محمد صادق باشا أول مصوّر للمشاعر المقدسة

إنضم
7 مارس 2022
المشاركات
12,979
التفاعل
19,314 313 12
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم
في زمنٍ كانت فيه الكاميرا ترفًا أوروبيًا، لا يعرفه الشرق إلا في الحكايات، ظهر ضابط مصري يُدعى محمد صادق، ليحمل تلك الآلة الغريبة إلى قلب الصحراء، إلى مكة والمدينة، حيث لم تطأها عدسة من قبل. لم يكن رجلًا عاديًا، بل كان مهندسًا، ضابطًا، رحّالةً، وفنانًا في آنٍ واحد. جمع بين الدقة العسكرية، وشغف المعرفة، وجرأة الرؤية. حلم أن يرى المسلمون الحرمين كما هما، لا عبر الوصف أو الخيال، بل كما تُوثقهما الصورة. فكان أول من فعل، وأول من ترك وراءه سجلًا بصريًا خالدًا للمشاعر المقدسة في لحظة من الزمن، قبل أن تبتلعها التوسعات ويغيّرها الزمان.


هذه قصة رجلٍ سبق عصره، وخلّد الأماكن التي يهفوا إليها الملايين، بعدسته، وخريطته، وقلبه.


1751375075877.png

النشأة والتكوين العلمي وتعلم التصوير في باريس

وُلد محمد صادق في مصر خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، في زمنٍ كانت البلاد تتأرجح بين مطرقة الاحتلال وظلال الطموح النهضوي. كانت مصر آنذاك تخوض تجربتها الكبرى في بناء الدولة الحديثة تحت حكم محمد علي باشا، وقد بدأت ملامح التغيير تظهر على سطح المجتمع: مدارس جديدة، جيش منظم، إرساليات علمية، واهتمام بالعلوم الحديثة، و كانت هذه النهضة ليست حكرًا على الطبقات القريبة من الدولة بل كانت موجهه لجميع اطياف الشعب احيانا باللين و احيانا بالغصب.


نشأ صادق في أسرة لها ارتباط بالمؤسسة العسكرية والعلمية، على الأغلب من أوساط الطبقة المتعلّمة، حيث كان يُنظر إلى التعليم لا كترف، بل كسبيل للارتقاء، بل وسلاح للبقاء وسط بحر سياسيّ متقلب. ترعرع وسط بيئة تحكمها قواعد الانضباط والانتماء للدولة، وداخل مجتمع كان يشهد ولادة الدولة الحديثة من رحم مجتمع تقليدي.


في ذلك الزمن، كانت مصر تمرّ بتحولات شاملة. الحملة الفرنسية (1798–1801) لم تكن حدثًا عابرًا، بل صفعة أفاقت بها مصر على اتساع الفجوة الحضارية. ثم جاء عهد محمد علي، فأسّس مدارس الهندسة والطب، وأنشأ ديوان المدارس، وأرسل البعثات إلى فرنسا، ليكون أول احتكاك حقيقي بين المصريين والعالم الغربي. وكانت «المهندسخانة» – مدرسة المهندسين التي تأسست عام 1816 – منارة تلك المرحلة.


التحق محمد صادق بهذه المدرسة، وهناك تشرّب مبادئ العلم الحديث: الرياضيات، رسم الخرائط، الهندسة العسكرية، فن التحصينات، والجيوديسيا. وقد أظهر نبوغًا أهّله ليُختار لاحقًا ضمن بعثة علمية إلى باريس، في سابقة لم تكن تُتاح إلا لقلة مختارة من المتفوقين.


1751376185869.png


في باريس، وجد محمد صادق نفسه في قلب ثورة علمية وتقنية. كانت المدينة تعيش نشوة القرن التاسع عشر: اختراعات، مطابع، طرق حديدية، علوم، وفنون. وهناك، لأول مرة، التقى محمد صادق بالكاميرا.


