الحديث عن القوة الإقليمية لا يُقاس بالشعارات أو المساحة الجغرافية أو حتى "الخزان البشري" بمفهومه الخام، بل بمعايير مركبة تشمل مدى الجاهزية العملياتية، الكفاءة المؤسسية، التكامل التكنولوجي، والقدرة على خوض حرب حديثة مستدامة. إسرائيل تتفوق في جميع مؤشرات الفاعلية العسكرية: منظومات القيادة والسيطرة، الاستطلاع الفضائي، الذكاء الصناعي العسكري، الحرب السيبرانية، ونسب الجاهزية القتالية الفعلية.
الواقع الميداني يكشف الحقيقة بعيدًا عن الشعارات والتصريحات الإعلامية ، سقوط الصواريخ الإيرانية كالمطر بعد نفاد المخزون وعمليات اسقاط الاهداف الصديقة وحوادث تصنيف الاهداف المعادية كأهداف صديقة يظهر مدى ضعف الشبكة الدفاعية وعدم وجود شبكه متكامله حقيقيه!!
حيث تجاوزت الضربات العمق الاستراتيجي بسهولة من الحوثي ومن حزبالة ومن المليشيات في العراق وغيره ، منها ماتم استهداف به الموانئ ومنها ماضرب المصانع ومنها ما استهدف بطاريات الدفاع الجوي!!
هذا الفشل لم يكن نتيجة قدرات العدو فحسب بل ايضاً الاهمال الواضح بسبب اعتمادهم الضخم على الدعم الخارجي كطائرات الاستخبارات الأمريكية، الانظمه الدفاعيه ، الاصول البحرية ، الإمدادات المستمرة بالوقود ، وطلب الذخائر وقطع الغيار ، رغم ادعاءهم الاعتماد على الصناعات المحلية ، ما يفضح هشاشة منظومتهم الصناعية والتقنية امام ضرب المنشآت الحيوية وغياب الموارد المالية الكافية للحرب المستدامة.
على الارض الأداء كان كارثي بشكل اكبر ، التحرك جاء متأخر بعد إحداث دمار واسع (حرق الأخضر واليابس) ومع ذلك الخسائر كانت مفجعه في ظل غياب تنوع الاليات والاعتماد على الدبابات الثقيله التي اصبحت مجرد توابيت متحركه وكل هذا دون تحقيق اي حسم سريع!!
رغم ان الطرف الآخر صغير جغرافيًا ومسلح بشكل محدود وفي المقابل الجماعات الصغيرة والخصوم ذوو الموارد المحدودة تمكنوا من استغلال الثغرات لضرب العمق بسهولة ما يكشف فجوة هائلة بين ادعاءات القوة وبين الواقع الميداني الفعلي.
اضافة إلى ذلك افلاسهم التقني واللوجستي ظهر منذ الايام الأولى مع الحاجة الملحه للدعم المالي والعسكري الخارجي وكل هذا يفضح حقيقة ان الحديث عن جاهزية عالية أو تفوق تكنولوجي مجرد شعارات تفتقر إلى اي سند عملي.
بالمقابل المملكة العربية السعودية تثبت انها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تجمع بين
التكامل الثلاثي :
قوة عسكرية متطورة ، قدرة سياسية نافذة ، وركيزة اقتصادية قوية ، ما يجعلها قوة حقيقية ومستقلة ، لا دولة تتغذى على الدعم الخارجي وتتعثر امام خصم محدود.
وهذا هو معيار القوة الفعلية بعيدًا عن الخيال الإعلامي او ادعاءات تفوق تفضحها الخيبات على الارض!!


