حماية القواعد الجوية
حماية القواعد الجوية
ان أفضل طريقة لحماية الطائرات العسكرية المتوقفة تبقى دائماً في ابقائها بعيدة وعدم وصول التهديدات المرجحة اليها بقدر الامكان. ان الملاجىء المتفرقة والقوية هي تدابير حماية ذاتية واضحة، الا ان أكثر الطرق الفعالة تعتمد على التحليل الصحيح لما قد يشكله أكثر التهديدات المرجحة. وان التهديد الجوي من الطائرات المهاجمة التقليدية التي تأمل في تدمير الطائرات المتوقفة في عملية الضربة الأولى تقتضي تدابير دفاعية كثيفة وباهظة التكاليف، لا سيما عندما تشنها طائرات معادية كثيرة. ودحراً لهذا الخطر ذات المستوى العنيف، الذي لا يرجح ان يحصل الا في حرب اقليمية كاسحة، يقتضي دفاعاً عن القاعدة الجوية بأسلوب طبقات الدفاع الجوي انطلاقاً من الرادارات البعيدة المدى ومن صواريخ سطح - جو وأيضاً من مدافع مضادة للطائرات سريعة الاطلاق يتحكم بها الرادار.
الصواريخ الدفاعية
يشكل صاروخ (Patriot) من شركة (Raytheon) نظاماً دفاعياً متوسط المدى (SAM) ضد الصواريخ البالستية والجوالة التي تطلق وضد الطائرات المهاجمة أيضاً. وقد أُعتمد على نطاق واسع وتشكل الامارات العربية المتحدة احد الزبائن الحديثين، وان الصاروخ الآخر حالياً (SAM) من الجيل الجديد هو صاروخ (ASTER 30) من شركة (MBDA) الذي يطلق من الارض، المعروف باسم (Samp - T)، الذي اعتمد على نظام الدفاع البحري عن المنطقة، ويشكل حالياً قدرة دفاعية عن الارض كبيرة جداً مصحوباً برزمة رادارات دفاعية وبنظم قيادة جاهزة التصميم. بالاضافة الى مركبة اطلاق الصاروخ عمودياً. وقد طورت المانيا صاروخ (SAM) مركباً على شاحنة قصير المدى يطلق عمودياً هو صاروخ (Iris - T SL) يعتمد في تطويره على الصاروخ الرشيق جو - جو الذي تحمله مقاتلات (Eurofighters) الالمانية. ويلبي نموذج (Mica) الذي يطلق عمودياً، من شركة (MBDA) الحاجة الفرنسية لصاروخ ارض - جو وان صاروخ (SAM) الآخر المطوّر من نظام جو - جو هو صاروخ (SLAMRAAM) من شركة (Raytheon).
الدفاع عن القواعد الجوية
في مطلع التسعينات، لم تعد تعتبر عمليات القواعد الجوية المتفرقة والمحصنة سالمة من الهجوم الجوي، وقد تحول التشديد للدفاع عن تلك القواعد، الى استخدام الصواريخ الجديدة والمدافع للحماية المضادة جواً، فيما انتقل الدفاع القائم على الارض ابعد من حدود القاعدة لخفض التهديد الناشىء عن القوات غير النظامية، التي يمكن ان تختبىء بين السكان المحليين. وهذا يشكل حالياً اكبر تهديد للقواعد الجوية، وأخذ يؤدي الى مزيد من الانتباه، كما أخذ الاستثمار يتحول الى دفاع جوال سريع الرد، وكما ظهر في حوادث أخيرة في افغانستان. حتى حين يكون أمن القاعدة الجوية هو على مستوى عالٍ جداً من الاستنفار، فان قوات العدو تستطيع احياناً التسلل الى الوحدات العسكرية المحلية والشرطة ووضع متفجرات في مواقع تعتبر عادة آمنة. وهذا يظهر حاليا كتهديد صعب جدا مواجهته بدوريات راجلة تقليدية وبمركبات أمن دورية في مناطق القاعدة وحولها. وان نشر مركبات أمن مستقلة غير مأهولة هو احد التطورات الجديدة الذي يكتسب مزيدا من انتشار اعتماده على نطاق واسع، لانه يشكل امكانية ازالة الاصابات البشرية على متن المركبات في حين يتيح التقاط صور فيديوية عالية الدقة، بما فيها استخدام الاشعة تحت الحمراء للرؤية في الليل في القطاع الذي يجري حراسته. ويمكن برمجة المركبات غير المأهولة لتعمل على طرق مختلفة كما يمكن