المسألة ليست تأخر بقدر ما هي صعوبة، انت تتحدث عن دولة كانت قابعة تحت وطأة الاستعمار أكثر من قرن، كان المستعمر يحارب الثوار من جهة ويحارب الثقافة والدين الإسلامي من جهة أخرى، لم تكن هناك أي مدارس تدرس اللغة العربية أو لغة أخرى عدى لغة المستعمر، لم تكن العربية تدرس الا في مدارس تحفيظ القرآن والتي كانت تختبئ حتى لا يتم تدميرها، الأجيال التي عاشت تلك الحقبة درست وتعلمت لغة واحدة، و نشأت حرف واعمال واشغال تستعمل تلك اللغة لأنه كان يجب استعمال لغة للتواصل والتكاتب والتجارة...
من ضمن هذه الوظائف التدريس والطب والصيدلة والصحافة، مثلا هناك عندنا صحف ناطقة بالفرنسية واول المطالعين عليها هم كبار السن من حقبة الاستعمار الذين فاتهم سن الدراسة بعد الاستقلال، كيف سيكون مصير الصحافيين العاملين بالفرنسية، اكيد سيتم فصلهم من مناصبهم، وفي هذا الإطار تتجه الدولة لإيقاف كل الفروع الفرنسية في كل المجالات في الجامعات حتى لا يكون هناك متخرجين ليس لهم منصب مستقبلا، نفس الشي للطبيب والمهندس ووو كلهم لا يمكنهم الانتقال من لغة إلى لغة ببساطة، لأنه ممكن اي غلطة في الترجمة تصير في مشكلة
نقطة أخرى سابقا لم تكن هناك تقنية الإعلام التي لدينا في الحاضر، سابقا لو كنت تريد أن تسمع الاخبار فيجب عليك استعمال لغة المستعمر، أما الآن ومع التطور التكنولوجيا فبامكان اي شخص سماع ومعرفة وتكلم اي لغة اجنبية، حتى ولو كانت لا تدرس في المدارس
لكن وكما ذكرت في الأعلى والحمد لله يعتبر هذا الجيل الجيل الثالث بعد الاستقلال وهو يبتعد عن مخلفات الاستعمار الذي تقوم الحكومة بنتظيفها رويدا رويدا حتى تنقلع بلا رجعة