Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
حرب اليمن.. ومقدمة نكسة 67
الموضوع: مراسلون
ظلت تجربة إرسال الجيش المصري إلى اليمن كابوسًا يُؤَرِّق الساسة المصريين وكذلك العسكريين، حتى صارت درسًا استراتيجيًا وثابتًا من ثوابت السياسة المصرية الحديثة.
--------------------------------------------------------------------------------
د. ناجح إبراهيم. موقع الإسلام اليوم كانت حرب اليمن التي خاضَتْها القوات المسلحة المصرية في اليمن بداية من سنة 1962 إحدى المقدمات المهمة لهزيمة 5 يونيه 1967. وتبدأ قصة تورط الجيش المصري في اليمن نتيجة السياسة المصرية التي انتهجها الرئيس جمال عبد الناصر وقْتَها، والتي تقضي بمحاربة الأنظمة الملكية، والتي كان يُطْلِقُ عليها النظام الناصري وقتها (بالأنظمة الرجعية). وقد آلت مصر على نفسها في ذلك الوقت أن تقضي على هذه الأنظمة بكل الوسائل، حتى إذا تطلب الأمر المساعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية لها، ونشر المد الثوري في أرجاء الوطن العربي، بل ومد ذلك إلى أفريقيا في بعض الحالات.. وفي 26 سبتمبر سنة 1962 قامت الثورة في اليمن، وطلب مجلس قيادة الثورة اليمنية مساعداتٍ عسكرية من مصر؛ حيث بدأت الأخيرة في الاستجابة لهذه الطلبات.. وفي 30 سبتمبر سنة 1962أرسل المشير عبد الحكيم (عامر القائد العام للقوات المسلحة المصرية) اللواء أ. ح. علي عبد الخبير، ومعه بعض ضباط الصاعقة والمظلات وغيرهم إلى اليمن، لمقابلة أعضاء مجلس قيادة الثورة اليمنية ومعرفة طلباتهم. ثم بدأت مصر في إرسال بعض الوحدات الفرعية من الصاعقة والمظلات للمعاونة في حماية الثورة، ثم تطور الأمر سريعًا؛ حيث ذهب المشير عامر ومعه الفريق أنور القاضي رئيس هيئة العمليات المصرية إلى اليمن، وكلفوا بمساعدة الثورة اليمنية بلا حدود. وبذلك تطورتِ الأمور إلى حدٍّ بعيد؛ حيث تدفقت القوات المصرية يوميًا من القاهرة إلى صنعاء، وبدأت مصر في إنشاء جسر جوي وبحري ضخم عبر آلاف الكيلومترات لنقل الرجال والعتاد والأسلحة والمهمات والتعيينات، بل والذهب إلى أرض اليمن. وقد وصل حجم القوات المصرية في اليمن إلى 130 ألف جندي، ناهيك عن عشرات الآلاف من المعدات والذخائر، حتى وصل عدد الذخائر المستهلكة إلى 20 مليون طلقه ذخيرة، كما جاء في كتاب "أوراق قائد ميداني" للواء عبد المنعم خليل. وفي المقابل قامت السعودية ومعها بريطانيا وبعض الدول الأخرى بمساندة قوات الإمام المناهضة لثورة اليمن، والتي تصدت للقوات المصرية بشراسة..فقد كشفت الوثائق البريطانية التي صدرت منذ عدة سنوات عن المساعدات التي قدَّمَتْها بريطانيا للقوات اليمنية المناهضة للثورة والقوات المصرية، وذلك بالأموال، والأسلحة، والتدريب، والعتاد، حتى لا تتحول اليمن إلي موطئ قدم للأنظمة الثورية التابعة لعبد الناصر، والتي كانت تُهَدِّد النفوذ الأوربي والأمريكي في منطقة الخليج. وبذلك استمرت المواجهات المسلحة بين الفريقين دون غالبٍ ولا مغلوب، وبطريقة الكَرِّ والفَرِّ، وباستخدام أسلوب حرب العصابات؛ مثل نصب الكمائن، والإغارات المتبادلة، مما سَبَّب خسائر كبيرة في صفوف الفريقين، لاسيما في أبناء الجيش المصري الذي اضْطُرّ في بعض الأحيان لاستخدام "النابالم"ونحوه، وبعض الأساليب الأخرى لردع هؤلاء المقاتلين اليمنيين؛ مثل الإغارة علي القرى، وتدمير بعضها، وقصف بعضها بالطيران والمدفعية..