ان تستفيد فرق المراقبة من الصور المرئية المماثلة للمشهد من مركبة مدرعة مأهولة. واذا تم التعرف على التحركات المشبوهة، يمكن اتخاذ الاجراءات الملائمة بسرعة. ويمكن ان تأتي منصات الاستشعار عن بعد حاليا على شكل مركبات جوية دون طيار بجناح ثابت صغير او بجناح دوار او مركبات برية مدولبة او مجنزرة. ويمكن ان تشكل المنصات البرية ردا مسلحا بمدافع رشاشة ثقيلة، او يمكن ان تحمل معدات حساسة لمعالجة الادوات المتفجرة والمركبات المتوقفة المشبوهة. وان انظمة الاشتباك تعني ان المركبات غير المأهولة المستقلة لا تستطيع اتخاذ القرار بفتح النار دون مراقبة بشرية والتدقيق عادة بالسلامة في عملية اتخاذ القرار. فمن دون ذلك، قد يكون سهل للغاية ان يؤدي التعريف الخاطىء، الى وقوع اضرار جانبية خطيرة قد تشكل خطرا على القوات الصديقة.
المستقبل
يبدو كأن القواعد الجوية الكبيرة سوف يترتب عليها في المستقبل ان تنشر حتى المزيد من المستشعرات المتقدمة والمركبات الجوية دون طيار اكثر من الوقت الحالي لتؤمن مزيدا من ادراك الوضع في العمق للمدافعين. فالمركبات المجوقلة دون طيار تستطيع ان تغطي منطقة واسعة جدا حول القاعدة وتستطيع شبكة البيانات تقديم انذار باكر عن الانشطة التي تحتاج الى مراقبة اضافية. ويمكن وضع كاميرات مراقبة ثابتة وصوت الكتروني وأجهزة كاشفة للحركة في نقاط اختناق السير الاستراتيجية بالقرب من تقاطع الطرق، مثلا، والجسور والمسارات الرئيسية والمجالات المفتوحة. وعلى رغم انه يمكن ان تكون معدات التحذير هذه معرضة للهجوم، فان عمل تدمير هذه الادوات او محاولة ازالتها سوف يحذر بذاته فرق الامن. وهذا يمكن ان يشكل رادعا للاعداء لدخول المنطقة - مما يعني ان الشبكة الدفاعية تحقق اهدافها.
طائرات المراقبة
تتيح طائرات المراقبة الجوية وطائرات المخابرات التي تعترض الاشارات المحلقة عاليا فوق القواعد الجوية، وبعيدا عن اذى الاسلحة الارضية وعن الرؤية ايضا، امكانية اتخاذ تدابير فعالة جدا ضد اي هجوم. وتستطيع المنصة الاكثر تقدما، مثل منصة (Sentinel) من شركة (Raytheon)، التي هي في الخدمة في سلاح الجو الملكي البريطاني (UK RAF)، ان تبين بوضوح كبير تحركات الوف المركبات والافراد على الارض فوق منطقة واسعة، كما تستطيع ايضا تقريب صور الانشطة المشبوهة باستعمال نظم بصرية - الكترونية ورادار التصوير. ويستطيع نظام المهام متابعة مئات التحركات الفردية على الارض ويزود المدافعين عن القاعدة بتفاصيل واضحة بسرعة مرفقة بصور فيديوية. وهذا يتيح اتخاذ تدابير مضادة لاقامة كمين للقوات المعادية او اخراجها قبل ان تتمكن من التموضع لشن هجوم على القاعدة او على الدوريات في المحيط. وقد منعت هذه العمليات مئات ادوات التفجير المرتجلة من تحقيق اهدافها. وتشمل النظم الجديدة الاخرى اسطول طائرات سلاح الجو الاميركي من طراز (Hawker Beech King Airs) المجهزة بابراج بصرية - الكترونية وبرادار مجوقل. وتستعمل طائرات معدلة اخرى تعمل مع شركاء (NATO) في افغانستان، مثل طائرات (Nimrods) وطائرات (C-27 Spartans) من شركة (Alenia). وتشمل الحرب الالكترونية المجوقلة ليس اعتراض النداءات بالراديو والمكالمات بالهاتف الخليوي فقط، التي يمكن مراقبتها ومتابعتها والتشويش عليها، بل ايضا يمكن شل ادوات التفجير المرتجلة (IEDs). ومع ان هذه الادوات الجوية تمثل الحد العالي للدفاع عن القاعدة، فانها تشكل عنصرا مهما جدا في حماية القاعدة عموما.
