الطائرة النفاثة التي أعادت تعريف الدعم الجوي القريب

TORNADO.SA 

̜̌بِسًٌُُْمـ الُلَُّهِ تـ,ۈگَّلُْت علَُى الُلُه
طاقم الإدارة
مـراقــب عـــام
إنضم
21 سبتمبر 2018
المشاركات
7,540
التفاعل
19,487 3,269 0
الدولة
Saudi Arabia

AV-8B Harrier II

الطائرة النفاثة التي أعادت تعريف الدعم الجوي القريب


إعادة تزويد طائرة AV-8B Harrier II بالوقود


يعج تاريخ الطيران العسكري بالطائرات الأسطورية، لكن قلّة منها تمتلك التفرد المذهل لطائرة ماكدونيل دوغلاس (المعروفة الآن باسم بوينغ) AV-8B هارير II. تُعرف هذه الطائرة غالبًا باسم "الطائرة النفاثة القافزة"، وهي تحفة هندسية خدمت سلاح مشاة البحرية الأمريكي (USMC) والبحرية الإسبانية والبحرية الإيطالية لعقود. إنها طائرة قادرة على الإقلاع كطائرة هليكوبتر، والتحليق كطائرة نفاثة، ثم الهبوط عموديًا بسرعة فائقة، وهي قدرة غيّرت جذريًا طريقة تقديم الدعم الجوي القريب في الحروب الاستكشافية.




قفزة في تكنولوجيا الطيران: ميزة الإقلاع العمودي/الإقلاع القصير والهبوط العمودي


هبوط الطائرة الأسبانية AV-8B Harrier II


الميزة المميزة لطائرة هارير هي قدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي/القصير (V/STOL). هذه ليست حيلة، بل ميزة استراتيجية تُمكّن الطائرة من العمل من مواقع لا تستطيع الطائرات النفاثة التقليدية الوصول إليها.

طائرة AV-8B Harrier II تحوم



يكمن سحرها في محركها التوربيني المروحي القوي من طراز رولز رويس بيغاسوس. بخلاف الطائرات النفاثة التقليدية التي تعتمد على فوهة عادم واحدة، يتميز محرك بيغاسوس بأربع فوهات دوارة - اثنتان ساخنتان واثنتان باردتان - يمكن تدويرها للأسفل لإعادة توجيه الدفع.


الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL): بتدوير فوهات الهارير للأسفل، تستطيع الهارير الإقلاع مباشرةً في الجو، دون الحاجة إلى مدرج. يُعد هذا أمرًا بالغ الأهمية للعمل من سفن الهجوم البرمائية الصغيرة أو قواعد العمليات الأمامية (FOBs) القريبة من خطوط المواجهة.

إقلاع قصير (STO): للمهام التي تتطلب حمولة وقود وذخيرة أثقل، يمكن للطيار القيام بإقلاع قصير. باستخدام مسار قصير ثم تدوير فوهات الوقود قليلاً للخلف، تستطيع طائرة هارير الإقلاع بوزن أكبر بكثير مما يسمح به الإقلاع العمودي. هذا يزيد من مدى القتال وسعة تسليحها.

توجيه الدفع أثناء الطيران: يستطيع الطيار أيضًا توجيه الدفع أثناء الطيران، وهي مناورة تُعرف باسم "فيفينغ". تُوفر هذه المناورة ميزةً مذهلةً في القتال الجوي القريب، حيث تُمكّن طائرة هاريير من القيام بانعطافات دقيقة وغير متوقعة تُربك الخصم وتُتيح له التفوق عليه في المناورة.
تعني قدرة V/STOL هذه أنه يمكن نشر طائرة Harrier بسرعة ومرونة، مما يحول منطقة بسيطة، أو جزء من الطريق، أو سطح سفينة صغيرة إلى قاعدة جوية عاملة بكامل طاقتها.



من الجيل الأول إلى هاريير 2

مشاة البحرية الأمريكية AV-8B Harrier II



طائرة AV-8B Harrier II هي الجيل الثاني من عائلة طائرات Harrier، وهي تطور كبير عن طائرة Hawker Siddeley Harrier الأصلية (AV-8A) التي استخدمها مشاة البحرية الأمريكية. طائرات Harrier من الجيل الأول، على الرغم من ثوريتها، كانت محدودة المدى والحمولة.
سعى برنامج AV-8B، بقيادة ماكدونيل دوغلاس، إلى معالجة هذه العيوب. وكانت النتيجة طائرةً، على الرغم من تشابهها البصري، إلا أنها كانت جديدةً تمامًا تقريبًا.