لم تكن الكاميرا آنذاك أداة سهلة المنال. كانت آلة ضخمة تعتمد على الألواح الزجاجية والضوء الطبيعي والمواد الكيميائية الحساسة. لم تكن مُتاحة للعوام، بل للنخبة من الفنانين والعلماء والمغامرين. ولكن محمد صادق لم يرَ فيها مجرد آلة، بل رأى فيها نافذة توثق الزمن، وتخلّد اللحظة، وتحفظ الحقيقة من التلاشي. وأمام عدسة زميل فرنسي، شاهد لأول مرة صورة تُولد من الظل: منظرٌ لشارع باريس في صباحٍ ضبابي، يخرج من كيمياء الضوء إلى الحياة. ومن تلك اللحظة، وُلدت علاقة بينه وبين التصوير، كانت أشبه بوعدٍ طويل المدى.


وفي إحدى مذكراته لاحقًا، أشار إلى تلك الفترة قائلًا:


“هناك، عرفتُ أن للضوء قدرة على الحِفظ، كما للقلم قدرة على التعبير… وأن للصورة عينًا لا يجيدها الوصف.”


1751379092228.png


لم تكن دراسته في فرنسا محصورة بالتصوير فقط، فقد درس المساحة والفلك والطبوغرافيا، وتدرّب عمليًا على وضع الخرائط، وقياس المسافات، وتقدير التضاريس. ولكنه كان يعود دائمًا إلى التصوير كوسيلة تؤازر الخرائط، كأنها تمنحها بُعدًا حيًا.


حين عاد إلى مصر بعد سنوات الدراسة، لم يكن مجرد ضابط مهندسين، بل عاد رجلًا مسلّحًا بالعلم والرؤية. كان يُدرك أن الصورة ستُصبح يومًا ما لغة عالمية، وأن الخريطة بلا صورة تظل صمّاء. لذا حمل عدسته، وبدأ يبحث عن موضوع يستحق أن يكون بداية رحلته في التوثيق.


وما كان له أن يجد موضوعًا أعظم، ولا مكانًا أطهر، من الحرمين الشريفين.


1751376666626.png

لوحة عام ١٧٩٠م للمظهر العام لمكه المكرمه


الرحلة الأولى إلى الحجاز (1861م): بين الخرائط والصورة الأولى للمدينة

كان العام 1861، حين أسندت إلى محمد صادق باشا مهمة رسم الخرائط لطريق الحجاج بين ميناء "الوجه" على ساحل البحر الأحمر والمدينة المنورة، ضمن بعثة عسكرية مصرية مكلّفة بتأمين الطريق وحصر مسالكه ومحطاته. كانت الرحلة في ظاهرها مهمّة هندسية، لكنها في باطنها كانت أشبه برحلة كشف ذاتي لرجل يحمل في حقيبته آلة تصوير، ويُخبّئ في صدره شغفًا لا حدود له بتراب الأرض المقدسة.


لم تكن تلك الرحلة سهلة. كان عليه أن يقطع صحراء طويلة ممتدة، تحت شمس حارقة، وسط تضاريس وعرة، وبوسائل بدائية. في طريقه واجه القرى الصغيرة، آبار المياه، القلاع العثمانية المهجورة، وخانات المسافرين التي نخرها الغبار والزمن. ومع ذلك، كان محمد صادق يسجّل كل شيء: المسافات بدقة، طبيعة الأرض، أسماء القبائل، وحتى مزاج الجو وتبدلاته اليومية.



1751380534697.png

لكنه لم يكتفِ بذلك, لانه كان قد حمل معه آلته الفوتوغرافية، والتي كانت في ذلك الزمن تُعد جهازًا ضخمًا يحتاج لتثبيت دقيق ووقت طويل للتعريض. وفي لحظة نادرة، استطاع أن يلتقط أول صورة فوتوغرافية معروفة للمدينة المنورة. لم يعلن عن الأمر وقتها كثيرًا، ربّما لتحفّظات دينية، أو لحساسية الموقع، لكنه لاحقًا كتب في تقريره عن استخدامه “آلة فوتوغرافية لتسجيل منظر المسجد النبوي من داخل الحرم ومن خارجه” – في إشارة ضمنية إلى هذا الحدث التاريخي.