وكلما اصبحت النظم مدمجة اكثر وابسط تشغيلا وتحسن اداؤها، كلما برزت فرص جديدة تزيد العمق في حماية القاعدة. فالمنصات الجوية، مثل المركبات الصغيرة الجوية دون طيار، وحتى الطائرات الجوية الصغيرة عموما، مثل طائرة (King Air 350)، التي تجعل تكاليف نشرها معقولة، تأخذ العمليات الدفاعية الى قلب العدو بدلا عن انتظار هجومه.
التهديدات الاخرى
يشكل انتشار الصواريخ المضادة للطائرات التي يحملها رجل والرمانات التي تطلقها القذائف الصاروخية تهديدا كبيرا للقواعد الجوية وللذين يشغلون الطائرات، اضافة للهواوين المرتجلة وقاذفات الصواريخ المركبة على شاحنة. وخلال الايام الاولى لاحتلال العراق، عانت قوات التحالف من العديد من هذه الهجمات على القواعد، وهي تشكل ايضا تهديدا متواصلا للمرافق العسكرية الكبيرة في افغانستان. وان صواريخ (SAM) التي تطلق من الكتف يحتاط منها بواسطة مجموعة مساعدات دفاعية معقدة تحملها كل الطائرات العملانية تقريبا في مناطق الحرب حاليا. وتستعمل البالونات الحرارية والعصائف والمشوشات التي تعمل بالاشعة تحت الحمراء على نطاق واسع في عمليات عادية كلما اقلعت طائرة او عادت الى قاعدتها. وان الرمانات التي تطلقها قذائف صاروخية هي قذائف غير دقيقة جدا، لكن تستطيع بالتأكيد على مدى قصير اسقاط طوافات وطائرات نقل. وتستطيع مستشعرات مساعدة دفاعية جديدة ان تشكل ادراكا وضعيا شاملا يحدد اولوية التهديد وتمنح الطاقم الجوي ثوان اضافية قليلة للرد. وتستطيع المدافع الصغيرة السريعة الاطلاق مع المعلومات الدقيقة الواردة عن الهدف الحاق الهزيمة بقذائف (RPGs)، الا ان كل الطائرات التي تطير الى داخل القواعد وتخرج منها في منطقة الحرب تتدرب على العمل مستعملة تقنيات تملص تحاول فيها تقليل الخطر من النار الارضية، مع ان هذا لا ينجح احيانا.
التهديدات الاخرى
التهديد من قذائف الهاون والقذائف الصاروخية وقذائف (RPGs) التي تطلق عشوائيا الى مناطق القاعدة تم التعرف عليها باكرا في العراق. ونتيجة لذلك، تناولت شركة (Raytheon) نظام سلاح (Phalanx) البحري المجرب تماما وكيَّفته ليتلاءم مع الدور الارضي وركبته كنظام احتواء ذاتي على ارضية شاحنة كبيرة مسطحة. وهذا النظام المعروف باسم (Centurion) بني حول مدفع دوار عيار ٢٠ ملم يدعى (Vulcan) يستطيع اطلاق نحو ٤٥٠٠ قذيفة بالدقيقة. ويطلق هذا المدفع تيارا فتاكا من القذائف عالية التفجير على قذائف المدفعية المنطلقة فيمزقها قبل ان تتمكن من الوصول الى هدفها. ويستعمل نظام (Centurion) رادارا يعمل بذبذية (Ku) للحصول على معلومات دقيقة عن هدف الاولوية، كما زود بنظام يعمل بالاشعة تحت الحمراء ينظر الى الامام للتأكد بصريا من الهدف. ولما كانت القذيفة المتوجهة تستطيع مع ذلك الحاق ضرر كبير بهدفها اذا انشطرت الى قسم واحد او قسمين بعد الاشتباك بها، فان نظام (Centurion) يواصل الاطلاق على اكبر حطام حتى يتشظى.
