أصدر الكوريون الشماليون صورًا وفيديوهات يُظهرون فيها ما يزعمون أنه سلاح فرط صوتي متوسط المدى يستخدم معززًا صاروخيًا يعمل بالوقود الصلب، ويحمل في أعلاه مركبة انزلاقية فرط صوتية. وتحتوي منصة الإطلاق والنقل ذات الـ14 عجلة، والتي تُعرف باسم "هواسونغفو-16B"، على قسم أمامي على شكل صدفة مزدوجة لحماية المركبة الانزلاقية، التي تكون مكشوفة في العادة، قبل الإطلاق.
صورة للصاروخ الجديد المُعلن عنه حديثًا "هواسونغفو-16B" على منصة الإطلاق والنقل الخاصة به، وتظهر الصدفة الأمامية (التي تغطي الرأس الحربي) مفتوحة. يظهر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، مرتديًا سترة جلدية سوداء، على الجانب الأيمن من الصورة.
كيم جونغ أون يسير أمام منصة الإطلاق والنقل الخاصة بصاروخ "هواسونغفو-16B" قبل تجربة الإطلاق .
وجاء في البيان الرسمي الكوري الشمالي أن الصاروخ "بلغ ذروته الأولى على ارتفاع 101.1 كيلومترًا [أي ما يزيد قليلًا عن 62.8 ميلًا]، والذروة الثانية على ارتفاع 72.3 كيلومترًا [ما يقارب 45 ميلًا]، وذلك خلال رحلة طيران بطول 1,000 كيلومتر [أكثر من 621 ميلًا]، وفقًا للجدول الزمني، ليصيب بدقة مياه بحر الشرق الكوري [المعروف أيضًا باسم بحر اليابان]."
من جانبهم، قال المسؤولون في كوريا الجنوبية يوم أمس إنهم قدّروا المسافة الإجمالية التي قطعها الصاروخ بنحو 372 ميلًا (600 كيلومتر). كما وصفوه بأنه صاروخ باليستي متوسط المدى، وهي فئة من الصواريخ الباليستية التي يتراوح مداها الأقصى بين نحو 1,864 و3,418 ميلًا (3,000 إلى 5,500 كيلومتر). ومع ذلك، أضافوا – بحسب وكالة أسوشيتد برس (AP) – أن "الكوريين الشماليين كانوا على الأرجح يختبرون تقنيات جديدة للرؤوس الحربية".
صورة لكيم جونغ أون خلال تجربة الإطلاق الأخيرة لصاروخ "هواسونغفو-16B". وتُظهر الخرائط الظاهرة في الخلفية تفاصيل تتوافق مع المزاعم الكورية الشمالية بشأن مسار الصاروخ.
تدّعي كوريا الشمالية أن تجربة
هواسونغفو-16B قد أظهرت قدرة المركبة الانزلاقية على إجراء مناورات "التزحلق والقفز" والتغيير السريع للاتجاه. وتُعرف هذه المناورة أيضًا باسم مسار "الدلفين"، حيث تتضمن عادةً مناورة صعودية واحدة على الأقل لخلق "خطوات" هبوطية متتابعة أثناء توجه المركبة نحو هدفها. وهذه قدرة تمتلكها أيضًا الصواريخ الباليستية التقليدية المزودة برؤوس حربية قابلة للمناورة (MaRV) بدرجات متفاوتة.
يُوصف
هواسونغفو-16B أيضًا بأنه ذو "قيمة استراتيجية عسكرية"، وهي العبارة التي استخدمتها السلطات في كوريا الشمالية في الماضي لوصف الأنظمة القادرة على حمل رؤوس حربية نووية. ومع ذلك، لا يتم ذكر نوع الرأس الحربي الذي يمكن تركيبه داخل المركبة الانزلاقية بشكل دقيق. قد يُنظر إليه كنظام ذو دور مزدوج، حيث يمكن تجهيز المركبة بأنواع من الرؤوس الحربية التقليدية والنووية. ومع ذلك، من المحتمل أن يكون الرأس النووي هو الأولوية لنظام كوري شمالي من هذا النوع.
يُضيف البيان الكوري الشمالي أن
هواسونغفو-16B يحتوي على قسم معزز من مرحلتين. ومن الصور التي نشرتها الحكومة في بيونغ يانغ، من غير الواضح عدد محركات الصواريخ الفردية التي قد تكون موجودة في المرحلة الأولى. وقد أصدرت الحكومة الكورية الشمالية إعلانًا منفصلًا الشهر الماضي عن اختبار لما قيل إنه محرك صاروخي جديد يعمل بالوقود الصلب.