وقد قال في أحد نصوصه، التي وردت لاحقًا ضمن كتابه نبذة في استكشاف طريق الأرض الحجازية (1877):


“ولما بلغت المدينة... أخرجت آلتي وصوّرت مسجد النبي، من جهة القبلة، ومن الروضة، ومن السطح… وهي صور لا أظنها سبقتني فيها عدسة.”


1751379412435.png

اول صوره ملتقطه للمدينه المنوره


في تلك الرحلة، التقط محمد صادق أيضًا مشاهد للطريق، ولا سيما بين «الوجه» و«الحِجر» و«وادي العُقيق». وقام بتحديد المواضع التي يمكن فيها إقامة محطات للمياه أو استراحات للقوافل، وقد أرفق الخرائط الدقيقة برسومات توضيحية وصور فوتوغرافية، في سابقة لم تُعرف في توثيق الحج من قبل.


وما يميّز هذه الرحلة أنها كانت الأولى التي التقت فيها الصورة العلمية – الخريطة – بالصورة الحية – الفوتوغراف، ليصبح محمد صادق بذلك أوّل من أوجد هذا الربط البصري التوثيقي في تاريخ الحرمين.


وقد علّق أحد المؤرخين الإنجليز لاحقًا على هذه الرحلة بقوله:


“في زمنٍ لم يُسمح فيه لغير المسلمين بدخول المدينة، جاءت صورة محمد صادق لتكشف للعالم صفحة جديدة من الحجاز، لم يرها أحدٌ من قبل، سوى بعينِ رجلٍ مسلم، عالِم، ومغامر.”


لم تُنشر كل هذه الصور وقتها، لكن محمد صادق احتفظ بها بعناية، وأعاد استخدامها لاحقًا في مؤلفاته، خاصة حين عاد مجددًا إلى الحجاز في رحلات أعظم وأخطر… كانت هذه الرحلة – ببساطة – هي التمهيد لرؤية أكبر، حلم بأن يجعل من الحرمين قبلةً لا للقلوب فحسب، بل للعدسات أيضًا.


رحلة المحمل عام 1880 – لحظة المجد والتصوير الأكبر لمكة والمدينة

كانت رحلة المحمل المصري إلى الحجاز تقليدًا سنويًا عريقًا منذ عهد المماليك، يتجدد فيه الارتباط الروحي والسياسي بين مصر والحرمين. وفي عام 1880م، أُسندت إلى محمد صادق باشا مهمة مرافقة المحمل كضابط مهندسين ومسّاح، لكن مهمته لم تكن فقط في متابعة الطريق أو حساب المسافات… بل في التقاط التاريخ بعينٍ لم يسبقه إليها أحد: عدسة الكاميرا.


حتى ذلك العام، لم يكن الحرم المكي ولا الكعبة المشرفة قد تم تصويرهما من الداخل بعد، لا من مسلم ولا من أوروبي. ولم يكن من السهل دخول هذه الأماكن المقدسة بآلة تصوير ضخمة وثقيلة تتطلب وقتًا طويلًا للإعداد والتعريض. لكن محمد صادق، بعلمه، وصفته الرسمية، ودهائه الاجتماعي، استطاع أن يفتح الأبواب المغلقة.


1751381122224.png


الكاميرا تدخل الحرم لأول مرة

في مكة، نصب محمد صادق كاميرته على جبل أبي قبيس، ليأخذ لقطة بانورامية للحرم المكي من الأعلى. ثم توغّل إلى داخل الحرم، وصوّر الكعبة من جوانبها الأربع، وصوّر مقام إبراهيم، وبئر زمزم، وأبواب المسجد، والطائفين حول الكعبة بثياب الإحرام البيضاء.


كتب في إحدى ملاحظاته:


“قد يصف الواصف الكعبة، وقد يرسمها الرسّام، لكن الصورة هي الحجة التي لا تقبل التأويل، وهي الشهادة التي تُثبت المشهد لمن لم يشهده.”