اما سلاح (Skyshield) الاوروبي، من شركة (Rheinmetall/Oerlikon)، فيستعمل شكل ذخيرة مختلفة عن نظام (Centurion). اذ يطلق مدفعه، عيار ٣٥ ملم، معدل ١٠٠٠ طلقة بالدقيقة. وتنفجر القذائف امام القذيفة القادمة بحيث تشكل سحابة من اسطوانات تنغستن الصغيرة تدمر القذيفة. ويطلق سلاح (Skyshield) معدل ادنى من نظام (Centurion)، الا ان التصميم الذكي لفعالية ذخيرة (Ahead) وقدرتها المدمرة ترفع من فعالية اطلاق النار وتضاعف من نقاط الاعتراض فلا يكون من داعٍ الا الى عدد اقل من القذائف لتدمير الهدف. وهذا السلاح تنشره المانيا حاليا في افغانستان.
تزود شركة (Northrop Grumman) نظم دفاعية متخصصة لكافة الاستعمالات البرية والبحرية والجوية، الا انها تطور الدفاع عن القواعد الجوية والاهداف الاخرى ذات القيمة العالية سلاحا بطاقة ليزرية موجهة (DEW) سهل النقل يرد بسرعة يدعى (Skyguard) ليستعمل ضد القذائف الصاروخية وقذائف الهاون والقنابل، يستعمل السلاح شعاعا ليزريا متولد من غاز كيميائي، يذيب شعاع الليزر السلاح المنطلق، ويستطيع التحول بسرعة بين الاهداف المفضلة بالاولوية. وان السبيل للممارسة العملانية يكمن في استعمال اسطوانات غاز سهلة التبديل.
اما القواعد العاملة الامامية، التي تستعملها طائرات النقل التكتيكية والطوافات لتموين القوات الخاصة والقوات الاخرى في الخطوط الامامية فانها معرضة كثيرا لخطر ادوات التفجير المرتجلة (IEDs) والالغام، وقد فُقدت طائرات عديدة نتيجة زرع هذه الادوات في مدارج الحصى والرمل. وان الطريقة الفعلية الوحيدة الآمنة لحماية هذه المدارج الجوية تكمن في تزويدها بمراكز مراقبة متقدمة حولها، والافضلية في ذلك تكون من نقطة رؤية عالية ومعاينتها قبل وصول الحركة الجوية التالية المتوجهة اليها. وهذا يشكل استهلاكا للوقت وعملا خطرا، انما هو ضروري لحماية طائرات (C-310) وطوافات (Chinook) التي تكلف مئات ملايين الدولارات مع احمالها النافعة.
ان المهمة الملحة للدفاع عن القاعدة الجوية تتطور بسرعة، لكن ليس هناك أي حل سهل لذلك، ويجب نشر الأجهزة الدفاعية بمرونة لخفض خيارات العدو والتسكير عليها.
حماية القواعد الجوية
الصواريخ الدفاعية
يشكل صاروخ (Patriot) من شركة (Raytheon) نظاماً دفاعياً متوسط المدى (SAM) ضد الصواريخ البالستية والجوالة التي تطلق وضد الطائرات المهاجمة أيضاً. وقد أُعتمد على نطاق واسع وتشكل الامارات العربية المتحدة احد الزبائن الحديثين، وان الصاروخ الآخر حالياً (SAM) من الجيل الجديد هو صاروخ (ASTER 30) من شركة (MBDA) الذي يطلق من الارض، المعروف باسم (Samp - T)، الذي اعتمد على نظام الدفاع البحري عن المنطقة، ويشكل حالياً قدرة دفاعية عن الارض كبيرة جداً مصحوباً برزمة رادارات دفاعية وبنظم قيادة جاهزة التصميم. بالاضافة الى مركبة اطلاق الصاروخ عمودياً. وقد طورت المانيا صاروخ (SAM) مركباً على شاحنة قصير المدى يطلق عمودياً هو صاروخ (Iris - T SL) يعتمد في تطويره على الصاروخ الرشيق جو - جو الذي تحمله مقاتلات (Eurofighters) الالمانية. ويلبي نموذج (Mica) الذي يطلق عمودياً، من شركة (MBDA) الحاجة الفرنسية لصاروخ ارض - جو وان صاروخ (SAM) الآخر المطوّر من نظام جو - جو هو صاروخ (SLAMRAAM) من شركة (Raytheon).