جناح مركب جديد: حصلت طائرة AV-8B على جناح جديد أكبر، مصنوع بشكل أساسي من مواد مركبة من ألياف الكربون. كان هذا الجناح الجديد أخف وزنًا، ويوفر قوة رفع أكبر، ويضم نقاط تثبيت إضافية لحمل المزيد من الأسلحة والوقود.

تم إعادة تصميم جسم الطائرة وقمرة القيادة: تم إعادة تصميم جسم الطائرة، وتم رفع قمرة القيادة، مما يمنح الطيار رؤية أفضل بشكل كبير، وهو عامل حاسم لمهام الدعم الجوي القريب.
محرك محسّن: تم ترقية محرك Pegasus بشكل مستمر، مما يوفر قوة دفع وموثوقية أكبر، مما أدى مباشرة إلى تحسين أداء V/STOL وقدرة الحمولة.
أدت هذه التحسينات إلى تحويل طائرة هاريير من طائرة متخصصة إلى منصة هجومية هائلة متعددة الأدوار قادرة على إطلاق ذخائر موجهة بدقة ليلاً أو نهاراً.




تاريخٌ صُنع في النار: الخدمة التشغيلية

AV-8B Harrier II في ميسا، أريزونا



كانت طائرة هاريير 2 بمثابة حصان العمل لقوات مشاة البحرية الأمريكية، حيث شاركت في كل صراع كبير تقريبًا منذ إدخالها إلى الخدمة في عام 1985.





حرب الخليج (عملية عاصفة الصحراء): أثبتت طائرة هارير 2 جدارتها فورًا خلال حرب الخليج عام ١٩٩١. انطلقت طائرات هارير من سفن هجومية برمائية وقواعد أمامية محدودة، ونفذت آلاف الطلعات القتالية، مقدمةً دعمًا جويًا مباشرًا أساسيًا وعمليات استطلاع للقوات البرية. وقد وصف الجنرال نورمان شوارزكوف طائرة هارير 2 بأنها أحد الأسلحة الرئيسية في هذا الصراع.




عملية الحرية الدائمة وحرب العراق: طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت طائرة AV-8B حاضرة باستمرار فوق أفغانستان والعراق. بفضل قدرتها على العمل من قواعد نائية، تمكنت من الاستجابة لطلبات الدعم بشكل أسرع من الطائرات التقليدية، مما أنقذ في كثير من الأحيان أرواح الجنود في حالة التلامس.




عمليات حلف شمال الأطلسي: تم نشر طائرات هاريير التابعة للبحرية الإسبانية والإيطالية أيضًا في العديد من العمليات التي يقودها حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك المهام فوق يوغوسلافيا السابقة وليبيا، مما يدل على تنوع الطائرة وقدرتها على التشغيل البيني مع القوات المتحالفة.
إن قدرة طائرة هارير على التحليق فوق منطقة مستهدفة وتسليم الذخائر بدقة جعلتها أصلًا لا يقدر بثمن لمهمة مشاة البحرية الاستكشافية.




غروب طائرة القفز وصعود البرق 2


AV-8B Harrier II و F-35B


كما هو الحال مع جميع الطائرات العسكرية، تقترب مدة خدمة طائرة هارير 2 من نهايتها. وتعمل قوات مشاة البحرية الأمريكية والبحرية الإيطالية والبحرية الإسبانية على استبدال طائراتها من طراز AV-8B بطائرات لوكهيد مارتن F-35B لايتنينج 2.




طائرة F-35B هي مقاتلة الجيل التالي ذات الإقلاع العمودي/الإقلاع القصير (V/STOL)، تجمع بين تقنيات التخفي، والسرعة الفائقة، ودمج أجهزة الاستشعار المتقدمة، وهو ما لا تضاهيه طائرة Harrier، المنتجة لتكنولوجيا الثمانينيات. يُعد هذا التحول دليلاً على نجاح برنامج Harrier، حيث تُعد F-35B الطائرة الوحيدة الأخرى ذات الأجنحة الثابتة ذات الإقلاع العمودي/الإقلاع القصير (V/STOL) في المخزون الأمريكي، محتفظةً مباشرةً بالمكانة التشغيلية الفريدة التي حققتها طائرة Harrier.



AV-8B Harrier II و F-35 في التشكيل



بينما تُمثل طائرة F-35B مستقبل الطيران، ستُذكر طائرة AV-8B Harrier II إلى الأبد كطائرة "Jump Jet" الثورية. لقد كانت طائرةً تجرأت على تحدي الحاجة إلى مدرج، وشهادةً حقيقيةً على براعة هندسة الطيران، وأسطورةً في تاريخ الدعم الجوي القريب. لا يقتصر إرثها على المعارك التي خاضتها، بل في المرونة التشغيلية التي وفرتها للقوات البحرية والاستكشافية حول العالم.





 
التعديل الأخير:




 
عودة
أعلى