تشهد مصر تحولًا نوعيًا غير مسبوق في تاريخ صناعة النقل، بعدما وقّعت الهيئة القومية للأنفاق والشركة الوطنية لصناعة السكك الحديدية نيرك NERIC اتفاقًا لإنتاج وتوريد 21 قطار مترو لصالح مشروع مترو الإسكندرية الكهربائي، في خطوة تُعد الأولى من نوعها التي تعتمد فيها الدولة على قدرات التصنيع والتجميع المحلي بدلًا من التعاقد مع شركات أجنبية لاستيراد القطارات كاملة من الخارج كما جرى في جميع مشروعات المترو السابقة منذ الثمانينيات حتى اليوم.
هذه هي المرة الأولى التي يُوقَّع فيها عقد “توريد قطارات” بحيث يكون المورّد الرئيسي هو مصنع مصري، وليس شركة أجنبية، ما يعكس دخول مصر فعليًا إلى الصناعة الثقيلة للقطارات الكهربائية.
ويعد هذا النموذج المسمّى عالميًا بـ CKD Manufacturing البوابة التقليدية التي دخلت منها دول مثل الهند والبرازيل إلى مرحلة الإنتاج المحلي الكامل، قبل الوصول تدريجيًا إلى نسب تصنيع تتجاوز 50% ثم 70%.
فقطارات الخطوط 1 و2 و3 بالقاهرة جاءت من اليابان وفرنسا وكوريا، بينما يُصنع المونوريل في إنجلترا، ويجري توريد قطارات LRT من الصين، والقطار السريع من سيمنس، دون مشاركة محلية.
أما مشروع أبو قير فهو أول حالة في تاريخ مصر يتم فيها:
•توقيع عقد تصنيع قطارات داخل مصنع محلي
•تنفيذ التجميع والتشطيب والاختبار في مصر
•تدريب العمالة المصرية على أنظمة الجرّ والتحكم
•إدخال مصر إلى دورة حياة القطار بالكامل بما فيها Major Overhaul داخل المصنع
وهو ما لم يحدث في أي مشروع نقل سابق.
وينتظر أن يُستخدم نموذج تصنيع قطارات الإسكندرية لاحقًا في مشروعات مثل ترام الإسكندرية الجديد، خط المكس–برج العرب، أو خطوط المترو المزمع تنفيذها مستقبلًا في الإسكندرية و6 أكتوبر.
وتستهدف الحكومة بدء التشغيل عام 2027، ليصبح أول مترو حضري خارج القاهرة الكبرى، وأول مترو تٌصنع قطاراته محليًا.
مع دخول مصنع NERIC مرحلة الإنتاج، ومع إنشاء مدينة “ألستوم” الصناعية في برج العرب، تُغلِق الدولة تماما صفحة استيراد القطارات الكهربائية كاملة من الخارج إذ أعلنت الحكومة عدم التعاقد مستقبلًا على أي قطارات جديدة ما لم تكن منتجة داخل مصر حيث سيتطلب من أي شركة عالمية تتقدم لتوريد القطارات لأحد المشروعات الجديدة في مصر إما إنشاء مصنع لها داخل مصر أو تبدأ إنتاج داخل مصانع نيرك.
ولا يتعارض ذلك مع التعاقدات السارية مسبقًا، مثل توريد 55 قطارًا للخط الأول من مترو القاهرة أو عقود قطارات سيمنس، التي ستستمر وفق جداولها الزمنية حتى اكتمال منظومة التصنيع الوطني.
رئيس الوزراء يتفقد مصنع (نيرك) استعدادا لإنتاج أول قطار مترو محلي الصنع
من داخل مدينة نيرك لصناعة القطارات الكهربائية
جانب من أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مترو الإسكندرية
مسار المرحلة الأولى من الخط الأول لمترو الإسكندرية
aboutmsr.com
مصنع NERIC يدخل عصر الإنتاج الفعلي
جرى توقيع الاتفاق بقيمة 275 مليون يورو داخل مصنع NERIC بشرق بورسعيد، خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي للموقع في مايو 2025، في إشارة إلى أن الدولة تتعامل مع المصنع باعتباره قاعدة صناعية حقيقية يمكنها إنتاج قطارات كاملة لصالح مشروعات النقل القومي. ويتضمن العقد تصنيع وتجميع 21 قطار بإجمالي 189 عربة، وتوفير قطع الغيار والمعدات، وتنفيذ برنامج صيانة شامل لمدة عشر سنوات يشمل الإصلاحات الرئيسية للقطارات داخل مصر.هذه هي المرة الأولى التي يُوقَّع فيها عقد “توريد قطارات” بحيث يكون المورّد الرئيسي هو مصنع مصري، وليس شركة أجنبية، ما يعكس دخول مصر فعليًا إلى الصناعة الثقيلة للقطارات الكهربائية.
شراكة صناعية مع Norinco لنقل التكنولوجيا
يأتي هذا التحول من خلال شراكة استراتيجية بين NERIC والشركة الصينية Norinco International، الذراع الدولية لمجموعة نورينكو. حيث ستنقل الشركة الصينية التكنولوجيا والتصميمات الرئيسية للقطار، والمكوّنات الحساسة مثل أنظمة الجرّ والتحكم والفرامل، إلى جانب التدريب ونقل المعرفة. في المقابل، يتولى مصنع NERIC دمج الأنظمة وتجميع الهياكل والدهان وتركيب المكوّنات الداخلية والاختبارات النهائية، وصولًا إلى تسليم قطار جاهز للتشغيل.ويعد هذا النموذج المسمّى عالميًا بـ CKD Manufacturing البوابة التقليدية التي دخلت منها دول مثل الهند والبرازيل إلى مرحلة الإنتاج المحلي الكامل، قبل الوصول تدريجيًا إلى نسب تصنيع تتجاوز 50% ثم 70%.
