استخدام الحمام الزاجل في الجيش الفرنسي

الحاج سليمان 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
7,618
التفاعل
20,940 279 38
الدولة
Algeria
الحمام الزاجل في الحرب العالمية

في المعارك والحروب الحديثة يكون الاعتماد الرئيسي على العنصر البشري والمعدات والآلات العسكرية الثقيلة والمتقدمة، لكن قبل حوالي 100 عام كان للطيور وجودا مهما في الحرب العالمية الأولى والثانية، استخدم الأمريكان والفرنسيون الحمام الزاجل بشكل رئيسي في إرسال الاستغاثات، واستخدم الألمان الصقور في إسقاط تلك الطيور قبل أن تصل بالرسالة التي تحملها، وفي هولندا مؤخرا أصبح للصقور دورا مهما أيضا في حماية سماء هولندا.

لكن ما هي أبرز قصص استخدام الطيور في المهمات العسكرية؟ ولماذا يستخدم الجيش الفرنسي الحمام الزاجل إلى اليوم في عصر الأقمار الاصطناعية؟

حمامة أمريكية تنقذ ألف جندي في الحرب:

شاركت الولايات المتحدة الأمريكية مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، وأحضرت معها عددا من الحمام الزاجل المدرب على العودة إلى القاعدة العسكرية في أوروبا.

أشجع تلك الحمامات هي "جي أي جو"، تمكنت وحدها من إنقاذ أكثر من ألف جندي من قوات التحالف، خلال واحدة من أهم مهمات الإنقاذ في الحرب.

فحين أرادت القوات البريطانية إبلاغ القوات الأمريكية بتأجيل إحدى الغارات وإلا سيقتل ألف جندي من قوات التحالف، تعطلت أجهزة الاتصال، ولم يجد البريطانيون أمامهم سوى الحمامة "جي أي جو" لربط الرسالة في قدميها وإطلاقها في السماء، وطارت "جي" بسرعة 90 كيلو متر في الساعة، وهي سرعة كبيرة جدا بالنسبة للطيور، وخلال 20 دقيقة قطعت الحمامة أكثر من 32 كيلومتر وأوصلت الرسالة في الميعاد اللازم، وقبل إقلاع الطائرات بلحظات ألغت أمريكا غارتها التي كانت ستقتل الجنود البريطانيين بدلا من الإيطاليين والألمان.

تكريما لـ"جي" تم تحنيط جسدها، ووضعه في متحف عسكري بولاية نيو جيرسي بأمريكا.

نسور الألمان تصطاد حمام أمريكا في السماء:

فشل الألمان في إيقاف أسراب الحمام الأمريكي، إلا أنه تم الاعتماد على الصقور الجوالة لاصطياد وقتل حمام أمريكا في السماء قبل أن يصل برسائله، فأصبحت الحرب دائرة بين البشر على الأرض والحيوانات في السماء.

واستمر الألمان لسنوات في تدريب الصقور على المهام العسكرية، فهو يتميز بقوته، حيث يمكن لهذا الطائر أن ينقض على الحمام بسرعة 300 كيلومتر في الساعة، بالإضافة لقوة نظره، حيث يمكنه التقاط الحمامة على بعد أكثر من كيلو متر.

ورغم كل ذلك، فهناك الحمامة "ماري" والتي تمكنت من مناورة الصقور في السماء لتنفيذ مهمتها بنجاح، لكنها كانت تعود للمعسكر مصابة بعدة جروح نتيجة الاشتباك مع الصقور، يتم علاجها وإعادتها للأعمال الحربية مجددا.

لم تمت "ماري" في الحرب، بل ماتت بشكل طبيعي عام 1950، وتم دفنها بمقابر الحيوانات.

الجيش الفرنسي يدرب الحمام في معسكراته حتى الآن:

قبل 100 عام اي خلال الحرب العالمية الأولى كان الحمام الزاجل له أهمية كبيرة تقترب من أهمية الجندي الفرنسي، ومن بين حمامات الحرب، كان هناك حمامة سميت بـ"الحمامة الشجاعة"، تمكنت من توصيل رسالة من أحد قادة الجيش الفرنسي أراد أن يخبر القيادة المركزية بأنه لا يستطيع مواصلة المواجهة أمام القوات الألمانية، وأنه بحاجة ضرورية إلى مساعدة عسكرية.

ورغم انتشار الغازات السامة في سماء المعركة والتي أطلقتها القوات الألمانية، تمكنت الحمامة من الطيران وتنفيذ مهمتها، ليتم تكريمها بوسام الشرف العسكري.

لكن رغم التقدم التكنولوجي خاصةً في مجال الاتصالات، مازال الجيش الفرنسي يدرب الحمام الزاجل، مثلما كان يفعل قديما.
 
عودة
أعلى