أما في المدينة، فكانت المغامرة أكبر. فقد استطاع أن يصوّر الروضة الشريفة، والحجرة النبوية، والمسجد النبوي من الداخل، وهي صور لم يُسمح بها من قبل. وقد تحدّث عن ذلك في مذكراته:


“لم يسبقني أحد لأخذ هذه الصور من داخل الحرم… ولم يكن الأمر هيّنًا؛ فقد قابلني بعضهم بالإنكار، وظنوا في آلتي شرًا، فأظهرتُ لهم التفويض وبيّنتُ الغرض.”


1751381216276.png


1751381265506.png


ما وثّقه في رحلته

مشاهد نادرة من منى، ومزدلفة، وعرفات، بأيام الحج.


صعود قافلة المحمل من جدة إلى مكة، واحتفالات استقبالها.


مشهد نادر لبئر زمزم قبل تغطيته، والناس يتزاحمون عليه.


صورة للحجاج المصريين وهم يخيمون في منى.


صورة عامة لساحات الطواف، تُظهر الحركة الدائرية كأنها نهر أبيض يدور حول الكعبة.


1751381318435.png


1751381344784.png


وبينما كانت الصور تتحدث، سجّل صادق مشاهداته بالكلمة أيضًا، في كتابه «مشعل المحمل» (1881م)، حيث وصف الطقوس والمشاعر، والشوارع والأسواق، والناس في لباسهم ولهجاتهم.


قال فيه:


“إن في الحج أممًا شتى، وألسنًا كثيرة، لكن الكعبة واحدة، والصوت واحد، والنية واحدة، وهذا ما يجعل الصورة أصدق من المقال.”



التكريم العالمي

عند عودته إلى مصر، جمع محمد صادق باشا أبرز صوره في ألبوم بعنوان:«مجموعة من المناظر الفوتوغرافية لمكة المكرمة والمدينة المنورة»وقد قُدّم هذا الألبوم في معرض البندقية الدولي عام 1881م، ليحصل على ميدالية ذهبية، تقديرًا لريادته في تصوير أماكن لم ترها العدسة من قبل.


كانت هذه اللحظة تتويجًا لكل ما سبقها: لم يكن مجرد مصوّر، بل عالمًا وجغرافيًا وفنانًا. أعاد تعريف العلاقة بين الصورة والقداسة، بين العين والإيمان، بين التوثيق والحج.

رحلاته اللاحقة 1884–1885 – توثيق التوسعات والاحتفالات والتفاصيل الشعبية للحرمين

بعد نجاحه المدوي في رحلة المحمل عام 1880، لم يتوقف طموح محمد صادق باشا عند حدّ التوثيق الأول، ولا عند الصورة التاريخية التي أبهرت أوروبا. كان يدرك أن الحرمين لا يُكتفى برؤيتهما مرة واحدة، وأن التغيرات التي تحدث فيهما – بفعل التوسعات العثمانية المتسارعة آنذاك – تستحق أن تُسجل بالصورة والخريطة والكلمة.


في عام 1884، عاد صادق إلى الحجاز، ولكن هذه المرة ليس كضابط هندسة فقط، بل كرائد بصري رسمي، مكلف بتحديث وتوسيع ما سبق أن سجّله. كانت السلطات المصرية والعثمانية قد أدركت أهمية ما فعله، وبدأت تعتبره مرجعًا في شؤون طرق الحج وخريطة الحرمين.


توثيق التوسعات العثمانية

في تلك الأعوام، كانت المدينة المنورة تشهد توسعة داخلية في الحرم النبوي، تشمل تجديد بعض القباب، وترميم المنبر، وتعديل بعض الأروقة. وفي مكة، كانت أعمال تسقيف بعض الممرات، وبناء منشآت خدمية للحجاج في الساحات القريبة من المسجد.


محمد صادق صوّر هذه التوسعات بتركيز دقيق، حيث التقط صورًا تُظهر:


التوسعة الشرقية للمسجد النبوي.


