اعتقد الامور مش واضحة للبعض عن نوعية العلاقة في ملف الغاز المستورد من اسرائيل وعشان كدة لازم نوضح بعض الامور (رأي هنا لا يعني انى بالضرورة موافق على تطبيع العلاقات بشكل او بأخر لكن فقط للتوضيح)...
أولًا: الإنتاج والاستهلاك المحلي
- مصر بتنتج سنويًا حوالي 2 تريليون قدم³ من الغاز الطبيعي من الحقول العاملة فعليًا (وليس المكتشفة فقط).
- الاستهلاك المحلي في مصر يقارب نفس الرقم: 2 تريليون قدم³، يتوزع تقريبًا كالتالي:
- 60% لتوليد الكهرباء
- والباقي للصناعة والاستخدام المنزلي.
ثانيًا: طيب بنصدر إزاي؟!
- رغم التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، مصر بتصدر حوالي 1.2 تريليون قدم³ سنويًا من الغاز المسال لأوروبا، بقيمة بين 6 إلى 8 مليار دولار.
- السؤال: منين بنجيب الفائض؟
هنا نروح لإسرائيل...
ثالثًا: الغاز الإسرائيلي = فرصة تجارية
- إسرائيل عندها غاز طبيعي، لكن ما عندهاش البنية التحتية لإسالته (تحويله إلى غاز مسال).
- مصر عندها محطتين كبار لإسالة الغاز: دمياط وإدكو.
- بيتم ضخ الغاز الإسرائيلي عبر خط أنابيب عسقلان – العريش، بكمية تقارب 1 تريليون قدم³ سنويًا.
- مصر بتقوم بإسالته، وتعيد تصديره لأوروبا، وتاخد في المقابل:
- رسوم إسالة
- رسوم عبور خطوط أنابيب
- ويمكن جزء بسيط يُستهلك محليًا حسب الحاجة.
رابعًا: مصر ليست فقط "مستورِدة"
- جزء كبير من الغاز المستورد لا يُستهلك محليًا، بل يُعاد تصديره، ومصر بتلعب دور "الوسيط الفني"، وده نموذج اسمه:
"بيع لحساب الغير" أو “Tolling arrangement”
- مصر كمان ملزمة بعقود طويلة الأجل مع أوروبا لتصدير الغاز، وبالتالي لو الإنتاج المحلي مش كافي، بتعوض الفجوة من الغاز المستورد.
خامسًا: طب ليه مش قطر من زمان؟
- قطر بتصدر غاز مسال بالفعل (يعني محتاج إعادة تحويله لغاز قبل الاستخدام).
- استيراد الغاز القطري لمصر بيكلف أكتر بسبب:
- النقل البحري
- تكلفة إعادة التحويل من سائل لغاز
- في المقابل، الغاز الإسرائيلي بييجي بالحالة الغازية مباشرة عبر الأنابيب، أرخص وأسهل في التعامل.
سادسًا: أهمية كل ده
- مصر حاليًا هي الدولة الوحيدة في المنطقة اللي عندها:
- قدرة إسالة
- بنية تحتية لأنابيب دولية
- موقع جغرافي يربط بين مصادر الغاز والمستهلكين (أوروبا)
- وده بيخليها مركز إقليمي للطاقة بكل معنى الكلمة.