الدفاع عن القواعد الجوية
في مطلع التسعينات، لم تعد تعتبر عمليات القواعد الجوية المتفرقة والمحصنة سالمة من الهجوم الجوي، وقد تحول التشديد للدفاع عن تلك القواعد، الى استخدام الصواريخ الجديدة والمدافع للحماية المضادة جواً، فيما انتقل الدفاع القائم على الارض ابعد من حدود القاعدة لخفض التهديد الناشىء عن القوات غير النظامية، التي يمكن ان تختبىء بين السكان المحليين. وهذا يشكل حالياً اكبر تهديد للقواعد الجوية، وأخذ يؤدي الى مزيد من الانتباه، كما أخذ الاستثمار يتحول الى دفاع جوال سريع الرد، وكما ظهر في حوادث أخيرة في افغانستان. حتى حين يكون أمن القاعدة الجوية هو على مستوى عالٍ جداً من الاستنفار، فان قوات العدو تستطيع احياناً التسلل الى الوحدات العسكرية المحلية والشرطة ووضع متفجرات في مواقع تعتبر عادة آمنة. وهذا يظهر حاليا كتهديد صعب جدا مواجهته بدوريات راجلة تقليدية وبمركبات أمن دورية في مناطق القاعدة وحولها. وان نشر مركبات أمن مستقلة غير مأهولة هو احد التطورات الجديدة الذي يكتسب مزيدا من انتشار اعتماده على نطاق واسع، لانه يشكل امكانية ازالة الاصابات البشرية على متن المركبات في حين يتيح التقاط صور فيديوية عالية الدقة، بما فيها استخدام الاشعة تحت الحمراء للرؤية في الليل في القطاع الذي يجري حراسته. ويمكن برمجة المركبات غير المأهولة لتعمل على طرق مختلفة كما يمكن ان تستفيد فرق المراقبة من الصور المرئية المماثلة للمشهد من مركبة مدرعة مأهولة. واذا تم التعرف على التحركات المشبوهة، يمكن اتخاذ الاجراءات الملائمة بسرعة. ويمكن ان تأتي منصات الاستشعار عن بعد حاليا على شكل مركبات جوية دون طيار بجناح ثابت صغير او بجناح دوار او مركبات برية مدولبة او مجنزرة. ويمكن ان تشكل المنصات البرية ردا مسلحا بمدافع رشاشة ثقيلة، او يمكن ان تحمل معدات حساسة لمعالجة الادوات المتفجرة والمركبات المتوقفة المشبوهة. وان انظمة الاشتباك تعني ان المركبات غير المأهولة المستقلة لا تستطيع اتخاذ القرار بفتح النار دون مراقبة بشرية والتدقيق عادة بالسلامة في عملية اتخاذ القرار. فمن دون ذلك، قد يكون سهل للغاية ان يؤدي التعريف الخاطىء، الى وقوع اضرار جانبية خطيرة قد تشكل خطرا على القوات الصديقة.
المستقبل
يبدو كأن القواعد الجوية الكبيرة سوف يترتب عليها في المستقبل ان تنشر حتى المزيد من المستشعرات المتقدمة والمركبات الجوية دون طيار اكثر من الوقت الحالي لتؤمن مزيدا من ادراك الوضع في العمق للمدافعين. فالمركبات المجوقلة دون طيار تستطيع ان تغطي منطقة واسعة جدا حول القاعدة وتستطيع شبكة البيانات تقديم انذار باكر عن الانشطة التي تحتاج الى مراقبة اضافية. ويمكن وضع كاميرات مراقبة ثابتة وصوت الكتروني وأجهزة كاشفة للحركة في نقاط اختناق السير الاستراتيجية بالقرب من تقاطع الطرق، مثلا، والجسور والمسارات الرئيسية والمجالات المفتوحة. وعلى رغم انه يمكن ان تكون معدات التحذير هذه معرضة للهجوم، فان عمل تدمير هذه الادوات او محاولة ازالتها سوف يحذر بذاته فرق الامن. وهذا يمكن ان يشكل رادعا للاعداء لدخول المنطقة - مما يعني ان الشبكة الدفاعية تحقق اهدافها.