من “توريد كامل” إلى “إنتاج محلي”
على مدار أربعة عقود، اعتمدت مصر على توريد قطارات المترو والمونوريل والقطار الخفيف والقطار السريع من الخارج، دون تصنيع أو تجميع محلي.فقطارات الخطوط 1 و2 و3 بالقاهرة جاءت من اليابان وفرنسا وكوريا، بينما يُصنع المونوريل في إنجلترا، ويجري توريد قطارات LRT من الصين، والقطار السريع من سيمنس، دون مشاركة محلية.
أما مشروع أبو قير فهو أول حالة في تاريخ مصر يتم فيها:
•توقيع عقد تصنيع قطارات داخل مصنع محلي
•تنفيذ التجميع والتشطيب والاختبار في مصر
•تدريب العمالة المصرية على أنظمة الجرّ والتحكم
•إدخال مصر إلى دورة حياة القطار بالكامل بما فيها Major Overhaul داخل المصنع
وهو ما لم يحدث في أي مشروع نقل سابق.
نيرك تتحول من “مصنع ناشئ” إلى لاعب صناعي إقليمي
يضم المصنع خطوط لحام هياكل، ووحدات دهان إلكترونية، ومعامل اختبار، ووحدات دمج أنظمة، وهي تجهيزات لم تكن موجودة في أي منشأة مصرية من قبل. ويتيح التعاون مع Norinco إمكانية تطوير سلسلة توريد محلية تشمل أبواب القطارات، الألواح الداخلية، وحدات التكييف، وبعض الأجزاء الميكانيكية مستقبلاً، بما يؤهّل مصر للتحول إلى قاعدة إقليمية لإنتاج عربات المترو والترام والقطارات الخفيفة.وينتظر أن يُستخدم نموذج تصنيع قطارات الإسكندرية لاحقًا في مشروعات مثل ترام الإسكندرية الجديد، خط المكس–برج العرب، أو خطوط المترو المزمع تنفيذها مستقبلًا في الإسكندرية و6 أكتوبر.
تفاصيل خط مترو الإسكندرية الكهربائي
يمتد المشروع بطول 43 كيلومترًا بتكلفة تقارب 1.3 مليار يورو، ويتكون من ثلاث مراحل متصلة. وتشمل المرحلة الأولى—قيد التنفيذ—تحويل خط أبو قير إلى محطة مصر من سكة حديد ديزل إلى مترو كهربائي بطول 21.7 كيلومتر. وتمتد المرحلة الثانية إلى المكس، فيما تصل المرحلة الثالثة إلى برج العرب، لتربط المترو مستقبلاً بمسار القطار السريع بين العلمين والعاصمة الإدارية.وتستهدف الحكومة بدء التشغيل عام 2027، ليصبح أول مترو حضري خارج القاهرة الكبرى، وأول مترو تٌصنع قطاراته محليًا.
تعميق الصناعة وتوطين التكنولوجيا
قال رئيس الوزراء إن المشروع يمثل ترجمة لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعميق التصنيع المحلي والتحول إلى حلول نقل صديقة للبيئة. وأكد وزير النقل كامل الوزير أن تصنيع قطارات الإسكندرية داخل NERIC هو بداية لمرحلة جديدة في الصناعة الوطنية، ستنعكس اقتصاديًا على مدينة الإسكندرية وعلى مشروعات النقل الكهربائي في البلاد خلال السنوات المقبلة.مع دخول مصنع NERIC مرحلة الإنتاج، ومع إنشاء مدينة “ألستوم” الصناعية في برج العرب، تُغلِق الدولة تماما صفحة استيراد القطارات الكهربائية كاملة من الخارج إذ أعلنت الحكومة عدم التعاقد مستقبلًا على أي قطارات جديدة ما لم تكن منتجة داخل مصر حيث سيتطلب من أي شركة عالمية تتقدم لتوريد القطارات لأحد المشروعات الجديدة في مصر إما إنشاء مصنع لها داخل مصر أو تبدأ إنتاج داخل مصانع نيرك.
ولا يتعارض ذلك مع التعاقدات السارية مسبقًا، مثل توريد 55 قطارًا للخط الأول من مترو القاهرة أو عقود قطارات سيمنس، التي ستستمر وفق جداولها الزمنية حتى اكتمال منظومة التصنيع الوطني.
رئيس الوزراء يتفقد مصنع (نيرك) استعدادا لإنتاج أول قطار مترو محلي الصنع
من داخل مدينة نيرك لصناعة القطارات الكهربائية
جانب من أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مترو الإسكندرية
مسار المرحلة الأولى من الخط الأول لمترو الإسكندرية
أول مترو مصري الصنع.. الدولة تبدأ تصنيع قطارات الإسكندرية الكهربائية محليًا
تشهد مصر تحولًا نوعيًا غير مسبوق في تاريخ صناعة النقل، بعدما وقّعت الهيئة القومية للأنفاق والشركة الوطنية لصناعة السكك الحديدية نيرك NERIC اتفاقًا لإنتاج
aboutmsr.com