القباب الجديدة التي تم تشييدها حول الحجرة النبوية.


ساحات الطواف وقد ازدادت اتساعًا مقارنة برحلته الأولى.


مشروع تسقيف سوق الليل القريب من الحرم.


وقد كتب في واحدة من تعليقاته:


"المكان يُبنى، لكنه لا يُنسى… والصورة هنا لا تُخلّد فقط البناء، بل الزمان والمزاج والوجوه التي كانت حاضرة."


1751381546490.png


توثيق المظاهر الشعبية والاحتفالات

ولم تكن عدسة محمد صادق مهتمة فقط بالعمارة، بل رصدت أيضًا الحياة الشعبية في مكة والمدينة، بطقوسها ولهجاتها واحتفالاتها، ومنها:


احتفالات استقبال المحمل في جدة، وقد ازدادت بهجة وطقوسًا في تلك السنوات.


مواكب الصوفية وهم يدورون حول الكعبة بالأعلام، وسط نغمات الطبول والدفوف.


مشاهد من سوق المدينة، تظهر الوجوه الإفريقية والآسيوية والبدوية.


مشاهد من "رباط المصريين" في مكة – وهو المكان الذي اعتاد أن يُقيم فيه الحجاج القادمون من مصر.


وفي نصوصه، كتب:


"ليست القداسة في الحجر وحده، بل في تلك العيون التي تبكي عند رؤيته، في تلك الأقدام الحافية التي تأتي من أقاصي الأرض، في الصمت الذي يسود الحرم ساعة الفجر."


هذه الرحلة – أو بالأحرى هذه الرحلتان المتتاليتان – أعادت لمحمد صادق باشا وهجه في عيون الأكاديميين والعسكريين على حد سواء. صار اسمه مرتبطًا بمكة والمدينة، لا كرحالة، بل كأول من قدّم "حجّة الصورة" للعالم الإسلامي والغربي على حد سواء.

إرث محمد صادق باشا – أثره على التصوير، الجغرافيا، والتوثيق العربي

حين طُويت حياة محمد صادق باشا في نهايات القرن التاسع عشر، لم تكن عدسته قد خمدت، بل بقي أثرها ممتدًّا في أرشيف الحرمين، وفي عقل كل من حمل كاميرا بعده إلى مكة أو المدينة. لقد غرس بذرة، وفتح بابًا لم يكن مفتوحًا من قبل، ووضع معيارًا جديدًا لكل من أراد أن يدوّن المكان.


إرثه في التصوير الإسلامي

قبل صادق باشا، لم يُعرف تصوير فوتوغرافي رسمي داخل الحرمين. وبعده، بدأ الحجاج والمصورون والتقارير العثمانية في استخدام الصورة كوثيقة لا تقل شأنًا عن الكتابة. عدسته سبقت بعقود أولى محاولات التصوير الغربي في الحجاز، وأرست قاعدة أن "المسلم هو الأحق بأن يصوّر مقدساته".


كانت صوره الأولى للمدينة عام 1861، وللكعبة عام 1880، تمثّل "الفتح البصري" لتاريخ الحرمين.


أسّس ما يُعرف اليوم بـ"توثيق المشاعر المقدسة"، قبل أن يصبح مصطلحًا رسميًا في الأوساط الأكاديمية.


ألهم مصوّرين عربًا ومصريين لاحقين، مثل إبراهيم رفعت باشا، الذي سار على خطاه في توثيق الحج (1901–1908).


أثره في الجغرافيا والخرائط

أحدث محمد صادق نقلة نوعية في الجغرافيا الإسلامية المصوّرة، فجمع بين المسح العلمي والرؤية الاستشرافية.


رسوماته وخرائطه للطريق من القاهرة إلى مكة ما زالت تُدرس حتى اليوم في معاهد الشرق الأوسط وجغرافيا الحج.


لم يكن هدفه عسكريًا فقط، بل إنسانيًا حضاريًا: أن يُعطي للحاج أمان الطريق، وللباحث وضوح الرؤية.


