الإمارات لا تنشغل كثيراً بالخلافات العقائدية، وهذا واضح منذ سنوات في طريقة تعاملها مع إيران. كانت من أوائل الدول التي فرقت بين المصالح الاقتصادية والنفوذ الديني، وتحملت الكثير من الهجوم الشعبوي نتيجة هذا التوجه. بل واجهت ضغوطاً غربية كبيرة واستمرت في الحفاظ على علاقات تجارية قوية مع إيران.
أما ما يخص التقارب السعودي الإيراني، فهو في مصلحة الإمارات وليس العكس. الخلاف في بداياته كان عقائدياً (سني - شيعي)، ثم تحوّل إلى خلاف سياسي مع تهديدات مباشرة بين الطرفين، حتى جاءت الوساطة الصينية وحققت اختراقاً فعلياً في عهد إدارة بايدن. وهذا يعود لعدة أسباب أهمها التوجه السعودي الذي يخدم النمو الاقتصادي بصورة كبيرة جداً وثانياً نفوذ ايران تآكل بصورة كبيرة خلال الثلاث سنوات الماضية، وأصبحت طرف ضعيف في المعادلة وتحتاج إلى تسويات سياسية أكثر من أي وقت مضى..:
الإمارات دولة مؤسسات وتفكيرها يرتكز على الاستقرار والتنمية، لا على الصراعات العقائدية أو حسابات النفوذ الديني. وأي تهدئة سياسية في المنطقة بهذا الحجم تُعتبر مكسباً استراتيجياً لها، وليس أمراً يثير قلقها.