طائرات المراقبة
تتيح طائرات المراقبة الجوية وطائرات المخابرات التي تعترض الاشارات المحلقة عاليا فوق القواعد الجوية، وبعيدا عن اذى الاسلحة الارضية وعن الرؤية ايضا، امكانية اتخاذ تدابير فعالة جدا ضد اي هجوم. وتستطيع المنصة الاكثر تقدما، مثل منصة (Sentinel) من شركة (Raytheon)، التي هي في الخدمة في سلاح الجو الملكي البريطاني (UK RAF)، ان تبين بوضوح كبير تحركات الوف المركبات والافراد على الارض فوق منطقة واسعة، كما تستطيع ايضا تقريب صور الانشطة المشبوهة باستعمال نظم بصرية - الكترونية ورادار التصوير. ويستطيع نظام المهام متابعة مئات التحركات الفردية على الارض ويزود المدافعين عن القاعدة بتفاصيل واضحة بسرعة مرفقة بصور فيديوية. وهذا يتيح اتخاذ تدابير مضادة لاقامة كمين للقوات المعادية او اخراجها قبل ان تتمكن من التموضع لشن هجوم على القاعدة او على الدوريات في المحيط. وقد منعت هذه العمليات مئات ادوات التفجير المرتجلة من تحقيق اهدافها. وتشمل النظم الجديدة الاخرى اسطول طائرات سلاح الجو الاميركي من طراز (Hawker Beech King Airs) المجهزة بابراج بصرية - الكترونية وبرادار مجوقل. وتستعمل طائرات معدلة اخرى تعمل مع شركاء (NATO) في افغانستان، مثل طائرات (Nimrods) وطائرات (C-27 Spartans) من شركة (Alenia). وتشمل الحرب الالكترونية المجوقلة ليس اعتراض النداءات بالراديو والمكالمات بالهاتف الخليوي فقط، التي يمكن مراقبتها ومتابعتها والتشويش عليها، بل ايضا يمكن شل ادوات التفجير المرتجلة (IEDs). ومع ان هذه الادوات الجوية تمثل الحد العالي للدفاع عن القاعدة، فانها تشكل عنصرا مهما جدا في حماية القاعدة عموما.
وكلما اصبحت النظم مدمجة اكثر وابسط تشغيلا وتحسن اداؤها، كلما برزت فرص جديدة تزيد العمق في حماية القاعدة. فالمنصات الجوية، مثل المركبات الصغيرة الجوية دون طيار، وحتى الطائرات الجوية الصغيرة عموما، مثل طائرة (King Air 350)، التي تجعل تكاليف نشرها معقولة، تأخذ العمليات الدفاعية الى قلب العدو بدلا عن انتظار هجومه.
التهديدات الاخرى
يشكل انتشار الصواريخ المضادة للطائرات التي يحملها رجل والرمانات التي تطلقها القذائف الصاروخية تهديدا كبيرا للقواعد الجوية وللذين يشغلون الطائرات، اضافة للهواوين المرتجلة وقاذفات الصواريخ المركبة على شاحنة. وخلال الايام الاولى لاحتلال العراق، عانت قوات التحالف من العديد من هذه الهجمات على القواعد، وهي تشكل ايضا تهديدا متواصلا للمرافق العسكرية الكبيرة في افغانستان. وان صواريخ (SAM) التي تطلق من الكتف يحتاط منها بواسطة مجموعة مساعدات دفاعية معقدة تحملها كل الطائرات العملانية تقريبا في مناطق الحرب حاليا. وتستعمل البالونات الحرارية والعصائف والمشوشات التي تعمل بالاشعة تحت الحمراء على نطاق واسع في عمليات عادية كلما اقلعت طائرة او عادت الى قاعدتها. وان الرمانات التي تطلقها قذائف صاروخية هي قذائف غير دقيقة جدا، لكن تستطيع بالتأكيد على مدى قصير اسقاط طوافات وطائرات نقل. وتستطيع مستشعرات مساعدة دفاعية جديدة ان تشكل ادراكا وضعيا شاملا يحدد اولوية التهديد وتمنح الطاقم الجوي ثوان اضافية قليلة للرد. وتستطيع المدافع الصغيرة السريعة الاطلاق مع المعلومات الدقيقة الواردة عن الهدف الحاق الهزيمة بقذائف (RPGs)، الا ان كل الطائرات التي تطير الى داخل القواعد وتخرج منها في منطقة الحرب تتدرب على العمل مستعملة تقنيات تملص تحاول فيها تقليل الخطر من النار الارضية، مع ان هذا لا ينجح احيانا.