أثره في الكتابة والتوثيق العربي

مزج بين ثلاث أدوات: الخريطة، الكاميرا، الكلمة، بطريقة لم يسبقه إليها أحد في العالم العربي.


أسس لما يُعرف بأسلوب "السرد البصري" في الكتابة الإسلامية – وهو سرد يمزج بين التوثيق والوصف والتأمل.


كتبه باتت مرجعًا نادرًا في أدب الرحلة الإسلامي، وخصوصًا في المكتبة الأزهرية والدار الوثائقية بالقاهرة.


مقولاته الخالدة"إذا أردت أن تُخلِّد المكان، فخُذ له صورة… وإذا أردت أن تُخلِّد الزمان، فاكتب عنه… وإذا أردت أن تُخلِّد المعنى، فاجمعهما معًا."


"أدخلت آلة التصوير إلى الحرم… لا لأُغيّر هيبته، بل لأُظهرها للعالم، وأقول لهم: هذا النور الذي أضاء قلبي."



إرث يتجاوز الصورة

لم يكن إرثه مجرد ألبومات، بل نقلة حضارية في الوعي العربي تجاه الصورة والمعرفة. لقد أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان ومقدساته، ورفع الكاميرا – في زمن كانت تُعامل فيه بشبهة – إلى مقام الاحترام والتوثيق والخدمة الدينية.


خاتمة الرحلة

كان محمد صادق باشا ابن بيئته، وابن عصره… لكنه سبقهما. نشأ في مصر زمن التحوّل، وتعلّم في فرنسا زمن الانفتاح، ووجّه علمه إلى خدمة أرضٍ لم تُوثق إلا بالحبر والدعاء. التقط الصور لا ليحتكرها، بل ليمنحها للأجيال.


ولذلك، فإن اسمه لا يجب أن يُنسى، لا في معاجم المصورين، ولا في دفاتر الجغرافيين، ولا في دفاتر الحجاج.
 
التعديل الأخير:
من هو لو سمحت انا لما بحثت بحث سريع طلع لي انه عالم دين توفي في 1835 هل تقصده و لا تقصد غيره

كنت قد قرأت سابقاً أنه كان مسلم من أهل مكة من أصول هندية - إن لم أكن واهما- ساعد مستشرق هولندي لاخذ صور للحرم المكي في نفس التاريخ الذي ذكرته عن محمد صادق باشا.
 
كنت قد قرأت سابقاً أنه كان مسلم من أهل مكة من أصول هندية - إن لم أكن واهما- ساعد مستشرق هولندي لاخذ صور للحرم المكي في نفس التاريخ الذي ذكرته عن محمد صادق باشا.
لا المستشرق الهولندي الي اسمه سنوك هرخرونيه كان اول اوروبي التقط صور للحرم لما ادعي انه اسلم و ده كان سنه 1885 اي بعد محمد صادق بحوالي 25 سنه
 
كنت قد قرأت سابقاً أنه كان مسلم من أهل مكة من أصول هندية - إن لم أكن واهما- ساعد مستشرق هولندي لاخذ صور للحرم المكي في نفس التاريخ الذي ذكرته عن محمد صادق باشا.

وكان المستشرق قد علمه التصوير وأخذ الصور له لرفع الحرج عن هذا المستشرق من أهل مكة.
أنا أول مرة صراحة أعرف أن محمد صادق قد أخذ الصور تلك ، وكنت قد رأيت كتاباً مجلدا كبيراً فيه صور كثيرة وقديمة جداً عن مكة والمدينة صادر عن دارة الملك عبدالعزيز ، ولم استطع قراءته لأنه مغلف ، ولم اشتريه لان سعره - في ذلك الوقت - بـ 1500 ريال ، وقلت في نفسي هي صور ، في النهاية سوف تنشر في النت.
 