إلخ. وبذلك تحولت حرب اليمن إلى حرب استنزاف مفتوحة وقاسية، ليس فقط لاقتصاد مصر، ولكن أيضًا لقواتها المسلحة، على حَدِّ قول اللواء أ . ح . د زكريا حسن، مدير أكاديمية ناصر العسكرية. وبذلك ابتلعت اليمن خيرة وحدات القوات المسلحة المصرية، وأهلكت أفرادها ومعداتها وأسلحتها وطائراتها! وقد كان من سلبيات حرب اليمن الكبرى أن القوات المسلحة المصرية دخلتْ في حربٍ لا تناسب الجيوش، ولكنها تناسب قوات الشرطة التي تصلح لتعقب العصابات، فسرعان ما نسيت القوات المسلحة المصرية قتال الجيوش وفنون الحروب المعروفة؛ لتنغمس لمدة ست سنوات كاملة في حرب عصابات، وكَرّ وفَرّ، وهجومٍ وتَعَقُّب، وقبض وتحقيق، وتعذيب لا يصلح للجيوش، وبذلك فقدت كفاءتها العسكرية، وقدرتها القتالية، وعادت إلى الوطن بعد هزيمة يونيه سنة 1967؛ لتحتاج إلى إعادة تدريبها وتأهيلها من جديد للحروب الحقيقية وتكتيكاتها مع الجيوش. قد يقول البعض: وما الذي دفع القيادة المصرية للتورط في اليمن ؟ الكثير يُرجع السبب في ذلك إلى أن المشير عامر بالذات ومِنْ خلفه عبد الناصر أرادا تغطية فشلهما- وفشل الأول بالذات- في مشروع الوحدة مع سوريا بمساندة الثورة في اليمن، وإيجاد موطئ قدم لمصر الثورية في اليمن، تمهيدًا لنشر الثورة وأفكارها في السعودية وما حولهما من إمارات الخليج الغنية بالبترول. وقد باء التدخل العسكري المصري في اليمن بالفشل الذريع، وظهر هذا جليًّا بعد هزيمة يونيه لسنة 1967؛ حيث حُرِمَتِ القوات المصرية من جزء هام منها كان يقاتل في معركة لا قيمة لها في الاستراتيجية العربية لمواجهة العدو الرئيسي، وهو إسرائيل. وذلك كُلُّه جعل عبد الناصر يَعْقِدُ اتفاقًا مع الملك فيصل (ملك السعودية) لسحب القوات المصرية من اليمن، وتسوية النزاع بين الدولتين. وقد ظلت تجربة إرسال الجيش المصري إلى اليمن كابوسًا يُؤَرِّق الساسة المصريين وكذلك العسكريين، حتى صارت درسًا استراتيجيًا وثابتًا من ثوابت السياسة المصرية الحديثة. ففي عام 1982، وبعد وصول العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى مرحلة الصراع المسلح، بعد ضلوع ليبيا في عدة عمليات ضد المصالح الأمريكية والغربية، وتفجير طائرة twa في لوكيربي، حاول الرئيس الأمريكي ريجان إقناع الرئيس المصري حسني مبارك باجتياح الجيش المصري للحدود الليبية، والمساعدة في إسقاط النظام الليبي برئاسة معمر القذافي، مع تَكَفُّل الولايات المتحدة الأمريكية بدفع كافةِ نفقات هذه الحملة، مع مساعدة مصر عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، ولكن الرئيس المصري رفض هذا العرض المغري بشدة، ولو تَوَرَّطَتْ مصر وقْتَها في هذا الأمر لكُرِّرَتْ مأساة حرب اليمن مرة أخري. وقد حكى هذه القصة الرئيس الفرنسي الأسبق "جيسكار ديستان" في مذكراته. ولعل السر الأكبر في رفض الرئيس المصري هو أنه من قُدَامى العسكريين المصريين المخضرمين، الذين درسوا نكسة يونيه دراسة مستفيضة، ومنها آثار تورط الجيش المصري في اليمن. ويحكي الدكتور/ مصطفى إسماعيل السياسي السوداني المخضرم، ووزير خارجية السودان لفترة طويلة، وفارس إعادة العلاقات المصرية السودانية، لقد حكى في برنامج "زيارة خاصة" على قناة الجزيرة الإخبارية كيف كان لقاؤه الأول بالرئيس حسن مبارك بعد تدهور العلاقات بين البلدين بصورة خطيرة بعد حادث أديس أبابا الشهير، ومحاولة السودان طي صفحة ملف أديس أبابا وآثاره السلبية على البلدين. يقول الدكتور مصطفى إسماعيل: ذهبت للقاء الرئيس مبارك في مكتبه، فقال لي: "تعرف يا مصطفى..