طائرة ولمدة 20 دقيقة وأخيرا الساعة 1615 بعدد 6 طائرة استغرقت 15 دقيقة ، إستخدم العدو الجوي خلالها التكتيكات الجوية المختلفة مع تكثيف الاعاقة بانواعها. نفذت الكتيبة خلال اليوم عدد 9 إشتباكات نتج عنهم تدمير خمسة طائرات .
إستخدام ستائر الدخان لأول مرة
وقد إستحدث الدفاع الجوي في ذلك اليوم اسلوب جديد في الدفاع الجوي السلبي فنظرا لطبيعة الارض لموقع المزرعة أو موقع رجب عباس لما كان يحلو تسميته هو عبارة عن ارض مكشوفة من جميع الجهات شمالا طريق دمياط و البحر المتوسط وجنوبا منطقة الجبانات وبحيرة المنزلة وغربا مطارالجميل ومن الامام مدينة بور سعيد لذا كان الموقع يعتبر هدف سهل إكتشافه من مسافات بعيدة للطائرات المنخفضة ويصعب إخفاؤه , وقد تم التفكير في إستخدام مولدات الدخان في عمل ستارة دخان كثيف لتغطية معالم الموقع مثل كابينة الهوائيات و قواذف الصواريخ مع تحمل عبئ النواحي السلبية في تعميتة للرؤية البصرية و عدم إستخدام الكشف والتتبع المنظور خلال ذلك .
وهكذا تم بتاريخ 12/10/1973 استخدام ستائر الدخان لأول مرة مع وحدات صواريخ الدفاع الجوي , واعطي نتيجة إيجابية في حماية الكتيبة خاصة يوم 13 -16/10
سابعا : قصف الموقع يوم13/10/73 وإستعادة الموقف :-
بدأ يوم 13/10 كان مثل الأيام السابقة بإشتباك صباحي الساعة 803 بهدف مقترب وتم إسقاط طائرة بعد إطلاق صاروخين عليها تلاة مباشرة الساعة 805 إشتباك بهدف أخر لتسقط الطائرة الثانية
ولكن مع الساعة 855 دقيقة التقطت رادارات الكتيبة هدف مجموعة مقترب من إتجاه الشمال الشرقي مسافة30 كم منخفض وتم متابعته عن طريق شاشة جهاز الانذار التكتيكي ب12 من مركزقيادة الكتيبة مع تكليف ضابط التوجية بالتفتيش عن الاهداف المنخفضة وذات المسافات القريبة أقل من 25 كم والتاكيد علي عمال التتبع المنظور بإتباع اسلوب التفتيش بالنظر في الاتجاهين المعاكسين آى فرد يقوم بالتفتيش في إتجاه هوائيات الرادار من داخل كابينة المنظور والاخر( الجندي ملش ) يقف خارج الكابينة لمراقبة الاتجاة العكسي للرادار بالنظر مباشرة ويحمل معه نظارة ميدان ميكروفون للتبليغ الفوري عن أى أهداف من اتجاه مراقبتة ، وهذا الاسلوب يحقق اقصي إمكانات التفتيش سواء الراداري او المراقبة البصرية للمسافات البعيده والمسافات القصيرة , وقد لاحظت خلال هذة الهجمة ان العدو لدية أهداف آخرى في إتجاة الشمال بخلاف الاهداف التي تهاجم القوات البرية شرق بور فؤاد عند نقطة القطعّ الحصينة . وفي هذة الاثناء صاح الجندي ملش من اعلي هوائيات الرادار محذرا عن إقتراب هدف علي سطح مياة بحيرة المنزلة من إتجاة الجنوب الغربي مقترب راسا الي الموقع .
طلبت من قائد الكتيبة 425 د.جو.والمتمركزة بموقع بورفؤاد ان يغطيني بإطلاق صاروخ علي الطائرات المقتربة .
