الرياض تطلب مساعدة المخابرات الفرنسية لتعقب الشبكات المالية لحزب الله

Logan Roy

عضو جديد
إنضم
14 أكتوبر 2025
المشاركات
317
التفاعل
799 12 5
الدولة
Croatia
كشفت مصادر مطلعة عن توجه سعودي رسمي لطلب دعم استخباراتي من فرنسا بهدف تعقّب وتفكيك الشبكات المالية المرتبطة بحزب الله اللبناني، في خطوة تعكس تصعيدًا نوعيًا في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تضييق الخناق المالي على الحزب.


وبحسب المعلومات المتداولة، فقد تقدّمت الرياض بطلب مباشر إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي (DGSE) للاستفادة من خبرته المتقدمة في مجالات تعقّب التدفقات المالية غير المشروعة، وملاحقة الشبكات العابرة للحدود التي يُشتبه في استخدامها لتمويل أنشطة حزب الله داخل لبنان وخارجه. ويأتي هذا التحرك في إطار تعاون أمني واستخباراتي أوسع بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، يشمل ملفات إقليمية حساسة تتعلق بمكافحة الإرهاب وتمويله.


وأفادت المصادر بأن اجتماعات غير معلنة عُقدت خلال الفترة الماضية بين مسؤولين استخباراتيين من الجانبين السعودي والفرنسي، جرى خلالها تبادل تقييمات أولية حول البنية المالية لحزب الله، والآليات التي يعتمد عليها في جمع وتحويل الأموال، سواء عبر شبكات تجارية، أو مؤسسات مالية، أو واجهات مدنية وخيرية يُشتبه في استخدامها كقنوات للتمويل.


ويأتي الطلب السعودي في سياق ضغوط دولية متزايدة، لا سيما من الولايات المتحدة، على حلفائها في المنطقة لتشديد الرقابة على الأنشطة المالية المرتبطة بحزب الله، الذي تصنّفه واشنطن وعدد من الدول الغربية منظمة إرهابية. وترى هذه الدول أن استهداف مصادر التمويل بات عنصرًا حاسمًا في إضعاف قدرات الحزب العسكرية والسياسية، خصوصًا في ظل اتساع نشاطه الإقليمي وتعقّد شبكاته الاقتصادية.


وتُعد فرنسا شريكًا محوريًا في هذا الملف بحكم امتلاكها خبرات طويلة في مجال الاستخبارات المالية، إضافة إلى حضورها السياسي والأمني في لبنان، ومعرفتها الدقيقة بتشابكات المشهد اللبناني، بما في ذلك دور حزب الله داخل الدولة والمجتمع. كما أن باريس شاركت خلال السنوات الماضية في عدة عمليات أوروبية لتبادل المعلومات حول تمويل الجماعات المصنفة إرهابية، ما يجعلها طرفًا مؤثرًا في أي جهد دولي من هذا النوع.


ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس تحوّلًا لافتًا في أدوات المواجهة مع حزب الله، حيث لم تعد تقتصر على المواقف السياسية أو العقوبات المعلنة، بل باتت تشمل تعاونًا استخباراتيًا دقيقًا يستهدف البنية الاقتصادية والمالية للحزب، والتي تُعد أحد أعمدة استمراره ونفوذه.


وفي حال تطوّر هذا التعاون إلى إجراءات عملية، من المتوقع أن يشمل تتبع حسابات مالية، وشركات واجهة، وشبكات تحويل أموال في عدة دول، ما قد يفتح الباب أمام تحركات قانونية وأمنية أوسع على المستوى الدولي. كما قد يكون لهذا المسار تداعيات مباشرة على المشهد اللبناني، في ظل هشاشة الوضع الاقتصادي وتداخل المال بالسياسة والأمن.


ويؤشر هذا التطور إلى أن ملف حزب الله عاد بقوة إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي، مع تصاعد القناعة لدى خصومه بأن المواجهة المالية والاستخباراتية قد تكون أكثر فاعلية من أي مسارات أخرى في المرحلة الحالية.


 
السعودية اكتفت داخلياً امنيا وخليجياً وبعض الدول العربية لكن بعض الدول الغربية لا تتعاون في بعض الحالات مثل امريكا
 
في ظل ضغوط أمريكية متزايدة، طلبت الرياض من باريس تزويدها ببيانات تساعد في تعقّب الشبكة المالية لحزب الله. ففي الأسبوع الماضي، عُقد اجتماع سري بين ممثلين عن المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي (DGSE) ورئاسة الاستخبارات العامة السعودية (GIP). وبحسب ما أورده موقع الاستخبارات الفرنسي Intelligence Online، فقد طالبت الاستخبارات السعودية، خلال مفاوضات بادرت هي بإطلاقها، بالحصول على ملفات من نظرائها الفرنسيين تتعلق بأشخاص مرتبطين بتمويل حزب الله، ولا سيما أولئك الموجودين في دول غرب أفريقيا مثل Côte d'Ivoire والسنغال.


وكتب Intelligence Online أن الجالية الشيعية اللبنانية في أفريقيا، والتي تنشط بشكل خاص في المناطق الناطقة بالفرنسية في القارة، تلعب دورًا محوريًا في قطاعات الاستيراد والتصدير، ولوجستيات الموانئ، وتبادل العملات، والتحويلات المالية غير الرسمية. ويشير التقرير إلى أن هذه الجالية تنخرط أيضًا في تجارة الألماس والذهب والمعادن، وهي قطاعات يصعب تتبع تدفقاتها النقدية، خاصة عند استخدام أنظمة دفع غير رسمية مثل hawala، وهو نظام قديم يتيح تحويل الأموال من مكان إلى آخر اعتمادًا على الثقة وحدها.


ويؤكد التقرير أن توقيت هذه الطلبات لم يكن عشوائيًا. فبحسب مصادر Intelligence Online، أوضح الرئيس الأمريكي Donald Trump، خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة في 18 نوفمبر، أنه يتوقع من الرياض اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية ونشاطًا ضد حزب الله. ويشدد الموقع الاستخباراتي الفرنسي على أن البيت الأبيض لا يرغب في إعطاء انطباع بأنه يعمل بمفرده على مهمة تحييد حزب الله، ويرى أن الرياض مُلزمة بتعقّب الشبكات المالية للتنظيم وقمعها أينما وُجدت.


كما أُشير إلى أن اجتماعات إضافية بين ممثلين عن واشنطن والرياض من المقرر عقدها خلال الأسابيع المقبلة، لبحث طبيعة مشاركة المملكة العربية السعودية في هذه العمليات. وفي السياق ذاته، أفادت التقارير بأن واشنطن تبدي استياءها من بيروت، حيث تم إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى الولايات المتحدة.


 
التعاون الإستخباراتي موجود ومفعل إما عن طريق الدول مباشرة وإما من دولة صديقة تنقل معلومة تهم الدولة الصديقة
 
عودة
أعلى