وكان المستشرق قد علمه التصوير وأخذ الصور له لرفع الحرج عن هذا المستشرق من أهل مكة.
أنا أول مرة صراحة أعرف أن محمد صادق قد أخذ الصور تلك ، وكنت قد رأيت كتاباً مجلدا كبيراً فيه صور كثيرة وقديمة جداً عن مكة والمدينة صادر عن دارة الملك عبدالعزيز ، ولم استطع قراءته لأنه مغلف ، ولم اشتريه لان سعره - في ذلك الوقت - بـ 1500 ريال ، وقلت في نفسي هي صور ، في النهاية سوف تنشر في النت.
طالع عيني اليوم في التدوير علي الصور الي واقع في يدي قليل للاسف

فعلا في دار الملك عبدالعزيز في مجموعه صور كبيره جدا
 
لا المستشرق الهولندي الي اسمه سنوك هرخرونيه كان اول اوروبي التقط صور للحرم لما ادعي انه اسلم و ده كان سنه 1885 اي بعد محمد صادق بحوالي 25 سنه

بغدادي هو من التقط الصور له ، لأنه من أهل مكة ولن يشكك فيه أحد لاتقاطه الصور ، وأذكر أنه رجع المستشرق لبلده ، وبغدادي أرسل له الصور بالبريد.
 
طالع عيني اليوم في التدوير علي الصور الي واقع في يدي قليل للاسف

فعلا في دار الملك عبدالعزيز في مجموعه صور كبيره جدا

المجلد كبير ، وحجه كبير أيضاً ، وفيه صور غاية في النقاء ، على الأقل الصورة التي على الغلاف.
 
المجلد كبير ، وحجه كبير أيضاً ، وفيه صور غاية في النقاء ، على الأقل الصورة التي على الغلاف.
الي علي النت حاليا هي كتب و مؤالفات توثق الرحله لكن الصور فيها قليله هل المكتبه تتيح التصفح علي النت و لا لا
 
الي علي النت حاليا هي كتب و مؤالفات توثق الرحله لكن الصور فيها قليله هل المكتبه تتيح التصفح علي النت و لا لا
أنا قرأت قصة بغدادي والمستشرق في كتاب عن رحلة ذلك المستشرق ، وأذكر أنه زاره وفد من السعودية في بلده لاحقا - إن لم اكن واهماً أيضاً - واشتروا منه الصور ، ولكن بالنسبة للكتاب لا أدري هل هي من صور بغدادي حصراً أم مجموعة متنوعة معها صور لـ صادق باشاً ، كان الكتاب مغلفاً ولم اهتم به كثيراً.
 
أنا قرأت قصة بغدادي والمستشرق في كتاب عن رحلة ذلك المستشرق ، وأذكر أنه زاره وفد من السعودية في بلده لاحقا - إن لم اكن واهماً أيضاً - واشتروا منه الصور ، ولكن بالنسبة للكتاب لا أدري هل هي من صور بغدادي حصراً أم مجموعة متنوعة معها صور لـ صادق باشاً ، كان الكتاب مغلفاً ولم اهتم به كثيراً.
اتمني تكتب موضوع عن البغدادي شكل قصته هتكون مثيره بردو و لو مش هتكون فاضي ابعت المصادر و هحاول اظبط الدنيا
 
اتمني تكتب موضوع عن البغدادي شكل قصته هتكون مثيره بردو و لو مش هتكون فاضي ابعت المصادر و هحاول اظبط الدنيا

ليتك والله أنت تكتبه ، فأنت - ماشاء الله تبارك الله - همتك عالية وصبرك جم ، أما أنا فهمتي ليست مثلك وذاكرتي ضعيفة ، لكن لعلي أساعدك فيها وفي موضوعك عن العرب السابق 🌹.
 
ليتك والله أنت تكتبه ، فأنت - ماشاء الله تبارك الله - همتك عالية وصبرك جم ، أما أنا فهمتي ليست مثلك وذاكرتي ضعيفة ، لكن لعلي أساعدك فيها وفي موضوعك عن العرب السابق 🌹.
ابعت بس المصادر و متشغلش بالك
 
عودة
أعلى