وفي نفس الوقت أصدرت الاوامر الي ضابط التوجية بإدارة الهوائيات 180 درجة والتقاط الهدف مع تجهيز الصواريخ للاطلاق وظهر الهدف علي الرادار ولكن مسافة إكتشاف الهدف كانت صغيرة حيث وصل الهدف علي الحد القرب لمنطقة التدمير واصبحت مسافتة حوالي 4.5 كم و فرصة تدميرة ضعيفة جدا ومع ذلك اصدرت الامر بإطلاق صاروخ في إتجاهها , وبالفعل خرج الصاروخ بنارة و بغباره ليربك الطيارين الاسرائليين فألقوا بحمولتهم من القنابل والصواريخ بدون إحكام التسديد علي مواقع رادارات التوجية والانذار تحت تأثير ذلك مما قلل من دقتها بعض الشيئ , تلى ذلك مهاجمة الموقع ايضا بزوج آخر من الطائرات المعادية من إتجاة الجنوب وبفاصل لايتعدي 20 – 30 ثانية هاجمت قواذف إطلاق الصواريخ لتدمر خمس من القواذف الستة التي لدينا وهنا واجهت الكتيبة موقفا صعبا وكانت نتائج القصف هي:-
· اصابة مباشرة في العاكس الافقي لرادار التوجيه أثر علي قدرة إكتشاف الاهداف.
· تدمير خمس قواذف إطلاق صواريخ .
· إصابة صاروخ من علي القاذف السادس الأخير بشظية وخروج المؤكسد من أعلاة .
· قطع كابلات مركز القيادة مع رادار القيادة التكتيكية ب 12 .
· أنبعاج باب مرسل الرادر بكابينة الهوائيات وفصل الضغط العالى.
· قنابل متناثرة بالموقع لم تنفجر بعد .
· خسائر في الافراد شهيد وعدد 9 جرحي .
وكان أغرب بلاغ من كابينة المنظور بان الجندي / ملش طار في الهواء.
الجندي ملش هو ثمرة تجنيد المؤهلات العليا بعد حرب 1967 وكان يعاني الآم في رقبته من آثر حادث مرور تعرض له واصبح كثير التردد علي العيادات للعلاج , لذلك تصورت للوهلة الاولي انه اصبح من الشهداء , ولكني فوجئت به يدخل مركز القيادة وهو يهلل ويقول رقبتي خفت الألم زال ، وتعجبت بالطبع لكنها قدرة الله التي حملته مع الموجة الأنفجارية من اعلي الهوائيات الي دشمة القاذف حوالي 75 متر طيران وهبط سليما .
كانت الصورة ليست وردية خاصة بعد علمت أن باقي كتائب الصواريخ بالقطاع أصبحت خارج واجب العمليات بأسباب مختلفة ولم يبقي إلا الكتيبة 418 د. جو. ، ولكن بعزيمة الرجال بدات أعمال إستعادة الموقف فورا حينها شعرت ان هناك خلية نحل دبت فجأة بالموقع تسارع الزمن.
جري قائد سرية النيران ( نقيب / احمد رضا ) ومعة حكمدار القاذف السليم ( الرقيب سعيد عبد النبي الذي كان يعمل مراكبي قبل تجنيده ) واسرع الي الصاروخ الذي اصيب بشظيه واخذ قطعة من الخشب علي شكل وتد وغرسها مكان الفتحة التي بجسم الصاروخ ليتوقف خروج غاز الاكسيد ذلك الغاز الكاوي الذي ما إن يلمس الجلد إلا احرقه وحوله الي قطعة فحم , وبسرعة كبيرة تم تفريغ الصاروخ المصاب وتحميل صاروخ آخر عليه لنكون مستعدين للأطلاق من جديد .
وقام ملازم اول /عبد الدايم بخلع باب مرسل الرادار وتركيب وصلة دائرة القصر ليعمل المرسل والباب مفتوح مع مخاطرة التعرض لصاعقة كهربائية , وظل ممسكا بها حتي إنتهاء الاشتباك وإصلاح الباب الاصلي للمرسل .
وقامت جماعات ستائر الدخان بالعمل بكثافة لتغطية الموقع بستارة مستمرة من الدخان لمنع القصف الدقيق لباقي المعدات .
واخذ كل فرد فى الموقع يعمل لإصلاح المعدات وإستعادة الموقف بعد حوالي ال20 دقيقة كانت الكتيبة قد استعادة كفائتها ولكن قدرتها الفنية والقتالية تضاءلت واصبح الموقف كالآتى :
· إنقطاع معلومات الكشف الراداري لجهز الانذار التكتيكي ب 12 عن مركز القيادة.
