البداية : كيف بدأ كل شيء؟
في عام 1887 وصل إلى قصر الملكة فيكتوريا في قصر بالمورال في اسكتلندا احد الخدم الهنود المسمى عبدول
(الاسم الكامل عبدالكريم) كان عبدول شاب هندي من ولاية "راج" الهندية (المستعمرة البريطانية في الهند آنذاك)
وقد تم إرساله إلى المملكة كجزء من مجموعة من الخدم ليخدموا العائلة الملكية في مناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي
للملكة فيكتوريا وكان عبدول في بداية الأمر خادمًا عاديًا للملكة لكن علاقتهما سرعان ما تطورت بشكل غير تقليدي.
الصداقة التي أثارت الجدل
على الرغم من ان الملكة فيكتوريا كانت معروفة بقوة شخصيتها واسلوبها التقليدي إلا ان علاقتها بعبدول كانت استثنائية
كان عبدول قد أظهر معاملة لائق، وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة مع إلمام بجوانب الثقافة الغربية مما جذب انتباه الملكة
بالإضافة إلى ذلك كان عبدول شخص مُثقف قادر على شرح جوانب من الثقافة الهندية والتي كانت تثير فضول الملكة.
خلال السنوات التالية اصبح عبدول جزءًا لا يتجزأ من حياة الملكة فيكتوريا حيث نال ثقتها بشكل كبير واحتفظ بمكانة رفيعة في محيط القصر ولم تقتصر علاقتهما على العلاقات العمالية البسيطة بل تطورت لتشمل الصداقة الحميمة التي تجاوزت الفوارق الثقافية والاجتماعية حيث كان عبدول يُعتبر بمثابة مُستشار روحي وفكري للملكة.
التدرج في المناصب
مع مرور الوقت بدأ عبدول في الحصول على مناصب اعلى داخل الديوان الملكي بما في ذلك تعيينه كـ "خادم الملكة الخاص"
و"المترجم الخاص" كانت الملكة فيكتوريا تعين لعبدول مسؤوليات متزايدة وفي نهاية المطاف أصبح يشغل منصبًا
غير رسمي في الديوان الملكي كـ "المستشار الهندي"
وكان له دور كبير في تنظيم الأمور الخاصة بالحياة اليومية للملكة في عام 1897 تم تعيينه أيضًا
في منصب "الخادم الرئيسي" وهو منصب مُرسم للغاية وقد أصبح يتلقى راتبًا كبيرًا لم يكن ليتلقاه أي خادم عادي.
الهدايا والمكانة الرفيعة
كانت الملكة فيكتوريا تُظهر اهتمامًا كبيرًا بعبدول وتُقدم له هدايا باذخة بما في ذلك ملابس هندية تقليدية
وأدوات فنية ثمينة وأحيانًا ممتلكات شخصية كانت ترتديها الملكة نفسها كما منحت عبدول الأراضي في الهند
وأرسلت له هدايا غالية لتسليمه إلى عائلته هناك.
في عام 1897 أهدت الملكة عبدول قلادة من الألماس وهي واحدة من أرقى الهدايا التي منحها الملكة لأي شخص
وفي عام 1899 كان عبدول قد نال من الملكة أيضًا العديد من الهدايا الثمينة بالإضافة إلى لقب "باشا"
وهو اللقب الذي كان يشير إلى الاحترام الكبير الذي كان يحظى به في الدائرة الملكية.
الاستفزازات والانتقادات
رغم العلاقة الخاصة بين الملكة فيكتوريا وعبدول فإن هذا الارتباط اثار استياء العديد من المقربين من العائلة الملكية
كان العديد من أفراد الديوان الملكي وخاصة بعض الخدم البريطانيين الآخرين غاضبين من المكانة التي نالها عبدول
وكان بعضهم يرى أن الملكة فيكتوريا تتعامل مع عبدول بطريقة غير لائقة مما يهدد تقاليد الملكية.
بالإضافة إلى ذلك كانت الصحافة البريطانية تنشر تقارير مشوهة عن العلاقة وتصف عبدول بأنه "مُتسلق اجتماعي" أو "مغتصب ثقافي".
نهاية العلاقة
بعد وفاة الملكة فيكتوريا في عام 1901 بدأت العلاقة بين عبدول والعائلة المالكة تتغير بشكل جذري.
فقد أُعفي عبدول من منصبه وتم إبعاده عن القصر الملكي على الرغم من أن الملكة كانت قد أوصت
بأن يُحترم عبدول ويُعامَل معاملة لائقة بعد وفاتها
إلا أن العائلة المالكة والشخصيات المقربة منها حاولت تقليص مكانته في القصر بعد وفاتها
وفي النهاية تم إعادة عبدول إلى الهند حيث عاش هناك بعد تدهور علاقاته مع القصر البريطاني
المصادر
"Victoria & Abdul: The True Story of the Queen's Closest Confidant" – Shrabani Basu
"Queen Victoria's Indian: The Life of Abdul Karim" – Michael Hauser
"The Private Letters of Queen Victoria" – Edited by Frederick Ponsonby
"The Raj: India and the British 1600-1947" – Lawrence James
بعد وفاة الملكة فيكتوريا في عام 1901 بدأت العلاقة بين عبدول والعائلة المالكة تتغير بشكل جذري.
فقد أُعفي عبدول من منصبه وتم إبعاده عن القصر الملكي على الرغم من أن الملكة كانت قد أوصت
بأن يُحترم عبدول ويُعامَل معاملة لائقة بعد وفاتها
إلا أن العائلة المالكة والشخصيات المقربة منها حاولت تقليص مكانته في القصر بعد وفاتها
وفي النهاية تم إعادة عبدول إلى الهند حيث عاش هناك بعد تدهور علاقاته مع القصر البريطاني
المصادر
"Victoria & Abdul: The True Story of the Queen's Closest Confidant" – Shrabani Basu
"Queen Victoria's Indian: The Life of Abdul Karim" – Michael Hauser
"The Private Letters of Queen Victoria" – Edited by Frederick Ponsonby
"The Raj: India and the British 1600-1947" – Lawrence James