بعد عودتي من أديس أبابا، دخل عَلَيَّ قادة الجيش المصري جميعًا، وأدوا لي التحية العسكرية، وقالوا: يافندم إحنا جاهزين لضرب الخرطوم. فقلت لهم: أشكركم على مشاعركم الطيبة، ولكن الخرطوم كالقاهرة.. ثم صرفتهم".إلى هنا ينتهي حديث وزير الخارجية السوداني، صاحب التوجهات الإسلامية المعروفة، ويمكنك أن تدرك بسهولة وقتها مدى التوتر في العلاقات بين البلدين، والذي وصل إلى حافة الحرب، ولكن تجربة اليمن الماثلة أمام الرئيس حسني مبارك، الذي خَبَرَ كل أسباب نكسة يونيه، وعاشها بدقة حينما كان قائدًا لإحدى القواعد الجوية المصرية برتبة عقيد، كل هذا جعله يرفض هذا العرض المغري الذي يدغدغ المشاعر، وقد يستهوي أي رئيس في مكانه، ولو كان غيره في مكانه ما تردد لحظةً في تأديب السودان، حتى من باب الثأر الشخصي، واسترجاع الهيبة المصرية! لقد علا صوت بعض الساسة المصريين، بل والمثقفين وبعض المفكرين من اليساريين وغلاة العلمانيين، بعد أديس أبابا، مطالبين الدولة المصرية بالرد بعنف على السودان التي اتُّهِمَتْ بتدبير محاولة الاغتيال، بل والتدخل عسكريًا في السودان، على الأقل لإسقاط الحكم السوداني ذي التوجهات الإسلامية. ولكنّ القيادةَ السياسية المصرية لم تستجب لهذه الأصوات، ونظرت إلى المصلحة الاستراتيجية، والعمق الاستراتيجي لمصر في السودان، مع استحضارها لتجربة اليمن وعدم الرغبة في تكرارها. إنني لا أجامل أحدًا، ولكني أذكر حقائق يعرفها الجميع، وقد مدحت هذه التصرفات في مجالسي الخاصة مع إخواني ونحن في السجن؛ لأن أصحاب الدين و المعاني والقيم الإسلامية النبيلة لا يتغيرون ولا يتبدلون، ولكنهم يعيشون بقلوبهم وجوارحهم مع قوله تعالى: "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا".. ويستجيبون للأمر القرآني العظيم: "اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى". ومن المعروف أنّ حادث أديس أبابا قامتْ به سابقًا الجماعة الإسلامية، ورغم ذلك فإن القيادة السياسية لم تسعى للانتقام الشخصي من الذين قاموا بهذا الحادث، رغم تَمَكُّنِهَا منهم وقَبْضِها عليهم، وهذه -واللهِ- نعمةٌ كبيرة، وشيء جميل، لا يتكرر كثيرًا في هذا الزمان، ولا يشعر بقيمته سوى مَنْ ذاق الْمُرَّ في المعتقلات، ورأى كيف أنّ الضابط الصغير في سجن أو قِسْمٍ يثأر لنفسه إذا أَحْرَجْتَهُ بكلمةٍ، أو مسستَ كرامَتَهُ بمجرد تعليق على كَلَامِهِ أو تصحيحٍ له! إن أفضل ما استفادته السياسة والاستراتيجية المصرية من التدخل المصري في اليمن في الستينات هو عدم تكرار هذا الأمر مهما كانت المغريات، ولعل أمريكا حاولتْ مرارًا وتكرارًا توريط مصر ودول أخري عربية لمشاركتها في غزو العراق سنة 2003 ، حتى ولو كان بصورة رمزية فقط، ولكن مصر التي استوعبت درس الستينات في اليمن ،ولم تنسه، رَفَضَتْ ذلك بشدة، وما زالت ترفضه حتى اليوم، ولو فعلت ذلك لكانت الآن في محنة شديدة، ولعاد كثير من أبنائها في توابيتَ خشبيٍة، أو مُزِّقَ جيشها تمزيقًا، ولتركته أمريكا وحيدًا يتلقى الخسائر في الميدان وحده.
http://www.aleshteraki.net/nprint.php?lng=arabic&sid=4116
ولماذا يقفل هذا الموضوع يجب ان نبخث عن مصادر لهذه الجريمه الفظيعه التي قامت
بها جمهوريه العربيه المتحده ضد مدينه سعوديه مات بها مئات الناس
انتهى وقت تكميم الاصوات يجب محاكمه عبدالناصر وحتى الرئيس المصري الحالي
حسني مبارك لاانه كان قائد القوات الجويه المصريه والتي القت قنابل الاسلحه الكيمايئيه
ضد مدينه تعج بالناس