· أقصي مسافة كشف برادار التوجية 25 كم , بدلا من 60 كم .
· صاروخ واحد فقط جاهز للإطلاق ، ويجب الانتظار لمدة خمس دقائق لحين التحميل والتجهيز للصاروخ التالي .
· يلزم إيجاد وسيلة للتعامل مع الاهداف التي تقترب من الكتيبة خلال الفترة الزمنية الحرجة التي لا يوجد فيها صاروخ جاهزة للإطلاق .
ماذا فعلت الكتيبة لمواجهة ذلك :-
· استخدمت الدخان عقب كل إشتباك ولحين إعادة التحميل .الاستفادة من وسائل التحذير التي لدي الطياريين الاسرائليين في إيهامهم بالتفتيش عليهم وتتبعهم بالرادارثم إطلاق صواريخ عليهم بإستخدم الاطلاق الإلكتروني ضد الطائرات المقتربة وذلك حتي تشعر الطيار بالخطر .
· الدقة فى اختيار الأهداف للإشتباك معها حتى لاتقع فى فخ الخداع.
· اطلاق صاروخ واحد في كل إشتباك مع أهداف العدو.
· استخدام المهارة فى التتبع اليدوي الدقيق للاهداف لتلافي فشل الاشتباكات .
· تعديل اسلوب الرمى بالاشتباك مع الاهداف الجوية في عمق منطقة التدمير 14 - 16 كم ، لضمان تدمير الأهداف الجوية 0
· إستبسل ضباط وأفراد الكتيبة في إصلاح الاعطال الناتجة عن القصف الجوي المعادي ، ففي كابينة الرادار قام الملازم اول عبد العال بخلع وإصلاح باب مرسل الرادار ، وقام طاقم القواذف بتغيير الامبليدين العاطل وكل كان يضبط تخصصة .
وفي تمام الساعة 925 ظهرت أولي بوادر رد الفعل للعدو بعد القصف الذي ظن انة قد نال من الكتيبة ودمرها تدمير شامل وبذلك قام بالهجوم المباشر في صورة هدف مقترب من إتجاه الشمال الشرقي علي ارتفاع منخفض مستغلا سطح البحر المتوسط وإتجاه الشمس بإنعكاساتها علي سطح البحر ولكن تم بحمد الله إكتشافه بالرادار وتأكيده بالمنظور وأطلق عليه صاروخ واحد . فكانت المفاجأة للطيار وقام بالمناور بالصعود والالتفاف والعودة الي اتجاة الشرق لكن لم يستطع أن يفلت من الصاروخ وسقط في البحر بعد أن إنفجر في الجو , أشعل هذا الاشتباك الحماس بالموقع وأفرادة وتعالت صيحات الحمد والشكر لله
سبحانة وتعالي .
شجاعة طيار إسرائيلي وعصفورين بحجر :-
في الساعة 1320 إقترب هدف مجموعة من طائرتين من إتجاه الغرب علي إرتفاع 2 كم ، وكانت الكتيبة جاهزة للإطلاق بصاروخ واحد فقط وباقي القواذف بين مدمر وجاري إستعادة كفاءتة لذا فقد تم إطلاق هذا الصاروخ علي الهدف وتم توجيهه الي الطائرة التي في المقدمة وإنفجر محدثا كرة من اللهب دمرت الطائرة الاولي ولم يسعف الطائرة الثانية المناورة من دخول كرة اللهب لتسقط هي الاخري .
وتسلل هدف مقترب من إتجاه الغرب الساعة1320 وكان القاذف المحمل عليةالصاروخ الوحيد عاطلا حيث إحترق الامبليدين (مكبر القدرة ) الذي يساعد علي تحريك القاذف ، ولم يكن امامنا إلا الاطلاق الالكتروني و أحس الطيار بذلك فإبتعد مسرعا هربا من التدمير و ظن ان الصاروخ علي مقربة منة و يطاردة فقفز بالمظلة البرتقالية اللون ليقع في بحيرة المنزلة وتسقط طائرتة .
وأذكر هنا أيضا إستبسال طاقم الاصلاح الفني لرئاسة الصواريخ والمدفعية بقيادة المقدم مهندس /عزيز بطرس غالي وهم يسابقون الزمن لإستبدال قطع الغيار وإصلاح المعدات .