التهديدات الاخرى
التهديد من قذائف الهاون والقذائف الصاروخية وقذائف (RPGs) التي تطلق عشوائيا الى مناطق القاعدة تم التعرف عليها باكرا في العراق. ونتيجة لذلك، تناولت شركة (Raytheon) نظام سلاح (Phalanx) البحري المجرب تماما وكيَّفته ليتلاءم مع الدور الارضي وركبته كنظام احتواء ذاتي على ارضية شاحنة كبيرة مسطحة. وهذا النظام المعروف باسم (Centurion) بني حول مدفع دوار عيار ٢٠ ملم يدعى (Vulcan) يستطيع اطلاق نحو ٤٥٠٠ قذيفة بالدقيقة. ويطلق هذا المدفع تيارا فتاكا من القذائف عالية التفجير على قذائف المدفعية المنطلقة فيمزقها قبل ان تتمكن من الوصول الى هدفها. ويستعمل نظام (Centurion) رادارا يعمل بذبذية (Ku) للحصول على معلومات دقيقة عن هدف الاولوية، كما زود بنظام يعمل بالاشعة تحت الحمراء ينظر الى الامام للتأكد بصريا من الهدف. ولما كانت القذيفة المتوجهة تستطيع مع ذلك الحاق ضرر كبير بهدفها اذا انشطرت الى قسم واحد او قسمين بعد الاشتباك بها، فان نظام (Centurion) يواصل الاطلاق على اكبر حطام حتى يتشظى.
اما سلاح (Skyshield) الاوروبي، من شركة (Rheinmetall/Oerlikon)، فيستعمل شكل ذخيرة مختلفة عن نظام (Centurion). اذ يطلق مدفعه، عيار ٣٥ ملم، معدل ١٠٠٠ طلقة بالدقيقة. وتنفجر القذائف امام القذيفة القادمة بحيث تشكل سحابة من اسطوانات تنغستن الصغيرة تدمر القذيفة. ويطلق سلاح (Skyshield) معدل ادنى من نظام (Centurion)، الا ان التصميم الذكي لفعالية ذخيرة (Ahead) وقدرتها المدمرة ترفع من فعالية اطلاق النار وتضاعف من نقاط الاعتراض فلا يكون من داعٍ الا الى عدد اقل من القذائف لتدمير الهدف. وهذا السلاح تنشره المانيا حاليا في افغانستان.
تزود شركة (Northrop Grumman) نظم دفاعية متخصصة لكافة الاستعمالات البرية والبحرية والجوية، الا انها تطور الدفاع عن القواعد الجوية والاهداف الاخرى ذات القيمة العالية سلاحا بطاقة ليزرية موجهة (DEW) سهل النقل يرد بسرعة يدعى (Skyguard) ليستعمل ضد القذائف الصاروخية وقذائف الهاون والقنابل، يستعمل السلاح شعاعا ليزريا متولد من غاز كيميائي، يذيب شعاع الليزر السلاح المنطلق، ويستطيع التحول بسرعة بين الاهداف المفضلة بالاولوية. وان السبيل للممارسة العملانية يكمن في استعمال اسطوانات غاز سهلة التبديل.
اما القواعد العاملة الامامية، التي تستعملها طائرات النقل التكتيكية والطوافات لتموين القوات الخاصة والقوات الاخرى في الخطوط الامامية فانها معرضة كثيرا لخطر ادوات التفجير المرتجلة (IEDs) والالغام، وقد فُقدت طائرات عديدة نتيجة زرع هذه الادوات في مدارج الحصى والرمل. وان الطريقة الفعلية الوحيدة الآمنة لحماية هذه المدارج الجوية تكمن في تزويدها بمراكز مراقبة متقدمة حولها، والافضلية في ذلك تكون من نقطة رؤية عالية ومعاينتها قبل وصول الحركة الجوية التالية المتوجهة اليها. وهذا يشكل استهلاكا للوقت وعملا خطرا، انما هو ضروري لحماية طائرات (C-310) وطوافات (Chinook) التي تكلف مئات ملايين الدولارات مع احمالها النافعة.
ان المهمة الملحة للدفاع عن القاعدة الجوية تتطور بسرعة، لكن ليس هناك أي حل سهل لذلك، ويجب نشر الأجهزة الدفاعية بمرونة لخفض خيارات العدو والتسكير عليها.
التعديل الأخير: