الجنرال ماركوس وولف .Markus Wolf.. رئيس مخابرات ألمانيا الشرقية
يكشف أسرار اختراق المعسكر الغربي
يكشف أسرار اختراق المعسكر الغربي
سيبقي إسمه إسطورة في عالم الجاسوسية والتجسس ...
كان يلفب بإسم "الرجل دون وجه" ، حيث لم بعرف أحد شكله ولم يتمكن أحد من إلتقاط صورة له ... سوي مرة واحدة ونادرة ... خلال زيارته لإسكندنافيا ... ونشرتها مجلة دير شبيجل الألمانية
ولم يصبخ معروفا ، إلا بعد بدايو إنهيار "حائط العار" الذي كان بفصل ألمانيا الشرقية من الغربية ... عندما ألقي خطابه للجماهير .. التي كانت تطالب بمغادرة ألمانيا الشرقية ، وتجمعت في أحد ميادين برلين الشرقية .. وبالذات عدة أيام قبل سقوط "حائط العار"
رغم أن ألمانيا الديموقراطية إنتهت ... وإتحدت ألمانيا ... فقد رفض جميع العروض ، لكي يبوح بأسرار ... وأماكن الشبكات التجسسية التي كانت تعمل تحت قيادته في العالم أجمع .. وبالذات في أمريكا والعالم الغربي ...
عرضوا عليه الملايين ... ولكنه ، لم ينقلب علي زملاؤه .. وموظفيه ... ولم يكشف أسمائهم ...
لم يتخلف أحد في التسابق ، من أجل إغرائه ...فرنسا ، إنجلترا ، إيطاليا ، إسبانيا ، إسرائيل ،... وتسابقت كل من أمريكا وألمانيا علي جذبه ... ولكنه رفض ... وفضل أن ينشر كتبه ومذكراته في ألمانيا ...
لن يصدق أحد ، أن شخص "نصف يهودي"" ... سوف يتعاون مع الألمان "المتطرفين... مثل ألمانيا الشرقية "سابفا" والتي إتسمت بالدعاية التي بقت في إطار الأغكار النازية والشيوعية ...
كان مثال حي ، كيف أن الحزب الشيوعي ... يسيطر يميادئه علي الشخص ... حتي يصل به الأمر ، لإلي أن ينكر دينه وأصله وبخدف أهداف الحزب
د. يحي الشاعر
اقتباس:
رئيس مخابرات ألمانيا الشرقية يكشف أسرار اختراق المعسكر الغربي
ظل ماركوس وولف رئيسا لجهاز المخابرات التابع لجمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) السابقة قرابة ثلاثين عاما (58 ـ 1987)، وينسب إليه الفضل في إنجاز العديد من أكثر عمليات الجاسوسية نجاحا وإثارة في حقبة الحرب الباردة، وضمت شبكة عملائه نحو أربعة آلاف عميل خارج ألمانيا الشرقية، ونجح في اختراق أجهزة وقيادات حلف الأطلنطي وحكومة ألمانيا الغربية، حتى وصل إلى زرع العملاء في مكتب المستشار فيلي برانت رئيس وزراء المانيا الغربية، ورغم كل هذا النجاح ظل الرجل مجهول الشكل والمظهرللعالم، حتى لقب بأنه (رجل بلا وجه)، نتيجة إصراره على الاحتجاب عن المحافل العامة، أو حتى الظهور في الصور الفوتوغرافية العادية، وقد حوكم وولف بعد توحيد ألمانيا وحكم عليه بست سنوات سجن في تهم تتعلق بالتجسس والخيانة، ثم خفف الحكم عليه بعد ذلك وأوقف تنفيذه..
تجنيد العملاء في دول الغرب
روى وولف كيف استخدم جهازه الذي عرف باسم (ستازي) كل الوسائل المعروفة في عالم المخابرات لتجنيد العملاء، من الضغط والتهديد إلى الإغراء بالمال أوالغواية بالنساء، وكيف تفوق في ذلك على مخابرات ألمانيا الغربية، بفضل إيمان رجاله بعقيدتهم السياسية، وإصرارهم على سبق الخصم المتفوق عددا وعدة وخبرة، مشيرا إلى ما توافر لألمانيا الغربية من خبرات موروثة في مجال المخابرات عن ألمانيا النازية ورئيس مخابراتها المشهور الجنرال جيهلن.
ويقول وولف أنه بعد تحديد المراكز المستهدفة تأتي دراسة أنسب الأساليب لانتقاء العملاء واختيارهم من بين العناصر العاملة داخل هذه المراكز والمؤسسات، وضرب لذلك مثالا بعملية اختيار وتجنيد العملاء في وزارة خارجية ألمانيا الغربية، حيث تمت دراسة نظام الالتحاق بخدمة الخارجية دراسة متأنية، وتحديد نوعيات الأشخاص الذين يتم قبولهم، سواء من العائلات العريقة ذات التاريخ في الخدمة الدبلوماسية، أو من الأكاديميين المرموقين أو الفنيين المتخصصين في مجالات بعينها، أو غيرهم ممن جرى العرف في المجتمعات الغربية على إلحاقهم بالخدمة في الوظائف الدبلوماسية، وهكذا حتى نجح الجهاز في زرع عناصر مؤثرة وفعَّالة في أهم إدارات وأروقة الخارجية الألمانية.
ومن بين مجالات النجاح التي تعرض لها وولف كيفية اختراق جهازه للحركات الطلابية المعارضة للنظام في ألمانيا الغربية أواخر الستينيات، وكيف اجتذب إليه عناصر من الطلاب الثائرين عام 1968، الذين رأوا في ذلك نوعا من الاحتجاج على صورالظلم الاجتماعى في المجتمعات الرأسمالية، وذكر مثالا لحالة طالب من هذاالنوع نجح عملاء الجهاز في التقاطه وإقناعه بالعمل معهم مستغلين حماسه وقلة خبرته، واستمر تجنيده من مرحلة الدراسة الجامعية حتى وصل إلى منصب رفيع في حلف الأطلنطي.
فنون التعامل مع الجواسيس
أوضح وولف في حديثه أيضا جانبا من خبراته في كيفية التعامل مع عملائه للحصول على ما يريد من معلومات، وقال إنه ليس من الحكمة مطالبة العميل بما لا يطيق، أو تكليفه بمهام تفوق إمكاناته الطبيعية والشخصية، ويرى أن تجنيد جندي عادي أورقيب في الجيش الأمريكي أو موظف فني صغير في إحدى الجهات الحكومية، مثل هذا العميل قد يصبح بعد ذلك أكثر نفعا من عملاء كبار في مراكز حساسة أو من ذوي الرتب الرفيعة، وأوضح أيضا أن تحديد مطالب الجهاز من عملائه يعتمد على العديد من العوامل، منها رغبة العميل نفسه في التعاون ودوافعه إليه، ومدى قبوله للمخاطر وتحمله للصعاب المتعلقة بالعمل السري.
كذلك تطرق إلى حالة العميل الذي يقرر فجأة التوقف عن التعاون في منتصف الطريق لأسباب تبدو لأول وهلة غريبة أو غير منطقية أو مقبولة، وكيف أن ممارسة الضغط أو الإرهاب ضد مثل هذا العميل أو حتى التخلص منه بالتصفية الجسدية قد يكون خطأ بالغا ولا يحل المشكلة، على عكس المفهوم الشائع، وذكر مثالا لعميلة نشيطة تم تجنيدها بواسطة صديق لها كان عميلا للجهاز، وكانت تعمل سكرتيرة في دار المستشارية، ووصل حماسها في العمل مع الجهاز إلى حد طلب الانضمام إلى عضوية الحزب الشيوعي تأكيدا لولائها، وحين قرر الجهاز نقل صديقها إلى ألمانيا الشرقية لضرورات الأمن انقلب موقفها إلى النقيض، وفشلت كل محاولات الجهاز لإقناعها بالاستمرار، واجتمع وولف بها شخصيا ومعها صديقها الجديد الذي كان وراء التحول المفاجئ في موقفها، ورغم كل ما جرب من محاولات معها، من وسائل الإقناع والإغراءالمادي، فقد أصرت على التوقف عن العمل، ولم يكن هناك بد سوى النزول على رغبتها.
الضعف الإنساني
وأضاف الرجل الذي لا وجه له أن استغلال أجهزة المخابرات لنقاط الضعف الإنساني سيظل من الأدوات التقليدية والمنطقية في مجال عملها، و تثبت له من طول خبرته وعمقها أن عيوب الأفراد، كالشذوذ الجنسى أو حب المقامرة أوالتبذير الشديد حتى الوقوع في الديون، عيوب توجد في كل المجتمعات، وعلى الرغم من ذلك فإنها لا تمثل سوى النزر اليسير من أسباب السقوط في هاوية العمالة، وبيَّن أن أخطر الآفات الاجتماعية التي سهلت لهم اصطياد العديد من العملاء كانت المرض الاجتماعي الأكثر انتشارا في المجتمعات الرأسمالية، وهو جشع الأفراد وحبهم الجارف للمال، والرغبة في العيش في مستويات من الرفاهية لا تؤهلهم لها أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وأن الفرد الذي يرصد الجهاز إصابته بهذا المرض يصبح فريسة يسهل الإيقاع بها، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الترويض النفسي والعاطفي لإزالة شعور العميل الكامن بالذنب أو الخجل، ليتم بعدها إقناعه تدريجيا بأنه لا يفعل ما يستحق الخجل، بل إن عمله مفيد وطيب ويخدم قضايا نبيلة مثل السلام والعدالة!!
تجنيد العملاء في دول الغرب
روى وولف كيف استخدم جهازه الذي عرف باسم (ستازي) كل الوسائل المعروفة في عالم المخابرات لتجنيد العملاء، من الضغط والتهديد إلى الإغراء بالمال أوالغواية بالنساء، وكيف تفوق في ذلك على مخابرات ألمانيا الغربية، بفضل إيمان رجاله بعقيدتهم السياسية، وإصرارهم على سبق الخصم المتفوق عددا وعدة وخبرة، مشيرا إلى ما توافر لألمانيا الغربية من خبرات موروثة في مجال المخابرات عن ألمانيا النازية ورئيس مخابراتها المشهور الجنرال جيهلن.
ويقول وولف أنه بعد تحديد المراكز المستهدفة تأتي دراسة أنسب الأساليب لانتقاء العملاء واختيارهم من بين العناصر العاملة داخل هذه المراكز والمؤسسات، وضرب لذلك مثالا بعملية اختيار وتجنيد العملاء في وزارة خارجية ألمانيا الغربية، حيث تمت دراسة نظام الالتحاق بخدمة الخارجية دراسة متأنية، وتحديد نوعيات الأشخاص الذين يتم قبولهم، سواء من العائلات العريقة ذات التاريخ في الخدمة الدبلوماسية، أو من الأكاديميين المرموقين أو الفنيين المتخصصين في مجالات بعينها، أو غيرهم ممن جرى العرف في المجتمعات الغربية على إلحاقهم بالخدمة في الوظائف الدبلوماسية، وهكذا حتى نجح الجهاز في زرع عناصر مؤثرة وفعَّالة في أهم إدارات وأروقة الخارجية الألمانية.
ومن بين مجالات النجاح التي تعرض لها وولف كيفية اختراق جهازه للحركات الطلابية المعارضة للنظام في ألمانيا الغربية أواخر الستينيات، وكيف اجتذب إليه عناصر من الطلاب الثائرين عام 1968، الذين رأوا في ذلك نوعا من الاحتجاج على صورالظلم الاجتماعى في المجتمعات الرأسمالية، وذكر مثالا لحالة طالب من هذاالنوع نجح عملاء الجهاز في التقاطه وإقناعه بالعمل معهم مستغلين حماسه وقلة خبرته، واستمر تجنيده من مرحلة الدراسة الجامعية حتى وصل إلى منصب رفيع في حلف الأطلنطي.
فنون التعامل مع الجواسيس
أوضح وولف في حديثه أيضا جانبا من خبراته في كيفية التعامل مع عملائه للحصول على ما يريد من معلومات، وقال إنه ليس من الحكمة مطالبة العميل بما لا يطيق، أو تكليفه بمهام تفوق إمكاناته الطبيعية والشخصية، ويرى أن تجنيد جندي عادي أورقيب في الجيش الأمريكي أو موظف فني صغير في إحدى الجهات الحكومية، مثل هذا العميل قد يصبح بعد ذلك أكثر نفعا من عملاء كبار في مراكز حساسة أو من ذوي الرتب الرفيعة، وأوضح أيضا أن تحديد مطالب الجهاز من عملائه يعتمد على العديد من العوامل، منها رغبة العميل نفسه في التعاون ودوافعه إليه، ومدى قبوله للمخاطر وتحمله للصعاب المتعلقة بالعمل السري.
كذلك تطرق إلى حالة العميل الذي يقرر فجأة التوقف عن التعاون في منتصف الطريق لأسباب تبدو لأول وهلة غريبة أو غير منطقية أو مقبولة، وكيف أن ممارسة الضغط أو الإرهاب ضد مثل هذا العميل أو حتى التخلص منه بالتصفية الجسدية قد يكون خطأ بالغا ولا يحل المشكلة، على عكس المفهوم الشائع، وذكر مثالا لعميلة نشيطة تم تجنيدها بواسطة صديق لها كان عميلا للجهاز، وكانت تعمل سكرتيرة في دار المستشارية، ووصل حماسها في العمل مع الجهاز إلى حد طلب الانضمام إلى عضوية الحزب الشيوعي تأكيدا لولائها، وحين قرر الجهاز نقل صديقها إلى ألمانيا الشرقية لضرورات الأمن انقلب موقفها إلى النقيض، وفشلت كل محاولات الجهاز لإقناعها بالاستمرار، واجتمع وولف بها شخصيا ومعها صديقها الجديد الذي كان وراء التحول المفاجئ في موقفها، ورغم كل ما جرب من محاولات معها، من وسائل الإقناع والإغراءالمادي، فقد أصرت على التوقف عن العمل، ولم يكن هناك بد سوى النزول على رغبتها.
الضعف الإنساني
وأضاف الرجل الذي لا وجه له أن استغلال أجهزة المخابرات لنقاط الضعف الإنساني سيظل من الأدوات التقليدية والمنطقية في مجال عملها، و تثبت له من طول خبرته وعمقها أن عيوب الأفراد، كالشذوذ الجنسى أو حب المقامرة أوالتبذير الشديد حتى الوقوع في الديون، عيوب توجد في كل المجتمعات، وعلى الرغم من ذلك فإنها لا تمثل سوى النزر اليسير من أسباب السقوط في هاوية العمالة، وبيَّن أن أخطر الآفات الاجتماعية التي سهلت لهم اصطياد العديد من العملاء كانت المرض الاجتماعي الأكثر انتشارا في المجتمعات الرأسمالية، وهو جشع الأفراد وحبهم الجارف للمال، والرغبة في العيش في مستويات من الرفاهية لا تؤهلهم لها أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وأن الفرد الذي يرصد الجهاز إصابته بهذا المرض يصبح فريسة يسهل الإيقاع بها، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الترويض النفسي والعاطفي لإزالة شعور العميل الكامن بالذنب أو الخجل، ليتم بعدها إقناعه تدريجيا بأنه لا يفعل ما يستحق الخجل، بل إن عمله مفيد وطيب ويخدم قضايا نبيلة مثل السلام والعدالة!!