وإستمر نهار اليوم عصيبا جدا و وصل تركيز العدو الجوي علي القطاع بعدد 46 طلعة/ طائرة بنسبة 25% من إجمالي الطلعات علي الجبهة المصرية ، وما أكثر مشاغلات الاهداف الجوية خلاله ، بعد هذا الاشتباك تم تنفيذ إشتباكات أخري نجحت الكتيبة من تدمير خمسة طائرات معادية طوال هذا اليوم , وقد بدا واضحا اننا لانقاتل الطيار الاسرائلي السابق وان هناك نوعية أخري من الطياريين المرتزقة , ومما لفت النظر أيضا في إشتباكات اليوم انه عند معاينة جثة احد الطياريين التي اسقطت طائرتة بالقرب من مطار الجميل وجد أنة تم ربط الطيار بسلاسل في مقعدة وأن المظلة لم تفتح .
في نهاية اليوم إتصل بي من غرفة عمليات قيادة الدفاع الجوي اللواء / محمد علي فهمي وسأل عن ماذا تم خلال النهار واسلوب الكتيبة في إدارة الاشتباكات مع العدو الجوي ومدي كفاءة أستخدام الدخان وتأثيرة علينا وعلي العدو ثم طلب مني أن أشرح خبرة القتال الى المقدم /احمد بلال رئيس اركان اللواء 98 د.جو. لتعميمها علي باقي كتائب الصواريخ .
يوم السكون :-
مع إشراقة صباح يوم 14/10/1973 كان الجوصافيا والهدوء يخيم علي لوحة الموقف المحلي لقطاع بور سعيد فلم يغامر العدو الجوي
بآى طلعات جوية علية وكان تركيزة الاسـاسي هو التشكيلات البريـة وتهيئة الجـو المناسـب للثغـرة بين الجيشين .
دارت ظهر اليوم معركة جوية بأعداد كبيرة من الطائرات شمال بور سعيد داخل البحر بين القوات الجوية المصرية والطيران الاسرائيلي استمرت حوالي العشرين دقيقة .
وابرز أحداث اليوم هي تقدير اللواء / محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي في ذلك الحين بأن ارسل العقيد/ حسين ياقوت رئيس فرع الشئون المعنوية مندوبا عنة لتوزيع الهدايا القيمة وشهادات التقدير مكافأة للقائد والضباط وأثر ذلك بشدة في معنويات الرجال.
المحاولات المستمرة :-
جاء صباح يوم 15/10 ومعة طلعات الاستطلاع المبكرة , وإستغل العدو عدم وجود كتائب صواريخ باعداد كافية ، وحاول الاغارة علي القطاع مرة اخري وبكثافة متوسطة بعدد 24 طلعة/ طائرة بنسبة 14% من إجمالي الطلعات الجوية علي الجبهة المصرية نفذت علي هجمتين جويتين الاولي الساعة 1418 والثانية الساعة 1704 وإشتبكت الكتيبة معهما وأسقطت خلالها طائرتين .
يوم القاء خطاب السادات :-
كان يوم 16/10 يوم مشهودا وصعبا علي الكتيبة وإن بدأ مشرقا بنشاط إستطلاع متزايد عن سابقيه وإقتربت الساعة من الثامنة والربع ليأتي بلاغ من الاستطلاع اللاسلكي محذرا من تشكيلات طائرات بأعداد كبيرة تتجة ناحية بور سعيد مما اعطانا
الاحساس بنوايا العدو للتركيز علي وحدة الدفاع الجوي الباقية بها والمضادات الارضية الاخري وظهر الهدف الاول من اتجاة الشرق و أقترب الي مسافة 25 كم ثم إنحرف مبتعدا وتلاه أخر من إتجاة شمال الغرب إقترب ايضا المسافة 20 كم وناور وإبتعد وتلاه ثالث منخفض من إتجاة جنوب الغرب ومسافتة قريبة و منخفض جدا اطلقت علية صاروخ واحد ليسقط في بحيرة المنزلة .
وإشتدت ضراوة المشاغلة بالاهداف من الاتجاهات المختلفة وتوالي معها إطلاق اللاكتروني بحذر وتوالت ايضا معها المشاغلة الإلكترونية للاهداف المعادية, وتكررت لعبة الشطرنج بيننا الي أن جاءت .
كلمة بسم الله التي قالها الرئيس الراحل/ محمد انور السادات في مجلس الشعب في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا شدد العدو من هجماتة الجوية من أكثر من إتجاه وبكثافة غير معهودة ضد الكتيبة ونجح في إصابتها بصاروخ مضاد للرادارات اثناء الاستعداد للإطلاق علي إحدي طائراتة واستقر الصاروخ في هوائي الرادار وفقدت الكتيبة كفائتها الفنية للقتال .
استغل العدو ذلك وامطر الموقع بكامل إمكانياتةوكل قنابلة وصواريخة بصفة مستمرة وحتي آذان المغرب حين قال الله أكبر كان الموقع كارض القمر للمرة الثانية .
كان حصاد اليوم من طلعات جوية علي بور سعيدعدد72 طلعة/ طائرة بنسبة 38% من حجم الطلعات علي الجبهه
إخلاء الموقع :-
صدرت الاوامر للتحرك الي الورشة الرئيسية فورا لإستغلال فترة الليل وإستعادة كفاءة الكتيبة .
وبدات الجنود في الذهاب الي اماكن معداتها لتجهيزها وللإستعداد للتحرك وكانت الصعوبة في ناتج القصف والقنابل التي لم تنفجر كثيرة وإحداها علي مطلع كابينة الهوائيات والحفر الأرضية منتشرة والشظايا لاتزال ساخنة وبعض الاماكن بها حرائق كان الموقف حزينا والمهمة عاجلة .وأصعب هذة المواقف هو تلك القنبلة البارز ذيلها علي منتصف مطلع دوشمة الهوائيات والتي يجب المرور بجوار بونش انزال الهوائيات ثم المرور عليها مرة آخري عند إخلاء الكابينة ومقطورات الهوائيات ولولا شجاعة الرجال وعزمهم بإصرارعلي سرعة وسلامة الاخلاء لخسرنا الكثيرمن المعدات , وتحركت الكتيبة والحمد لله بكامل أقرادها ومعداته في الثامنة مساءا ليودعنا الموقع باكثر من قنبلة زمنية تنفجر علي مرآى ومسمع من الافراد أثناء التحرك الي الورشة بالقاهرة وهذة هي عناية الله .
حصرإشتباكات الكتيبة 418 د.جو. في قطاع بور سعيد
إطلاق بدون صواريخمشبه\مقلد بصاروخ واحد بصاروخين بثلاث صواريخ الاجمالي ناجح غير ناجح ناجح غير ناجح ناجح غير ناجح ناجح غير ناجح ناجح غير ناجح 1 غير محدد 10 2 5 4 1 لايوجد 16 6 حجم وتوزيع النشاط الجوي الاسرائيلي علي الجبهه المصرية خلال الحرب التاريخ عدد الطلعات المعادية توزيع طلعات الهجوم علي الاهداف المختلفة نسبة الطلعات إجمالي طلعات الهجوم تش.بر ق.جو ومطارات صار.د.جو.عدا بور سعيد بور سعيد علي بور سعيد 06-Oct 450 190 190 07-Oct 608 488 430 56 2 08-Oct 678 319 214 4 89 25% 09-Oct 517 377 230 34 92 24% 10-Oct 658 494 336 30 122 25% 11-Oct 382 150 96 74 30 20% 12-Oct 448 258 182 8 68 26% 13-Oct 368 152 106 46 30% 14-Oct 476 274 220 36 8 15-Oct 460 178 82 64 24 14% 16-Oct 457 228 139 17 72 38% 17-Oct 442 231 153 16 2 62 27% 18-Oct 484 286 120 20 52 56 20% 19-Oct 416 206 176 6 24 12% 20-Oct 518 286 206 28 16 36 13% 21-Oct 494 294 244 4 30 10% 22-Oct 1030 845 710 30 23-Oct 486 322 288 24-Oct 443 243 223 8 12 5% الاجمالي 9815 5819 4328 316 132 763 13% النسبة المئوية 58% 74% 5% 2.50% 13%
تمت بحمد الله